رواية الحب للجميلات فقط الفصل الثالث 3 بقلم سارة الراوي
الحلقه الثالثة
..........................
بحثت
مريم عن عمل لأسابيع و لكن الجواب كان دائما لاتوجد وضائف خاليه ، بحثت في
كل مكان و لكنها لم تجد اي امل لتتعلق به ، لم تكن مريم تبحث عن عمل تحبه
او يناست مؤهلاتها كما اخبرت والدتها ، بل ان غايتها كانت ان تجد اي عمل
لتخفف المصاريف عن والدتها اللتي لم تعد تقوى على الخياطة لفترات طويلة كما
كانت في السابق، و في طريقها للعودة الى منزلها وجدت محل عطور و مكياج فخم
معلق عليه لائحه تقول انهم بحاجه لبائعة و رغم ان هذا العمل لا يناسبها و
لكنها دخلت لتسأل
المدير ،، انا اسف يا انسه
مريم،، انتو لقيتو بنت تانيه يعني ، اصل انا بعدي من هنا كل يوم و اول مره اشوف الاعلان
ثم اتى صوت فتاة تقول لها،، احنا لسه معلقين الاعلان النهاردة
مريم،، الضاهر اني جيت متأخر معلش مفيش نصيب
الفتاة سحبت مريم بعيد عن المدير ، بصي بقة احنا لسه مجلناش بنت تانيه بس المدير هو اللي مش عايز يشغلك
مريم بدهشه،، ليه يعني ده حتى ميعرفنيش
الفتاة،،
مش حكايه يعرفك ، اصل انت عشان تشتغلي هنا لازم تبقي على الموده و حاطه
ميكب و سوري يعني شكلك حلو ، انا بس قلت انبهك عشان متحرجيش نفسك
شعرت مريم بالاهانة من كلمات تلك الفتاة و ايضا بالغباء لعدم تفهم طلب المدير ،
مشت بخطوات سريعة و عادت الى منزلها و دخلت الحمام بسرعه ثم انفجرت في البكاء و هي تقول في نفسها
انا
ذنبي ايه بس ان ربنا مخلقنيش حلوة يعني اعمل ايه حتى مش قادرة الاقي شغل
عشان طبعا محدش عاوز يشغل اللي زيي ،، لازم ابقى حلوة و شيك و ستايل عشان
اعجب ،، يعني اعمل بس ،، اعمل ايه
خرجت من الحمام و ادت صلاتها و دعت ربها كثيرا ان تجد عمل مناسب ثم قرأت وردها اليومي و غطت في نوم عميق
.....................................
في
هذه الفترة كان ادهم قد بدأ بالعمل مع والده في الشركه و لم يكن ترك نادين
في المنزل بالامر السهل فقد كانت تصرخ و تبكي كلما تذكرت انه ليس موجود
معها و لكنه يحرص ان يتصل بها عدة مرات في اليوم
نهلة،،،
انا مش مرتاحة لموضوع اخوكي ده ،، انا من الاول قلتلو ان دي واحده عامله
فيهه عايشه بره و بتعمل زيهم و هو اللي كان حيموت و يتجوزها على ايه بس
رندا،، لا يا مامي متنسيش انها واحده ستايل اوي و جميله و بعدين مستواها راقي
نهله،، اسكتي انت مش فاهمة حاجه مستواه ايه ده ، انا اقدر اجوزو ست ستها هو اخوكي شويه ده كل بنات مصر حيتجننو عليه
رندا،، بس انا شايفة ان من ساعة ما رجع و هو بقة دمو تقيل و مبيتكلمش مع حد
نهلة ،، هو ده اللي قلقني حاسه انها عملتلو حاجه جامده اوي اصل انا عارفة ابني لما يبقى متدايق كده مبيتكلمش
رندا ،، بقولك ايه يا مامتي يا حبيبتي انا كنت عايزه اطلب منك طلب
نهلة،، قولي يا روحي
رندا،، صحابي طالعين رحلة للغردقة و انا عايزه اروح معاهم
نهله،، تروحي لوحدك ازاي يا ريري
رندا بدلع،، يا مامي انا زهئت من البيت خلاص و بعدين انت مش واثقة فية ولا ايه
نهله ،، لا يا روحي انا واثقة فيكي طبعا بس انت عارفة حسام اكيد حيرفض
رندا ،، و مين طلب رأيه انت الكل في الكل
نهله،، ماشي يا بكاشه خلاص اطلعي معاهم و ابقي فكريني اديكي فلوس
رندا ،، مرسي يا ست الكل بموووت فيكي
نهله،، و انا كمان يا قلبي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،
في المساء اجتمعو العائله على العشاء و اخبرت الام الجميع بطلب رندا
حسام،، تروحي لوحدك يعني ايه انت فاكره نفسك فين
نهله ،، بالراحه يا بني دي رايحة فالاجازة مش دلوقتي
حسام،، هي يعني كانت بتنجح عشان تكافئيهه و بعدين ازاي بنت في سنها تسافر لوحدها
مصطفى ،، انا شايف ان مفيهاش حاجه دي كلهه كم يوم تغير جو و ترجع و بعدين حتنزل في الاوتيل بتاع محمد بي يعني امان متخافش
حسام ،، انتو عايزين تجننوني ازاي بس تسافر لوحدهه و بعدين انتو مش خايفين عليهه دي بنت
رندا ،، يووه بقه يا حسام ماما و بابا موافقين انت ليه محسسني اني مسافره برة مصر ، الغردقة قريبه جدا
حسام بعصبيه،، و انت يا ادهم رأيك ايه
ادهم،، مليش دعوه اللي هي عايزاه تعمله
كان رد فعله بارد و غير لائق و لم يكن حسام يتوقع منه ذالك
حسام،، اذا كنت انت عايز تمشي بعادات لندن فأنا اسف مش حقدر اجاملك يا ادهم ، انت ايه اللي حصلك انت مكنتش كده ايه اللي غيرك
ادهم،، انت مالك متعصب كده الموضوع مش مستاهل
حسام بحدة ،، طبعا اذا كنت سايب مراتك تعمل اللي هي عايزاه فأكيد معندكش مانع ان اختك كمان تعمل زيهه
تحولت
ملامح وجه ادهم الباردة الى شعله من الغضب و كاد ان ينقض على اخيه و لكنه
تمالك نفسه في اخر لحضة و ترك طاولة الطعام بسرعه و انطلق بسيارته بسرعة
جنونيه ، لم يكن يعلم الى اين هو ذاهب او لماذا لم يجيب على اسئلة حسام
نزل من السيارة و بدأ بالمشي لا يعرف الى اين يذهب لكن كل ما يدور في رأسه هو ما حصل في لندن
كان يمشي و هو شارداً و يدخن السجائر بشراهة و لكن صوت مؤلوف يناديه قطع شروده
ادهم،، ادهم ،، استنى
استدار
ليجد امرأة تناديه كانت جميله جدا تمتاز بالعينين العسليه و الشعر البني
الطويل ، تبدو كالممثلات طويلة و رشيقة و في غاية الاناقة ترتدي الكعب
العالي و التنورة القصيرة ، جذبت كل المارين بجانبها بعطرها المميز
ادهم،بتعجب،،مش معقول انت ازاي هنا
يارا،بهيام، انا ولا انت ،، وحشتني يا ادهم
ادهم،، بأبتسامة،،و انت كمان
ذهبو
الى اقرب كافيه للحديث عن ذكرياتهم القديمة ، كانت يارا صديقة ادهم
المقربة في الثانويه و اعتقدو الاثنين ان العلاقة بينهم ستكون قوية جدا و
كانت ستصل للزواج لولا ضهور شيرين في حياة ادهم
ادهم ،، ياااه انا كنت فاكر اني مش حشوفك تاني
يارا،، بحزن،، و انا كمان ،، هو انت رجعت مصر امته
ادهم،، من فترة قريبة بس انا خلاص مش راجع لندن تاني
يارا،، بفرحة ،، بجد ،، هي شيرين اخبارها ايه انتو اتجوزتو صح
ادهم بحزن،، اتجوزنا و اتطلقنا
يارا بحزن مصطنع،، انا اسفة
ادهم ،، مفيش داعي تتأسفي ،، على فكره انا عندي بنوتة اسمهه نادين لازم اعرفك عليهه
يارا،، بجد ،، انت خلفت
ادهم،، ايوا عندها خمس سنين
يارا،، و انت بتشتغل دلوقتي
ادهم
،، ايوا انت عارفة لما اتخرجت من الهندسه اشتغلت في لندن و دلوقتي شغال في
الشركه مع والدي،، و انت عملتي ايه اتخرجتي و له اتجوزتي احكيلي اخبارك
يارا،،لا متجوزتش انا بقيت دكتورة اطفال يا باشمهندس
ادهم،، انت تستاهلي كل خير طول عمرك نفسك تبقي دكتورة بس انا لسه شايفك يارا اللي كانت بتغش مني في الامتحانات
يارا،، ههههههههه انت لسه فاكر،، انت بجد وحشتني يا ادهم
ادهم بأرتباك ،،، ابتسم لها بتصنع،، و انت كمان وحشتيني
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كانت مريم تتصفح الجريده و رأت اعلان عن طلب سكرتيرة ففرحت جدا وقررت ان تجرب حضها مرة اخرى و اتصلت بهم و اعطوها موعد غدا
اماني،، سكرتيرة يا مريم
مريم،، و فيهه ايه يعني مش بدل قعدتي فالبيت كده
اماني ،، انا خايفة يعملو زي اللي قبلهم و يرفضو
مريم،، انا كمان ،، ربنا يسهل و يقبلوني لحسن انا تعبت من كتر التدوير على شغل
اماني،بشرود ،، ربنا يوفقك
مريم انتبهت لشرود اختها ،، ايييه مالك انت سرحانة في ايه
اماني،، فيه واحد رخم و دمو تقيل ماشي ورايه في الكليه و بيعاكسني في الطالعة و النازلة
مريم،، طب ما تبلغي امن الكلية خليهم يأدبو
اماني ،، انا حعمل كده بكرا ،، بس تعرفي هو الصراحة بيضحكني
مريم ،، انت مش لسه قايله انه دمو تقيل
اماني،،
ايواا جدااا ،، بس انت عارفة النهارده كان ماشي ورايه و عمال بيتغزل بشكلي
قمت لاطشاه بالقلم و كأني قلتله بحبك كمل عادي و لا كأن في حاجه حصلت ،،
يلا مش مشكله اهو بكرا حيتعلم الادب
مريم بأرتباك،، معاكي حق
اماني،، انا داخلة انام تعبت من المذاكره ،، تصبحي على خير يا ميرو
مريم،، وانت من اهله يا حبيبتي
سرحت
مريم طويلاً في كلام اختها ،، في الحالات الاعتيادية تتعرض الفتاة للكثير
من المعاكسات و لكن مريم انتبهت انها لم تسمع اي معاكسات من اي شاب
نعم
جميعنا نقول ان المعاكسات امر مزعج بل هو فعلا مزعج و لكن لا نستطيع
الانكار ان احياناً الكلام المعسول من اي شاب حتى ان لم يكن فارس الاحلام
يجعلنا نتغير تماماً، يعيد لنا الثقة بأنفسنا ، انها غريزه وضعها الله في
المرأة تحب ان تسمع كلمات الغزل او عبارات الاعجاب من الناس
لم
تسمع مريم تلك الكلمات من قبل ، لم يتغزل احد في شكلها او ينضر لها بحب ،
بل ان الجميع يعاملها على انها لا تستحق الاعجاب و التقدير
تحدثت مع نفسها
يا
ترى حييجي اليوم اللي حد يبصلي فيه بعشق زي الافلام كدة و ييجي حد يحبني و
احبه و نخرج مع بعض و اوحشو و يوحشني و ابقى حتجنن عشان اشوفو ،، و اتخانق
معا و يصالحني،،، ثم ابتسمت بسخرية ياااه الضاهر اني بدأت اخرف من التعب
،، قال حد يحبني قال ،،،،،،،،،