رواية بئر الخطايا الجزء الثاني من اسيرة عشقه الفصل السادس 6 بقلم شهد السيد
الفصل السادس"_بئر الخطايا_"
صاح صديق حاتم بوجه زياد يجيبه:
_خلاص ياعم محدش فيكم حصله حاجه وسع بقي عديني.
بتلقائية وقعت أعين عليّ على المقعد الخلفي ليلمح شخص شبيه بحاتم، دقق النظر ليجده يحاول تخبئة وجهة، ضغط على كف يده بقوة يطلق سباب لاذع، الحقيرة جعلته يأتي لمقابلتها ليلًا، أي درجة من التبجح توصلت لها.!!
تقدم يفتح الباب الخلفي يجذب حاتم ليجد ما جعل قدمه تتخشب، جسد صغير نسبيًا مسطح بالخلف مقيدة الأيدي ومكممة الفم، لقد قام بخطفها دون علم أحد.!!
أطلق سباب مرتفع وهو يلصق حاتم بالسيارة يهجم عليه لكن سبقه حاتم وضربة بمعدتة بقوه ألمته وجعلته يتراجع، هبط الجالس خلف عجلة القيادة ينوى معاونة صديقه ليسارع زياد بلف سترتة حول عنق صديق حاتم يمدده أرضًا يشتبك معه دون ان يعى ماسبب الأشتباك من الأساس.!!!
حاول حاتم أن يسرع ويفر بالسيارة لكن منعه عليّ الذي قبض على سترتة من الخلف يديرة ويصدم رأسه برأس حاتم بقوة وقام بلوى ذراع حاتم خلف ظهره يثبت جسده على السيارة مزمجرًا:
_مش قولتلك هقطع ايد أي حد لما تتمد على أهلي.!!
زاد من ضغطه فوق يد حاتم ليسمع صوت تهشم عظامه تزامنًا مع صوت صياح حاتم الشديد..
قبل قليل....
نهضت من جواره تحاول أن تلتقط أنفاسها المحتبسه داخل صدرها، ربت حمزة فوق ظهرها برفق متسائل بقلق:
_نروح المستشفى أحسن.؟
حركت رأسها بالرفض ونهضت تمسك بمأزرها المنزلي الطويل ترتديه وهى تجيبه:
_قلبي مقبوض ياحمزة، لازم أطمن على عيالي.
حاول جعلها تستريح ومنعها بلطف:
_طب ارتاحي انتِ وانا هشوفهم.
رفضت بشدة تبعد يده وتتجه نحو باب الغرفة:
_قلبي مش هيرتاح غير ما اشوفهم بنفسي واطمن عليهم.
تقدمت للغرفة ياسين واحمد المجاوره لهم تطرق فوق باب الغرفة برفق ومن ثم فتحت الباب لتجدهم كلاهما مستيقظان وبينهم الحاسوب المتنقل الخاص بـ ياسين.
ضغطت على زر الإضاءة تتفحصهم بتدقيق بينما نظروا لبعضهم ولحمزة وتسأل ياسين:
_خير ياماما فى حاجة.؟
لكزة أحمد وهو يأكل المسليات بأستمتاع يجيبة بثقة وإعتزاز:
_متقدرش تنام من غير ما تطمن عليا، أمك دي مخلفتش غيري اصلًا.
ضربة ياسين بنفاذ صبر وابعد الغطاء من فوقة ونهض:
_ياشيخ إتنيل، قرفتني باللب بتاعك.
تقدم ياسين نحو شذي يربت على ظهرها برفق:
_مالك طيب..
أبعدت يده بإختناق تلتفت مغادرة الغرفه هامسة بإسم ياسمين، وصلت لغرفة صغيرتها الموجودة وفتحت الباب صائحة بأسمها دون إجابه، أشتعل الخوف بقلبها واضاءت الغرفة لتجدها فارغة تمامًا تزامنًا مع صوت أحمد الذي تحدث من خلفهم:
_بابا أنا كنت بشرب من المطبخ لقيت الباب مفتوح وباب الجنينة الخلفي انتَ نسيتهم.؟
التفتت شذي صارخه بفزع مردده:
_بنتي، بنتي فين ياحمزة.
شعر بالضياع والتشتت يرفض ماجاء بعقله، صغيرته لا يمكنها خيانة ثقتة وفعل شئ دون علمه، من الأكيد أن هناك خطب ما، ربت على ذراع شذي برفق وصاح بصوت جهوري قوي:
_ياسمين.
تقدم ياسين يفتح أبواب الغرف باحثًا عنها واحمد هبط يبحث عنها بالأسفل، دلف حمزة لغرفتة يلتقط هاتفه ويعيد مراجعة الكاميرات التي بداخل وخارج المنزل، أصابعه ترتعش فوق شاشة هاتفه وهو يراقب هبوطها وتسللها خارج المنزل حتي أختفت عن أبعاد الكاميرات الخارجية.
القي هاتفه بعنف شديد شاعرًا بغصه مؤلمه تعتصر قلبه، مر أمام عينه ذكريات جمعتهم سويًا وهو يخطو خارج الغرفة بخطوات سريعة مغادرًا المنزل، صغيرته التي أعطاها ثقة عمياء وكان يفضلها عن اشقائها ولو ودت جزء من قلبه لتسعد لكان يعطيه لها بأكمله، ما الذي يجعلها تغادر المنزل بوقت كـ هذا.!
لفت نظرة فور ان خرج من المنزل تجمع على يمينه واصوات متعالية ليهرول نحوها عندما استمع لصوت ياسين وإذا به يجد أحمد يقف أمام ياسمين يفك قيود يديها وحراس المجمع يفضون تلك الزيجة التي أدت لإزعاج السكان، أمسك بذراع ياسمين بقسوة وحده يحركها بعنف:
_لأول مره فى حياتي أندم إنك بنتي.
دفعها بقوة وصاح بوجه أحمد بأمر غاضب:
_دخلها جوه.
دفع أحمد ياسمين بخفه عائدًا بها للمنزل ليلتفت حمزة مانعًا حراس المجمع من التدخل يجذب حاتم نحوه بعنف ناهيًا الأمر متحدثًا لكبير الحراس:
_متشكر لحضرتك، أمور عائلية هتولى حلها بنفسي.
زفر كبير الحرس يجيبه بأحترام:
_حمزة بيه دي قواعد مينفعش نتخطاها حضرتك عارف إن المشاكل ممنوعة تمامًا، نتمني من حضرتك إن دا ميتكررش تانى حفاظًا على عدم إزعاج السكان الباقيين.
اومأ حمزة بضيق ليشير رئيس الحرس للبقية وغادروا، ليتحدث الشاب الذي كان يتولى القيادة:
_ياباشا عليا النعمة أنا مليش ذنب هو الواد دا اللى قالى فى بت لامؤخذه يعني وقالى هنخلص الطلعه دي ويديني خمسميت جنية وأنا مبقتش عاوز غير إني اروح لامي.
نظر له حمزة بإزدراء واشار له بيده كـ علامة على الإنصراف وقام بسحب حاتم خلفه غير مبالى بأعتراضاته.
بعد قليل من الوقت...
كادت أن تنقطع أنفاسها من فرط خوفها وبكائها وشذي تحتضنها باكية معاتبة بكلمات متألمه:
_ليه كدا يابنتي..حرام عليكِ وجع قلبي وكسرة ابوكِ.. دا انتِ مبيترفضلكيش طلب عنده يا ياسمين..تعملي كدا.!!
طب صارحيني يابنتي وأنا لو شايفه خير ليكِ هقف جمبك.
إنقطع حديث شذي وهى تجد حمزة يدلف لداخل الغرفة كـ ثور هائج يبحث عن غايته، تمسكت ياسمين بشذي متحدثة بصوت هامس خائف ومتقطع:
_الحقيني يا ماما.
نهضت شذي تقف بمواجهتة تحاول منعه من الوصول لها بكامل جهدها:
_حمزة، اهدي ياحمزة و...
أبعدها عن طريقه بقوة بعض الشئ وتقدم نحو ياسمين التي تكاد تغيب عن وعيها من فرط خوفها يصفعها على وجهها بعنف وامسك ذراعها ذراعيها بقسوة يحركها بعنف صارخًا بوجهها بألم طاغي من تحطم ثقتة بها:
_لــــيه تعملي فيا كدا، حرمتك من أي عشان تدوري عليه برا، الـ*** اللى كنتِ بتكلميه مركبلك صور عشان يزلك ويكسر عين ابوكِ بيـــها.
أنهي حديثة يصفعها مجددًا ليزداد بكائها أكثر وشحبت بشرتها من عدم قدرتها على التنفس لتتدخل شذي تدفعه بعيدًا عنها صارخة بخوف:
_هتموت فى إيدك ياحمزة، كفايه.
صاح حمزة بوجه شذي بغضب أعمي:
_اسكتي انتِ، بنتك كانت هتضيع نفسها، راحت لعيل *** بمزاجها وخطفها متخيله بنتك كان هيحصل فيها أي.؟
متخيله حجم الفضيحة اللى كانت هتحصلنا من الصور اللى على تليفونة لو اتنشرت.
أبعد شذي عن وجهة يعاود الصراخ على ياسمين وقد اوشك وجهة على الإنفجار من شدة الدماء المتصاعده به:
_ردي عليا قصرت معاكِ فى أي.!!
وقعت أعينه على الحاسوب النقال الخاص بها ليحمله يلقيه فوق الأرض بعنف بالغ ليتناثر الحطام مكملًا صراخه الذي جعله على وشك الجنون:
_ال *** بيقولي بنتك ليل نهار تكلمني، بنتك جاتلي بإرادتها، بنتك غفلتنا كلنا وقالت انها راحه عيد ميلاد صاحبتها وراحتله البيت فى حفلة عيد ميلاده وعليّ شافها هناك ورجعها، بنتك مراحتش المدرسة عشان سيرتها بقيت على كل لسان.
شعر بأرتفاع ضربات قلبة وإنخفاض معدل الدماء بجسدة من فرط إنفعاله ليكمل حديثة بأنفاس متلاحقة:
_من اللحظة دي، انتِ مش بنتي، زي ما دلعتك اوي هعرف أعدلك، ورحمة امي ما ابقي حمزة لو معدلتك وخليتك تندمي على كل لحظة أستغفلتيني فيها.
أنهي حديثة وغادر الغرفة واضعًا يده فوق قلبة الذي بدأ بإيلامه، هبط للأسفل ليجد أحمد وياسين وعليّ واقفين غير قادرين على التدخل، وجه حديثة لعليّ بأمر قاطع وغاضب:
_من اللحظة دي ملكش دعوة بحد من عيالي، كنت فاكرك أبني بس لو إبني بجد كنت وعيتني للى بيحصل من ورا ضهري مش تشارك فـ إني معرفهوش.
تعالت أصوات الدق على الباب ليتوجه حمزة يفتحه ليجد ياسر الذي تفحصه بقلق بعدما أخبره حمزة بالهاتف بضرورة حضورة بوقت قصير وعندما حضر بالفعل تفاجئ بوجود شاب مقيد بمقعد بالحديقة:
_فى اي ياحمزة انتَ كويس، مين المربوط دا.
حاول حمزة تنظيم أنفاسة يجيبة بصوت مبحوح بعض الشئ:
_خلي الرجاله ياخدوه يرموه فـ حته لحد ما أبعت اجيب أبوه، ورجعهم القصر
ألتفت لياسين يوجه حديثة له بأمر غير قابل للنقاش:
_فى ظرف نص ساعه كلكم ترجعوا القصر.
أبعد ياسر عن طريقة وتوجه لسيارته يصعد بداخلها مغادرًا المنزل بذات اللحظة التي تقدم بها حسن يتسأل بقلق:
_فى أي، أي جابك يا ياسر انتَ والحراسه فى وقت زي دا.!!
« _____ »
مرت ساعات ودموعها كـ السيول التي لا تنتهي، تنتحب على المصائب التي حلت فوق رؤسهم دفعة واحده دون سابق إنذار، تلوم نفسها مرارًا وتكرارًا وتجلد ذاتها بلا توقف، هى التي أخطأت فى احتواء ياسمين، كان عليها المحاولة أكثر.
فؤادها يكاد وهى لا تعرف شيئًا عنه، زوجها وما تبقي لها بعد وفاة والدها غادر وتركها وحدها وهى كـ ورقة متهاوية بفصل الخريف لن تستطيع المقاومه وحدها بدونه.
جففت دموعها بذراع رداء الصلاة التي ترتديه وهى جالسة فوق سجادة الصلاة بعد ان قامت بإيداء قيام الليل تدعوا ربها بأن تمر الأيام مرور الكرام.
وقف ياسين ينظر لها من خلف الباب وأعينه ملتمعه بالدموع على حالتها الضعيفة والباكية، دلف بخطوات بطيئة يجلس جوارها يحتضنها لتتمسك له تنتحب بألم:
_اختك كانت هتضيع مننا يا ياسين، ابوك مشي وسابني لوحدي، انا خايفه عليه معرفش راح فين ومعرفش هعمل اي.
ربت ياسين على ذراعها برفق يحاول تهدئتها ومواساتها لوقت طويل والصمت حليفهم، لا يجد سوي تبرير لأفعال شقيقته ولا حتى تبرير لنقض وعدها له بعدم محادثة حاتم مجددًا.
بينما بغرفة ياسمين المظلمة كـ حال روحها بعد بلوغها بئر خطاياها المتعددة، تشعر لأن الساعات تمر على روحها تحرقها وحديث والدها يمر على أذنها كلحن يرفض مفارقاتها، شيطانها يلح على إذنها بأفكار لكيفية التخلص من حياتها حتى لا تتلقي عقاب والدها الذي لن تستطيع تحمله.
حركت رأسها برفق وهي تضع يدها فوق أذنها ترفض الإنصياع لشيطانها، جزء بداخلها يحثها على التماسك والصبر.
نظرت لجدران غرفتها التي كانت عازل بينها وبين عائلتها دومًا، الآن تتمني هدمها واللجؤ إليهم لكن..لا تستطيع لن يتقبلوها بعدما فعلت.
وكعادة ياسمين بدأت بتعليق خطأها على عاتقي عليّ، ماذا كان سيحدث لو تقبل حبها السابق له بدلًا من تجاهله المتعمد.؟
أستمعت لأصوات أقدام تمر من أمام غرفتها لتمثل النوم سريعًا، لا تريد الإختلاط بأحد أيًا كان من هو...