اخر الروايات

رواية ودق القلب الفصل العشرون 20 بقلم سهام صادق

رواية ودق القلب الفصل العشرون 20 بقلم سهام صادق



الفصل العشرون
***********
ودق القلب
لم يعد قلبها يتحمل رؤيتهما سويا ... كان الكل يراهم مُناسبين لبعض حتي انهم اصبحوا ينتظروا اعلان خطبتهم عن قريب تسمع في صمت وتنظر اليه وهي تترجاه بأن لا يتركها ..تعلم انها أخطأت ولكنها فاقت ودفعت ثمن مافعلته
...................................................................مازال لقائهم يدور بعقلها دون هواده .. والي الأن لم تنسي نظرت الحب التي كانت تحتل عيناه لتلك .. وزفرت أنفاسها بقوه .. لتجد سوزي تسألها
- هتوفقي علي عرض فهد ..
فتنهدت نيره وهي تتذكر عمران
- عمران أتجوز ..ده بقي عاشق ياسوزي ..اه لو شوفتي نظرته ليها ..فضلت سنين حوليه عمره ماحس بيا ... وتيجي ديه في لحظه تاخده مني
فطالعتها سوزي وهي تضحك علي حظها وحظ صديقتها
- ماكل واحد بياخد اللي بيتمناه يانيرو .. احنا عايزين بنك فلوس وبس ..
فضحكت نيره ساخره :
- جواز من غير حب .. انتي متجوزه راجل عمره ضعف عمرك ... وانا هكون زوجه تانيه
.................................................................
نظر بصدمه الي تلك الواقفه أمامه .. وأخذت عيناه تجول علي وجهها الملئ بالكدمات والأن علم سبب غيابها عن العمل .. كانت تبحث عيناه عنها الأيام الماضيه بقلق لا يعلمه .. رغم غضبه منها ولم ينسي أفعالها وانها كانت تدور حوله لتجعله كالباقيه يشتعل الغضب داخله ولكن الأن قلبه يآن بالألم لرؤيتها هكذا .. وحدقت به بأنكسار
- انت هتتجوز نجوان
فأشار اليها بأن تردف للداخل وطالعها وهو يتسأل
- مين اللي عمل فيكي كده وايه اللي حصلك
فأبتسمت ساخره وهي تتذكر والدها وضربه لها عندما صرخت بوجهه وأخبرته بأنه هو سبب كل ما تعيشه
- مش مهم تعرف
واقتربت منه بألم :قولي الحقيقه انت هتتجوز نجوان
وسقطت دموعها وهي تتذكر الحلم الذي نهضت مفزوعه منه
- مهم اوي انك تعرفي
وصمت للحظات لتنظر اليه ..تخشي الاجابه وقبل ان ينطق بشئ ..أقتربت منه تضع بيدها علي فمه
- لاء خلاص متقولش مش هقدر مش هقدر
وجثت علي ركبتيها تبكي بحرقه تُخبره عن حياتها التي تغيرت منذ أن توفت والدتها .... ومع كل كلمه كانت تقولها كان ينصدم مما يسمعه وتمتمت بقهر
- محدش لامسني انا كنت بلعب عليهم ...كنت بنتقم منهم فيه
انا محبتش حد غيرك انت .. انا أتغيرت عشانك انت
كان يقف يُطالعها وقلبه يدق بعنف .. يُريدها وكلما هرب لمكان.. لا يري احد غيرها حتي تقرب نجوان منه لم يعني شئ بالنسبه له رغم انه يعلم سبب هذا التقرب
وأبتلع ريقه وجثي جانبها
- مافيش حاجه بيني وبين نجوان يانهي
وتابع وهو يمسح دموعها ونظر لوجهها وضغط علي احدي الكدمات لتتآوه بآلم
- قوليلي مين اللي عمل فيكي كده
وكانت صدمته قويه وهي تخبره بالاجابه .. ووجدها تدفن وجهها بصدره
- خبيني ياأمجد
ولم يشعر بعدها الا وهي فاقدة الوعي بين ذراعيه
..................................................................
أحتضنها بعشق بعد أن أنهت مُكالمتها مع والدته .. فليلي أصبحت تهتم بالسؤال عنها رغم ضيقها في البدايه من طريقة زواجهم .. وقبل جبينها ثم وجنتيها وانتقل الي أنفها
وكاد ان يطبع بقبلته علي شفتيها فدفعته عنها
- عمران أبعد هتخنق خلاص
فضحك وهو يبتعد عنها : في واحده تقول لجوزها هتخنق
وحرك رأسه بمشاكسه : وانا اللي كنت ناوي أعزمك علي العشا بره
فأتسعت عيناها بحماس واقتربت منه تُقبل وجنته
- لاء خلاص ...انت هتاخد علي كلام حد زي
فطالعها بمكر ثم اشاح وجهه بعيداً عنه
- متحاوليش ياحياه ..خلاص
فقبلت وجنته الاخري وهي تبتسم
- طب كده
وظلت تُحايله الي ان اشار نحو شفتيه .. ولكنها نهضت من جانبه جاذبه يده
- عيب ياحبيبي ولادنا شايفينا
ولم يتمالك نفسه .. وتعالت صوت ضحكاته وهو يضمها له
- وماله ياحببتي
وحملها فجأه لتشعق بفزع ثم تعالت صوت ضحكاتهما
..................................................................
أستقظت لتجد نفسها نائمه في فراش غير فراشها .. ونظرت حولها تستيعد كل ماحدث ليلة امس .. ودخل امجد يطمئن عليها وعلي وجهه تلك الأبتسامه التي كان يخصها بها دوما
ليلة أمس قضاها ينظر الي وجهها بألم ...وكأن مابها فيه
ليلتها عرف أن "نهي" لم تخرج من قلبه وان القلب لا يُفرق بين العيوب والمزايا
سيمسك يدها ويكملوا طريقهم معاً .. سيُغيرها من اجل نفسها لا لأجله
وتسأل بنبره حانيه
- عامله ايه دلوقتي بقيتي احسن
فحركت رأسها وهي تعتذر عن مافعلته ليله امس .. ونهضت من فوق الفراش تمسد ملابسها مُتمتمه
- اوعدك مش هتشوفني تاني ... هتفضل ذكري جميله في حياتي هحتفظ بيها لنفسي
ووقف يسمع ماتقوله .. وخطت بخطوات ضائعه نحو الخارج كي ترحل وداخلها يتمني ان لا يتركها
وشعرت بالأسي وهي تُكمل خطواتها ببطئ .. لتسمع اخر كلمه كانت تظن انها ستسمعها منه بعدما سقطت من نظره
- تتجوزيني يانهي ..................................................................
وقف يُطالعهما بنظرات جامده وهو يكاد ينفجر من غضبه .. واخرجت من حقيبتها أحد العُلب
- ماما لما لما عرفت ان الجلاش بتاعها عجبك .. عملته ليك مخصوص
وضحكت وهي تُتابع : وده جلاش ماما طبعا ميترفضش
فأبتسم رامي وهو يفتح العُلبه وينظر داخلها
- لاء انا كده هستأذنك واروح مكتبي
ووجد مروان يقترب منهم فهتف بأسمه ..فأرتبكت مها وتحركت للخلف ..ونظرت نحو الذي يتقدم نحوهم
مُصافحاً رامي الذي يخبره عن صنع والدة مها
وشعرت بنظراته القويه .. فتمتمت بحرج
- هرجع اكمل شغلي ..عن أذنكم
لينصرف بعدها رامي .. ومروان يقف يضغط علي قبضه يده بقوه ثم أتبعها بحنق ووقف امام مكتبها
- عايزك في مكتبي
فأتبعته بقلق .. لتفزع وهي تجده يتخطاها ويغلق باب مكتبه بقوه
- قوليلي بقي انتي بقيتي عايزه من ايه
فنظرت حولها بخوف .. وتراجعت للخلف وكلما ابتعدت اقترب منها
- بشمهندس انت بتعمل ايه ..
فجذبها مروان نحوه وهو يُشير اليها بأحتقار
- معرفتيش تعلبي عليا ..فقولتي تلعبيها علي رامي
فدفعته بقوه وقهر وصدمه لم تتخيلها
- انت ابشع انسان قبلته في حياتي .. انت ايه فاكر ان انت محور الكون
وتابعت بآلم : انا بكره قلبي عشان حبك في يوم
لم يُصدق ما تفوه به لسانه .. ومسح علي وجهه وكلماتها تخترق جدار قلبه
واندفعت نحو مكتبه تأخذ احد الاوراق من عليه .. تكتب استقالتها وهي تكره قلبها الذي أحبه ومازال يحبه
..................................................................
تنظر بسعاده حولها وهي تري اكتمال المشروع كان اليوم هو حفل لأطفال الملجأ ... الملجأ الذي تبدل هيئته وأصبح بشكل ادمي كانت تنظر في عين كل طفل بحنان ..
فهم اصبحوا عالمها الصغير وألتقت عيناها بذلك الذي يقف مع عمتها يتحدث معها...
فأدهم كان له دور كبير في اكتمال هذا المشروع وابتسم لها وكأنه يخبرها أنه معها دوما وعندما بدء قلبها يشعر بمشاعر غريبه لم تعد ترغبها ..
اشاحت وجهها بعيدا عنه وانتقلت بنظراتها نحو الأطفال وهم يأكلون الحلوي
كانت ليلي تتابع نظرات أدهم
- صرحتها بحبك
فحدق بها وابتسم
- هو انا بقيت مفضوح اووي كده فضحكت ليلي وهي تربت علي ذراعيه
- نظراتك فضحاك
- انا فعلا بحبها ..فرح بقيت بالنسبالي زي الهوا اللي بتنفسه... حاولت كتير اسيطر علي قلبي
واطرق رأسه ارضا : بس للاسف مقدرتش
فأبتسمت ليلي وهي تزفر أنفاسها بحنين الي زوجها الراحل
- هو في حد بيقدر يمنع قلبه انه يحب يابني
فتمتم بأرتباك : خايف اظلمها معايا بسبب تجربتي من جوازي الأول
ونظر نحو فرح التي تقف بين الأطفال وصغيره معها
لتفهم ليلي نظرته : الحب ميعرفش قوانين يابني وألقت بنظراتها الدافئه علي ابنة اخيها
- وفرح لما بتحب بتدي قبل مابتفكر تاخد
...................................................................
تنظف الأرضيه بحنق.. وكلما شعرت بألم ظهرها
- منك لله يالمياء .. انا مالي ومال الليله ديه كلها
وتمتمت وهي تسكب الماء علي الأرضيه
- مايجي خطيبك واهله عادي والبيت مش متننضف
وأمسكت الفوطه التي علي كتفها لتتجه نحو النافذه
- انا ليه سبت الشغل .. اهي الهانم في شغلها دلوقتي
وخرجت والدتها من المطبخ تنظر اليها بحنق
- لو فضلتي تندبي حظك ده طوول اليوم مش هنخلص ..خلصي اللي في أيدك وتعاليلي المطبخ
فتمتمت بقهر : حاضر ياماما
ورن الجرس الباب .. لتنظر الي هيئتها البشعه وتسمع صوت والدتها
- اكيد مرات البواب جابت الخضار .. روحي أفتحي يامها
وأتجهت نحو الباب ..ووقفت متسعت العينين تنظر للواقف امامها
- انت !
وقبل ان يهتف مروان بكلمه أغلقت الباب بوجهه
لتسمع صوت ضحكاته ..وأطرقت رأسها تنظر الي هيئتها من قدمها لرأسها
- يانهار منيل
فقد كانت ترتدي جلباب قصير أسفله بنطالون بيجامه قد جار عليه الزمن .. وتعقد فوق رأسها قطعة قماش
ورن الجرس مره أخري .. لتسمع صوت والدتها
- يابنتي هو انتي لسا مفتحتيش الباب
وخرجت من المطبخ تُطالعها بضيق
- انتي تدوري علي شغل من بكره .. وجودك في البيت هيشلني
واتجهت والدتها نحو الباب وقبل ان تفتح .. جذبت ذراعها
- ياماما ده واحد غلط في العنوان
فدفعتها والدتها بيدها : يبقي اكيد ديه صباح جابت الطلبات
وقبل أن تفتح والدتها الباب ركضت نحو غرفتها تزفر أنفاسها بصعوبه
...................................................................
دخلت اليها والدتها بوجه حانق
- كده تسيبي مديرك علي باب ..
وذهبت نحو دلاب ملابسها تختار لها شئ منمق ترتديه
وكانت هي تقف تُطالع والدتها وقبل ان تسألها عن سبب قدومه .. أعطتها فستان لا ترتديه الا في المناسبات
- ألبسي ده وحصليني
فهتفت مها : ياماما أستني بس
ولكنها وجدت باب حجرتها يُغلق بوجهها
لتنظر للفستان ثم تذكرت مافعله بها اخر مره .. فقذفته حانقه
- مش هلبس الفستان
وألتقطت اول طقم.. وأزالت عصبت رأسها
وفتحت الباب : مش هرجع الشغل تاني مهما عملت .. انا مش هشتغل سكرتيره تاني
وعندما أقتربت منهم وجدت والدتها تضحك معه ومروان جالس بكل أريحيه وسمعت صوت والدتها
- والله انا أرتحت ليك يابني
ليشكرها مروان .. ثم وقعت عيناه عليها ..
لتلتف والدتها أتجاهها.. وعندما رأتها بتلك الهيئه ضغطت علي أسنانها بقوه
ونهضت نحوها بغل : ملبستيش الفستان ليه .. ده منظر ده
فأمتقع وجه مها وقبل أن تتحدث
- أقعدي مع البشمهندس لحد ما أعمل العصير
وأنصرفت والدتها .. لتزفر أنفاسها بقوه
- ياماما تعالي انا واعمل العصير
فضحك مروان وهو يُطالعها
- هتفضلي واقفه كده
فأقتربت منه بحنق .. وجلست علي أقرب مقعد أمامها
- أفندم يابشمهندس
وقبل أن تنتظر رده تابعت
- لو جاي عشان أرجع الشغل مش هرجع ..
وألجمته عباراته : طب ممكن تديني فرصه أتكلم مها
فجلست وهي مازالت تتذكر ذلك المشهد الذي لم تنساه
كانت عيناها تُحدق بعيداً عنه ..
فتنهد مروان بأسف : انا اسف يامها علي الكلام اللي قولته
وألتقت عيناهم .. لتنظر له بألم : اعتذارك مقبول يابشمهندس
ونهضت من فوق مقعدها : ارتاح وريح ضميرك
وتابعت وهي تُغادر من الغرفه : عن اذنك
ثم اتسعت عيناها وهي تسمع مالم تتوقعه
- مُقابلتنا منتهتش يامها .. انا جاي أطلب ايدك
وقبل ان ترد عليه بالرفض .. ألجمتها كلمته الاخيره
- عشان بحبك يامها .. مش شايف حياتي غير بيكي
ألتفت نحوه تنظر لعينيه : بس انا شوفتك مع واحده
ووجدته يخفض رأسه ارضا هاتفاً بخجل
- كان طريق وربنا هداني يامها .. انا بعدت عن كل حاجه حرام ورجعت لنفسي
وتابع وهو يزفر انفاسه : في حاجات كتير متعرفيهاش عني
وفجأه وجدته يبتسم وهو يتذكر هيئتها منذ قليلا
- شكلك كان حلو وانتي بربطت ست الحجه والجلبيه المشجره
فلم تتمالك أبتسامتها .. ليبتسم هو بحب
- والله بحبك وكنت غبي
...................................................................
كانت تخشي من هذا اللقاء ولكن ليلي بأمومتها وحبها لأولادها ازالت كل ذلك الخوف لتتأكد ان الصوره التي كونتها عنها في اللقاء الوحيد بينهم والمحادثات الهاتفيه
التي كانت تطمئن بها عليها بعد ان علمت بزواجهم وحملها لم تخطئ
وتذكرت نظره منيره لها التي وقفت للحظات لا تصدق ان هذه هي زوجة عمران ...
وتجاوزت دهشتها بأبتسامتها الدافئه وكانت تود ان تضمها بين ذراعيها ولكن الوضع الجديد أصبح مختلف ولكنها ركضت اتجاهها تحتضنها وتقبلها وتخبرها عن شوقها لاحاديثهم
والان تجلس بجانب عمران الذي يحاوطها بذراعيه بحب ويضحك مع والدته التي أخيرا وجدت ابنها عاشق
ودخل أمجد فاتحا ذراعيه .. فنهض عمران يحتضنه بحب
- مبروك ياامجد وتابع مؤكدا
- مدام اختيارك فأنا واثق أنك اختارت صح
فربت أمجد علي كتفه بتقدير ثم نظر نحو الحياه الجالسه بخجل
- هتخليني عمو خلاص
فضحك عمران وهو ينظر نحو حياه
- اذا كان عجبك
فأبتسم أمجد ومال نحو عمران وبصوت هامس لم يسمعه سواه
- الطالعه عندك بأتنين يابوص
فوكظه عمران بخفه علي ذراعيه
- مش هخلص من لسانك ده انا عارف
فضحك واقترب من والدته يقبل رأسه ثم نظر الي حياه بود
- شوفت الكلام اخدنا ومرحبتش بمرات اخويا
واندمجت حياه في الحديث معهم ولاول مره تشعر بمعني كلمة عائله وكأن امنيتها قد تحققت
وكاد ان يتسأل أمجد عن فرح ونهي...
ف فرح أصبحت ترافق نهي في كل شيء كي ينجزوا ماتبقي ، فالعرس قد اقترب
ودخلت فرح ونهي يضحكون .. وفرح تهتف بحنق
- ديه غلطتي اني رجعت من المزرعه ... لا ده انا هاخد عمتو ونهرب منكم ... فضحكت نهي وهي تقبلها علي وجنتها - احنا اسفين ياستي .. وخلاص عجبني الفستان ومش هغيره
واردفوا نحو الجالسين بصياح ونهض أمجد نحو نهي
- قوليلي البت ديه زعلتك في ايه كانت عينا فرح علي تلك التي تجلس تخفض رأسها أرضا
ورفعت حياه عيناها عندما هتف عمران
- اخيرا فرح هانم شرفت وابتسم وهو ينهض اتجاهها
- وحشتيني يا ام لسان طويل ولم يلاحظ نهوض حياه التي تحركت خلفه وانتبهوا علي صوت حياه
- فرح
وتلاقت عيناهم... لتفتح لها فرح ذراعيها غير مصدقه ..
ان حياه هي زوجة عمران وبكت حياه وهي تضمها بقوه
- تعرفي علي قد زعلي منك بس انتي وحشتيني اووي
كان الجميع يتابعون الموقف بذهول
وبدأت ليلي تربط الأمور ببعضها...
وهتفت غير مصدقه
- هي ديه حياه يافرح اللي كنتي بتحكي عنها
وأبتعدوا عن بعضهم ... ونظرت فرح لعمتها تحرك رأسها بصمت
فهمست نهي لامجد الواقف جانبها
- انا حاسه اني شوفت حياه قبل كده فين يانهي فين
فضرب أمجد جبهتها .. لتدفعه عنها وضحك وهو يتأملها
- عشان تعرفي تفكري كويس ياحببتي ثم نظر الي ملابسها
- الطقم ده ميتلبسش تاني
وكادت ان تتكلم لكنه اوقفها بنظرة حازمة منه
اما عمران كانوا ينظر الي زوجته وابنة خاله بحنان
وأخيرا جذبت فرح يد حياه قائله : احنا نسيب الناس ديه ونطلع الجنينه
ونظرت إلى عمران تضم حاجبيها ببعضهم
- انسي مراتك الفتره ديه وعلى فكره ديه صاحبتي قبل ماتعرفك
وانصرفت معها حياه وهي تضحك علي هيئة عمران الذي وقف ينظر إلى والدته واخيه
- لاء كده انا اطمنت ان فرح القديمه رجعت
...................................................................
كان يستمع إلي عمران وهو يحادث حياه غير مصدقا ان هذا الشخص هو صديقه
ليضحك بعدما انهي عمران مكالمته التي لم تخلوا من النصائح والاحتراس على نفسها
وزفر أنفاسه وطالع صديقه الذي يكتم صوت ضحكاته
- مالك في ايه
فصدح صوت ضحكات مروان ولم يعد قادر علي كتمها
- انت بقيت زي الأمهات وتابع غامزا :
محتاج حد يقرصني ويقولي ان اللي قدامي ده عمران
فطالعه عمران بحنق ... وأخذ فنجان قهوته يرتشف منها
- لاء انت محتاج بوكس حلو يفوقك
فضحك مروان وهو يخفي وجهه بيديه
- لاء وعلى ايه اسكت احسن
فأبتسم عمران وهو يتذوق قهوته
- اخبارك ايه انت ومها
فأشرقت ابتسامته :
- كنت غبي لما حرمت نفسي من حبها
فأبتسم عمران وهو سعيد بما يسمعه من صديقه ...
فأخيرا مروان تخلص من فشل زيجته الأولى
...................................................................
تجلس ليلي بينهم تنصح كل منهم بأمومه ...
ونهي وحياه يبتسموا لحديثها وفرح تنظر لعمتها بحب ونهضت ليلي نحو غرفتها كي تستريح قليلا...
ليجلسوا الثلاثه يثرثرون ...فنهي أصبحت شبه مقيمه معهم هنا فأمجد من يتكفل بكل شيء خاص بها فوالدها قالها له صراحة اذا اردتها تأخذها دون ان تنتظر اي شيء...
كان هذا الأمر صعب عليها بشده ولكن أمجد
لم يشعرها بأي شيء بل أخبره أنه يريدها فقط
يومها علمت أنها أحبت رجلا وان ليس كل الرجال أمثال والدها
وانتقلت احاديث فرح وحياه عن كل شيء حدث لهم
وانتبهوا فجأه لبكاء نهي ...
فنظروا إليها متسائلين
- مالك يانهي
فمسحت دموعها وهي تبتسم لهم
- اصل اتأثرت شويه
وتذكرت ان كحل عينيها ونهضت بفزع
- الايلاينر وماكان من فرح إلا ان انفجرت ضاحكه
واتبعتها حياه
- مجنونه اهي ديه اللي هطلعه علي أمجد وقبل ان يعودوا لحديثهم مجدداً .
كان هاتف فرح يُعلن عن وصول رساله لتجدها من ادهم يُخبرها فيها
- انه سيأتي لرؤية عمران اليوم... وانه افتقدها بشده
...................................................................
كانت تجلس وسط خالاتها وهم إلى الان يتحدثون عن مروان والشبكه التي قدمها لها
وسيارته ووضعه الاجتماعي لتهتف خالتها التي كانت ذات يوم تخبرها بأنها لن تتزوج لانها لا تفعل مايفعله فتيات اليوم
- صبرتي ونولتي يامها
فضحكت وهي تنظر اليها هاتفه داخلها
"سبحان مغير الأحوال "
..................................................................
جلست تثرثر مع منيره التي تضع أمامها الطعام والفواكه : كلي ياحببتي واتغذي كويس
فأسترخت حياه بجلستها وربتت على بطنها وهي تحادث طفليها
- ماما منيره بذات نفسها مدلعاكم
وأبتسمت منيره بحب وتسألت
- يعني نعمه اتجوزت .. وامل سافرت بلد جوزها فحركت منيره رأسها بنعم...
فطالعت حياه الخادمه الجديده
- وحشني هزارنا وضحكنا
فربتت منيره علي يدها بحب
- هي الدنيا كده يابنتي ثم نظرت إلي الطعام :
كلي عشان حبايب داده منيره
فنظرت حياه بحب لتلك المرأة التي عاملتها وكأنها ابنتها ذات يوم
- قصدك تيته منيره
فهتفت منيره بأعتراض:
كده ست ليلي تزعل
فأخذت تحرك حياه رأسها بنفي
تُخبرها أنها ايضا جدتهم كانت سعاده منيره لا توصف
وهي تري جميل ماصنعت معها
وجذبت حياه طبق الطعام امامها وأخذت تأكله بشراسه ومنيره تبتسم لها بل وتسألها
ماذا تشتهي ان تأكل ؟
رغم ان شهور وحمها قد انقضت ليسمعوا صوت عمران وهو يهتف بأسمها ثم دخل للمطبخ
ووجدها تأكل بأندماج وضحك وهو يطالعها
- كده الفستان مش هيدخل فيكي ياحببتي
لتتذكر الفستان الذي جلبته مع فرح من أجل ان ترتديه في حفل زواج أمجد ونهي وتركت الطعام من يدها سريعا
تنظر لمنيره
- لا خلاص كفايه اكل كده ..وألتفت إلىه ببرائه
- اصل اكل ماما منيره كان وحشني اووي
فجذبها نحوه وهو يضحك غامزاً لمنيره
- انا بفكر اقفل المطبخ عشان تبطلي اكل
لتضحك منيره وتضحك الخادمه الاخرى
فدفعته بيدها حانقه.... ليقربها أكثر منه
- بهزر ياحببتي وخرجوا سويا وهم يتشاكسون
لتنظر منيره الي طيفهم مبتسمه وهي لا تُصدق ان هذا هو عمران وتسمع تنهيدات الخادمه والتي تُدعي سعاد
- البيه حنين اوي
.................................................................
كانت تقف تنظر اليهم بسعاده وهي لا تُصدق ان حياه زوجة عمران ... فالقدر يلعب لعبته بطرق مهما فكرت وتسائلت كيف حدث هذا؟
لن تجد اجابه غير ان تقف حائراً ...واتسعت ابتسامتها وهي تري كيف يضم عمران حياه بتملك امام ضيوفه وكيف تتحرك يداه علي خصرها صعوداً لبطنها المنتفخه وانتقلت بعينيها نحو أمجد ونهي وضحكت وهي تري حنق أمجد من أفعال نهي التي لم تقف عن الرقص
نهي طييه القلب ولكن هذه الطباع هي مجرد اعتياد لا اكثر اليوم علمت ان حبها لأمجد كان مجرد تعلق...
فلم تحزن يوم ان علمت برغبته في الزواج من حبيبته
ولا حتي عندما رأت أيديهم متشابكه ببعضهم حينما عرفهم بها في اول لقاء جمعهم
قلبها أصبح في حالة سكون تام لا يعرف ما يريد..
واقترب منها أدهم برائحته المميزه
- واقفه لوحدك ليه
فألتفت وقد بدء قلبها يدق نحو الرجل الذي اعطاها كل اهتمامه ودعمه
- لاء عادي بس انا ماليش في الدوشه
وخطي بخطواته ووقف جانبها
- تعرفي أنك جميله اووي النهارده
فأبتسمت بخجل وأطرقت رأسها أرضاً
- الفستان هو اللي جميل
فألتف لها بعينيه يتأملها بحب ... حب اكتفي من اخفائه
فلم يعد قادر علي محاربة قلبه في قربها نسي معها زواجه الفاشل واكتشف أنه كان اختياره هو من نظر الي الجمال والتبرج ..
هو من لهث خلف رغبته ام الان معها لا يوجد رغبه فقط .. توجد حياه يراها فيها .. دفئ لا يراه الا في عينيها... عطاء لم يشعر به من قبل ...
فرح كانت نهكه خاصه لم يذقها
وزفر أنفاسه وهو يراها تتأمل أمجد ونهي وهم يرقصان وعيناها تلمع... بلمعه يعلم معناها لمعة انثي تتمني ان تحظي بنصفها الآخر
- تتجوزيني يافرح
وأتسعت عيناها وانحصر كل شيء أمامها علي تلك الكلمه ونظرت اليه بصمت وقلبها يدق طبولا لا تعرف سببه
...................................................................
كان يراقبها بعينيه ينتظر ابتعادها عنه ليحادثها
-حياه
فألتفت حياه نحو من ينادي عليها وأقترب منها الرجل الذي لأول مره تراه
- انا كريم حسام نور الدين
كان اسمه ليس بغريب عليها... وابتسمت عندما تذكرت انه ابن صديق والدها
- اكيد عرفتي انا مين فحركت رأسها بتفهم ..
ليبتسم كريم وهو يري هيئتها ببطنها الممتفخه ووجهها الذي يشع سعاده فيبدو ان ماكان يخاف منه والده قبل رحيله لم يكن الا خوفاً ليس موجود
- انا جيت مخصوص النهارده عشان اطمن عليكي ... وتنهد بأسي وهو يتذكر والده
- لو احتاجتي اي حاجه أعتبريني اخ ليكي وأخبرها عن وصية والده التي اختصها بها وهو يلفظ أنفاسه الاخيره وتنهدت بحزن وهي تتذكر بشاشته واخذت تتمتم له بالدعاء وألجمتها تلك العباره التي لم تفهمها في وسط حديثه
- كويس ان عمران نسي الماضي ومأخدكيش بذنب مالكيش دخل فيه
وابتسم وهو يطالع بطنها
- مين يصدق ان عيلة الرخاوي وعلية العمري بقي بينهم رابط دم دلوقتي
وخرج صوتها بضعف وهي لا تستوعب كلماته
- تقصد ايه انا مش فاهمه حاجه فشعر كريم بغبائه ومسح علي وجهه بحنق من استرساله في الكلام
-متاخديش في بالك ياحياه... باين عليا اتكلمت كتير وانسحب من أمامها بلطافه بعد ان اعطاها كارته الشخصي وانصرف وهو حانق من نفسه ووقفت هي تربط الكلمات ببعضها... ماضي وكره العائلتان
وتذكرت عندما خطت قدماها لذلك البيت وكيف كان عمران ينظر اليها وأخذت تبحث عنه بعينيها ...
لتجده واقف مع ضيوفه يضحك غير منتبه لها
وتحركت قدماها نحوه.. لتقع عيناها في عين ليلي التي ابتسمت لها بدفيء وأقتربت منه هاتفه بأسمه بخفوت
- عمران
فألتف نحوها بأبتسامه مُحبه وجذب يدها يعرفها بضيوفه بنبره تحمل كل معاني العشق والفخر
وهمست وهي تمسك يده
- عمران انا عايزه أتكلم معاك
وأنحني نحوها وهو يتسأل
- دلوقتي ياحياه.. استني طيب ياحببتي لما الفرح يخلص ونطلع اوضتنا
ودنا منها اكثر ليهمس بوقاحه
-النهارده مش هتنازل...
وبتر كلماته بعدما وجدها قد فهمت مغزاها
كانت كلمات كريم تدور بعقلها فلم تتحمل تجاهله وضغطت علي اسنانها
- عمران لو سامحت انا عايزه أتكلم معاك
وبدء القلق يظهر علي ملامحه ونظر اليها وسار خلفها وهو يشعر بأن اصرارها به شيء
وكان كم توقع ودخلت خلفه غرفة مكتبه
- ايه الماضي اللي كان بين عيلتي وعيلتك ياعمران
فشحب وجهه وهو يطالعها
- ايه اللي انتي بتقوليه ده ياحياه
فتابعت وهي تخبره بما أخبرها به كريم دون قصد وهروبه منها بعد ان علم أنها لا تعرف شيء
وتخطاها وهو يهتف بتعلثم
- حياه مش وقته ... انا اصلا مش عارف ايه الكلام اللي بتقوليه ده
فجذبته من يده بقوه
- كداب ياعمران... عينيك قالت كل حاجه
وبدأت تذكره بكل مافعله معها حين اتي بها حسام الي هنا وجلس علي الاريكه التي خلفه
- بلاش ياحياه تفتحي دفاتر الماضي
فصرخت بوجهه وهي تضع بيدها علي بطنها
- يعني في ماضي
وبدء يحكي لها كل شيء كما رغبت.. عن عمته ووالدها ومع كل كلمه عن والدها كانت تري كرهه
وتنهد وهو يرخي من رابطة عنقه
- ارتحتي لما عرفتي الحقيقه
وعندما لاحظ شحوب وجهها...
نهض بقلق نحوها: حياه
فطالعته وقد جف حلقها وأصبحت الأرض تدور بها
- اسمها حياه.. هي ديه اللي كان بيحكي عنها قبل مايموت فضمها عمران اليه :
- حياه أنسي الماضي
ووضع بيده علي بطنها
- خلينا نفكر في حياتنا وولادنا
وابتسمت ساخره وهي تتذكر تلك الليله التي أخبرته فيها بحملها وكيف كانت نظراته اليها
وسقطت امام عيناه ولم تشعر بشيء بعدها


الاخير من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close