رواية يائسة علمتها الحب الفصل الخامس 5
البـارت الخـامس
يـامـن _ " مـش ممكـن ( مدهـوش ) ازاي كـنت عبيط للدرجـادي ( يهـمس ) .. ازاي خلـيت حـتت عيـله تضحك عليـا .. ده أنـا اللـي عـيل .. "
يـامـن _ " اسكـتي .. ( بخـفوت ) .. "
غفـران _ " الله ايه كـل الورق الفـاضي ده ؟.. ممكن آخد وحـدة ، وحـدة بس .. ممكـن ؟.. "
يـامـن _ " قلـت اخرسي .. ( بحـدة ) .. مش عـايز اسمع صـوتك صوت نفـسك مش عايز اسمعـه .. ( يصـرخ ) عـااا .. ازاي سمحـت لبراءتك تخـدعني ؟.. ازاي ؟.. "
غفـران _ " انـا .. عمـلت .. ايـه ؟.. ( تتلعـثم ) .. "
يـامـن _ " اخـرسي .. "
انتفضت تزامنـا مع صياحـه ، تغلـق فاهـها بكفيها الراجـفين ترمقـه بأعـين ترقـرق منـها الدمـع ، أعينـها البريـئة الباكـية بـددت الغـضب في داخـله للحـظة و حـثته على عنـاقها ، هـذا الضعف الـذي اعتراه للحـظة زاد من اشتعـال غضبه
يـامـن _ "متبصليش بعينك لخـزاهالك .. وطـي راسـك .. "
وقوفه الهمجـي أوقع الكـرسي من خـلفه لم يتردد فـي صب غضبه على ملاءة الطـاولة سحـبها لتتكـسر الأطباق ، الأكـواب المرصوصة عليها حـتى المزهرية لـم تسلـم من التحـطم بعد أن ضربها بالجـدار وراءها هـل أخطـأ التصويب .. أ كـانت هـي المستهدفة ؟
غفـران _ " انـا .. ( تشهـق ) .. خـايـ .. ـفـة .. "
جـفت في عروقـها الدمـاء من شدة الخـوف بتقدمه نحـوها ، وقف عمـران حـائلا بينهـما ، يحـاول تسكـين الأوضاع فهـو أدرى بمغـرى تلك النظـرة الـتي يسلطـها يـامـن نحـوها .. سيقتلـها ..
عمـران _ " هـدي مـن عصبيتك ديـه يـا يـامـن .. خليك هـادي و متبقـاش متهـور .. حكـم عقلك .. "
يـامـن _ " عقلي ؟ ( يهـزء ) عقـلي ده اللي خلاني انيم جـاسوسة في بيتـي .. "
عمـران _ " عصبيتك ديه ملهـاش اي ثلاثـين لازمه بتعقـد الأمور بس نستجـوبها الأول و بعدين اعمـل فيـها اللي انت عايـزه .. "
يـامـن _ " انـا لسا هستنـى اما استجـوبها .. وسعـلي كـده .. "
عمـران _" يـامـن .. اسمـع مني ، متعمـلش اللي فدمـاغك .. "
يـامـن _ " ( تنهـد ) أنـا هادي اهـو ، هكلـمها بس ممكـن ، زيـح انت على جنب .. "
عمـران _ " ماشـي .. متأكـد انك هـادي ؟.. "
يـامـن _ " ما قلنـالك هـادي خلاص .. هو تحـقيق ؟.. "
لهجـته أجـبرت عمـران على التنحـي جانبـا كـما أُمِـر ، تقدم منهـا و جـثي عـلى ركـبته أمامـها ، كـان هـادئا كـما عهـدته بعـيدا عـن هـالة الشر التي أحاطته قبل قليل لكـن خـوفها منه لم يندثـر إذ تراجعت ملتصقة بظهر الكـرسي مـا إن تَقَصَّدَ بيده ليمسك ذقنـها
يـامـن _ " شــوو ، أنـا مش هعملك حـاجه ، مـش هأذيكـي .. أنت خـايفة ؟.. انت خـايفة منـي ؟.. "
غفـران _ " هـمم .. ( تومـئ ) .. "
يـامـن _ " ( تبسـم ) .. عاجـبك اسم غفـران ؟.. "
غفـران _ " هـممم .. ( تـومـئ ) .. "
يـامن _ " عايزه تعـيشي هنـا معايا ، هبقى انـا و كـل اللي فالبيت ده تحـت امرك هعملك كـل اللي نت عايـزاه .. "
غفـران _ " ايـوه .. ( بخـفوت ) .. "
يـامـن _ " احكيلي مين بعـتك على بيتـي ؟ مـين أنت ؟.. احكـي الصدق ، هسامحـك .. و هخليكي تعيشي في بيتي ، مـش هيعـرفو يوصلولك .. سلطـتي هتحميكـي .. "
غفـران _ " نفـسي أقـلك .. بـس .. "
يـامـن _ " بس ايـه ؟.. لو خايفـه من اللي بعـتك ، صدقـيني مش هسمحـله يأذيكـي .. "
غفـران _ " بس .. معنديش حاجـه أقلهـالك ، مش فاكـره اي حـد غـيرك .. ( تهـمس ) .. "
يـامـن _ " أنت جـنيتي على نفـسك قومـي يلا .. ( بحـدة ) .. "
سحـب مرفقها يجـرها من خـلفه غير أبه لعدم قدرتـها على المـشي خطاها المتعثرة بـالغة الصغـر مقـارنة بخاصته تسببت في وقوعـها عـددا لا يحـصى من المرات ، تترجـاه باكـية أن يفلتـها دون جـدوى قـادها إلى بوابة منـزله ، ألقـاها خارجا ثـم أغلقـه
يـامـن _ " مش عـايز اشـوف وشـك هنـا تـاني ، ولا المـح خـيالك قريب منـي .. سامعـة يلا انقلـعي .. ( يصـيح ) .. "
عمـران _ " بس كـده ؟.. ( مصدوم ) .. ده اللـي قـدرك عليه ربنـا تشحطها بـرا .. "
يـامـن _ " إيه يعني أموتـ*هـالك عشان سيادتك ترتـاح ؟ محدش حصله حاجـه بسببها سبتـها تمشي .. "
عمـران _ " من امتـى الحنيه ديه يا خـويا ، ديـه قريب ضحكـت علـيك و الله اعلـم نيتـها كـانت ايه .. "
اكـتفى يامن بالتـزام الصمت ما إن خـطى أول خطـوة فـي مسيـره للإبتعـاد عـن الـبـاب حـتى سمـع صوتـها ، بعـد سكـوت دام لخمس دقـائق ، قلـبه طرق بعنـف ، ربما فرحـا لإعتقاده أنهـا هربت هـي لا تزال هنـاك ، عـلى الضفة الأخـرى مـن ذلك البـاب
غفـران _ " افتـحلي البـاب ( تشهـق ) .. معـرفش حد تـاني غيرك ( تشهـق ) .. و الله .. هـروح فـين و لمـين بس .. "
يـامـن _ "روحي مكـان ما تعـوزي .. مليش دعـوه بيـكي ، اديـتك فرصة ثـانية لتعـيشي .. استغـليها .. "
غفـران _ " إفتـحـلي البـاب .. ( تبكـي ) .. "
يـامـن _ " يا تمـشي .. يـا امـا هضطـر اقتـلك .. "
غفـران _ " و الله مش عـارفه اي حد غـيرك ، هرجـع فين ؟ والله مـش فاكـره ، مش فاكـره .. بحـاول أفتكـر بس دماغـي بتوجـعني أوي .. "
حالها يرثى له حـتى أوشكت على اقتـلاع شعرها من فروته بسبب الوجع فالطبول تُقرَع بداخل رأسها كـلما غاصت في محاولة لتفكُّـر الماضي تضـم نفسـها مرتعدة يستقطر العرق منـها .. إنهـا منهكـة ..
غفـران _ " رأسـي بيوجـعني ( بـوهن ) .. إفتـحلي البـاب ، افتـح افتـحـلي .. "
لملمت شتـات نفسـها لتهـم بالطرق على البـوابة بكـل ما أوتيت مـن قـوة لكـن حـدة الطـرق أخدت في التـلاشي شيئا فشيئـا تزامنـا مع تعـالي شهـقاتها ، انهـد حيلـها حـتى أنفـاسها ثقلت و جفـونها تنغـلق مـن فرط المجـهود الـذي بدلته
أنينها يخـترق قلبه قبـل أذنه الملتصقة بالبـاب ، يصغي لكـل تنهيدة و كـل آهـة وجـع تنبثق من فاهها نخـر القلق فـؤاده مع طـولان أمد سكـوتها ، حتى نقراتها الخـافتة على الباب سكـنت .. فماذا حـل بها يا تـرى ؟
لا إراديـا إمتـدت يـداه لفـتح البـاب ينـوي الإطمئنـان عنـها لكـن يد عمـران التي وضعـها على مرفقه حـالت دون قيـامه بذلك
عمـران _ " فكـر كـويس يا يـامن ديـه بتمـثل عليك انهـا ضعيفه ومسكـينه عشان قلبك يحـن عليها .. ده كـله تمثيل .. "
يـامـن _ " بـس .. هـي .. ( بلهـفة ) .. "
عمـران _ " متكنش عبيط ، هي بتستغـل نقـطة ضعـفك ، بتلعب بعـواطفك متمشيش وراهـا البـنت ديه قـادره بالسـرعة ديه خلتك خاتم فصبـاعها .. "
يـامـن _ " أنـا مش خـاتم فصباعـها ( يصـيح ) عايـزني اموتـ*ـها حـاضر .. "
استل مسـ*ـدسا مـن حـزام سـراويل تابعـه الواقف على بعد مترين ثم رجـع ليهـم بفتح البـاب عـلى مصرعيه ، سعدت غفـران الجـاثية أرضـا فـور لمحـها لحـذائه الريـاضي ناصع البيـاض ، رفعـت رأسها متبسمـة من ثـم اندثـرت بسمـتها حالـما لمحـت فـوهة المسـ*دس المصوبة نحـو جبينها
يـامـن _ " قلـتلك امشـي بس مسمعتيش مني و اصريتي تعملي اللي فدماغك .. المـ*ـوت هيكـون ثمن عنـادك .. ( ببـرود ) .. "
تنظـر إلى أعينـه مبـاشرة بمقلها الدامعـة اللامعـة ببريـق يمنعـه من إزاحـة بصره عنـها ، هناك سحـر ما .. كـيمياء ما بهـا تجـذبه أنـزلت رأسها مستسلمة تماما ، هو عاجز تماما عن إطلاق تلك الرصـ*ـاصة أصابعه لا تحـرك ساكنا و كـأنها متحجرة
عمـران _ " مش قـادر تعملـها ؟.. ( يهـزأ ) .. "
يـامـن _ " بس بقـا خلاص .. ( يصـيح ) .. "
أطلـق رصـ*ـاصات متوالية حـتى فرغ المسـ*ـدس من دخـيرته ،..
يتبـع ..
السادس من هنا