اخر الروايات

رواية ليث وقمر حبيبتي الفصل الرابع 4 بقلم ايمي عبده

رواية ليث وقمر حبيبتي الفصل الرابع 4 بقلم ايمي عبده



الحلقه الرابعه

أيقظه ظافر باكرا ليتحدث معه قبل أن يواجه الجميع : يا إبنى إنطق متجننيش
صاح غاضبا : أنطق أقول إيييه بعد عملتك الهباااب بقى أنا مانع عنها الزينه واللبس المكشوف ومأمنلك تقوم تخرجها قودام الناس بالمنظر ده لأ وسايبها لهاشم كمااان
نضر له بضيق مصحوب بالندم : والله يا ليث أنا متخيلتش إنها هتطلع كده مكنتش أعرف إن اللبس العيالى بتاعها مدارى دا كله
نهره بحده : عشان غبى اومال أنا مانعها ليه بخاف أسيبها لوحدها ليه مهو عشان مش عاوز أفتح العيون عليها
- ياااه وأنا اللى فاكرك بتتحكم فيها وخلاص بس يا ليث هى عملت كده عشانك
- عشانى يبقى ليا وبينا لما تبقى مراتى مش قودام أمه لا إله إلا الله ثم عقلك كان فين لما لقيتها كده كنت منعتها فهمتها إنها غلطانه مش نازلى إيدك ف إيدها تتمخطروا
- الله وانت كنت فين أنا نزلت بيها مروحتلهاش ليه
- عشان مقتلهاش كنت بحاول ألهى روحى بأى حاجه عشان ممسكش ف زمارة رقبتها لحد ما تفرفر بس هاشم الواطى عرف يحرق دمى صح
- ياعم إنت اللى كبرت الموضوع هاشم أصلا بيعمل كل ده عشان بغيظك
- إنت عميت مشوفتش عينيه بتاكل كل حته فيها إزاى
- بلاش أوهام
رمقه بسخريه قاتله : أوهام هه آه فعلا أوهام بأمارة ما راحلها الأوضه بالليل عشان يبوسها ويتجوزها
فتح فاهه بصدمه : هااه
- صح النوم هاشم بيلعب من تحت الطربيزه ألعاب زباله ومش عشان يكايدنى وبس لأ الحيوان عينه منها وأقطع دراعى إما كان جوازه دلوقتى وراه إن مش بعيد يكون عاوز يعمل جوزاته ساتر للى ناويه مع قمر
- خبر إسود عشان كده قالها إنها السبب فى اللى حصل لدودو وإنك كارها وإلا مكنتش خلتها تعمل كده ف صحبتها الوحيده
طرق بقبضته بقوه على حافة مكتبه :عشان كده مكنتش عاوزه تسمعنى وإنت معرفتنيش بدرى ليه
- ملحقتش كنت مستنى ابلغك بس أبوك بعتلى عشان نكلمك بعد إنهيارها ومكنش فى فرصه أتكلم فى حاجه وإنتو عمالين تزعقو قصاد بعض وبعدها إنت خرجت ومبقتش أشوفك نهائى وفكرت إن الموضوع معدش له أهميه
كان يتحدثان بصوت مرتفع لم يسمعهما سوى أدهم الذى جفاه النوم طيلة اليوم وعلم أن هاشم الذى تربى فى كنفه أصبح ثعبانا يلدغ كل من طاله
وحينما تجمعو سويا لتناول الفطور بدأت فاديه تعاتب ليث وتنظر إلى قمر بإحتقار فصاح أدهم : فاديه إطفحى فطارك وإنتى ساكته
جفلت من صيحته المباغته : جرى إيه يا أدهم
نظر لها بسخط : جرى إنى مصدع وقرفان من شكلك وكلمه زياده وهطردك من البيت إنتى والزباله اللى جنبك
بهتت وهى تنظر لجوارها فوجدت هاشم يبتلع ريقه بخوف ثم أنكس رأسه فهل علم أنها وهاشم يدبران للتخلص من قمر
بينما كان الذهول أقل وصف لهيئة البقيه فقد ظنو أن ليث من سيعاقب
عم الصمت المكان حتى ذهب كل منهم فى حال سبيله ولم يحاول أى أحد محادثة أدهم أو سؤاله عن شئ لكن فاديه هاتفت هاشم وسألته عما جعل أدهم يثور عليهما هكذا لكنه لم يفيدها بشئ فظنت أنه صب غضبه عليهما بدلا من ليث وقمر فهما حبيبيه لذا قررت أن تريه أنها سيدة المنزل وأنه لا يحق له تهديدها هكذا فأرسلت فى طلب والدة قمر فى الخفاء وتقابلا سرا فى أحد المطاعم وإتفقت معها أن تهاتفها فى اليوم التالى بعد عودة قمر من المدرسه لتأتى وتأخذها فسيكون الجميع بالعمل وعادت سعيده بأنها ستتخلص منها أخيرا وأخبرت هاشم بما حدث فغضب لأنه كان يخطط لإبعادها عن ليث وأخذها معه فى سفره مستغلا حزنها ليصل إلى مبتغاه ويعود بها ليحرق قلب ليث ويتم طردها لكن والدته أخبرته أنها خطه بلهاء فلن يستطيع مهما فعل أن يأخذها ويسافرا وحدهما فوالده لن يسمح بذلك كذلك ليث وبعد فعلته ليلة الحفل لا تستبعد أن يتزوجها بعد عدة أيام دون معرفة أحد لذا فالحل هو رحيلها فوالدتها تريدها بشده من أجل ميراثها وقد إتفقت معها أن تخفيها من الوجود فلا يجدها ليث أبدا مهما بحث

وباليوم التالى تفاجأت قمر بوجود والدتها ورفضت بشده الذهاب معها وحاولت الفرار ولم تفلح فامسكت بالهاتف تتصل بليث ولكن هاشم إختطف منها السماعه ووضعها مجددا فصاحت بوجهه تحذره : أنا هقول لليث
نظر لها بإحتقار وسخر من تهديدها : هه ليث بتاعك هو اللى قال إطردوها
فصاحت بغضب أكبر : إنت كداب
لطمها على وجهها بغيظ قائلا : اخرسى يا حشره فاكره إن ليكى لازمه أهو بعد ما زهق منك رماكى إنتى اللى زيك ملهاش إلا الطرد بره
وضعت يدها على وجهها متألمه من ضربه وبكت : هه انت هه كداب ليث هه ميعملش كده
إبتسم بخبث : هه لآ يا قطه يعمل ويعمل أكتر كمان تحبى تعرفى ليه؟
إبتلعت ريقها بخوف : هه ليه ؟
فأجابها بقوه : عشان هيتجوز واللى بيحبها قالتله مش عاوزاكى فرماكى زى الجزمه
نظرت له بصدمه تتمتم : يتجوز ؟! بيحبها؟!
- اه اومال فكراه هيحب عيله زيك يلا من غير مطرود ومتوريناش خلقتك تانى دا لو عندك دم وياريت انسى إنك تعرفينا خليكى مع أمك احسنلك
تذكرت الحفل حينما لم يهتم بها وحينما رأت إبنة خالته تتعلق بيده وتميل عليه وحتى حينما أخذها من الحفل كانت نظراته تحتقرها وألقى بها لإمرأه لا تعرفها ولولا أنها حزنت لأجلها وعنفته لما إهتم ومنذ وقتها وهو لم يحدثها أبدا هل إحتضنها فقط ليودعها
ظلت شارده ولم تنتبه أنها أصبحت خارج المنزل فقد أمرت فاديه الخدم بجمع كل حاجيات قمر قبل عودتها من المدرسه وحينما غاصت قمر فى أحزانها كانت فرصة والدتها فى إمساك يدها بهدوء والخروج بها من المنزل
بعد أن عادا أدهم وظافر من العمل وعلما من أحد الخدم ما حدث شحب وجه ظافر بينما ثار أدهم وإنهال على وجه فاديه بالضرب حتى دفعه هاشم وظافر عنها بصعوبه وأخذها هاشم إلى غرفتها بينما أمسك ظافر والده يحاول تهدئته لكئ يتصرفا سريعا وما إن هدأ حتى بدأ فى إجراء إتصالاته وبدأ البحث عن قمر وكل ما وصلا إليه أن والدتها تركت محل سكنها اليوم صباحا ولا أحد يعلم مكانها ولم تغادر البلاد فأين ذهبت

عاد ليث من عمله منهكا فى وقت متأخر فهو منشغل فى قضيه هامه منذ عدة أيام
دلف إلى غرفته يلقى بجسده المجهد على الفراش وغط فى نوم عميق
مرت ساعات اللليل لتستقبل شرفته اشعه الشمس الصافيه وتوقظ غفلته فإعتدل ووجد نفسه لازال بملابس الأمس فنهض بتكاسل ليستحم ويغير ثيابه وذهب لكى يتناول فطوره وقد لاحظ هدوءا غريبا وانها ليست موجوده فليس من عادة قمر ألا تفطر معهم
إبتسم وهو بجلس إلى مائده الطعام وينظر إلى مكانها الفارغ وتعجب سائلا : إيه دا أومال فين قمر
وجد والده وظافر ينظران إلى بعضهما بضيق بينما يعتلى وجه هاشم إبتسامه خبيثه ولم يجيبه أحد
- جرى إيه فين قمر تعبانه ولا مالها
أتت والدته وجلست بهدوء وهى تجيبه ببرود : مشيت
قضب جبينه بإستغراب : مشيت فين
- راحت مع أمها
إنتفض واقفا بوجه مرتعب : إيه
- أنا مش قولتلك من فتره
إلتمعت عيناه بذعر مما تقوله وأصبح تنفسه سريعا لا يقوى على إستيعاب ماتحاول إخباره به : وأنا رفضت وقولتلك تنسى الموضوع ده
- وأنا كلمت أمها وجت خدتها إمبارح
سقط جالسا وهو لا يقوى على التنفس أو الحركه فهو يعلم أن والدتها اللعوب لا تمكث فى مكان ثابت كما أنها ما إن حصلت عليها ستخفيها عنه تماما حتى تمنعه من إستعادتها فأموال قمر التى ورثتها عن أبيها كنز لطالما حلمت أمها بان تناله
نهض والده وظافر يدركانه وسأله ظافر بخوف : ليث انت كويس
أدهم : مالك يا ابنى
عقب هاشم بتشفى : سيبه يابابا شويه وهيروق
فصاح به ظافر : انت تخرس خالص
نهرته فاديه بحده : عيب يا ظافر دا أخوك الكبير
فإعترض بقوه : وليث أخويا الصغير ويهمنى أكتر من دلوع أمه
فصاحت مستنكره : إيه قلة الأدب دى طب كويس إنها إنخفت فى داهيه تاخدها أما بتتخانقو عشانها دلوقتى بكره تموتو بعض بقى
وقف ليث كالتمثال وتحرك كمسلوب الإراده لا يسمع أحد ولا يجيب أحد ظل يسير حتى صعد إلى غرفتها وأغلق خلفه الباب حيث وجد الغرفه خاويه بارده حوائطها يسكنها الهواء فجلس فى أحد الأركان ضاما قدميه إلى صدره قابضا عليها بساعديه ينكس رأسه بينما تنسدل الدموع الحارقه من جفونه وكأنها ستائر مائيه تغطى وجهه
جاءه والده وظافر يواسيانه ويعتذران لأنهما لم يستطيعا منع والدته من فعلتها فقد كانا فى العمل وتفاجئا بالأمر عند عودتهما ولم يخبراه لأنه عاد منهكا من عمله يبحث عن الراحه ولم ينتبه لغيابها
لم يعقب ولم يهتم فمهما قيل فقد رحلت
ظل طيلة اليوم بغرفتها وفى اليوم التالى خرج مبكرا وهاتف فارس وبدأ رحلته فى البحث عنها مستعينا بكل من يعرفه ولكن لا أثر لها إختفت من الوجود تماما وبعد يومان آته خبرً بأنهم وجدوا قبرا فى مدافن الصدقه بإسمها حيث تعرضت إلى حادث سياره أفدها حياتها لذا لم يجدوها أبدا
سقط مغشيا عليه من هول الصدمه وظل عازفا عن الكلام لشهر كامل وفشل الطبيب فى علاجه وفشلت محاولات الجميع فى جعله يتحدث ورغم سعادة فاديه بالتخلص من قمر إلا أن ما حدث لليث جعل سعادتها تتلاشى وتشعر بالندم وظنت أن جوليا المختله والدة قمر قتلتها عمدا بعد أن أخذت مالها فقد أبلغهم البنك أن جوليا أتت فى اليوم التالى من أخذها لقمر وسحبت رصيدها كاملا وكانت قمر بصحبتها وهو نفس تاريخ اليوم المدون على قبر قمر
لم تتخيل فاديه أن ليث يعشق قمر هكذا
أدركت أنها خسرت الكثير حينما حاولت التحدث إليه لدفعه للحديث فنظر لها بإحتقار وظل صامتا وعزف عنها أدهم نهائيا وترك غرفتهما وأصبح ينام فى غرفه منفصله وظافر كلما رآها أشاح بوجهه وإبتعد ولا يتحدث إليه أبدا حتى مدللها الذى لطالما أرضى غرورها بمدحه الكاذب وأكل عقلها الفارغ بمعسول الكلام وموافقتها على كل ما تريده حتى جعلها تقف دائما إلى جواره وتنصره على أبنائها قد سافر لبنان كما كان مقررا وأصبحت وحيده منبوذه وكلما هاتفته ليعود يدعى الإنشغال فقد نال فرصته فهو هناك حر بلا قيود ولا حاجه له لتملقها لتفعل ما يريد كما أن المنزل بلا قمر لا معنى له كذلك عودته ستجعلها تحدثه بشأن خطبته من هيام بحجة أنها وسيله لتأتى بالسعاده إلى المنزل بعد أن خيمت الأحزان به برحيل قمر ولكنه لا يريد فهو قرر ذلك فى لحظه ليسعد والدته وتساعده فى خططه التى لم تنفذ
مر شهر آخر وبدأ يتجاوب مع من حوله وأتى رئيسه فى العمل إليه وأخبره أنه يكفيه بكاءا لن تسعد روح قمر برؤيته هكذا ولابد أن ينسى
أحزانه بالعمل وكلفه بمهمه خارج البلاد لكى يبتعد عن هنا ويلتهى عما يؤلمه
أيده أدهم فى ذلك فالإبتعاد سيكون فى صالحه
سافر ليث ونصح الطبيب أدهم بتغيير المسكن حتى لا تظل ذكريات قمر تلاحق ليث فإنتقلت العائلة إلى منزل آخر فى منطقه بعيده عن سكنهم القديم وأرسلو خطابا إلى ليث يخبروه بالأمر فلم يهتم فذكراها فى قلبه وليست فى جدران منزله
إقترحت فاديه أن يذهبو لخطبة هيام فالأفراح ستلهيهم عما حدث ولأول مره يوافقها أدهم على شئ بل تفاجأت أنه يُعجل بالزواج بمجرد عودة هاشم فلا حاجه للخطبه فالعروسان يعرفان بعضهما مسبقا ووافق الجميع على إقتراحه فقد بلغه أن هاشم يتسبب فى حرج كبير مع موظفات الشركه وبلبنان عميلاتها فهن جميلات وهو زير نساء حقير وقد أرسل الفرع شكوى موقعه من موظفيه بطلب عودة ظافر فقد كان رجلا شهما محترما وأخا كريما فأرسل إلى هاشم لكى يعود فقد رحلت قمر ولا حاجه لإبتعاده كما أنه حان الوقت لكى يتزوج ويكف عن نزواته العابثه
كانت فاجعه حطت على رأس هاشم حرمانه من السفر إلى لبنان والتمتع برفقة جميلاتها وزواجه من هيام التى بعد رؤيته لفتيات لبنان أصبح يمقتها وحاول بكل حيله لإقناع فاديه بالتراجع ولكنها كانت مقتنعه جدا والأدهى أن والده مقتنع أيضا لأول مره يتفقان يكن عليه
أرسلو خبراً إلى ليث التى أجابهم أنه سيعود بعد إسبوع لذا تم تحديد موعد الزواج بعد إسبوع من عودة ليث
الذى حينما وصل وجد الجميع منشغل فى تحضيرات الزفاف فلم يبالى وما إن هم بالإشاره إلى أحد الخدم أن يوصله إلى غرفته حتى وجد من يربت على كتفه إستدار ليجد ظافر يحتضنه بقوه : وحشتنى أوى أوى يا ليث
كانت البسمه تملأ وجه ظافر حتى إبتعد ينظر إلى وجه ليث فتجمد فى مكانه فقد كانت عيناه خاليه من أى شئ حتى الحزن وجه لا يحمل أى تعبير يولحظ كان كالجماد إبتلع ريقه بقلق ثم سأله : مالك ياليث؟ إنت كويس؟
فأجابه بجمود : تمام
إتسعت عينا ظافر فقد أصبح أخاه الصغير جسدا بلا روح
أتى أدهم فرحا بعودته يحتضنه ولكنه وجده جامدا حتى حضنه بارداً ولا أثر للحياه فى عيناه وصوته
رأه هاشم فإبتسم بخبث فقد ظن أنه يمكنه إغضابه بالتظاهر أمامه بالسعاده مع هيام بينما هو فقد قمر لكنه وجده كالجثه المتحركه فلا غضب ولا ضيق ولا إهتمام فكأنه هواء لا يراه
تحرك من أمامهم يشير إلى الخادم فأخذ حقيبته وسار بها إلى الغرفه المفترض أنها له وتبعه ليث حتى وجد والدته أمامه تفتح ذراعيها لإحتضانه فأشاح وجهه عنها وسار مبتعدا وكأنها لم تكن أمامه الآن
إبتلعت غضبها وذهبت إلى أدهم تشكو له فرمقها بسخط : ضيعتى إبنى روحى ياشيخه منك لله
وإبتعد وهو يضرب كفيه ببعضهما فنظرت إلى ظافر تستنكر ما قاله لها أدهم فزفر بضيق : خلاص ياماما راح ليث راح مع اللى راحت إشبعى خطط إنتى وهاشم
ثم تركها وإبتعد فنظرت إلى هاشم فرفع كتفه بلا إهتمام وإبتعد فحاولت أن تخفى حرجها بالصياح فى الخدم

تزوج هاشم من هيام وسافرا لقضاء شعر عسل ثم عادا ليقيما بالجناح المخصص لهما فى القصر ومنذ بداية زواجهما وهما فى خلاف دائم فهاشم مزواج مراوغ وهيام مدللة أبيها لا ترضى بمن يهين غرورها فإلتجأت لوالدتها لكى تفض هذه الزيجه فتفاجات بها تنهرها بحده فلم يمر عاما على زواجها ولن تسمح لها بجعلهم سيره يتحاكى بها الناس كما أنه لا يهم كل هذا مادام يعود إليها
وجدت أن والدتها لا تبالى بشئ سوى صورتها أمام الناس فوالد هيام شبيه بهاشم ولكن والدتها لا تهتم سوى كونها لا زالت زوجته وهو يعوضها عن خيانته لها بالهدايا الثمينه
إلتجأت إلى والدها فوجدته مثيلا لوالدتها بل ينصحها بأن تستغل الموقف وتجعل هاشم يمطرها بالهدايا الثمينه فلا تجعل صمتها على نزواته بلا ثمن
لم تجد حلا سوى أن ترتضى بعيشتها لأنها حينما لجأت إلى فاديه وجدها تنصحها أن تسرع فى الإنجاب حتى تجذب هاشم بعيدا عن نزواته
_______________

مر عامان تغير بهما ليث للأسوأ فقد أصبح يحيا ويتنفس عملا فقط حياته بين عمله فى الشرطه وشركة أباه حتى أصبح وحشا يخشاه الجميع فإسمه ترتعد له فرائص المجرمين فقد كان يتولى القضيه الصعبه والغامضه ونال ترقيات أسرع مما هو متعارف عليه أما كرجل أعمال فقد جعل غيلان السوق يخشون منافسته وموظفيه يعملون بجد متناهى خشية غضبه
المريب في أمره هو بروده اللامتناهى فمهما حدث لا يبدى ردة فعل جامد بلا مشاعر
حاولت إبنة خالته التقرب منه بشتى الطرق ولا فائده فذهبت إليه فى الشركه وحاولت أن تأثر قلبه فلم تنجح ولغبائها حينما يأست منه إستنكرت بروده وتحوله هكذا من أجل قمر التى لا تستحق كل هذا من وجهة نظرها
فإشتعلت عيناه البارده بغضب مميت وجذبها من خصلاتها جاراً إياها خلفه خارج مكتبه بل خارج الشركه وصراخاتها المستغيثه تملأ الأرجاء بينما صُدم الموظفين مما يحدث
وصل بها إلى البوابه الخارجيه لمبنى الشركه ثم ألقى بها على الرصيف وحذرها بغضب : مكانك هنا لو شوفت خيالك فى أى مكان تانى ولو صدفه هبعتك لأهلك متقطعه فاهمه
أومأت له برعب وهى تزحف للخلف حتى تركها وعاد إلى مكتبه فركضت إلى سيارتها وقادتها مسرعه إلى منزلها تبكى وتشكوه لوالدتها التى هاتفت فاديه تنهرها لفعلت ولدها وتهينها بشده وتتوعد لها بأن تجعل زوجها يقضى عليهم ثم أغلقت بوجهها الهاتف
بينما الأخرى كانت تسب وتلعت حظها بغيظ فأبنائها كل فى وادٍ بعيد يتفنون فى إحراجها مع الأهل والأصدقاء
لاحظها ظافر تبدو كمن زرعها فاكهه طرحت حنظل فإقترب منها بحذر يسألها عما أصابها فأخبرته بما حدث فزوى جانب فمه بسخريه : تستاهل حد قلها تقف قودام القطر عيله معندهاش ريحة الكرامه ثم إيه اللى هبدها فى نفوخها وخلاها تجيب سيرة قمر أهى خرجت الوحش من كهفه تشرب بقى
صاحت به غاضبه : إنت عاوز تفرسنى إنت ناسى أبوها مين
وضع يديه بجيب بنطاله ونظر له بثقه : لأ مش ناسى إنتى اللى الظاهر نسيتى إحنا مين بصى حواليكى الفيلا بقت قصر والعربيه بقت عربيات الخدامه بقت خدم وحشم ودا كله بفضل ليث بكره أبوها اللى هيجى راكع يطلب الرحمه من إبنك
بوهتت بحديثه وثقته هل أصبحت غافله إلى هذا الحد هم أصبحو أكثر ثراءً ولكن ألى هذا الحد

عاد أدهم من العمل فأخبره ظافر بما حدث فلم يهتم سوى بشئ واحد أن ليث بدأ يشعر حتى ولو كان الغضب فهاتف الطبيب الذى كان يتابع معه بعد وفاة قمر وكما توقع هذا مؤشر جيد إبدائه لأى ظاهره شعور ستكون بداية علاجه وتحت إلحاح الجميع وافق على الذهاب إلى هذا الطبيب
بينما تفاجأت فاديه بعد يومان بإعلان خطبة إبنة أختها المبجله على إبن أحد رجال الأعمال وسيتم الزواج بعد شهر
فقد أراد أباها الإسراع بالزواجها بعد إهانتها العلنيه من ليث كما أنه هاتف أدهم يطلب منه أن يتوسط له عند ليث حتى يسامح فعلة إبنته البلهاء وأنه يقدم إعتذاره فهو لن يتحمل ضربه واحده من ليث قد يُفلس إثرها
ذلك الحدث جعل أختها المغروره تبتعد قدر المستطاع عنها حتى لا تؤذى عائلتها من بطش ليث بينما أصبحت فاديه تتجنبه تماما فقد أدركت الآن أنه أصبح وحشا بلا قلب وقد ينتقم منها

مرت ثلاثة أعوام أخرى أصبح هاشم أبا لولدان لا يهتم لوجودهما أو لوجود زوجته
شُفى ليث وأصبح طبيعيا ولكن أكثر جديه عن ذى قبل
تعرف ظافر على فتاه تُدعى ندى قابلها مصادفه بأحد الأسواق اللبنانيه وجدها تتحدث بلهجه مصريه وتبدو أنها لا تفهم من البائع شئ ولا هو أيضا فلحظها يتحدث الرجل الفرنسيه وهى تفقه بها شئ فساعدها ظافر وتعارفا علم أنها من أب لبنانى وأم مصريه فوالدها يعمل بالقاهره كما أن عائلة والدتها هناك وكانت تأتى لبنان مع أسرتها لزيارة عائلة والدها كل عام حتى توفى والدها منذ أربعة أعوام فإنتقلت والدتها للعيش بلبنان بين عائلة زوجها بعد إلحاح شديد من والدة زوجها لكى تحيا ما تبقى من عمرها مع أحفادها فهم ذكراها الوحيده من ولدها المتوفى
أحب طيبتها ورقتها وخجلها البرئ وأحبت به بسمته الحنونه وتفهمه لكل ما تحدثه به وعيناه التى تمطرها محبه ووضوحه
لم يكن لها أصدقاء كُثر هما صديقتان فقط رغم فارق العمر فندى أكبر منهما لكن لم يكن ذلك عائقا ابداً فى صداقتهن
دائما ما كانت تتحدث عنهما(ريم ونيره) لم يرى منهما سوى نيره فقد أقام حفل زفافهما بالقاهره فهى صديقتها منذ زمن ورغم إنتقال ندى إلى لبنان منذ أربعة سنوات إلا أنهما ظلا على تواصل على عكس ريم فأسرتها تعيش بلبنان وقد تعرفت عليها ما إن إنتقلت إلى هناك ولكنها بعد زواجها ظلت تتواصل معها بالهاتف والرسائل ولا تكف عن قص مواقفها مع صديقتيها والعجيب أن كلتاهما لم تلتقيا أبدا وندى هى الشخص المشترك بينهما وكلتاهما تعرفان عن بعض من خلالها

حاولت فاديه للمره التى لا تعلم عددها إقناع ليث بالزواج
زفر بضيق من إصرارها الممل : ماما لو سمحتى مش عاوز أتكلم فى الموضوع ده
تنهدت بحزن : يا ابنى طب شوفها بس مش يمكن
قاطعها بصياح غاضب : ميمكنش خلاص خلصنا ميت مره أقول لأ لو اتكلمتى فى الحكايه دى تانى هسيبلك البيت ومش هتشوفى خلقتى لحد ما أموت فاهمه
تدخل هاشم : عيب يا ليث دى أمك
فصاح به : انت تخرس خالص مش اتجوزت السنيوره اللى شبهك بعد ما حرقت قلبى
حاولت فاديه تبرير فعلتها الشنعاء : يا ابنى مكنتش تنفعك
رفع حاجبه بإستهزاء : لا والله بجد لو كان بابا وافق على هاشم لما طلبها كنتى هتجوزيهاله غصب عنها
توتر صوتها من مواجهته الصريحه لها: يا ابنى انتو الإتنين ولادى مفرقش بينكم
جحظت عيناه بغضب : لأ فرقتى واسمعى عشان أنا مصدع جواز مش هتزفت عاجبكم كان بها مش عاجبكم اخبطو دماغكم فى الحيط
تركهما يقفان غاضبان حتى جاء ظافر فوجد والدته تقول : منها لله قمر ضيعت ابنى
فإعترض بضيق : حرام عليكى ياماما قمر ملهاش ذنب
فنظرت له بضيق : قصدك إيه
- حضرتك عارفه قصدى كويس وبطلى ترمى أخطائك على شماعه غيرك
- دا بدل ما تعقله جاى تكمل
- ياماما هو قالهالك لو قمر خرجت من هنا اعتبرينى ميت وانتى عارفه ليث مبيقولش كلام فى الهوا لكن برضو مشيتى اللى إنتى عوزاه
نهرته بحده : احترم نفسك يا ظافر متنساش إنى أمك
لامها بعتاب : والله ياماما محدش ناسى إلا حضرتك عملتى عقلك بعقل عيله كنتى كارهاها عشان حلوه ومحبوبه من الكل وبابا شايلها فى عينيه وماصدقتى تخلصى منها وأديها ماتت وإرتاحت وإبنك اللى إتعذب
نظرت له برعب : إيه
رمقها بغيظ : إنتى فكرانا هبل ما كلو عارف الحقيقه فشلتى كزوجه وكأم دمرتى حياة ليث ودلوقتى عاوزه تجوزيه واحده شبهك تخلص عليه نهائى يا عالم إرحموه بقى
خرج أدهم من مكتبه الذى أصبح يقضى معظم وقته به : فى إيه عالصبح
نظرت له بضيق : تعالى شوف ولادك على آخر الزمن بيهزقونى
فرتب هاشم على كتفها بحنو : ما عاش ولا كان ياماما دا إنتى الكل فى الكل
تنهد ظافر بضيق : استغفر الله العظيم هى كلمة الحق دلوقتى بقت تهزيق
فنهره هاشم : جرى إيه يا ظافر متحترم حتى أبوك يا أخى
فصاح به ظافر بغيظ : بطل توليع مهياش نقصاك
أدهم : بس انت وهو جرى إيه
هاشم : ليث
تنهد أدهم بضيق : ماله
هاشم : مش موافق يشوف العروسه اللى ماما جيبهاله مع انها لوقطه
أدهم : سيبوه على راحته
إستنكرت فاديه تهاونه : نسيبه دا إيه لما عمره يخلص
فأجابها بغضب : هو حر الجواز مش بالعافيه
حاول هاشم الإعتراض : بس يابابا
فقاطعه والده بحده : هاشم على شغلك وحواديت الحريم دى بلاش تنحشر فيها وانت يا ظافر واقف ليه على شغلك انت كمان
غادرا كلاهما بينما زوت فاديه جانب فمها بغيظ : له حق بقى يزعق ويفرد قلوعه ما انت واقفه
أدهم : ياريت تفتكرى ولو للحظه إنه ابنك مش عدوك
فاديه : ما تقوله
أدهم : لانا قايل ولا عايد وابعدى عنه بدل ما تندمى
فاديه : انت بتهددنى
أجاباها أدهم بهدوء : لا يا فاديه مبهددش أنا بعرفك اللى هيحصل
تركها تنظر فى إثره بغيظ : طب ماشى أما نشوف أخرتها
______________

توالت الأيام والأعوام وها هو إبن العشرين يصبح على مشارف الأربعين ولا زال مغلق على قلبه يرفض الحب أو الزواج رغم مكانته الإجتماعية والماديه وجاذبيته التى تُسقط الفتيات فى عشقه رغم رفضه لهن وها هى أمه البائسه تتندم حسرتا على فعلتها فولولا غيرتها و إصرارها على رحيل قمر لرأت أبنائه الآن فقد توقعت أنه سينسى مع الأيام ولكن هيهات ومهما حاولت أن تضع فى سبيله الفاتنات لا يجدى نفعا
ندمت بعد أن أصبح الندم لا فائده منه وخسرت إبنها للأبد فقد أصبح صامت جامد منعزل لا تراه إلا مصادفه وحينما تحاول التقرب منه تجده جافا باردا وكأن إحساسه بالحياه رحل مع رحيل قمر فرغم شفاؤه إلا أنه لم ينسى يوما أنها السبب فى فقدانه لقمر
هدأ غرورها كثيرا وأصبحت هادئه تحيا على أمل أن يسامحها يوما ما
تتعامل مع الجميع سيان فبعد أن تسببت فى تدمير ليث تحطمت تماما فلم تعد تبالى بأحد حتى هاشم فكلماته المعسوله ما عادت تجدى نفعا وحزنها أزاح عن عينيها ستار الغفله وجعلها تراجع حساباتها من البدايه فأدركت أنها كانت سببا فى بؤس أسرتها بدلا من أن تكون سعادتهم
أصبحت أما بالفعل بعدما فقدت صغيرها الغالى فهى كانت تعشق ليث عن أخوته لكنه كان دائم المعارضه لها ولا يرضى غرورها كهاشم ويقف بصف والده لأنه دائما على حق
أحبته جدا لذا كرهه هاشم لإهتمامها به ولكنها تفاجأت به يوما يبعد عنها ويعاملها بجفاء ويهتم بقمر ظنت أن قمر من ألهته عنها فكنت لها الضغينه خاصه أن الجميع أحبها ولم تعلم أنه إبتعد لأنه علم حقيقتها البشعه وتصادف وجود قمر بعدها وإهتم بها ليلتهى عن التفكير فى بشاعة ما علم به وتحول إهتمامه مع مرور الأيام إلى عشق تمكن من قلبه
أصبح هاشم أبا لأربعة أولاد وظافر لديه بنتان وزوجته حامل وتنتظر عودته من لبنان لتخبره بالأمر
بمرور الزمن سامح أدهم فاديه وعادا يتعاملان كزوجين طبيعيين بعد أن تغيرت وأصبحت طيبه حنونه مع الجميع كذلك ظافر تغاضى عما فعلته به وإهمالها له ما دامت أحست بخطئها وإنصلح حالها لكن ليث رغم أنه بدأ يتقبل التعامل مع إلا أنه لم ينسى يوما أنها أفقدته قمر
إعتبر هيام وندى إخوه له وأبنائهما أبنائه لذا كان حينما يغيب فى عمله ويعود يجد الأطفال يستقبلونه بحفاوه فهو أقرب إليهم من أبائهم وكبرو وأصبحو أصدقاء له يثقون به ويستمعون لنصحه ورغم خلافه الدائم مع هاشم إلا أنه لم يعترض أبدا على علاقته بأبنائه لأنه يلهيهم عنه فلا يتعب نفسه فى الإهتمام بهم كما أنه سينقذهم من حماقة زوجته فى إدارة الأمور
هاشم أصبح أهدأ ولا يفتعل الكثير من المشاكل سوى مع ليث وأصبحت نزواته أقل ولكنه يتعامل مع هيام ببرود تام التى أصبحت حاقده على ندى لرؤية حب زوجها لها وإهتمامه بها على عكس حالها
ترك أدهم العمل يديره أبنائه فظافر يهتم بفرع لبنان وهاشم بالفرع الرئيسى وليث يهتم بالصفقات الكبرى أثناء عطلاته فقد أعطى عمله بالشرطه الأهمية الكبرى ليتجنب الصدام مع هاشم فرؤيته وحدها تعكر مزاجه
أصبح ليث أسطوره فى عمله يهابه الجميع ورغب هذا الصيت فالقليل من يعرفه فهو يرفض اللقاءات الصحفيه والتليفزيونيه ويمقت التصوير ففى صباه كانت فاديه تجبره على التصوير مع أخويه وتجلسه بجوار هاشم أو على قدميه وينتهى الأمر بدفع هاشم له أرضا أو مضايقته بأى شكل وكانت لا تهتم سوى بمظهرهم فى الصوره لكى تتباهى بها أمام أصدقائها فأصبح التصوير له نوع من أنواع التعذيب وبدأ يرفضه بشده حتى أتت قمر وكانت عاشقه للتصوير تصور كل شئ وتتعامل مع ما تصوره بحذر وحنان غريب حتى لو كان جمادا فأصبح يحب التصوير لكن منها فقط لذا لم يكن يسمح سوى لها بتصويره وبعد وفاتها رفض التصوير تماما فوميض الكاميرا تجعله يتذكر أنها لم تعد معه



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close