اخر الروايات

رواية ودق القلب الفصل الحادي عشر 11 بقلم سهام صادق

رواية ودق القلب الفصل الحادي عشر 11 بقلم سهام صادق



الفصل الحادي عشر
***************
ودق القلب
أنهت طعامها وجلست تمزح معهم كعادتها ..فهم أصبحوا عائلة لها ..عائله ولدتها الأيام .. ونظرت الي نعمه التي تبدو اليوم جميله ومشرقة الملامح وتسألت بمرح
- جمال هيخطبك مش كده
فضحكت كل من منيره وأمل عليها .. فحركت نعمه رأسها بخجل
- أمبارح قرينا الفاتحه .. وبعد أسبوعين هنجيب الشبكه
وتابعت : دبلتين علي قدنا
فنهضت حياه من فوق مقعدها وأتجهت نحو نعمه الواقفه خلف الموقد تُقلب شئ .
- مبرووك يانعمه .. انا فرحانه اوووي
وحضنتها بمحبه ..ثم قفزت كالأطفال تصفق وتُهلل وتُغني
- يادبلة الخطوبه عقبالنا كلنا
ثم نظرت الي نعمه التي أنفجرت ضاحكه
- مش هي الأغنيه كده ولا أنا غلطت
وتابعت وهي تحك رأسها بتفكير
- منار ديما بتغنيها كده
فتعالت ضحكات أمل ومنيره اللاتي كانوا يكتمون صوت ضحكاتهن وتمتمت نعمه وهي تضع بيدها علي بطنها
- اه بتتغني كده
ونظرت أمل الي منيره وهي تسعل
- أنا لحد دلوقتي مش قادره أصدق انك عشتي طول عمرك بره مصر
فعبست حياه بوجهها وزمت شفتيها كالأطفال
- أتكلملك أنجليزي دلوقتي عشان تصدقي
وبدأت تتحدث بطلاقه .. حتي أقتربت منها أمل ضاحكه ووضعت بيدها علي فمها
- لاء ابوس أيدك أقفلي نشرة الاخبار الأجنبيه ديه
ومر الوقت الي أن شهقت حياه فزعاً مُتذكره أن عمران طلب منها الذهاب اليه ونظرت الي ساعة يدها الطفوليه
- هو عمران بيه في مكتبه
وقبل ان يتسألوا هتفت بمشاكسه :
- مش عارفه عايزني في أيه ..هعرف بس وهقولكم
فضحكوا .. لتقترب من نعمه برقه
- نعمه تعالي معايا عشان خاطري
فطالعتها نعمه وهي تُحرك رأسها برفض وأشارت نحو أمل فذهبت لأمل التي رفضت هي أيضا
وضحكت منيره علي تصرفها الذي يُشبه الأطفال .. وأنتقلت الي منيره وقبل ان تفعل معها مثلما فعلت معهم
نهضت قائله : بس خلاص هاجي معاكي
فأبتسمت وحياه تُقبلها
- أستنيني أعمله قهوته .. عشان تبقي حجه لدخولي معاكي
فضحكت حياه ونظرت الي كل من امل ونعمه بشر .. فضحكوا علي تصرفها
وتمتمت أمل بدعابه
- عمران بيه مش بيعض والله .. ومبيكلش بنأدمين
وأنفجرت نعمه ضاحكه .. لتهمس لها منيره بأمومه
- سيبكم منهم
وأنهت منيره صنع القهوه ... وأبتسمت وهي تري نظرات الشر بين الثلاثه
وهتفت بعد أن وضعت القهوه بالفنجان
- يلا ياحياه
فسارت معها وهي تستمع لضحكات كلا من أمل ونعمه .. وألتفت اليهم تخرج لهما لسانها ثم ركضت خلف منيره
التي ضحكت علي افعالهم الطفوليه
وطرقت الباب بخفه
- أدخل
فدخلت منيره وخلفها حياه مُلتصقه بها وابتسم داخله وهو يري منيره تبعد يد حياه عنها فقد كانت تتشبث بها
ورغم أبتسامته التي لم يظهرها الا انه شعر بالضيق من فعلته .. ف لهذه الدرجه تخافه
ووضعت منيره القهوه أمامه ..وجاء رده
- أنا مطلبتش قهوه يامنيره
فأرتبكت منيره ثم نظرت الي حياه التي تخبرها بنظراتها ان تظل معها
ولكن نظره من عمران لها جعلتها تنصرف
وأنصرفت دون ان تتفوه بكلمه .. ليهتف عمران بجمود
- مش باكل بنأدمين انا
فأتسعت حدقتي عينيها وبغباء نطقت
- أمل قالتلي كده برضوه
وعندما رأت نظراته الجامده .. ضربت جبهتها وتمتمت بتعلثم
- حضرتك قولتلي انك عايزني في موضوع .. هو عمو حسام كلمك وقالك هيرجع
فنظر اليها عمران طويلا .. ثم اشار لها بالجلوس .. وأعتدل بجلسته وبدء يتحدث معاها دون شعور بمشاعرها
فقد اخبرها بحالة حسام وانه الي الأن لم يفيق من غيبوبته .. الي ان بدء يفسر لها وجود ذلك الرجل الذي رأته صباحا ورغبته بأخذها لانه يعتبر في مقام عمها .. شرح لها كل شئ بالتفاصيل وما يظنه هذا الرجل من امتلاكها للأموال ثم انه يريدها زوجه ثالثة له
ونهضت حياه بفزع ونظرت لعمران دون تصديق
- يتجوزني انا
وتخيلت شكله العجوز فهو بعمر والدها .. واكملت بخوف
- رجعني لندن طيب .. لحد ما عمو حسام يفوق
وبدأت تترجاه وهي تخبره
- انا معايا تمن تذكرة الطيار متقلقش
كان يتفحص تفاصيل وجهها التي ظهر عليها الخوف .. ونظر الي عينيها ليجد كل ماكان يريده
عين تكاد تُجاهد صاحبتها الا تبكي .. كسرة ووحده ومصير تجهله
ونطق بعد أن تركها تتكلم كما شائت
- اقعدي ياحياه واسمعيني لحد الاخر ..
كانت نبرة صوته جامدة بارده .. وجلست تفرك يديها بتوتر
فتابع هو حديثه الي ان اخبرها انه سيتزوجها
ونهضت مره اخري بنفس الفزع وهي تُطالعه .. فهي تعلم أنه يمقتها ويكرهها ولولا انها امانة لديه لكان طردها
وتهجم وجه عمران من نظراتها وهتف بحده
- هو انا كل ما أتكلم شوية تقومي تتنفضي .
فهتفت بتعلثم
- انا هرجع لندن
فنهض عمران من فوق مقعده بحنق
- هترجعي لندن تعملي ايه فيها .. فؤاد مش هيسيبك
وبدء يري الدموع تلمع بعينيها .. فزفر انفاسه وتحدث بهدوء
- حياه جوازي منك عشان احميكي لحد ماحسام يفوق
وبعد وقت طويل وهي صامته وهو يشرح لها طبيعة زواجهم الذي سينتهي بوجود حسام وأخيرا حركت رأسها وقد جف حلقها وهي تري نفسها عالقة بالمنتصف
ونظرت الي عمران نظره طويله تحمل معها مشاعر مختلفه
وهمست بنبرة منكسره
- موافقه
...................................................................
أنتفضت فرح من نومها بفزع وحدقت بالفراغ الذي أمامها
وزفرت انفاسها بقوه وهي تمسح علي وجهها وعادت تتذكر الحلم بشرود
رأت نفسها عروساً جميله .. ووالدها يقف يبتسم لها
ثم ظهر أمجد وبجانبه رجلاً اخر لم تري ملامحه
وأبتسمت عندما رأت أمجد في حلته المهندمه .. وأقترب الرجل منها وتراجع أمجد بخطواته للخلف ونظرت الي والدها لتجده يبتسم للرجل المجهول ..وتقدم منها
وأخذت تلقي بنظراتها نحو أمجد ووالدها الي ان سمعت صوت والدها
- روحي مع جوزك يافرح !
الكلمه ظلت تتردد في اذنيها ... كيف سستزوج بآخر غير أمجد وكيف لوالدها أن يقدمها لذلك الغريب
اسئله كثيرة بدأت تدور بعقلها الي أن سمعت صوت أذن الفجر يعلو
فنهضت من فوق فراشها .. وأطرقت ليلي الباب وابتسمت بحب
- كنت جايه أصحيكي عشان الصلاه
ونظرت الي وجهها الشاحب .. وأقتربت منها
- مالك يافرح
فطالعتها فرح بنظرات تائهه
- حلم عجيب ياعمتو
...................................................................
اتسعت حدقتي عينيه وهو يستمع لصديقه وهتف دون تصديق
- مش معقول هتتجوز
فتنهد عمران بضجر
- انا بحكي في ايه من الصبح .. مروان ركز معايا كده بليل محتاجك في شقتي الخاصه تيجي ومعاك المأذون .. هكلم أمجد يحضر كمان
فضرب مروان كف بكف ومازال في دهشته
- عمران انت متأكد
فزفر عمران انفاسه .. ونهض من فوق مقعده ليسير بخطوات هادئه نحو شرفة مكتبه وبدء يحكي له أسباب زيجته وكل شئ عن حياه ولكن دون أن يخبرهُ بتفاصيل كرهه لها ولوالدها وأسباب هذا الكرهه فقصة الانتقام قد أنتهت وأقتنع ان الله قد اخذ حق عمته وحق كل من ظلمه هذا الرجل اما أبنته فسينتظر ان يأتي حسام ويخرجه من ذلك الكابوس وترحل كما أتت
وبدء يستوعب مروان الكلام
- يعني جواز مؤقت عشان تحميها
فشعر عمران بالحنق
- في أسئلة تانيه يامروان .. لان بجد انا روحي في مناخيري النهارده
فتعالت ضحكات مروان
- كل ده عشان هتتجوز .
وشرد مروان في حياته السابقه وكيف تركته زوجته لانه عاد الي الصفر ولم يعد يملك شئ ، وظهرت علي ملامحه الجمود .. وعندما شعر بيد عمران علي كتفه
أبتسم وهو يتسأل
- طب وليلي هانم
فحرك رأسه ببرود
- محدش هيعرف حاجه عن الجوازه ديه .. مجرد مايفوق حسام كل حاجه هتنتهي وهننفصل بهدوء زي ماأتجوزنا
وأشار اليه بتحذير
- انت وأمجد وعمها بس اللي تعرفوا يامروان
..................................................................
رفعت فرح وجهها عن الأوراق التي امامها وهي تتنهد بحنق
فكلما حسبت أحتياجات الملجأ والاطفال وجدت عجز بالمال
فالملجأ حالته سيئه وعمران لم يكن يهتم الا ببعث المال شهريا والتي كان اكثر من نصفها يُوزع بالتساوي بين بعض الموظفين ..فقد أكتشفت أن مديرة الملجأ ومعاونيها اصبح لدي كل منهم سياره وعقار وحياه رغده كان يعيشوها
وزفرت أنفاسها بأرهاق وهي لا تُصدق ان هؤلاء كانوا يستطيعون النوم بضمير وهم يأخذون حق هؤلاء الصغار
وفاقت من شرودها علي صوت أحدي الموظفات بالدار ..تخبرها بوجود ضيف
ودخل الضيف بخطوات واثقه .. ورائحه عطره تملئ المكان
وأبتسم وهو يُطالع ملامحها التي ظهر عليها الدهشه بسبب وجوده
- أزيك ياأنسه فرح
فرسمت فرح أبتسامه هادئه علي وجهها ورحبت به
- بخير الحمدلله .. اتفضل
وأشارت له بأن يجلس .. فجلس أدهم وهو يتفحص المكان حوله .. فوضع الملجأ يحتاج للترميم من جديد
فالارائك باليه .. وجوانب من الحوائط مُشققه وكأن لا احد يعتني به
ورأت نظراته التي تجول بالمكان بتفحص
فهتفت بأرتباك خوفاً من ان يتراجع في اسهامه بأعطاء الأرض للملجأ من اجل توسيعه وبناء مبني اخر ينتقل اليه الأطفال حتي يُرمموا هذا
- تحب تشرب ايه ياأستاذ أدهم
فحرك راسه بالنفي وتسأل
- محدش كان بيهتم بالملجأ
وجلست فرح امامه وبدأت تسرد اليه وضع الملجأ وحاجتها بالفعل للارض
كان ينظر اليها وهي تتحدث ويُقارن بينها وبين زوجته
مُقارنة كانت صعبه فالأثنان لا مقارنة بينهم
وعندما رأت نظراته المحدقه بها .. أشاحت بوجهها بعيدا
فتنحنح بحرج ونهض من فوق المقعد
- بكره الصبح هعملك التنازل في المحكمه .. هستناكي قدام الملجأ
وسار نحو الطاوله التي تحتوي علي حاسوب قديم وبعض الملفات والأوراق المُتناثره
واخرج قلمه ودفتر الشيكات خاصته .. ووضع رقماً من المال
نظرت فرح الي مايفعله بصمت .. وبعد أن وقع بأسمه أعطاه لها مُتمتما
- ديه مساهمه للاطفال والملجأ
ورسم ابتسامه جعلت فرح لاول تحدق برجل هكذا .. فاليوم كان بحلته العمليه الانيقه التي ضافت له جاذبية خاصه
وأخفضت رأسها سريعا بعد ان ألتقطت الشيك منه هامسه برقه
- شكراً علي مساهمتك الطيبه !
...................................................................
كانت تجلس شارده تنظر الي لا شئ .. تُتابع منيرة التي تجلس تقطع الخضروات وأمل التي تتحرك هنا وهناك اما نعمه فخرجت لجلب بعد الاغراض مع صالح
فلم تذهب اليوم الي عملها .. فعمران قد أخبرها انها لن تعمل هناك ولكن اخبرها ان عملها سيكون بشركه أخري
وشردت في تلك الليله بعد أن أخبرته بموافقتها
كان ينظر اليها وهي تنطق الكلمه بشحوب .. هي تعلم أنه صادق بكل كلمه يقولها ولكن صفعات الحياه أصبحت تزداد عليها ..
وسمعت صوته الجامد :
- بكره هنتجوز
فرفعت عيناها نحوه .. لتجد نظراته البارده تُطالعها وابتعلت غصه بحلقها فكلما نظرت لعيناه شعرت بكرهه لا تعلم سببه
اما عمران كان يُصارع نفسه .. يتذكر عائلته ثم ينظر اليها
ويتسأل داخله
" هتساعد بنت الراجل اللي دمر عمتك .. هتربط أسمها بأسمك .. أسم محمود الرخاوي ضميته للعيله ياعمران "
ولكن قد قرر وأنتهي الامر وعندما وقعت عيناه علي صورة العائله .. اغمض عيناه بقوه وتمتم بجمود
- شغلك في الشركه أنتهي .. جمعي حاجتك عشان هتمشي من هنا
ووقعت الكلمات علي رأسها وهي لا تفهم شئ
- ازاي
فحدق بها عمران بنظرات خاليه من المشاعر
- هجبلك شقه تعيشي فيها .. وهتشتغلي في شركه تانيه
فنظرت حياه حولها
- بس انا عايزه اعيش هنا
وعندما حدق بها بقوه .. هتفت سريعا
- هعيش في نفس المكان في الاوضه اللي في الجنينه
وتابعت برجاء
- ارجوك أنا اتعودت علي هنا ..
هو يُدرك تماماً سبب رغبتها في المكوث هنا .. فعلاقتها بالعاملين أصبحت قويه
ورأي نظرت رجاء بعينيها .. فتمتم ببرود مصطنع
- تمام موافق ..
واكمل بقسوه : جوازنا محدش يعرف بيه مفهوم
رغم قسوة الكلمه الا أنها ابتلعتها ..هي لا يفرقها معها أن تكون زوجته ولكن لفظه القاسي أوجعها
وفاقت من شرودها علي يد منيره الحانيه
- مالك ياحياه .. قلقانه كده ليه يابنتي
فأبتسمت حياه بتوتر وهي تنظر الي منيره
- انا بس قلقانه عشان الشغل الجديد اللي هبدء فيه
كانت أمل تُتابعها بعينيها ثم مازحتها
- اوعي تكوني حبيتي موظف هناك ومبقتيش قادره علي بعده
وتعجبت امل من صمتها العجيب ولكنها قررت أن لاتضغط عليها وخاصة بعدما رأت نظرات منيره المُحذره
................................................................
أبتسمت وهي تستمع لنقاشه في الهاتف مع أحدهم
وتأملت ملامحه الرجوليه ثم لحيته الخفيفه .. وتركت الاوراق التي كانت تدون بها بعض الملاحظات .. وأخذت تتُطالع كل أنش بجسده
أنهي أمجد مكالمته وأنتبه الي التي تجلس ساهمه به
ونهض من مقعده .. وسار نحوها
- هتدفعي تمن الصوره اللي اخدتيها ولا ارفع عليكي قضيه
وفاقت من شرودها علي مزاحه .. وأبتسمت بأرتباك
- أسفه سرحت شويه
فغمز أمجد بعينيه :
- سرحت في مين اعترفي
وبدء يتلاعب بها فعيناها تصرخ بحبه ولكن يُريد ان يسمعها منها .. يُريد أن تخبرهه انها عاشقه به
لم يكن يوماً انانياً ولكن معها اصبح هكذا
وأشاحت بوجهها بعيداً عنه .. وجمعت الاوراق التي كانت امامها وأعطتها له بعدما نهضت
- اتفضل ديه الأوراق مكتوب فيها كل الأسماء اللي طلبتها والمعلومات اللي كنت محتاجها
وسارت بخطوات سريعه وغادرت الغرفه
فوقف أمجد يُطالعها وهي تغادر .. ويتسأل بدهشه
- هي زعلت ولا ايه
اما هي كانت تسير في طريقها وقلبها يؤنبها علي مافعلته به .. فهو أصبح يتلاعب بها يري نظراتها ويتجاهلها
وعضت علي شفتيها بقوه فمعه قد نسيت كل مكرها وتلاعبها
...................................................................
كل شئ قد تم سريعا وهاهي تجلس علي مقعدها بفتور تنظر ليد عمران التي تُصافح ذلك الرجل الذي يعد من عائلتها
وحمل المأذون دفتره وأنصرف ومعه مروان يتبعه للخارج
شخصاً واحداً كان جالساً بأسترخاء يُطالعها بتفحص ...
هو نفس الشخص الذي رأته من قبل في الفيلا واوقفها يسألها عن هويتها وعلمت بأنه شقيقه ولكن نظراته اليوم اليها مختلفه
وفركت يديها بأرتباك .. وطأطأت رأسها بخوف
فهتف فؤاد قبل أن يرحل
- مبرووك يابنت الغالي
وجز علي أسنانه بقوه وهو ينطق اخر كلمه .. وتأكدت بأن عائلة والدها بالفعل تكرهه كما كان يخبرها عندما كانت تسأله عنهم
وأنصرف فؤاد وبقي عمران وأمجد ليأتي مروان يُطالعهم بصمت
فنظر امجد الي اخيه طويلا ونهض قائلا
- عمران عايز أتكلم معاك شويه ممكن
فربت عمران علي كتف امجد وهو يعلم بكل مايدور بخلده .. فهو رأي نظرات شقيقه عندما علم بأسم والدها .. فأخوته يعلمون سبب كره جدهم وأبيهم رحمهم الله لهذا الرجل
وسار نحو احد الغرف .. لينغلق الباب ..فتشعر هي بالرهبه من كل مايدور حولها
فنظر لها مروان بأشفاق لا يعلم سببه
- مبرووك يامدام حياه
فحركت رأسها بصمت .. ليتجه مروان بعدها للشرفه يقف فيها
تسأل أمجد بضيق
- عمران اوعي تقولي أنك اتجوزتها عشان تنتقم
فنظر اليه عمران بجمود
- ومن امتي ولاد العمري كانت ديه أخلاقهم
وبدء يشرح له سبب زيجته بها .. حتي تمتم أمجد براحه
- أنا صحيح مش راضي علي جوازتك حتي لو مجرد وقت
ثم نظر الي عين عمران بقوه
- بس هي ملهاش ذنب في حاجه ..
وأبتسم واحتضنه
- مبرووك ياعمران .. اه لو ليلي هانم عرفت
فأبتعد عنه عمران وهو يحذره
- أمجد جوازي محدش هيعرف عنه حاجه .. وزي ماأتجوزتها هننفصل
واشار اليه بتحذير : سامع يا أمجد ..
فهتف أمجد ضاحكا
- ياسيدي فاهم متقلقش
وأنهوا حديثهم ليخرج أمجد .. وينظر الي حياه التي لم تتحرك الي الأن من مكانها ..وألتقت عيناهم وقبل رحيله هنئها بنبرة ودوده
- مبرووك
وأنصرف ليتبعه مروان بعد أن أشار لعمران بأنه أيضا سينصرف فمهمته هو الاخر أنتهت
ونهضت عندما أغلق باب الشقه .. وتمتمت بقلق
- مش هنمشي
فأشار لها
- أقعدي ياحياه هنتكلم شويه وهنمشي
فعادت تجلس بتوتر .. وأخذ عمران يُطالعها قليلا فوجهها أصبح متورداً بشده وعيناها لامعه بشكل غريب يعلم ان هذه اللمعه مجرد دموع متراكمه تنتظر بأن تسمح لها صاحبتها بالهطول كي تُخفف عنها !


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close