رواية شهد حياتي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سوما العربي
رواية شهد حياتي
الجزء الرابع والعشرين
تتذكر حديثها مع ماهى زوجته عندما جلسوا سوياً.
انتبهت على حديث شهد التى تقول :انا مش مصدقة... يعنى عز ده عايز يتجوزك.
نظرت لها ملك بضياع بقلم سوما العربى وقالت :اه.
شهد:طب وانتى إيه رائيك.
ملك :مش عارفة.. بس انا مش عايزه اتجوز خالص.. كمان بقلم سوما العربي مرات عز دى طلعت مش وحشه زى ماهو باين للناس.
ضيقت شهد مابين حاجبيها قائله:ازاى.
زفرت ملك بقوه وتحدثت:بصى يا شهد كل الى اقدر اقولهولك بقلم سوما العربى واختصارا لكلام كتير الست دى من وهى صغيرة طبيعتها هاديه وفى حالها لكن الناس والمجتمع وصحابها بقوا يقولو عليها تنكا. وهى مش كده خالص بالعكس دى كانت طيبه بقلم سوما العربى وفى حالها بس كلامهم انها شايفه نفسها وبتلبس على الموضه وكلامها قليل مع الناس ومش بتاخد على الى قدامها بسرعه خلاها تكتئب هى مش شايفه نفسها لكن عارفه أنها حلوه وربنا من عليها بنعمة الجمال بقلم سوما العربي وايه الجريمة إنها تهتم بلبسها ومظهرها هى مش بتسرق ولا بتصرف فلوس حد ده مال ابوها.. حاولت كتير تدخل فى صداقات وصحوبيه مع الناس لكن ماتعرفش ليه كانوا بيتجنبوها ومن هنا اتحولت على مدار كذا سنه لواحدة تانيه خالص.. هما حصروها فى شخصية المتكبره فقررت توريهم التكبر الى بجد بيبقى عامل إزاى. وانهم لسه ماشفوش التكبر الى على حق. حكموا عليها بكده بقلم سوما العربى ولاد الناس الاغنيه ماحبوهاش علشان فعلاً على قدر من الجمال وولاد الناس البسيطة بعدوا عنها وخافوا من فرق العيشه مابينهم.
كانت شهد تستمع لها بانصات وحزن فهى الاخرى كانت من ضمن الناس الذين حكموا عليها بالكبر والغرور بقلم سوما العربى رغم انهم لم يحدث بينهم اى تعامل مباشر.
تنهدت بقوة وقالت:دى اكيد تعبت فى حياتها اوى واتعذبت كتير.
ملك :تخيلى إنها مالهاش اخوات ولا اى بيست فرند.
شهد:كمان.
ملك:اه.
شهد :لأ ثوانى.. امال مروه تبقى ايه.
ملك:ههههه... مروه دى حاجة تانية خالص.. من ضمن الناس اللي كانوا بيتنمروا عليها.. ده غير أنها دايماً كانت بتجاهد عشان تحسسها أنها احسن واحلى منها... مروه كانت من ضمن الشخصيات الرئيسية الى علمت فى حياة ماهى وحولتها لشخصية بقلم سوما العربى وحشه مع ان البنت دى طيبه وكويسه جدا.
شهد:بس غريبه.. ازاى تقعد معاكى وتتكلم وتحكى كده.. حتى تحكى عن شخصيتها وعقدتها فى الحياة.. ومع مين.. معاكى انتى.. ماعلش يعني انتى ست وعارفه ان الست بتحس بجوزها وهى اكيد حست ان جوزها ميال ليكى.
ملك بحزن:ماهو عشان كده.. هى حاسة.. وللأسف حاسة كمان انه ناوى على كده وهى مش هتقدر ترجعه.. انتى عارفه انها كانت بس عايزه توصلى إنها بنى ادمه مش وحشه وماتستاهلش الاذيه.. طب انتى عارفه ان حتى عز اتجوزها عشان متكبره ومغروره.
جحزت اعين شهد وقالت :معقول... ده واطى اوى.
ملك:بصى مانقدرش نقول واطى ولا لأ... بس الى فهمته انه بدأ من تحت اووى كان بيشتغل فى مصنع كراسى بلاستيك في الوراق... ولما جمع قرشين وبدأ كان برضه سمكه صغيرة وسط حيتان...شويه بشويه بدأ يكبر بس فضل وسط رجال الأعمال عز العشوائي... كان عايز واحدة برستيج وياما هنا ياما هناك وساعتها كانت ماهى حدث ولا حرج. معروف عنها انها تنكه ومغروره.. مناخيرها في السما ومش شايفه على الارض غيرها.. هى الناس والباقى شبه الناس.. فلما يبقى ارتبط بيها ووافقت عليه يلمع اكتر واكتر.
شهد بتأثر:الحيواااان.
ملك:بصى هى برضه مانكرتش حاجة.. قالت انه كان طيب وكويس معاها وبيتعامل بأدب واحترام وكل طلابتها مجابه.
شهد :طب ما اتغيرتش معاه ليه بقا.
ملك :لأنه ببساطة كان زيه زى معظم الرجاله شايف ان الراجل بنك فلوس وانه طالما التلاجه مليانه والبيت فيه فلوس يبقى كده مهمته كملت.. كل مناسبه كانت تبقى مستنيه حتى ورده ب5جنيه مثلا دليل انه افتكرها وفكر فيها مش شرط حاجة غاليه.. تلاقيه اصلاً ناسى المناسبه ويفكر انها عايزه هديه بس فايروح مديها مبلغ حلو او الكريدت كارد تشتري الى هى عايزاه ويغرق اكتر واكتر في شركته وأعماله ومشاريعه... فساهم فى انه يحولها لانسانه بتعوض نفسها وغياب جوزها عنها بالفلوس والشوبنج والبدى كير والمنيكير فازادت بشاعة صورتها قدام الناس اكتر واكتر.
شهد باسى:صعبة عليا اوى.. وهو كمان جنى عليها.
ملك:فعلاً.. انتى تعرفى انها وافقت تتجوزوا دونا عن شباب تانيه كتير لأنها شافت فيه ابن البلد. الواد ابن الحاره العفيجى الى دمه حامى بس يعرف يحتوى الست الى فى حياته.. وهو فعلاً كده بس دوامة أحلامه وطموحاته كانت وخداه... ولما بدأ يفوق فكر في واحدة غيرها عشان مش عاجبه الصوره اللي هو بنفسه مع الناس ساهم في أنها تتكون وتبقى ماهى بالشخصية الى قدامنا دى.
شهد:بس هى برضه ماكنش ينفع تسيب كل من هب ودب يأثر كده فى شخصيتها وهما اللى يشكلوها... كان الفروض أنها تبقى قويه و..
قطعتها ملك قائله:قويه ايه وبتاع ايه بس يا شهد... انتى بتتكلمى عن بنت وحيدة ابوها مانعها عن اهل امها عشان لوكل ودون المستوى وامها نفسها ماتت.. لا ليها اصحاب ولا اخوات ولا قرايب.. متربيه مع الخدم عشان ابوها كل شويه يتجوز واحدة وياخدها ويسافر هانى زفت على دماغه.. بنت من الحضانة بقلم سوما العربى وكل صحابها بيبعدوا عنها كأنها جربانه... تفتكرى هتبقى عامله إزاى.
كانت دموع شهد تهدد بالسقوط اشفاقا على ما عانته هذه المرأة.
تحدثت قائله:حرام والله... دى اتعذبت اووى وفى كل مراحل حياتها لا اب عدل بيهتم او بيسيبها لأهل أمها يهتموا بيها.. ولا صحاب رضيوا يصاحبوها.. ولا حتى لما جت تتجوز جوزها كان حنين واحتواها باهتمامه.. وكله من الناس وكلام الناس... المفروض كل واحد يخليه في حاله.. احنا مانعرفش الى قدامنا ده عاش ظروف عامله ازاى عشان نحكم عليه ولا على شخصيته... كلام الناس والخوف منه هو الى خلانى اوافق اتجوز بعد سعد.. هو اللى خلانى اوافق اتحط فى وضع صعب اوى.. لسه كلام كاميليا بيرن فى ودنى لحد دلوقتي.
ملك:اهدى.. اهدى ياشهد.. ماحدش عارف الخير فين.. يمكن كل ده حصل عشان ليكوا نصيب فى بعض.. وكمان يونس إنسان كويس وباين عليه بيحبك اوى... ربنا مابيجبش حاجة وحشه.
ابتسمت شهد قائله :ونعم بالله.. عندك حق.
ملك بتذكر:اه صحيح... كاميليا عامله ايه.
شهد :بكلمها على طول فون وساعات ساعات لما بعرف بقعد بقلم سوما العربى معاها شويه بعد الكليه.
صمت قليلا لكن تحدثت بحيره وقالت:لكن الى مش عارفة استوعبه خالص.. يعنى ازاى ماهى دى كويسه اوى من جواها كده وكانت ضحيه كلام الناس والمجتمع واما تبقى قاعده بتتكلم او بتقول رأيها في حد بيبان أنها فعلاً وحشه وحقوده.
ملك:عايزه ايه يا شهد من واحده مالقتش تجاوب ناحيتها من اى حد.. عايزه ايه من واحده بقت شايفه ان كل الى هيشوفها مش هيحبها واول ماتديلوا ضهرها هيقول عليها كلام زى الزفت.. اكيد بقت شايفه كل الناس أعدائها.. بتبتدى هى بالهجوم عليهم عشان بقت تتعب من ردود أفعال الناس ناحيتها...فهمتى.
شهد:فاهمة.. فاهمة جدا.. انا كمان عشان طبيعتى الهاديه بقلم سوما العربي وانى مش باخد على الناس بسرعه بتخلى ناس تقول عليا متكبره وشايفه نفسى.. وكمان النقاب زود بعد الناس عنى شويه.. للأسف لسه في ناس بتبعد عن المنقبين وكأننا من كوكب تاني.
ملك:لا مش كده اوى هو بس الناس بقت بتخاف لأن فى ناس كتير فعلاً بيسيئوا للنقاب يعني فيه بيلبسوه بقلم سوما العربى عشان يروحوا وييجوا ويطلعوا وينزلوا وماحدش يعرف مين دول ولا ولاد مين.. وفى ناس بتخطف بيه.. وفى بنات بتبقى لابساه غصب عنها وهما ضحكتهم وافعالهم تلم الناس حواليهم.. لكن فى ناس لابساه تدين واحتشام.. وناس لابساه عشان تدارى فتنتها زيك كده.
تنهدت شهد قائله:عندك حق... ربنا الشاهد والمطلع بقا.
صمتت قليلاً لكن تحدثت وقد تذكرت أمر ما:طب ايه.. هترفضى عز.
ملك بحيرة :مش عارفة.. بس انا شايفه انى مش مستعدة على الاقل نفسيا انى اعيد تجربة الجواز تانى.. ده غير انى لو فكرت مش هيكون من عز ده... يروح يحتوى مراته ويعوضها الاول بلا وكسه.
صحكت شهد بقوه على طريقة اختها فى الحديث.
وجدت صوت عميق محذر بقوه يتحدث :شههههههد.. صوووتك.
جحظت عينيها بخوف وتفاجئ وتوقفت عن الضحك فقالت ملك :هتوحشينى ياشهد... هبقى اقرالك الفاتحه كل جمعه ساعة الأذان.
كانت تتحدث أثناء هرولة الأخرى ناحية مكتب وحشها الضخم الذي خرج يحذرها ودخل مجددا صافقا الباب خلفه بقوه من غضبه منها اثر صوت ضحكتها المرتفعه فعلاً بشده وهنالك كان يقف مع سائقه الذى جلب له أحد الملفات المهمة من الشركه.
طرقت الباب بخفوت فاذن هو للطارق بالدخول.
سارت تجاهه ولم تراه قد رفع عينيه عما يقراءه.
علمت أنه بقلم سوما العربي هكذا غاضب بشده.. ما باله هذا الضخم.. لقد كانت مجرد صحكه.. يضخم الأمر كثيراً هذا الرجل.
وقفت بعدما اسدارت خلف مكتبه ووقفت بجانب مقعده وهو مازال ينظر لما بين يديه بغضب.
وضعت اناملها على ذقنه بنعومه اسارت القشعريره في جسده ولكنه طبعا أخفى كل ذلك ببراعه.
نظرت إلى عينيه بعمق وقالت:زعلان مني ليه... ينفع يونس يزعل من شهده؟
يونس بقوه وغضب :ماهو لما شهده يبقى صوت ضحكتها تجيب بوليس الاداب وهو واقف معاه راجل غريب ويتفاجئ بصوت مراته عالى كده وبالطريقه دى ابقى انا مش راجل ومش عارف احكم بيتى.
اتسعت عينيها من حديثه وقالت متجنبه حزنها مما قاله:انا ماكنتش اقصد وكمان ماكنتش اعرف ان في حد غريب في البيت... لكن انا ضحكتى ماتجبش بوليس الاداب ولا حاجة يا يونس.
زفر بقوه ووقف عن مقعده وقال:شهد... انتى خلاص بقيتى عارفة انا بحبك اد ايه... واد ايه بغير عليكى.. يبقى ماتزعليش من رد فعلى بقا.
اغمضت عينيها تحدث نفسها انه ربما معه حق. فتحتهم مجددا ونظرت له. ثوانى وابتسمت بنعومه بقلم سوما العربى قائله بصدق وشوق :على فكره انت وحشتني.
انشرح صدره من حديثها العفوى الصريح وهو يراها باتت تعبر عن حبها واشتياقها له وأنه رجلها الأوحد.
حملها وخرج من مكتبه وفى ثوانى كان على فراشه معها يعلمها قواعد الحب والشوق الممزوج بالعنف مزجا.
فى جناح مروه تمسك الهاتف بغيظ وهى تتحدث :يعني ايه يعني يا ماهى.... انتى مش كنتى متفقه معايا.
ماهى على الناحية الأخرى :بصى يا مروه انا مش هكمل مش عايزه أذى حد.. وياريت انتى كمان ماتعمليش كده وحاولى ترجعى بقلم سوما العربي جوزك ليكى بطريقة تانيه.
مروه بحقد:طريقة تانيه.. طريقة تانيه ازاى انا ماعرفش طرق تانيه مع يونس الى بينى وبينه هات وخد.
ماهى محاولة اثناءها عن اذية شهد:بصى يا مروه بلاش ماحدش عارف الموضوع ده ممكن يخلص على ايه.
مروه باصرار وشر:يخلص زى ما يخلص.
تنهدت ماهى بضيق وأغلقت الهاتف فى وجهها دون حديث وهى عازمه على الذهاب لشهد وتحذيرها فابلاخير هى من طرحت تلك الفكرة الخبيثة ولابد وان تنهيها هى.
اسندت رأسها على الفراش تفكر قليلاً قبل أن تقوم من مكانها ذاهبة لغرفة اطفالها للاطمئنان عليهم وهى تنوى الذهاب باكرا لشهد محاولة تفادي الأمر.
فى الصباح
أستيقظ يونس على قبلات متفرقه على سائر وجهه وعنقه. فتح عينيه بتثاقل وجد صغيرته تغوص بوجهها فى عنقه تلتهمه بقبله طفوليه بمزيج من العنف والعذوبه معا.
ابتسم بفرحة شديدة.. لو مات الآن سيموت وهو مرتوى مطئن انه قد أخذ من الدنيا كل ما اراد. ثواني.. ثواني.. لا. لا يريد الموت. يريد أن يحيى فوق الحياه حياه مع شهده.
احاطها بذراعيه فرفعت وجهها عن عنقه بعدما علمت باستيقاظه.
ابتسمت له بعشق فابتسم لها بعشق اكبر واخذ شفتيها بقلبه صباحيه عاشقه.
بعد مده كان يهبط الدرج وهو مرتدى بذلته العمليه ويديه تحيط خصرها يملى عليها تحذيراته وتنبيهاته العاشقة التى لن تنتهى.
تنظر عزيزه لهم بفرحة وهى ترى السعادة أخيراً على وجه ابنها الاكبر بعد عمر من التعب.
خرج يونس لعمله وعادت هى للداخل بعد أن ودعته عند ذهابه لعمله فهذه أصبحت من عاداتها الجميله معه.
كانت تهم بالصعود لكن صوت عزيزه اوقفها قائله :الحمد لله... أخيراً شوفت يونس وشه بيضحك ومنور... ربنا يسعده يارب.
ابتسمت شهد بسخرية واستهزاء بداخلها فكل ما يهمها هو ابنها وراحة ابنها.
صدح رنين جرس الباب وذهبت الخادمة لمعرفة من الطارق.
ثوانى وكانت شهد تقف مستغربه من طلب ماهى لمقابلتها.
وفى تلك الأثناء تحديدا كانت مروه تعتمد على نفسها فى تنفيذ ماعزمت عليه بعد رجوع ماهى لرشدها.
جلست ماهى وعلى وجهها ابتسامة بشوشه تدل فعلاً انها شخصيه جميله.
بادلتها شهد نفس الابتسامة بعدما سمعته عنها من ملك وبعد رؤيه هذه البسمه العذبه.
تحدثت ماهى قائله :اول حاجة حابه ارحب بيكى كجران لانى ماعرفتش قبل كده انى اقعد معاكى لوحدنا.
ابتسمت لها شهد بحب وترحيب وقالت:أهلا بيكى فى اى وقت.
تشجعت ماهى اكثر بعد ترحيب شهد لها ورؤيتها لتقبل شهد لها ولشخصيتها فابتسمت بحزن وقالت:انا خوفت تقولى عليا زى باقى الناس انى يعني...
قاطعتها شهد وقالت:لأ طبعا... باين عليكى طيبه وحبوبه وبنت ناس.
ابتسمت ماهى براحه وقالت:انتى عارفه انا والله بحاول اصاحب معظم الجيران.. حتى من يومين كان فى جران جداد من منطقة شعبيه انا الى روحت وعزمتهم على الغدا عندى عشان نتعرف على بعض وفعلاً جم عندى وحبيتهم جدا واخدت ارقامهم عشان نتواصل مع بعض.. لكن طبعا عز لما شافنى باخد شور بعد ما مشيوا من عندى مافهمش ان ابنهم وقع عصير المانجا عليا وهدومى وجسمى بقوا ملزقين فاكنت مقروقه من نفسى مش منهم فاطبيعى انى اخد شور عشان انضف.. لكن هو حكم على الظاهر وقال انى مقروفه منهم عشان شعبيين.. طب مالو انا مقروفه منهم ماكنتش هعزمهم فى بيتى.. بلاش حتى لو افتكر ان هما الى جم بيتى مانا كان ممكن اخلى حد من الخدم يمشهيهم او استقبلهم وحش.. بس انا كنت مبسوطه معاهم وحبيتهم جدا حتى ابنهم الشقى جدا ده حبيته.
كانت تستمع لها مبتسمه.. احاديث الناس واحكامهم آه والف ااااااه منها.
شهد بصدق:انا حبيتك جدا يا ماهى ياريت نكون صحاب.
ماهى بلهفه وفرحه:بجد.
شهد:طبعا ده انا يشرفنى.
ماهى :يعنى مش هتبعدى ولا هتسيبتى.
شهد :لأ طبعا وانا أطول يبقى عندى اخت حلوه وطيبة زيك كده. وملك كمان هتبقوا صحاب اوى.
ماهى بحزن:بصراحة مش هخبى عليكى.. انا حبيت ملك جدا وعارفه إنها طيبه وكويسه وتتحب وكان نفسى ابقى انا وهى نكون صحاب.. لكن ماهما كانت طيبه وكويسه هفضل طول الوقت فاكره وعارفه ان جوزى معجب بيها وعايز يتجوزها.. مهما ان كنت طيبه ومتسامحه لكن انا بنى ادمه وبحس... مش هعرف اتعامل معاها عادى اعذريني.. دايماً في كل مره هشوفها واو اقعد معاها هفتكر ان جوزى فضلها عليا... ياريت تقدرى موقفى.
ربطت شهد على يدها وقالت:طبعا فهماكى وعذراكى.. بس برضه عايزه اعرفك ان ملك شيفاكى إنسانه ممتازه.. امبارح طول الليل وهى عماله تمدح فيكى وفى طيبتك وأخلاقك.
ابتسمت ماهى بحب وقالت :ربنا يخليكي يا رب... انا كنت عايزة اتكلم معاكي في حاجة مهمة وضرورية.
شهد بانتباه:خير.
ماهى:خير.. بصى مروه كانت.... قاطعها رنين الهاتف الذى قامت من بعده منتفضه فالمدرسة الخاصة بابنتها تخبرها انها وقعت من على الدرج وقد كسر ذراعها.
صعدت شهد لغرفته وهى تحاول تخمين ما كانت ماهى تريد اخبارها به. ثم مالبثت واستغرقت فى نوم عميييق.
بعد مرور عدة ساعات
استيقظت من نومها بكسل واستدنت على ظهر الفراش ترى الوقت فقالت:ياااااه انا نمت كل ده... ده يونس قرب يرجع.
قررت ان تنهض سريعاً كى تاخذ حمام منعش يجملها قبل عودة زوجها من العمل.
ولكن لفت انتباهها وجود اشعارات كثيره على هاتفها من موقع فيس بوك.
فتحته وكانت الكارثه.
منشورات كثيره (بوستات) على كل جروبات الفيس بوك وانستجرام بها صورها هى ويونس محتصنها يضحك بحب. متقارنه هذه الصوره بصوره أخرى له مع زوجته الاولى مروه.
منشورات كثيره بعناوين كثيره منها.
خطافة الرجاله.
شوف الواطى بعد ما ربنا اداله سابها واتجوز غيرها.
دى صورة عضو مجلس الشعب مع مرات اخوه الى لعبت عليه واخدته من مراته وعياله.
والكثير والكثير.
ولكن الاصعب هى تعليقات الناس الجارحه ومنها.
طب كنتى احترمى النقاب الى لابساه.
خطافة الرجاله الزباله.
كلبة فلوس.
امال لابسه نقاب وعمللنا فيها الشيخة ربنا ياخدكوا ماليتوا البلد.
وتعليقات اخرى كثيره متعاطفه مع الزوجة الاولى المسكينه الضحيه.
صرخت بقوه وانهارت تماماً وهى ترى شتائم الناس لها.
مهلا مهلا بعض المنشورات مرفق بها بعض الصور لها بدون نقاب.
كيف التقطت لها ومن فعل ذلك.
من بين كل مائة تعليق جارح تجدتعليق جيد انه.
ياجنلعه دع الخلق للخالق.
ماحدش عارف مين الظالم ومين المظلوم.
هو احنا كنا عايشين وسطهم وعارفين ايه اللي حاصل او عملوا كده ليه.
لكن معدل الهجوم عليها أقوى واشرس. كل دقيقه منشور جديد فأصبحت حديث الناس من كل الأعمار.
حتى بجروبات الرجال تداولوا هذه المنشورات خصوصا صور تلك الحسناء دون النقاب مع بعض التعليقات السخيفه.
مثلا
ماهو له حق .
جامده بنت الايه.
يالهوووى على العنين ولا الشفايف.
بطل عليا النعمه بطل.
شاهد يونس العمرى وزوجته الأسد.
وقد ساعد على انتشار هذه المنشورات اكثر وأكثر هو شهرة يونس العامرى للجميع وكذلك صور تلك الفاتنه.
فى نفس التوقيت كان يترجل من سيارته بلهفه فقد اشتاقها بشدة. حسناً حسنا سيكسر عظامها داخل احضانه الأن.
دلف للغرفه بشوق ولكن تجمد فى موضعه وهو يرى حالتها المزريه من البكاء والنحيب.
اتجه اليها مسرعا وقال :شهد... مالك.. فى ايه.. ايه اللي حصل.
نظرت له بحزن وتعب ودموعها لا تتوقف عن الهطول وقالت:ط.. طلقنى يا يونس.
اهتز... نعم اهتز لثواني من وقع الكلمه على اذنه... ماذا حدث.. يعلم أنها باتت تعشقه.. كانت تقبله بحب منذ ساعات.. إذا ما الذى جد.
ابتلع غصة مؤلمه في حلقه وقال :شهد.. فى ايه.. انا عملت ايه يخليكي تطلبى حاجة زى كده.
شهد بقهر ودموع :انت ماعملتش.. انت حبيبي وهتفضل حبيبي.. لكن انا تعبت.. كده كتير.. كتير اوى.
نظر لها بجهل واستنكار فكيف هو حبيبها وكيف تطلب الطلاق وتريد تركه.
نظر لما بين يديها والتقطت الهاتف فاحمرت عيناه بغضب وهو يرى صوره مع هذه الكلمات الجارحه.
اشتد غضبه وظهر الوحش الكامن داخله وهو يرى صور فاتنته دون نقاب والرجال تتداول صورها معبرين بمنتهى الوقاحه كم هى فاتنه مستخدمين الفاظ وتعبيرات يعجز اللسان عن نطقها. غلى الدم بعروقه وهو يتوعد لكل من ساهم وشارك او رأى هذه الصور وكتب تلك الاراء والكلمات.
رفع هاتفه يحدث عبدالله صديقه كى يتقابلوا. والغضب يشع من كل عضلة من جسده. فالأمر ليس بالتشهير به فقط لا لقد تعدي الأمر للوصول إلى صور معشوقته دون نقابها وهو الغيور بهوس. لم يكن هذا كل شئ. تعدى الامر ذلك فبعيدا عن الهوس والعشق انها زوجته.. عرضه وشرفه.. لن يتهاون أبدا. سيضرب بيد من حديد لكل من شارك فيما حدث.
فى مكتب عز الفيومى رفع هاتفه وقام بالاتصال على ملك بعدما اخذ رقم هاتفها على العشاء.
ثواني واتاه الرد فاجاب بلهفه :الو.. ملك.
ملك برسميه وادب:أهلا بحضرتك... بس اسمى مدام ملك لو سمحت.
عز:هو احنا مش اتكلمنا فى النقطه دى امبارح وانا عرضت عليكى الجواز.
ملك:عز بيه ياريت حضرتك تهتم ببيتك واسرتك الاولى والأهم من كل ده... مدام ماهى مراتك حقيقي انسانه هايله انت بس ماكلفتش نفسك تعرفها كويس رغم كل سنين جوزكوا دى.. تفتكر انا بعد تجربتى الفاشله في الجواز ممكن اغامر بنفسى وادخل برجلى فى جوازه مع راجل بمواصفات حضرتك.
عز بغضب:ملك ايه اللي بتقوليه ده.
ملك بقوه:اسمى مدام ملك لو سمح... قاطعها بقوه:لا اسمك ملك وانا هديكى اسبوع كمان واسمع ردك النهائى.
اغلق الهاتف ولم يعطيها فرصه للرفض مجدداً.
زفرت بقوه وهى لا تعلم ماذا تفعل حقاً.