رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم ندي ممدوح
آلَحًلَقُهّ ٢٣
فُتٌآةّ آلَعٌمًلَيَآتٌ آلَخِآصّهّ
بًقُلَمًيَ / ندي ممدوح
ذهب لغرفته وسرح بتفكيره وهو يبكي علي موته... وحالة هاله ولمار الأن.!!!
شعر بكره شديد تجاه والده ليس له نهاية
عجز..ضعف..كسره تمكنت من قلبه بكي بقهر وتعال صوت بكاءه علي ذاك الأب الذي يبغضه بشده... حاصرته الذكريات فجأه تلك الذكريات القليله التي جمعته معهم...
تمني أن يكون جوارهم يساندهم ويواسيهم...
تمني أن يزيح تلك الدمعات التي تهبط من أعينهم
هاله ولمار سيطروا علي عقله...
وكأنه يتخيلهم أمامه..
تمدد علي الفراش بضعف... بصمت وضعف وهن..
وضع رأسه علي الوساده... وهبطتت دموعه كالشلال... أظلمت الدنيا حوله....
فلا يري سوي ظلام دامس..
أتعدل بجلسته بتذكر وهو يقول مستغربا قلقا:- أجتماع؟ أجتماع أيه ده! وبنت مين..؟
جابت أعينه الغرفه بحثا عن هاتفه حتي وقعت عينه عليه... هب واقفا بسرعه ومضي ليجذبه... ورن علي مايكل بلهفه وقلق...
هتف بعصبيه وهو يقذفه دون أكتراث:-
قافل ليه تلفونك وليه مقولتليش ليه؟
رفع يديه علي وجهه وجلس على أقرب مقعد بصمت وألم وكأن قلبه قد أقسم علي آلا يفرح أبداً....
جذب مفاتيح سيارته وذهب شبه راكض...
في عدة لحظات كان يقود سيارته ك البرق...
يكاد عقله يجن من كثرة التفكير وان ينفجر أيضاً
وها أخيراً قد وصل لمبتغاه...
فتح الباب وهبط وصفقه خلفه وركض للداخل...
كان يهبط الدرج بخطوات ثابته... أعينه تبحث عنها بالارجاء لا يسمع لها همس أشتاق لصوتها!!
أنتبه لأيهاب الذي يدلف شبه راكض
بقلق..خوف..أسرع خطواته تجاهه ليقف أمام عينه وقلبه مقبوض كاد ان يتحدث... حتي صاح به أيهاب:- حقيقي عمرو مات؟ كنت فين أنت؟ ليه سمحتلهم يعملوا كدا؟ أنت عارف حالة لمار وهاله دلوقتي ايه!!!؟
كنت فين بجد في أجتماع أنهارده والله واعلم هيخططوا لايه
قطع حديثه مايكل وهو يحتضن وجهه ويقول:-
طب أهدي بس؟ كله تمام!!
أزاح يده بفتور قائلاً:- أنت أزاي مساعدتش عمرو فهمني..
أستدار للجهه الاخري وأمتلأت أعينه بالدمع..
دنا منه ليقف أمام عينه... ورفع يده علي كتفه..
وجذبه ليضمه... بقلب يأن بالوجع ويبكي لدموعه...
أنكب علي كتفه مجهشا بالبكاء الحارق...،
وقال بصوت موجوع وهو ما زال واضع رأسه علي كتفه :-،أنت متعرفش لمار بتحبه قد ايه؟ طب ليه معملتش حاجه؟
ربت مايكل بوجع علي كتفه وقال:- بس يا حبيبي دموعك بتحرق قلبي... هما كويسين صدقني!
دفعه بعنف وأبتعد كم خطوه للخلف...
نظر لعينه بحده وقال:- مش كويسين خالص!!!
أنت مقعدتش معاهم مشفتش قلوبهم...
هز رأسه بيأس.... وسار مسرعا للخارج... يسير شبه راكض.....
سار مسرعان خلفه وهو ينادي باسمه، ولكنه ذهب مسرعان وصعد سيارته وغادر...
وقف مكانه بغضب يكبته بقلبه.... أشار لأحد الحرس باتباعه وأنصاع لاوامره فوراً...
ولج للداخل وهو يسير شبه راكض... وقف أمام الحائط بعصبيه وكور قبضة يده ولكم الحائط..
هتف باسم فيكتور وتوجه ليصعد الدرج شبه راكض...
خرجت حبيبه من المكتب علي سماع صوته..
رأته عصبي ومتنرفزه فهمست لنفسها:- ماله ده مضايق ليه كدا؟
صمتت قليلا بتفكير وبعد ذالك قالت:- أروح أعرف ماله ولا بلاش.... لا لا ممكن يزعق فيها... لا لا هروح أشوفه...
مضت للأعلى وأتجهت لغرفته...
أقتربت من الباب مدت يدها وكادت بفتحه ولكنها تجمدت مكانها دون حركه وهي تسمعه يقول:- الاجتماع ده مهم لازم نعرف المره دي هيدخلوا ايه مصر مخدرات ولا سلاح عشان نتصرف... الاجتماع ده لازم أنت تحضره وتعرف في ايه بالظبط....
بصمت مخيف وضعت يدها علي فمها بصدمه وخوف... وهبطتت دمعاتها بغزاره... بقلب مجروح تراجعت للخلف بعدم تصديق...
أنتبهت لذاتها لتقترب مره أخري بقلب يعلو ويهبط.... وأستمعت...،
بالداخل مايكل بحزن وجع أكمل قائلاً:- موت لمار لمار لازم تموت....،
أتسعت أعينها بصدمه لا مثيل لها... خفق قلبها وكأنه بتسابق حتي كادت أن تستمع لدقاته...
كانت ترجع للخلف بخوف...
ودموعها تهبط بصمت ك شلال لا يتوقف....
لم تستوعب ما أستمعت إليه... رجف قلبها وجسدها وأصابت برعده قويه... وقفت بألم يحتل قلبها يكاد أن ينهيه... وأغمضت أعينها بعنف وكأنها تشاهد مقتل لمار تلك التي نادتها بأختي يوماً... رأته أمامها موجه المسدس علي رأسها وفجر رأسها.. أمام أعينها...
شهقت بصوت عالي... وفتحت أعينها بعنف...
تراجعت خطوتين وأستدارت لتركض لغرفتها...
فتحت الباب وركضت نحو الفراش...
ألقت ذاتها عليه وظلت تبكي وهي تدفن وجهها به..... بكت بحرقه...
أمن أحبه قلبها مجرم؟ هل هو من يفعل كل ذلك! كم قلب أم قد حرقه؟ وكم أب مات وهو حي بسببه؟ كم طفل خطف؟ وكم شخص مات بسببه؟ والان يريد قتل أختها الوحيده؟
ولكن لماذا والدها زوجه لها فيستحيل أن يفعل ذلك وهو يدري من يكون؛ لا لا والدها لو كان يعلم ما كان ليتركه يعيش هكذا بحريه بلي كان فعل المستحيل ليرآه في الزنزانه ولكن ماذايخبئ لها القدر؟
أتعدلت بجلستها وأسندت رأسها للخلف بظهرها...يدها ترتعش؛ بلي جسدها بأكمله...
جل ذكرياتها مع لمار مر علي مرأي منها...
فبكت أكثر... فماذا أن أذاها... وكيف أحبت شخصاً مثله... نغزات بقلبها كمن يمسك سكينه ويطعن بقلبها بلي هواده...
وكأن الحياه غادرت قلبها....
لا يفارق عيناها الدمع بتاتا...
وقلبها يصرخ ألماً... أرادت أن تصرخ ولكنها رفعت يدها لتكبت فمها بقوه.......
فهمست بألم وصوت موجود:- يااااارب ياررررب يااااارب قلبي وجعني اوووي يارب خفف ألمي... حاسه بنار بتحرق فيا ومش عارفه أزاي أطفيها يارب أنتقم منه...،
طأطأت رأسها بألم وهي تغمض أعينها بوجع.. رفعت رأسها وهي تقول:- لا ياربي سامحه أنا بحبه يارررب أهديه وأبعد عنه شيطان نفسه يااارب...
قفلت أعينها مره أخري وبكت بصمت تام وهي تفكر كيف تتواصل مع لمار لتخبرها وتحذرها وتطلب منها المساعده...
أستمعت لصوت خطواته التي تربكها فهو له حضور خاص ارتبك قلبها... أسرعت لتزيح دمعاتها فوراً...
ولج لغرفتها وقف مستندا علي الباب بكتفه وهو مربع يده أمام صدرة يتأملها بحب....
الحزن..الوجع..القلق..الألم..همه جل هؤلاء قد ذهبوا عند رؤياها كان قلبه يرقص بسعاده وكأنه يحلق بالهواء عاليا ... كانت أبتسامته تزين ثغره ببهجه...
رفعت بصرها به بحزن شديد وندم أنها أحبته..
فك يديه وهو يرمقها مستغربا بعدما لاحظ بأن عيناها تعاتبه....
أقترب منها بخطوات ثابته أرعبتها...
جلس أمامها وهو يقول:- مالك في ايه؟ معيطه ليه؟ أنا زعلتك في حاجه؟
هزت رأسها بخوف والتمع الدمع بعيونها...
نظر لها بقلق:- طيب مالك كتمه دموعك ليه حاسك بتبعدي عني؟
سال الدمع بعيونها... أحرق قلبه وأوجعه...
نظرة له وتمنعت النظر وهمست بصوت يكاد يكون مسموع:- ممكن تسبني لوحدي؟
أبتسم بألم وقال بصوت تايه:- أسيبك؟ أسيبك أيه أنتي بتهزري؟ قولي مالك؟
كلماتها جعلت فؤدها يصرخ ألماً وهمست مره اخري:- سبني الوحدي الله يخليك..
دمعاتها كأنها أسهم موقوده بها النار تدلف قلبه لتحرقه... فهز رأسه بوجع وقال:- تمام...
وقف وظل ينظر لها لفتره بألم يعصر قلبه..
أما هي دفنت رأسها بين يديه وبكت بحرقه..
مد يده بحنان ووجع... وكاد أن يلامس كتفها حتي أبعد يده وخرج مسرعا بقلب ينتحب من الوجع...
اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي آل سيدنا محمد وأصحاب سيدنا محمد كما صليت على إبراهيم وعلي آل إبراهيم أنك حميد مجيد، وبارك على سيدنا محمد وأل سيدنا محمد وأصحاب سيدنا محمد كما باركت علي آبراهيم وعلى آل إبراهيم أنك حميد مجيد
تتمددت هاله علي الفراش.. بضعف و وهن شديد ظهر عليها المرض بقوه... تتوصل بيده المحاليل ...
تجلس ريم و ورد جوار بعضهم بحزن وأسي..
وبسنت التي جاءت لتوها... أما أياد فينظر لها بحزن علي تلك الحاله التي أصابتها.... أخبر زيد ليأتي...
يجلس الجميع حولها بحزن شديد لا نهاية له؟
منتظرين بقلق أن تفتح أعينها...
خطي اياد وجثي على ركبتيه وهمس بجوار أذنها:-
_ لمار لما تيجي هتزعل منك لما تشوفك كدا قومي بقا؟
قاطعه زيد قائلاً ليطمئنه:- هتيجي دلوقتي متقلقش..
أستمعا لطرق الباب، فنهصت ورد قائله بفرحه وهي تخرج لتفتح الباب:- لماررر جت لمار جت؟
وقفت علي أصابع قدميها لتمسك المقبض وتفتحه بابتسامه واسعه وجدت "فهد" أمامها..
ورد بحزن:- كنت مفتكره أن لمار؟
ضيق حاجبيه بزعل مصتنع وأشار لها خلفه وهو يتنحي جانباً فصاحت ورد بفرحه:-
لمار يا حبيبتي وحشتيني...
قفزت عليها لتضمها بقوه... سرعان ما أبتعدت بفتور ووجه مستغربا...،
فنظرت لمار لفهد بقلق... فأشار لها للداخل...
أمسكت معصمعا لتجذبها خلفها وهي تقول:-
_ فين البت هاله اللي عامله نفسها تعبانه؟
ولجت للداخل فنظروا لها جميعاً بفرحه..
أقتربت من هاله وهي تقول بعتاب:-
بقا كدا يابت بدال ما تسألي عني أجي الاقيكي مرميه كدا؟ فين هاله وضحكتها ومرحها...
بألم وضعف فتحت عينها بصعوبه ونظرة لها بحب..
حاولت أن تعتدل فلم تستطع لثقولة جسدها..
ساندتها لمار وهي تقول:- زي ما أنتي متتعبيش نفسك؟
نظرة لها وذرفت عيناها الدمع وهي تقول:-
أنا أسفه والله مقصدتش كلمه قولتها أنا أسفه متسبنيش تاني؟
أفصحوا لهم المجال بالحديث وخرجوا أما ورد كانت ترمقها بتفكير...
ضمتها لمار بحب وهي تقول:-
وأنا من أمتي بزعل منك يعني..
شددت علي ذراعيها لتضمها أكثر بحنان فأجهشت هاله بالبكاء وهي واضعه رأسها بين ذراعيها...
تمددت هاله بأمان وراحه علي قدميها... لتمرر لمار يدها علي رأسها... شددت هاله من أمساك يده وكأنها تخشي الفراق وأن تذهب مره أخري...
بالخارج جلسوا جميعاً فقالت ريم بسعاده:-
بما أن لمار جت فمتأكده أن هاله هتخف وهتكون أحسن أن شاء الله...
فردت بسنت تؤكد كلامها:- ايوه طبعا دلوقتي هتخف وهتكون أحسن أن شاء الله
صاد الصمت لفتره قاطعه زيد قائلا بتذكر ونبره سعيده:- متعرفوش لمار عملت أيه أنهارده وأظن أن كل التغير ده بسبب ورد؟
نظرة ورد له باهتمام وقالت باستغراب :- بسببي ليه؟
بسنت بأهتمام:- ليه عملت أيه أحكيلي؟
زيد بفرحه:- لمار عملت مرتبات شهريه للفقراء وكمان للمستسفيات اللي بالمجان وهتبني في مسجد حالياً ...
تتطلعوا به جميعاً بزهول ودهشه...
أما ورد فابتسمت أبتسامه واسعه وأشرق وجهها وكأنه يشع نور...
فقالت ريم وهي تحت تأثير الدهشه:-
متاكد بجد هي هتصرف كل اللي معاها عليهم كدا عادي؟
فرد زيد مؤكدا:- ايوه دي حاجه حلوه وبتقربها من ربنا...
فردت ورد مؤكدا كلامه:- ايوه مفيش أحسن من الصدقه وانك تساعدي أي محتاج...
فردت بسنت باعتراض:- ايوه بس الفلوس دي أنا أولا بيها ممكن أجيب لنفسي حاجه أو أعمل حاجه لنفسي بيها...
رمقها زيد بأسف فقالت ورد:- عمو زيد أنا كمان عايزه أساعد باي حاجه زي لمار دقيقه..
ركضت مسرعه وعادت فوراً وبيدها بعد المال مدتهم له وهي تقول:- أنا كنت محوشاهم فعشان كدا أتفضل جوه في وقتهم...
أبتسم لها زيد بفرحه لتلك الطفله التي تهتم بالجميع عن نفسها وقال برفض:- لا يا حبيبتي خليهم معاكي انتي لسه صغيره ...
ضيقت ورد عيناها وقالت :- بقولك خدهم عايزه أساعد زي زيكم...
أخذهم منها زيد بحب...
أما ريم فكانت تقنع بسنت بان تطلع صدقه وهي معترضه لذلك... حتي وافقت باحراج...
فقالت ورد برفض:- هطلعي صدقه طلعي!! ولكن مش هتجوز ليكي؟
نظرة لها بسنت بحرج وأستغراب وقالت لها:- ليه؟
أقتربت منها ورد وجلست جوارها نظرة بعينها وقالت:- لما تحبي تطلعي صدقه وتعطيها لحد محتاج بجد؟
علشان ربنا يقبلها منك؟ وتنورلك ظلام قبرك؟
فلازم تكوني راضيه عن الحاجه اللي هتطلعيها، الرضا أهم شئ، غير كدا مش هتتكتب ليكي أبداً.. أنتي بتقولي أنك أولا بيهم؟ بس أنتي أيه ناقصك.. لبس؟ ما أنتي لبسك كله جميل وشيك وكل يوم بطقم... في غيرك مش لاقي حتي ملايه يدفي فيها من برد الشتاء..
. أيه هتجيبي أكل غالي من أكبر المطاعم؟
ففي ناس مش لاقيه حتي شوية مياه تشربهم...
انتي معاكي آذا مرضتي تتعاجي؟ في ناس مش،معاها لو دورتي هتلاقي نااااس كتير اوووي أحنا مش حاسين بيهم...
هقولك حاجه تعرفي ايه عن الرؤسأ والاغنياء ومن من يمسكون البلد وهكذا؟
طبعاً بدل وعربيات غاليه وفيلات وكدا..
هقولك زمان في زمن الخليفه عمر بن الخطاب ولي سعيد بن عامر الجمحي علي أمارة حمص...
فبعث عمر بان ياتوا له باسماء الفقراء وكان من بين الاسماء سعيد مع أنه أميرهم... فتعجب عمر وبعث له مال... فكان سعيد يعلم أنها فتنه وفورا وزعها علي الفقراء.... مع أنه محتاجهم ... "شوفي قال دخلت عليا الدنيا لتفسد أخرتي وحلت الفتنه بيتي" أظن الفلوس دي فتنه...
فذهب عمر لحمص وسئلهم عن أميرهم فشكوه إليه بأنه لا يطلع إلا بالنهار فقالوا سعيد بان ليس لهم خادم فبيصحي يعجن لهم العجين وبيستني يخمر ويخبزه ويتؤضأ ويخرج للناس؟ أهوو شوفي مثال بسيط لسعيد بن عمرو رغم أنه ممكن بجيب كذا خادم لانه أمير إلا أنه بيخبز لاهل بيته وبنفسه...
وشكوه انه مش بيخرج ليهم مره كل شهر
فسئله عمر في ذلك فقالوا انه معندوش خادم وليس عنده ثياب غير التي يرتديها ويغسلها يوماً كل شهر وينتظر أن تجف ثم يتؤضأ و يخرج لهم....،
دا مثال بسيط ولسه في كتيرر كمان بس عايزه اوضحلك ان ده أمير ومش معاه غير لبس واحد وكل حاجه للفقراء.......
يا حبيبتي أنك تطلعي من مالك للخير برضا وحب وسعاده ربنا هيجزيكي دي الصدقه بتشفي المريض وتفرج الهم وتبدد الحزن وبتقرب البعيد تصدقي ديما كل ما سمحت لكي الفرصه وخلي ليكي بعد موتك صدقه جاريه الناس تفتكرك بيها وتدعيلك وتنور قبرك.... أنا اه أصغر منكم بس أنا لو جدو معلمنيش،وفهمني كل ده قولا وفعلاً مكنتش هكون كدا دلوقتي....
ذرف الدمع بأعين بسنت فضمتها ورد وهي تبكي أيضاً وتقول:- أنا بس خايفه أموت وأجي أعدي الصراط أقع في نار جهنم أنا عايزه أدخل الجنه وخايفه كل ما أفتكر الموت وعذاب يوم القيامه إذا الصحابه اللي الرسول بشرهم بالجنه كانوا وجلين وخايفين من أنهم ميدخلوش الجنه طب أحنا عملنا أيه احنا معملناش،زيهم...
شددت من أحتضانها بذراعيها وأجهشت بالبكاء وهي تقول:- أستغفر الله العظيم وأتوب إليه...
فهمست ورد أيضاً كذلك،...،
قطعهم زيد وهو يقول بمزاح:- أنتي يابت متاكده أنك طفله أحنا لازم نتاكد...
نظرة له ورد بضحكه وقالت:- لا مش طفله انا أكبر منكم...،
هب زيد واقفا وهو يقول:- والله انا حاسس انك فعلا كدا... همشي بقا عشان أشوف العمال ليكون ناقصهم حاجه...
فصاح أياد:- ممكن أروح معاك؟
صمت زيد قليلا بتفكير وأشار له:- تعال..
نهض بفرحه ورحل معه...،
فهد،كان يجلس بقلق...،حتي خرجت لمار من الغرفه فهب واقفا... تكلما بالنظرات..
كأن عينه تخبرها:- هل كل شئ تمام ام ماذا؟
فطرفت عينها بتأكيد وأبتسامه...
بسنت بفرحه نهضت لتجذب لمار من معصمها لتجلس جوارها وهي تقول:- هان عليكي تبعدي عننا كدا؟
نظرة لها بأسف شديد...
فأقتربت ورد وهي تقول:- لمار أنتي مش هترجعي حق عمرو؟
رمقتها ربم بعصبيه وهمست:- أسكتي أحنا هنحاول
فقطعتها ورد:- هنحاول ايه؟ هي لازم ترجع حقه لو تغاضت عن الحق هيبقي مكانها النار...
أبتلعت لمار ريقها الجاف بصعوبة ونظرة بقلق لفهد...
أبتعدت ورد لتجلس.جوار فهد وهي تراقبها وتراقب حراكتها حتي همست بتأكيد لنفسها :- دي مش لمار؟ دي مستحيل تكون لمار؟
ثم هتفت بصوت عالي وهي تنهض:-
_ أنتي مش،
قطع باقي جملتها يد فهد التي كبتت فمها فوراً وهب واقفا وجذبها بابتسامه:- هاخد البنت دي دقيقتين وراجع...،
حاولة التخلص من قبضة يده فلم تستطع؟؟؟
اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
خرج مايكل من عند حبيبه بوجع يخفيه بقلبه...
لا يدري ما بها ولماذا هي حزينه... دموعها أحرقت قلبه... صعد سيارته وصفق الباب خلفه بعصبيه..
أسند ذراعه علي النافذه وقرب رأسه وسرح بتفكيره
كانت هناك ضجه كبيره برأسه يريد أن يعلم ما فعله لتحزن هكذا... توصل إلي أنه سيخبرها بكل شي مهما كلفه الأمر يجب إلا يفرط بها ولا يخسرها وهو قد لاقاها أخيراً أنها هديه من رب العالمين يجب أن يحافظ عليها....
أنتشله من تفكيره صوت هاتفه... التقت الموبايل بلهفه وأخبره وتكلم مسرعان وأخبره أنه قادم وأغلق...
وفي أثناء ذلك كانت حبيبه تمرؤ بجوار السياره بتسلل وحذر حتي صعدت بالخلف وأختبئت جيداً...
أغلق مايكل الهاتف وكاد مسرعان....،
أما هي كانت ترفع ذاك الغطاء لتتفنس قليلا...
تريد أن تراقب تحركته لتعلم من يكون...
وقفت أخيرا السياره... وفتح الباب وهبط مسرعان وسار بخطوات شبه راكضه...
شعرت به قد هبط من سيارته حتي فتحت الغطاء..
وأخرجت رأسها عيناها جابت المكان حتي أستقرت عليه وهو يقف مع شاب عريض الجسد وطويل..
.... لم تعلم ما ذاك المكان رفعت رأسها وحدقت بصدمه وهي تقرأ "السفاره المصريه"
أشتعل فؤدها فجأه بالتفكير لم تكن تدري كيف يكون مجرم وفي ذات الوقت ها هو بالسفاره....
لم تكن تستوعب شئ مما يدور حولها...
أنتبهت لمايكل يتقدم من السياره... حتي أغلقت الغطاء فوراً فجرح يدها فتأوهت بألم وكتمت فمها بكف يدها..
صعد سيارته وقاد بسرعه....
وقف بعد لحظات...
أما حبيبه فكانت لا تعلم أين هم وأين هو؟
رفعت الغطاء قليلا وعينها جابت المكان حتي صرخت برعب.. عندما رأته أمامها وعيناه تطلق شرار...
أبتلعت ريقها بصعوبه... وأعين دامعه تنظر له...
خبئت رأسها منه أمام عيناه بيدها وهي تقول:-
- أنا مش حبييه انا مش حبيبه خالص حبيبه في البيت، دا أنا شبح بتاعها هي اللي بعتتني...،
أمسك يدها بعصبيه وحزم وهو يقول:- أطلعي؟
اللهم أبعد عني عذاب جهنم أن عذابها كان غراما أنها ساءت مستقرا ومقاما....
اللهم أني أسئلك يا مالك يوم الدين أن تشفي ما عجز الأطباء في علاجه يارب
أمجد وكامل وعبد الرحمن واقفين أمام دار جون ينتظرون أحد...،
كامل بقلق:- دي تأخرت والمفروض توصل من بدري. أقترب لامجد وهمس:- ليكون أكتشفه خطتنا ومسكوها..
رمقه أمجد بحده وقال بحسم:-مش هي اللي تقع ولو خايف علي نفسك هي قالتلك متجيش؟
قطعه كامل وهو يقول مسرعان:- لا لا أنا وعدتكم ولو علي موتي مش هيسبكم أنا بس خايف عليها لانها أتاخرت!!
عبد الرحمن أبتسم بفرحه وسار تجاه فتاه تتقدم منهم وهو يقول:- خلاص وقت الانتظار أنتهأ...
وقف أمام عينها وصافحهاوقال بانبهار:- يخرب عقلك شهد شهد مفيش كلام؟
أبتسمت بثقه وقالت:- أكيد أنت مفكر أيه؟
تقدم أمجد ولكنه ضمها باطمئنان وهو يقول:- أتأخرتي ليه كدا؟
فأجابة بابتسامه:- في حاجه أخرتني...
قطع كلامها كامل وهو يقول لها:- ورد بنتي هي كويسه
أبتسمت له لمار بحب واطمئنان:-
متقلقش ورد في عنيا...
رتت علي ذراعه باطمئنان... ونظرة لكامل وقالت بمكر:-
فين جون بيه مشتاقه أني أشوفه بجد؟
أشار كامل لها بعينه للداخل فأومأت برأسها..
وضعت نظارتها علي أعينها وبثبات قالت:-
يلا بينا نقابل البيه اللي نهايته قربت..
فهل هي التي نهايتها قربت أم هو؟؟؟
ولجت شهد بثبات وخلفها أمجد وكامل وعبد الرحمن...
ولجت للمنزل وكل من يرأها يستغرب تلك الثقه والقوه والهيبه التي تدلف بها...
كان عدنان يقف يجري عدة أتصالات ويجلس جون...
رفع عدنان عينه بصدمه لتلك الفتاه ورمقها مطولا حتي أنه لم يستمع لنداء جون...
الذي نظر لما ينظر إليه...
تقدمت شهد وجلست مقابل جون الذي يرمقها باستغراب... وقف أمجد جوار مقعدها واشار لجون:-
هي دي البنت اللي كلمتك عنها؟
رمقها جون مطولا وأعجب بشجاعتها وتلك الثقه..
أم عدنان سمع جملة أمجد ورمقها بكره فهي لان تستطع ازيت لمار ولن تكون بشجاعتها...
جون وقف وهو يقول:-
أظن بأنك فعلأ هتنجحي في المهمه؟
وضعت قدم علي أخري وقالت ببرود:-
مهمة أيه دي؟؟؟
تطلع بعتاب لامجد وقال بتذكيرة:-
أنت مقولتلهاش ولا ايه؟
نظر له بابتسامه:- لا عرفتها...
أمجد أشار لعدنان:- هاتلي الصور بسرعه؟
أنصاع لاوامره وذهب مسرعا وأتي عما قليل وبيده ظرف أهداه له...،
جذبه منه جون وأخرج صور للمار وقال وهو يلقيها علي الطاوله أمامها:- دي لمار عز الدين الشرقاوي مهمتك تقتليها لازم تعرفي أن مفيش حد قدر يأزيها أبداً فهتقدري ولا؟
خلعت نظارتها لتنظر له بعيناها الحادتان وأستندت بظهرها للخلف وقالت ببرود:-
أعتبره حصل؟ بس المقابل أيه عشان أقتلها؟
أشار لها جون:- اللي أنتي عايزة هيكون تحت أمرك ولكن مش هثق فيكي بسرعه لازم نختبرك...
قطعته شهد وهي ترفع يدها تنظر بالساعه وهبت واقفه وهي تقول:- وقتك خلص عندي ودلوقتي "نظرة له بحده" وقت الاجتماع لازم تعرفني علي الكل يلا؟
أشار لها جون وهو يقول بأعجاب:- ماشي تعالي يلا...
خرجوا جميعاً وصعدا السيارات وبعد وقت وقفوا أمام منزل بعيد عن منزله بكثير يحوطه كثير من الحراس
خطفت شهد نظره سريعه حول تلك الفيلا الكبيره ءو الاسوار العاليه...
ودلفوا للخارج وسط الحراس التي تقف يمنه ويسره..
ولجوا لذاك المنزل وجدت شهد طاوله كبيره يحوطها عدد كثير من الرجال ولكن يوجد رجل يجلس بوقار ذو هيبه... أمعنت النظر منهم وهي تخطي للداخل فعملت أنه من يعطي لهم اللاوامر...
اقترب جون وهو يلقي السلام لذاك الرجل بخوف...
أشار لها ان تجلس هي وامجد وكامل وعبد الرحمن..
سحب هو كرسيه وكاد ان يجلس...،
فرفعت شهد قدمها لتدفع الكرسي في ذات الوقت وقع هو غلي الأرض وهو يصرخ بفزع.....
من شهد؟ ماذا سيفعل بها جون؟ لماذا فهد كتم فم ورد؟ وهل حقا كلامها صح وهذه ليست لمار؟
ماذا ستكون ردة فغل مايكل لحبيبه؟