اخر الروايات

رواية بئر الخطايا الجزء الثاني من اسيرة عشقه الفصل الرابع 4 بقلم شهد السيد

رواية بئر الخطايا الجزء الثاني من اسيرة عشقه الفصل الرابع 4 بقلم شهد السيد



الفصل الرابع"_بئر الخطايا_"

هبطت من فوق الدرج وهي تتطلع على زوايا المنزل بأعين فارغه وفاقده للشغف، خصلاتها مُحرره على طول ظهرها وجهها يظهر عليه الأرهاق وعدم النوم، ملابسها غير مهندمه بشكل كُلى ورابطه عنقها الخاصه بالزيّ المدرسي غير معقوده فقط موضوعه حول عنقها، والستره المُصاحبه للزيّ مفتوحه واحدي أكتاف الستره شبه ساقط. 

لمحت شقيقيها بغرفة الطعام لتتقدم نحوهم بهدوء لتجد تيا ترتدي الزيّ المدرسي وتتحرك بخفه تضع الفطور على الطاوله وتضع أيضًا حامل الطعام البلاستيكي المخصص لكل واحدًا منهم بحقيبته، رأتها تيا لتبتسم بهدوء وهى تمسك أحدهم تقترب من ياسمين تحدثها: 
_صباح الخير، كنت لسه طالعه اصحيكِ عشان منتأخرش، حضرتلك اللانش بوكس بتاعك زي ما بتحبيه، أتفضلي. 

نظرت ياسمين ليد تيا المُمتده نحوها لتأخذ حامل الطعام تجيبها بصوت منخفض هادئ: 
_شكرًا. 

وضعته بحقيبتها وجلست بجوار ياسين الذي رفع رأسه لها بإبتسامة باهته ونظر نحو تيا: 
_اقعدي افطري انتِ كمان. 

جمعت تيا خصلات شعرها بكعكه مُحكمه بعض الشئ تجيبه: 
_هروح اودي الفطار لماما وافطرها الأول... 

قاطعها ياسين بحزم ونبرة غير قابله للنقاش: 
_إنعام هتوديلها الفطار وتفطرها، اقعدي. 

زفرت تيا بتروي وجلست بجوار أحمد تلكزة بخفه تحاول إخراجه عن صمته: 
_كُل، انتَ أكتر واحد اللانش بوكس بتاعك تعبني، مش عارفه احطلك أي وانتَ كل الاكل مبتاكلهوش. 

أبتسم أحمد بخفه ونظر لها وأعاد النظر بالصحن يأكل القليل على فترات متباعده. 

أستمعوا جميعًا لبوق سيارة بالخارج لينظروا لبعضهم بأستغراب، نهضت تيا تتوجه نحو الحائط الزجاجي تزيح الستائر لتري الحديقة وهي تخبرهم: 
_دا عليّ. 

نهض ياسين يجذب حقيبته من فوق الطاولة يجيبهم: 
_قالي امبارح أنه هيجي الصبح يوصلنا المدرسة، يلا. 

نهضوا جميعًا من خلفه يغادروا المنزل وياسمين بأخر الصف تسير ببطئ، عقلها يعصف من القلق من فكرة تعرض حاتم لها بالمدرسة، حينها سيعلم ياسين ويخبر والدها.! 

بالخارج... 

وقف يستند عليّ على مقدمة السيارة ينظر نحو باب المنزل بأنتظار خروجهم، قضي ليلته يفكر بتمرد تلك الصغيرة وأفعالها الحمقاء من خلفهم وما سيأتي فوق رأسها إن علم والدها، وهو أيضًا سيصيبه جانب من التوبيخ لأنه لم يخبر حمزة. 

زفر بضيق وأعتدل يصافح ياسين الذي خرج أول واحد منهم ومن خلفه أحمد الذي أقترب يحتضن عليّ مباشرة، مال عليّ يقبل رأسه وهو يربت على ذراعه بأبتسامة هادئة: 
_اللى دخل الاوضه زي الحرامي، أركب. 

أبتسم أحمد وابتعد عنه يصعد بالخلف، رفع عليّ نظرة لتصتدم بأعينها وهى مازالت تقف داخل المنزل بهيئتها العشوائية ولكن للحق أعطتها مظهرًا جذابًا ولن يستطيع إنكار هذا. 

هربت بأعينها بقلق وقدميها لا تقوى على أكمال السير، التفتت تيا تحدثها بأستغراب: 
_يلا يا سيما.؟ 

مدت يدها تتمسك بذراع تيا بحركة تلقائية وهى تجيبها بتوتر وصوت منخفض: 
_تيا أنا بجد مش هقدر اروح، حصلي ظروف و... 

أبتسمت تيا بتفهم تربت على كف يدها تجيبها بلطف: 
_فهمت، ولا يهمك واكيد منمتيش كويس من خوفك على طنط شذي ودا باين عليكِ، أطلعي استريحي وخلى نعمات تعملك حاجه سخنه وناميلك شوية. 

أبتسمت ياسمين بصعوبة والتفتت تصعد لغرفتها سريعًا بينما تقدمت تيا من عليّ تصافحة وهى تلقي عليه التحيه لكنه لم يجيبها وتسأل: 
_ياسمين راحت فين.؟ 

أجابته تيا ببساطه وهدوء: 
_منامتش كويس ومصدعه وحاسه بدوخه حتى لو جت مش هتركز فى طلعت أفضل، أكيد مكتئبة من مرض طنط شذي. 

ضغط على أسنانه بعصبية وهو يؤمي بأقتضاب واقترب يفتح باب  مقعد القياده وصعد يدير المحرك مغادرًا بهم وقد شرد عقله وهو يسترج كلمات تيا حتى توصل به تفكيره لنقطه سوداء جعلت يديه تشتد فوق المقود وظهر تشنج عضلات وجهة بحده ظاهره.! 

           «        _____       »        

راقبت توجهة لمقعد القيادة براحه بعض الشئ، ابتعدت عن الشرفه تجلس فوق فراشها ووضعت رأسها بين يديها بأرهاق، تظن أنها هكذا هربت من مواجهة شقيقها إن علم بما حدث أمس، دمعت أعينها وهى تتحدث بداخلها: 
_انتَ الغلطان يا عليّ، محستش بيا من الأول.!! 

مسحت دموعها قبل أن تسقط ونزعت حذائها تضعه جانبًا تستلقي على الفراش تحتضن وسادتها بقوة وتخبئ وجهها بها. 

عقلها كان شبة نائم لكنها أستفاقت على صوت طرق فوق باب غرفتها، فتحت أعينها ببطئ تتحدث بصوت متحشرج: 
_تعالي يا نعمات. 

لم تأتيها إجابه وعاد الطرق من جديد لتزفر بقوة وهى توبخ نفسها: 
_يمكن أنا قفلت الباب قبل ما أنام. 

فتحت باب الغرفة لكن سرعان ما أتسعت أعينها وهى تجد عليّ يقف أمامها مباشرة ويرتسم فوق وجهة تعبير حاد غاضب، رجعت للخلف خطوه بخوف وتوتر وقد أنعقد لسانها عن الحديث لتجده يدلف للغرفة مغلقًا الباب خلفه يقترب منها قابضًا على ذراعها بقسوة يجذبها نحوه لتشهق بفزع وهى تحاول إبعاد يده عنها، تجاهل محاولاتها يتحدث من بين أسنانه بحده: 
_الهانم مراحتش المدرسة ليه؟ 

حاولت إستجماع الحديث وهى تحاول بكل قوتها الإبتعاد عنه: 
_مش من حــقك تـتدخل اوضتي ولا تقربلي و وملكش دعوه مروحتش ليه. 

هز جسدها بعنف وهو يزيد من الضغط على يدها متجاهلًا تعابير الألم المرسومة على وجهها: 
_بت أتعدلي عشان أنا والله ماسك نفسي إني أكسر دماغك دي بالعافيه. 

هبطت دموعها بضعف وقلة حيلة واغمضت أعينها بألم، هى حتى لا تستطيع الصراخ طلبًا للنجده حتى لا يخبر والدها بذهابها للحفل دون علمه، زاد ضغطه على ذراعها يقترب بوجهة منها ينظر لها بنظرات ثاقبه حاده وهو يتحدث بنبرة خطيره: 
_الواد دا قربلك.!! 

أتسعت أعين ياسمين حتى كادت تخرج من مكانهما وقد شُل عقلها عن إجابته، لهذا الحد يراها حقيره ورخيصه.! 

زاد بكائها وهى تحرك رأسها بالنفي بهستيريا وتحاول دفعه بعنف: 
_انتَ أجننت أزاي تقولى كدا، أطلع برا غووور امشي. 

دفعها ببعض القوة لتترنح للخلف عدة خطوات وهى تُمسك ذراعها برفق مكان يده لتجده يزفر بقوة وهو يرجع خصلات شعره للخلف، شعر بالصدق فى حديثها وهى تنفي تلك الفعله الشنيعه التي جاءت بعقله ولوهله شعر بالندم لكنه عاد كما كان ينظر لها بجمود: 
_بعد خيانتك لثقة أبوكِ وانك أستغفلتيه بقيت اتوقع منك كل حاجه، الواد دا كلمك تاني بعد ما رجعتي.؟ 

رمقته بنظرة مشتعلة بالكره وهي تجيبة بعناد لم ولن يتخلي عن شخصيتها:
_ملكش دعوه بيا سامع. 
اطلع برا اوضتي واياك تفكر تمد ايدك عليا تاني عشان ساعتها أنا بنفسي اللى هقول لبابا، بالنسبالي هيكون أرحم ما واحد زيك يذل فيا وفاكرني هفضل ساكته.! 

ظهرت أبتسامة ساخرة على زاوية فمه يجيبها باشمئزاز مُتعمد: 
_همد ايدي على الأميرة ديانا يعني، دا انتِ حيالله حتة بت عندها نقص تربية، بكرا ولا بعده يعرفوا عملتك وابوكِ يبقي مش طايقك بدل ما كان بيعاملك معاملة الأميرات، وامك تتعب أكتر بسبب أستهتارك وكدبك. 

زاد أمتعاض وجهة وهو يكمل: 
_خسارة أي حاجة حلوة عملوها ليكِ. 

انهي حديثة والتفت يغادر الغرفة مغلقًا الباب خلفة بحده لتجلس هى فوق الفراش وتنهار باكية، رفعت كُم القميص لتري علامة حمراء ظاهرة بوضوح أثر إمساكه لها.

نظرت نحو باب غرفتها وهى تتحدث بغضب من وسط بكائها: 
_بكرهك يا عليّ، بكرهك من كل قلبي.! 

           «        _____       »        
جاهدت شذي حتى تستطيع فتح أعينها والتخلص من تشوش رؤيتها وهى لا تستمع لأي حركة بالغرفة من حولها، أعادت فتح أعينها لتري الغرفة فارغة لا يوجد بها سواها، حاولت إبتلاع لعابها الجاف قائلة بصوت هامس منخفض: 
_حمزة. 

رائحته بالغرفة وهى لم تخطئ من قبل بمعرفة رائحته، وبلحظة وجدته يستقيم أمامها وهو يكمل صلاته بخشوع وهدوء، زفرت بتروي وهي تعيد غلق أعينها بأرهاق يسيطر على جسدها، تشعر بالتوتر والخوف معًا بأنتظار موجة غضبه المُصاحبه لحزنه منها و التي لن تكن بالهينة.!! 

أنهي صلاته ونهض وهو يدعوا لها بالشفاء وتقدم يقف جوارها واضعًا يده على وجهها يمرر أصبعه فوق بشرتها وانحني يقبل جبهتها بعمق متمتمًا: 
_حمدالله على سلامتك. 

فتحت أعينها ليظهر أحمرارهما تزامنًا مع تساقط دموعها تجيبة بندم وصوت منخفض: 
_أنا آسفه، لو ليا غلاوه عندك متزعلش منى. 

أزال دموعها الساقطه برفق وجلس جوارها ممسكًا بيدها يقبلها وصمت، لو قال بأنه سامحها سيكون كاذب، لا يمكن تخيل مدى قدر ألمه وهو يراها ملقاه فوق الأرض جسدها بارد وشاحب بعدما أطلقت صرخه قوية تُعبر عن مدى ألمها الجسدي، السؤال الأهم لماذا لم تخبره.!! 

أغمضت شذي أعينها بأسي قائلة بصوت باكي: 
_طالما سكت يبقي زعلان مني، كان غصب عني لما خبيت عنك ، قولت لنفسي لو ليكِ نصيب فى حاجه هتشوفيها... 

قاطعها ضاغطًا على أسنانه يجيبها بلوم: 
_لو ليكِ نصيب فى حاجه هتشوفيها بس لما تسعى وتحاولي تتعالجي مش تستهتري فى صحتك وتخلينا كلنا قلقانين عليكِ وعيالك يعيطوا وأنا تايه من غيرك.!! 

صدرت منها شهقه مكتومه ودموعها تتزايد لكنه التقط إحدي المحارم الورقيه يجفف وجهها يقبل وجنتها برفق: 
_دموعك بتوجع قلبي، ميهونش عليا ازعل منك أنا بس كنت مدايق عشان خبيتي عليا تعبك مع ان فى بينا إتفاق منخبيش حاجه على بعض. 

اومأت بطاعه تجيبة: 
_حاضر، مش هخبي عليك حاجه تاني. 

ابتسامة ارتسمت على وجهة وهو يراها بحال أفضل، يشعر براحه تحتل قلبه وهو يتأمل ملامح وجهها التى لا تفارق عقله ولو لحظه، يتأمل أبتسامتها الهادئة البشوشة وأعينها المُميزة رغم ان أعين أحمد وياسين مثل أعينها لكنه يشعر بأن أعينها ذات سحر خاص. 

أفاق على صوت طرق رتيب على باب الغرفة لينهض يفتح الباب ليجد الطبيب قائل بإبتسامة هادئة: 
_صباح الخير يا أستاذ حمزة، المدام فاقت ولا لسه.؟ 

تنحي جانبًا يجيبه بهدوء: 
_فاقت يا دكتور أتفضل. 

دلف الطبيب وهو يتفقد حرارتها وقياس نبضات القلب: 
_حاسه بوجع زى أمبارح.؟ 

نفت برأسها وهى تخبره بتحسن أحوالها عن أمس، أخرج الطبيب قلمًا من معطفه وهو يدون بعض الأشياء فوق ورقة بيضاء قائلًا: 
_هنعالج الإلتهاب بالأدوية المضادة للفيروسات، هى ممكن تكون مُكلفه شوية لانها ممكن تستمر أشهر أو سنين.. 

قاطعه حمزة بجدية شديدة: 
_فى داهيه الفلوس اهم حاجه صحتها، لو محتاجه عملية كمان معنديش مانع. 

أبتسم الطبيب بهدوء يجيبة بأطمئنان: 
_مش مستاهله عملية يا أستاذ حمزة، العلاج هيفي بالغرض. 

أعاد النظر بالورقة يكمل: 
_دى أسامي الادوية وفى الغالب هتلاقي توافرها قليل فى مصر، إضافة إلي الراحه وعدم الإجهاد والعصبيه والإنتظام على مواعيد العلاج واشوف حضرتك مره كل أسبوع للمتابعه والتأكد من تحسن الحالة وعشان أطمن إن الفيروسات أستجابت للأدوية، بالشفا إن شاء الله. 

مزق الورقه من الدفتر يعطيها لحمزة وغادر، نظر لها حمزة لثواني ولحق بالطبيب يوقفه متحدثًا: 
_حضرتك ممكن تعرفني لو فى حد محتاج أدوية فى المستشفى ومش فى مقدرته يجيبها وأنا هجبهاله. 

أبتسم الطبيب بهدوء يزيح نظارته الطبيه يربت على كتف حمزة يجيبه: 
_المستشفى هنا مُتكفله بعلاج الغير مُقتدرين بالكامل، حضرتك لو حابب تساعد ليا صديق طبيب شغال فى مستشفى تانيه للعلاج المجاني ممكن تساعدهم هما. 

وافق حمزة وهو يعطي الطبيب رقم هاتفه الشخصي حتى يخبره بالمتطلبات وعاد لغرفة شذي التي تسألت: 
_كنت بتقوله أي.؟ 

جلس يجيبها بأبتسامة هادئة: 
_بقوله لو ينفع أخدها ونرجع البيت وقالى ماشي. 

أبتسمت بأشتياق تزفر بتروي قائلة: 
_الولاد وحشوني أوي. 

نهض يفتح الخزانه الموجود بها متعلقاتها التي أرسلتها تيا مع عليّ أمس يجيبها: 
_هنعملهم مفاجأة ويرجعوا من المدرسة يلاقوكِ. 

عاونها بتبديل ملابسها لثوب فضفاض وردي ووقف خلفها يمشيط خصلات شعرها ويعقدها على هيئة كعكه مُنظمه، أمسكت بقطعة قماشية مُخصصه لإخفاء الشعر أسفل الحجاب، أرتدتها وحاولت التحامل والنهوض لكنه منعها ووقف أمامها يجذب الحجاب من جانبها وهو يتفحصه قبل ان يضعه على رأسها، ضحكت شذي بخفه قائلة: 
_حبيبي انتَ حاولت قبل كدا تلفها ومعرفتش، أنا هقوم الفها. 

حرك رأسه بـالرفض وهو يضعه فوق رأسها بدقة وتركيز كأنه يُنجز أحدي المهام شديدة الدقة، أبتسمت وصمتت وهى تتأمل ملامحه عن قرب، رغم بعض التجاعيد التي ظهرت على وجهة والشيب الذي أختلط مع خصلات شعره السوداء إلا أنه مازال الرجل الوحيد التي أحبته وتحبه كل يوم أكثر من سابقه.

أنتهي بعدما نجح بلفها كما يراها تفعلها، رغم انه نجح بنسبة قليلة إلا أن فعلته كان لها تأثير كبير من الحب بقلب شذي على إعتنائه بها، جلس على المقعد الموضوع خلفه يساعدها على أرتداء حذائها حتى لا تنحني وتتألم، يساعدها بعناية وحب كأنه طفلته الوحيدة التي لن تكبر مهما تقدمت سنوات عمرها.        

   «        _____       »        

دلف للمنزل بخطوات مشتعله راكضه للأعلي ينوي الفتك بـ شقيقته بعد الحديث الذي أستمع إليه فى المدرسة عندما وصل وقد أصبحت شقيقته حديث اليوم عند جميع الطلاب. 

لحقت به تيا ومن خلفها أحمد وهم يحاولوا تهدئته لكنه كان أشبة بـ بركان سيحرق من يقف بطريقة، دلف عليّ للمنزل وهو لا يعلم سبب ركوض ياسين بهذا الشكل لتصيح تيا برجاء: 
_الحقه يا عليّ هيضرب ياسمين. 

ركض عليّ سريعًا يجذب ياسين بعيدًا عن باب غرفة ياسمين المغلق ليدفعه ياسين بحده وعنف شديد وقد أحمر وجهة: 
_سبني يا عليّ..اوعي سبني لازم أربيها اوعـــى. 

دفع عليّ ياسين نحو سور الدرج بحده يحاول السيطرة عليه: 
_بس بقى أسكت، أنا كنت هناك واختك محصلهاش حاجه أنا بنفسي مرجعها من الحفله أمبارح هى ملحقتش تقعد. 

صاح ياسين بصوت مرتفع وبغضب شديد: 
_المصيبه إنك كنت عارف، الهانم فهمتنا أنها رايحه عيد ميلاد صاحبتها مش رايحه عيد ميلاد حاتم اللى حذرتها بدل المره ألف تبعد عنه، دلع أبوها ليها خلاها تتصرف من ورانا واكن مفيش حد يلمها لأ دا أنا اكسر دماغها قبل ما تفكر تعمل حاجه من ورانا، وانتَ مخبي عليا وكنت عارف اللى هى عملته تقدر تقولي ضربت حاتم ليه طالما هي معملتش حاجه وهو معملش حاجه.؟ 
أي اللى وداك هناك اصلًا.؟؟ 

صاح عليّ بصوت أكثر أرتفاعًا وهو يحاول الدفاع عنها حتى لا يصل الموضوع لحمزة: 
_طول ما انتَ متعصب مش هتفهمني وانا مش هحكي وابررلك.!! 

           «        _____       »        

مساءًا.... 

جففت خصلات شعرها ووضعت المنشفه جانبًا لكنها توقفت عندما استمعت لصوت رسائل متلاحقه على هاتفها، تقدمت تفتح الهاتف لتجد رسائل كثيرة من حاتم يهددها بها إن قررت قطع علاقتها به سيتواصل مع والدها ويخبره بعلاقتها به، اغمضت ياسمين أعينها بقوة من الابتزاز الذي يستخدمه حاتم معها لتبقي على تواصل معه. 

وجدته رقم مجهول يتصل بها وقد كانت على يقين بأنه هو، أجابت على الإتصال وظلت صامته لتستمتع لصوته الهادئ بشكل مريب: 
_كدا ياسيما يهون عليكِ توما تعمليله بلوك من كل حاجه، فكرك مش هعرف اوصلك.؟ 

زفرت بقوه تحاول الوصول لحل ودي معه: 
_حاتم خلينا نكون متفاهمين، زي ما ارتبطنا عادي جدًا ننفصل، غير كدا أنا أخويا وابن عمي مش هيسكتوا لو عرفوا إني لسه بكلمك... 

قاطعها حاتم وهمهم بتروي يستغل خوفها يجيبها بخبث: 
_لو على اخوكِ ممكن أربع او خمس شباب يتكاتروا عليه فـ اي وقت يدوله العلقة المتينه عشان يبعد عني وعنك نهاائي، وابن عمك اللى عمل فيها سبايدر مان وضربني اوعدك هفكرله فـ نصيبه تاخده بعيد عننا أهم حاجة محدش يبعدنا عن بعض ياعمري. 

تسارعت دقات قلبها وهى تدرك حجم الخطر الذي من الممكن ان يتعرض له ياسين بسببها لتسارع بأستعطافه: 
_لا لا ياحاتم ارجوك لا ملكش دعوه بـ ياسين، بلاش اكرهك يا حاتم ارجوك. 

تصنع دور الثعلب البرئ يجيبها: 
_خلاص يبقي تخليني اشوفك بكرا، بجد يا سيما
I miss you so much. 

أطلقت سُباب حاد عليه بداخلها وهى تجيبه بنفاذ صبر: 
_بكرا weekend ياحاتم وبابي قال اننا هنقضي اليومين دول فى التجمع الخامس عند اونكل حسن.

تسأل عن إسم المكان المتواجد به عمها لتخبرة به بتعجب، صمت لدقيقتين يستجمع خيوط تلك الفكره التي جائت بعقله يجيبها بأصرار: 
_واحد صاحبي ساكن هناك، هرن عليكِ تتصرفي وتقابليني بدل ما اجيلك أنا وانتِ عارفه إني مجنون واعمل كدا واكتر.!! 

حاولت تطبيق مقولة شذي المفضلة
"خديه على قد عقله" وهى تجيبة بأقتضاب: 
_ماشي. 

-good night baby. 

_وانتَ من أهله. 

نطقتها بضيق واغلقت تلقي الهاتف وهى تنظر حولها بحيره وعجز، لا شئ بيدها حتي تفعله لقد ندمت بعدما فات الآوان وتعمقت بأخطائها، لا تستطيع إخبار ياسين حتى نظرًا لتهوره وهى لن ولم تلجأ لـ عليّ مهما بلغ الأمر..!!



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close