رواية يائسة علمتها الحب الفصل الرابع 4
البـارت الرابـع
نـامت فتسطح هو بجـانبها يضع مرفقـه عـلى الوسادة يسند رأسـه كـي يتمكـن مـن الحـملقة بهـا عـن كـثب ، لـيس يـدري متـى جرفـه النعـاس حـتى استيقـظ صباحـا على وقـع اختفـائها
لا ينفـك فـاهه عـن ترديد إسمـها ، و كالمجـنون يفـتش عنـها هنـا و هنـاك يهـرول متفقدا الغـرف، لشـدة خـوفه عليها بـات أبلها معـدوم المنطق يبحـث عنـها في الدواليب و الأدراج، يقلب الحجـرات رأسا عـلى عقب ، حـتى السرير ، ركـع يتفقد أسفـله
عمـران _ " يا ابـني انت فكـامل قـواك العقـلية ؟.. ( يضحـك ) .. غفـران ايه اللـي بتدور عليـها تحت السـرير فاكـرها غطا قـزازه ولا جـنيه ضايع منك .. "
يـامـن _ " أنت ؟.. "
عمـران _ " يا راجـل فين عقـلك ؟..فين صاحـبي يـامن اللي كـان بيتضرب المـثل بذكـاءه ؟.. "
يـامـن ( مستغرب ) _" ايه اللي جـابك على بيتـي بتلف فيه على مزاجك ، استنـى غفـران ، فين غفـران .. انت عملتلـها ايـه ، وديت البنت فـين ؟.. "
عمـران _ " هوديها فين يعـني ، بنت طولها يجـي متر و نص متر هكـون خبيتها فين ؟.. في جـيب بنطلوني مثلا ، أقلعـلك بنطلـوني تدور في جـيابه .. "
يـامـن _" أنـا مش حمل هـزارك دلوقتي يا عمـران .. ( بحـدة ) .. من غير لف و دوران وريني رحت بيهـا على فين أنت اللي أخـدتها من جـنبي لما كـنت رايـح في النـوم .. "
عمـران _ " تسلـم على الاستنتاج العبقـري عرفت لوحـدك ولا حد قلك ، لـو حـاولت بس تفكـر كنت نزلت تحت و دورت عليهـا و كان زمانك لاقيها بـدل الدوشة اللي عاملـها ديه .. و عبط تدويرك تحت السـرير .. ( يضحـك ) .. "
لم يصغـي إلى البـاقي مـن ثرثـرته حـين انطلق من جـواره كالسهـم في سرعته لمحـها في المطبخ المرفـق بالطـابق السفلي المطبـخ ذو الطراز الأمريكـي ، قاعدة على الكـرسي ، خدودها محـشوة بالكـعك حـتى فاضت حمـولتها ، بشـاشتها ردت إليه الروح و انعكـست على ثغـره المتبسم بلا هـواه
يـامـن _ " غفـران .. "
غفـران _ " فقت من النـوم .. ( عـابسة ) .. "
يـامـن _ " أولا متتكـلميش و بقك مليان أكـل ثـانيا مالك مكشرة حـد زعلك ؟ .. "
غفـران _ " أنـا زعلانـة منـك .. "
عمـران _ " يا سلام انت لحقـتي تزعلي و متزعـليش ايه السـرعة في الأداء ديـه ؟.. "
غـص فتـات الكـعك فـي حلقـها ، تكـح .. تكـح و تكـح ، هـدأ نفسـها بعـد الإرتشاف مـن كـوب العصير الـذي رفعـه صـوب شفتيـها بلهـفة مـع طبطبة خـفيفة عـلى ظهـرها
يـامـن _" براحـة براحـة .. حـذرتك من الرغـي و بقك مليـان انت كـويسه ؟.. "
غفـران _ " هـممم .. ( تومـئ ) .. "
لف مقعـدها ناحـيته بعد جـلوسه بجـوارها ، مد إبهـامه وصـولا إلى حـافة ثغـرها يزيـل من عليه بقـايا الكـريمة ثم وضـع إصبعـه قبـالة فمـها كـي تلعـق من الكـريمة المخـفوقة ما إن فتحـت فاهـها حـتى سرح هـو بإيماءاتـها اللطيفة و نطـق بهمس خـارج عن إرادتـه
يـامـن _ " حلـوه .. "
غفـران _ " ايـوه الكيكـه حلوه طعمها يجـنن .. اكـلت كـثير أكلت ستة و عايـزه منها كمـان .."
عمـران _ " لا مش ديه كـان قصده على الكيكـه اللي قاعـده على الكـرسي هـي اللي حلـوه .. "
يـامـن _ " اتلـم يا عمـران .. "
عمـران ( مغتـاظ ) _ " هتكـتم يا خـويا .. "
يـامـن _ " بس بقـا خلاص انت اكـلتي كـثير أوي .. إيـه ده ، هـي ريحـتك حلوه أوي و لا أنـا تهبلت .. "
عمـران _ " ريحـتها حلوه ، ريحـتها فانيليـا صح ؟ ميرحش بـالك بعيد ، ديه ريحـة الشامبو اللي بالفانيليـا .. "
يـامـن _ " شامبـو ؟.. "
سحـب عمـران الكـرسـي المقـابـل لهـما يجـلس علـيه ، وضـع عـلى الطـاولة ملـفا أسود اللـون ثم وجـه حـديثه إلى يـامن بعد أن أشـار إلى السـاعة المعلـقة على الجـدار
عمـران _ " الساعـة بقـت عـشرة .. و انت لسـا صاحـي مـش مـن عوايـدك تصحى متأخـر ؟.. "
يـامـن _ " مش عارف ( تبسـم ) لأول مرة بعد شهور بنـام بالعمق ده و أنا مرتـاح .. يمكـن بسببـها .. "
عمـران _ " بس هي فاقت بدري و كـل لي في البيت صحي على صوت صريخـها و عياطـها و انت ولا هنـا .. "
يـامـن _ " بجـد ؟.. ( مندهـش ) .. "
غفـران _ " آسفـة .. "
عمـران _ "أنـا اللي نزلـتها من اوضتك على هنا اما كـنت نـايم .. و الشغـالات اللـي هنا تكفـلو بالبـاقي .. خلـوها تستحـما و لبسوها بيجـامة من بتـوعي .. لايقه علـيها .. ( بخـبث ) .. "
يـامـن _ " لا وحشـه .. ( مغـتاظ ) .. "
عمـران _ " بالمنـاسبة أنـا اهتميت بيـها أكـثر منك .. ازاي سبتـها تنـام بهدومـها اللي كلـها د*م .. ( بعبـوس مزعـوم ) .. "
غفـران _ " ( تومـئ ) .. هـو ساعـدني و اللي بيسـاعد مبيبقـاش وحش يمكـن مبارح كـان بس معصب زيك ،.. انت كمـان زعقـت و ضربـته .. "
يـامـن _ " أنـا كـنت بدافـع عنك يا بنتـي هـو اللي وحـش خليكي بعيدة عنـه .. "
عمـران _ " هـو معاه حـق .. اسمعي منه أنا وحش و هتكـرهيني أكـثر لمـا أفضح مخططاتك قدامـه .. "
يـامـن _ " هنبدأ فمـوال مبـارح من تانـي .. ( تنهـد ) .. "
عمـران _ " فاكـرني عبيط .. خـد يا عبيط اقـرأ .. "
يـامـن _ " أيه الملـف ده ؟ ملف فاضي مليـان وراق بيضـه .. إيه الهـزار البايخ ده ؟.. "
عـمـران _ " هـي ديه .. كـل المعلـومات الـلي توصلـت بيهـا عـن غفـرانك ديه .. ولا حاجـه .. و كـأنها مش موجـودة عـلى الكـوكـب ملهـاش أم ولا أب ولا مكـان ولادة .. ولا سكـن .. ملهاش أي حاجه زي ما تكـون واقعـة من السمـا .. بـاين ماضيها اتمسح بفعـل فاعل البنت ديه أكـيد كمـين من أعداءك و انت زي الأهـبل قاعد تـدادي فيهـا .. "
يـامـن _ " مش ممكـن .. ( مدهـوش ) ..