رواية صماء لا تعرف الغزل الفصل العاشر10 بقلم وسام الأشقر
تقول بحقد ظاهر وهي ممسكة بهاتفها:
– سمعت بودانك الهانم بتخطط لإيه؟
وقف بوجه أسود غير مصدق لما سمعه من هاتف ملك.. لقد أرسلت لها تقى تسجيل بصوت غزل وهي تقوم بالسب فيه ونعته بأبشع الصفات وتتوعد له بان تذله بالمال.. وحذفت باقي الحديث.. لقد صدقت ملك وتقى في حكمهم عليها.
ليقول بصوت غامض:
– قوليلها اللي طلبناه منها عملته ولا؟
ملك:
– ايوه.. حصل وعايزة تقابلك بنفسها تسلمك الأمانة في ايدك وبتقول مش عايزه حد يشوفها.
يوسف بخبث ظاهر:
– تمام.. ابعتيلي رقمها وأنا هتفق معاها على المكان والزمان.
………………..
– غزل ردي عليا.
– أنا عايزك ضروري.
– طيب قوليلي ايه صدر مني عشان تبعدي عني.. أنا مستعد لو غلطان في حقك اصلح غلطي اللي مش عارفه.
– أنا هتجنن من ساعة ماسيبتيني.. ومش عارف عملت ايه عشان تسيبيني.
– أنا دايمًا بحاول أكون سند ليكي.. ليه تقسي عليا كده؟
العديد والعديد من الرسائل على هاتفها ليس لديها الشجاعة لمواجهته بحقيقة الأمر كيف تعترف له بان والدته كانت محقه في رأيها بها.. رغم حزنها وضيقها منها إلا أنها تعترف أن لديها كل الحق.. كيف هي تطمع في شخص كعامر شاب يستحق أفضل الفتيات، يكفي حنانه الذي كان يغمرها به.. لا تعرف كيف أتتها الجرأة بإرسال خاتم خطبتها مع أمه له لتنهي هذه الخطبة وتحرره من قيوده مع اعتذار شخصي منها.
يقطع تفكيرها رسالة جديدة منه يطلب منها الرد عليه ليطمئن عليها فقط لا غير.
تشجعت لمسك الهاتف لتكتب رسالة قصيرة له تقول:
– عامر.. أنا كويسة وبخير.. أنا آسفة جدًا للي حصل مني بس صدقني ده أحسن لينا إحنا اللي الاتنين.
لتتفاجأ باتصال ملح منه، فتفتح الخط بألم يسري بقلبها وعند سماع صوته من كبر الصوت لم تستطع السيطرة على دموعها لتسري فوق وجنتيها وتحاول التقاط انفاسها وتقول بصوت مختنق:
– أيوه ياعامر.
فتسمع صوت تنهيده قوية يقول:
– أخيرًا ياغزل حنيتي عليا ورديتي.. بقالي شهر بحاول أكلمك! صارحيني إيه الغلط اللي عملته عشان تفكي الخطوبة.. يعني بعد ما صدقت إن صوتك رجعلك وقولت خلاص هنام وأقوم علي سماع صوتك تحرميني منه؟
تقول بصوت مبحوح:
– أنت معملتش حاجة، ولا عمرك عملت حاجة المشكلة مش فيك صدقني.
عامر يستقيم من جلسته يشعر ببعض الأمل:
– مدام المشكلة مش فيا ليه تبعدي يابنت الناس وتعذبيني وتعذبي نفسك.
غزل محاولة السيطرة على بكائها:
– ده نصيب ياعامر وصدقني انت تستاهل حد أحسن مني بكتير.
عامر بضيق:
– وأنا مش عايز غيرك ياغزل، ومفيش حد أحسن منك بالنسبة لي.
غزل:
– ده بالنسبة لك بس.. عمومًا خلاص ياعامر مبقاش فيه فايدة.. أنا بس فتحت عشان عرفت من محمد انك مسافر فحبيت
أودعك واعتذر لك لو كنت جرحتك.. وسامحني.
عامر بلهفة قبل أن تغلق:
– غزل.. اسمحيلي ابقى اطمن عليكي حتى برسالة، ياريت تطمنيني عليكي دايمًا.
غزل بامتنان:
– حاضر.. ربنا يكتبلك الخير مع السلامة.
تغلق الهاتف وتستند بظهرها فوق الفراش غافلة عما يسترق السمع من خلف بابها وتعلو على وجهه ابتسامة خبيثة لما آلت له الأمور.
…………….
تقف أمام باب الشقة تأخذ نفسًا عميقًا بتوتر لا تعرف هل من الصواب ما تفعله أم هو نوع من التهور غير محسوب النواتج كل ما تفعله أنها تحاول أن تذبل عقباتها للوصول لغاياتها في اسرع وقت.. كل شيء يهون من أجل الوصول إليه.. ترفع يدها تضغط على جرس الباب.. وتنتظر فتحه بأعصاب محترقة.. لتجد الباب يفتح ويظهر من خلفه بابتسامته الساحرة وأناقته المهلكة لها وارتدائه إلى قميص أزراره العلوية لمنتصفه مفتوحة يظهر صدره بطريقة مهلكة لها وسروال يحدد جسده.. فتسمعه يقول قاطع تأملها:
– أهلًا وسهلًا اتفضلي.
تدفع ساقيها للدخول وتمرر نظرها حول جوانب شقته الخاصة فعندما طلبت مقابلته كانت حريصة ألا يكون بالشركة أو أي مكان يمكن رؤيتهما فيه.. لتجده يعرض عليها مقابلته في شقته الخاصة بعيدًا عن الأنظار.. فتسمعه مرة أخرى يقول:
– تحبي تشربي حاجة؟
لتهز تقى رأسها بخجل تقول:
– لا شكرًا.
فيشير لها بيده باتجاه الأريكة لتجلس عليها:
– تعالي اقعدي.
تجلس بتوتر وتلقيه بنظرات هائمة مكشوفة له بسبب خبرته بالجنس الناعم لقد علم من البداية رغباتها.. فسهل عليها الطريق حتى يعلم حدود نهايتها معه.. ليقول بصوته الأجش:
– طلبتي نتقابل بعيد عن الناس عشان في أمانة معاكي تخصني.
تقى بهمس:
– أيوة الأمانة معايا زي ما طلبت.
يقترب منها اثناء جلسته مراقبًا إياها وهي تخرج كيسا بلاستيكيا به عدة شعرات وتقول:
– اتفضل.
ليقول بخبث:
– أنا الحقيقة ماصدقتش انك ممكن توافقي على طلبي انك تجيبي شعر من غزل.. عشان اطلع الDNA.
تقى بهيام:
– أنا اعمل أي شيء عشان خاطرك.. أقصد خاطركم، وأكيد من حقك تتأكد غزل بنت عمك أو لا.
يوسف ببرود واضح:
– بس أنا شايف إنك كنتِ ممكن توصلي الحاجة دي لملك.. مكنش له لزوم تتعبي نفسك وتيجي بنفسك، بيتهيألي فيه سبب تاني خلاكي تطلبي تقابليني صح يا.. تقى؟
ليقترب منها أكثر حتى صارت ساقيه ملتصقة بساقيها فيزداد توترها وتتسارع انفاسها تقول:
– يوسف أنا.. أنا.. عايزة اقولك إني…
يرفع كفه ويمرر إبهامه فوق وجنتها يهمس له:
– شششش.. أنا عارف أنتِ عايزة تقولي إيه؟ وعايزة ومحتاجة ايه يا تقى..
ليرفع كفيه يقرب رأسها ويودعها قبلة عنيفة ليس بها أي مشاعر حملتها لعالم آخر وترفع ذراعيها تحتضنه كالعطش للماء.. لتفيق من أحلامها على أصابعه التي تفتح أزرار قميصها.. لقد وقعت في المحظور.. لتنتفض وتحاول الإبتعاد عنه ودفعه بقوة عنها تقول بتوسل:
– لا يايوسف.. أرجوك لا، ماينفعش اللي بتعمله ده.. أرجوك.. مش ده اللي انا عايزاه.
فتشعر بابتعاده فجأة ينظر لها بابتسامة باردة يقول لها وسط بكائها:
– ده اللي عندي يا تقى، معنديش غير كده أنا مش بتاع جواز.
فتنظر له بصدمة من كلماته وترفع كف يده فوق فمها تكتم بكائها، وقف يواليها ظهره يقول:
– نصيحة مني محدش هيقولها لك غيري.. متروحيش عند أي حد متعرفيهوش تاني وتدي له الأمان.
لتنتفض من جلستها باتجاه الباب هاربة منه ومن قسوة كلماته التي هدمت أحلامها التي لم تبنى بعد، نادمة على تهورها وإهانة حالها.
……..
– صباح الخير.
قالتها غزل وهي تتجه للجلوس على مائدة الطعام بصمت كعادتها خلال المدة التي مرت عليها بهذا المكان، ساكنة، انطوائية.. لا تتعامل مع أفراد المكان إلا للضرورة مع محاولات أبيها المضنية لتقريبها منه وإزالة الحواجز بدأت رويدًا رويدًا، تبدأ تتقبل الأمر ولكن مالم تتقبله معاملة ملك الجافة ومراوغة يوسف لها.. لا يكل ولا يمل من مطاردتها وملاحقتها.. لقد سبب لها الاختناق فعليًا مع ملاحظته التقييمية لملابسها ونظراته الجريئة لها كعادته.
ليقول ناجي:
– هتفضلي حابسة نفسك كده كتير يابنتي؟ أنا عايزك تعيشي سنك وتخرجي وتتفسحي.. حتى الشركة مش عايزة تنزليها معايا.
فيقطع إجابتها يوسف وهو ينظر لها بابتسامته الباردة:
– ياريت ياعمي تيجي معايا الشركة أهو تساعدني شوية وكمان نفسي تتفتح للشغل أكتر.
تنظر إليه تجده مثبت نظره عليها.. فتقول:
– معلش يا بابا مش مستعدة دلوقت أخرج وكمان أنا مش متعودة اخرج لوحدي.
ناجي بمودة:
– بس كده؟ ياستي ملك تأخذك تروحي النادي.
لتتنحنح ملك بارتباك:
– أعذرني ياعمي أنا اليومين دول مش فاضية للخروج، تروح لوحدها.
ليقول يوسف بصرامة غريبة:
– مافيش مرواح نادي لوحدها، أقصد يعني ماينفعش هي مش متعودة.
ليهز ناجي رأسه بابتسامة شقت شفتيه بتفكير يقول:
– طب ما توديها انت يايوسف.. ولاهي مش بنت عمك برده.
– معنديش مانع بس هي توافق.
كل هذا الحوار تحت سمعها التي تتلقاه بتجاهل كأن من يتحدثون عنها شخص غيرها.
تقول دون النظر للجميع:
– اما أحب أروح النادي هبقى اروح لوحدي.. أنا مبقتش صغيرة ولازم أعتمد على نفسي شوية.
فيضيق يوسف من برودها ويأمرها بصرامة:
– مفيش خروج من المكان لوحدك فاهمة.. وخصوصًا النادي، وياريت بعد ما تخلصي عدي عليا في المكتب عشان تاخدي أوراقك الجديدة.. طلعتلك شهادة ميلاد وبطاقة وجواز سفر باسم غزل ناجي، أنتِ خلاص بقيتي واحدة مننا.
……….
يجلس بحجرة مكتبه خلف الحاسوب المحمول يتابع بعض أعماله بتركيز.. ولكن يقطع تركيزه شيء ما جعله يبتسم ابتسامة هادئة عندما تذكر يوم استلامه نتيجة العينة ليتأكد من نسبها إليهم.. تذكر أنه ظل الليل كله يجافيه النوم والتوتر لا يعلم لما القلق تملكه من أن تكون ليست ابنة عمه، شيء بداخله يرفض ذلك، رغم علمه بان نواياها خبيثة وأنها تخطط لإطاحته.. ولكن ذلك لم يمنعه من تمنيه أن يكون بينهما صلة دم.. لتكون المفاجئة له أنها بالفعل ابنة عمه المفقودة لا يعلم لما شعر بسعادة غامرة احتلت قلبه وعقله ووجدانه فتقع عينيه على فصيلة دمائها فتكون المفاجئة التالية له انها تحمل نفس فصيلة دمائه.. فهل هذا إشارة لشيء يجهله.
تتطرق الباب وتدخل بوجهها الهادئ تقول:
– انت طلبت إني أجيلك هنا عشان الاوراق.
فيقول بابتسامة تكاد تشق فمه:
– طيب واقفة عندك ليه هو انا ها أكلك.. ادخلي؟
تتحرك بتوتر لمنتصف الحجرة فيقول:
– اقعدي ياغزل عايز اتكلم معاكي شوية.
فتجلس بدون النظر إليه وهذا ساعده على تأملها فتسمعه يحدثها:
– إتفضلي بطاقتك.. واه حافظي عليها زي عنيكي عشان هنحتاجها قريب.
لتعقد حاجبها بتعجب ولم تفهم مغزى حديثه فتقول:
– وباقي الحاجة فين؟
– معايا.. وهتفضل معايا.
– ليه؟
قالتها غزل بضيق ليجيبها بصدق:
– أنا يعتبر دلوقت مسؤول عنك بعد عمي طبعًا.. لازم أوراقك تكون معايا.. ولولا إني مش عايزك تتحركي بدون إثبات شخصية كنت أخذت بالبطاقة كمان.
تشعر بالضيق من محاصرته لتقول لتنهي الحوار:
– زي ما تحب عن إذنك.
يمنعها من الانصراف قائلًا:
– عايزك معايا شوية.. تترجمي حبة أوراق.. ممكن؟
تهز رأسها بالموافقة لعلها تخلص منه.
………..
– أنتِ مبترديش عليا ليه يا تقى، أنا زعلتك في حاجة؟
قالتها ملك بلوم للأخرى.. فتجيبها بحزن:
– أبدًا يا ملك مافيش حاجة.. تعبانة شوية.
ملك بعدم اقتناع:
– لا يا تقى أنا حاسة انك متغيرة جدًا مبقتيش زي الأول بتكلمي ونشطة.. من ساعة اتفاقنا على العقربة اللي في البيت عندي.
تقى بسخرية:
– عقربة! تخيلي يا ملك إن مافيش عقربة غيري..
العقربة اللي تغدر بأقرب الناس ليها.. اللي تقابل الحسنى بالإساءة.. كل ده عشان إيه؟ عشان حبة أوهام.
نصيحة يا ملك بعد كدة لما تتكلمي معايا عن غزل.. اتكلمي باحترام لأنها اختي.
ملك بذهول:
– تقى انتِ شاربة حاجة؟ دي غزل اللي كانت بتخطط زي ما قولتي.. اللي مخططة تطردنا من حياتنا؟
لم تستطع تقى الدفاع والتبرير.. كيف ستقول أنها من تلاعبت بالتسجيل الصوتي لغزل ليظهر لهم مدي عداوتها.. وخبثها.. وأنها من بثت سمها في نفوسهم.. فليسامحها الله.
…………….
يدخل من باب الفيلا مناديًا بصوته الجهوري على هناء وبيده بعض الملفات فبعد ذهابه للشركة اكتشف عدم وجود هاتفه والملفات المطلوبة ليعود مرة أخرى لجلبهما.. ليلاحظ هدوء مريب بالمكان.
هناء مهرولة تجيبه:
– نعم يا يوسف بيه.
يوسف بتعجب:
– هي ملك وغزل فين؟
لتجيبه برسمية:
– ملك هانم راحت الجامعة.. وغزل هانم راحت النادي.
ليقف مصدوم مما سمعه لقد نبهها من قبل بعدم التحرك إلا بصحبة أحد منهم ليقول:
– إيه؟ نادي! راحت مع مين النادي؟ وهي هتعرف تدخل ازاي ومين وصلها؟
لتجيبه هناء:
– أنا ماليش علم بحاجة.. هي الهانم راحت مع السواق، معرفش غير كدة.
ليصرخ بها للانصراف من أمامها ويقول بين اسنانه:
– يومك مش فايت ياغزل.
………
تجلس على أحد المقاعد تفرك يدها تضع على أعينها النضارة الشمسية أمام من يراقب ملامحة بهيام واضح، فيجلي صوته:
– أنا سعيد انك وافقتي تقابليني قبل ما أسافر، ماتعرفيش الموضوع ده هيفرق معايا قد إيه.
غزل بارتباك:
– أنت تستاهل كل خير.. وأنا كمان كنت عايزه اشوفك قبل ما تسافر عشان اشكرك على كل حاجة عملتها معايا، وأتأكد إني دايمًا هدعيلك ربنا يرزقك ببنت الحلال اللي تستاهلك.
عامر بأمل:
– مافيش غيرك يتساهلني ياغزل.
فيلاحظ تبدل ملامحها الحزن فقرر أنه لن يضغط عليها اكثر من ذلك.. ليقول بمحبة:
– كان في حاجة اشترتها وكنت ناوي اديهالك قبل فسخ الخطوبة وحابب انك تاخديها.. لتلاحظ مسكه لحقيبة هدايا كبيرة يخرج منها دمية شقراء تشبهها كثيرًا فيكمل عندما لاحظ صمتها:
– عارف ان هي هدية بسيطة بس أول ما شوفتها افتكرتك.
لتقول بامتنان:
– حلوة أوي.. انا حبتها.. أنا هخليها معايا على طول.
فيبتسم لطفوليتها قائلًا:
– عايز أطلب منك طلب.. انك تبعتيلي رسالة تطمنيني فيها على نفسك دايمًا.. وأنا كمان هبعتلك ممكن؟
تهز رأسها بالموافقة فتسمعه يقول برجاء:
– طيب ممكن تشيلي النضارة من على عينك.. عايز اشوف عينك لآخر مرة ممكن؟
فيمد يده اتجاهها يحاول ازاحة هذه النظارة إلا ا أن يده توقفت في منتصف الطريق عندما قبض على معصمه بشدة وصوت غاضب يقول:
– إيدك لو اتمدت ناحيتها هكسرهالك.. بيتهيألي أنت دكتور وأيدك تهمك.. وأنت ياهانم ما تريحي الدكتور يلا ووريه عيونك اللي هيموت ويشوفهم.
لتنتفض نتيجة ما حدث وتجد يوسف يمسكها من ذراعها بقوة آلمتها، يساعدها على الوقوف لتتعثر في وقفتها وهو يقول:
– أما انتِ فلينا كلام لما نرجع.
ليقول عامر بغضب:
– سيب ايدها ياحيوان انت، وربي لو أذيتها ما هرحمك.
يلقيه يوسف بلكمه لكمة قوية سالت الدماء على اثارها وقبل أن يتدارك فعلته قام هو بجرها من ذراعها مع اشتعال غضبه لتتعثر اثناء مشيها وتسقط على ركبتها اكثر من مرة اثناء جره لها من ذراعها ليلقيها بالسيارة بغضب.
…….
تجلس منكمشة تحتضن هدية عامر مع بكائها المستمر على ما حدث لتنتفض اثر صرخة غضب قوية موجهه إليها يقول:
– اخرسي .. مش عايز اسمع صوتك.
فيزداد بكائها بانهيار مع احمرار وجهها ليقول بغضب:
– من امتى وانت مستغفلانا وبتقابليه، مش الحيوان ده فسختي خطوبتك منه.. بتقابليه ليه؟ نطقي؟
فيزداد بكائها ليتحول لنحيب ليقول بصراخ:
– تمثيل مش عايز.. وفري عياطك لحد ما نروح.
بعد لحظات قليلة
لاحظت توقف السيارة بجانب الطريق ليحاول تمالك أعصابه فتسمعه يقول من بين أسنانه دون النظر لها:
– فيه إيه بينك وبينه يخليكي تقابليه رغم انك فسختي خطوبتك منه؟ في حاجة حصلت بينكم؟!
لتعقد حاجبها غير مستوعبة سؤاله لينظر لها بحدة يمسك شعرها من خلف رأسها بقوة فتصرخ متألمة ويقول بهسيس:
– لمسك؟ انطقي.. سلمتيه نفسك.. اتكلمي؟
لتهز رأسها بصدمة من اتهامه تقول:
– أنت حيوان؟ ..ازاي تتهمني بحاجة زي دي!
فتقع عينه علي الدمية التي تحتضنها بقوة فيجذبها منها ليقول:
– هو اللي جايب البتاعة دي؟
.لتهز رأسها بخوف فيحرر شعرها ويقول:
– هو في واحدة محترمة تقبل هدايا من واحد غريب عنها إلا لما يكون في بينهم حاجة مش مظبوطة.
لتشاهده يلقي بدميتها من نافذته السيارة لتصرخ بوجهه:
– حرام عليك.. سيبهالي.. ارجوك.
ليصفعها بقوة حتى يخرسها فترفع كف يدها تلامس صفعته علي وجهها بقهر:
– أنا بكرهك.. بكرهك.
…………
ينام فوق فراشه عاري الصدر مرتديًا بنطاله القطني كعادته مشعث الشعر في غرفة مظلمة.. يشعر بفتح باب الحجرة بهدوء ويُضاء مصباحه الجانبي.. ويسمع صوت خطوات خفيفة تدل على خفة صاحبها ثم يشعر بوزن خفيف يجلس بجوارها وكفٍ صغير ناعمٍ يلامس ظهره العاري فتسير كهرباء بجسده ويسمع صوتها الرقيق يهمس مناديًا:
– يوسف! يوسف.
ينتفض من نومته جالسًا أمامها ليعقد حاجبيه يقول:
– غزل؟ أنتِ إيه اللي جابك هنا.. فيكي حاجة بتوجعك؟!
فتخفض رأسها ويختفي بين خصلاتها.. ويمد يده يكشف عن وجهها فيرى آثار ضربه لها على وجنتها ..ليمرر ابهامه فوق هذه العلامات بندم:
– أنا اسف .. إني مديت ايدي عليكي.
ترفع عينيها الدامعتين مع ارتعاش شفتيها نتيجة البكاء الصامت تقول:
– أنت وجعتني أوي.
يقترب اكثر منها لتلقحه انفاسها و يهمس لها:
– آسف …أرجوكي تسامحيني.. أنا كنت هتجنن لما لقيتك قاعده معاه.
ليصمت بضع لحظات متأملها فيقول:
– أنا بحبك.. بحبك ياغزل.
فيجدها تغمض عينيها مستسلمة لأنفاسه ولمسته ليقتنص منها قبلة حميمية تبادلتها معه بشكل غريب عليه.. ليضمها بقوة ويزيد من تقبيل وجهها بعشوائية يقول:
– أنا عايزك ياغزل محتاجك.. ماتسبينيش.
فتجيبه بأنوثة مهلكة:
– أنا ملكك.. ملكك يايوسف.
يتبع….