رواية ودق القلب الفصل الثاني عشر 12 بقلم سهام صادق
الفصل الثاني عشر
ودق القلب
*************
كانت تسمعه وهو يضع قواعد علاقتهما ..يُخبرها بأن تعتبر لا شئ قد تغير وان زواجهم هذا وكأنه لم يحدث .. ورغم انها تعلم هذا الا انه جرح كرامتها بكلامه .. فهي أحياناً تشعر بأنه مجرد حجر يُلقي بكلماته وكأنها أوامر دون أن يعيّ أن الكلمه تترك اثرا اكثر من أي شئ
وبعدما أنهي حديثه حركت رأسها بتفهم
ونهضت وهي تهتف
- ممكن نمشي بقي
فنظر عمران اليها وأستعجب من تصرفها هذا ولكنه فضل الصمت
وخرجوا سويا من البناية الفخمه ..ثم توجهوا للسياره
لتركب جانبه بصمت وظلت هكذا طيلة الطريق
اما عمران كان سارح في عالم أخر
ووصلوا أخيرا للفيلا .. فزفر عمران انفاسه وهو لا يعلم ماذا سيقول لها
ووجدها تخرج من السياره ولكنها وقفت بعد ان ترجلت منها ونظرت اليه
- هبدء شغلي التاني امتي ؟
فتنهد عمران وهو يُطالعها
- تقدري تبدأي من بداية الأسبوع
وعندما أنهي كلامه وجدها أنصرفت .. وذهبت لغرفتها بضيق لا تعلم سببه
..................................................................
يوم جديد وأمل جديد ورحلة مازالت مستمره
أستيقظت من نومها دون حماس وظلت جالسة علي فراشها قليلا وتذكرت كل مامرت به ليلة أمس
ووخزها قلبها فوضعت بيدها عليه وكأنها تُطمئنه ..ونهضت من فوق فراشها وقررت أن تنسي تلك الليله وتعود لحياتها الهادئه كما كانت
.................................................................
نهض عمران من نومه وظل جالساً يتأمل الفراغ الذي أمامه وبدأت صورتها المنكسره تأتي لذهنه ..فأخذ يطرد تلك الصوره سريعا ونهض من فراشه ليبدء روتينه اليوم ويخرج لعالمه بوجه رجل الأعمال الحازم
...................................................................
وقفت مها أمام مرآتها تنظر الي هيئتها ..عينان اصبح يُحاوطها السواد من كثرة التفكير ووجه بدء يزبل ..
وسمعت صوت شقيقتها الضاحك
- في ايه يامها مانفس خلقة كل يوم .. اكتشفتي في نفسك حاجه جديده
فنظرت مها لها بصمت .. وأخذت تلف حجابها ..الي ان نهضت لمياء بعد أن شعرت بقسوة كلماتها .. وأقتربت منها تربت علي كتفيها
- لو تسبيلي نفسك بس وتسمعي كلامي
وغمزت لها بعينيها وتابعت
- هخليكي ايه قمر
فتنهدت مها بأختناق .. فيوم ان قررت أن تنصت لكلامها سمعت لأول مره كلاما لم تسمعه من قبل وندمت اشد الندم
- انا عجبني شكلي كده .. ولا عايزه ابقي قمر ولا شمس
فضحكت لمياء وهي تضرب بكفيها ونطقت دون أن تدرك اثر كلماتها علي شقيقتها
- يبقي مش هتتجوزي ولا حد هيبصلك
وانصرفت لمياء دون أن تنظر لوجه شقيقتها الذي كساه الحزن
...................................................................
شهقت منار بسعاده وهي تستمع بما أخبرتها به حياه واحتضنتها قائله
- وانا اقول السوسه حياه مبقتش ليه مهتميه بشغلها الأيام ديه .. اه ياستي ماانتي لقيتي شغلانه تانيه وهتشتغلي بشهادتك
فأبتسمت حياه علي مزاحها ..وهتف رامي بود
- مبروك ياحياه انتي تستاهلي كل خير
وعدلت منار من هندامها ..
- وانا كمان عندي ليكم خبر هيفرحكم
- أنا هتخطب وهستقيل من الشغل
فحدقت حياه بوجه رامي الذي تغيرواصبح شاحباً .. ونظرت الي منار التي تبتسم لها وتنتظر منها مباركتها
- مبروك يامنار
ثم أحتضنتها وعيناها مازالت معلقه علي رامي .. الذي وقف كالتائه يُطالعهما بصمت وحركت رأسها له وكأنها تُريد ان تخبرهُ
ان الحياه لا تقف .. وستستمر اذا رضينا او لم نرتضي
وتمتم رامي بشحوب : مبرووك يامنار
فطالعته منار بسعاده
- الله يبارك فيك يارامي ..عقبالك
وعندما جاء احد الموظفين يطلب شئ .. ذهبت اليه منار لتعد له طلبه .. فرفع رامي عيناه نحو حياه
- متقلقيش انا كويس .. مش اول صدمه أخدها من الدنيا
فأقتربت منه حياه وهي تشعر بالأسي نحوه
- بكره هتلاقي تعويض علي كل وجعك .
وعادت اليهم منار وطالعتهم متسائله
- مالكم ساكتين ووقفين كده ليه .. مش هتحتفلوا بيا
...................................................................
نظرت فرح الي عقد الأرض بسعاده وهي تُتمتم بشكر
- مش عارفه اشكرك أزاي ياأستاد أدهم
فأبتسم أدهم وهو يري سعادتها وتمتم بهمس لم تسمعه :
- المفروض انا اللي اشكرك يافرح
وأبتسمت برقه دون ان ترفع وجهها عن العقد
كان أدهم يختبر معها مشاعر جديده لاول مره يعيشها ..
- انتي مميزه اوي يافرح
فرفعت فرح وجهها نحوه .. فأرتبك وخشي ان تكون سمعته
- كنت بتقول حاجه !
وتذكر أدهم امر صغيره مالك
- ممكن أطلب منك مساعده
فرحبت فرح بشده .. ووجدت انها فرصه ترد له معروف مافعله
- اه اكيد اتفضل
فتنهد أدهم وبدء يُخبرها عن حاجته لمُربيه ل"مالك" ..فالأخري قد رحلت بعدما لم يجدها مؤهله لرعاية صغيره
..................................................................
حفلاً بسيطاً يريدوا فعله من اجل الرجل الذي احبوه وليس لأنه مالك القناه او الاعلامي المشهور " أمجد العمري".. وهذا كان مايحدث مع العاملين بالقناه وهم يتهامسون مع بعضهم كي يُفاجئه فهم يجدوا أن هذا الأحتفال يُعبر عن حبهم وأحترامهم له
كانت نهي تقف تستمع الي همساتهم وهي لاتفهم شئ الي ان سألت إحداهن فأخبرتها بالأمر وهي مبتسمه وتمتمت بهمس
- بس ديه مفاجأه
فنظرت اليها نهي بعد أن رحلت الفتاه من امامها ووقفت وهي لا تعرف ماذا ستجلب له .. فشخصية كأمجد صعب أن تفهم ماذا يُفضل او يكره
وكادت ان تُغادر كي تذهب لجلب هدية له الا ان سكرتيرته جاءت تُخبرها أنه يُريدها
وزفرت انفاسها بتذمر .. وقررت أن تذهب اليه سريعا تري مايريده ثم تنصرف
كان ينتظرها دون السبب ولكنه اصبح يشتاق لها .. وعندما دخلت عليه بطلتها الجميله التي يبغضها بسبب ملابسها
تنهد بيأس الي ان نطقت
- مني قالتلي انك عايزني
فسألها أمجد عن بعض المعلومات التي أراد منها تجميعها
- أنا أدتهالك النهارده الصبح بعد ماطبعتها
وشعر بالحنق من نفسه ..فهو لأول مره يُخطئ من تذكر شئ
ووقفت للحظات تنظر اليه تنتظر منه أن يخبرها مايُريده منها
الي ان تسألت
- هو انا ممكن استأذن ساعتين او تلاته كده وأرجع
وأراد أن يسألها عن السبب .. فتمالك ذلة لسانه وأشار اليها بالأنصراف
خذلان أخر أصابها وهي تري اللامبالاه في تعامله .. ولكنها أرادت أن تتجاوز كل شئ ..وتفكر في أمر هديته
وأنصرفت تحت نظراته المُحبه
...................................................................
وقفت نهي علي رصيف أحد الشوارع تنظر الي شاشة هاتفها تبحث عن مقترحات لجلب هدية له .. ولكن كلما وجدت أقتراح تجد أشياء معتاده ..وتأففت وهي تعبث في خصلات شعرها ونظرت حولها بملل فالوقت يمر وهي الي الان لم تجد هدية تُقدمها له .. وأتسعت حدقتي عيناها وهي تري شابً يحمل كتاب ينظر في غلافه وأخذت تدور الفكره بعقلها الي أن وجدت ان هذه الهديه هي الأفضل ..فأمجد لا يحتاج عطر غالي ولا ساعه ثمينه ولا دبوس بدلة ولا حتي أطقم زراير لقمصانه
وأسرعت بخطواتها لتذهب الي الأماكن المخصصه لبيع الكتب وهي تبتسم فقد وجدت غايتها بسهوله فهي تعلم انه يعشق الأدب الأنجليزي
................................................................
أنهت حياه اوراق أستقالتها من الشركه وودعت كل من منار ورامي وهي تتمني لهم الخير ..
وأنصرفت نحو الخارج لتقع عيناه علي عمران الذي يفتح باب سيارته لتلك الفتاه التي رأتها معه مُسبقاً ولم تكن غير
" نيرة" ووقفت للحظات تنظر اليهم الي أن تحركت السياره وأختفت من أمام عينيها .. وضمت حقيبتها الصغيره لجسدها
وأكملت خطواتها وأفكار كثيره تدور بعقلها
لما ازعجها المشهد رغم أنها تعلم حقيقة زواجهم ؟
لما أصبحت تلك الأيام تشعر بالوحده وأن قواها قد خارت ؟
وقررت ان تسير في الشوارع قليلا .. فهي اصبحت تعرف وجهتها
ووقفت تنظر حولها تتأمل وجهات المطاعم .. الكل يأكل ويضحك ويسد جوعه
وصغير يقف ينظر اليهم خارجاً .. وتحركت قدماها نحوه وأقتربت وقبل أن تصل اليه اصطدمت بإحداهن وسقطت الهديه التي كانت بيد الأخري أرضاً
- أنا اسفه .. مأخدتش بالي
فنظرت اليها نهي بهدوء وأبتسمت
- مافيش مشكله
وذهبت نحو الصغير وربتت علي كتفه بدفئ ...فألتف اليها بخوف لتبتسم له كي تُطمئنه
- تحب تاكل زيهم
فحرك الصغير رأسه بجوع .. فضحكت وهو تمسح علي شعره الناعم
- طب تعالا يلا ندخل ناكل
كانت نهي تقف تتأمل مايحدث وهي لا تعلم لما وقفت تُتابع تلك الفتاه .. وأبتسمت وأكملت وجهتها
...................................................................
وضع النادل الطعام أمامهم .. فنظر الصغير الي حياه ثم الي الطعام
فضحكت حياه وهي تتأمله
- عايزاك تاكل الاكل ده كله
وبدء الصغير يأكل وهي تأكل معه ببطئ .. تراه وهو يمسح فمه بسرعه كي يبدء بتناول لقمة أخري
تجربة لأول مره تعيشها ولكنها أدركت انها أروع شئ فعلته بحياتها .. وأنهي الصغير طعامه هاتفاً بحماس
- شكرا ياأبله ، الأكل حلو اووي
فأتسعت أبتسامتها وسألته بحب
- تحب تحلي بقي واجبلك عصير
فأبتسم الصغير وهو يُحرك رأسه .. فأشارت للنادل
وبعد أن أملت عليه بما تُريده .. أنصرف النادل
- تعرف أنا لحد دلوقتي معرفش أسمك ايه
فتأملها الصغير بخوف .. فهم يخبروهم يجب أن لا يعلم احد بأسمائهم
وتمتم وهو يخفض رأسه اراد ان يكذب عليها ولكن معاملتها الطيبه له جعلته يرفع رأسه
- أسمي محمد
فرفعت حياه يدها وهي تبتسم .. فنظر الي يدها الممدوده ثم الي يده الغير نظيفه ولكنها
- ياسيدي ما أنا ايدي كمان مش نضيفه
فضحك وهو يمد يده وصافحها فهتفت
- وانا أسمي حياه
فطالعها محمد بأرتباك فضحكت بسعاده علي ملامحه
...................................................................
ضحك أمجد بقوه وهو يري رسالة فرح ..ففرح كالعاده تهنئه بعيد ميلاده وتخبره بأن ابوالفصاد قد كبر عام وأصبح غراب .. وفي تلك اللحظه دخلت نهي بعد أن أطرقت الباب
ووقفت تتأمله وهي ينظر للهاتف ويضحك .. وقبل أن تتحدث بشئ رن هاتفه فنظر الي المتصل وأبتسم وأشار لنهي بالجلوس الي ان يُنهي مكالمته
وجلست تنظر اليه وهو يتحدث بالهاتف واول ما أنتبهت اليه أن اسم المتصله فرح ومن لهفته في الرد عليها وأبتسامته أيقنت ان هذه الفتاه تحتل مكانه خاصه بقلبه ..
ورغم ان كلامه معها في الهاتف كله مزاح .. الا ان كل كلمه كانت تصور لها مكانتها .. وأبتلعت غصه بحلقها
وقررت النهوض وكادت أن تخرج الي انها سمعت صوته يناديها
- نهي !
فألتفت اليه .. ليري بعينيها دموع تُجاهد ان تخفيها فسألها بقلق وهو ينهض من فوق مقعده
- مالك يانهي
فنظرت اليه طويلا
- مافيش حاجه
فتأملها متنهداً : طب تعالي أقعدي وقوليلي كنت عايزاني في ايه
ورفعت عيناها نحوه
- كل سنه وانت طيب
..................................................................
دخلت من بوابة الفيلا وهي تتذكر احداث اليوم .. فبعد ان أنهت طعامها مع محمد الصغير ..اشترت له ملابس جديده
وابتسمت وهي تتذكر أبتسامته وفرحته بالملابس الجديده
ونظرت الي ماتحمله لتري هدية منيره كما انها جلبت لنعمه هدية بسبب خُطبتها التي ستكون قريبً ولم تنسي امل معهم
وسمعت صوت البوابه يفتح ..وضوء سياره خلفها
وأكملت سيرها دون أن تلتف.. لتقف السياره وتسمع صوت عمران
- حياه
فألتفت اليه .. لتراه أتي نحوها ودون مقدمات أمسك يدها ووضع بها بطاقه ائتمان فنظرت اليه ثم الي مافي يدها
- ايه ده ؟
فأجابها بجمود وكأنه يفعل واجب لابد منه
- فتحت ليكي حساب في البنك النهارده عشان لو أحتاجتي حاجه
فتنهدت وهي تعطيه البطاقه
- بس انا الحمدلله مش محتاجه حاجه .. وبشتغل وبصرف علي نفسي
وتركها دون ان يرد عليها ... فهتفت بصوت عالي
- انا مش عايزه فلوسك
فعاد اليها ثانيه وبنبره جامده
- البطاقه معاكي عايزه تصرفي منها اصرفي مش عايزه انتي حره ..بس ديه الأصول اللي اتربيت عليها ولحد ماجوازنا ينتهي انتي ملزمه مني
وأنصرف دون كلمه أخري .. لتنظر اليه بغيظ ثم الي البطاقه وضغطت عليها بقوه حانقة منه ومن عجرفته ..................................................................
أنهي برنامجه وودع ضيفه ..ثم أستلم أحدهم المهمه بأن يتحدث معه قليلا كي يشغله عنهم الي أن يستعدوا
وسار أمجد معه الي أن أنقطعت الكهرباء فجأه ثم عادت بعد دقيقتان وتفاجئ بما فعلوه له كعادتهم ..فأكثر الأشياء التي اهتم بها منذ أن أمسك اداره القناه أن يجعل كل فرد فيها يشعر بأنهم أسره واحده
وأبتسم لهم وهو لا يعرف كيف يشكرهم لتذكرهم الدائم له .. ووقفوا يصفقوا له ويهنئوه ويغنوا.. الي ان جائت الكعكه التي تتوسطها صورته
وصافحهم بود وهو يشكرهم ..
كانت تقف تنتظر ان يأتي دورها من بينهم ولكن قبل ان يصل اليها وجدت إحداهن تقترب منه وتذكرت انها أحدي المُذيعات
وضغطت علي هديتها بقوه وهي تري تلك تتفنن في الدلال عليه والضحك وكانت الصدمه وهي تري هديتها كان
" كتاباً طبعه اولي لكاتبه العالمي المفضل "
وأتسعت عين نهي وهي تري سعادته البالغه .. وكلمات امتنانه وانها أفضل هديه قد حصل عليها هذا العام
وشعرت بأن وجودها لم يعد مرغوب .. وقررت الأنسحاب ببطئ دون أن يراها احد
وقطع طريقها احدهم وبدء يُحادثها دون ان يترك لها مجال ان تعترض وتنصرف .. وتنفست بعمق وعندما عادت تنظر الي أمجد وجدته مُنشغل مع تلك المرأه .. ففضلت أن تظل واقفه مع ذلك المتطفل الذي تعلم بنظراته اتجاهها
وبدأت تتناسي وجود أمجد كما نساها هو .. الي ان شعرت بيد الواقف علي ذراعها .. فأنتفضت من لمسته
ليعتذر : اسفه يانهي بس كنتي سرحانه .. فيعني
كان يُريد أن يُبرر فعلته الوقحه .. وقبل ان تتركه وتذهب
وجدت أمجد يتقدم نحوهم بملامح جامده ونظر الي الواقف
- معلش يامنير محتاج نهي في حاجه
وسحبها من ذراعها .. فهتفت بضيق
- سيب أيدي
وعندما وصل لمكان خالي وهادئ نظر اليها بضيق
- اسيب ايدك واللي واقف بيحسس عليكي ده وعينه راشقه فيكي ده تسميه ايه ردي
فتمتمت بسخط : انا حره زي ما أنت حر
ووقف ساكن للحظات ينفخ أنفاسه
- طول ما لبسك بالقرف ده هتدي لأي شخص فرصه انه يفتكرك ...
وبتر عبارته بعد ان شعر أنها قد فهمتها
فنظرت اليها بآلم
- شكراً
وألتفت بجسدها كي ترحل من أمامه .. فكلمته دمرت كل شئ جميل له رسمته داخلها .. وشهقت فجأه وهي تجده يسحبها لأحد الغرف
وبعد لحظات كانت تخرج من الغرفه لا تتمالك انفاسها وهي تتحسس شفتيها فقد قبلها أمجد وركضت ومازالت طيف قبلته بعقلها
أما هو وقف يمسح علي وجهه وهو لا يُصدق انه قبلها ..لا يعلم كيف ولما فعل هذا
ونظر الي الشئ المغلف الذي سقط من يدها .. وانحني ليلتقطه .. وأزال تغليفه ليجد كتاباً عن فلسفة الحب فأبتسم
وفتح أول صفحاته ليجد اهدائها
" الي اغلي انسان .. الي من علمني كيف اكون كما انا .. الي من أصبح عالمي كله " ..نهي
واغلق الكتاب وخرج من الغرفه مُتلهفا لرؤيتها فاليوم تأكد من حبه لها
..................................................................
وقفت فرح تُرحب بأدهم الذي جاء علي الفور عندما أخبرته أنها وجدت مُربيه لمالك وتنتظره بالملجأ كي تعطيه معلومات عنها
ونظر أدهم اليها يتعجب من جمالها الهادئ الذي لا يزينه شئ حتي ملابسها راقيه محتشمه
وجلس وهو يستمع لها عن مميزات المُربيه وحصولها علي شهاده جامعيه كما طلب
وتسألت : تحب تشوفها أمتي
فنظر اليها ادهم : لو النهارده يكون افضل
فحركت رأسها بتفهم : خلاص بعد دوامي في الملجأ هجبهالك
ثم مدت له بأوراق الفتاه قائله : ديه البيانات بتاعتها
لينهض أدهم وهو يأخذ الاوراق
- شكرا يافرح
وسألها بجديه : امتي هتبدي في ترخيص الارض عشان تبني عليها
فأخذت تقص عليه الأجراءات التي تنتظرها الي ان قاطعها
- متقلقيش انا هنهيلك كل حاجه ولا انتي نسيتي أني محامي
فأبتسمت وهي ترفع وجهها نحوه وعندما تلاقت عيناهم أشاحت بوجهها سريعا
أما هو أخذ يُطالعها وبعد أن كان يري جميع النساء علي نفس الشاكلة أدرك انه يختبر نوع جديد من النساء لأول مره يُصادفه !
...................................................................
مرت الأيام وجاء يوم خطبة نعمه .. وذهبت كل من منيره وأمل ومعهم حياه من أجل ان يكون معها في فرحتها
كان يأخذ الحديقة ذهاباً وأياباً ينظر في ساعته كل دقيقه منذ أن علم بذهابها مع منيره .. وبدء يُهدء في نفسه
- مالك ياعمران انت عمرك ماكنت كده .. مهتم وخايف عليها ليه
لتأتي اجابة عقله
" ديه امانه عندي ولازم اخاف عليها "
ليضحك قلبه ثم يصمت
وجاء دور العقل ليرد ولكن أنتبه لسماع صوت السياره التي نقلتهم الي الحاره التي تسكن بها نعمه
وخرجت منيره وحياه وأيضا صالح الذي أوصلهم بأمر من عمران وظل معهم ..
وضحكت منيره وهي الي الان لا تصدق أن احدي السيدات طلبت منها يد حياه لأبنها ظنناً منها انها أبنتها
وكان صالح يشاركها الضحك ونظر الي حياه ثم الي منيره
- خلاص يامنيره متحرجيهاش ..
وتابع وهو يغمز لمنيره دون ان يري الواقف علي مقربة منهم ولم ينتبهوا اليه
- ها ياحياه يابنتي نرد نقول موافقه علي العريس
فأحتقن وجه حياه بقوه .. فضحكت منيره علي شكلها
ثم ضمتها اليها
- عقبالك ياحياه ياحببتي
وسمعوا نحنحت صالح وهو يهتف بأرتباك
- عمران بيه
فأبتعدت منيره عن حياه .. ونظرت حياه نحوه لتجده يُطالعها بقوه ويقبض علي يديه بقوه
وهتفت منيره وهي لا تعلم انها تزيد الأمر سوء
- النهارده حياه كانت ست البنات ..أهل نعمه كلهم عايزينها لولادهم
فأزداد حنق عمران وهو يُطالعها بغضب ويتأمل فستانها الفيروزي الذي زادها رقه وجمال
وانصرف دون كلمه قبل أن ينفجر بها ويسبحها من يدها بقوه خلفه