رواية حي المغربلين الفصل الثالث عشر13 بقلم شيماء سعيد
خرجت من بيتها ضائعة خائفة طريقها أصبح مغلق و النجاة الوحيدة بيده هو، ذهبت للقناة مرة أخرى و عقلها يردد كلمة واحدة " يا رب" نزلت من السيارة الأجرة بقدم ترفض الكسر و الخضوع أمام أحد إلا أنها ليس لديها حرية الاختيار...
+
وقفت أمام السكرتير تطلب منه لقاء فارس المهدي إلا أنه اردف بهدوء :
+
_ الفنان روح من ساعة تعالي بكرة أو روحي البيت لو الموضوع مهم...
+
غرقت عينيها بالدموع التي تأبى السقوط و هي تقول لنفسها بعد خروجها من القناة :
+
_ يا خسارة يا فريدة جه اليوم اللي تجري فيه ورا راجل و رقبتك تبقى تحت رجله...
+
على باب فيلته كانت تقف تنتظر خروجه.. هي الآن غريق متعلق بقشة ضعيفة، ساعتان و هي كما هي مترددة بين الدخول أو العودة، قدميها ترفض الدخول إلى هذا المنزل الذي فقدت به أعز ما تملك...
+
ذكريات كثيرة تطارد رأسها... هنا كانت بداية النهاية، سؤال واحد تحاول البعد عن التفكير به، لماذا هي؟!
+
ترى نظرات الشفقة بعين الحارس و كأنه يعلم من هي و ما حدث معها، جلست على الرصيف المجاور للبوابة الرئيسية تبكي بقوة هنا فقط تقدر على البكاء دون خوف من معرفة أحد حقيقة ما حدث معها.. وضعت كفها على وجهها بقلة حيلة لا تعلم كيف ستكون الخطوة القادمة...
+
خرج بعد حديثه الجاف مع صفية ليخفق قلبه على رؤيتها بتلك الحالة التي لا تحسد عليها أسرع لها قائلاً :
+
_ فريدة أنتي بخير...
+
_ عايزك تتجوزني بأسرع وقت..
+
خفق قلبه بشدة.. سعادة ينقصها شيء مجهول الهوية، من أول مرة رآها تمنى سماع تلك الجملة لتبقى معه إلى الأبد، لم يهتم بمن يرى فارس المهدي يجلس على الأرض و جلس بجوارها قائلا بتهدج :
+
_ ليه؟!
+
أهذا سؤال له إجابة إلا كلمة أحمق؟! رفعت عينيها الحمراء تطلع إليه ساخرة منه و من نفسها ثم أردفت بهمسة ضعيفة ضائعة :
+
_ و هو أنا و أنت ممكن يكون لينا حل تاني غير الجواز بعد اللي حصل؟!
+
عاد سؤاله كأنه لم يسمع إجابتها :
+
_ عايزة نتجوز ليه يا فريدة؟!
+
آه قوية خرجت من أعماق قلبها تشعر و كأنها تتحطم جزءا جزءا ليتبقي منها مجرد رماد، بلت شفتيها بطرف لسانها قائلة باستسلام :
+
_ عشان خايفة..
+
حثها على الحديث بعد صمتها قائلا :
+
_ خايفة من إيه؟؟ قولي كل اللي جواكي أنا سامعك..
_ خايفة من الفضيحة من نظرات الناس ليا خايفة أعمل تحليل حمل خايفة أعيط أو أصرخ أحسن اخواتي يسألوا أنا بعيط ليه، أبسط حقوقي خايفة أعملها مش قادرة أعبر عن اللي جواي لحد يعرف فيا إيه، أنا معنديش مشكلة مع الموت بس الفضيحة مش قادرة عليها كسرة فاروق اللي المفروض صاحبك صعب اشوفها في عينيه و أكون أنا سببها...
+
شعور الخوف مؤلم و ربما يكون قاتل عدم قدرتك على إظهار ما يؤلمك يزيد الألم أضعاف، هناك شيء تم كسره يستحيل عودته كالسابق أو حتى على الأقل ترميمه..
+
تفاجأت من رد فعله البسيط أو ربما الخالي من الرحمة عندما قام من مكانه ثم وقف أمامها قائلا بهدوء :
+
_ طيب و أنا مالي بكل ده؟!
+
بذهول فتحت فمها قائلة بتقطع :
+
_ يعني إيه مش فاهمة؟!
+
وضع يده بجيب بذلته مردفا و عينه تتجول على ملامحها بابتسامة ليس لها معنى :
+
_ أنتي عايزة نتجوز عشان خايفة أنا بقى مش خايف ممكن اتجوزك ليه يا فريدة هانم؟! فكري شوية هتلاقي إني باللي حصل مش خسران حاجة نتجوز ليه؟!
+
للمرة الثالثة تسأله نفس السؤال بنبرة صوت مختلفة كأنها تبدلت إلى إنسانة أخرى :
+
_ أمال أنت عايز مني ايه؟!
+
مد يده لها يحثها على القيام بمساعدته لتحدق به بحيرة و مع إماءة لرأسه وضعت كفها بين كفه بتردد لتقوم معه و تقف أمامه، ترك يدها قائلا :
+
_ عايزك تكوني على مكتبي بكرة الصبح الساعة 7... أما موضوع الجواز ده لما تلاقي سبب غير الخوف هتكوني مراتي يا فريدة..
+
شعرت ببرود عاصف يحتل جسدها لتقول بعدما ابتلعت ريقها :
+
_ أنت بتتخلي عني؟!
+
_ تؤ تؤ أنا بعوضك على خسارة الليلة إياها بحلمك كمذيعة بس الجواز مش مفروض عليا أنا... ده من ذوقي فكري في سبب تاني ممكن أتجوزك عشانه، يلا أنا لازم أمشي عندي تصوير...
+
______شيماء سعيد______
+
بحي المغربلين...
+
تركته بالطريق وحيدا و عادت إلى حيها وسط عائلتها جليلة و أخواتها، لماذا يا قلب بدأت تدق إليه و أنت تعلم من هو؟! طرقت على باب جليلة بنفس منكسرة...
+
فتحت لها جليلة لتراها بهذا الشكل المخزي ألقت نفسها بداخل أحضانها مشتاقة إليها، بادلتها الثانية العناق بحنان ينبع منه روح الأمومة...
+
ضربتها بقوة قائلة :
+
_ بت يا أزهار كنتي فين يا جزمة الفرش مقفول و السطوح فاضي...
+
ابتعدت عنها أزهار ثم مررت أصابعها مكان يد جليلة قائلة بألم :
+
_ اه يا جليلة بالراحة ايدك زي المرزبة، هو أنتي بتضربي بقرة ده أنا أنعم من البسكوت...
+