رواية بئر الخطايا الجزء الثاني من اسيرة عشقه الفصل الخامس 5 بقلم شهد السيد
الفصل الخامس"_بئر الخطايا_"
أختفي الليل وظهر النهار وهى مازالت مستيقظة تشاهد أحد الأفلام الأجنبية، زفرت طويلًا بعدما تشتت أنتباهها عن أحداث الفيلم تتذكر حديثها مع ياسين ليلة أمس..
flash back
زفر ياسين بعنف وهو يعقد يديه بحده يجيبة بصوت أقل أرتفاعًا:
_أتفضل إتنيلت هديت.
التفت عليّ يطرق على باب الغرفة برفق:
_تعالي يا ياسمين.
لم تأتيه إجابه لينظر لـ تيا قائلًا:
_هاتيها ومتخافش محدش هيعملها حاجه.
أمسك ذراع عليّ يجذبه خلفه للأسفل ودفعه داخل غرفة السفره، دلف أحمد خلفهم وجلس بقلة حيلة وقلق على شقيقته إن علم والده بما فعلت..
دلفت تيا بمفردها وهي تخبرهم بتوجس:
_رفضت تنزل.
زفر عليّ بقوة محاولًا التحلي بالصبر، وقف الجميع والصمت سائد حتى قطعه عليّ بحزم:
_أختك غلطت وعرفت غلطها وندمت، مش هنعلقلها المشنقه يعني ومش شايف إن له لزوم حمزة يعرف، أي محدش فيكم غلط قبل كدا.!
أنهي عليّ الموقف مكملًا حديثه:
_أختك اللى طالع عاوز تضربها المفروض تخرس أي حد يحاول يجيب سيرتها، الحيوان دا حاول يقربلها بس هي بعدت عنه وأنا شوفت الموقف ودافعت عنها، أي حاجة عرفتها غير كدا اعرف أنها كدب، اتفضلوا اجهزوا عشان نروح لشذي.
أول من غادر كان ياسين، صعد نحو غرفته بخطوات سريعه غاضبة لكن عندما مَر من أمام غرفتها سمع صوت تحطيم صادر من الداخل، توقف للحظات قبل أن يطرق على باب الغرفة، لم تجيبه ليعيد الطرق ضاغطًا على أسنانه متحدثًا بهدوء نسبي:
_افتحي مش هعملك حاجه.
بالداخل....
نظرت لزجاجة العطر الفاخره التي تحطمت أثر نوبة بكاء حادة غاضبة على ما فعلته وتقدمت تفتح باب الغرفة عندما التمست الصدق بحديثه، حدقها بنظرة بها غضب دفين ولوم وعتاب؛ سقطت إحدي دموعها بضعف وندم وهى تبادلة النظرة بأخري مُنكسرة قبل أن تندفع تحتضنه بشدة وتبكي بندم يكاد يمزق قلبها.
تغلب عليه قلبه وارتفعت يديه بتردد تحتضنها برفق وقد تلاشي غضبة، تقدم بها لداخل الغرفة يغلق الباب خلفهم وجلس بجانبها على الفراش يربت على ذراعها برفق يعاتبها:
_أنا كنت عارف إنك بتكلميه بس أمك اللى كانت منعاني عنك وتقولي خليها تعيش سنها وتعرف غلطها فين ما وارد انتَ كمان تحب، بس اللى معملناش حسابه إنك تعملي كدا من ورانا، أفرض كان عمل فيكِ حاجه ومحدش لحقك!!
تتخيلي صدمة ابوكِ وامك كانت هتبقي ازاي وهما واثقين فيكِ وانتِ بأفعالك دي دمرتي نفسك، اتمني تكوني ندمتي بجد وعرفتي غلطك ومتكرريهوش تاني.
اومأت بالموافقة سريعًا وهى تزيل دموعها تجيبة بتأكيد:
_ندمت والله ندمت ومش هعمل حاجه من وراكم تاني، بس سامحني ومتقولش لبابا وماما.
طبع قبلة رقيقة على رأسها واجابها بهدوء:
_محدش هيعرف حاجه، غيري هدومك ولمي الازاز دا عشان.....
قاطعهم صراخ أحمد الشديد بالأسفل بعدما وجد شذي تدلف للمنزل بصحبة حمزة.
The end
غفت دون أن تشعر تهرب من بئر الأفكار الذي هوت به دون أن تجد مُنقذ.
« _____ »
بالصباح...
وقفت سيلين وهى ترتدي بنطال ضيق يظهر قدميها الرفيعتين وانحنت للخلف برشاقه تستند على كفىّ يدها وتدلى خصلات شعرها، وجدت أحمد يقف أمامها وهى تراه بصورة معكوسة ساخرًا:
_عوضي عليك يارب، أنا لو عملت حركة زي دي ممكن أخسر الحبل الشوكي بتاعي.
أبتسمت سيلين ورفعت قدميها بحركه سلسه لتنقلب ويعتدل جسدها، نفضت يدها وارجعت خصلات شعرها خلف أذنها تجيبه بثقه:
_أكيد مش هتعرف لأن عوتك(عودك) مش فرنساوي زيّ.
دفعها للأمام بخفه يجيبها بتهكم:
_والله مافى حاجه جيباكِ ورا غير لدغة حرف الدال دي، الفرنساوي دا خدى فيه درس وسمعيه لأمك، امشي يابت روحى رصي السفرة جعان.
أسبلت أعينها ببراءة ولطف قائلة:
_طب ممكن تحاول تعمل زيّ واروح أرص السفرة معاهم.؟
هم بالرفض لتجذب يده بإلحاح:
_بليز ياحماته.
زفر ببعض الضيق ونزع حذاءه يقف جوارها وانحني للخلف يحاول تقليد حركتها، نظرت له سيلين بحذر قبل أن تضع قدمها خلف قدمه وتدفعها للأمام ليسقط ارضًا على ظهره، أستمع لصوت طقطقة عظام ظهره ليصيح بصوت مكتوم وهو يتلوى كالأفعي:
_ااه ضهري يخربيتك، يا يااسين.
وضعت سيلين يدها على فمها تكتم ضحكاتها عن مظهره وهو يسقط لينفعل أحمد صائحًا بوجهها:
_غورى من وشي بدل ما أقوم أكلك الزرع اللى تحت رجلك، غوورى.
فرت سيلين للداخل خوفًا من أن يقم بتنفيذ تهديده تبحث عن والدتها لتصتدم بحمزة الذي أمسكها قبل ان تسقط متسألًا بنبرة هادئه:
_مالك ياحبيبتي بتجري كدا ليه.
تسارعت أنفاسها أثر ركضها السريع تجيبه بتوتر:
_أحمت يا خالو قالى هأكلك الزرع اللى فى الجنينه كل ته عشان وقع وهو بيحاول يعمل زيّ.
ربت حمزة على ظهرها برفق يدفعها للأمام:
_متخافيش هو بيهزر معاكِ، روحي لماما عشان كانت بتسأل عليكِ.
أسرعت سيلين نحو المطبخ لتحتمي بوالدتها بينما خرج حمزة ليجد أحمد متسطح أرضًا مغمضًا أعينه بألم ظاهر على وجهه، أقترب منه ليشعر أحمد بشئ يحجب أشاعة الشمس عنه ليفتح أعينه ببطئ متمتمًا:
_أنا مُت وهتحاسب ولا أي، واقفلي ليه كدا.؟
أمسك حمزة بيده يعاونه على النهوض يحرك رأسه بقلة حيله ويأس يجيبه:
_هيفضل لسانك فالت منك طول عمرك، بذمتك أنا إبني يلعب جمباز.؟
أجبلك چيبه يالا.!!
أمتعض وجه أحمد وجلس على أحد المقاعد الموضوعه يضع يده اليسرى على ظهره يجيبه بضيق:
_يا بابا هى اللى ضحكت عليا وشنكلتني.!
حدقه حمزة بنظرة مشمئزه بعض الشئ يردد مستنكرًا:
_شنكلتني يا بيئه.!!
زفر أحمد وصمت وهو يتابع دخول ياسين وعليّ من البوابة، تقدم عليّ يلقي التحيه على حمزة وأحمد وبينما ياسين يخبر والده بأنهم ركضوا سويًا لمسافة طويله أنهي عليّ علبة العصير الخاليه من السكر يضغط بيده عليها من الأعلي والأسفل حتى أصبحت قطعة كرتون رفيعه للغايه، تركها عليّ فوق الطاولة لينظر له حمزة بشبة إبتسامة على فعلته الغريبة من وجهة نظرة واستأذن عليّ ليصعد لغرفته يبدل ملابسه حتى يهبط مجددًا يساعدهم على الشواء.
دلف عليّ للداخل بخطوات سريعه حتى كاد يصتدم بحسن الذي صاح محذرًا:
_حـــــاسب.
توقف عليّ سريعًا بتفاجؤ قبل أن يصتدم به ويسقط الأطباق الفاخره التي يحملها حسن الذي زفر براحه ينظر لعليّ:
_عارف طقم الصيني دا لو كان حصله حاجة كانت أمك هتتبرع بينا لجمعية رسالة.
ضحك عليّ وتنحى جانبًا يربت على ظهر حسن بقوة متعمدة:
_أسد يابو عليّ فى أي مكانوش كام طبق صيني يعني.
تمتم حسن ببعض الكلمات الساخره وغادر حتى يضع الأطباق على الطاولة التي بالخارج، صعد عليّ فوق الدرج يدندن بصوت هامس لتقع عينه عليّ ياسمين الجالسة على الأريكة الموضوعه أسفل الدرج أمام التلفاز منشغلة بهاتفها كعادتها الحمقاء..
هبط درجتين بحذر وتدلى بجذعه العلوي يختطف الهاتف من بين يديها فجأة مرددًا قبل أن ينظر به:
_بتكلمي مين.
نهضت ياسمين سريعًا تصعد درجتين فقط وهى تحاول أنتشال الهاتف من بين يديه تحدقة بنظرات غاضبة كارهة:
_ملكش أي حق تتعدى على خصوصيتي هات التليفون.
صدرت منه ضحكه صغيرة ساخره وهو يبعد الهاتف عن يديها بحركات سريعه يجيبها:
_ياشيخه ابو أم خصوصيتك اللى لبستك فى حيطه ولبستني معاكِ وخلتني مُضطر أطلعك القطة المغمضة قدام أخواتك.
أزداد غضبها لتضربه بقوة على صدره وكتفه صارخه بوجهة:
_محدش...
وضع يده فوق فمها يمنعها من إكمال حديثها بتهكم:
_أي يا قطة هتفضحي نفسك.؟
همهمت برفض تحاول إبعاد يده وتحريك يديها بعشوائية بمحاولة جذب هاتفها الذي بدأ بتفحصه متحدثًا بصوت هامس تستمع إليه جيدًا:
_ما أنا متأكد أنه كلمك وانك مخبيه عليا، فـ للأسف يابنت ابوكِ مُضطر أعرف دا بنفسي واتعدى على خصوصياتك الغبية.
لم يستطيع سوى قراءة جملة واحده ارسلتها لإحدى أصدقائها من المحادثة التي كانت مفتوحة على الهاتف"النهارده بليل" قبل أن يكمل قاطعة صوت شذي التي أقتربت تحادثه بأبتسامة على شجارهم:
_كدا يا عليّ مكتفها، أعملي خاطر طيب.!
أزاح يده من فوق فم ياسمين وتركها تنتشل هاتفها من بين يديه وهبط يحيط بكتفي شذي غامزًا بمرح:
_خاطرك على قلبي والله بس نعمل أي بقى أستفزتني فـ حرقت دمها.
رتبت شذي على ظهره برفق تجيبه:
_معلش ياحبيبي أختك الصغيرة وبتهزر معاك..
قاطعتها ياسمين بحده وأعين تنبعث منها الشرارات الغاضبة نحو عليّ:
_أنا مش أخته ومبهزرش معاه ولا بطيقه من أصله، بنى آدم متطفل وبكرهه.!
أحتدت تعابير وجه عليّ وأرتفع حاجبه بنظرات خطره نحوها لتهدئ شذي الوضع وهى تجذب ياسمين حتى تأتي معها:
_معلش يا عليّ هى مش قصدها ياحبيبي هى عصبيه شوية بس، غير هدومك وانزل يلا عشان تلحق الأكل وهو سخن، تعالى يا ياسمين ساعديني.
جذبتها شذي رغمًا عنها نحو أحد الأركان تعاتبها:
_يابنتي صوتك العالى وكلامك اللى قولتيه دا غلط، دا فـ مقام أخوكِ الكبير وبيهزر معاكِ مكنش له لزوم الكلام اللى قولتيه.
صاحت ياسمين بإنفعال ورفض تجيبها:
_ولا أخويا ولا زفت، ميهزرش وميتكلمش معايا أصلًا ومش لازم دايمًا تكوني مغلطاني أنا بدل ما تدافعي عني وتزعقيله جايه تهزقيني أنا وأنا معملتلوش حاجة أصلًا.
أنهت حديثها وزفرت بعنف تعقد يديها بتصميم وثبات على ما قالته غير واعيه للحزن الذي أحتل قلب شذي بعد حديثها ذلك ورؤيتها لشذي دائمًا مذنبة بحقها ولا تعطيها الإهتمام والحب الذي تحتاجه رغم أن بالحقيقة ياسمين التي لا تعطيها فرصة لتفعل ذلك من الأساس.!!
قاطع صمتهم صوت منه التي خرجت للتو من المطبخ تحمل سيلين على ذراعها تنظر لهم بأستفهام:
_فى أي مين زعلك يا سيما.؟
أبتسمت ياسمين بإقتضاب تجيبها بإيجاز:
_مفيش ياعمتو.
حركت منه رأسه بالإيجاب عالمه بأن ياسمين لن تخبرها سبب غضبها مهما حدث وستكتفي بالنفي بكلمات قليلة، داعبت سيلين وقبلتها واكملوا طريقهم للخارج سويًا وأصوات ضحكهم تسبقهم وأعين شذي مُعلقه فوقهم كأنها طفل يتيم يشاهد فرحة أحد الأطفال من عمره مع والديه.!!
وهذا كان أقرب شعور يمثل شعورها نحو علاقة ياسمين بها، زفرت بتروى ونظرت لحمزة الذي جاء للتو يحتضنها متسائلًا بإهتمام:
_معاد علاجك دلوقتي، أخدتيه.؟
حركت رأسها بالنفي لينظر حمزة لياسمين يوجه حديثه لها:
_مالك يا سيما مدايقه ليه.؟
أبتسمت ياسمين تقترب منه تحتضنه وتقبل وجنته تجيبه بنبرة هادئة:
_مفيش يا بابي عاوزة أنام مش أكتر، هروح البيت أحاول اذاكر شوية بدل ما أنام، لما الغدا يجهز اتصلوا بيا.
اومأ حمزة لتغادر ياسمين نحو منزلهم الملاصق لمنزل حسن، جذب حمزة شذي لداخل المطبخ يُحضر لها كوب من الماء واخرج دوائها من الحقيبة الموضوع بها يتسأل بهدوء:
_زعلانه ليه.
أحتقن وجهها وهى تحاول السيطرة على ذاتها تجيبه بصوت منخفض مرتعش:
_ساعات بحس اني مش كفيله اكون أم واني مهما عملت مبقدرش أحقق اللى يرضيهم، عمتك كان عندها حق لما قالت إني هبقي أم فاشله غير مُدركه إحتياجات عيالي لأن أنا أصلًا عيله.
لم تستطع السيطرة على نوبة بكائها لتضع يدها على وجهها تخبئ دموعها التي أنسابت بغزارة، أحتضنها حمزة مقبلًا رأسها يحاول طرد تلك الأفكار السوداء عن عقلها:
_انتِ أحسن أم فى وجهة نظري أنا وعيالك، انتِ صاحبه ليهم ودي حاجة مش أي حد يعرف يعملها، ثقي فى نفسك شوية..
قاطعهم صوت ياسين القادم يدندن بصوت موسيقي عذب:
_أمي يانور بيتنا ياست الكل بموت فيكِ..
صمت حديثه عندما تفاجئ بوالده بالمطبخ معها والذي كان ومازال رافضًا بشدة فكرة تنمية ياسين موهبة غنائه لكن ما لفت أنتباهة أكثر هو رؤية والدته تزيل دموعها ليسرع نحوها متسأل بقلق:
_مالك يا ماما.
نظر نحو حمزة بتوجس يسأله:
_انتوا اتخانقتوا.؟
نفت شذي وأبتسمت محاولة للتظاهر بالهدوء تجيبة برفض:
_لأ ياحبيبى دا الدوا طعمه مش عاجبني بس نقول أي..باخده غصب عني.
أبتسم ياسين براحه وهو يمسك بالدواء من والده يعطيه هو لها:
_لااا كله إلا الغصب، خديه برضاكِ واجبلك رنجة من غير ماحمزة يعرف.
وضعت يدها على فمها تكتم ضحكها بينما أتسعت أعين حمزة وهو ينظر لهم بحده بعض الشئ:
_انتِ بتاكلي الحاجات دي من ورايا.!!
تصنعت البراءة تحاول إقناعه:
_محصلش، انتَ شميت ريحتي حاجة منهم قبل كدا.
أكد ياسين حديثها بثقه:
_أكيد مشمش ولا هيشم لانك بتبقي على وشك تستحمي بـ فنيك عشان تبعدي ريحة الفسيخ والرنجة والبصل.
أتسعت أعين حمزة أكثر متمتمًا:
_بصل.!!
حركت رأسها بالنفي بشدة تحاول تكذيب حديث ياسين عالمه بأن حمزة يشمئز من رائحة تلك الأشياء وذلك السمك المُعفن كما يخبرها إلا أنها رغمًا عنها تحبه.!!
« _____ »
بعد قضاء ساعات من حديثها مع حاتم وهو يخبرها بمدي تعلقه وعشقة بها ويقنعها بأنها هي الأخري لا تستطيع الإبتعاد عنه وبأن لم يعد من الوقت سوى القليل ويتقدم لخطبتها رسميًا.
أقنعها حديثه المعسول بأنها فعلًا تناست حبها لعليّ السنوات الماضية تقنع نفسها بأن حاتم الذي يسعى خلفها هو الذي يستحق الحب وليس عليّ المتطفل.!!
الم تكن تلك ياسمين التي كانت نادمه وحزينه ليلة أمس تعد تؤامها بأنها لن تفعل ذلك مجددًا وتبتعد عن حاتم.؟
نهضت ترتدي السترة المصاحبة لملابسها المنزلية وتغلقها جيدًا، عليها مقابلة حاتم حتى لا يغضب وكى تطمئن عليه بعدما أخبرها كاذبًا بأنه حاول الإنتحار من فكرة أبتعادها عنه..
تبدو كـ ليلي التى تذهب للذئب بملئ أرادتها غير مبالية بالعواقب..
تسلسلت خارج غرفتها وقلبها يكاد يقفز خارج جسدها عائدًا لداخل غرفتها من جديد هاربًا مما هي مُقبلة علية من خطأ فادح قد يؤدي بها للهاوية، وما أسوأ الأستمرار ونحن نعلم الخسائر.!!
زادت دقات قلبها وشعرت برعشة سرت بجسدها عندما أستمعت لأصوات أخويها المستيقظين وجالسين سويًا بغرفة أحمد منشغلين بـ البلايستيشن.
هبطت الدرج سريعًا ودلفت للمطبخ تفتح الشرفة الزجاجية المُطلة على تلك الحديقة الخضراء التي لم تكن ذات مساحة كبيرة كـمساحة حديقة القصر.
سارعت لتلك البوابة الحديدية الصغيرة الموجودة بخلفية المنزل، فتحتها بحذر شديد وهي تلتفت حولها لتتأكد من خلو الطريق الهادئ الذي يفصل بين الجهتين.
سارت بخطوات سريعة وهي تلتفت حولها كل دقيقتين، ولحسن الحظ والدها لا يصتحب معهم حراسة خاصة نظرًا لتأمين المجمع بأكملة بأفراد أمن تابعين لإدارة المجمع.
وقفت ياسمين بمفترق الطريق وأخرجت هاتفها الذي أهتز بجيب سترتها تضعة على أذنها تجيب بصوت منخفض وهي تتفحص المكان من حولها:
_كنت لسه هرن عليك، انتَ فين أنا مش شيفاك.!!
-هتلاقي عربية سبور قدام شوية قربي أنا شايفك ياحبيبتي.
تقدمت وهي تتسائل:
_أمن المجمع وافقوا يدخلوك بالعربية.؟
انتَ مش قولتلي هتبقي بايت عند صاحبك عشان يبقي سهل عليك تنزلي تشوفني.!!
وجدتة بالفعل يترجل من السيارة واغلق المكالمة مقتربًا منها بهيئتة الشبابية الوسيمة التي سهلت عليه الإيقاع بفتيات كثيرة بغرامة، وقف أمامها ممسكًا بكف يدها الرقيق يقبلة وتحدث بنبرة منخفضة ضاعفت غرامها له:
_وحشتيني أوي.
رغم أرتباكها وخجلها ومدي تأثيرة عليها أفلتت يدها وأبتلعت لعابها بصعوبة وهي تنظر خلفها بتوتر وقلق:
_وانتَ كمان.
مد يدة يمسك بوجهها يديرة نحوه مكملًا بنبرة معسولة:
_ركزي معايا، متخافيش محدش هيلاحظ غيابك تلاقيهم كلهم نايمين.
توقفت عن الحديث عندما وجدت شاب أخر يترجل من السيارة ملقيًا بعقب سجارتة أرضًا وأعادت النظر له متسألة بريبة:
_مين دا.!!
أجابها بتوضيح وهو يمرر أصابعة على وجنتها الرقيقة:
_صاحبي اللى قولتلك ساكن هنا وجه معايا بعربيتة عشان بيتهم بعيد عن بيتكم، تعالي يلا.
أنهي حديثة وأمسك بيدها يجذبها إلا أنها تخشبت ونفضت يديها بعيدًا وأبتعدت عنه وقد عصف الخوف بجسدها:
_اجي فين مينفعش أنا لازم أرجع لو..
أقترب منها مربتًا على خصلات شعرها بلطف مخادع:
_أهدي ياحبيبي هعزمك على حاجه وارجعك تاني.
أبتعدت للخلف مجددًا وهي تحرك رأسها بالرفض تجيبة بأعتراض:
_لأ ياحاتم...
ولاتعلم كيف ومتي لكنها وجدت صديقة قد أقترب يسحبها بعنف متحدثًا:
_ماتخلص ياحاتم هي هتعمل فيها شريفة.!!
صدرت منها صرخة مرتعبة وهي تحاول الفرار وقد أدركت الآن فداحة فعلتها لكن سارع المدعو حازم بتكميم فمها وهو يحسبها عنوة نحو السيارة أو بالأحري..نحو هاوية من الهلاك سارت لها وهي مُغماه بشريط من الحديث المعسول والشهوة والطمع المغلف بالحب والهيام.
قبل قليل بكثير...
لم تُغمض له عين وهو يفكر كثيرًا ماذا ستفعل اليوم بالمساء كما قرأ.؟
ظل واقفًا بشرفة غرفته كـ العسكري الذي لا تُغمض له جفن حتى لا يهجم عليه العدو، تلك الصغيرة هى أكبر عدو له بأفعالها وخِصلة الدلال التي بها تكاد تصيبة بذبحة صدرية تزيد من عناده وإصرارة على جعلها تتغير...
صدح هاتفه برقم زياد صديقة الذي تعرف عليه صدفة، أخبره زياد بأنه تشاجر مع شقيقة وترك له المنزل وإنه بحاجة للحديث مع أحد، طلب منه عليّ القدوم للمنزل وإنه سيخرج لمقابلته وجعل الأمن يسمحوا له بالدخول.
وأخذ هاتفه وهبط يسير بتروي حتى يصل للبوابة الخارجية للمجمع بنفس الوقت الذي سيصل به زياد.
أنتظر لبعض الدقائق حتى أتي وصعد خلف زياد على دراجته النارية عائدين للمنزل ليتسأل عليّ:
_أتخانقت مع أدهم ليه.؟
أجابة زياد بهدوء أقرب للبرود:
_قفش معايا حشيش بتاع واحد صحبي ومصدقنيش.
سبه عليّ بخفوات قبل أن يوبخه:
_بجد يخربيت بجاحتك المفروض كان يقولك مجبتليش معاك ليه.
إنقطع حديث زياد واوقف الدراجة بحركة فجائية عنيفة بمنتصف الطريق بعدما كادت تصدمهم سيارة فى طريقها للخارج بتهور شديد...
أنفعل زياد صائحًا بغضب وهبط هو وعليّ يتفقد دراجتة من أن يكون مسها ضرر غير مدركين وجود ياسمين المكبلة بالخلف مع حاتم :
_مش تحاسب يا أعمي.!!