اخر الروايات

رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الخامس 5 بقلم فاطيما يوسف

رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الخامس 5 بقلم فاطيما يوسف



_من انتي تلك الحسناء التي تراود خيالي كل وقت وحين ؛
كالفراشة العابرة حين يمر طيفك في بالي وأحس بالحنين ؛

ولمحه الحزن في عينيكي تشغل عقلي وحينها أشعر بالجنون ،

وعندما أعود إلى رشدي أعاتبه لما تسأل عن المكنون ؛

فيجبب قلبي أن طيفك يستحق الانشغال ويجمع عقلي الظنون؛

وأعود أفكر في المكنون بكل إحساسي وتشتاق الجفون .

خاطرة رحيم المالكي

في منزل راندا المالكي عصراً

يجلس ايهاب متأكا على تخته ومحتضنا زوجته وحبيبة ايامه راندا مرددا لها بحزن :

على قد ما أنا كنت جاي الأجازة دي حزين علشان باهر الله يرحمه،

علي قد مانا حسيت ان طاقتي اتجددت ،

انا روحي هنا معاكم وفي وسطيكم هناك حاسس اني شريد وغريب وحياتي مفتقدة طعم الحياه ودفا البيوت ،

ثم أمسك يديها وقبلهما مرددا وهو ينظر داخل عينيها بحب :

_واكتر حاجه هفتقدها حرماني منك يا حبيبه القلب والروح يا ساكنه الوجدان ،

ما تتصوريش لما بسافر واسيبكم اول اسبوع بيعدي عليا ازاي الأكل ما لهوش طعم والنوم بالعافية والدنيا وحشه جدا لحد ما أحس ان انا خلاص اتأقلمت واخدت على كده وامشي في دوامه الحياه .

تجمعت غشاوه الدموع في مقلتيها واحست بمدى العذاب الذي يعيش فيه زوجها في غربته فهي مهما كان تعيش مع ابنائها وفي وسط عائلته يخففون عنها القليل من الآلام ، اما هو ولا جليس ولا أنيس يمرر ثقل الأيام والوحدة وتحدثت بحزن عميق :

_يا حبيبي بجد كلامك بيقطع في قلبي وبيحسسني ان احنا جانيين عليك،

وان انت جاي على نفسك زياده عن اللزوم علشان خاطر تسعدنا كلنا وتوفر لنا حياه كريمة نعيش فيها ،

بجد انا نفسي ان انا نفضل معاك هناك على طول وما نسيبكش خالص بس هعمل ايه تعليم الأولاد صعب هناك جدا وكمان بابا وماما ما يقدروش ما يشوفونيش كل سنتين مره ،

بجد عناء الغربة صعب علينا جدا بس هنعمل ايه ادي الله وادي حكمته ،

و استرسلت حديثها وهي تنظر داخل عينيه بحب:

_بس انت عارف لما بكون جايه لك بحس ان انا عروسة رايحه لعريسها يوم فرحها وان الفرحة مش سايعاني اني خلاص هترمي في حضنك واشم أنفاسك واتمرمغ جوه حضنك واطفي الاشتياق اللي بيسببه بعدك عني .

ابتسم بحب على كلامها وشدد من احتضانها وتحدث بوحشة :

_ياه يا راندا ما تتصوريش لما بتكوني في حضني زي دلوقتي كده ببقى مش عايز الوقت يمشي غير لما اشبع من حضنك ولو اني واثق ومتأكد انه ما يتشبعش منه ابدا ،

حضنك بالنسبه لي الكتف اللي بيسندني من الشقي ،

واللي بيديني طعم للحياه من صراعتها اللي ما بتنتهيش ،

انا بعد الأيام والسنين علشان خاطر اقول قربت ونتجمع انا وانتي والأولاد ومع مرور الأيام احس ان العمر بيعدي وسنين الشباب بتضيع وكتير بقول ان الغربه هتاخد عمري وشبابي من غير ما أحس بوجودكم جنبي،
الغربه حرمان كبير قوي يا راندا مش هيحس بطعمه والمه الا اللي مجربه مهما أوصف .

كلامه اشعر بدنها واحست بمدى تعبه وآلام نفسه من وحدة أيامه واحتضنت كفاي يداه بين يديها وتحدثت بحنان وهي تنظر داخل عينيه :

_ياه يا حبيبي قد كده انت متعذب وضايع والحرمان مهدد سلامك وامانك ؟

قد كده حياتك جحيم واللحظات بتعدي عليك كأنها سنين ؟

كلامك بيحسسني ويخليني اقول يا ريت ما كنا خدنا الخطوة دي وبقينا في النص لا عارفين ننسحب ولا عارفين نرجع لنقطة البدايه ولا عارفين ناخد خطوه جريئة ومجنونة بأنك تقعد في وسطنا وما تسافرش تاني ونسيبها تمشي بالبركه ،

بجد انا من جوايا حزين عليك وعلينا وعلى حالنا ،
من جوايا بيتقطع من بعدك عننا والاشتياق اللي بيدمرنا .

حرك راسه بنفي عندما رأى الحزن في عينيها بسبب حديثه واحساسها بالذنب فأجابها بحنان :

_لا يا حبيبتي اوعاكي ترمي الملامه على نفسك ولا تحسسيها بالذنب ناحيتي او ناحيتنا عموما احنا الاتنين بنتعذب زي بعض بالظبط انتي هنا مع الأولاد شايله مسؤوليتهم الكامله لوحدك وفي مواقف كتير بتكون محتاجه ان الاب هو اللي بيحلها وما بتلاقيهوش موجود فبتكوني انتي الأب والأم،

الذنب لا عليا ولا عليكي ولا على الأولاد هو ده حكم الحياه وده حكم الزمن ولازم نسعى علشان خاطر ولادنا يعيشوا في مستوى افضل والحمد لله احنا احسن من غيرنا في ناس بيتغربوا بالسنين وما بيشوفوش اهاليهم غير كل تلت سنين مره اما احنا الحمد لله بنشوف بعض كل اجازه صيف وبتقضوها معايا ،

يعني الحمد لله متهونه شويه علينا ومش مقفله لدرجة تدخلنا مرحلة الاكتئاب بس على قد الحب على قد الاشتياق هو اللي بيأثر فينا كده انا وانتي وفي اولادنا بس ربنا يجعله في ميزان حسناتنا ،

واسترسل حديثه مغيرا مجرى الموضوع كي لا يحزنها :

_جهزتي لي شنطتي ولا اقوم اجهزها علشان انتي عارفه طيارتي بكره ان شاء الله الساعه 11:00 الصبح ومش هيبقى عندي وقت اني اجهزها .

تنهدت بثقل عندما ذكرها بسفره وازدرفت الدموع من عينيها كالشلالات وشددت من احتضانه قائلة بلوع:

_ليه بتفكرني دلوقتي ان انت مسافر بكره وهتسيبنا وهتمشي ؟

واجهشت في البكاء بصوت عالي،

حزن هو لأجلها وحدثها بصبر كي ينسييها ألم الفراق :

_يا حبيبتي انتوا خلاص هتقعدي شهر هنا وهتيجوا لعندي هناك تكون اختك هديت شويه واعصابها هديت واوعدك اني مش هشتغل كثير في وجودكم هناك ،

بجد دموعك بتقطع في قلبي لما بشوفها ما تعيطيش تاني يا راندا علشان خاطر بجد ببقى حزين ومتضايق لما بشوف دموعك ،

واسترسل حديثه بمداعبة وهو يغمز لها بشقاوه :

وبعدين انا مسافر بكره عايزه ادلع واعيش ليلة ولا الف ليلة وليلة ولا هتقعدي بقى كئيبة وحزينة طول الليل وما تودعينيش وداع يليق بالبشمهندس ايهاب ؟

جففت دموعها بالمنشفه الورقيه على السريع واجابته على الفور بلهفه واشتياق :

_لا يا عمري ويا قلبي ويا كل حياتي ما اقدرش انكد على روح قلبي بس انا اللي خدتني الجلاله شويه واتأثرت بيك ،

ده انا هعيشك ليله اخليك تحلم بيها طول الشهر عقبال ما اجي لك،

واستطردت وهي ترفع حاجبها بمشاغبه :

بس انت تسد قصاد رندا المالكي يا حضره البشمهندس .

قهقه بصوت عال على حديثها ومشاغبتها واجابها بغرور :

_عيب عليك يا روني ده يبقى عيب في حق الهندسة ذات نفسها ،

والهندسة ما ترضاش بكده ابدا لأنهم بيحبوا طلابهم وخريجينهم يتفوقوا بامتياز في اي معركه يدخلوها فما بالك بقى بمعركه حبنا انا وانتي تصوري كده اني افشل فيها يستحيل ،

واسترسل بغمزه من عيناه:

_ بس ساعه الجد ماتقلبيش قطة ياقطة .

ضحكت راندا بشدة على حديثه وارتمت بين أحضانه كل منهما يسقي الآخر من شهده ويشبع رغباته تاركين ورائهم هموم الحياه التي لم تنتهي .

____________________________

في مصنع مالك الجوهري
لملمت اشيائها باستعجال وجرت مسرعة ووجدته يهرول ناحيه المصعد الكهربائي،

وقبل ان يغلق مالك باب المصعد اقتحمت هي المصعد قبل ان يغلق الباب،

نظر اليها مالك بإستغراب شديد وتحدث ببرود وعدم اهتمام :

_ انت ازاي تقتحمي الأسانسير وتدخلي من غير استئذان اللي حصل ده ما يتكررش تاني والا هعتبر عقدك منهي معانا من قبل ما يبتدي .

انصدمت هنا من بروده وجديته معها ولم تكن تتوقع تلك المعامله البارده ورددت بحزن بان علي معالم وجهها :

_هو انت مش فاكرني يا مالك ولا انت اللي عامل نفسك مش فاكرني لحقت نسيت هنا بسرعه كده ولا كان كلامك معايا وحبك ليا كله في الباي باي ؟

استمع مالك الى حديثها بعدم اهتمام ونظر الى ساعته كي يصل اليها عدم اكتراسه باقواالها واجاب على سؤالها باختصار :

_مالك الجوهري ما بينساش اللي ما عندهمش اصل وخاصه لما كان ليهم مواقف تبين حقارتهم معاه في حياته،

وانصحك علشان انا ما ليش في قطع الأرزاق طالما هتشتغلي هنا زيك زي زميلاتك اللي كانوا معاكي فوق ويا ريت ما تتعديش حدودك واسمي هنا الأستاذ مالك يا ريت ما تنسيش نفسك علشان هي غلطه واحده بس ليكي معايا وبعد كده اقول لك مع السلامه مش عايزين .

وما إن انهى حديثه انفتح باب المصعد وخرج منه مالك بشموخ من امامها دون ان ينتظر منها الرد وتركها تتعجب من رده عليها واحراجها بهذا الشكل الذي لم تتوقعه وحدثت حالها باستنكار واستغراب :

_هو ازاي اتغير كده وبقى عنيف في ردوده وفي كلامه ده كان زي النسمه ومعاملته معايا كانت كلها رجوله وجنتله ؟

يكونش عرف انا ليه سبته وما دخلش عليه الكلام اللي انا قلته له ساعتها ؟

اكيد عرف علشان كده بيتعامل معايا بالبرود ده ده كان اول ما بيشوف شكلي ولا بيسمع صوتي عيونه كانت بتطلع قلوب وحتى لما افترقنا كان متاثر جدا وحزين على بعادنا يا ترى ايه اللي غيرك يا مالك ؟

واه لو طلعت تعرف اللي في بالي .

انتهت من حديثها وخرجت من المجموعه وهي رافعه راسها بكبرياء وما ان خرجت رفعت انظارها الى اسم المجموعه بانبهار ورددت بتمني مع حالها :

_عن قريب قوي هرجعك تاني إنت ما تقدرش تستغنى عن هنا يا مالك وهملك قلبك من جديد وهنسيك اسمك زي ما كنت منسيه لك زمان بس الصبر ،

واكملت بتصميم وهي تبني احلاما بانها ستكون الآمر والناهي بتلك المجموعه ولن تتراجع عن ذلك وستستخدم جميع اسلحتها في الدفاع عن ما تظنه ملكها :

_مش انا اللي تسيب حاجه هي عايزاها وهرجعك تعشق خيال هنا اللي كنت بتحس بيه قبلها وهخليك زي الخاتم في صباعي زي زمان .

كانت تحادث نفسها بانتشاء وهي تروي في خيالها آلاف الأفكار التي نظمتها مع حالها قبل ان تاتي الى تلك المجموعه،

احقا كانت تظن ان مالك لن يعاملها بهذا الجفاء ولكن فلتستكين وتراجع خطواتها كي تعرف من اين البدايه الى مالك الجوهري حتى تصل الى مبتغاها التي لن تتنازل عنه .

اما في سياره مالك كان متكئا على كرسيها الخلفي وعقله يدور في سنوات مضت ويتذكر كيف كانت تلك الهنا احب النساء الى قلبه فقد كانت حبه الأول وأول من دق لها القلب ولكن الزمن فرقهم كما كان يظن وعاد برشده وتذكر الصدفه التي عرفته حقيقتها ولولا تلك الصدفه لكان باقيا على حماقته في تذكره انها ضحت لأجله ،

احيانا يكون العقل والقلب متشبس باشخاص كانوا له بمثابه الحياه ،

كانوا له بمثابه الونس والروح التي لا تفترق عن الروح ولكن ذلك في ظاهر الامر وحينما نتعمق في العلاقات نكتشف مدى حماقتنا بتعلقنا بوهم مع تلك الاشخاص الهشه .

_______________________________

انقضى اسبوع كاملا على وفاه باهر والكل مجتمعين في شقته، والدته التي لم تترك منزله بسبب اعيائها الشديد وعدم قدرته على النطق السليم فما زالت في صدمتها على فقيدها الغالي لم تبرا منها وغشاوه الدموع لم تفارق عينيها ،

وكذلك والده ريم التي لم تفارقها منذ وفاه زوجها فقط تذهب الى بيتها سويعات قليله وتعود الى ابنتها الغاليه تاخذها بين أحضانها ولن تفارقها فقلبها ينفطر الما على حال ابنتها ومصيبتها التي اصبحت فيها ،

اما عن والدها واخيها فكانوا ياتوها كل يوم يطمئنون عليها ويؤازروها في محنتها ويخففوا عنها قليلا ،

وفي نفس المكان كانت تجلس صهرتها هند بلا مبالاة لما حدث هي تمتلك جمود في المشاعر يجعلها لا تلقي بالا لحزن غيرها ،

فتحدثت هند حديثها المسموم لريم قائله :

_يا عيني عليكي يا ريم حياتك انقلبت 180 درجه في لمح البصر وجوزك راح الله يكون في عونك يا حبيبتي ويصبرك على السواد اللي انت هتعيشيه بعد موته ،

ثم قلبت عينيها مدعيه للحزن مكمله حديثها بحزن مصطنع :

_الله يرحمه كان راجل بالف راجل عمره راح بدري بدري كان مهنيكي ومخليكي ست الستات .

لم يعجب كلامها فريده والدة ريم ووجهت انظارها اليها قائله بدفاع عن ابنتها امام سليطه اللسان تلك :

_امر الله يا حبيبتي ونفد وما نقدرش نعترض على حكمه ولا على اقداره البني ادم مننا في لحظه ممكن يفارق وما حدش عرف عمره ،

وبعدين الشر بره وبعيد سواد ايه اللي بنتي هتعيش فيه ربنا يخلي ولادها الاتنين ويخلي ابوها واخوها مش هيخلوها تحتاج حاجه ابدا ولا هيسمحوا لحد يبهدلها او يمس طرفها دي ريم اغلى الغاليين يا ام البنات .

اغتاظت هند من حديث تلك القويه ونعتها لها بأم البنات ظنا منها بأنها تعايرها بذلك وكادت ان تنطق الا ان زوجها باهر اشار اليها بعينيه ان تسكت مرددا بحزم :

_لو سمحتي يا هند خدي البنات وانزلي علشان خاطر الجماعه تعبانين شويه وعايزين يستريحوا وكمان تشوفي البنات ما أكلوش لحد دلوقتي وانا نازل رايح المطعم شويه .

وما ان استمعت والدته لمغادرته نظرت اليه قائله وهي تشير له بالجلوس مره اخرى :

_انا عايزاك يا باهر في موضوع مهم استنى خدني معاك نزلني شقتي هنتكلم فيها تحت .

استمعت فريده الى حديثها ثم قامت من مكانها وكذلك والد ريم واخيها مرددين وهم ينتوا المغادره ناظرين الى ابنتهم قائلين لها :

_انا همشي يا حبيبتي مع باباكي وهاجي لك الصبح ان شاء الله مش محتاجه حاجه اجيبها لك معايا وانا جايه؟

رفعت ريم انظرها الى والدتها مردده باستبيان:

_ما تتعبيش نفسك يا ماما وتيجي انت واخده اجازه من الشغل بقى لك اسبوع انا بقيت كويسه الحمد لله هقدر اشوف اموري بنفسي ما تقلقيش علي ،

ثم اكملت وغشاوه الدموع تراود مقلتيها :

_انا خلاص لازم اعتمد على نفسي في كل امور حياتي اللي انا فيه مش حاجه مؤقته وهتنتهي ده امر واقع مضطره اني اتعايش معاه ،

ولو احتاجت حاجه يا حبيبتي اطلبها منك كفايه عليكي الاسبوع ده انت اتبهدلتي معايا جامد وما تقلقيش عليا ،

ربنا المعين وباذن الله هيهونها على قلبي وعلى اولادي .

استمع والدها الى حديثها بقلب منفطر وردد بحب وهو يقبل راس غاليته :

_معلش يا حبيبتي ربنا له حكمه في كده ربنا يصبرك ويعينك على الحمل اللي إنتي شايلاه،

وما تقلقيش طول ما انا جنبك عمري ما اتخلى عنك ولا هسيبك ولو حصل اي حاجه في لمح البصر هتلاقيني قدامك برنة تليفون منك بس،

ربنا يعوضك ويجبر قلبك خير في ولادك يا حبيبتي .

نظرت الى والدها بامتنان وارتمت في احضانه واجهشت بالبكاء الشديد قائله بمرار :

_خلاص يا بابا بعد باهر الدنيا كلها ما بقتش تسوى حاجه بالنسبه لي وكل حاجه حلوه راحت بموته واحساسي بالحياه بقى معدوم ،

انا خلاص باهر فارقني وسابني جسد بلا روح أخد الفرحه وساب القهر لقلبي ،

أخذ الضحكة والإبتسامة الصافية وساب الحزن لعمري،

أنا في دوامة يابابا ومش عارفه أفوق منها ولا أعيش ،

ساعات بيتهيأ لي إنه يطلع كابوس وهفوق منه وأصحي من تخيلاتي وتهيآتي علي حقيقه بشعة ،

وساعات بقول يارتني كنت مكانه وإن أنا إللي مت وهو إللي فضل عايش علشان الوجع والمرار اللي عايشاه .

وكادت أن تكمل نحيبها إلا أن والديها رددوا في صوت واحد برعب :

_ بعد الشر عنك ياحبيبتي ،

وأكملت والدتها وهي تأخذها بين أحضانها بحنان ممزوج بالخوف من تخيلها المرير لدعاء ابنتها علي نفسها:

_ لا يانور عيني ألف بعد الشر عنك ربنا مايضرناش فيكي أبدا وتعيشي وتشوفي ولادك أحسن الناس في حياتك ياحبيبتي ،

اوعي أسمعك بتقولي كده تاني أبدا ربنا مايورنيش فيكم حاجه وحشه أبدا ياحبيبتي.

وظلوا يهدهدوها بكلامهم ويغدقوها من حنانهم ثم استأذنوا للمغادرة ،

أما زاهر فنظر إلي ريم مرددا باحترام:

_ أنا هاخد ماما وننزل ياأم عمر بعد إذنك مش محتاجة حاجه إنتي والأولاد أجيبها لك ؟

تنهدت بقلب موجوع وأجابته بهدوء معتادة عليه :

_ تسلم يازاهر بابا وماما مش مخليني محتاجه حاجة خالص ولا أنا ولا الأولاد وأكيد لو حسيت نفسي عايزة حاجة هطلب منك .

أحس بالضيق من حديثها وردد بامتناع:

_ معلش يا ريم متخليش والدتك تجيب حاجه تاني وتتعب نفسها إنتي وولاد أخويا من ساعه وفاته مسؤلين مني وده مش تفضل ولا كرم مني لأ ده من خيره الله يرحمه ومن حقه .

استمعت والدته إلي حديثه وأجهشت في البكاء وهي تردد ببكاء:

_ آه ياحبيبي ياللي بقيت ماضي نترحم عليه ،

رحت وسبت امك لوحدها يا باهر وقلبي انكوى واتحسر بفراقك ربنا يرزقك الجنه ونعيمها يا حبيبي وينور لك قبرك ،

اخذتها ريم بين احضانها وظلتا الاثنتان تبكيان على فقيدهم الغالي بألم ،

تألم زاهر كثيرا من دموعهم فهو لم ولن ينسى اخيه الذي انكوي قلبه ايضا بفراقه واخذ بيد والدته واستاذن من ريم النزول ،

واحتضنها تحت إبطيه وهبطا الى شقتها لكي يرى الموضوع الذي تريده منه ،

كانت هند تدور في شقتها كالثور الهائج وهي تضرب بقبضتي يديها على بعضهما وتردد مع حالها بغل :

_بقي انا الوليه الحيزبونه دي تكسفني قدامهم وتقول لي يا ام البنات ،

وكانت بتتكي عليها قوي اصلا هي قصدها علشان تحرجني والله ما هعديها لها ،

وهمرر عيشه بنتها في البيت ده اللي الكل دلوقتي محاوطها وكأن ما فيش الا غيرها انا اصلا مش عارفه ايه اللي مقعدها هنا لحد دلوقتي ما ياخدوها معاهم اللي كانت قاعده علشان خاطره مات ،

واثناء دورانها حول حالها استمعت الى خطوات الى الاسفل فطلت من النافذه وجدت زوجها ووالدته نازلين الى الأسفل فتذكرت انها كانت تريده في امر هام،

انتظرت حتى اكملوا هبوطهم ثم خرجت من شقتها دون ان يشعر بها احد ثم انسحبت على خطوات السلم بهدوء حتى وصلت الى باب شقة حماتها ووضعت اذنيها لكي تسمع ما الذي يحاكي بينهم بفضول معتاده هي عليها .

اما بالداخل أمسكت اعتماد والده باهر المنشفه الورقيه وجففت دموعها ونظرت الى ابنها وتحدثت بجديه :

_ شوف يا زاهر اخوك الله يرحمه مات وساب مراته صغيره وفي عز شبابها ومعاها ولدين وعندها خير من ورا اخوك الله يرحمه انا مش عايزاها يا ابني تاخد العيال وتمشي من البيت ،

علشان ولاد باهر لو بعدوا عني انا هيجرى لي حاجه كفايه ابوهم الله يرحمه مات وسابني ،

وما ان قالت كلماتها الاخيره حتى انذرفت الدموع من عينيها كالشلالات على فقيدها الغالي ،

احتضنها ابنها وربت على ظهرها بحنان وردد قائلا بحزن على حالتهم :

_كفايه بقى يا امي دموع وعياط لو كانت الدموع بترجع اللي افتقدناهم واللي الموت اخذهم كنا بكينا بدل الدموع دم ليل ونهار بس ده امر الله ولازم نصبر ونحتسبه عند ربنا سبحانه وتعالى ،

وربنا يبارك في ولاده ما تقلقيش مش هتمشي ولا هتفكر تبعد ولادها عنك يا حبيبتي ،

ريم بنت اصول ومتربيه وما تقلقيش مش هتسيبك ريحي بالك وكفايه دموع علشان خاطر صحتك يا حبيبتي .

اما عن الواقفه في الخارج وضعت يدها على صدرها من من اثر الصدمه لما استمعت اليه،

وجحظت عينيها وانطلقت نظرات الغل والشر من بينهم وتوعدت بداخلها مردده مع حالها بوعيد الشر :

_بترسمي على ايه يا وليه يا شايبه إنتي كمان ما ابقاش انا هند اما خليتها تمشي من البيت النهارده قبل بكره ده انتم ناويين تقلبوها نار وحريقة وانا مش هعديها والله هيقف قدامي هدوسه ومش هيهمني انا عارفه اصلا دماغك بتفكر لفين ومش هوصلك للي انت عايزاه يا شايبه انت اذا كنت إنتي ولا السهتانه اللي فوق ،

____________________________

في الملجا عصراً

تقف شريفه مديره الملجا وامامها جميع الفتيات تقفن منتظمات في صفوف امامها وهي تلقي عليهم ارشادات الحفل الذي يقام في الدار وسيحضره الوزير وبعض من قامات الدوله مردده بحزم :

_دلوقتي يا بنات الحفله اللي بتعملها الدار كل سنتين ميعادها قرب طبعا كل واحده فيكم عارفه دورها من النشاطات هتعمل ايه انا مش عايزه غلطه لان اللي حاضر الحفله زي كل مره قامات من الدوله عايزاهم يخرجوا ويقولوا اداره الملجا عظمه مش عايزه غلطه من الاخر ،

انا جايبه لكم مدربات لكل نشاط هتقوموا بيه في الحفله كل مدربه متخصصه في كل نشاط هتاخد المجموعه اللي تبعها عايزاكم تفتحوا دماغكم معاها وترفعوا راسي ،

علشان لو رفعتم راسي هكافئكم مكافاه ما كنتوش تحلموا بيها .

استمعن الفتيات اللي حديثها المعتاد قبل اي حفله تعد لها الدار ورددن بكل قبول اعتادوا عليه :

_علم وينفذ يا ابله شريفه ما تقلقيش هنشرفك وهنرفع راسك زي كل مره واحسن كمان .

ابتسمت لهن ابتسامتها البارده المعتاده ورددت وهي تصفق على يديها :

_برافو حلوين كده احبكم اتفضلوا يلا تروحوا على اماكنكم وان شاء الله المدربات جايه من بكره عايزاكم تكونوا مستعدين على قدم وساق ،

ثم نظرت الى مريم وهي تشاور لها قائله لها بأمر:

_تعالي لي يا مريم على المكتب علشان انا عايزاكي .

ثم اولتهم ظهرها وغادرت الى المكتب ومريم تتبعها وجلس سويا على الاريكه الموجوده في المكتب ونظرت المديره الى مريم قائله لها بنظرات ثاقبة :

_شوفي يا مريم انتي اكتر واحده لازم تاخدي بالك من النشاط اللي إنتي هتأديه لأن فقره المغنى بتاعتك هي اهم فقره لازم تتقدم بكل حرفيه ،

الاغنيه اللي هتقول لك عليها المدربه تتقنيها كويس جدا وتسمعي كلامها في كل حاجه لان اللي هيحضر الحفله زي ما قلت ناس كبيره ،

انا عايزاكي تغني بقلبك وبروحك وبكل كيانك علشان خاطر الدار تاخد شهاده الجوده ،

فاهماني يا مريم ولا ايه ؟

استمعت مريم الى حديثها بكل اذان صاغية واجابت بطاعه عمياء معتاده عليها :

_ما تقلقيش يا ابله شريفه انتي عارفه اني بغني من قلبي اصلا وإن دي هوايتي المفضله فما تشغليش بالك خالص كل حاجه هتبقى تمام باذن الله والدار هتاخد الجوده زي ما انتي عايزه .

قامت المديره وذهبت الى مكتبها وتحدثت الى مريم قائله وهي تشير ناحيه الباب بيدها :

_ تمام يا مريم انا واثقه انك هتعملي شغل حلو زي كل مره واحسن كمان ويمكن ربنا يسهل لك وحد يكتشفك من الموجودين وابقى عملت فيكي خير تدعي لي عليه العمر كله ،

اتفضلي يلا شوفي هتعملي ايه وعايزاكي تبقي جاهزه بكره بكل حماس .

اطاعتها مريم وخرجت من المكتب وذهبت الى غرفتها جمعت كتبها ونزلت الى حديقه الدار لكي تذاكر دروسها فلديها مادتين وتنتهي من اختبار نصف العام الدراسي ،

وما ان وصلت حتى امسكت هاتفها وتفحصت موقع الفيسبوك ودخلت على جروب الجامعه وظلت تقرا المنشورات الموجوده فيه،

حتى رات امامها منشور لصاحب القلب الرحيم الذي اولاها بعطفه وادخلها الامتحان رغم تاخيرها ورددت وهي تنظر الى صورته الشخصية بتمعن :

_فعلا اسم على مسمى رحيم وانت رحيم .

ثم اخذتها يديها الى ان تفتح صفحته الشخصيه وترى ما بها من باب الفضول ،

واذا بها استمرت في التقليب وقراءه منشوراته التي تمتاز بخفه الدم احيانا ،

فجاء امامها منشور في صوره مضحكه للغايه وجدت نفسها تضع تفاعل ضحكه عليه ،

ثم خرجت من صفحته ووضعت هاتفها بجانبها وامسكت كتابها لكي تذاكر دروسها فهي لن تتنازل عن ان تصبح معيده في الجامعه وتقديراتها طوال السنين الماضيه الاولى على دفعتها ،

وستجاهد حالها على ان تنهي سنتها الأخيره بنفس التقدير مهما حاوطتها الظروف المحيطة بها .

اما عن رحيم فكان ممسكا بهاتفه واذا باشعار جاء على منشور له فنظر الى صاحبه التفاعل ،

وجدها وعرفها جيداً فهي واضعه صوره صفحتها بصورتها الشخصيه فوجد نفسه يفتح صفحتها واول ما رات عينيه هي سيرتها الذاتيه والتي كانت عباره عن :

_ "مش هسمح يتمكن مني يخوف مش هستسلم للظروف وهكافح وهوصل رغم الأنوف "

قرا سيرتها وتمعن فيها وحدث حاله بحيره :

_يا ترى ايه اللي وراكي وايه الظروف اللي مخلياكي دايما حزينه والدموع ما بتفارقش وشك ؟

ايه المخاوف اللي مهدده براءتك مش مخلياكي تعيشي ايامك وسنينك زي اللي في سنك ؟

حاسس ان وراكي سر كبير مخليكي مليانه حزن ،

واللي شاغل بالي اكتر ان انا ليه بفكر فيكي وبتيجي على بالي كتير ،

يمكن علشان صعبانة عليا مثلا ،

ثم وجد نفسه مرسلا اليها طلب صداقه دون ان يفكر ،

وأكمل حديثه وهو سارح في ملكوت تلك المريم مرددا بانتشاء :

_من انتي تلك الحسناء التي تراود خيالي كل وقت وحين ؛
كالفراشه العابره حين يمر طيفك في بالي
وأحس بالحنين ؛

ولمحه الحزن في عينيكي تشغل عقلي وحينها
أشعر بالجنون ،

وعندما أعود إلى رشدي أعاتبه لما تسأل عن المكنون ؛

فيجبب قلبي أن طيفك يستحق الانشغال ويتوه عقلي في غياهب الظنون؛

وأعود أفكر في المكنون بكل إحساسي وتشتاق الجفون .

___________________________

اما بداخل شقة اعتماد حديثها الى ولدها مردده بإبانه :

_انا ما انكرش انها محترمه وبنت ناس زي ما انت ما بتقول بس برده هي لسه صغيره وفي عز شبابها وحلوه وفيها الطمع وانا يا ابني ما اقدرش اسيب ولاد اخوك يخرجوا من البيت ويتربوا بعيد عني ويا عالم امهم هتتجوز ولا لا ساعتها الموت ارحم لي من اني اشوفها مع راجل تاني بعد اخوك الله يرحمه ،

واسترسلت حديثها وهي تضع كل الامور امام نصب عينيه حتى يقتنع بحديثها مردده بتوضيح :

_انا عايزاك تتجوزها بعد العده بتاعتها ما تخلص وتلم ولاد اخوك تحت جناحك وكمان دي صغيره وحلوه ونضيفه بدل المقشفه اللي انت عايش معاها اللي مطلعه عينيك ،

وغير كده بطنها ما بتشيلش الا صبيان يمكن ربنا يكرمك معاها يا ابني وتجيب لك الولد اللي نفسك فيه واللي انا كمان نفسي فيه يشيل اسمك ويعززه في الدنيا ،

واستطردت بتأكيد :

_وبعدين انت اولى من الغريب هي مسيرها في يوم من الايام هتتجوز مش هتفضل ارمله على ولادها طول عمرها وده حقها وانا ما نكرهوش بس برده انت اولى بلحم اخوك من غيره ،

وابني هيرتاح في تربته لما يلاقي ولاده لسه في بيته وما راحوش لحد غريب ،

يا ريت يا ابني تفكر في الموضوع وتاخد وقتك احنا لسه قدامنا فتره العده بتاعتها طويله واكيد هي هتفضل قاعده لحد العده ما تخلص وابوها مش هيسيبها وهيجي ياخدها ،

ساعتها يا ابني لو حصل وخرجت روحي هتروح وراهم .

اما الاخر كان يستمع الى حديثها بتشتت وحيره فهو لم يكن يتوقع يوما ان تكون ريم زوجته ،

دائما كان يعتبرها مثل اخته الصغيره فهو الان بين قاب قوسين او ادنى اما ان يتزوجها ويفتح النار من قبل زوجته عليه،

واما ان يرفض عرض والدته وتاخذ ابنائها وتغادر المنزل وما ان جالت في باله فكره مغادرتها هي وابناء اخيه حتى انتفض مرددا الى والدته بحزم :

_مش محتاجه تفكير يا امي انا راجل ليا الحق اتجوز مره واتنين وتلاته ومرات اخويا واولاده مش هيخرجوا من بيته ولا هسيبهم ان شاء الله بعد العده ما تخلص افاتح والدها في الموضوع وربنا ييسر الامور .

اما عن هند صعدت الى شقتها بسرعه رهيبه واغلقت وراءها الباب وهي تضع يدها على صدرها مردده بحسره :

_يا مرك يا هند جوزك عايز يتجوز عليكي مرات اخوه وكمان علشان تجيب له الواد ،

وعمالين يشتموا ويهينوا فيكي ويعايروكي انك أم البنات بعد خدمتي ليها العمر ده كله الوليه الشايبه تقول عليا مقشفه ما بقاش انا هند وشعري ده على راسي اما ندمتك يا وليه على كلامك اللي انت قلتيه ده ،

وانا وانتم والزمن طويل وعلى جثتي ان الجوازه دي تمت ويا نفضها سيره ويرتاح الكل يا نولعها ويتحرق بنارها الكل .

#اقتباس_من_القادم

ابتسم بحالمية حتى ظهرت تلك الغمازات وتحدث هامسا:

_ قال لي طبعا ، قال لي دي مش بس بتحبك دي بتعشقك وبتموت فيك ومستنية تاخدها لأحضانك وتسقيها من حنانك بس مكسوفة .

اتسع بؤبؤ عينيها وقامت من مكانها مرددة بتحذير :

_ تمام طالما دي هتفضل طريقة كلامك هستئذن أنا بقى واعتبر المقابلة انتهت .

بحركة عفوية منه أمسكها من يداها قائلا بعيون مترجية مليئة بالعشق:

_ أرجوكى كفاية بعاد ومتمشيش أنا تعبت من الجرى وراكى ياعمرى .

رعشة لاااا بل كهرباء اجتاحت جسدها بالكامل من لمسته ليداها ، مجرد لمسة يد دغدغت مشاعرها وجعلت أوصالها جميعاً ترتبك ،

وكأن رعشة جسدها وفيض احساسها وصله من دفئ يداها في يده وتحدثت عيناه بغرام:

_ لا لن أتركك تلك المرة تذهبين وفي محراب العشق لن أستكين ،
فذاك القلب وتلك الأحضان وهذه العين وهذا الجسد جميع هؤلاء لكي عاشقين ،

لا تهربى فقناع الجمود التى تتصنعيه خانك وتبدل بقناع الاشتياق لي فأنتى أيضا باقية على ميثاق المحبين .

ابتلعت أنفاسها بصعوبة وجلست مكانها دون إدراك ووعى ويداه مازالت تتمسك بيدها وأجابته عيناها :

_ كيف خنتنى ياقلبي من لمسة من يداه ، لمسة واحدة فقط أفقدتنى صوابي وتهت في دنياه ،
أتذكر أني كنت بين يداه عاشقة مغرمة ولهواه متيمة وفي سمائه هائمة وأصبحت الأن لا أمتلك إلا نظرة من عيناه ،

ولكن الأنا تعاتبني على العفو إياه وتلومني على الضعف وأنا فقط أتلمس يداه ،
ولكن جسدى خانني وإحساسى فضحني وما عدت أتحمل بعده وأشتاق للقاه .

شدد من احتضان يديها قائلا بعشق:

_ تتجوزينى ونبدأ حياة جديدة مع بعض ماحنا يعتبر معشناش القديمة أصلاً

أجابته بخوف:

_ بس أنا خايفة يحصل لنا زي ماحصل قبل كدة والأمان بقى ضايع عندي والمرة الجاية لو حصل اللي حصل هتبقي القاضية عليا .

طمئنها بحفاوة:

_ لاااااا مرة تانية ايه خلاص مفيش غيرك أولى وأخيرة وصدقينى عمري ماهشوف غيرك وأصلا في وجودك جمبى مش محتاج حاجة تفرحنى وتسعدنى أكتر من كدة .

بلسان يرجف خوفاً:
_ متأكد من وعودك ؟

بكل تصميم أجابها:
_ وعد الحر دين عليه ومش هيتنقض غير بموتى .

بغمزة مباغتة من عينيه أشار لحماه أن يدخل هو والمأذون كى تستقر الأمور فى نصابها الصحيح وسكنت السندريلا قلب الأمير من جديد 

 

 

السادس من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close