اخر الروايات

رواية غمزة الفهد الفصل التاسع 9 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية غمزة الفهد الفصل التاسع 9 بقلم ياسمين الهجرسي




رواية(غمزة الفهد حب بالمصادفه) مسجله حصرى بأسمى ياسمين الهجرسى ممنوع منعا باتا النقل أو الاقتباس أو النشر فى اى موقع أو مدونه أو جروب او صفحه حتى ولو شخصيه من دون اذنى ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للمسأله القانونيه
--------------------
سبحان الله وبحمده✨️ سبحان الله العظيم
--------------------

فى الساعات الأولى من نهار يوم جديد، بدأت خيوط الصباح ترمى بجدائلها توقظ النيام، تسللت نسمات رطبه تعبث بستائر شرفته، تدغدغ جسده المنهك، موجات الهواء العليله احتضنته لتسير قشعريرة بجسده تعانق أنفاسه، وتداعب جفونه، توقظه من غفوته....

نومه المتقطع بسبب الهواجس التى طاردته فى منامه، أدت لغفوه ليست بعميقه، ليجبره عقله على الاستيقاظ، تحرك فى الفراش يتمطأ بتتاؤب يرفرف أهدابه يحاول أن يزيح النعاس منهما، اعتدل قليلا يستجمع نفسه، ويتذكر أحداث اليوم السابق، زفر بهدوء واستقام ينهض يضع قدميه أرضا، لتحتك قدمه بهاتفه الملقى بإهمال أرضا، انتبه له لينتشله قبل أن يهشمه، عاد عليه ذهنه أحداث ما كان يفعله قبل أن ينام، صفع مقدمة رأسه لسقوطه فى النوم دون أن يتواصل مع أخيه، زفر بحنق ووضع الهاتف على الكمودينو المجاور للفراش، استقام يدخل غرفة الحمام يأخذ شاور منعش، وعند خروجه يحاول الاتصال به مره أخرى.....

مضى بعض الوقت خرج ارتدى ملابسه وهاهو يقف أمام المرآه يصفف شعره ويتعطر، استدار ياخذ هاتفه وجلس على أريكه الغرفه، وحاول مجددا الإتصال بأخيه فيومه طويل وعليه انجاز الكثير به، أدار الإتصال مره اثنتان ثلاثه، وكل مره يتصاعد الرنين لنهايته دون إجابه، زفر بملل يسب ويلعن به، حاول مره أخرى يتمنى ان تكون الأخيره، وبالفعل حقق له القدر ما طلبه، بعد عناء أتاه الرد من الطرف الآخر.....
وصل فهد للذروه من الغضب والجنون ، صاح يصرخ عليه باستهجان :
-- أنت فين يا حيوان .. انخرب بيتنا وأنت بتتصرمح....

تابع يلقى عليه وابل كلماته :
-- برن عليك من امبارح مبتردش ليه .. مفيش احساس بالمسؤولية .. مقولتش أخويا بيرن باستماته عليا يبقى اكيد فى مصيبه .. أيه خلاص مبقاش فارق معاك حاجه....

ريان على وضعية النعاس خارج نطاق الوعى بسبب الأكثار من الخمر ولفائف الحشيش والبودره...
تكلم بدون تركيز :
-- يووووووه عاوز أيه ما تسبني في حالي...

كلماته افقدته تعقله هتف فهد بصوت عالي وعصبيه :
-- أنت فين يا أستاذ هو في كباريه فاتح لحد دلوقتي يقدم مشاريب للبيه، ولا شكلك ليلتك كانت حمرا وفيها نسوان عشان تدهول لغاية الصبح بالشكل ده ....

تابع بغضب وصوت عالي:
-- ولاااااااااا أنت تفوق وتتعدل أنا مش هفضل أشرح ليك وأنت مسطول ومدهول بشكل دا.......

اعتدل "ريان" يسند جسده على ظهر الفراش، يدعك جبهته ليستفيق أشار للفتاه التى بجواره أن تصمت، لأنها استيقظت على حديثه....

هتف باشمئزاز :
-- أنا بايت عند واحد صاحبى .. أخلص مش فايق لصداع كلامك .. عايز منى أيه عالصبح .....

فهد بصراخ :
-- كبيرك ساعتين تكون قدامي .. المزرعة ولعت وانخرب بيتنا .. وأنت عايش حياتك ولا علي بالك حاجه ..
اخلص يالاااااا هتف الأخيره بنزق وأغلق الهاتف بوجهه....

ريان بضجر :
-- أوووووووف .. واد مؤرف طيرت السطر اللى كان فى دماغى....

استمال قليلا يخرج من درج الكمودينو لفافة بها تسكره هروين، قربها من أنفه يشتمها باستمتاع...
بعد قليل نهض يدخل غرفة الحمام، أخذ شاور وارتدى ملابسه، وأخد مفاتيح سيارته، ليتطلع للمتسطحه على الفراش باشمئزاز، أدخل يده بجيب سترته، أخرج بعض أوراق النقود، يرميها جوارها عالفراش، وهم يوليها ظهره ليغادر.....

الفتاه تدعى "رغده" بعصبيه صاحت تكلمه :
-- أنت بتعمل إيه .. أنت هتمشي وتسبني كده أزاى .. هو أنت متعرفش أنا بنت مين .. أزاى تتعامل معايا كده .. وفلوس ايه ياابو فلوس .. أنا أوزنك أنت وعيلتك فلوس ..
أنهت جملتها وألقت النقود ترميها بوجهه.....

استحقر "ريان" فعلتها، وأراد أن يهنها أكثر :
-- بقولك أيه انتي هنا بمزاجك ومضربتكيش علي ايدك .. وبعدين يا حلوه بنت مين دى متهمنيش .. لأن أنا ميفرقش معايا أي حد .. ومدام أنتى بنت ناس جايه فى الشمال ليه .. متفوقى أنتى مصاحبه نص الشله ياااا ياااا يابنت بارم ديله.. قال الأخيره بتهكم وهو يطالعها بتقزز من رأسها لاخمص قدميها.......

واسترسل قبل أن يغادر يكمل باقى قصف جبهتها :
-- نضفي الأوضه وأشار بيده على الفوضى التى بها...
عشان بليل هيكون في واحده نايمه مكانك أصل مزاجي بيحب التغيير...

نهضت "رغده" هاتفه بصوت عالي وعصبيه :
-- اااه يا ابن الگ....
أرادت أن تصفعه، اقتربت منه تباغته، لتصبح يدها خلف ظهرها، واليد الأخرى يقبض على رقبتها، يضيق عليها الخُناق....

هتف بفحيح كالأفعى :
-- أنتي اللي نسيتي نفسك ومش عارفه أنا مين .. انا البنت اللي تعجبني بدخلها حياتي غصب عنها أو بمزاجها .. المهم توصل ل سريرى ومن غير مايكون لها رأي في حاجه زيها زى أي حاجه في حياتي ملهاش لازمه.....

نفضها من يده لتقع أرضا، تحت قدميه، نظر لها باشمئزاز يتمادى فى اهانتها :
-- اللي بيني وبينك هو المخدرات وبتخدى فلوسها علي الجزمه .. والسرير متعه بتاخديها منى ومن غيرى .. متتعشميش فى أزيد من كده .. أخرك سيجاره أشربها وارمى عقبها أدهسه تحت رجليا .. ويوم ما تفكرى نفسك ناصحه وتشوشرى عليا .. فيديوهاتك وأنتى فى حضن كل واحد شويه هتتبعت لأهل الحسب والنسب اللى انتى منهم .. وابقى سدى عالفضيحه...

تابع يأمرها :
-- أبقى ابعتيلي الزفت اللى بشربه مع أى حد مش عايز أشوف وشك .. نفسى قرفت منك....

بصق عليها وأولها ظهره يغادر بالامباله غير عابئ بسبابها الصارخ....

صرخت "رغده" بوعيد :
-- أما وريتك أنا أبقى بنت مين .. أنت لعبت غلط معايا .. تهديدك أشرب مايته .. زى ما عندى أيد بتوجعنى أنت كمان ليك أيد بتوجعك .. فى الوقت المناسب هردلك الصاع صاعين .. ولازم اجيبك تحت رجلي .. هنشوف أنا ولا أنت
يا"ابن الراوى" .. دانا فضلت وراك لحد ما خليتك مدمن عشان تبقي ليا وفي الآخر عاوز تطير مني .. يبقى بتحلم ....

-----------------------------

فى نفس الأثناء وبخطى متثاقله، فتح الباب يقصد النزول لبهو الدوار، يريد أن يكون هو أول من يستقبله عند مجيئه، هبط ليجد الأجواء ساكنه بعض الشئ...
جلس على أقرب أريكه، يرجع رأسه للخلف، يزفر بملل يشعر أن الوقت لا يمرء يريد الذهاب للاطمئنان على صخر، ولكن مازال الوقت مبكرا، ولا يريد إزعاجها فهى بالأمس تعبت كثيرا.....

بينما فى الأعلى تململت هنيه فى نومها، فالأرق كان رفيق غفوتها، بهدوء تسحبت من أحضان سعد، دخلت غرفة الحمام، اغتسلت وتوضأت وخرجت ارتدت عبائتها وتوجهت للقبله تصلى فرضها، تدعى ربها بفك الكرب، انتهت ووقفت تخطو خارج الغرفه، هبطت للاسفل لتجد فهد يجلس عابس الوجه......

مشت نحوه هاتفه بقلق :
-- مالك يابنى قاعد كده ليه .. وأيه اللى مصحيك بدرى .. أنت نايم وش الصبح .. ملحقتش تريح جسمك...

اعتدل فى جلسته، يمسح على وجهه، بهدوء أردف يطمأنها :
-- أنا كويس ياأمى متقلقيش .. بس أصلا مجاليش نوم .. بعد كل اللى حصل كان صعب أنام .. ورايا مصالح كتير عايزة تنشاف وتترتب....

زفر نفسه، ودلك أنفه يتابع بتهكم :
-- الاستقبال بتاعى كان ملوكى .. شكل رجوعى واستقرارى نغص عليها، من أول ما خطيت برجلى البلد .. وهى بدأت تخطط تزيحنى من طريقها......

شهقت بصدمه، سريعا ابتلعتها تضع يدها على فمها، تهز رأسها ترفض الفكره، ولكن هى عندها نفس الشك، ترنحت فى وقفتها، ليهرول لها يسندها لأقرب مقعد، تصاعد تنفسها، وازدادت ضربات قلبها، أخذ يدها بين راحتيه يدلكها، يحاول تهدئة روعها...

قطع عليهم جلستهم دخول الحجه راضيه تهبط من أعلى الدرج بشموخ، اقتربت منهم تجلس على مقعدها الخاص بها.....

هتفت بصوت خفيض حاد :
-- فى أيه مالكم .. مالك ياهنيه مَسُورجه كده ليه عاد .. فوجى لنفسك ياوليه .. واصلبى حيلك .. داخلين على مرار طافح .. إياك مخبراش أن ده من عمايلها ..

ترقرق الدمع بعينيها، تحاول أن تستوعب هل وصلت من الغدر والخسه لهذا الوضع، تزهق أرواح بريئه لمجرد أن ابن ضرتها المتوفاه لا يروق لها، تطمع فى أرثه وجاهه لنفسها هى وولدها، مضت سنوات طويله حاولنا موارة ما حدث فى الماضى حفاظا على العائله من التفكك، ولكن ما زادها الا سوء وطغيان، حتى ولدها أهلكته معاه فى ظلمة طمعها....

كفكف "فهد" دموعها، يهون عليه حزنها عليه، هو أعلم الناس بحبها وخوفه عليه، ربت على كفها بحنو هاتفا :
-- وحياة غلاوتى عندك مش عايزك تحزني ولا اشوف دموعك طول ما أنا عايش .. ومتخافيش أنا مش فهد العيل الصغير بتاع زمان .. متقلقيش اللى حصل زمان مش هيتكرر .. فهدك عضمه نشف وقوى .. وهى مش هتقدر تكسره .. هتلاقينى واقف ليها زى اللقمه فى الزور .. يوم ما تحاول تكسرني دمها يبقى مهدور ومالهاش عندى ديه.......

زفرت الجده بحنق، وأردفت بتروى :
-- تعالوا هنا جانبى ووطوا صوتكوا الحيطان ليها ودان .. أينعم الساعه بدريه .. بس دى بنت أبلسه معجونه بمية شياطين .. دمغها سم وغدرها فى ثانيه.......

تابعت بحكمه :
-- بص ياولدى اللى حصل جدك وابوك ميعرفوش مين وراه .. هما شويه هتلاقيهم مسالمين وده مش ضعف لأنهم مؤمنين بالقضاء والقدر .. سُكاتي زمان لاجل خاطر ربنا وخوفي عليك أنت وخيك "ريان" .. وجفلت علي الخبر مجور بعد ما شوفتها بتدفع للي كارته عليك يجتلك لجدر الله .. وسيبت جدك وابوك مفكرين أنه عيار طايش في الفرح اللى كنت حداه .. لأنهم لو كانوا عرفوا انها هي اللي وراها كانوا دفنوها صاحيه.. وقولت ممكن الزمن يعدى وتتهد وتتغير من ناحيتك خصوصا بعد سفرك .. قولنا ممكن تخاف بعد موضوعك بتاع زمان انها تعمل حاجه لينكشف القديم والجديد ..
غير كده هما كمان صحتهم مش هتستحمل أى صدمه جديده .. أديك شايف من ساعة اللى حصل جدك ضغطه عالى وابوك شكله مخطوف .. ماشى تحسه أنه مش فى الدنيا.....

استرسلت بنفور :
-- بس أنا بقولك دى ولية حيه سمها فى حشاها مهما مر عليه الزمن مش بيقل .. وهى من ناحيتك مصرينها بتتلوى .. الود ودها متشفكش على وش الدنيا .. قالتها وتابعت بعدها ألف بعد الشر عليك أن شاء الله هى....
أكملت تملى عليه ما يجب فعله :
-- شوف ياولدى الابره فيها فتلتين .. خيك وهى .. وأنا عندى خيك الضافر اللى بيطيره برقبتها .. وللأسف خيك مسلم ليها ودانه وعقله من ساعة سفرك .. أنت عارف هو كان بيحبك ومرتبط بيك أزاى .. بعد سفرك هى استلمته وغسلت مخه من ناحيتنا كلتنا .. اللى عايزاك تعرفه خيك مش هيصدق أى كلام عنها لانه للأسف بيحبها .. عيزاك تراقبها زى ضلها .. تعد عليها أنفاسها .. ديما مسابقها بخطوات .. وكل حركه تعملها سجلها صوت وصوره .. لازم يبقى فى دليل على غدرها .. عشان نأمن شرها وخيك يصدج ان أحنا مش بنتبلى عليها عشان كرهينها وسطينا ....

تنهدت بحزن على حال عائلتها وأردفت بحنو :
-- وعايزاك ياولدى تقرب من "ريان" أخوك .. احتويه واعرف الشيطان اللى غاويه وابعده عنه .. رجعه لحضنك زى زمان .. لأجل ما يرجع فى وسطينا .. "ريان" متكسرش اللى فى بعدك يا"فهد" .. أنت كنت أخوه وصاحبه .. مكنش بيشوف الدنيا إلا بعينك أنت.....

أمسك كفيها بين راحتيه يرفعها عل شفتيه يلثمهمها بحب معقبا :
-- ياجده كل اللى انت قولتيه هنفذه بالحرف الواحد .. عايز اقولك ده اللى كنت بفكر فيه طول الليل واللى خلانى معرفتش انام ..

استرسل بغصه :
-- وبالنسبه ل"ريان" سفرى مكنش بمزاجى وأنتى عارفه .. أنا اتجبرت عالبعد .. وهى برضوا كانت السبب .. بس وعد عليا ما هسيبها تتهنى من هنا ورايح .. وحقى هجيبه وأخويا مش هسيبه لو بروحى....

تسمع بذهن شارد، تخاف من الايام القادمه، مرعوبه من عواقب ما هم مقدمين عليه....

لكزتها الحجه راضيه هاتفه بالين :
-- هنيه فوقى وصحصحى .. هى حطاك فى دماغها خالى بالك من نفسك ومن بناتك ..

أومأت لها فى صمت، ولكن عينيها تحمل الكثير من الألم والحزن، والقلق والتوجس من القادم، استقامت تستأذن منهم كى تصعد تطل على "سعد" إذا ما كان استيقظ، بينما "فهد" اتخذ مقعد مقابل لمقعدها يجلس عليه ينتظر قدوم أخيه، أما هى أخذت مسبحتها تسبح عليها وتستغفر تتضرع إلى الله بالدعاء أن ينجيهم من سواد قلبها.....

قطع سكون المكان دخول "شربات" خادمتها الوفيه، تهرول عليها تلثم كفيها قائله :
-- قلبى معاك ياست الحجه .. ربنا ينتجم من ابن الحرام اللى عمل فيكم كده ...

مسدت الحجه راضيه على رأسها بحب :
-- تعيشى ياشربات .. طمر فيكى عيشى وملحى .. أصيله يابتى .. مجتش من الجريب....

أجابتها شربات بود :
-- ميجيش من بعد خيرك ياستنا .. ده أنا تربيت أيدك ولحم كتافى من خيرك .. ولحد دالوجت عيشه انا وولادى وجوزى من خيركم .. ربنا يخليكم لينا .. ويبعد عنكم شر مخاليجه......

استسمحتها هاتفه :
-- بعد أذنك ياستنا أنا هرجع للمطبخ مع البنات انتم فى ضيقه ومينفعش أسيبكم لوحديكم فى شدتكم ...

هزت الحجه راضيه رأسها بالموافقه هاتفه بتساؤل :
-- معنديش مانع بس جوزك عارف عشان ميعملش معاك مشكله ..

سريعا هتفت :
-- ده مصدق عشان ادخل قرشين والحاجات اللى حضرتك بتراضينى بيها قبل ما أمشى .. ده عمره ما هيتعدل بس هعمل أيه مستحمله عشان ولادى.....

مسدت على كتفها بعطف، ليس لديها مقدره على الحديث، واشارت لها ان تذهب على المطبخ، دنت منها "شربات" قبلت يديها، واستقامت تدلف للداخل.....

تبسم فهد على طيبة جدته مع خادميها، على الرغم من شخصيتها التى يهبها الجميع إلا أن لديها رحمه تغلف قلبها، تجعل الجميع يحب التعامل معها....
أردف بفخر :
-- ربنا يحبب فيكوا خلقوا ياجدتى .. وديما دوار الراوى مفتوح بحسك أنتى وجدى....

تبستمت له بحب معقبه :
-- ويخليك لينا ياوالدى امتداد لجدك وأبوك....
تركت مجلسها واستقامت صاعده تطمئن على وليفها ورفيق دربها.......
---------------------------

عم الهدوء قليلا ليعود من كان مختفى عن الصوره، دخل بموجه هوجاء يغطى على اختفاءه فى الوقت العصيب الذى مرء على العائله فى غيابه.......

صاح بعصبيه :
-- مين إللى عمل المصيبه دى......
قالها وهو يشير بيده على الفوضى وآثار الحريق التى طالت الجزء الملحق بالدوار والخاص بمكتب الجد لمناقشة أمور فلاحين البلده

صاح فهد بسخريه :
-- تفتكر لو كنت أعرف هسيبه ليه .. اكيد هدفنه تحت رجلنا......

استقام يقترب منه واستكمل بأمر :
-- مش ده المهم عندى دلوقتي .. عاوزك تشوف مهندس معماري يجي يصلح الخراب ده .. بس طبعا عاوزه من أهل البلد .. عشان يشتغل براحته، وهيبيقي عارف العمال اللي من البلد......

تطلع لساعة معصمه بضجر، الوقت لا يمرء، حك ذقنه ورفع أحدى حاجبيه يحدقه باستفهام يرتب حديثه حتى لا يخسره أكثر هتف يمازحه :
-- بس شكل الليله عدلت المزاج جاى متظبط ..

تلعثم ريان يحاول التمويه حتى لا يكتشف أخيه حقيقة أمره أردف باندفاع:
-- ليلة أيه وبتاع أيه .. قولتلك بايت عند واحد صاحبى .. شكل حريق المزرعه أثر على مخك....

خبطه على كتفه يوهمه أنه يدعم كذبه، تبسم ابتسامه لم تصل لعينيه...
عقب على كذبه :
-- ماشى ياعم مصدقك
بس خاليك فاكر أنى أخوك .. صاحبك القديم رجع .. لو احتاجتنى هتلاقينى....

استفزت "ريان" كلماته أجاب عليه بحنق :
-- بطلت أحتاج لحد .. عشان لما احتاجت لاقيتنى متحضن بالهوا.....

زفر نفسه يهز رأسه بيأس فطريق عودة أخيه طويل...
دنى من أذنه هامسا له بكنيته التى طالما كان يحب أن يناديه بها...

أردف بحزن :
-- تمام يا "ديب" .. ولو أنى شايف انك خالفت قوانين عشيرتك....

قالها وتركه وغادر يعطى له مساحته يستعيد ذكرى ما بينهم، لعل نقطة النور التى تربى عليها تستيقظ وتعيده لرشده وصوابه........

ارتجفت أوصاله عند سماعه للقبه الذى كاد ينساه، ولكن حاول الثبات، زفر براحه لمغادرته دون أن يواجهه.........

لبرهه داهمه ومضات حنين لأيامهم سويا، ابتسم وهو يتذكر أول مره أطلقه عليه............
كنت كثيرا أتسحب بهدوء اختلس الخطوات خلفه دون أن يرانى، فأنا بطبعى كثير الحركه، لا أهاب أحد ولا أخاف من شئ، فضولى كان يحثنى أن أذهب وراءه استكشف ماذا يفعل بالمزرعه، فدوما أمى كانت تنهرنى لمرافقتى الدائمه له، ولكن كنت دوما أعصاه حبا فيه، فهو دوما كان ودود عطوف معى يعتبر صديقى الأوحد فى هذه الفتره من حياتى، من كثرة حبى له كنت أحب مرافقته، ولكن هو كان يتخوف على كثير، ظللت كل يوم اتصيد خروجه واذهب وراءه دون أن يشعر، ولكن هيهات كنت متوهم انه لا يعرف بوجودى، حتى قبض على ذات مره وهو ينادي على :

-- ياديب .. هتفضل ماشى ورايا كده كتير .. تعالى فى كتف أخوك ياديب ..
حينها ضمنى لصدره يشدد على احتضانى بقوه، بعدها أخرجنى يقبض على منكبى هاتفا بفخر :
-- عارف أنا لقبتك بالديب ليه ..

أومأت له بعدم معرفتى ....

عقب مسترسل :
-- عشان الديب شجاع مبيخفش، مالوش مالكه عشان عدوه يستفرد بيه، عنده وفاء للخل والأحباب، بار بوالديه وأهل بيته.... ديما حط صفاتك دى أدام عينيك، ومتخليش أى حاجه تأثر عليك وتشوه الديب....

ارتسمت ابتسامه فرحه على محياى لمدحه فى وتوسمه الحميد لأخلاقى......

وكان ختام كلاماته :

-- الديب والفهد عالعهد أخوات ما يفرقهم الا الموت......

ظلل يردد كلماته الأخيره وكأنها لحن طروب يشنف أذنيه، مواقف وكلمات دوما يسترجعها يعيش على أطلالها، ولكن بالأخير باتت من الماضى الذى عشش به الخفافيش.....

نفض عن رأسه تلك الومضات، واستفاق من شروده يزجر نفسه وينهرها لحنينه لتلك الأيام، فهو من نقض العهد، ليصير بالنسبة لى فى تعداد الأموات......

ظل يشتم ويسب، يلعن حظه وظروفه، استدار يصرخ على الغفير، أتى له مهرولا...
-- أوامرك ريان باشا

سأله بعصبيه :
-- تعرف ياطور مهندس كويس عشان يجي يظبط الخراب ده......

رد عليه الغير هريدى :
-- آه في مهندسه شاطره أوى .. هي تقريبا بانيه نص بيوت البلد ....

لمعت عين ريان باعجاب :
-- المهندسه حلوه يا زفت .. ولا شكل خلقتك اللي تسد النفس دى....

ضحك هريدى كالأبله قائلا :
-- دى زى لهطه القشطه .. ومش متجوزه زى ما يكون الرجاله اتسطت في نظرهم .. آه لو ترضي تتجوزني كنت طلقت بهانه واتجوزتها........

ضحك ريان بتهكم :
-- معدش غيرك يا غفير البرك اللي هتبصله مهندسه ..
وتابع بأمر :
-- أجرى انجر هاتها حالا .. قولها تيجي وتاخد اللي هى عوزاه .. أهووو الواحد يجرب صنف جديد ويسلي وقته بمزه جديده....

-------------------------

الصباح بمذاق مختلف فى جنبات منزل يعمه الحب والدفئ...
شعرت بالسعاده عندما استمعت لصوت مفاتيحه عند الباب، هرولت كالطفله فهو بالنسبه لها الأمان، خاصة بعدما كانت تفتقده مع زوجها السابق، فعوضها الله ب"عزت" خير زوج، راعى الله فيها وفى أولادها، وأعطاهم من الأمان والحنان ما كان يفتقدوه مع أبوهم الحقيقى......

بوجه بشوش استقبلته "أنعام هاتفه بلهفه تتسائل :
-- اتأخرت ليه ياعزت .. وبعدين أنت صحيت بدرى خرجت روحت فين....

تنهد عزت على مهل يجيبها :
-- أهدى بس وخدى نفسك ياأبله الناظره .. ليه كل القلق ده .. انا بس كنت ببيع المحصول .. مش انتي عارفه أنى مدى التاجر ميعاد الصبح بدرى.......

أنعام بقلق :
-- خوفت عليك انت كنت تعبان بالليل .. ومجاش فى باللى ميعاد التاجر.....

أمسكته من يده تمسح على كفه بحب، واجلسته على الاريكه يستريح وهتفت :
--أقعد استريح والفطار حالا هيكون جاهز.......

اعتدلت ذاهبه اتجاه المطبخ تنادى على بسنت هاتفه :
-- تعالى حضرى الفطار معايا لأبوكى ونادى اخواتك، شكلهم كان تعبان امبارح....

ردت عليها بسنت تخبرها :
-- أحمد دخلتله قالي محدش يصحيني معندوش حاجه مهمه ولما يصحى هياكل ...
وغمزه لسه هدخل اشوفها جات نامت كالعاده وقفلت الباب عليها رغم اني هموت واتكلم معاها من بعد ما سمعت عن مقالب عبدالله فيها......
وعبدالله أنا بنفسي اكلته حاجه خفيفه ونزل عشان مصنع الراوى اتصلوا بيه فى مشكله فى عنبر تسمين العجول.......

عقبت عليها انعام :
-- يبقي يالا هاتى الأكل عشان أبوكي تعبان وصاحى من بدرى، يفطر ويريح شويه، وأنتى روحى أفتحي المكتب وهو عالظهر يبقى ينزلك......

غفى "عزت" على الاريكه من شدة تعبه، لم يلاحظ خروج "غمزة" من غرفتها وذاهبه لأنعام المطبخ.....

تحمحت بصوت خفيض هاتفه :
-- صباح الخير على أجدع أم وأحلى أخت....

ردت عليها "بسنت" التحيه بصياح، هرولت لها "غمزة" تضع يدها على فمها، تحثها عالصمت هاتفه بنزق :
-- أيه يابنتى مدفع متعدد الطلقات .. صوتك ياماما هتفضحينى وهتلمى عليا عزت ..

تركتها وذهبت لأمها التى تكتم ضحكاتها، لوت ثغرها هاتفه :
-- وأنتى كمان ياأنعام مكنش العشم .. بس مش مهم لينا روقه مع بعضتشينا .. قالتها بمزاح

تابعت تسألها :
-- بابا عرف حاجه امبارح .. ولا كنتى عالعهد ومقولتيش حاجه...

لكزتها أنعام هاتفه :
-- متخافيش مقولتش .. بس مش عشان أنا مش فتانه وبقر من أول قلم .. خالص كل الحكايه أنه نزل بدرى .. فملحقتش أشوفه عشان أقوله.....

تنهدت براحه يصاحبها بعض القلق هاتفه :
-- كلامك يريح ويخض .. ربنا معايا لما أقعد أفطر معاه ويشوف أيدى...

خطت نحوها بسنت تمسك يدها، لتكتم غمزة تأوهاتها المتألمه هاتفه بحنق :
-- يابنتى حرام عليكى .. اعمل فيكى ايه غشيمه كده على طول .. أهدى ياماما دى أيد ناس مجروحه .. مش طوب واسمنت من اللى بتشتغلى فيهم.......

صفعتها بسنت فى كتفها هاتفه بزهو :
-- يابنتى انا ليدى أيه عرفك أنتى يابتاعة البهايم...

صرخت بهم أنعام فلو تركتهم لهاصوا فى حكاياتهم طيلة النهار، هتفت بيأس منهم :
-- أخرسى منك ليها واتفضلوا طلعوا الفطار عالسفره باباكم نام على نفسه من التعب....

أومأت الفتيات بإحراج، وامتثلوا لكلامها كلا منهم تأخد طبق تضعه على السفره....

بحنو أوقظته أنعام للفطور، استقام معها يجلس على رأس السفره، والنعاس يداعب جفونه، مد يده يجذب رغيف من الخبز، لاحظ ضماده كبيره على يد غمزه، ترك الخبز وتطلع لها باستعلام يسألها عن إصابتها :
-- خير يابنتى كفى الله الشر .. أيدك مالها .. أنا سألت أحمد عليكى قال انك كويسه ..

تلعثمت غمزة وهتفت :
-- بص ياوالدى من غير لف ودوران .. أنا اللى قلت لاحمد مش يقولك عشان متتخضش عليا .. وأنا كنت هقولك بالليل لما جيت بس لاقيتك نايم .. صعبت عليا أصحيك .. وماما أنعام مالهاش ذنب فى انها تخبى عليك انا قولتها لما تصحى هبلغك بنفسى.....

وتابعت بدعابه :
-- وبالنسبه لأيدى ده حتت جرح صغيووووور .. مش مستاهل .. بس أبيه أحمد هو اللى عمله لفه كبيره .. مش عارف يعمل شغله مظبوط هنبقى ندخله طب من أول وجديد....
لم يخيل عليه كلامها حدق بها يقول :
-- يابكاشه عماله تلفى وتدورى وأنتى عارفه أنى فى الآخر لازم أخليك تقرى وتعترفى .. يبقى على طول اتكلمى عشان عايز ادخل ارتاح شويه قبل ما انزل المكتب مع بسنت ........

طأطأت بخجل من كذبها، وتحدثت تقص عليه ما حدث معها ليلة أمس...

تفهم عليها موقفها، وأثنى على حسن تصرفها، رغم وجعه على هيئتها المتعبه، ولكن تصرفها كان على صواب......

استقام يضمها لصدره يقبل رأسها بفخر قائلا :
-- ربنا يبارك لى فيكى يابنتى .. وديما كده مطوله راسى وفخور بيكى.....
وتابع بإرهاق :
-- أنا كده فطرت .. لو مش نازله المدرسه ياأنعام صحينى الضهر .. ولو نزله ظبطى المنبه وزيادة تأكيد عشان مترحش عليا نومه أبقى رنى عليا لحد ما أصحى.....

اومات له أنعام هاتفه :
-- من عيونى حاضر..

استقامت بسنت هاتفه :
--أنا كمان هدخل ألم التصاميم اللى كنت شغاله عليها وانزل المكتب عشان فى عميل جاى عشان أعاين معاه موقع الأرض الل هشتغل عليها......

تابعتها غمزه هاتفه :
-- وأنا كمان هقوم ألبس عشان أروح العياده زمان صخر على إفاقه، ولازم اكون موحوده عشان ميهجش وجرحه يفتح تانى.....

استقاموا جميعا، ينظفوا السفره من الأطباق، وأعادوا ترتيب المطبخ، وكلا منهم ذهبت تستعد لوجهتها...

---------------------------

نقف الآن أمام بناء عقاري حديث الأنشاء متعدد الطوابق، وبالتحديد الدور الثاني نشاهد يافطه اعلانيه على وجهة العقار مخطوط عليها.....
*مكتب "العِزّْة" للانشاءت الهندسيه والتسويق العقارى وأعمال المحاسبه*
هذا المكتب لصاحبه "عزت رشدى" وابنته "بسنت الحسينى"

تصطف الآن سيارتها بجوار البنايه، أخذت حقائب التصميم وحقيبتها الشخصيه، وأدارت الباب تفتحه، تغادر السياره، تترجل لداخل المبنى، صعدت إلى مكتبها، ألقت التحيه على السكرتيره "منى" وضعت متعلقاتها على المكتب وذهبت تجلس ورائه تباشر أعمالها، قبل مجيئ العميل......

مضى بعض الوقت أتى العميل، وتباحثت معه فى عدة نقاط، واتفقوا على البنود الاساسيه للمشروع محط المناقشه وغادر على اتفاق لموعد آخر للمعاينة.....

زفرت براحه لإنجاز أول أعمال اليوم، أخرجت التصميم التى كانت تعمل عليه بالأمس لاستكماله، طقطقت رقبتها يمين ويسار من تشنج عروقها، رفعت سماعة الهاتف الداخليه للمكتب، تحدثت للسكرتيره تطلب منها عمل كوب قهوه، فى نفس الاثناء سمعت صوت جهور يتحدث بجوار "منى" السكرتيره يطلب الدخول.......
قطعت كلامه وهتفت على "منى" :
-- مين ده و عايز أيه......
أجابتها باحترام :
-- ده غفير بيقول أنه عاوز حضرتك ضروري....
عقبت بسنت :
--دخليه لما اشوف عايز ايه

بالفعل دخل ولكن بغشوميه أدار الحديث
سألته بسنت :
-- خير حضرتك طلباتك....

أجابها الغفير باندفاع :
-- "ريان" باشا عاوز حضرتك في فيلا "الراوى" عشان الحريق اللي حصل .. وبيقول لحضرتك الفلوس اللي هتطلبيها هتاخديها........

بسنت باستهجان قاطعته :
-- فلوس إيه اللي بتتكلم عليها .. وبعدين أروح لمين يامتخلف .. قول للى بعتك يجي يكلمني في مكتبي .. مش بعتك ليا تقولي كلام فارغ.....

الغفير مصححا لكلامه :
-- أبدا يا بشمهندسه مش زى ما حضرتك فهمتى .. أنتى على راسنا .. كل ما في الأمر أن الفيلا انحرقت .. والدنيا مقلوبه .. أشي حكومه .. وأشي مطافي .. وأشي إسعاف.....

بسنت بتذكر لأحداث حريق أمس ربطت كلامه لتستشف مصدقيته أومأت بالموافقه هاتفه :
-- أنا هاجي عشان سٌمعت الحاج الراوى اللى ميختلفش عليها اتنين بس مش أكتر غير كده مكنتش قمت من مكانى......
استقامت جمعت أشيائها وغادرت معه.....

------------------------------

فى نفس الاثناء نقف فى مكان كنا به ليلة امس ولكن نحن فى صباح يوم جديد وأحداث مختلفه، المنظر صباحا فى ظل الزرع المحاوط للعياده يشعرك بالسكون والراحه......

نظرا لأصابة يدها لم تستطع قيادة الماتور خاصتها، هبطت من توك توك فهذا هو المتاح فى البلد وسط الحقول، ترجلت للداخل ألقت التحيه على "مرعى" التمرجى، لتفاجئ به يجلس بانتظارها......

حدقته بذهول هاتفه بصياح :
-- أنت هنا من أمتى .. ولا تكون بايت جنب صخر .. هو أنت منمتش فى بيتكوا .. ولو نمت أيه اللى مصحيك بدرى كده .. انت مش بيتكوا ولع امبارح واكيد وراك شغل وتصليح فيه .. ولا يكنش لسه معندكش ثقه فيا أنى هخلى بالى من صخر.....
قالت كلماتها باندفاع تسترسل كلمه وراء كلمه بدون توقف.......

جحظت عينيه كادت تخرج من محجريهما من استغرابه لاسترسالها المندفع، أى دكتوره تلك، راديو معد تظبيطه على موجة قذف كلمات فى أى وقت بدون فهم.........

وضع يده على فمه يخبطه خبطات خفيفه وأشار لها أن تصمت قائلا :
-- هششششش .. هششششش
أيه راديو بيتكلم مبيفهمش .. نزله حدف ياخربيت عقلك افصلى وأدينى فرصه أتكلم...

خجلت من فعلتها وأحقت نفسها هاتفه باعتذار :
-- معلش أنا أسفه .. بس اتخضيت لما لاقيتك قاعد مستنينى .. يعنى توقعت أنك من تعب ليلة إمبارح هتنام مش هتصحى قبل الضهر....

طالعها بتهكم قائلا
-- ده على أساس أنك مش تعبانه وبالرغم من كده صحيتي بدرى ونزلتى عشان تشوفى "صخر"

اندفعت هاتفه :
-- ما خلاص بقى هنقضيها سين وجيم .. أخلص كده تعالى على جنب عايزه ادخل اشوف المريض بتاعى.....
صفع كفيه مستعجب من تحولها الذى بين برهه وهنيهه هتف لنفسه :
-- هى ملبوسه ولا عليها عفريت .. أيه ياربى الجنان ده لأ أنا آه حبيتك بس مش طالبه معايا جنان .. كفايه اللى انا فيه .. أركنى على جنب لما أفوق لك ..
صدح صوته بخشونه :
-- يادكتوره ياريت نتكلم بأسلوب متحضر أكتر من كده .. أنا جيت أطمن على صخر وماشى . شكرا لاستقبالك المميز ..

لعنت غبائها وتسرعها، لما دوما معه مندفعه، تلعثمت هاتفه :
-- أنا مكنش قصدى أضايقك .. عموما تعالى معايا هدخل اكشف عليه وأشوف آخر تطورات صحته.......

ولجت للداخل وهو ورائها، شاهدوه كما بالأمس مطروح أرضا يفتح جفنيه، ولكن مازل تأثير المخدر مسيطر على جسده، جثت بجواره عاينت مؤاشراته الصحيه، واطمأنت على جرحه، فكل شئ يمشى فى مساره الصحيح......
هتفت براحه :
-- متقلقش عليه مؤشراته كويسه، وأن شاء الله يوم بعد يوم هيكون أحسن ..
تابعت باعتذار :
-- أنا آسفه على سوء فهمى .. مرحب بيك فى العياده فى أى وقت....

اومأ لها باقتضتاب نظرا لضيق وقته قائلا :
-- مفيش مشكله يادكتوره .. أنا عارف أن صخر فى أيد أمينه.....

ألقى عليها التحيه وغادر، وبينه وبين نفسه، لن يتسامح معها بعد الآن فى مهاترتها، لابد لها من التريث فى تصرفاتها......

نهرت نفسها وزجرتها فهى لم تكن مندفعه وعصبيه أبدا، ولكن معه ينطلق لسانها كحصان بدون لجام...

----------------------------

** ما حيلة زير النساء....
أمام تلك السمراء **......
فتاه جميله تحمل مواصفات عارضة الأزياء، ملامح هنديه بشره فاتحه حنطيه، شعر أسود كالليل الحالك طويل لآخر ظهرها، عيونها كا لون شعرها مما يعطي شخصيتها مظهر قوى جذاب، أهداب طويله كالسهام كثيفه متقاربه كالغابات وهبها الله أياه كدرع يصد عنها نظرات المعحبين العابسه، رقبه طويله تزيدها كبرياء، جسد رشيق، خصر ضيق، بطن متسطحه، مؤخره ممتلئه نوعا ما، ساقيها طويله ملتفه ، جسد كغصن بان لا يشوبه شائبه متناسق فى أماكن الصحيحه........

ذات رؤيه مستقبليه وفكر بناء، تتحمل المسؤوليه بدون ضجر، متصالحه مع نفسها وظروفها، تقدر نفسها قيمتها التى تستحقها، تأخذ من ماضيها دافع قوى لتحطيم أى حاجز يهدد استقرارها، دوما تشحذ همتها الداخليه وتحفزها على التقدم فى مستقبلها المهنى......

هلت بطلتها الساحره كما البدر تتحدى ظلامه، طغى كعبها على مسامعه، دار حولها بمقلتيه يطالعها باهتمام....
تصنم تيبث، تاه وشرد.....
ويح جمالك الربانى مهلك للأعصاب، تبارك الرحمن أبدع فى خلقك، ما أعذب النسمات التى ساقتك إلى، سحر الهوى فى سواد عيونك، غرقت أنا فى ليل شعرك الحالك...........

ولجت تخطو بجوار الغفير، تقف أمامه بكامل حيويتها، باستقامه ترفع هامتها تطالعه بلا استكانه.......

مع كل خطوه تخطوها نحوه إعجابه بها يزيد، قطم على شفتيه بإثاره قائلا :
-- يخربيت أم جمالك .. صاروخ أرض جو .. طول بعرض جمال مش معقول .. بقى دى لسه متجوزتش.....
زفر بتمنى :
-- لو ليه في الاستقرار كنت اتجوزتك .. بس علي عيني يا حبة عيني .. للأسف هتنضمي ل حريم "ريان الراوى".....

بخبث اقترب منها، يمد يده لكى يصافحها، ولكن لغرض فى نفسه، هذا الماكر أراد أن يستشعر ملمس يديها.....
هتف كالحمل الوديع :
-- أهلا يا بشمهندسه......

تطلعت له بسنت بالامباله هاتفه :
-- أسفه يافندم .. مبسلمش علي راجل غريب......

بادلها ريان نظره مستهزءه هاتفا بوقاحه :
-- آه قديسه يعني ولا ستنا الشيخه..

هتفت بسنت باستعلاء :
-- ده مبدء عندى .. وأظن ده شيء ميخصكش أن كنت شيخه ولا قديسه.....

أومأ لها ريان ولكن فى الحقيقه هو أولعبان :
-- عندك حق فعلا .. اتفضلي أقولك محتاجين أيه في الشغل......

مشت "بسنت" جواره رغم ضيقها من نظراته، واحتكاكه المتعمد بها، استطالت فى قصيدة الصبر بيت، حتى تنتهى.......
بالفعل انتهت من المعاينه، وهو أبلغها بكل ما يريد إصلاحه وترميمه، وهي كتبت ودونت المطلوب.......

أطبقت أجيندة الملاحظات وادخلتها حقيبتها وهمت كى تغادر ولكن........

استوقفها صوته قائلا بمكر :
-- كنت ناسي في مكتب جدى....
قاله كلمته وذهب يفتح لها الباب هاتفا بمراوغه :
-- جزء منه اتحرق تعالى نشوف هنعمل فيه أيه... .

دلفت بسلامة نيه، لا تعلم ما هى أفكاره الشيطانيه، بمجرد دخولها أغلق الباب بغته، وظل يقترب منها كالصياد الذى يتحين الفرصه لالتهام فريسته، أخذت تتقهقر وترجع للخلف، اقترب منها يدنو بجوار أذنها هاتفا بفحيح :
-- أنتى قولتي أنك مش بتسلمي علي رجاله .. عاوزه تعرفيني أنك عمرك ما لمستي راجل ...

صاحت بسنت بانفعال :
-- أنت مجنون أبعد عني .. أشكالك انت مستحيل يصدقوا أن في بنات لسه محترمه وشريفه .....

ريان بتهكم ساخر :
-- تعرفى أنكم كلكم رابعه العدويه في نص حياتها .. رغم أن مفيش ست شريفه .. وأنا هسبتلك أنك من أول بوسه هتبقي عاوزه تكملي العلاقه.....

رد "بسنت" كان صفعه بدون مقدمات، رفعت يدها وأنزلتها على وجنته، صدمه احتلت وجهه، لتنتهزها فرصه تفر من أمامه، هرولت وهى تصيح معلنه انسحبها :
-- شغلى فى الفيلا مرفوض.....

لُجم لسانه، وشٌل تفكيره، يضع يده على وجهه يتحسس مكان صفعة يدها، ليتأكد أن ما يشعر به من وخز حقيقى، انتبه لمغادرتها ليجز على أنيابه قائلا بغضب :
-- يا بنت الگ ..... يا بنت الگ
كل ما استطاع فعله لينفس عن غضبه، ظل يكسر في المكتب حتى أخرج شحنة غيظه من رفضها إياه، كيف ترفضه وهو لم يرفض من قبل، كيف تقهره وهو قاهر النساء.......
زفر أنفاسه الحارقه التى تضيق على صدره وخرج ليصعد غرفته دون أن يشعر به أحد، هو الآن على أتم إستعداد أن يقتل أى مخلوق دون أن يرف له جفن...............

---------------------------

يتبع.................


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close