رواية قيامة ذكري الفصل الرابع 4 بقلم عادل عبدالله
( ركزوا جدا في البارت ده لأنه منه هتدخلوا منه للرواية كويس )
ثم وجدت أمامها رجل بمجرد أن رأته ثبتت مكانها في ذهول للحظات ودققت النظر في ملامحه " غير مستوعبة لهول المفاجأة " !!!!!!
بعد لحظات من الصمت المتبادل ابتسم ابو العريس " علاء " للأم " رباب " ومد يده يصافحها فصافحته وادخلته وما زالت رباب في ذهول تام !!!!!!
رباب " بابتسامة مصطنعة " : اهلا وسهلا شرفتونا اتفضلوا ارتاحوا ، لحظات وارجع .
" معقول "
" انا في حلم ولا حقيقة "
" انا اكيد بحلم !!! معقول بعد كل السنين دي اشوفه تاني !!! وفين ؟؟ هنا في بيتي !!!! وجاي يخطب بنتي لابنه !!! "
" وعادت رباب بذاكرتها اكثر من ٢٥ سنة وتذكرت يوم فسخ خطوبتها بعلاء وكم كانت منهارة تماما لدرجة انها اصيبت بانهيار عصبي ودخلت المستشفي للعلاج لعدة ايام !!! "
مرت عدة دقائق حتي عادت رباب لوعيها وتذكرت رباب وجود الضيوف بالمتزل فاخرجت من الثلاجة العصائر والمشروبات وجهزتها ثم نظرت في المراه قليلا ومسحت دموعها التي نزلت بلا ارادة منها .
ثم خرجت لبناتها وطلبت منهن احضار العصائر والمشروبات .
دخلت رباب الي الضيوف وجلست معهم وحاولت ان يكون وجهها دائما في مقابلة العريس وكانت تحاول عدم النظر ل " علاء " والد العريس !!
ولكن اثناء نظرها لسيف كانت تستغرق فيه وتتخيل انها كانت من الممكن ان تكون يوما ما أمه !!!
لم تستطيع منع نفسها من الاستغراق ايضا في النظر ل " دعاء " ام سيف وتتخيل ان هذه المرأة هي التي فازت بالزواج من حبيبها السابق " علاء " وبدأت تقارنها بنفسها بل وتنتقد جمالها وملابسها ومظهرها !!!
بعد دقائق وصل " ابراهيم " عم ايمان وايناس والذي جلس معهم جميعا ورحب بالضيوف كولي امر للعروسة والمسئول عنها بعد موت ابيها .
امست جلسة عائلية كبيرة تعارف فيها كلا العائلتين جميعا ، بينما لا يعرف أيا منهم علاقة الحب القديمة بين رباب وعلاء !!!
كانت رباب بين الحين والاخر لا تستطيع منع نفسها من اختلاس بعض النظرات لعلاء .
وكلما راح نظرها له وجدت عيناه مغلقتان بها بنظرات لا تنقطع .
وبعد حوالي ما يقارب من الساعتين قال ابراهيم " عم العروسة " ل " علاء " طيب ما دام الحمد لله فيه قبول من الطرفين يبقي نتوكل علي الله ونقرأ الفاتحة .
رفع الجميع اياديهم يقرأون الفاتحة بينما كانت عيون علاء تنظر لرباب وتسترجع ذكريات الماضي حينما رفعا ايديهما يقرأون الفاتحة بينن اهاليهم منذ ما يقرب من ٢٥ سنة ماضية !!!
تساقطت دموع رباب وهي تحتضن ابنتها ايمان بينما عيونها معلقة بعلاء ، وهي لا تعرف ان كانت دموعها
فرحا بابنتها
ام حزنا عن حب الماضي الضائع
ام خوفا من مستقبل مجهول قد يحمل كثير من المواقف الصعبة !!!!!
اتفق الجميع علي حفل الخطوبة وارتداء الشبكة الذهبية بعد اسبوعين .
وبعد تناول الطعام جميعا وتبادل كلمات المجاملة والاطراء بينهم انصرف العريس ووالدته واخته ووالده " علاء " الذي ترك مع " رباب " ام العروسة " قيامة ذكري "
عادت للحياة من جديد بعد ان ظنت انها قد فنيت .
عادت تلك الذكريات في قلب علاء ورباب لتوقظ كل المشاعر العائدة الي الحياة من موت بعيد .
انصرف ايضا ابراهيم عم العروسة الذي ابتسم ل رباب قائلا : مبروك يا رباب ، الصراحة مستحيل اللي يشوفك يقول ام العروسة !! اللي يشوفك هيقول اكيد انتي العروسة !!!
ابتسمت رباب وقالت : شكرا يا ابراهيم علي وقوفك جنبنا ربنا يبارك فيك ويخليك لمراتك وعيالك .
دخلت رباب غرفتها وجلست امام المراه تسترجع ذكرياتها وتنظر لملامحها التي أثرت فيها سنون طويلة .
تذكرت علاء عامر وكيف بدأ في مغازلتها ومحاولة الايقاع بها حتي سقطتت في شباك حبه دون ادني مقاومة .
تذكرت ذكريات خطوبة استمرت ٧ شهور من الحب حملت من ذكريات العشق والهوي ما لا تحمله كل سنوات العمر .
تذكرت فرحتها يوم خطبتها لعلاء وشعورها بأنها قد ملكت الدنيا في هذا اليوم وكيف كانت قصة حبهم العنوان الخالد للرومانسية بين جميع الاهل والجيران والاصدقاء في هذا الوقت .
تذكرت سهر الليالي معا عبر الهاتف حتي الصباح لا يفصلهم الا حاجز المكان يتبادلان كلمات الحب والغرام ويرسمان مستقبلهم ومستقبل اولادهم في احلام جميلة انتهت قبل ان تبدأ .
تذكرت ذكريات الفراق والالم وكيف تدخلت امها واصطنعت المشاكل والازمات مع علاء حتي نجحت في افشال الزيجة وفسخ الخطبة لرفضها الارتباط به منذ البداية .
تذكرت كم كان هذا اليوم قاسيا عندما شعرت فيه رباب بأن قلبها قد تم انتزاعه من بين اضلاعها وهي تخرج ختم خطبته من اصابعها .
وعاشت ايام وشهور في حزن طويل حتي تمت خطبتها لايهاب " والد ايمان وايناس " .
حاول ايهاب الذي احبها من كل قلبه ان يحجز لنفسه مكان في قلبها ولكن ظل المكان الاكبر للحب القديم الحب الحقيقي في حياتها .
والان وبعد كل تلك السنين جاء ليخطب ابنتها لابنه !!!
لم تستطيع ان تقف امام القدر وتمنع خطبة ابنتها ايمان لاينه سيف !!!! فلا سبب منطقي للرفض بعد القبول واصبح الجميع امام الامر الواقع .
فهل جاء سيف لخطبة ايمان لايقاظ مشاعر جميلة من سباتها العميق ، ام جاء لاشعال نار الشوق والغيرة في قلبها لتعيش الجزء المتبقي من حياتها تحترق حبا ؟!!!
اما ايمان فدخلت غرفتها واغلقتها وكانت في قمة فرحتها وبدأت تحلم بيوم الخطوبة والفستان ومظاهر فرحتها مثل كل فتاة .
اما ايناس فدخلت غرفتها واغلقتها مثل كل ليلة .
وفي الايام التالية كانت رباب دائمة الشرود في ذكريات الماضي الذي عاد وتفكر في شكل العلاقة بين الاسرتين اذا تمت هذه الخطوبة ، خاصة في ظل مشاعرها التي عادت تتأجج من جديد !! وفكرت في قلبها الذي سيحترق كلما صادفت الظروف والمناسبات اجتماعها مع علاء في مكان واحد !!! وايضا غيرتها المحتملة كلما رأت دعاء " حماة بتتها " !!! بالتأكيد ستكون كل تلك المواقف صعبة ومؤلمة ، وبدأت في التفكيرفي انهاء تلك الخطبة قبل بدايتها حفاظا علي مشاعرها التي لن تقدر علي مواجهة كل ذلك !!!
ولكن كل ذلك سيتعارض مع الفرحة التي رأتها في عيون ابنتها ايمان والتي اصبحت تكبر وتنمو يوما بعد يوم !!!
وفي النهاية خافت علي ابنتها من هول الصدمة التي ستصاب بها اذا حاولت انهاء تلك الخطبة !!!
في ظل كل ذلك ورغم انشغال ايمان بمراسم الاحتفال بالخطوبة بعد ايام ، دخلت ايمان يوما لأختها ايناس في غرفتها ففوجئت بموبايل حديث معها تحاول مداراته !!!
امسكت ايمان بالموبايل وتفحصته بتعجب ثم سألتها " بتهكم " : موبايل مين ده يا ايناس ؟
ايناس " بارتباك " : ده موبايل جديد .
ايمان : ايوه ماهو باين عليه انه جديد ، انا بسألك ده موبايل مين ؟
ايناس : ده بتاعي .
ايمان : ازاي ؟؟!! جبتيه منين ده ؟
ايناس " بارتباك ملحوظ " : اشتريته من علي النت .
ايمان : ازاي يعني ؟؟ فهميني !!
ايناس : اشتريته من مواقع التسوق علي النت .
ايمان : لكن ده غالي اوي !!! جبتي فلوسه منين يا ايناس ؟؟
ايناس " بارتباك " : لأ اصل انا لقبت صاحبه عايز يبيعه بسعر لقطة فبيعت موبايلي واشتريته .
ايمان : يا ايناس الموبايل ده تمنه مش يقل عن ٢٠ الف جنية بيعتي تليفونك بكام واشتريتيه بكام ؟
ايناس " بارتباك شديد " : لأ ، اصل ده تمنه مستعمل حوالي ١٢ الف جنية و صاحبته علشان مضطرة تبيعه اشتريته منها ب ٨ الاف جنية .
ايمان : رغم ان كلامك كله واضح انه كدب لأن الموبايل ده شكله لسه جديد لكن هفترض صدق كلامك بردو السؤال جبتي ال ٨ الاف جنية منين ؟؟
ايناس : انتي محسساني اني مجرمة وانتي بتحققي معايا !!!!
ايمان : خلاص انا مش هحقق معاكي ، ماما بقي هي اللي هتحقق معاكي .
خرجت ايمان وذهبت الي امها وقالت لها : تعالي يا ماما شوفي بنتك جابت الموبايل اللي معاها ده منين ؟
رباب : موبايل اي ؟؟
ايمان : تعالي وانتي تشوفي .
دخلت معها لغرفة ايناس وقالت لها : فين التليفون اللي اختك بتقول عليه ؟
ثم امسكت به وقالت : ده باين عليه غالي اوي !!! انتي جبتيه ولا جبتي فلوسه منين ؟ اتكلمي واوعي تكدبي لأقطع رقبتك .
ايناس : يا ماما اشتريته عن طريق النت من صاحبته وكانت مضطرة تبيعه بأي سعر فقدرت اخده منها ب ٨ الاف جنية .
رباب : يعني استغليتي ظروف المسكينة وبخستي بتمن تليفونها الارض ؟؟
ايناس : انا خليتها توافق .
رباب : وافقت مجبورة ، وده حرام عليكي .
ايناس : مش هعمل كده تاني .
رباب : قوليلي بقي يا حبيبة أمك جبتي ال ٨ الاف جنية منين ؟
ايناس : ما انا بعت موبايلي يا ماما .
رباب : بعتيه بكام ؟
ايناس : ب ٣ الاف جنية .
رباب : وجبتي الباقي منين ؟
ايناس : كنت محوشاهم من مصروفي .
رباب : كدابة انتي مبتعرفيش تمسكي ١٠ج جنية علي بعضها ، قولي الحقيقة والا ورحمة ابوكي اقطع رقبتك .
يتبع