رواية ودق القلب الفصل التاسع عشر 19 بقلم سهام صادق
الفصل التاسع عشر
**************
ودق القلب
فتحت عيناها ببطئ وهي تنظر للنائم جانبها .. وأخذت تتأمل تفاصيل وجهه وقلبها ينبض بحب لذلك الرجل الذي احبته دون أن تشعر .. احبته لرجولته وقسوته التي يغلف بها حنان أدركته .. شهراً واحداً مره عليهم هنا جعلها تكتشف حقيقة من كانت تخشاه
ليفتح ذراعه لها قائلا بدفئ
- تعالي
فأقتربت منه ليضمها بذراعيه ويُقبل جبينها
- انتي كويسه !
فحركت رأسها بخجل وهي تدفن وجهها في صدره
وأبتسم وهو يضمها وابعدها عنه قليلا ليرفع وجهها
- بصيلي ياحياه
وعندما نظرت اليه بأعين تلمع بالدفئ .. ضاع معها مره أخري بعالمهم الخاص .................................................................
رفع مروان عيناه نحوها بعدما وضعت الأوراق امامه وأشاحت وجهها بعيداً عنه ..فأصبح يري نظرات أحتقارها بعد ان كانت تلمع عيناها بحبه
وهتفت بجديه : في حاجه مطلوبه مني تاني يافندم
فحرك مروان رأسه لها بمعني لا ..ليجدها أنصرفت في الحال دون أن تُطالعه
وأسترخي بجلسته يُطالعها فبعد ان كانت تتحجج بأن تظل امامه..الأن تنفر من وجودها معه
وتسأل وهو يُحرك يده علي ذقنه
- اه لو أعرف مالك يامها .
...................................................................
يجلسون متشابكون الأيد ..تنام علي كتفه تحكي له عن حياتها
كان يشعر بالوجع وهي يسمعها ..فعلم انه أخذها بذنب لا تستحقه هي ضحيه لانها كانت ابنته كما كانت عمته ضحية لحبه
وعندما توقفت عن الكلام .. رفع وجهه نحوها
- سكتي ليه
فأبتسمت وهي تُطالعه
- عارف يوم ماشوفتك قولت عنك ايه
فضحك عمران وهو ينتظر اجابتها
- قولت عليك انك مغرور وقاسي الطبع
فتعالت ضحكاته وهو يميل نحوها ..
- وانا قولت عنك انك مصيبه وقعت علي راسي
فأتسعت عيناها وهي تدفعه بيدها بعيدا عنها
- انا مصيبه .. انت اللي
وقبل ان تُكمل كلامها .. كان يحملها بين ذراعيه هامساً بشوق
- بس طلعتي اجمل مصيبه حصلتلي
وسار بها نحو غرفتهما وهو يغمرها بقبلاته
.................................................................
وقفت امامها وهي تتلهف لرؤيته والحديث معه..فأخيراً قد سمح له بمقابلته
ظلت واقفه لدقائق وهو جالس ينظر في بعض الاوراق دون ان يعطي لها أي أهميه ولكن داخله يشتعل شوقاً لها
وخرج صوته بعد ان ملّ من هذا الصمت
- كنتي عايزاني في أيه ياأنسه نهي
فأبتعلت نهي ريقها ثم رطبت شفتيها بلسانها
- انا عملت حاجه ضيقتك ياأمجد
فنهض أمجد من فوق مقعده بجمود وهو يُطالعها
- أنسه نهي الأفضل اننا نحتفظ بالرسميه في الألقاب
فأوجعتها كلمته .. ونظرت اليه بألم
ليُشير نحو الباب : لو معندكيش حاجه مهمه تقوليها أتفضلي علي شغلك ..لأني مش فاضي
هيئتها كانت تدمره ولكن حقيقتها دمرته ...
وأطرقت رأسها أرضاً ..
- انا بحبك
وعندما لم تجد منه رداً .. أنصرفت وهي لا تُصدق ان هذا هو الرجل الذي احبته وأصبحت تتعالج من سواد ماضيها من اجله
..................................................................
كان أدهم يري فرح يومياً .. ف " مالك" دائما معها
كما انه أصبح يدعمها في الملجأ ويساعدها في كل شئ
حياتها كانت تسير بهدوء وأستطاعت أن تتجاوز منحتها وبدأت تشك في حبها لأمجد .. فأحيانا نظن اننا نحب وفي النهايه يكون مجرد تعلق لا أكثر
...................................................................
كان يتجولون بسعاده ويلتقطون الصور في كل مكان
ورغم أن عمران يمقت هذا الا انه فعل كل مايُرضيها ويُسعدها
ووقفت حياه تلتقط صوره اخري لهم
- اضحك ياعمران
فأبتسم ..لتلتقط الصوره بسعاده
وكادت أن تُخبره أن يلتقطوا صوره أخري
- لاء كفايه كده ديه الصوره العشرين ياحياه انتي مزهقتيش
فضحكت وهي تتأمل ملامحه الحانقه
- خلاص كفايه كده .. ولا تزعل نفسك
فأبتسم وضمها بذراعيه
- مبسوطه ياحياه
فأغمضت عيناها بسعاده
- مبسوطه جدا
ورفعت يديها وهي تدعو
- يارب تفضل الحياه حلوه كده
ونظرت اليه بمشاكه : وتفضل طيب ياعمران
فقرص وجنتيها وهما يسيروا في شوارع دبي
- هسكت عشان أحنا بره بيتنا.. بس لما نروح لينا حساب تاني
فأبتسمت وهي ترفع عيناها نحوه
- هتسكت برضوه
فضحك وكل يوم يزداد عشقه لها ..حياه كانت كالنقيض بالنسبه له وكأنها تُكمله .. من يقترب منها يري انها حياه كأسمها .. تبعث الأمل والحياه لمن تكون معه
احيانا كثيراً يجلس مع نفسه لا يُصدق انها أبنة ذلك الرجل الذي كرهته عائلته لسنين طويله
وفاق من شروده عندما أبتعدت عنه .. وأتجهت نحو طفله صغيره تمسك بيد والدتها وقبلتها علي وجنتها وهي تُداعب خصلات شعرها الصفراء والصغيره تضحك لها
...................................................................
ضغط علي اسنانه بقوه وهو يري نظراتها المشمئزه له
فأزاح الاوراق التي وضعته أمامه وضرب علي مكتبه بقوه
- لاء بقي انا عايز اعرف معاملتك أتغيرت ليه .. وايه النظره ديه
فطالعته مها ببرود وهي تنظر للأوراق
- مدام حضرتك مش عايزني ... أروح أشوف شغلي
لينهض مروان وهو يحترق من داخله .. فاللعبه قد أنقلبت وبعد ان كانت تتمني نظره واحده منه ..أصبح هو من يتمني نظراتها التي كان يري بهما حبً قوي
وتسأل بهدوء عكس مابداخله
- مها انتي بقالك أكتر من سنتين بتشتغلي معايا ... أنا ضيقتك في حاجه
فطالعته بألم وذلك اليوم لم تنساه ..وكادت أن تبكي ولكن عادت لجمودها
- حضرتك المدير وانا موظفه هنا .. واكيد الموظف ملهوش حق يزعل من المدير
وتابعت وهي تخبر قلبها بأن يصمد
- حضرتك عايز مني حاجه تانيه
وعندما لم تجد رد منه .. غادرت ومشهد ذلك اليوم بعقلها
ووقف مروان يُطالع طيفها مُتعجباً من تغيرها العجيب معه
فأين هو حبها .. حبها الذي كان يجعله يشعر بسطوته عليها
ولكن يبدو أن الحب قد رحل من كثرة جفائه معها
...................................................................
يجلس يُطالع تلك الفاتنه التي تجلس مع رفيقاتها تضحك بعلو صوتها ... كان يتأملها بأفتنان وهو يُتابع كل تفاصيل حركتها
ونظر الي الرجل الذي يقف خلفه .. يسأله عن المعلومات التي جلبها عنها ...فهي أصبحت تشغل جزء كبير من تكفيره
" نيره فؤاد طبيبه صيدلانيه "
وتابع الرجل : ومغروره جدا يافهد باشا ...................................................................
كان يأخذها بأحضانه يُشاهدون احد البرامج لتتسأل وهي تنعم برائحته
- احنا هنرجع مصر أمتي
فتابع مايُطالعه بتركيز
- لما المشروع اللي انا ماسكه هنا يخلص
وزفرت أنفاسها وأبتعدت عنه وهي تنظر للبرنامج السياسي الذي يُتابعه
- عمران
فتمتم دون أن يُطالعها
- ها قولي عايزه ايه
فتنهدت بضجر : سيب البرنامج السخيف ده .. واتكلم معايا
فألتف نحوها ينظر الي ملامحها الحانقه
- برنامج سخيف ..
وأبتسم وهو يجذبها نحوه : ارغي كعادتك في اي موضوع وانا سامعك .. هركز مع البرنامج ومعاكي
وعاد يُطالع البرنامج .. لتُحرك وجهه نحوها بيدها
- أحكيلي عن نفسك ياعمران
فحدق بها ثم ضحك علي أصرارها في جذبه نحوها
- انا عارف اني مش هعرف أتفرج علي البرنامج
وابتسم وهو يفتح لها ذراعيه
- تعالي
كانت تستمع له وهي لا تُصدق انه يعمل منذ الخامسه عشر
صحيح انه كان مُدللاً من جده وابيه ولكنه تربي كيف يكون رجلا منذ الصغر .. وان الأنسان لم يخلق للعبث فقط
فخر وفخر يعلو داخلها وهي تسمعه ..حياته كانت عمل في عمل وحبه وحياته كانت لعائلته
وفجأه وجدها تضمه بقوه تُخبره
- انت جميل اوي ياعمران
ولم يشعر بنفسه الا وهو غارق معها في عشق لم يعرفه الا بوجودها .. وكأنها جاءت من بلادها البعيده لتُعلمه كيف يكون الحب .. وتُخبرنا الحياه ان تدبير الله هو الأجمل دوماً
...................................................................
كان مدعو لحفلة زفاف كأغلب من يعملون بالقناه .. وبعد أن كان العروسين هم من يُسلط عليهم الضوء .. اصبح هو نجم الليله .. من يقترب منه ليُصافحه ومن يخبره عن حبه لبرنامجه وشخصيته ومن يفتخر به .. ومن يُريد ان يأخذ صوره معه
وقفت نهي تُشاهد كل ذلك بحنين اليه .. وقلبها يُريد ان يركض نحوه ولكن كرامتها أبت ان تظل ذليله له
واقترب منها منير الذي اصبح يدور حولها معظم الوقت ..ناظرا اليها بأعجاب
- فستانك يجنن يانهي
فأشاحت وجهها بعيداً عنه
- شكرا يامنير
ليُشير لها نحو أمجد بحقد: ديما بيخطف الاضواء في اي مكان يروحه
وجائت إحداهن اليه تطلب منه مراقصتها .. وعندما وجدها تقف تُثرثر مع منير الذي يُطالعها بشهوه .. فالفستان يرسم معالم جسدها ..ألقي بنظرات مشمئزه نحوها وسار مع الفتاه يُراقصها
لتقف هي تُطالعه بقهر .. لا تري شئ حولها غيره
- تحبي ترقصي يانهي
فنظرت الي منير ثم لأمجد الذي يُراقص الفتاه ويضحك معها
وجذبت يد منير لتفعل مثلما فعل
كانت ترقص جانبه وهو لا يهتم لأمرها .. وكلما أصبح ظهرها له كان يُطالع نظرات منير ..فيضغط علي أسنانه بحنق
وشعرت بيد منير تتحرك بحريه علي ظهرها .. لتبتعد عنه بضيق
- ايه اللي بتعمله ده
وقبل أن يجذبها منير اليه ثانية .. وقعت عيناها بعين أمجد الذي كان يُحدق بها بقوه
وخطت بخطوات مُرتبكه تبتعد عن ساحة الرقص .. لتترك منير يُطالعها بأعين متفحصه لجسدها
وأنهي رقصته مع الفتاه بلطافه بعدما رأها تُغادر قاعه الزفاف
- نهي !
وقفت لا تُصدق انه يناديها .. وأقتربت منه بلهفه
ولكنه صدها بكلماته
- عجبك ايه في منير ولا منير اللعبه الجديده
وأشار اليها بأشمئزاز
- احب اقولك ان منير مجرد موظف عادي .. مش هتلاقي معاه اللي عايزاه
أوجعتها كلماته .. وقبل أن تُدافع عن نفسها وجدته يتخطاها مُبتعداً عنها
ولحقته وهي تجذب ذراعيه
- انت تقصد ايه .. انت فاهم غلط مافيش حاجه بيني وبين منير
وفجأه وجدته يخبرها انه يعلم حقيقتها .. ووضعت بيدها التي أصبحت ترتجف علي شفتيها وهي لاتُصدق ان أمجد يعرف فارس ...................................................................
تتقئ دوما حتي أنها أصبحت تكره ماكانت تحبه وبدأت تشك في الأمر .. ونظرت الي اختبار الحمل الذي في يدها
وشهقت بسعاده وهي تضع بيدها علي بطنها .. ستصبح حاملا بطفله..سيكون لديها عائله
كما تمنت .. وركضت نحوه فقد كان جالسا بالاسفل علي الأريكه يُطالع حاسوبه .. ووجد شئ يوضع امامه وهي تبتسم .. ونظر لها ثم الي ماوضعته
- ايه ده ياحياه
فلمعت عيناها بسعاده حقيقيه
- انا حامل
كانت تلك الكلمه اخر شئ كان يُفكر فيه .. حياه ابنة محمود الرخاوي تحمل طفله وأصبحت دمائهم مُرتبطه
واعتدل في جلسته وأبتعد عنها وهو يُتمتم داخله
- مش معقول
ليجدها تقترب منه بقلق
- مالك ياعمران انت مش فرحان ...
ووقفت أمامه تُطالعه بصدمه
- انت مش عايز مني أطفال ..
ونظر اليها وقد تحولت سعادتها لقلق .. فأبتسم بصعوبه وهو يبتلع ريقه واحتوي وجهها بين كفيه
- أكيد فرحان ياحياه
وأبتعد عنها هارباً من نظراتها
...................................................................
تسطحت فرح علي فراشها تنظر الي "مالك" الذي يغفو جانبها بعمق وأبتسمت وهي تُداعب شعره
- شبه الملايكه وانت نايم ..اما وانت صاحي
وعندما تحرك في غفوته أكملت عبارتها وهي تضحك
- ملاك برضوه
وألتقطت الكتاب الذي بجانب فراشها وأندمجت بالقراءة
وشعرت بأهتزاز هاتفها .. فرفعت بجسدها لتنظر للهاتف
- اسف اني بتصل بيكي دلوقتي يافرح .. مالك اخباره ايه
فنظرت نحو مالك وأبتسمت
- نايم متقلقش عليه
فزفر أنفاسه بهدوء .. فعمله أصبح يجبره علي الأبتعاد عن صغيره
وبدء يسألها عن يومها .. وكانت تخبره بحماس عن كل شئ يخص الملجأ وهو يستمع لها بحب
اما هي كانت تشعر بأحساس عجيب لا تريد تفسيره ومعرفته
...................................................................
كانت الغرفه غارقة بالظلام وهي تنام كالجنين تضم ساقيها
أقترب منها يهتف أسمها بخفوت
- حياه
وعندما لم يجد رد .. تسطح جانبها علي الفراش .. وضمها من خصرها اليه يتنفس رائحتها
-عارف انك صاحيه
كانت تسمعه وعقلها حائر بما فعله ..تخاف ان يتركها فتعود وحيده مُجدداً ..عمران قد احاطها بحنان لم تُجربه من قبل
حنان تمنته في والدها ولم تجده .. ووجدت يده تتحرك نحو بطنها المسطحه هامساً بدفئ بعد أن طبع قبلات متفرقه علي عنقها
- انا مبسوط ان هيكون ليا ابن منك ياحياه
...................................................................
تمتمت وهي لاتُصدق ما سمعته من سكرتيرته
- أمجد سافر لبنان !
...................................................................
لم تصدق ماسمعته وأخذت تتسأل بصوت مسموع
- كده ياعمران تتجوز من غير ماأعرف وكمان مراتك حامل
رغم سعادتها لأنه اخيراً تزوج الا ان قلبها حزين وأقترب منها فرح بعد أن سمعت اخر جملتها
- مين مراته اللي حامل
فطالعتها ليلي بأعين شارده
- عمران اتجوز ومراته حامل يافرح
فشهقت فرح بصدمه ولكن سريعا ماأبتسمت
- انا قولت انه هيفاجأنا بجوازه .. عمران ديما مختلف عن الأخرين
ونظرت الي عمتها فعلمت ان مزحتها ليست لطيفه .. وجلست جانبها تربت علي يدها
- ياعمتو انتي من زمان نفسك يتجوز وتشوفي ولاده
وامنيتك اهي أتحققت .. زعلانه ليه بقي
فتنهدت ليلي بأسي
- كنت عايزه افرح بيه يافرح .. بكره لما تبقي امي هتعرفي احساسي
وابتسمت وهي تفهم شعور عمتها
- مش انتي اهم حاجه عندك سعادته
فطالعتها ليلي وهي تُحرك رأسها .. لترفع فرح كفها تُقبله
- يبقي نفرح بقي وبلاش كآبه ده انتي هتبقي تيته خلاص
كان للكلمه شعور أخر عليها .. لتنسي ليلي فعلة عمران وتبتسم وهي تتذكر قريبا سيكون لديها حفيدان ..فحياه حامل بتوأم
..................................................................
تتحرك امامه ببطنها التي اصبحت بارزه .. فقد أصبحت في شهرها الرابع ... وابتسم وعمران وهو يتأمل كيف ازدادت جمالا .. وجاءت لتجلس جانبه وهي تأكل طبق الموالح خاصتها وتتسأل
- هننزل مصر خلاص .
فأبتسم وهو يضع بيده علي بطنها
- شهر ياحببتي بس قدامي.. وتابع وهو ينحني نحو بطنها يضع اذنه عليها
- أخبار حبايب بابا ايه
فضحكت وهي تُحرك يدها علي خصلات شعره
- زهقانين وعايزين يخرجوا يتفسحوا
فأبتعد عنها وهو يضحك
- هما برضوه ولا ناس تانيه هي اللي عايزه تتفسح
وتابع ضاحكاً : ده انتي من ساعة مابقيتي حامل وانتي عايزه تتفسحي وبس .. هو الحمل جاي معاكي خروج
فتعالت ضحكتها وهي تتذكر الشهور الماضيه .. وفجأه وجدته يحملها
- وانا مش هزعلك ولا هزعل ولادي
وصعد بها للاعلي كي يرتدوا ملابسهم ويخرجوا يستمتعوا بجمال دبي ليلاً
...................................................................
جلست تُفكر في كلمات ذلك الرجل الذي يُدعي " فهد"
فهو يريدها زوجه ثانيه وتذكرت مااخبرها به سيكون لديها شركة ادويه فيلا بأرقي الأماكن ورصيد بالبنك
اتاها الزواج الذي حلمت به ولكنها لا تشعر برغبه وكلما تذكرت انها ستكون زوجه ثانيه كانت ترفض رغبة عقلها بذلك الأمر .. وزفرت أنفاسها وهي تنتظر صديقتها سوزي
ولوحّت لها سوزي بيدها من بعيد وأقتربت منها وهي تخلع نظارتها
- مالك يانيرو سرحانه في ايه
فهتفت نيره بحنق :
- عمران غاب كتير اووي وبصراحه وحشني ده بقاله خمس شهور مسافر وكل كلامنا اما تليفون او فيديو وكله كلام في الشغل
فضحكت سوزي وهي تنظر في مرآه حقيبتها وتعدل من مكياجها
- طب متسافريله
وغمزت لها بعينيها
- انا مش عارفه انتي مستغلتيش الفرصه ديه ازاي
وتابعت بمكر
- راجل عازب وقاعد لواحده بعيد عن أهله .. اكيد هيكون محتاج ست حلوه تهون عليه الأيام
كانت نيره تستمع لكلماتها ولأول مره تكتشف انها غبيه
فالعمل في الشركه قد أخذها عن هدفها الأساسي
وأبتسمت بسعاده
- انا محتاجه اسافر فعلا أغير جو
فضحكت سوزي وهي تسترخي بجلستها
- وماله يانيرو سافري وأستمتعي ياحببتي
..................................................................
كتم غضبه وهو يستمع لكلمات رامي اللطيفه لتلك التي تقف امامه تخفض رأسها بخجل
ونظر اليها بقوه وهو يُخبر نفسه بأن يهدأ .. ولكن كيف سيهدأ وصديقه قد أنفصل عن حبيبته والأن يري لطافته مع مها .. يشعر انه سيسمع اعلان خطبتهما عن قريب
وكلما تخيلها مع رامي كان جنونه يزداد
ليهتف رامي : بجد مش بجاملك يامها .. انتي من أكفأ الناس اللي أتعاملت معهم .. بتهتمي بشغلك كويس حتي انك بقي عندك شغف في مجال شغلنا
فأبتسمت مها وهي تُتمتم بأرتباك
- شكرا يابشمهندس ده بس من لطف حضرتك
واخيرا قرر ان يخرج عن صمته
- مش هنشوف شغلنا
فرفعت عيناها نحوه تُطالعه بجمود ثم أنصرفت من أمامه
ليُطالعه رامي : ايه يابني أحرجت البنت .. والله ديه خساره فيك ان يبقي عندك سكرتيره زيها
ود لو يُلكم رامي ولكن تمالك غضبه وهو يضغط علي لوحة مفاتيح حاسوبه بقوه وكأنه يُخرج حنقه فيها
...................................................................
وقفت واجمه مما رأت .. أمجد قد عاد ولكنه عاد ومعه تلك التي تعرفها حق المعرفه .. "نجوان رمزي" رئيسة تحرير مجله نسائيه .. منذ رحلته للبنان من أجل حضور أحد المؤتمرات كانت تُطالع صفحته الشخصيه علي موقع التواصل الاجتماعي كانت تري صور كثيره له مع تلك السيده وقد ظنت انها مجرد صداقه وحين يعود فكل شئ سينتهي .. ولكن نجوان قد أتت معه بأناقتها المعهوده وجمالها الراقي غير انها من عائله غنية جدا
واستمعت الي همسات البعض
- شكلنا هنسمع خبر الموسم قريب نجوان رمزي وامجد العمري
طيله الايام الماضيه كانت تُحاول ان تمضي بحياتها الجديده .. ولكن اليوم أدركت انها مازالت مُعلقه بحبه
وأدمعت عيناها وهي لا تتخيل أمجد لأمرأه أخري
...................................................................
كانت تقف امامه تتحايل عليه أن تحلق له ذقنه كما كانت تفعل البطله في المسلسل الذي كانت تُشاهده .. وتجذبه من بين اوراقه صاعده به للأعلي .. والان تخبره بما تُريد فعله
فحرك عمران رأسه برفض
- لاء يعني لاء ... متحوليش انا مش مستغني عن نفسه
وتمايلت بدلال امامه
- عشان خاطري ياعمران
فكتم ضحكاته بصعوبه وهو يري حركتها ببطنها المُنتفخه
- لاء
وأنقذه منها جرس المنزل ..فيبدو ان الحارس جلب له الأغراض التي كان يُريدها
وترك لها الغرفه وهبط الدرج وهو يضرب كفوفه ببعضهم ثم حرك يده نحو ذقنه ..
- أدي اللي بناخده من المسلسلات ..
وتحرك نحو الباب كي يري من جاء اليهم في ذلك الوقت
ليتفاجئ بقدوم اخر شخص يتوقعه
- نيره
فأبتسمت نيره وهي تعدل من وقفتها ..
- مفاجأه مش كده
فتحرك عمران للخلف وهو يُحرك بيده علي وجهه .. ثم أشار لها بأن تردف للداخل
فدخلت وهي تنظر للشقه التي تحتل احد المناطق الراقيه
- واو ياعمران الشقه تجنن بجد
وتمايلت في خطواتها وهي تتُطالع كل شئ بأنبهار
وفاقت من انبهارها علي صوت إحداهن تهبط الدرج وتهتف
- عمران متحاولش تهرب
وحدقت بتلك الواقفه ثم نظرت نحو عمران الذي كان يقف بينهم وتنحنح بحرج
- ديه نيره اكيد شوفتيها قبل كده في الفيلا
وجالت عين نيره بجسد حياه .. بطن منتفخه وملابس قصيره بعض الشئ ونظرت لهيئتهم معاً وهي لا تُصدق ان عمران لديه عشيقه وحامل منه ...
واخذت تتذكر ملامح حياه الي أن
- مش ديه البنت اللي كانت قاعده في الفيلا
فجذب عمران حياه نحوه وضمها اليه بحب
- حياه مراتي يانيره
لم تشعر بقدميها ولا بجسدها كل ماكانت تشعر به انها خسرت لأول مره بحياتها