رواية احببت العاصي الفصل الحادي عشر 11 بقلم اية ناصر
الفصل الحادي عشر :
وعندما تنفصل بنفسك عن هذا العالم تتجسد الذكريات أمامك بصورة أحلام و تمتزج معها الأمنيات ويبقي هنا السؤال ماذا بعد هل ستتحقق أم ستكون أوهام
- فتحت عينيها ببطء شديد فرأت أختها تمسك يديها وتبكي وبالجانب الأخر كانت الخالة حنان و عائشة و أمام فراشها كانت تقف سلمي وبجانبها فداء فنظرت لهم واستغربت من هذا التجمع فنظرت لهم مره أخري وبدأت تسترجع ذكرياتها فرحة هند بشدة وأخذت تهتف بله…فة:
- عاصي، عاصي أنتٍ كويسة
ثم تقدمة السيدة حنان و قالت باهتمام :
- عاصي حبيبتي أنتٍ كويسة يا بنتي
نظرت لهم ثم ابتسمت بحب و قالت بنبرة هادئة مازحة :
- إيه يا جماعة في إيه أنا كويسة والله بس شكلي كترة في أكل التوت
نظرت لها هند بغيظ فهي تمازح وهي كانت ستموت منذ قليل : أنتٍ بتهزري أنا كان فاضل شويا وأموت
نظرت لها بحب و عاطفة تختصها هي بها :
- بعد الشر عليكٍ يا نودي
ونظرت إلي سلمي و ابتسمت لها وهي تحيها وترحب بها :
- الحمد لله علي السلامة يا سلمي المزرعة نورت والله
- الله يسلمك يا عاصي منورة بأهلها والحمد لله علي سلمتك
ظل الوضع هكذا يتكلمون ويمزحون أرادت أن تنسي وجوده بهم وبعد وقت ليس بقليل استأذن حنان هي وعائشة ثم سلمي وهند ولم يبقي غيرها هي وفداء التي أتصلت بوالدتها واستأذنتها أن تظل عندها الليلة فوافقت علي الفور بينما نظرت فداء لها بشدة وحدها من تستطيع أن تري عاصي الحقيقية عاصي الضعيفة الهاشة و عاصي تخرج لفداء كل شيءٍ دون خوف ولا زيف و انتظرت فداء من عاصي أن تتكلم وبعد نظرات اطمئنان هتفت :
- عز الدين رجع عز الدين هنا
وحكاية عاصي تتجسد في وجود وغياب عز الدين عنها وفداء أرادت أن تستمع إلي النهاية ومن غيرها سيكون مُستمع جيد
.......................................
ثلاثتهم يجلسون في حديقة المنزل يتحدثون ولأول مرة بعد غياب دام كثيراً من الوقت يجتمعون ماجد وآدم وعز الدين كان ماجد يريد أن يتحدث مع آدم منذ ذلك اليوم يوم ذهابهم إلي فيلا حامد الشافعي يطلبون يد ابنته سلوي كيف لآدم أن يقع في حب فتاة كهذا ولكن صُدم من معرفته لأمر وصُدم عدم رأي وجهه آدم الحزين فتلك هي سلوي تتصنع البراءة لتخطف القلوب وهالة الجمال التي دائماً تصاحبها هي من تساعدها علي هذا و هكذا أوقعت أخية منذ زمن أوقعت آدم الأن هو أصغرهم سنن ولكن في تلك الموضوعات هو أكبرهم عقلاً بعد أخية
- ماجد كامل مصطفي مهران الابن الأوسط لعائلة مهران منذ صغرة وجدة يري أن هذا الطفل يأخذ منه ذكائه حديث التخرج من الجامعة ولكن دائماً لا يضع التعليم أمامه هو يري أنها شهادة فقط ولا تصلح أن تكون أكثر من ذلك ولكن من صغر يعمل ويعمل تحت إشراف أبيه وجده حتي نال شرف إدارة مصطنع لحوم آل مهران و بعض الشركات ماجد شاب وسيم جداً عاش طفولته بين مزرعة جدة وقصر أبيه ولكن هنا وهنا كان هُناك شيئاً مشترك يجعله متعلق بكل مكان يذهب إلية هو وجود أخيه الأكبر عز الدين وما أجمل أن يكون عز الدين بصحبته شغف ماجد بأخيه كان يتعدى التصور منذ صغرة يري أخيه بطل مثل سوبرمان والبطل الخارق عز الدين يركب الفرس وحده عز الدين يسوق السيارة بدون علم أحد عز الدين يصعد إلي الأشجار العالية ويلعب جميع الألعاب المخيفة ولكن عز الدين يهتم بالدمية الصغير ويبعد عنه هو أخية تلك الدمية التي جات بعدة إلي هذه الدنيا أخذت من حب جدة واهتمام أمه وابيه وأخذت أخيه وآدم الكل أهتم لها كونها أول فتاة في العائلة إي فتاة هذه كانت صغيرة وحين تلعب معه تأكل أكله ويأتي عز الدين ويحملها ويتركه ولكن لا داعي للظلم هي طيبة القلب كانت تبكي لا جلة عندما وقع علي رجليه وبكي وبكت هي الأخر ولكن أخيه يدللها كثيراً فتقرب هو من أخية ليغضبها ولكن لم تغضب ولم تفكر في الأمر عندما رأي أخيه يضرب الفتي ساعدة في ذلك لأنه أخيه يضرب من أجله الأطفال المشاغبين وعندما علم أن كل ذلك من أجل الدمية الصغيرة غضب من نفسه وهتف يأخذها هذا جواد ويريحنا منها أيام طفولة عاشها ولكن كل شيءٍ يفعله أنظر لعاصي عاصي الاولي عاصي متفوقه عاصي عاصي ما خصه هو بفتاة الطين تحب اللعب بطين بشكل مُلفت فأطلق عليها فتاة الطين علها تنزعج ولكنها تضحك وتبتسم تلك العاصي أيام كثيرة تعود علي وجودها معه وتعود علي تعلق أخيه بها و يمكن أن نقول تعلق هو كمان بفضولها وتواجدها حول أخيه ولكن عندما دخل أخيه مرحلة الثانوية تغير كثير بعد يوجد عنده أصدقاء كثُر و يريد التحرر من كل شيءٍ عز يحب الطيران منذ صغرة متمرد علي الطبيعة تعرف علي سلوي حامد الشافعي كانت صديقةٌ في تلك المرحلة أحبها وتعلق بها وترك يد فتاة الطين تحرر من تعلقها وأخذ يسخر منها وهي تنظر له بضعف بينما ظل هو ينظر لها من بعيد وأصبح عز الدين عاشق يرسم الأحلام ويبني أماني مع حبه الأول أو بالأحرى انبهاره الأول كانت الفتاة تبحث عنّ آخر لتفخر بذاتها بعيداً عنه و أنجرح أخيه وأصبح طير مهاجر دائماً لا يتعرف علي هذه ويحب هذه ويهجر هذه والآن تعود تلك البائسة ولكن بصوره فتاة مصون وتلعب تلك المرة علي آدم الطيب العطوف يكره هؤلاء الفتيات
- نظر إلي آدم وتنحنح ثم قال جديه : وأنت يا آدم عملت إيه مع البنت اللي كُنت عاوز تتجوزها
أخذ عز الدين يتابع بفضول فنظر آدم إلي ماجد وابتسم بسخرية: تعرف بحمد ربنا علي اللي حصل لما بتبقي مع الشخص عمرك ما بتفكر في عيوبه عينك بتبقي مش شيفه أو مش عاوز تشوف عيوب بس لما بتبعد كل حاجه بتظهر وضحة والظلمة بتبقي نور ده حالي سلوي متنفعش تكون زوجه ليا والحمد لله
نظر له عز الدين بانصعاق عن ذكر الاسم ثم نظر لأخيه ومن نظراته علم أنها هي فتكلم ماجد
- الحمد لله يا آدم
دلفت سلمي إلي الداخل مبتسمة وأخبرت آدم أن عاصي استيقظت ففرح آدم و أستأذن ليذهب إليها لكي يطمأن قلبة عليها والآن للحديث بقية انسحبت سلمي هي تحت نظرات عز الدين المحب و ماجد الحزين من أجلها و الصمت ساد قام عز الدين ليرحل فأوقفه أخيه :
- أنت ليك دخل بلي حصل لعاصي ده
والصمت هو الصمت وغضب بدأ يتصاعد و نظرات مُتعمقة ومُتحدية ومازال علي وضعه
- وإيه اللي حصل لها
- عز الدين عاصي جيه بتجري وانت جيت بعدها من نفس المكان يا ريت ما تكنش السبب لتعبها ده
وبسرعة استدار لأخيه وهو ينظر له بنظرة غاضبة :
- وأنت يخصك إيه السبب
- لا ما يخصنيش في شيء بس حبيت أعرف بس
- أنا رايح أنام مش فاضي للكلام ده
- سلوي هي البنت اللي آدم كان عاوز يتجوزها
- ما يخصنيش
- طيب ليه الهروب و له نظرة بانصعاق و تفاجئ
- هروب من إيه وليه
- من نفسك وليه عشان متبقاش غلط
- أنا عاوز أنام سلام
- سلمي
ووقف لينظر لأخيه : سلمي ملها ؟
-لازم نقف جنبها أختك لازم تحس أن أحنا معها لازم نسعدها عشان تفرح
- نسعدها في إيه
- هقولك
...........................
- لم يخذلني أحد أنا من خذلت نفسي عندما رهنتٌ علي النسيان واصطنعت القوة وكان عقابي ضعف و دموع مُتساقطة وانهيار بين أحضانه منه و إليه يا عذابي منه وإليه
نظرت لها فداء لا تعلم ماذا تفعل هي لا تملك الكلمات هي فقط تملك النظرات ودفتر تدوين ولكن الشعور لا يصل إلا بالصوت بالنبرة الحروف صنعت لتُقال وتستمع فتصل من قلب لقلب وتبقي الكتابة باللغة هي أخر المحطات فما في يدي وأنا بكماء يا عاصي ما في يدي يا صديقتي تساقطه الدموع من عينيها وهي تستمع إليّ كلمات عاصي فنظرت لها الأخرى وانتفضت وكأن دمعة فداء غسلت أحزانها هي اعتادت علي ذلك الوجع هي اعتادت عليه والأن الأهم هي فداء كيف ستساعدها الأن
.....................
جاء آدم من الخارج مسرعاً إلي غرفة أخته يريد أن يتحدث معها و يطمئن قلبه ليستكن بين ضلوعه دق الباب و دلف إلي الداخل بسرعة وتفاجأ بأخته تحتضن فداء والأخر بين أحضانها تبكي نظرت له عاصي ثم أشاره له بأن يخرج بسرعة ففداء لم تشعر بدخوله وهي ترغب أن تبقي هكذا حتى تخرج ما بداخلها فلكي تفسل روحك وتطفئ شعلة أحزانك لابد أن تبكي، والأخر بالخارج يريد أن يعلم ماذا هنا أنتظر وأنتظر ودقائق ولحظات حتى خرجت عاصي إليه فنظر لها و وتقدم بسرعة و :
- أنتٍ كويسه
- أيوه يا آدم ما تخفش عليا
- عاصي يا ريت تخفي من موضوع الشغل ده و اهتمي بنفسك شويا
- يا آدم شغل ده حياتيّ
- عاصي بلاش عند حرام عليكٍ نفسك
- حاضر يا دكتور
نظر لها و ابتسم فهي غضبت منه فهتف : هي فداء ملها كنت بتعيط ليه
نظر إلي الأرض وهتفت في ضيق : مفيش يا آدم مفيش
نظر لها يفهمها ويعلم أنها مهمومة ولا تريد أن تتكلم فأراد أن يحترم تلك الخصوصية فعانقها بحب وأخد يمسد علي خصلاتها الطويلة بحب
.....................
هل جربت يوماً أن تصرخ بلا صراخ والأنين يكون مكتوم هل جربت نطق أبجدية الحرف بتحريك الشفاه والصمت هو المسموع هل جريت الهلع الخوف هل جربت الاشتياق والحنين هل جربت الفقدان و شعور بفقدان الأمان مع التعري هل سمعت هل رأيت هل شعرت انتظر سمعت ماذا ورأيت ماذا وشعرت بماذا فأنا سمعت أنين وصراخ ورأيت أحب الأشخاص إلي قلبك يسقط و لم ترى من القاتل لم تشاهد إلا أقدام وعصا برأس كالصقر تقع علي الأرض وشخص ضخم يلتقطها وشعرت بأقدام تبتعد بخطوات واثقة وبعدها يتم وفراق مصطحب بسكات إلي الأن حلم فداء الشهير حلم فداء المريب حلم فداء التي لا تتذكر منه سوأ طلامس و أستيقظ وحبات عرق منشرة وهكذا هي دوماً تفيق
..............
استيقظ باكراً بل سلطان النوم لم يكون صديقة في تلك الليلة فاستيقظ كانت الساعة التاسعة صباحاً وهذا الوقت عن ماجد يعتبر فجراً حمل هاتفة و جهاز الاب توب الخاص به و خرج إلي الحديقة ليعمل وأخذ يفكر في كلام أخيه فهو سيتولى موضوع سلمي ووعده أنه سيكلم جده في القريب العاجل وسيحل الأمر معه تنفس برياحة ثم طلب من أحدي العاملات كوباً من الشاي ولكنها جاءت إليه بكوب من الشاي الممزوج باللبن وقالت له تلك أوامر المهندسة عاصي أن لا نصنع الشاي منفصلاً لأنه يضر الصحة ويسبب الأنيميا نظر لها بعدم فهم عاصي تتدخل في كل شيء في هذ المكان حتى في مكان الكرسي الجالس عليه فأخذ يتمتم بكلمات غير مفهومه حين أعلن هاتفة برسالة نصية من أحد الأصدقاء و يا الله من سخرية القدر سيف الأسيوطي يرسل له رسالة في الصبح ما هذا هو بحاجه لشخص مرح كسيف حتى لا ينفجر وكان نص الرسال غير مفهوم وكانت كالآتي ( ما هذا يا صاح عربية كارّوا عقبال أما تقلبها توك توك امشن مطلع لسانه) والحاجب مرفوع و علامات عدم الفهم مرسومة علي وجهه بخطوة عريضة والإجابة كانت :
- الواد سيف أتجنن ربنا يهديه
وعندما جلس وأخذ يتابع عملة وبعد وقت أراد أن يتصفح موقع التواصل الاجتماعي ولكنه منذ اللّحظة الأول صدم صورته علي تلك العربة يا الله إنها فضيح وبعض الصفحات الإخبارية تنشر صور رجل الأعمال الشهير وهو يجلس علي عربة كارّوا و الغضب سيفتك بمن فعل هذا به بالتأكيد سيقتله ويجعله عبره لمن يعتبر
.......................
وفي ذلك الوقت كانت عائشة تسير هي وهند باتجاه الحقل و هما يضحكان وبشدة فعائشة قصت لهند ماذا فعلت بذلك الوغد ماجد ليعلم كيف يتعامل مع عاصي وحسرته علي من يقع مع حواء
.............
- يعني إيه مش عارف توصل لصاحب الأكاونت أنت أتجننت أتصرف أنا عاوز أعرف مين دي حالا مين يا أخويا بإسم إيه فتاة أبكها البصل أنت بتهزر علي الصبح أبعت الأكاونت ده خلصني
غاضب هو بشدة يستحلف ويوعد ومن الممكن أن يقوم بقتل أحدهما من تجرأ علي فعل هذا أمسك هاتفة وأخد يبحث عن صاحب الأكاونت وما هذا أنها صديقة مشتركة عند أخته وأخيراً ومن أحد منشورتها وبصدمة تلقاها عائشة سيفتك بها
...............................
الأمر مختلف تماماً الجميع يعمل بنشاط عائشة وهند و آدم الذي لم يذهب إلي عمله لكي يساعد أخته في عملها فهو يعلم أن في أيام الحصاد يكون العمل كثير فأراد أن يبقي بجانبها حتي لا تمرض مثل يوم أمس بينما كانت عاصي تقف في وسط العمال وتعمل معهم وهكذا آدم وعائشة وهند الجميع يعمل بنشاط حتى ينتهون من العمل قبل الظهيرة جاء سلمي إليهم وهي تضحك تريد أن تساعدهم فأخذت تعمل معهم وهي سعيدة جداً والجد مصطفي يتابع من بعيد وسعيد جداً بتلك الأجواء بينما نظرت عائشة إلي عاصي و هتفت:
- عاصي عوزه أطلب منك طلب وتوفقٍ
- قولي يا عائشة علي حسب الطلب
- غاني يا عاصي بالله عليك
فهتفت سلمي بسعادة : أهها يا عاصي عشانٍ
وبدأ الجميع يطلب من عاصي الغناء فابتسمت
- حاضر بس
- أغاني إيه
- اللي أنتٍ عوزه
وهنا نظرت الي جدها ولكنها وجدتها يسلم علي جده ويقف بجانبه يتحدث فهتفت بخفوت ها غاني و للحظة سكت الجميع و بقي صوتها هي ينتشر في الأفاق :
عادي نتظلم عادي
ونسألهم يقولو نصيب
محدش هامه مين ظالمه
ومين جارحه وفاكره حبيب
عادي نكون عارفين طريق
الصح لكن تايهين
بدايته منين
في ناس غلبانة
وناس لاعبة على الونجين
وأنا لوحدي هكون وهكون
وهتحدى بفعلي الكون
هحرك الأمل في الناس
وبالإحساس هساع الكون
راح اعمل خير في الدنيا
مش استني حاجة تانية
ده أكتر بكرا جوايا
وتبقى نهاية وانا موجود
و صمت صمت سكات ودمعة هبطت من عين العاصي لا إرادية ولكن صوت تصفيق جاء من خلفهم و الأنظار ابتعدت عنها لتتسلط فمن صاحب الصوت ومن سيكون من سيكون
يتبع