اخر الروايات

رواية ودق القلب الفصل العاشر 10 بقلم سهام صادق

رواية ودق القلب الفصل العاشر 10 بقلم سهام صادق


الفصل العاشر
***********
ودق القلب
أسترخي بجسده وهو يُطالع بعض الاوراق ولكنه لم يجد رغبه بأي شئ .. وكاد أن ينهض ويصعد لغرفته الا انه وجد نيرة تقتحم غرفته بعد أن رمقت أمل بنظرات متعاليه قبل حتي أن تُخبره بوجودها
وزفر انفاسه وهو يعلم سبب قدومها
- كده ياعمران اكلمك تقفل السكه في وشي .. وبعدها تقفل تليفونك
فمسح علي وجهه بأرهاق .. وتنهد بيأس
- ماانتي يانيره اللي بتحبي تستفزيني .. قولتلك ألغي المقابله بتاعت النهارده أو أعتذري عن عدم وجودي ليهم .. وانتي فضلتي تسألي عن السبب
وتابع بضيق : من امتي انا متعود أقول لحد عن أسبابي
فحدقت به بأرتباك .. فهي تعلم طباعه ولكنها ارادت لو لمره واحده تشعر بأهميتها في حياته ويُخبرها عن سبب عدم وجوده الليله ولكن كما اعتادت لا شئ
ورسمت أبتسامه هادئه علي وجهها .. فهي تُحبه وستتحمل حتي تصل اليه ثم .. وبدء شيطانها يضحك وهو يخبرها أنها ستكون سيدة كل شئ في شركاته وفي منزله
حب خلقه المال ليس أكثر
- اوك ياعمران خلاص فهمت ..
وأزاحت تلك الخصله التي سقطت علي وجهها وتابعت بدلال
- عشاء العمل النهارده كان هايل وكان ناقصك
وأبتسم عمران بعمليه ومدحها فرغم رفضه لطباعها المتحرره الا انه لا ينكر أنها امرأه ناجحه بشده بعملها
- مدام أنتي موجوده بدالي يانيره .. عارف ان كل حاجه هتمشي زي ما أنا عايز
فأقتربت منه حتي لم يعد يفصلهما شئ وهتفت بنبره رقيقه
- أهم حاجه تكون راضي ياعمران
...................................................................
أستيقظت حياه بنشاط ومدّت ذراعيها وهي تتثاوب .. فقد تحسن جسدها بعد عناية دامة خمسة أيام من الأهتمام والدلال من كل من حولها حتي عمران كان يسأل عنها يوميا من أمل التي بالطبع كانت تخبرها
بدأت تشعر بشئ عجيب يتحرك داخلها ولا تعلم سببه
وزفرت انفاسها بهدوء ونهضت من فوق فراشها وقررت أن تتجاهل كل شئ .
وأنهت طقوس يومها .. وعلقت حقيبتها الصغيره علي كتفها
وسارت نحو المطبخ وهي تتمايل بخفه بخطواتها
وعندما رأتها أمل هكذا أبتسمت .. وتذكرت حديث عمران أمس
" حياه تقدر تيجي تقعد معاكم زي ماكانت .. وصالح يقدر يوصلها في اي مكان حبيت تروحه "
ورغم انها تعجبت قليلا الا انها فرحت بشده
- وانا اقول مطبخنا منور ليه
وضحكت منيره وفتحت لها ذراعيها
- قمر ياحببتي
وتحسست جبينها بأمومه .. وأبتسمت عندما وجدتها علي مايرام
وتسألت عن نعمه : فين نعمه
فجائت نعمه علي أثر صوتها
- كنت بدخل القهوه لعمران بيه
وجلسوا يمزحون كعادتهم وهم يتناولون وجبة الافطار
ونهضت حياه فجأه
- كده هتأخر علي الشغل
لينظروا اليها بدهشه .. فهتفت أمل
- انتي لسا تعبانه ياحياه ..
فأبتسمت حياه وأنحنت نحوها تُقبل وجنتها
- انا بقيت زي القرده اه ياأموله
وانصرفت بعد أن ودعتهم .. فأبتسموا
...................................................................
تقاطعت طرقهم .. ليبتسم ادهم لها فتبادله تلك الأبتسامه
ثم أكمل كل منهما طريقه .. ووقف بعد لحظات وألتف كي يري طيفها
فوجدها تنحني نحو الأرض تحمل حجر ضخم كي تزيله عن الطريق
وظلت تُدحرجه علي الارض بسبب حجمه .. كان نفس الحجر الذي رأه وهو يسير وكان سيصطدم به ولكنه تجاوزه واكمل طريقه
ولكن لما هي تُحاول أن تزيله من مكانه .. فمن وضعه هو من يجب عليه فعل ذلك
أسئله كثيره تُراود عقله وعلامات استفهام توضع دون اجابه
وبعد أن شعر بعدم قدرتها .. عاد اليها
- أنسه فرح
فألتفت فرح له واعتدلت في وقفتها
- ممكن تساعدني أشيل الحجر ده
كانت تتحدث بنبرة صوت دافئه وعيناها السوداء الجميله تلمع بوميض عجيب لأول مره يراه
وازاح الحجر .. ونفض كفيه ببعضهما وأبتسم لها
فشكرته بود
- شكرا
وأتسعت ابتسامته وتسأل
- بس انتي ليه وقفتي تشليه المفروض اللي حطه هو اللي يشيله
فنظرت اليه ثم نظرت نحو الحجر
- لو كل واحد فكر كده يبقي كلنا هنبقي شبه بعض ..
وأبتمست وهي تُتابع طريقها وهو وقف مكانه يستعجب ماقالته ...............................................................
تفاجئ عمران بما اخبرته به نعمه قبل أن يتجه نحو سيارته ليذهب للشركه
وسألها بضيق : مش قولت ترتاح وتهتموا بيها
فأرتبكت نعمه وهي تفرك يديها بتوتر
- هي اللي أصرت ياعمران بيه .. وقالت انها بقيت كويسه
وعاد يتسأل : صالح وصلها طيب
فحركت نعمه رأسها بمعني لا
فطالعها عمران بغضب ثم تمتم بكلمات مُبهمه لم تفهمها .. وتابع سيره
..............................................................
خرجت من سيارة الأجرة وهي تنظر الي الشركه ذات الصرح العالي والتي تحتل أرقي المناطق ..وأبتسمت فقد اشتاقت لمنار ورامي ورغم انها تشعر بالأسي نحو عملها فهو ليس ماتمنت
وتمتمت لنفسها بصوت هامس وهي مازالت واقفه تنظر الي الشركه
- كل العظماء أبتدوا من الصفر ياحياه
وأعتدلت في وقفتها وهي تتخيل يوما ما ستدخل هنا بوضع يليق بها .. ثم ضحكت وهي تضرب جبهتها
- اظاهر اني اتجننت
وكادت ان تخطو خطوة واحده الا انها وجدت ذراع تسحبها
واحدهم يبتسم بوقاحه وهو يتفحصها
- انتي بنت محمود الرخاوي
فنظرت اليها بخوف وحركت رأسها بنعم .. فملامحه الجامده قد أخافتها مع نبرة صوته الغليظه غير ذلك الرجل الذي يقف خلفه ويُطالعها بشر
وسحبها بقوه مجدداً وهتف بخبث
- تعالي معايا يابنت الغالي
فبدأت تتملص من قبضته وصرخت بصوت ضعيف
- سيب ايدي ..
وفجأة وجدت أحدهم يضع يديه ويزيح الرجل عنها
فوجدت عمران الذي أتبعه كلا من سائقه ورجال الأمن فقد كانوا يقفوا دون أن يفكروا بنجدتها ولكن عندما جاء صاحب الشركه تغير كل شئ
ووقفت خلفه حتي أنه شعر بيديها تتشبث بسترته من الخلف
مشاعر عجيبه شعر بها ..وجز علي أسنانه بقوه وهو يود أن يلكم هذا الرجل علي أرهابه لها بهذا الشكل
وصاح الرجل بحبور : عمران باشا حفيد العمري ..اهلا ياباشا
وبدء يعرفه بنفسه ..فنظر اليه عمران ببرود
- طب واللي حابب يعرف حد بيه .. يتصرف بالشكل ده يافؤاد باشا
فشعر الرجل بحماقة فعلته .. وزفر أنفاسه ساخطا وهو يري حياه التي مازالت تحتمي بجسد عمران
- أعذرني ياباشا رجالتي مقالوش ليا انها في حمايتك
ونظر الي الرجل الذي خلفه بنظرات غاضبه ثم أكمل
- تحب نتكلم في أرضي ولا في ارضك
فأتسعت عين حياه الخائفه وهو تستمع لتلك الجمله التي لم تفهم معناها
فأبتسم عمران بتهكم
- اللي يريحك يافؤاد باشا
فتمتم فؤاد ببتسامه ماكره
- مدام احنا عندك هنا .. يبقي أطلع مكتبك أشرب قهوتي معاك
فألتف عمران نحو حياه التي تنظر اليهم بخوف
- روحك شغلك ياحياه
فأنصرفت سريعا بعد أن طالعها فؤاد بنظرات مشمئزه
وأشار عمران لفؤاد بأن يتقدم أمامه .. فأتجه فؤاد لداخل الشركه وخلفه رجله
وأقترب هو من رجال الأمن التابعين لشركته
- حسابي معاكم بعدين
وكادوا أن يبرروا له عدم اهتمامهم بالأمر في البدايه خوفاً من إثارة المشاكل ولكن عمران أنصرف وهو يُشير لهم بأن يصمتوا
...................................................................
جلس فؤاد بأسترخاء وهو يرتشف قهوته ببطئ ..ووضع فنجان قهوته علي المنضده التي امامه بعد ان أرتشف رشفتين متتاليتين
- نتكلم بقي في المفيد
فأعتدل عمران في جلسته بعد أن ملّ
ووضع ساق فوق ساق وهو يسترخي بجلسته وتمتم
- ياريت يافؤاد باشا
ونظر الي ساعة يده بعمليه ثم تابع حديثه
- لانك عارف وقتي بفلوس
فضحك فؤاد : طبعا طبعا
وتنحنح فؤاد قليلا وهو يحك ذقنه
- عايز بنت محمود
فنظر اليه عمران طويلا ينتظر أن يُكمل عباراته
- ديه بنت ابن عمي وانا أولي بيها اراعيها
وظهرت علي ملامحه المكر .. فمال عمران بجسده لأمام
- عايزها عشان فاكر انها معاها فلوس من أملاك والدها .. بس اللي متعرفهوش ان محمود الرخاوي مات وهو محلتهوش حاجه
ورغم علم فؤاد بذلك من مصادره الخاصه التي تتبعت محمود بعد سقوطه في عالم المال الا انه مازال يظن بأن محمود لن يترك أبنته هكذا دون وديعة او شئ بأسمها
وقرر أن يتلاعب مادام لا يوجد مال
- وماله ياعمران باشا أنا سمعت أن حسام نورالدين هو اللي جابها هنا امانه ليك وبعدين سافر تاني ولسا مرجعش من بره
وصمت قليلا ثم تأمل ملامح عمران الجامده
- واظن ان عيلتها اولي بيها.. ده غير ان محمود الله يرحمه كان غالي عليا اووي
نطق كلمته الاخيره بتهكم .. فمحمود كان ألد اعدائه منذ ان كانوا شبابً ولكن محمود الخبيث الماكر دائما كان هو الأسبق في الحصول علي مايُريد ..وظل يتبعه لسنين طويله يحقد عليه لنجاحه وثرائه الي ان انتهي فكانت الشماته اول شئ فعلها وارتاح قلبه الحاقد وعندما علم من مصارده انه توفي وجاءت ابنته لموطنها الأصلي وتعيش في كنف عمران العمري
وان حسام مهتم بها بشده بدء يشك في الأمر وايقن ان محمود مازال لديه المال ومن الممكن ان يكون شريك مع حسام الذي بتأكيد يعد صفقة ناجحه مع عمران العمري
وتعالت ضحكات عمران وهو يعلم مدي كرهه فؤاد لأبن عمه
فيبدو ان محمود الرخاوي زرع قبل ان يرحل كرهه في أنفس الكثير ومنهم هو ..
وشرد في مامرت به عائلته ومرض جدته بعد ان ماتت عمته .. ولولا رحمة الله بهم وستره لها لكانوا عاشوا طيلة حياتهم مطأطئين الرأس ولكن الكل يعلم ان عمته الجميله التي كانت تتحاكي العائلات عنها ماتت بسبب حادث
ونهض من مجلسه .. وهو يتلاعب بأصابعه ثم نظر الي فؤاد طويلا
- قول اللي عندك يافؤاد من غير لف ودوران
فأبتسم فؤاد وداعب شاربه
- مدام عايزني اكشف اوراقي وماله يابن العمري .. انت ابن الغالي برضوه
وتابع بجديه : مدام محمود مات ومش حلته حاجه ولا بينه وبين حسام شراكه .. انا عايز بنته ليا
فأتسعت حدقيتي عمران وهو يستمع لوقاحته
- علي سنة الله ورسوله .. ولا انت كنت فاكر ايه
وضحك بضحكه بغيضه واكمل
- اهي من لحمي ودمي واستر عليها
وداخله يتمني أن تقع تحت يديه ليذيقها معني الذل ويشفي غليله من محمود فيها
وعاد عمران يجلس ثانية
- حياه أمانه عندي
فضحك فؤاد بتهكم : ما احنا أهلها ولا يصح تقعد عندك اوعند حسام وأهلها موجدين .. ده عيب في حقنا واحنا صعايده وبنفهم في الأصول ولا ايه ياابن الغالي
كان مايقوله حقيقه فمكوثها لديه لايصح .. واذا قرر فؤاد وهو يعرفه تماماً جمع عائلتهم فستكون النتيجه لصالحه
وصمت قليلا وهو يُفكر فيها كيف سيتركه تُعاني مصير هكذا تتزوج رجلا بعمر والدها ويبغضه ايضا هو أصبح يدرك ان كرهه لها ليس الا لانه يربطها دماء ذلك ال...
وعندما تذكر انه بين يدي الله ..أستغفر ربه
وفاق علي صوت فؤاد
- روحت فين ياعمران باشا
ولأول مره يشعر عمران بضعف جبهته ..فلو كان حسام فاق من غيبوته لكانوا فكروا بحل سويا
- انت مش شايف ان حياه في عمر ولادك ولا ايه يافؤاد باشا
فألتوي فم فؤاد قليلا .. ثم اكمل عمران بخبث
- انا سمعت انك داخل صفقة ..
وتابع بمكر : اللي شركتي برضوه داخله فيها.. وانت عارف لما شركات العمري بتدخل في حاجه
فشحب وجه فؤاد وهو يفكر بأنه يحتاج تلك الصفقه بشده
- نتفق ياعمران باشا
فحرك عمران رأسه بأبتسامه ماكره بعد ان نجح في وضع الخيوط بيده كما اعتاد
- شركتي مش هتدخل في الصفقه الجديده اللي هتكون مع الحكومه .. وهسيبهالك تاخدها وهساعدك كمان
فتهلل وجه فؤاد وظهرت السعاده علي محياه ... فعمران العمري سيتركه يربح بالصفقه بل وسيُقدم خدماته
واكمل عمران عباراته بأسترخاء
- مسألتنيش ايه هو المقابل
فأعتدل فؤاد في جلسته ... وتسأل
- ايه هو المقابل
ومدام الصمت للحظات الي أن
- حياه !
...................................................................
نظرت نهي اليه وهو يتناول الفطور الذي اعدته له .. فتلك مهمتها اليوميه من ضمن مهام عديده كمساعدة شخصيه
ورفع وجهه وهو يمضغ الطعام بتمهل
- بتبصيلي كده ليه .. انا خايف أفطس وانا باكل
فضحكت وهي لا تصدق ان اعلاميا مثله يخرج تلك الكلمات من فاه وكأنه فهم نظراتها
- حاولي متركزيش معايا يانهي في حياتي .. لانك هتلاقيني غريب عن اللي في دماغك
ومسح فمه بالمنديل وهي مازالت تنظر له .. نظراتها كانت نظرات عاشقه .. فهي كل يوم تكتشف فيه صوره اخري
كانت تظنه في البدايه رجلا مغرورا يمشي كالطاووس ولكن وهذا ماكان يدفعه اكثر ان تضع شباكها عليه ولكن عندما أقتربت منه علمت أن "أمجد العمري" رجلا مختلفاً عن من كانت تظنه
ونهض ووقف قبالتها .. وحرك يده امام وجهها
- انتي بقيتي تمثال ولا أيه يانهي
واخيرا فاقت من تحدقيها المخزي
- أصل .. وبدأت تتعلثم في حديثها وتخبر نفسها
" مالك بقيت كده يانهي مبتعرفيش تجمعي كلمتين علي بعض طول ماانتي قدامه "
فتحرك امجد من امامها وهو يُتمتم
- لاء ده أنتي النهارده في عالم تاني
..................................................................
انهت نيرة تمرينها ..واخذت حقيبتها الرياضيه
فالنادي الذي هي عضوه به يضم الأثرياء وهذا دوما ماتريده
وسارت بخطوات مغروره
يُطالعها البعض بأعجاب والبعض الأخر بحقد
وجلست علي احد المقاعد كي ترتاح قليلا وتطلب عصير البرتقال المفضل لديها .. وأرتدت نظارتها السوداء واسترخت بجسدها
لتسمع همسات احدي السيدات
- هي لسا متجوزتش
لتهمس الأخري وهي تلوي شفتاها
- بيقولوا ان بينها وبين عمران العمري علاقه
فتمتمت الأخري : عرفت توقعه مش زي بنتي الخيبه
وشعرت بالسعاده ان الكل يظن هكذا .. فعمران بماله هو حلمها
...............................................................
كانت عائدة من عملها والأرهاق ظاهر علي وجهها .. وأتجهت حيث تجلس والدتها دائما ..وكان صوت التلفاز عالي بعض الشئ ولكن الحديث الذي كان يدور بين شقيقتها ووالدتها لم يُداريه ..
لتسمع والدتها وتأفف شقيقتها
- قولتلك قومي شيلي الهديه اللي خطيبك جبهالك قبل ماأختك تيجي .
فهتفت لمياء شقيقتها بضيق
- انا ذنبي ايه أتخطبت قبلها وهي لسا متخطبتش
وصرخت بقوه بعد ان وكظتها والدتها
- بكره أختك يجيلها نصيبها وأحسن الناس كمان ..
وتابعت كلامها بحسنه : ياحببتي راعي شعور أختك
فنهضت لمياء بتأفف .. وأنصدمت عندما رأت مها امامها
فأبتسمت بتوتر .. وانصرفت نحو غرفتهما
لتفتح لها أمها ذراعيها
- تعالي ياحببتي
فأقتربت مها منها وأحتضنتها وقلبها يؤلمها ..هي لا تُريد ان تخفي شقيقتها سعادتها كي لا تجرحها ..هي راضيه ومؤمنة بأن عندما يأتي النصيب سيأتي كما انها لا تُريد ان تتزوج وكيف تتزوج بأحدهم واخر عالق بقلبها الأحمق
ورفعت وجهها نحو والدتها
- ماما خلي لمياء تفرح بالحاجه اللي خطيبها جيبهالها
وكادت ان تعترض والدتها الا انها
- انتي ربتيني ان أفرح لفرح غيري
فتمتمت والدتها
- بس يابنتي
فرفعت مها وجهها نحو والدتها تُقبل وجنتيها حتي أبتسمت الأخري وحركت رأسها برضي
..................................................................
أنهت حياه عملها ورغم توترها في بداية اليوم بما حدث مع ذلك الرجل الغريب الذي فهمت من حديثه مع عمران انه من أهل والدها .. منار ورامي بمزاحهم أنسوها كل ذلك وهاهي تدفع أجرة سيارة الاجرة وتردف داخل الفيلا وتأكل من الحلوي التي بيدها .. فهي تعشق نوع تلك الحلوي منذ أن كانت صغيره وفرحت عندما وجدتها تبتاع هنا ايضا فقد ظنت انها لن تجدها سوي ب لندن
كان عمران يسير بالحديقه ينتظر قدومها .. وعندما وقعت عيناه عليها .. هتف بأسمها
- حياه
فوقفت ولاول مره لا تشعر بالخوف منه .. فشعورها أتجاهه بدء يختلف عندما أصبح يعاملها بلطف ورفق منذ مرضها .. واليوم أكتشفت أن القشره الصلبه التي تُحاوط بعض الناس أحيانا لا تكون الا جداراً يخفي أناس اخرين
وأقترب عمران منها ونظر الي ماتأكله بغرابه فكانت تشبه الأطفال في ذلك الوضع .. وندم علي ماكان يفعله معها وانه كان يقسو عليها بسبب كرهه الشديد لوالدها ورغبته في ذلها
ومن اسباب عرضه الزواج منها ان يحميها ولعله يُكفر عن هذا الذنب الذي أصبح برقبته من معاملته البغيضه تلك
كان حضوره بالنسبه لها يخلق داخلها مشاعر عجيبه .. فتأملته دون قصد وفاقت من شرودها علي صوته
- كنت عايز اتكلم معاكي في موضوع ضروري
فنظرت اليه ببلاهة
- تتكلم معايا انا
فضم حاجبيه ببعضهم وهو يتسأل
- هو في حد واقف قدامي غيرك
وكعادتها.. ضربة علي جبهتها وأبتسمت
ولا شعورياً أبتسم وليته لم يبتسم
وأخذت تُحدق به ..وأنبت نفسها علي فعتلها الحمقاء
وأخفضت رأسها بتوتر .. لينظر اليها عمران
- بعد ساعه تعاليلي في مكتبي
وانصرف دون كلمه أخري .. فزمت شفتيها بقلق
- عجيبه انه عايزني ممكن يكون عشان الراجل بتاع الصبح
ثم هتفت بتمني : ياريت تكون اقامتي هنا أنتهت
واكملت سيرها نحو غرفتها حتي تُبدل ملابسها


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close