رواية ليث وقمر حبيبتي الفصل الثاني 2 بقلم ايمي عبده
الحلقه الثانيه
بعد أن ذهب ليث إلى عمله وإنتهى من إجتماع هام مع رؤسائه هاتف ظافر ليطلب منه أن يأخذ قمر من المدرسه فهو سيتأخر اليوم فى العمل فزفر ظافر بضيق : يا ابنى الرحمه مش كده البت فى ثانويه عامه إرحمها وإرحمنى
نهره ليث بضيق : جرى إيه ياظافر هو أنا بطلب منك معجزه بقولك مشغول وروحها انت
تنهد بيأس : وهيا هتوه يا ابنى خف شويه مش كده البت ميييح ف كل حاجه وهتغرق بسبب قفلتك دى
- يووووه مش عاوز تروحها متروحهاش
- يا ابنى ماتسيبها تروح لوحدها
أجابه بقوه : لأ
- ليه بس
صاح بغضب : واما يعاكسها حيوان ولا يعتدى عليها ابقى أعمل إيه أنا
عقب ساخرا : إبقى اتحزم وارقص مهو لو انت سايبلها فرصه تتعلم كانت هتدافع عن نفسها و مكنتش انت هتخاف كده
تغاضى عن سخريته ودافع عن موقفه : مهو عشان تتعلم لازم تجرب وتتعرض للأذى
- يا ابنى انت مهو بطريقتك الهباب دى هتلبس فى الحيط لو صادف مره ومكنتش موجود وحد اذاها مش هتعرف تتصرف
طمأنه بثقه : لأ إطمن أنا معلمها الكراتيه وكام حركه تدافع بيهم عن روحها
صاح ظافر به بغيظ : ولما هو كده قارفنى ليييه
ثم تنهد بغضب وهو يحاول يأسا توضيح الأمر له : ياليث الخوف مش من اللى بيعاكس الخوف تقع فى إيد اللى يسبلها لحد ما تقع فى هواه
لم يتحمل تلميحاته فهدر به : تقع على جدور رقبتك واشيلك متقطع ياخى انت غاوى تحرق دمى
- ياغبى أنا بحذرك عشان محدش هينكسر بعدها غيرك حاول تفهمها بالراحه خليك محاوطها بس إرخى الحبل شويه خليها تشوف الدنيا اللى حارمها منها بلاش ياسيدى على الأقل عرفها إنك بتحبها عشان تخلى مشاعرها تتحرك ناحيتك إنت وأى فكره تطق فى دماغها تنفذها معاك عشان محدش يستغل سذاجتها ويأذيها ولا نسيت دودو صاحبتها وكلها السنه دى وهتدخل الجامعه هتختلط بكل الأشكال وقمر حلوه وبريئه وصيده سهله لولاد الحرام فاهمنى ياليث
صمت قليلا يفكر فى حديثه ثم تنهد بحزن : فاهم فاهم وعارف إن قصدك خير وحاولت الصبح أفهماها شوية حاجات زى ما قولتلى بس الموضوع صعب أوى وإتعصبت عليها وأخوك وأمك دخلو ف الخط أوووف
- حاول تانى وتالت وفكها عليها شويه
-مش هينفع أنا أنا مش قادر مش قادر ياظافر بغير عليها بجنون مجرد ما بتخيل حد بس بيبصلها ببقى هتجنن
- بس كده مينفعش إنت مش هتعمى عيون الناس
- عارف عارف بس الموضوع صعب أوى
- لآ يبقى تروح لدكتور نفسى بدل ما غيرتك تقتلها
صاح غاضبا : أنا لسه بعقلى ياظافر
فنهره ظافر بغيظ : وانت قلت انك مجنون إيش حال اما كنتش متعلم ومثقف كفايه عشان تعرف الفرق وعالعموم انت حر دا كان اقتراح مش اكتر
هدأ غضب ليث قليلا فظافر لم يعنى إهانته ولكنه خائف عليه وعلى قمر : وفر إقتراحاتك الظاهر سفرك للبنان كتير بوظلك فيوزاتك
أجابه بجديه : والله أنا بسافر شغل مش بلعب الفرع هناك عاوز متابعه ولو مهتمتش هنتاكل
مازحه بمشاكسه : طب بذمتك مفيش موزه هناك غمزتلك كده غمزتلها كده
فنهره غاضبا : جرى إيه ياليث انت شغلك فى البوليس هتطلعه عليا ولا إيه أنا ظافر مش هاشم سكك الشمال دى مش بتعتى
- ياعم بضحك معاك ثم يعنى انت مش بنى آدم وحقك تحب وتتحب والصراحه نص موظفات الشركه مهبولين عليك
- ههههههه تصدق إنك رايق وبعدين ما كلهم هيتجننو عليك
إعترض بهدوء : لا ياعم أنا لقمر وبس
- خلاص يبقى سيبنى أنا كمان لحد ما قلبى يطب ف واحده أقول أنا ليها هى وبس ثم إن الكبير لسه متجوزش
- لآ هاشم دا مش بتاع جواز كفايه عليه اللى معاه دا مش عاتق ويوم ما هيقول ياجواز هياخد اللى ماما تشاور له عليها وتكون مريشه مع انه مش ناقص بس تقول إيه فراغة عين
- ربنا يهديه لنفسه آه على فكره بابا عازمك معايا عالغدا النهارده
سأله بحذر : خير حصل حاجه؟
- آه لما نتقابل هنتكلم
دلف فارس زميله بالعمل و صديقه إلى المكتب فأشار له بالجلوس ثم أجاب ظافر : طيب أنا بقى اسيبك فارس جه وورانا شغل كتير
إبتسم ظافر ثم قال : سلملى عليه
- يوصل
أغلق ليث الهاتف ونظر إلى فارس الذى رمقه بمكر قائلا : بتقطع ف فروتى مع مين
تنهد ليث بيأس من صديقه : دا ظافر وبيبعتلك السلام
هلل ضاحكا : حبيبى هو رجع من لبنان امتى
- من يومين كده
- والله اخوك ده عسل مش عارف ازاى هو وهاشم اخوات
زوى فمه ساخرا : زى مانا وانت اصحاب عادى بتحصل انكتم بقى وبطل لت خلينا نشوف شغلنا
قضب جبينه : ياباى عليك طب اعزمنى على أى حاجه الاول
إبتسم بشر : فى سم هارى ينفع
فإبتلع الآخر ريقه متصنعا الخوف : لأ وعلى إيه أصوم أحسن
________________
أتى موعد الغداء وإجتمع ليث مع والده وظافر وقصا عليه ماحدث ولولا تواجدهم فى مكان عام وإحترامه لهما لهشم المكان على رأس من به وبعد معاناه هدأ غضب ليث وإستمع لوالده فهاشم يرغب فى إيذائه فقط من خلال قمر ويستغل غيرة والدته منها لذا لابد من إتباع الحكمه فى هذا الأمر فحتى زواجه منها الآن لن يجوز فهى لازالت صغيره كما أن أخويه الأكبر سنا لم يتزوجا بعد وقد يستغل هاشم الأمر فى إشاعة شائعه عن قمر وليث وأن زواجهما لإخفاء خطيئه
كان يستمع لكل ما يقال وتفكيره ينصر فقط فى قمر وجودها بالمنزل مع والدته وهاشم أصبح خطراً عليها
بعد مناقشات طويله قرروا إبعاد هاشم عن هنا بجعله يسافر إلى لبنان بدلا من ظافر وإنفض إجتماعهم على ذلك
____________
إنتهى اليوم وعاد ليث مجهدا من العمل فوجد والدته تنتظره وتصر على الحديث معه وبعد أن أفضت ما بعقلها من أفكار حمقاء عارضها بضيق : إيه الكلام دا ياماما
أكدت حديثها بجديه : كلام العقل البت مبقتش صغيره وانتم تلات شباب فى البيت عاوز الناس تاكل وشنا إحنا نوديها لامها أحسن
أجابها بغضب بالكاد إستطاع التحكم به : امها اللى مهنش عليها ترفع سماعه التليفون تسأل عنها امها اللى سمعتها قطران هيا والغندوره بنتها التانيه
لاحظت أنه على وشك الإنفجار ولكنها لم تبالى فهى والدته ولن يؤذيها فإسترسلت فى هذيها الكريه : هيا امها وأدرى بمصلحتها
عارض بشده وهو ينهض غاضبا : مصلحتها هنا
فرفضت بقوه : لأ
إقتضب جبينه بشك : ليه إيه اللى جد لو على إنها كبرت فهيا كبرت من زمان بس إنتى اللى مفكرتيش تهتمى وتعرفيها ده بقت انسه بتصرفات طفله ولو علينا فإحنا مبقناش شباب كبار فجأه إحنا كده برضو من زمان
لم تجد ما تقوله فأجابت بأول ما أتى بعقلها الفارغ : البت دى قعدتها هنا ضرر للكل
رفع حاجبه ساخرا : للكل برضو طيب لو على كلام الناس أنا هتجوزها وساعتها الكل هيتكتم
إتسعت عيناها بخوف ونهضت فزعه : إيه لأ طبعا
جلس أمامها بثقه واضعا قدمه على الأخرى : ليه بقى
إبتلعت ريقها بقلق فهى تريد أن تحيده عنها لا أن تجعله يتمسك بها : ملقتش إلا العيله دى اديهالك انت تاخد زينه البنات
زوى فمه بسخريه تحولت لشبه تحذير : زينه البنات مممم زى بنت اختك اللى لو البنات صفصفت مش هاخدها
وضعت يديها بخصرها تعترض بغيظ : ليه إن شاء الله عالاقل متربيه وبنت عيله وأصل وضمنينها
أجابها بتحدى : كل اللى قولتيه ده عند قمر واكتر إحنا عيلتها وأنا اللى مربيها واضمنها برقبتى
ضربت قدمها بالأرض تصيح : برضو لأ
أضاق عيناه عليها بغضب : ليه عشان الغالى ابنك طلع طفس
نظرت له بذهول : إيه
وقف أمامها يؤنبها : إنتى فكرانى نايم على ودانى أنا مش هتجوز بنت أختك مش بس عشان قمر لأ بس لأنها بكل معنى الكلمه متنفعنيش
تنهدت بحزن فنظراته لها تجعلها تشعر بالألم : ليه يا ابنى
إبتسم بحزن فهى تنسى دائما أنه إبنها وإبتلع غصته وهو يرفض بحده : تافه ومدلعه ومغروره وانانيه وبنت امها والألعن من كل ده عاوزه تتجوزنى بس عشان المنظره وغيرتها من قمر ومن الآخر دى مشروع زوجه فاشله لا تنفع ست بيت ولا أم ولا بنى آدمه تقدر تواجه معايا مصاعب الحياه
نظراته لها كانت تخبرها أنه يقصدها بهذا الوصف فإشتعلت غيرتها مجددا : و قمر بقى اللى هتعرف
أجابها بثقه : هعلمها
- طب متعلم بنت خالتك الاول
ضحك ساخرا : إلا أمها ما علمتها هعلمها أنا
- واسم النبى حارسها أمها علمتها إيه
إبتلع غضبه وهو ينظر لها بعتاب : إسألى نفسك إنتى كنتى المفروض أمها طول عيشرتها معانا علمتيها إيه ولعلمك لو قمر مشيت من هنا إعتبرينى ميت
ثم تركها وصعد إلى غرفته بينما ظلت فاديه تنظر فى إثره بغضب وهى لا ترى سوا أن قمر تفقدها مكانتها ولا ترى أنها تخسر أحبائها بغبائها وبدلا ان تفيق من غفلتها قررت أن تتخلص من قمر
فى حين كان ظافر يستمع إلى حديثهما من بعيد وهو يتنهد بحزن من تلك المدعوه والدته التى لا تعى ما تعنيه كلمة أم
بينما جلست فاديه مكانها فرأت صوره أدهم المعلقه على الحائط وشردت فى ما مضى فقد كان والدها عابثا لم يترك فتاه أو إمرأه حتى تزوج بأفعى ماكره وتوالت الأيام وإذا بها تقع فريسه لوغد يشبهه وحينما إكتشف الأمر كانت تحمل فى أحشائها ثمار خطيئتها فلم يرى أمامه وإنهال عليها ضربا حتى فقدت وعيها وجنينها وكان لذلك تأثيرا سلبيا على رحمها وظل حزينا لا يعلم كيف يتخلص من هذه الكارثه حتى نصحته زوجته بحيله نكراء حيث إدعى المرض وأنه على شفير الموت ويخشى على إبنته من الفتيان فهى لا خبره لها عن مكرهم كذلك أخاها صغير لايستطيع حمايتها فما كان من أخاه الطيب إلا أن يزوجها لإبنه الوحيد أدهم ولم يعترض أدهم فلم يكن لديه من تشعل قلبه فقد كان شغله الشاغل هو عمله فقط ورغم محاولات العديد من الفتيات فى التقرب منه إلا أنه لم يبالى يوما بهن ووافق على تلك المدعوه فاديه فقط من أجل أباه كما أنها ستكون ونيسا لأباه الذى لم يعد لديه قدره على العمل فمكث بالمنزل ويحتاج لإبنه وأحفاد فوالدة أدهم متوفاه وليس له إخوه
فور أن تمت الزيجه سافر والدى فاديه بحجه العلاج والحقيقه هما سافرا هربا من المواجهه كما أن أخاه لن يسمح لأدهم بتطليقها فى غياب والديها فالسفر حل ممتاز يغيبا شهرين ثم يعودان يتصنعان الصدمه وتطلق وهكذا يهربان من كافة العواقب ولن تفتضح ابنتهما فطلاقها بعد شهرين مقبول نوعا ما عن طلاقها فى يوم عرسها
بينما كاد أدهم أن يقتلها حينما صعقته الحقيقه لولا أباه الذى منعه بصعوبه بينما إدعت فاديه أنه تم إغتصابها وأن والداها أجبراها على كتمان الأمر وهدداها بالقتل أيضا حتى لا تتسبب فى فضيحه العائله وأنها لم تكن ترغب فى خداعه أبدا
لم يستطع فعل أى شئ سوا انتظار عودة والديها من السفر فرغم وجود أخاها إلا أنه لازال شابا أهوج لا يستطيع العنايه بنفسه وأختها الكبيره فى سفر بالخارج مع زوجها كما أنهما يعدا أمانه لحين عودة والديهما اللذان لم يعودا أبدا فقد سقطت الطائره التى عادا بها فى أعماق المحيط وإستلم أدهم جثمانهما وتم دفنهما ولم يتحمل والد أدهم الصدمه فسقط فاقدا للحياه ودُفن باليوم التالى وغمم الحزن على قلب أدهم ولم يستطع فعل شئ بصدد فاديه فالوقت غير مناسب أبدا كما أنها أصبحت هيا وأخاها مسؤلان منه ولم يمر شهر حتى تفاجئ بكارثه أخرى فعمه العزيز كان مديونا للكثيرين فقط كان فاشلا بالأعمال ومبذرا فى الأموال فبيعت كافة ممتلكاته لسداد الدين ولم تكفى فأكمل أدهم الباقى من ماله الخاص وعاشت فاديه وأخاها فى كنفه عدة أشهر حتى فاض الكيل من أفعال أخاها فلم يترك خادمه بحالها لذا قرر أدهم وضع حدا لهذا التهور وأرسل لأخته الكبرى لتأخذه ولكنها تنصلت منه فما كان منه سوى أن إشترى له شقه يمكث بها وحده وأسند إليه عملا يتعايش من راتبه وأيدته فاديه فى ذلك مدعيه حرصها على مصلحته لكنها فى الحقيقه أرادت التخلص منه لكى يصبح كل شئ لها وحدها رغم أن أدهم لازال غاضبا من خديعة أباها له إلا أنه يلتمس لها العذر كونها مرغمه كما إدعت وأفعال أخاها ستجعله يبتعد وتخسره ولم تجد بديلا له فهو كريم حنون يسهل خداعه كما أنها لاحظت أن أكثر فتيات طبقتهم الإجتماعيه تهيم به عشقا لذا هو من يرضى غرورها الأعمى
إرتضى أدهم بقدره معها و عاشا سويا عاملها أفضل معامله وإهتم بها وهى كذلك ومر عامان عليهما ولم تنجب حتى أتى إليها أخاها مدعيا النصح بأن توهم أدهم بأنها حامل وتمكث لديه حتى تلد وسيأتى إليها برضيع ووافقت خوفا من أن يتزوج أدهم بأخرى تشاركها رغد العيش المترف وقد تجعله الأخرى يطلقها ولم تجد من يجعلها تحيا هذا الثراء مجددا وتفاجأت بعد ان ذهبت لأخاها أن الطفل إبن أخاها من فتاه لعوب أرادت إرغامه على الزواج منها فوافق مقابل أن تتنازل عن الطفل وفعلت وحينما أتى الطفل للحياه أخذه أباه وأعطاه لفاديه وعاد للأم يبتسم بشر : بقى عاوزه تدبسينى هه دا لا عيشتى ولا كنتى
لاحظت نظراته القاتله فحاولت الفرار ولكنها كانت ضعيفه مجهده من الولاده
أخذ وساده ووضعها على وجهها وضغط عليها بقوه وظلت تجاهد النجاه بكل ما أوتيت من قوه حتى لفظت أنفاسها الأخيره ولكونها وحيده بلا أهل كان سهلا عليه التخلص منها فقد ألقى بجسدها فى إحدى الطرق النائيه وكأنها لم تكن أما لطفله
تنهدت بضيق لتلك الذكرى وهى ترى أدهم عائدا من الخارج ويبدو عليه الضيق
_______________
بعد أن وصل غرفته وأبدل ملابسه تذكر وعده لقمر بالذهاب إلى مدينة الألعاب وذهب إليها فوجدها نائمه فإبتسم وهو يتأمل وجهها البرئ ولكن إبتسامته تلاشت ما إن تذكر أمر هاشم فدثرها جيدا وتركها وعاد إلى غرفته لينام بينما جافى النوم عيون أدهم وهو ينظر إلى زوجته النائمه ويتذكر أفعالها الحمقاء التى لازالو يعانون آثارها حتى الآن فقد جعلته ينفر منها بعد أن علم بفعلتها هى وأخاها الخبيث الذى لم يسلم منه صغيره ظافر فقد عاد ذات ليله من سفره وجد المنزل هادئا والجميع نيام فذهب لرؤية ظافر فوجد فراشه خاليا ظنه نائما مع والدته ولكنه تفاجئ أنها لا تعلم مكانه ولا أحد يعلم أيقظ كل من بالمنزل ليبحثو عنه وأول ما علق به هاشم : هتلاقيه تحت السرير زى عادته
فنظر له أدهم بصدمه : وليه تحت السرير
أجابه بتلقائيه : دا مكانه المناسب
قبض أدهم على كتفه بغضب : إنت بتخرف تقول إيه
أجابه بدموع وعيون خائفه : أنا مالى خالو اللى بيقول كده آه إلحقينى ياماما جوزك عاوز يضربنى
نظر له بذهول فحديثه لا يناسب سنه ويبدو أن الوقت الذى مكثه أخ فاديه هنا جعله يعبث برأسه ويتعالى على أخاه نعم فمهما حدث هاشم كان فرحته الأولى والأب ليس من أنجب بل من يقوم بالتربيه
إقتربت فاديه بلهفه تحتضن هاشم وتنظر إلى أدهم بغضب : متطلعش زهقك عالولد شويه ونلاقى ظافر
صاح فى وجهها بغضب : إنتى أم إنتى ابنك مش عارفين مكانه وإنتى بارده كده ازاى
إعتدلت فى وقفتها وجذبت هاشم خلفها وأجابته بلا إهتمام : يعنى اعمله إيه هو على طول مستخبى بيلعب
- إحنا نص الليل ياهانم بيلعب إيه دلوقتى
زفر بغضب ثم لاحظ نظرات هاشم المرتعبه فحاول أن يهدأ ثم تذكر كلمة هاشم فركض يبحث عن ظافر تحت الأسِره حتى وجده فى غرفته مختبأ ينظر حوله برعب جذبه بهدوء ونظر فى وجهه الخائف ووجده يتمعن النظر له وكأنه لا يصدق أنه أمامه وإحتضنه بقوه وهو يبكى فأحس أدهم بقبضه مؤلمه فى قلبه على حال صغيره وحينما أخذه للخارج تعلق به الصغير أكثر وهمس بأذنه بصوت مرتعب : متسبنيش يابابا
جعل قلب أدهم يتألم لحاله فأخبر الجميع أنه وجده وسيبيت ليلته معه إعترض الخال المبجل لأن ذلك تدليل زائد لا معنى له وجعل فاديه تؤيده فلم يهتم لهما أدهم : ابنى ووحشنى بقالى كتير مشفتوش ورأيكم ميهمنيش
إقتربت منه فاديه بدلال : اخص عليك يعنى هو وحشك وأنا لأ
نظر لها شزرا : لأ ازاى دا انت الوحاشه كلها تصبحو على خير
تركها تنظر فى أثره بغيظ وأخاها ينظر إلى ظافر بقوه ليرعبه حتى لا يخبر أباه بشئ فخاف الصغير وأخفى وجهه فى كتف أباه فشعر أدهم بحركة الطفل فإستدار ينظر لهما وعلم أن هناك خطب ما
وجد ظافر أن هذه فرصته الوحيده ليشرح لأباه ما يعانيه فى غيابه وكيف أصبح وحيدا منطويا خائفا خاصه بعد ما حدث من خاله ذات ليله حينما إستيقظ ظافر فزعا ووجد خاله يضغط بوساده على رأسه يخنقه بها حتى سمع صوتا ما خارج الغرفه فإبتعد وهو ينظر له بحقد ويحذره أن يعلم أحد وإلا عاقبه بشده وتركه يرتجف حتى انه بلل فراشه من الخوف وأصبح الصبى يخشى النوم وحده منذ حينها وحاول كثيرا أن يجعل والدته تنام معه أو تجعل الخادمه تنام معه ولكنها رفضت بعد أن أخذت رأى أخاها الذى أخبرها انها ستخطئ إذا فعلت ذلك فلقد كبر الصبى ولا يصح أن ينام مع أحد هو فقط يتدلل عليها فلم يجد ظافر حلا سوى الإختباء طيلة اليوم فى مكتب أباه المغلق والنوم به نهارا وبالليل يختبئ مستيقظا فى أى مكان فى خزانة الملابس أو أسفل الفراش وهكذا
كان أدهم يستمع له بقلب يرتجف خوفا وغضبا لذا قرر ألا يعود إلى لبنان فحياة صغيرهفى خطر ولن يستطيع السفر به الآن وتغريبه فى بلد أخرى كما أنه لا يستطيع كشف المستور الآن فظافر لن يتحمل هذه الحقائق الآن وسيدمره معرفة أن والدته البلهاء تفضل غريبا عليه فى كل شئ وليس أخاه كما إعتقد
لا زال صغيرا خمس سنوات فقط وذاق الأهوال من أم بلهاء وخال حاقد أراد قتل ظافر ليجعل هاشم فقط هو وريث أدهم الذى شكَّله كما أراد وجعله طوع أمره
هاتف مساعده بفرع لبنان وأخبره أن يدير الفرع بدلا عنه وأنه سيتابع كل شئ من هنا فهو يثق به ويأتمنه ويعلم أنه لن يخذله
مكث بجانب إبنه ولم يسعد بذلك سوى ظافر فقط لأنه وجد أمانه ووجد إهتمام والدته رغم أنه من الواضح أنه مرغمه على ذلك كما أنه تخلص من خاله الكريه نهائيا فقد إختفى فجأه ولا أحد يعلم لما ولكن الحقيقه أن أدهم أرسل إلى صديق له يطلب منه مساعدته ليتخلص من أخ فاديه ووجد أنه لديه سجل حافل بالمصائب أدخله بها فى سجن بعيد وظلت أخته الغاليه تبكى أخاها الذى إختفى وهى تسأل أدهم كل يوم هل وجده حتى مل منها وأخبرها يأس فى إيجاده ولن يبحث مجددا
تأثر هاشم كثيرا بإختفاء خاله فقد كان يساعده دوما فى تجنب العقاب بعد أن يتسبب فى أى كارثه على عكس أدهم الذى لا يتركه ينجو أبدا من العقاب مهما حاولت فاديه أن تثنيه عن ذلك فلا يستجيب فقد أراد إصلاح ما أفسده أخاها فقد جعل هاشم فاشلا فى كل شئ
تحسن ظافر نفسيا ولكن ما مر به جعله ضعيف الشخصيه مما جعل أدهم يفكر فى إنجاب طفل آخر يقم هو على تربيته منذ البدايه ليصبح وريثه المنتظر
لم يطل الأمر هذه المره فقد أتى هذا الطفل فى غضون عام أتى الليث الذى بمجرد أن فطمته أمه أصبحت لا علاقه لها به وأصبح إبن أباه رباه كما أراد أسدا لا يهاب أحدا بل يخشاه الجميع وأصبح هاشم يغار منه ويحقد عليه بينما تحول ظافر لأب ثانى له رغم أن الفارق بينهما ليس كبيراً كذلك ليث إعتبره أخ وصديق مقرب بجانب أباه وفارس صديق دراسته المقرب بخلاف هاشم الذى لم يرتاح لوجوده يوما ووالدته التى لم يشعر بحنانها أبدا لذا كلاهما لاقيمه لهما عنده وكان على خلاف دائم معهما فهى لا ترى سوى هاشم فقط ذلك الفاسد العابث وللأسف ما لا تعلمه أن هاشم يعلم الحقيقه وكذلك ليث
ففى ذات يوم كان هاشم قريبا من مكتب أباه وكان أباه غاضبا من أفعاله كالعاده ويشكو إلى سامر غضبه فنصحه سامر بتركه فرفض أدهم بقوه فهاشم إبنه حتى ولو لم يكن من دمه ولن يتخلى عنه أبداً كما أنه لا يريد فضح عائلته بسبب أم بلهاء وصبى ليس من صُلبه وسمع هاشم كل شئ وياللحظ فقد كان ليث كان يلعب مع ظافر وإختبأ أسفل المكتب قبل دخول أدهم وسامر وسمع حديثهما كاملا
كان بالعاشره من عمره ولكنه كان فطينا ليدرك ما يعنيانه جيدا وزاده ذلك غضبا من هاشم ووالدته التى آثارته على أسرتها كافه وهو غريب حاقد كوالديه
لم يخرج من مخبئه حتى تأكد من خلو المكان ولم يخبر أحدا بما سمع وعاد للعب مع ظافر الذى يحاول إستعادة طفولته الضائعه مع ليث الذى يسايره فقط ليرضيه لكنه غير مهتم بهذا العبث من وجة نظره
مر الوقت وحدثت الفاجعه حيث توفى سامر فى حادث مؤلم فقد كان يقود سيارته بجنون ليلحق بزوجته البلهاء (جوليا)قبل أن تترك البلاد بعد أن علم بخيانتها له مع آخر أكثر ثراءا فقد كانت طامعه منذ البدايه ولكنها أغرته وجعلته يعشقها ولم يهتم بطمعها فلديه المال ويرغب بها رغم أنها مطلقه ولديها طفله من آخر كما أنها فرنسيه وتحمل ديانه أخرى وتحيا بطريقه لا تناسبه
لم تكتفى يوما بما تأخذه منه وأرادت المزيد حتى جعلته يكاد يفلس لولا وجود أدهم إلى جواره ثم تركته لتهرب مع آخر ولم تبالى بطفلتها منه التى تركتها وحدها بالمنزل
نقلته الإسعاف إلى المشفى وأُرسل فى طلب أدهم الذى لم يستطع فعل شئ سوى وداعه وهو يوصيه على إبنته الوحيده(قمر) وأكد عليه ألا يتركها يوما لوالدتها ويحذرها منها وآخر كلماته : بنتى
ثم رحل فأغمض أدهم عيناه بيديه وهو يجيبه ببكاء : فى رقبتى ياصاحبى لحد ما نتقابل
ذهب أدهم إلى منزل سامر بعد أن أنهى كافة الإجراءات وأخذ قمر وعاد بها إلى المنزل
كانت طفله بريئه خائفه ولكن ما إن رأها ظافر وإبتسم بوجهها حتى تحول خوفها إلى إبتسامه هادئه فهو بشوش للوجه حنون ومنذ أن رآها إعتبرها إبنته رغم صغر سنه وهى إعتبرته أبا وأخا أكبر على عكس هاشم الذى كانت تنفر منه فنظراته الحاقده جعلتها ترتعب منه وكذلك والدته التى كرهتها وكرهت جمالها الذى فاق جمال جوليا التى لطالما غارت منها وتشفت بها حينما أصبحت خائنه هاربه
كان الكل صريح بمشاعره وكانت الكفتان متساويتان فأدهم وظافر آمانا لها وهاشم وفاديه شركا مؤذيا لها حتى عاد ليث من رحله مدرسيه كان بها وعلم بما حدث وحزن لوفاة سامر فقد كان ونعم الصديق لوالده وأيد والده فى الإهتمام بالفتاه ووصية أباها كل هذا ولم يرها وحينما نهض ليغادر وجد ظافر يدخل وهيا بيده تبكى وحينما رآها أحس وكأن طبول الحرب أقيمت بقلبه فإقترب منها بهدوء وجلس أمامها على ركبتيه يسألها بحنان لم يعهده أحداً منه من قبل عن سبب بكائها فأجابته ببكاء ولم يفهم نصف ماتقوله فنظر إلى ظافر الذى أوضح له أنها حينما كانت تلعب تعثرت وسقطت على وجهها فإتسخت ملابسها الجديدة ولعبتها بالغبار والطين وقد حاول إقناعها أنها ستعود نظيفه بعد غسيلها ولكنها لم تصدقه فإبتسم ليث ونهض وخرج لعدة ثوانٍ ثم عاد ومعه مرآه وطبق به ماء ومنشفه وأمسك بالمرآه أمام وجهها فنظرت إليها ووجدت وجهها غير واضح من الطين فغطت وجهها بيديها وإزداد بكاؤها فأمسك يديها وأنزلها بهدوء وحاول ان يحدثها لكنها لم تستمع له فصاح غاضبا : اخرسى
فذعرت الفتاه وحاولت الإختباء خلف ظافر ولكنه جذبها بقوه
نظر ظافر لوالده بغضب من صراخ ليث بها فأشار له أدهم أن يهدأ فقد أراد أن يرى كيف سيتصرف ليث فزفر بضيق ونظر إلى ليث الذى كلما إقترب منها تراجعت للخلف فإبتسم لها : متخافيش هاتى العروسه بتاعتك دى
ضمت دميتها بقوه وحركت رأسها برفض : لأ دى بتاعتى
- هرجعهالك جديده بدل ماهى ملحوسه كده
- إنت بتكدب
نظر لها بضيق وتحدث بثقه: الكداب جبان وأنا مبخفش من حد عشان كده مبكدبش
- طب لو موتها
- إبقى عاقبينى
- ماشى
حاول أدهم وظافر كتمان ضحكاتهما على حوار هذان الأبلهان وهما يتابعان بإستمتاع ما يحدث
أخذ ليث الدميه وبدأ ينظفها بالماء حتى عادت نظيفه ثم جففها بالمنشفه وأعطاها لها فأخذتها وهى تقفز بسعاده غير مصدقه وتقبل الدميه بحب فإتسخت مجدداً فبكت قمر فنظر لها ليث بملل : لازم طبعا تتوسخ مهو وشك وهدومك مزفتين
لوت فمها بتذمر : وأنا مالى الطينه الوحشه اللى وقعتنى
- يبقى لازم تنضفى عشان العروسه متتوسخش تانى
- ازاى
أشار لها بيده : قربى
إقتربت فأمسك بالمنشفه وبدأ يبللها بالماء ويمسح وجهها وتفاجئ أن خلف هذا الشئ المقزز البكّاء ملاك برئ بملامح فاتنه رغم صغر سنها فإبتسم وجعلها تنظر فى المرآه : شوفتى بقيتى قمر إزاى بعد ما نضفتى بدل ماكنتى شبه الجراده المأشفه أهو كده أما ننضف عروستك وتبوسيها مش هتتلحوس تانى
فأعطته الدميه بحماس : طيب خد نضفها
- لأ إحنا ننضفكم سوا كلكم على بعضكم
- ازاى
- ننضف فستانك وشعرك وفستان العروسه وشعرها
- بجد؟! ازاى؟
أشار لها برأسه : تعالى
أمسك بيدها وأخذها إلى حمام السباحه وألقى بها ففزع ظافر وأدهم اللذان كان يتبعانهما وصاحا بغضب عليه لأنها لم تتعلم السباحه بعد
لم يفكر بل قفز خلفها ورفعها من الماء وهى تلتقف أنفاسها بصعوبه وتنظر له بغضب : غبى فستانى وفستان عروستى إتبلو يا بايخ
رفع حاجبه بإستغراب فهى لم تهتم أنها كادت أن تفقد حياتها وغضبت لأنها إبتلت أم أنها لم تكن تدرك أنها بخطر
لوى فمه بإستهزاء : متزعليش هعلقك عالحبل إنتى وعروستك لحد ما تنشفو
زفر والده وأخاه بإرتياح حينما أخرجها من الماء فحذره والده من التهور مجددا
فإستند على حافة الحمام وأومأ بالموافقه ثم أشار إليها : من هنا وجاى البتاعه دى مسئوليتى
ثم خرج من الماء وذهب إلى غرفته فنظر ظافر إلى أباه وجده يبتسم فصمت
وجد أدهم أن ليث يصبح معها بشرى كما يكون مع ظافر بجانب أنهما إستطاعا التفاهم إلى حد ما فهى منذ أتت تبكى كثيرا وترهق ظافر معها ولا تستمع لأحد ويبدو أن ليث من سيستطيع جعلها تتأقلم بينهم كما يبدو أنها هى من ستروضه
تنهد أدهم مبتسما يتمنى أن يأتى اليوم الذى يراهما به عروسان يملئان الأجواء سعاده
________________
فى اليوم التالى أخبر أدهم هاشم بقراره وأنه سيسافر بدلا عن أخاه آخر ولم يعترض هاشم أبدا أو يبدى إنزعاجه وهذا ما جعل أدهم يشعر بالقلق
فى حين كان هاشم غاضبا ولم يظهر ذلك لأنه فهم أنهم يبعدونه بسبب طلبه الزواج من قمر ومهما فعل فلن يتراجع والده عن قراره لذا فالصمت والتفكير أفضل حل
بينما قرر ليث ان يحاول مجددا فأخذها إلى مدينة الألعاب كما وعدها وهما فى طريق العوده أوقف السياره بجانب الطريق وحاول ان يشرح لها الأمر بطريقه مبسطه حيث أفهمها بهدوء أنه لا يجوز لأحد تقبيل شفتاها سوى زوجها المستقبلى الذى يختاره قلبها وبما أنها لازالت صغيره من وجهة نظره فالأمر مبكر جدا على حدوثه
______________
مر يوم وإثنان وهاشم يرتب لسفره وفاديه غاضبه من فعلة أدهم فقد أبعد حليفها عنه ثم أتى المساء وعاد ليث إلى المنزل فوجد الجميع فى حاله هرج ومرج فسأل أول من إلتقى به فأخبره أن قمر مفقوده منذ ساعتان ولم تخرج من المنزل وقف صامتا لثوان ثم ركض سريعا إلى غرفته وما إن فتحها وجدها معتمه أكثر من الازم فتأكد ظنه وأغلق الباب خلفه بهدوء وأضاء الغرفه ليجدها نائمه منطويه فى أحد الأركان نائمه وحولها بقايا أطعمه ووجهها مغطى بها فإبتسم وأخذ منديلا وإقترب منها يمسح وجهها بحنان فتململت فى نومتها لكنها لم تستيقظ فحملها بهدوء ووضعها فى فراشه ودثرها جيدا ولملم بقايا الطعام وكبها فى سله المهملات ثم هاتف ظافر وأخبره أنه وجدها ولكنه طلب منه ألا يخبر أى منهم أنه هو من وجدها وأنها بغرفته ثم جلس على الكرسى أمامها يتأمل وجهها البرئ حتى غفى فى مكانه وفى الصباح استيقظ على لمستها الحنونه وهيا تحاول إيقاظه فإبتسم وجذبها إليه وأجلسها على قدميه و أزاح خصلاتها المتمرده خلف أذنها ثم أمسك يدها وقبلها ولا زالت بسمته الهادئه على وجهه : قوليلى بقى إيه اللى حصل
لوت فمها بضيق طفولى : أبيه هاشم زعقلى وقالى متاكليش معانا متقرفيناش عالأكل
إقتضب جبينه : ليه إنتى عملتى إيه
- جبت كيس شيبسى بالجبنه
رفع حاجبيه ينظر لها بإستغراب : بس كده
فأومأت له بتأكيد : آه
أضاق عينيه عليها وسألها بشك : محصلش أى حاجه طول اليوم بينكم خلته يتنرفز ويتلككلك
إبتلعت ريقها بخوف :حصل
- إيه
- قالى أبوسه وأنا مردتش
تعجب سائلا : ليه
- عشان انت قولتيلى متخليش حد يبوس شفايفك
يبدو أن هاشم سيرى تحول ليث القريب : يابووووى التار ولا العار ياهريدى ياولدى هيا حصلت شفايفها
بعد أن ذهب ليث إلى عمله وإنتهى من إجتماع هام مع رؤسائه هاتف ظافر ليطلب منه أن يأخذ قمر من المدرسه فهو سيتأخر اليوم فى العمل فزفر ظافر بضيق : يا ابنى الرحمه مش كده البت فى ثانويه عامه إرحمها وإرحمنى
نهره ليث بضيق : جرى إيه ياظافر هو أنا بطلب منك معجزه بقولك مشغول وروحها انت
تنهد بيأس : وهيا هتوه يا ابنى خف شويه مش كده البت ميييح ف كل حاجه وهتغرق بسبب قفلتك دى
- يووووه مش عاوز تروحها متروحهاش
- يا ابنى ماتسيبها تروح لوحدها
أجابه بقوه : لأ
- ليه بس
صاح بغضب : واما يعاكسها حيوان ولا يعتدى عليها ابقى أعمل إيه أنا
عقب ساخرا : إبقى اتحزم وارقص مهو لو انت سايبلها فرصه تتعلم كانت هتدافع عن نفسها و مكنتش انت هتخاف كده
تغاضى عن سخريته ودافع عن موقفه : مهو عشان تتعلم لازم تجرب وتتعرض للأذى
- يا ابنى انت مهو بطريقتك الهباب دى هتلبس فى الحيط لو صادف مره ومكنتش موجود وحد اذاها مش هتعرف تتصرف
طمأنه بثقه : لأ إطمن أنا معلمها الكراتيه وكام حركه تدافع بيهم عن روحها
صاح ظافر به بغيظ : ولما هو كده قارفنى ليييه
ثم تنهد بغضب وهو يحاول يأسا توضيح الأمر له : ياليث الخوف مش من اللى بيعاكس الخوف تقع فى إيد اللى يسبلها لحد ما تقع فى هواه
لم يتحمل تلميحاته فهدر به : تقع على جدور رقبتك واشيلك متقطع ياخى انت غاوى تحرق دمى
- ياغبى أنا بحذرك عشان محدش هينكسر بعدها غيرك حاول تفهمها بالراحه خليك محاوطها بس إرخى الحبل شويه خليها تشوف الدنيا اللى حارمها منها بلاش ياسيدى على الأقل عرفها إنك بتحبها عشان تخلى مشاعرها تتحرك ناحيتك إنت وأى فكره تطق فى دماغها تنفذها معاك عشان محدش يستغل سذاجتها ويأذيها ولا نسيت دودو صاحبتها وكلها السنه دى وهتدخل الجامعه هتختلط بكل الأشكال وقمر حلوه وبريئه وصيده سهله لولاد الحرام فاهمنى ياليث
صمت قليلا يفكر فى حديثه ثم تنهد بحزن : فاهم فاهم وعارف إن قصدك خير وحاولت الصبح أفهماها شوية حاجات زى ما قولتلى بس الموضوع صعب أوى وإتعصبت عليها وأخوك وأمك دخلو ف الخط أوووف
- حاول تانى وتالت وفكها عليها شويه
-مش هينفع أنا أنا مش قادر مش قادر ياظافر بغير عليها بجنون مجرد ما بتخيل حد بس بيبصلها ببقى هتجنن
- بس كده مينفعش إنت مش هتعمى عيون الناس
- عارف عارف بس الموضوع صعب أوى
- لآ يبقى تروح لدكتور نفسى بدل ما غيرتك تقتلها
صاح غاضبا : أنا لسه بعقلى ياظافر
فنهره ظافر بغيظ : وانت قلت انك مجنون إيش حال اما كنتش متعلم ومثقف كفايه عشان تعرف الفرق وعالعموم انت حر دا كان اقتراح مش اكتر
هدأ غضب ليث قليلا فظافر لم يعنى إهانته ولكنه خائف عليه وعلى قمر : وفر إقتراحاتك الظاهر سفرك للبنان كتير بوظلك فيوزاتك
أجابه بجديه : والله أنا بسافر شغل مش بلعب الفرع هناك عاوز متابعه ولو مهتمتش هنتاكل
مازحه بمشاكسه : طب بذمتك مفيش موزه هناك غمزتلك كده غمزتلها كده
فنهره غاضبا : جرى إيه ياليث انت شغلك فى البوليس هتطلعه عليا ولا إيه أنا ظافر مش هاشم سكك الشمال دى مش بتعتى
- ياعم بضحك معاك ثم يعنى انت مش بنى آدم وحقك تحب وتتحب والصراحه نص موظفات الشركه مهبولين عليك
- ههههههه تصدق إنك رايق وبعدين ما كلهم هيتجننو عليك
إعترض بهدوء : لا ياعم أنا لقمر وبس
- خلاص يبقى سيبنى أنا كمان لحد ما قلبى يطب ف واحده أقول أنا ليها هى وبس ثم إن الكبير لسه متجوزش
- لآ هاشم دا مش بتاع جواز كفايه عليه اللى معاه دا مش عاتق ويوم ما هيقول ياجواز هياخد اللى ماما تشاور له عليها وتكون مريشه مع انه مش ناقص بس تقول إيه فراغة عين
- ربنا يهديه لنفسه آه على فكره بابا عازمك معايا عالغدا النهارده
سأله بحذر : خير حصل حاجه؟
- آه لما نتقابل هنتكلم
دلف فارس زميله بالعمل و صديقه إلى المكتب فأشار له بالجلوس ثم أجاب ظافر : طيب أنا بقى اسيبك فارس جه وورانا شغل كتير
إبتسم ظافر ثم قال : سلملى عليه
- يوصل
أغلق ليث الهاتف ونظر إلى فارس الذى رمقه بمكر قائلا : بتقطع ف فروتى مع مين
تنهد ليث بيأس من صديقه : دا ظافر وبيبعتلك السلام
هلل ضاحكا : حبيبى هو رجع من لبنان امتى
- من يومين كده
- والله اخوك ده عسل مش عارف ازاى هو وهاشم اخوات
زوى فمه ساخرا : زى مانا وانت اصحاب عادى بتحصل انكتم بقى وبطل لت خلينا نشوف شغلنا
قضب جبينه : ياباى عليك طب اعزمنى على أى حاجه الاول
إبتسم بشر : فى سم هارى ينفع
فإبتلع الآخر ريقه متصنعا الخوف : لأ وعلى إيه أصوم أحسن
________________
أتى موعد الغداء وإجتمع ليث مع والده وظافر وقصا عليه ماحدث ولولا تواجدهم فى مكان عام وإحترامه لهما لهشم المكان على رأس من به وبعد معاناه هدأ غضب ليث وإستمع لوالده فهاشم يرغب فى إيذائه فقط من خلال قمر ويستغل غيرة والدته منها لذا لابد من إتباع الحكمه فى هذا الأمر فحتى زواجه منها الآن لن يجوز فهى لازالت صغيره كما أن أخويه الأكبر سنا لم يتزوجا بعد وقد يستغل هاشم الأمر فى إشاعة شائعه عن قمر وليث وأن زواجهما لإخفاء خطيئه
كان يستمع لكل ما يقال وتفكيره ينصر فقط فى قمر وجودها بالمنزل مع والدته وهاشم أصبح خطراً عليها
بعد مناقشات طويله قرروا إبعاد هاشم عن هنا بجعله يسافر إلى لبنان بدلا من ظافر وإنفض إجتماعهم على ذلك
____________
إنتهى اليوم وعاد ليث مجهدا من العمل فوجد والدته تنتظره وتصر على الحديث معه وبعد أن أفضت ما بعقلها من أفكار حمقاء عارضها بضيق : إيه الكلام دا ياماما
أكدت حديثها بجديه : كلام العقل البت مبقتش صغيره وانتم تلات شباب فى البيت عاوز الناس تاكل وشنا إحنا نوديها لامها أحسن
أجابها بغضب بالكاد إستطاع التحكم به : امها اللى مهنش عليها ترفع سماعه التليفون تسأل عنها امها اللى سمعتها قطران هيا والغندوره بنتها التانيه
لاحظت أنه على وشك الإنفجار ولكنها لم تبالى فهى والدته ولن يؤذيها فإسترسلت فى هذيها الكريه : هيا امها وأدرى بمصلحتها
عارض بشده وهو ينهض غاضبا : مصلحتها هنا
فرفضت بقوه : لأ
إقتضب جبينه بشك : ليه إيه اللى جد لو على إنها كبرت فهيا كبرت من زمان بس إنتى اللى مفكرتيش تهتمى وتعرفيها ده بقت انسه بتصرفات طفله ولو علينا فإحنا مبقناش شباب كبار فجأه إحنا كده برضو من زمان
لم تجد ما تقوله فأجابت بأول ما أتى بعقلها الفارغ : البت دى قعدتها هنا ضرر للكل
رفع حاجبه ساخرا : للكل برضو طيب لو على كلام الناس أنا هتجوزها وساعتها الكل هيتكتم
إتسعت عيناها بخوف ونهضت فزعه : إيه لأ طبعا
جلس أمامها بثقه واضعا قدمه على الأخرى : ليه بقى
إبتلعت ريقها بقلق فهى تريد أن تحيده عنها لا أن تجعله يتمسك بها : ملقتش إلا العيله دى اديهالك انت تاخد زينه البنات
زوى فمه بسخريه تحولت لشبه تحذير : زينه البنات مممم زى بنت اختك اللى لو البنات صفصفت مش هاخدها
وضعت يديها بخصرها تعترض بغيظ : ليه إن شاء الله عالاقل متربيه وبنت عيله وأصل وضمنينها
أجابها بتحدى : كل اللى قولتيه ده عند قمر واكتر إحنا عيلتها وأنا اللى مربيها واضمنها برقبتى
ضربت قدمها بالأرض تصيح : برضو لأ
أضاق عيناه عليها بغضب : ليه عشان الغالى ابنك طلع طفس
نظرت له بذهول : إيه
وقف أمامها يؤنبها : إنتى فكرانى نايم على ودانى أنا مش هتجوز بنت أختك مش بس عشان قمر لأ بس لأنها بكل معنى الكلمه متنفعنيش
تنهدت بحزن فنظراته لها تجعلها تشعر بالألم : ليه يا ابنى
إبتسم بحزن فهى تنسى دائما أنه إبنها وإبتلع غصته وهو يرفض بحده : تافه ومدلعه ومغروره وانانيه وبنت امها والألعن من كل ده عاوزه تتجوزنى بس عشان المنظره وغيرتها من قمر ومن الآخر دى مشروع زوجه فاشله لا تنفع ست بيت ولا أم ولا بنى آدمه تقدر تواجه معايا مصاعب الحياه
نظراته لها كانت تخبرها أنه يقصدها بهذا الوصف فإشتعلت غيرتها مجددا : و قمر بقى اللى هتعرف
أجابها بثقه : هعلمها
- طب متعلم بنت خالتك الاول
ضحك ساخرا : إلا أمها ما علمتها هعلمها أنا
- واسم النبى حارسها أمها علمتها إيه
إبتلع غضبه وهو ينظر لها بعتاب : إسألى نفسك إنتى كنتى المفروض أمها طول عيشرتها معانا علمتيها إيه ولعلمك لو قمر مشيت من هنا إعتبرينى ميت
ثم تركها وصعد إلى غرفته بينما ظلت فاديه تنظر فى إثره بغضب وهى لا ترى سوا أن قمر تفقدها مكانتها ولا ترى أنها تخسر أحبائها بغبائها وبدلا ان تفيق من غفلتها قررت أن تتخلص من قمر
فى حين كان ظافر يستمع إلى حديثهما من بعيد وهو يتنهد بحزن من تلك المدعوه والدته التى لا تعى ما تعنيه كلمة أم
بينما جلست فاديه مكانها فرأت صوره أدهم المعلقه على الحائط وشردت فى ما مضى فقد كان والدها عابثا لم يترك فتاه أو إمرأه حتى تزوج بأفعى ماكره وتوالت الأيام وإذا بها تقع فريسه لوغد يشبهه وحينما إكتشف الأمر كانت تحمل فى أحشائها ثمار خطيئتها فلم يرى أمامه وإنهال عليها ضربا حتى فقدت وعيها وجنينها وكان لذلك تأثيرا سلبيا على رحمها وظل حزينا لا يعلم كيف يتخلص من هذه الكارثه حتى نصحته زوجته بحيله نكراء حيث إدعى المرض وأنه على شفير الموت ويخشى على إبنته من الفتيان فهى لا خبره لها عن مكرهم كذلك أخاها صغير لايستطيع حمايتها فما كان من أخاه الطيب إلا أن يزوجها لإبنه الوحيد أدهم ولم يعترض أدهم فلم يكن لديه من تشعل قلبه فقد كان شغله الشاغل هو عمله فقط ورغم محاولات العديد من الفتيات فى التقرب منه إلا أنه لم يبالى يوما بهن ووافق على تلك المدعوه فاديه فقط من أجل أباه كما أنها ستكون ونيسا لأباه الذى لم يعد لديه قدره على العمل فمكث بالمنزل ويحتاج لإبنه وأحفاد فوالدة أدهم متوفاه وليس له إخوه
فور أن تمت الزيجه سافر والدى فاديه بحجه العلاج والحقيقه هما سافرا هربا من المواجهه كما أن أخاه لن يسمح لأدهم بتطليقها فى غياب والديها فالسفر حل ممتاز يغيبا شهرين ثم يعودان يتصنعان الصدمه وتطلق وهكذا يهربان من كافة العواقب ولن تفتضح ابنتهما فطلاقها بعد شهرين مقبول نوعا ما عن طلاقها فى يوم عرسها
بينما كاد أدهم أن يقتلها حينما صعقته الحقيقه لولا أباه الذى منعه بصعوبه بينما إدعت فاديه أنه تم إغتصابها وأن والداها أجبراها على كتمان الأمر وهدداها بالقتل أيضا حتى لا تتسبب فى فضيحه العائله وأنها لم تكن ترغب فى خداعه أبدا
لم يستطع فعل أى شئ سوا انتظار عودة والديها من السفر فرغم وجود أخاها إلا أنه لازال شابا أهوج لا يستطيع العنايه بنفسه وأختها الكبيره فى سفر بالخارج مع زوجها كما أنهما يعدا أمانه لحين عودة والديهما اللذان لم يعودا أبدا فقد سقطت الطائره التى عادا بها فى أعماق المحيط وإستلم أدهم جثمانهما وتم دفنهما ولم يتحمل والد أدهم الصدمه فسقط فاقدا للحياه ودُفن باليوم التالى وغمم الحزن على قلب أدهم ولم يستطع فعل شئ بصدد فاديه فالوقت غير مناسب أبدا كما أنها أصبحت هيا وأخاها مسؤلان منه ولم يمر شهر حتى تفاجئ بكارثه أخرى فعمه العزيز كان مديونا للكثيرين فقط كان فاشلا بالأعمال ومبذرا فى الأموال فبيعت كافة ممتلكاته لسداد الدين ولم تكفى فأكمل أدهم الباقى من ماله الخاص وعاشت فاديه وأخاها فى كنفه عدة أشهر حتى فاض الكيل من أفعال أخاها فلم يترك خادمه بحالها لذا قرر أدهم وضع حدا لهذا التهور وأرسل لأخته الكبرى لتأخذه ولكنها تنصلت منه فما كان منه سوى أن إشترى له شقه يمكث بها وحده وأسند إليه عملا يتعايش من راتبه وأيدته فاديه فى ذلك مدعيه حرصها على مصلحته لكنها فى الحقيقه أرادت التخلص منه لكى يصبح كل شئ لها وحدها رغم أن أدهم لازال غاضبا من خديعة أباها له إلا أنه يلتمس لها العذر كونها مرغمه كما إدعت وأفعال أخاها ستجعله يبتعد وتخسره ولم تجد بديلا له فهو كريم حنون يسهل خداعه كما أنها لاحظت أن أكثر فتيات طبقتهم الإجتماعيه تهيم به عشقا لذا هو من يرضى غرورها الأعمى
إرتضى أدهم بقدره معها و عاشا سويا عاملها أفضل معامله وإهتم بها وهى كذلك ومر عامان عليهما ولم تنجب حتى أتى إليها أخاها مدعيا النصح بأن توهم أدهم بأنها حامل وتمكث لديه حتى تلد وسيأتى إليها برضيع ووافقت خوفا من أن يتزوج أدهم بأخرى تشاركها رغد العيش المترف وقد تجعله الأخرى يطلقها ولم تجد من يجعلها تحيا هذا الثراء مجددا وتفاجأت بعد ان ذهبت لأخاها أن الطفل إبن أخاها من فتاه لعوب أرادت إرغامه على الزواج منها فوافق مقابل أن تتنازل عن الطفل وفعلت وحينما أتى الطفل للحياه أخذه أباه وأعطاه لفاديه وعاد للأم يبتسم بشر : بقى عاوزه تدبسينى هه دا لا عيشتى ولا كنتى
لاحظت نظراته القاتله فحاولت الفرار ولكنها كانت ضعيفه مجهده من الولاده
أخذ وساده ووضعها على وجهها وضغط عليها بقوه وظلت تجاهد النجاه بكل ما أوتيت من قوه حتى لفظت أنفاسها الأخيره ولكونها وحيده بلا أهل كان سهلا عليه التخلص منها فقد ألقى بجسدها فى إحدى الطرق النائيه وكأنها لم تكن أما لطفله
تنهدت بضيق لتلك الذكرى وهى ترى أدهم عائدا من الخارج ويبدو عليه الضيق
_______________
بعد أن وصل غرفته وأبدل ملابسه تذكر وعده لقمر بالذهاب إلى مدينة الألعاب وذهب إليها فوجدها نائمه فإبتسم وهو يتأمل وجهها البرئ ولكن إبتسامته تلاشت ما إن تذكر أمر هاشم فدثرها جيدا وتركها وعاد إلى غرفته لينام بينما جافى النوم عيون أدهم وهو ينظر إلى زوجته النائمه ويتذكر أفعالها الحمقاء التى لازالو يعانون آثارها حتى الآن فقد جعلته ينفر منها بعد أن علم بفعلتها هى وأخاها الخبيث الذى لم يسلم منه صغيره ظافر فقد عاد ذات ليله من سفره وجد المنزل هادئا والجميع نيام فذهب لرؤية ظافر فوجد فراشه خاليا ظنه نائما مع والدته ولكنه تفاجئ أنها لا تعلم مكانه ولا أحد يعلم أيقظ كل من بالمنزل ليبحثو عنه وأول ما علق به هاشم : هتلاقيه تحت السرير زى عادته
فنظر له أدهم بصدمه : وليه تحت السرير
أجابه بتلقائيه : دا مكانه المناسب
قبض أدهم على كتفه بغضب : إنت بتخرف تقول إيه
أجابه بدموع وعيون خائفه : أنا مالى خالو اللى بيقول كده آه إلحقينى ياماما جوزك عاوز يضربنى
نظر له بذهول فحديثه لا يناسب سنه ويبدو أن الوقت الذى مكثه أخ فاديه هنا جعله يعبث برأسه ويتعالى على أخاه نعم فمهما حدث هاشم كان فرحته الأولى والأب ليس من أنجب بل من يقوم بالتربيه
إقتربت فاديه بلهفه تحتضن هاشم وتنظر إلى أدهم بغضب : متطلعش زهقك عالولد شويه ونلاقى ظافر
صاح فى وجهها بغضب : إنتى أم إنتى ابنك مش عارفين مكانه وإنتى بارده كده ازاى
إعتدلت فى وقفتها وجذبت هاشم خلفها وأجابته بلا إهتمام : يعنى اعمله إيه هو على طول مستخبى بيلعب
- إحنا نص الليل ياهانم بيلعب إيه دلوقتى
زفر بغضب ثم لاحظ نظرات هاشم المرتعبه فحاول أن يهدأ ثم تذكر كلمة هاشم فركض يبحث عن ظافر تحت الأسِره حتى وجده فى غرفته مختبأ ينظر حوله برعب جذبه بهدوء ونظر فى وجهه الخائف ووجده يتمعن النظر له وكأنه لا يصدق أنه أمامه وإحتضنه بقوه وهو يبكى فأحس أدهم بقبضه مؤلمه فى قلبه على حال صغيره وحينما أخذه للخارج تعلق به الصغير أكثر وهمس بأذنه بصوت مرتعب : متسبنيش يابابا
جعل قلب أدهم يتألم لحاله فأخبر الجميع أنه وجده وسيبيت ليلته معه إعترض الخال المبجل لأن ذلك تدليل زائد لا معنى له وجعل فاديه تؤيده فلم يهتم لهما أدهم : ابنى ووحشنى بقالى كتير مشفتوش ورأيكم ميهمنيش
إقتربت منه فاديه بدلال : اخص عليك يعنى هو وحشك وأنا لأ
نظر لها شزرا : لأ ازاى دا انت الوحاشه كلها تصبحو على خير
تركها تنظر فى أثره بغيظ وأخاها ينظر إلى ظافر بقوه ليرعبه حتى لا يخبر أباه بشئ فخاف الصغير وأخفى وجهه فى كتف أباه فشعر أدهم بحركة الطفل فإستدار ينظر لهما وعلم أن هناك خطب ما
وجد ظافر أن هذه فرصته الوحيده ليشرح لأباه ما يعانيه فى غيابه وكيف أصبح وحيدا منطويا خائفا خاصه بعد ما حدث من خاله ذات ليله حينما إستيقظ ظافر فزعا ووجد خاله يضغط بوساده على رأسه يخنقه بها حتى سمع صوتا ما خارج الغرفه فإبتعد وهو ينظر له بحقد ويحذره أن يعلم أحد وإلا عاقبه بشده وتركه يرتجف حتى انه بلل فراشه من الخوف وأصبح الصبى يخشى النوم وحده منذ حينها وحاول كثيرا أن يجعل والدته تنام معه أو تجعل الخادمه تنام معه ولكنها رفضت بعد أن أخذت رأى أخاها الذى أخبرها انها ستخطئ إذا فعلت ذلك فلقد كبر الصبى ولا يصح أن ينام مع أحد هو فقط يتدلل عليها فلم يجد ظافر حلا سوى الإختباء طيلة اليوم فى مكتب أباه المغلق والنوم به نهارا وبالليل يختبئ مستيقظا فى أى مكان فى خزانة الملابس أو أسفل الفراش وهكذا
كان أدهم يستمع له بقلب يرتجف خوفا وغضبا لذا قرر ألا يعود إلى لبنان فحياة صغيرهفى خطر ولن يستطيع السفر به الآن وتغريبه فى بلد أخرى كما أنه لا يستطيع كشف المستور الآن فظافر لن يتحمل هذه الحقائق الآن وسيدمره معرفة أن والدته البلهاء تفضل غريبا عليه فى كل شئ وليس أخاه كما إعتقد
لا زال صغيرا خمس سنوات فقط وذاق الأهوال من أم بلهاء وخال حاقد أراد قتل ظافر ليجعل هاشم فقط هو وريث أدهم الذى شكَّله كما أراد وجعله طوع أمره
هاتف مساعده بفرع لبنان وأخبره أن يدير الفرع بدلا عنه وأنه سيتابع كل شئ من هنا فهو يثق به ويأتمنه ويعلم أنه لن يخذله
مكث بجانب إبنه ولم يسعد بذلك سوى ظافر فقط لأنه وجد أمانه ووجد إهتمام والدته رغم أنه من الواضح أنه مرغمه على ذلك كما أنه تخلص من خاله الكريه نهائيا فقد إختفى فجأه ولا أحد يعلم لما ولكن الحقيقه أن أدهم أرسل إلى صديق له يطلب منه مساعدته ليتخلص من أخ فاديه ووجد أنه لديه سجل حافل بالمصائب أدخله بها فى سجن بعيد وظلت أخته الغاليه تبكى أخاها الذى إختفى وهى تسأل أدهم كل يوم هل وجده حتى مل منها وأخبرها يأس فى إيجاده ولن يبحث مجددا
تأثر هاشم كثيرا بإختفاء خاله فقد كان يساعده دوما فى تجنب العقاب بعد أن يتسبب فى أى كارثه على عكس أدهم الذى لا يتركه ينجو أبدا من العقاب مهما حاولت فاديه أن تثنيه عن ذلك فلا يستجيب فقد أراد إصلاح ما أفسده أخاها فقد جعل هاشم فاشلا فى كل شئ
تحسن ظافر نفسيا ولكن ما مر به جعله ضعيف الشخصيه مما جعل أدهم يفكر فى إنجاب طفل آخر يقم هو على تربيته منذ البدايه ليصبح وريثه المنتظر
لم يطل الأمر هذه المره فقد أتى هذا الطفل فى غضون عام أتى الليث الذى بمجرد أن فطمته أمه أصبحت لا علاقه لها به وأصبح إبن أباه رباه كما أراد أسدا لا يهاب أحدا بل يخشاه الجميع وأصبح هاشم يغار منه ويحقد عليه بينما تحول ظافر لأب ثانى له رغم أن الفارق بينهما ليس كبيراً كذلك ليث إعتبره أخ وصديق مقرب بجانب أباه وفارس صديق دراسته المقرب بخلاف هاشم الذى لم يرتاح لوجوده يوما ووالدته التى لم يشعر بحنانها أبدا لذا كلاهما لاقيمه لهما عنده وكان على خلاف دائم معهما فهى لا ترى سوى هاشم فقط ذلك الفاسد العابث وللأسف ما لا تعلمه أن هاشم يعلم الحقيقه وكذلك ليث
ففى ذات يوم كان هاشم قريبا من مكتب أباه وكان أباه غاضبا من أفعاله كالعاده ويشكو إلى سامر غضبه فنصحه سامر بتركه فرفض أدهم بقوه فهاشم إبنه حتى ولو لم يكن من دمه ولن يتخلى عنه أبداً كما أنه لا يريد فضح عائلته بسبب أم بلهاء وصبى ليس من صُلبه وسمع هاشم كل شئ وياللحظ فقد كان ليث كان يلعب مع ظافر وإختبأ أسفل المكتب قبل دخول أدهم وسامر وسمع حديثهما كاملا
كان بالعاشره من عمره ولكنه كان فطينا ليدرك ما يعنيانه جيدا وزاده ذلك غضبا من هاشم ووالدته التى آثارته على أسرتها كافه وهو غريب حاقد كوالديه
لم يخرج من مخبئه حتى تأكد من خلو المكان ولم يخبر أحدا بما سمع وعاد للعب مع ظافر الذى يحاول إستعادة طفولته الضائعه مع ليث الذى يسايره فقط ليرضيه لكنه غير مهتم بهذا العبث من وجة نظره
مر الوقت وحدثت الفاجعه حيث توفى سامر فى حادث مؤلم فقد كان يقود سيارته بجنون ليلحق بزوجته البلهاء (جوليا)قبل أن تترك البلاد بعد أن علم بخيانتها له مع آخر أكثر ثراءا فقد كانت طامعه منذ البدايه ولكنها أغرته وجعلته يعشقها ولم يهتم بطمعها فلديه المال ويرغب بها رغم أنها مطلقه ولديها طفله من آخر كما أنها فرنسيه وتحمل ديانه أخرى وتحيا بطريقه لا تناسبه
لم تكتفى يوما بما تأخذه منه وأرادت المزيد حتى جعلته يكاد يفلس لولا وجود أدهم إلى جواره ثم تركته لتهرب مع آخر ولم تبالى بطفلتها منه التى تركتها وحدها بالمنزل
نقلته الإسعاف إلى المشفى وأُرسل فى طلب أدهم الذى لم يستطع فعل شئ سوى وداعه وهو يوصيه على إبنته الوحيده(قمر) وأكد عليه ألا يتركها يوما لوالدتها ويحذرها منها وآخر كلماته : بنتى
ثم رحل فأغمض أدهم عيناه بيديه وهو يجيبه ببكاء : فى رقبتى ياصاحبى لحد ما نتقابل
ذهب أدهم إلى منزل سامر بعد أن أنهى كافة الإجراءات وأخذ قمر وعاد بها إلى المنزل
كانت طفله بريئه خائفه ولكن ما إن رأها ظافر وإبتسم بوجهها حتى تحول خوفها إلى إبتسامه هادئه فهو بشوش للوجه حنون ومنذ أن رآها إعتبرها إبنته رغم صغر سنه وهى إعتبرته أبا وأخا أكبر على عكس هاشم الذى كانت تنفر منه فنظراته الحاقده جعلتها ترتعب منه وكذلك والدته التى كرهتها وكرهت جمالها الذى فاق جمال جوليا التى لطالما غارت منها وتشفت بها حينما أصبحت خائنه هاربه
كان الكل صريح بمشاعره وكانت الكفتان متساويتان فأدهم وظافر آمانا لها وهاشم وفاديه شركا مؤذيا لها حتى عاد ليث من رحله مدرسيه كان بها وعلم بما حدث وحزن لوفاة سامر فقد كان ونعم الصديق لوالده وأيد والده فى الإهتمام بالفتاه ووصية أباها كل هذا ولم يرها وحينما نهض ليغادر وجد ظافر يدخل وهيا بيده تبكى وحينما رآها أحس وكأن طبول الحرب أقيمت بقلبه فإقترب منها بهدوء وجلس أمامها على ركبتيه يسألها بحنان لم يعهده أحداً منه من قبل عن سبب بكائها فأجابته ببكاء ولم يفهم نصف ماتقوله فنظر إلى ظافر الذى أوضح له أنها حينما كانت تلعب تعثرت وسقطت على وجهها فإتسخت ملابسها الجديدة ولعبتها بالغبار والطين وقد حاول إقناعها أنها ستعود نظيفه بعد غسيلها ولكنها لم تصدقه فإبتسم ليث ونهض وخرج لعدة ثوانٍ ثم عاد ومعه مرآه وطبق به ماء ومنشفه وأمسك بالمرآه أمام وجهها فنظرت إليها ووجدت وجهها غير واضح من الطين فغطت وجهها بيديها وإزداد بكاؤها فأمسك يديها وأنزلها بهدوء وحاول ان يحدثها لكنها لم تستمع له فصاح غاضبا : اخرسى
فذعرت الفتاه وحاولت الإختباء خلف ظافر ولكنه جذبها بقوه
نظر ظافر لوالده بغضب من صراخ ليث بها فأشار له أدهم أن يهدأ فقد أراد أن يرى كيف سيتصرف ليث فزفر بضيق ونظر إلى ليث الذى كلما إقترب منها تراجعت للخلف فإبتسم لها : متخافيش هاتى العروسه بتاعتك دى
ضمت دميتها بقوه وحركت رأسها برفض : لأ دى بتاعتى
- هرجعهالك جديده بدل ماهى ملحوسه كده
- إنت بتكدب
نظر لها بضيق وتحدث بثقه: الكداب جبان وأنا مبخفش من حد عشان كده مبكدبش
- طب لو موتها
- إبقى عاقبينى
- ماشى
حاول أدهم وظافر كتمان ضحكاتهما على حوار هذان الأبلهان وهما يتابعان بإستمتاع ما يحدث
أخذ ليث الدميه وبدأ ينظفها بالماء حتى عادت نظيفه ثم جففها بالمنشفه وأعطاها لها فأخذتها وهى تقفز بسعاده غير مصدقه وتقبل الدميه بحب فإتسخت مجدداً فبكت قمر فنظر لها ليث بملل : لازم طبعا تتوسخ مهو وشك وهدومك مزفتين
لوت فمها بتذمر : وأنا مالى الطينه الوحشه اللى وقعتنى
- يبقى لازم تنضفى عشان العروسه متتوسخش تانى
- ازاى
أشار لها بيده : قربى
إقتربت فأمسك بالمنشفه وبدأ يبللها بالماء ويمسح وجهها وتفاجئ أن خلف هذا الشئ المقزز البكّاء ملاك برئ بملامح فاتنه رغم صغر سنها فإبتسم وجعلها تنظر فى المرآه : شوفتى بقيتى قمر إزاى بعد ما نضفتى بدل ماكنتى شبه الجراده المأشفه أهو كده أما ننضف عروستك وتبوسيها مش هتتلحوس تانى
فأعطته الدميه بحماس : طيب خد نضفها
- لأ إحنا ننضفكم سوا كلكم على بعضكم
- ازاى
- ننضف فستانك وشعرك وفستان العروسه وشعرها
- بجد؟! ازاى؟
أشار لها برأسه : تعالى
أمسك بيدها وأخذها إلى حمام السباحه وألقى بها ففزع ظافر وأدهم اللذان كان يتبعانهما وصاحا بغضب عليه لأنها لم تتعلم السباحه بعد
لم يفكر بل قفز خلفها ورفعها من الماء وهى تلتقف أنفاسها بصعوبه وتنظر له بغضب : غبى فستانى وفستان عروستى إتبلو يا بايخ
رفع حاجبه بإستغراب فهى لم تهتم أنها كادت أن تفقد حياتها وغضبت لأنها إبتلت أم أنها لم تكن تدرك أنها بخطر
لوى فمه بإستهزاء : متزعليش هعلقك عالحبل إنتى وعروستك لحد ما تنشفو
زفر والده وأخاه بإرتياح حينما أخرجها من الماء فحذره والده من التهور مجددا
فإستند على حافة الحمام وأومأ بالموافقه ثم أشار إليها : من هنا وجاى البتاعه دى مسئوليتى
ثم خرج من الماء وذهب إلى غرفته فنظر ظافر إلى أباه وجده يبتسم فصمت
وجد أدهم أن ليث يصبح معها بشرى كما يكون مع ظافر بجانب أنهما إستطاعا التفاهم إلى حد ما فهى منذ أتت تبكى كثيرا وترهق ظافر معها ولا تستمع لأحد ويبدو أن ليث من سيستطيع جعلها تتأقلم بينهم كما يبدو أنها هى من ستروضه
تنهد أدهم مبتسما يتمنى أن يأتى اليوم الذى يراهما به عروسان يملئان الأجواء سعاده
________________
فى اليوم التالى أخبر أدهم هاشم بقراره وأنه سيسافر بدلا عن أخاه آخر ولم يعترض هاشم أبدا أو يبدى إنزعاجه وهذا ما جعل أدهم يشعر بالقلق
فى حين كان هاشم غاضبا ولم يظهر ذلك لأنه فهم أنهم يبعدونه بسبب طلبه الزواج من قمر ومهما فعل فلن يتراجع والده عن قراره لذا فالصمت والتفكير أفضل حل
بينما قرر ليث ان يحاول مجددا فأخذها إلى مدينة الألعاب كما وعدها وهما فى طريق العوده أوقف السياره بجانب الطريق وحاول ان يشرح لها الأمر بطريقه مبسطه حيث أفهمها بهدوء أنه لا يجوز لأحد تقبيل شفتاها سوى زوجها المستقبلى الذى يختاره قلبها وبما أنها لازالت صغيره من وجهة نظره فالأمر مبكر جدا على حدوثه
______________
مر يوم وإثنان وهاشم يرتب لسفره وفاديه غاضبه من فعلة أدهم فقد أبعد حليفها عنه ثم أتى المساء وعاد ليث إلى المنزل فوجد الجميع فى حاله هرج ومرج فسأل أول من إلتقى به فأخبره أن قمر مفقوده منذ ساعتان ولم تخرج من المنزل وقف صامتا لثوان ثم ركض سريعا إلى غرفته وما إن فتحها وجدها معتمه أكثر من الازم فتأكد ظنه وأغلق الباب خلفه بهدوء وأضاء الغرفه ليجدها نائمه منطويه فى أحد الأركان نائمه وحولها بقايا أطعمه ووجهها مغطى بها فإبتسم وأخذ منديلا وإقترب منها يمسح وجهها بحنان فتململت فى نومتها لكنها لم تستيقظ فحملها بهدوء ووضعها فى فراشه ودثرها جيدا ولملم بقايا الطعام وكبها فى سله المهملات ثم هاتف ظافر وأخبره أنه وجدها ولكنه طلب منه ألا يخبر أى منهم أنه هو من وجدها وأنها بغرفته ثم جلس على الكرسى أمامها يتأمل وجهها البرئ حتى غفى فى مكانه وفى الصباح استيقظ على لمستها الحنونه وهيا تحاول إيقاظه فإبتسم وجذبها إليه وأجلسها على قدميه و أزاح خصلاتها المتمرده خلف أذنها ثم أمسك يدها وقبلها ولا زالت بسمته الهادئه على وجهه : قوليلى بقى إيه اللى حصل
لوت فمها بضيق طفولى : أبيه هاشم زعقلى وقالى متاكليش معانا متقرفيناش عالأكل
إقتضب جبينه : ليه إنتى عملتى إيه
- جبت كيس شيبسى بالجبنه
رفع حاجبيه ينظر لها بإستغراب : بس كده
فأومأت له بتأكيد : آه
أضاق عينيه عليها وسألها بشك : محصلش أى حاجه طول اليوم بينكم خلته يتنرفز ويتلككلك
إبتلعت ريقها بخوف :حصل
- إيه
- قالى أبوسه وأنا مردتش
تعجب سائلا : ليه
- عشان انت قولتيلى متخليش حد يبوس شفايفك
يبدو أن هاشم سيرى تحول ليث القريب : يابووووى التار ولا العار ياهريدى ياولدى هيا حصلت شفايفها