رواية غمزة الفهد الفصل العاشر 10 بقلم ياسمين الهجرسي
رواية(غمزة الفهد حب بالمصادفه) مسجله حصرى بأسمى ياسمين الهجرسى ممنوع منعا باتا النقل أو الاقتباس أو النشر فى اى موقع أو مدونه أو جروب او صفحه حتى ولو شخصيه من دون اذنى ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للمسأله القانونيه
--------------------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
--------------------
انتصف النهار وهى تجلس على وضعها شارده فى نقطه وهميه تسرح مع ماضيهم وأشياء تتراكم قى أعماق قلبها قرار اتخذته بعاطفيه كان نتاجه أن العائله تنهار بالبطئ، إن فتحت مجال للبوح به ستمطر سماء بيتها غيث يحصد الأرواح لن يجدى معه سد من الكلمات أن يوقف سيلها، تفكيرها منصب على أنه حانت بداية النهايه لكشف مستور متوارى منذ سنوات، يعتمل قلبها جمر خوف على من أحبتهم، تحاسب نفسها الآن عندما أيقنت أن الماضى الذى استوطن بيتها تحول لغول يلتهمهم ولعتمة ليل حالك تبتلعهم......
زفرت نفسها تكتمه بجوفها عندما طل عليها ابنها يدلف بخطى متهدله حزينه، استرخت ولانت ملامحهما تحاول مواساته فى محنته.......
دلف "سعد" بعد عناء للاطمئنان على العالمين في المزرعة وجد والده الحاج "الراوى" والحجه "راضيه"
يجلسون في حديقة الدوار يستنشقوا بعض الهواء النقي لعله يساعده على الشفاء سريعاً .. القي عليهم التحيه وانحني يقبل كف يدى والده، واقترب من والدته طبع قبله على مقدمة رأسها، وجلس معهم مهموم ملامح وجهه لا توحي غير بالقلق......
وضعت الحجه "راضيه" يدها علي كتفه هاتفه:
-- مالك يا جلب أمك الهم راكبك ليه يا والدى .. اللي له تمن فداكم يا والدى ...
ابتسم لها ابتسامه هادئه هاتفا :
-- تعرفي أن دا هو اللي يزعلني بردو ياما .. أنا اللي مزعلني أن ده حصل بعد ما "فهد" رجع .. خايف يكون فى حد قاصد يوصلي رسالة معينة......
اعتدالت في جلستها ترفع زراعها المزين بأساور الذهب تلوح بكف يدها علي المكان من حولها قائلة :
-- مين اللي يقدر يهوب ناحيه أرض الراوي .. ده الطير الغريب يخاف يطير فوق أرضنا .. تقول في حد وازه شيطانه يعملها .. متخافش يا والدى الكل عارف أنك ماسك الناحيه بأيد من نار وأيد من اللين .. يعني لو نص البلد بتخاف النص .. التاني بيحبونا .. سبها علي الله يا والدى ومتشلش هم .....
هز رأسه قائلا :
-- ربنا ما يحرمني منك يا حجه ريحتي قلبي....
ابتسمت له وهي تتهرب من نظارات زوجها لها، هي تعلم معني هذه النظره أنه يشك بأمرها.....
رفعت نظرها وجدت "مكيده" تقف تشاهدهم من شرفه غرفتها حدثت نفسها :
-- ما هو اللي أنا سكت عليكي زمان كان خوفي من رصاصة غدر تصيبي بها حفيدى يا بنت الأبلسه .. لكن ناويه تعيديه تاني .. مكنتش عامله حضني وكر أفاعي ليكي تعيشي فيه عشان تبقي تحت عيني .. وجايه دلوقتي توجعي قلبي .. اصبري عليا يا"مكيدة" أما وريتك النجوم في عز الضهر مبقاش ست ناسها يا واكله ناسك.....
حول نظره لوالده هاتفا باستعلام :
-- الظابط جالك ياحج عشان ياخد أقوالك....
أجابه الحج الراوى بنبره متعبه :
-- آه يابنى جه أخد أقوالى أنا و"ريان"......
أومأ له بتفهم، تنهد بتعب واستقام يغادر معتذرا نظرا لأرهاقه واحتياجه للراحه..
بينما الحج الراوى على نظراته يبادل الحجه "راضيه" باستفهام ماذا تخفى عنه، أدارت وجهها للجهه الأخرى، وتلعثمت هاتفه :
-- هستأذن منك ياحج هدخل اشوف البنات جهزوا الغدا ولا لسه عشان تتغدى وتاخد علاجك......
لم تمهله الرد ونهضت تخطو للداخل حتى تقطع عليه نظرات التساؤل، فهى لو أباحت الآن بما يختلج صدرها حتما ستكون العواقب وخيمه.........
----------------------------
بعدما انتهى من استجاوب الضابط، صعد غرفته كالثور الهائج، هيئتها المتبجحه الرافضه له لا تبارح ذهنه، طنين صفعتها لازال يصفر بأذنيه، وهج وجنتيه يضرم نار فى صدره يود الفتك بها، أطاح بكل ما تقابله يده أرضا، حتى عثر على حقيبة الهدايا الخاصه بأخيه، زاد صراخه وغضبه، ليلقى بها على آخر زراعه لا يعطى لها أهمية، فبالأخير هو يلقى كل اللوم على أخيه فيما هو عليه الآن، زاد إصراره على الانتقام منها، وبداخله يعزز فكرة معاقبتها على رفضها والتقليل منه، عقله يشتعل بفكره واحده أنه مرفوض من الجميع لا أحد يرحب به فى حياته، هل أنا نكره لهذه الدرجه الكل ينفر منى، حتى من كان ملجأى فى يوم من الأيام خذلنى، إلى هنا ظنه السئ هداه إلى فكره شيطانيه، أخذ هاتفه وأدار اتصال بعامل المزرعه التى زوجته وضعت مولودها أثناء الحريق.....
تحدث بغطرسه :
-- عاوز سبوع البلد كلها تتكلم عليه .. طبل وزمر وهيصه .. عاوزه يسمع البلاد اللي حوالينا .. ولو اتقتل قتيل في البلد محدش يسمع .. ودى هديه من عيله الراوى .. أصرف ولو احتجت فلوس أطلب.....
العامل بفرحه :
-- ربنا يباركلك يا"ريان" باشا .. الفلوس اللي حضرتك ادتهالي هتكفي سبوع عشر ليالي...
أغلق العامل الهاتف وهو لا يعلم نية ريان الخبيثه .. بينما "ريان" ابتسم بشر قائلا :
-- أما وريتك يا بوسي وكسرت مناخيرك .......
----------------------------
انتهى دوام الفتيات، وحان موعد رجوعهم للبيت، كلا منهم عادت ولكن بداخلها مشاعر مختلفه، "غمزة" حيره من أمرها بشأن معاملتها المندفعه مع "فهد"، و"بسنت" قلق متخوفه من رد فعل "ريان" على صفعها له.....
تصادف الاثنتان على باب البيت، تبادلوا التحيه مرتدين قناع الراحه لموارة ما يقلقهم، استقبلتهم أنعام بابتسامه عذبه وهتفت بحنو :
-- ماشاء الله بناتى الحلوين جايين مع بعض يامحاسن الصدف .. يالا ياقمر منك ليها ادخلوا غيروا الغدا جاهز يادوب يتحط عالسفره.....
أومأ لها الفتيات بهدوء ودلفوا لتغيير ملابسهم....
بما انها ساعة الغداء فالجميع متواجد على السفره، فدوما "عزت وأنعام" يحرصون على تناول هذه الوجبه سويا للحفاظ على روح الترابط الأسرى بينهم.....
فى المطبخ لاحظت أنعام شرود كلا من غمزة وبسنت هتفت قائلا باستفهام :
-- مالكم يابنات شكلكم مش عجبنى فى حاجه حصلت النهارده...
سريعا هتفت غمزة :
-- أبدا يامامتى مفيش حاجه بس جرح أيدى شادد عليا ...
عقبت عليه أنعام بحب :
-- يابنتى انا قولت لك ريحني النهارده أنتى اللى أصريتى تنزلي عشان خاطر الحصان اللى بتعالجيه .. عموما اتغدى وادخله ارتاحي شويه...
استدارت ل بسنت هاتفه بريبه :
-- وأنتى يابُسْبُسْ أيه حكاية سرحانك...
تلعثمت وأجابة كاذبه :
-- مفيش ياماما فكرة تصميم محيرانى شويه....
هموا يحملو الأطباق يضعوها على السفره، وكلا منهم أخذ مكانها يتناولوا طعامهم بهدوء يتجاذبوا أطراف الحديث عن يومهم وما حدث به.....
صدح صوت "عزت"يسأل"عبدالله" :
-- أيه أخبار عنبر تسمين العجول .. سمعت من "بسنت" الصبح أنه كان فى مشكله وانت نزلت بدرى لما اتصلوا بيك.....
أجابه عبدالله :
-- لسه مش مبين حاجه ياحج .. خدنا عينات للمعمل نشوف أيه سبب المشكله اللى صابت العجول .. ربنا يلطف خساير الراوى كتير اوى اليومين دوول....
عقب عليه عزت :
-- ربنا يجيب العواقب سليمه...
مضى الوقت وانتهى الغدا، واستقام كلا لوجهته، ومازالت أنعام تتجول بعينيها بين الجميع والقلق يأكلها على ابنتها من حالة الشرود التى بها....
انفردت بها جانبا وهتفت بقلق :
-- خليكي فاكره عماله أقولك مالك من ساعه ما رجعتي وأنتى مش راضيه تحكي.....
أجابتها بسنت بتوتر حاولت اخفاؤه
:
-- مفيش حاجه يا ست الكل .. أنا مرهقه من الشغل مش أكتر...
تركتها وفرت من أمامها، ولكن قلب الأم لم يرتاح للاجابه، دعت الله أن يحفظها بحفظه، وغادرت ترتاح قليلا بعد عناء العمل طيلة اليوم ......
----------------------------
أحداث كثيره مرءت طيلة الأسبوع، ذهاب "فهد" لعيادة "غمزة" للاطمئنان على حصانه، وبنفس الوقت المعامله برسميه قدر المستطاع حاول أن يغلف نفسه بها، ليحجم اندفاعها، وفى المقابل "غمزة" تتاكل غيظا منه بسبب بروده معها.....
-----------------------
بينما "ريان" رابط فى البلده لم يبرحها لسهراته الماجنه، ولكن شغله الشاغل مراقبتها عن بُعد، كلف أناس لمراقبتها وإرسال معلومات شامله عنها، بشغف يدرس تفاصيل يومها وتعاملتها، بها شئ يجذبه لها كالمغناطيس مسحور بتفاصيلها كمن ندهته النداهه بحكايات القصص قديما، يكاد يجزم أن خلاصه على يدها، شعور يراوده أن هى من سيرسلها القدر لانقاذه وإعادة ترتيب حياته.....
ولكن بداخله اضطراب وتذبذب قاتل،
من أقصى اليمين لأقصى الشمال إزدواجية مشاعر وأفكار، تخبطات كثيره يحبسها داخله، اختلال نفسى يمنعه من إدراك هوية مشاعره وضبط سلوكه وكأنه متلبسه شخصان، أو بالأدق لديه انفصام شخصيه، شخص ودود محب عشقها من الوهله الأولى يعطيها كل الحق فيما فعلت، فهى بالاخير أنثى حره لها الحق فى الدفاع عن سمعتها وشرفها، والآخر شخص عنيف دموى ناقم على حياته، يود الانتقام ثأراً لفكرة أنها رفضته وكأنه شئ نكره لا يزن شئ، دوما إحساسه بالتهميش والتقليل من شأنه هى المسيطره على تفكيره، وعند هذه النقطه، تلبسته شياطين الشخصيه المضطربه سيئة المزاج متقلبة المشاعر، ليصر على ما عزم عليه مهما كلفه الثمن.............
-----------------------------
اليوم يحتفل عامل المزرعه بمولوده، والذى يقام على شرف عائلة الرواى، فمن مَول الحفل "ريان" هو من قام بدفع كافة المصاريف فى الخفاء، دعى العامل جميع فلاحين البلده، بما فيهم الدكتوره "غمزة" التى أنقذت حظائر البهائم، والدكتور "أحمد" الذى قام بتوليد زوجته، وجميع أفراد أسرتهم، ليتشاركوا معه فى فرحته بمولوده، تزين سكن العمال بأبهى زينه من الأنوار والكهارب الملونه، وصدح صوت الطبل والمزامير يدق بصخب فى جميع الأرجاء.....
فى السبوع يجلس "فهد وأحمد وعبدالله" بجوار بعضهم، ويبعد عنهم قليلا "ريان" لتكون زاويته أمام "بسنت"...
فى الجهه المقابله تجلس "الحاجه راضيه وهنيه وزينه وفجر وغمزه وبسنت".. ولكن يغيب عن الاحتفال "عزت وأنعام" لاعتذارهم بسبب مرض عزت....
----------------------
يتبادل كل معجب النظرات مع من تخصه فى إنبساط، مشاعر جديده كلا منهم يختبرها لأول مره
عند "عبدالله" هداه القدر ليكتشف هوية من أحبها ودوما طيفها يزور منامه، انها تلك الشقيه التى كان يراها بجوار أبيها وهى صغيره، وكيف الآن فتاه يافعه تسحر نظر من يراها.....
فى حين "أحمد" يخطف النظرات لكتلة البرأه التى أمامه، لتبادله هى النظرات بنفور ... هتفت لحالها أى معتوه هذا يفتعل حركات غير ملائمه لشخصيته، وعند الإمساك به يتهرب بعينيه كالطفل الصغير.... أما عنه النظر لها يجعله يتصبب عرقا رغم برودة الجو، فيتنحى جانبا بمقلتيه، يستغفر ربه لاستباحته النظر إليها دون رابط شرعى..........
بينما "فهد" يتصيد لها النظرات والضحكات، يتابعها بشغف، رغم قناع البرود يتحين أى التفاته منها ليشاكسها، لا يتعب من عناء التحديق، أما هى نظراته تزيدها خجلا وتوترا لتتورد وجنتيها، تكاد تنصهر من عينيه التى تخترقها..........
فى ظل هذا يوجد لدينا قنبله موقوته الهدوء الذى يسبق العاصف، "ريان" وتدابيره الشيطانيه، هل سيمرء فعلتها هكذا دون عقاب، فما جدوى كل تلك المصاريف على مظاهر الاحتفال الا اذا كان السبب الرئيسى الانتقام منها.........
أخرج هاتفه من جيب سترته، وبعث رساله ل "بسنت" فحواها أن مكتبها أضرمت به النار.......
اقترب "فهد" منه بمرح يكسر حدة الجفى بينهم قائلا :
-- مش هتقوم تنقط المولود وتفرح أهله .. أيه يا عم البخل ده......
ارتبك "ريان" من قرب "فهد" المفاجئ وكسى ملامحه التوتر، خوفا من ان يكون شاهد الرساله، سريعا دس الهاتف فى جيب بنطاله، ولم يتفوه معه بكلمه، واستقام يحى العامل ببضع ورقات من النقود، ويتمايل بالتحطيب بالعصا......
بينما فهد والشباب قرروا الرقص بالعصا، استقاموا كلا منهم يتناول العصا للتحطيب أمام "فهد" يتبارزوا معه إذا ما كان متذكر لعادتهم الصعيديه أم سفره أنساه تلك المظاهر......
----------------------
الخيانه و الغدر مثل سكين حادة تقطع شرايين المودة والحب والثقة، تحول الحياة إلى خراب والقلب إلى خواء، والروح إلى هشيم......
وسط انشغال الجميع بالاحتفال، بهدوء انسحب "ريان" يجلس جانبا يتابع ردت فعلها....
أما عن "بسنت" أخدت الرساله بأيدى مرتعشه، فنظراته منذ قدومها لا تبشر بخير، تخوفت علي مكتبها وحدثها يخبرها أنه هو فاعلها افتعل حريق المكتب لينتقم منها، لم تخبر أحد من أخواتها وتركتهم وهرولت والفزع يأكل روحها بلا رحمه.......
رأى هيئتها، ليبتسم بفرح لنجاح مخططه الشرير، للأسف هو من نسل حيه بارعه فى التخطيط الشيطانى، توارى واستقام يغادر ورائها دون أن يراه أحد....
قادت سيارتها سريعا وصلت فى وقت قياسى، حاولت السيطره على أعصابها عندما شاهدت المنطقه هادئه ولا تشتم أى روائح دليل على حريق، صعدت مكتبها تتلفت يمين يسار الوضع آمن مستقر......
زفرت براحه هاتفه :
-- الحمد لله ده باينه مجنون .. هيفضل يهددني كده كتير......
اقتربت تغلق الباب لتغادر، وجدت من يضع قدمه يحيل غلق الباب، دفع الباب بقوه، ودخل عنوه، تطلعت له بزهول، أخذت تتقهقر للخلف والرعب يسيطر عليها......
هتفت بسنت ونبرة الخوف هى المتحكمه :
-- أنت بتعمل أيه هنا يا مجنون .. أنا كنت متأكده أنك أنت اللي بتهددني
ريان بسخريه :
-- أيه كان عندك شك أنى أنا هسيب حقي .. ده أنا البنات والنسوان بتبقي هتموت عليه .. عشان تيجى أنتى تضربيني بالقلم.....
رفع يده وسحبها من حجابها، ليجذبه يخلعه من علي شعرها.......
انطلقت صرخة ألم بفعل غرز دبوس الحجاب فى رقبتها، ليصير برقبتها جرح طولى، وضعت يدها تتحسس جرحها، شهقت بخضه وامتلئت عينيها بالدموع........
هتفت بصراخ :
-- أنت واحد مريض ومش طبيعي .. أنت أيه ياأخي مبتخفش ربنا........
بانفصام هتف "ريان" باستمتاع :
-- اصرخي أنا عاوزك تصرخي كمان .. نفسي الناس تسمعك وتشوفني عندك في مكتبك .. وأقولهم إنك شمال وجيباني هنا عشان اظبطك......
إنهارت "بسنت" لمجرد الفكره، وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها، تهز رأسها بالرفض، تطلعت له تستعطفه بأعز ما يملك........
هتفت بذعر تستجديه :
-- لا عشان خاطر اللي بتحبهم .. بلاش تعمل فيا كده .. أنت عندك أخواتك وبتخاف عليهم أكيد.......
بكائها ورجائها زاد من نشوة ريان بانتصاره بالتمتع بها أردف باشتهاء :
-- أنسى أنا هعمل اللي أنا عاوزه .. وأوعدك أنك هتنبسطي وانتي اللي هتطلبيني بعد كده....
بمخالبه البشريه هجم عليها يشق مقدمة فستانها يمزقه نصفين، ليظهر جسدها العلوى أمامه بسخاء، لعق شفتيه بشهوه مقززه ودنى من أذنها يهمس بفحيح :
-- أهلا بيكي في جحيمى يا منقذت الديب..........
----------------------------
هتفت بسنت بهستريه :
-- أنت مجنون ... قالتها وهى تدفعه بعيدا عنها
وتابعت بنفور :
-- أنت متخيل أني ممكن اخليك تلمسني حتي ولو في احلامك......
حدثته وقامت بثنى ركبتها ورفعها لتضربه تحت الحزام.....
تقهقر للخلف .. سريعا أخذت تبحث عن شئ تحتمى به وتدافع عن نفسها من بطش غدره.....
تلوى "ريان" بصراخ أثر ألمه من ضربتها الغاشمه، تدلى بنصفه للأمام، وضم ساقيه يحاول تهدئة جسده، نظر لها بتوعد هاتفا بجبروت :
-- أما وريتك يا روح أمك..
قالها واعتدل قليلا وزفر لهيب أنفاسه التى تحثه على سحقها، بذعر تدور بالغرفه لتجد مهرب منه، بغشوميه اقترب منها وعلى عنوه وجدته ورائها، أمسك بشعرها وبغل منتقم ألتف خصلاته بين أصابعه، وبتملك زاد يلفه كسوار حديدى حول معصم يده........
بقوى متهلكه أدركت استحالة أن يرحم ضعفها و يتركها دون أن يمسها بضرر، هداه عقلها لفكره وقررت أن تتعامل معه بالعقل، حتى يتثنى لها أن تخلص نفسها من براثن شره........
تنفست بعمق وأهدته نظرات مستكينه، بنبره حاولت أن تكون لينه لتخيل عليه خدعتها وهتفت بوداعه :
-- سيب شعرى وأنا هريحك وأعملك اللي أنت عاوزه .. مش أنت عاوزني وأنا معنديش مانع .. لأني فى الآخر مش هقدر عليك ..
قالتها وأهدته ابتسامه تومئ برأسها هاتفه :
-- صح أنا أضعف من أنى أصدك...
حدق "ريان" بها بصدمه يتطلع لها باشمئزاز قائلا :
-- كلكم زى بعض مفيش واحده فيكم نضيفه....
قالها وترك شعرها ينفضه بعيدا عنه بتقزز....
زفرت "بسنت" براحه لنجاح حيلتها وهتفت بزيف :
-- هو أنت تتقاوم .. وسيم وجذاب .. ولا تقدر أى بنت ترفضك .. ده غير أنك ابن "الراوى" .. وده كان نفسي فيه من زمان بس مش بالطريقه دى .. أيه رأيك أروح اجيب كوبايه ميه .. لأنك بصراحه نشفت ريقي .. وبالمره اغسل وشي .. الموضوع بسيط لو كنت قولت انك عاوزني .. كنت وفرت علي نفسك كتير.......
هياج نافر يجتاحه من بجاحة جرأتها التى كانت تخفيها تحت قناع الشرف، زفر بنفور وبدء بفك أزرار قميصه......
أسرعت متلهفه لتستكمل مخططها توهمه ببراعه :
-- لا متقلعش إلا لما أرجعلك عشان أنا حبه أنى اتفرج عليك وانت بتقلع حبه أشوف جسمك.......
يجتاحه الآن غثيان مقرف، من تشويه هيئتها التى رسمها لها طيلة الأسبوع المنصرم، كان يعتقد أنها منقذته وخلاصه، ما هذا التحول الرهيب، كيف استطاعت موارة حقيقتها وهو زير النساء لم يكتشفها.......
أردف "ريان" بتقزز :
-- كمان لكي مزاج .. شكلك مجربه قبل كده .. خساره فكرتك أنك لسه بنت .. طيب روحي أخلصي وهاتي أى عصير عشان ليلتنا هتبقى عنب مدام عندك خبره.......
أومأت مؤكده :
-- على طول مش هتأخر.....
تركته وهرولت داخل المطبخ، عبراتها تسيل تشرح معاناتها للحجر يلين، بأنامل مرتعشه أمسكت كوب الماء لتروى ظمأها وترتب أفكارها، وقع منها أرضا، وتناثرت أجزاءه، جثت تجمع شظايا الزجاج واهتزاز جسدها كزلزال يفتك بثباتها، أنتهت واستقامت بقامه مهزوزه تستند على الحائط، أغمضت عينيها تكفكف دموعها، بدون مقدمات عزمت أمرها وقررت أن لابد واحد منهم يتنحى بموته، حتى يتثنى للآخر أن يعيش بسلام، اقتربت من درج المطبخ فتحته وأخرجت سكين صغير، خبئته فى جيب بنطالها.....
هتفت بعزيمه تحفز نفسها :
-- لازم أعرفك إزاى تتجرأ وتلمسني يا حيوان .. ياأنا ياأنت .. ياأقتلك يا تقتلني.........
قالتها ودخلت عنده، شاهدته يجلس بأريحية على أريكة المكتب يضع ساق على الأخرى، ينتظرها ببرود وكأن ما هو بصدد فعله معها شئ يستدعي للفخر.......
سألها بزهو :
-- أيه رأيك....
قالها وأشار بيده على مكتبها هاتفا بغبطه :
-- فضيت المكتب عشان طبعاً أنتى عارفه ليه .. أصل بصراحه مجربتش جو المكاتب ده قبل كده.......
اقتربت منه والدموع تترقرق بمقلتيها تهدد بالهطول هاتفه بنبره مختنقه :
-- طبعاً عارفه ليه.. ووعد عمرك ما هتنسي اليوم ده أبداً.......
عقب عليها بثقه :
-- أنتى يا قطه اللي عمرك ما هتنسي الليله دى .. ولازم تبقي واثقه أنى هدمرك تدمير عمر ما خيالك يتصوره .. والقلم اللي أخذته منك لازم تخديه ألف قلم .. بس بطريقه تكسرك قدام الكل وتخليكي تمشي وشك في الأرض.
بيقين قاطع أن ما سوف تفعله هو الصواب ردت عليه :
-- ما عشان كده أنا هحفر الليله دى في جسمك قبل عقلك وعمرك ما هتنساها.......
استقام يصفق بغرور، واستوقف أمامها يثنى عليها بإعجاب :
-- برافوا عليكي يا شرسه .. بحب أنا الشراسه في المواضيع دى .. وخصوصا أنك عجباني من أول ما عينى وقعت عليكى....
قالها واقترب منها يقبلها.......
لم تمهله فرصة النيل منها، أخرجت السكين على غره وطعنته ببطنه طعنه نافذه لأحشائه.....
--------------------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
--------------------
انتصف النهار وهى تجلس على وضعها شارده فى نقطه وهميه تسرح مع ماضيهم وأشياء تتراكم قى أعماق قلبها قرار اتخذته بعاطفيه كان نتاجه أن العائله تنهار بالبطئ، إن فتحت مجال للبوح به ستمطر سماء بيتها غيث يحصد الأرواح لن يجدى معه سد من الكلمات أن يوقف سيلها، تفكيرها منصب على أنه حانت بداية النهايه لكشف مستور متوارى منذ سنوات، يعتمل قلبها جمر خوف على من أحبتهم، تحاسب نفسها الآن عندما أيقنت أن الماضى الذى استوطن بيتها تحول لغول يلتهمهم ولعتمة ليل حالك تبتلعهم......
زفرت نفسها تكتمه بجوفها عندما طل عليها ابنها يدلف بخطى متهدله حزينه، استرخت ولانت ملامحهما تحاول مواساته فى محنته.......
دلف "سعد" بعد عناء للاطمئنان على العالمين في المزرعة وجد والده الحاج "الراوى" والحجه "راضيه"
يجلسون في حديقة الدوار يستنشقوا بعض الهواء النقي لعله يساعده على الشفاء سريعاً .. القي عليهم التحيه وانحني يقبل كف يدى والده، واقترب من والدته طبع قبله على مقدمة رأسها، وجلس معهم مهموم ملامح وجهه لا توحي غير بالقلق......
وضعت الحجه "راضيه" يدها علي كتفه هاتفه:
-- مالك يا جلب أمك الهم راكبك ليه يا والدى .. اللي له تمن فداكم يا والدى ...
ابتسم لها ابتسامه هادئه هاتفا :
-- تعرفي أن دا هو اللي يزعلني بردو ياما .. أنا اللي مزعلني أن ده حصل بعد ما "فهد" رجع .. خايف يكون فى حد قاصد يوصلي رسالة معينة......
اعتدالت في جلستها ترفع زراعها المزين بأساور الذهب تلوح بكف يدها علي المكان من حولها قائلة :
-- مين اللي يقدر يهوب ناحيه أرض الراوي .. ده الطير الغريب يخاف يطير فوق أرضنا .. تقول في حد وازه شيطانه يعملها .. متخافش يا والدى الكل عارف أنك ماسك الناحيه بأيد من نار وأيد من اللين .. يعني لو نص البلد بتخاف النص .. التاني بيحبونا .. سبها علي الله يا والدى ومتشلش هم .....
هز رأسه قائلا :
-- ربنا ما يحرمني منك يا حجه ريحتي قلبي....
ابتسمت له وهي تتهرب من نظارات زوجها لها، هي تعلم معني هذه النظره أنه يشك بأمرها.....
رفعت نظرها وجدت "مكيده" تقف تشاهدهم من شرفه غرفتها حدثت نفسها :
-- ما هو اللي أنا سكت عليكي زمان كان خوفي من رصاصة غدر تصيبي بها حفيدى يا بنت الأبلسه .. لكن ناويه تعيديه تاني .. مكنتش عامله حضني وكر أفاعي ليكي تعيشي فيه عشان تبقي تحت عيني .. وجايه دلوقتي توجعي قلبي .. اصبري عليا يا"مكيدة" أما وريتك النجوم في عز الضهر مبقاش ست ناسها يا واكله ناسك.....
حول نظره لوالده هاتفا باستعلام :
-- الظابط جالك ياحج عشان ياخد أقوالك....
أجابه الحج الراوى بنبره متعبه :
-- آه يابنى جه أخد أقوالى أنا و"ريان"......
أومأ له بتفهم، تنهد بتعب واستقام يغادر معتذرا نظرا لأرهاقه واحتياجه للراحه..
بينما الحج الراوى على نظراته يبادل الحجه "راضيه" باستفهام ماذا تخفى عنه، أدارت وجهها للجهه الأخرى، وتلعثمت هاتفه :
-- هستأذن منك ياحج هدخل اشوف البنات جهزوا الغدا ولا لسه عشان تتغدى وتاخد علاجك......
لم تمهله الرد ونهضت تخطو للداخل حتى تقطع عليه نظرات التساؤل، فهى لو أباحت الآن بما يختلج صدرها حتما ستكون العواقب وخيمه.........
----------------------------
بعدما انتهى من استجاوب الضابط، صعد غرفته كالثور الهائج، هيئتها المتبجحه الرافضه له لا تبارح ذهنه، طنين صفعتها لازال يصفر بأذنيه، وهج وجنتيه يضرم نار فى صدره يود الفتك بها، أطاح بكل ما تقابله يده أرضا، حتى عثر على حقيبة الهدايا الخاصه بأخيه، زاد صراخه وغضبه، ليلقى بها على آخر زراعه لا يعطى لها أهمية، فبالأخير هو يلقى كل اللوم على أخيه فيما هو عليه الآن، زاد إصراره على الانتقام منها، وبداخله يعزز فكرة معاقبتها على رفضها والتقليل منه، عقله يشتعل بفكره واحده أنه مرفوض من الجميع لا أحد يرحب به فى حياته، هل أنا نكره لهذه الدرجه الكل ينفر منى، حتى من كان ملجأى فى يوم من الأيام خذلنى، إلى هنا ظنه السئ هداه إلى فكره شيطانيه، أخذ هاتفه وأدار اتصال بعامل المزرعه التى زوجته وضعت مولودها أثناء الحريق.....
تحدث بغطرسه :
-- عاوز سبوع البلد كلها تتكلم عليه .. طبل وزمر وهيصه .. عاوزه يسمع البلاد اللي حوالينا .. ولو اتقتل قتيل في البلد محدش يسمع .. ودى هديه من عيله الراوى .. أصرف ولو احتجت فلوس أطلب.....
العامل بفرحه :
-- ربنا يباركلك يا"ريان" باشا .. الفلوس اللي حضرتك ادتهالي هتكفي سبوع عشر ليالي...
أغلق العامل الهاتف وهو لا يعلم نية ريان الخبيثه .. بينما "ريان" ابتسم بشر قائلا :
-- أما وريتك يا بوسي وكسرت مناخيرك .......
----------------------------
انتهى دوام الفتيات، وحان موعد رجوعهم للبيت، كلا منهم عادت ولكن بداخلها مشاعر مختلفه، "غمزة" حيره من أمرها بشأن معاملتها المندفعه مع "فهد"، و"بسنت" قلق متخوفه من رد فعل "ريان" على صفعها له.....
تصادف الاثنتان على باب البيت، تبادلوا التحيه مرتدين قناع الراحه لموارة ما يقلقهم، استقبلتهم أنعام بابتسامه عذبه وهتفت بحنو :
-- ماشاء الله بناتى الحلوين جايين مع بعض يامحاسن الصدف .. يالا ياقمر منك ليها ادخلوا غيروا الغدا جاهز يادوب يتحط عالسفره.....
أومأ لها الفتيات بهدوء ودلفوا لتغيير ملابسهم....
بما انها ساعة الغداء فالجميع متواجد على السفره، فدوما "عزت وأنعام" يحرصون على تناول هذه الوجبه سويا للحفاظ على روح الترابط الأسرى بينهم.....
فى المطبخ لاحظت أنعام شرود كلا من غمزة وبسنت هتفت قائلا باستفهام :
-- مالكم يابنات شكلكم مش عجبنى فى حاجه حصلت النهارده...
سريعا هتفت غمزة :
-- أبدا يامامتى مفيش حاجه بس جرح أيدى شادد عليا ...
عقبت عليه أنعام بحب :
-- يابنتى انا قولت لك ريحني النهارده أنتى اللى أصريتى تنزلي عشان خاطر الحصان اللى بتعالجيه .. عموما اتغدى وادخله ارتاحي شويه...
استدارت ل بسنت هاتفه بريبه :
-- وأنتى يابُسْبُسْ أيه حكاية سرحانك...
تلعثمت وأجابة كاذبه :
-- مفيش ياماما فكرة تصميم محيرانى شويه....
هموا يحملو الأطباق يضعوها على السفره، وكلا منهم أخذ مكانها يتناولوا طعامهم بهدوء يتجاذبوا أطراف الحديث عن يومهم وما حدث به.....
صدح صوت "عزت"يسأل"عبدالله" :
-- أيه أخبار عنبر تسمين العجول .. سمعت من "بسنت" الصبح أنه كان فى مشكله وانت نزلت بدرى لما اتصلوا بيك.....
أجابه عبدالله :
-- لسه مش مبين حاجه ياحج .. خدنا عينات للمعمل نشوف أيه سبب المشكله اللى صابت العجول .. ربنا يلطف خساير الراوى كتير اوى اليومين دوول....
عقب عليه عزت :
-- ربنا يجيب العواقب سليمه...
مضى الوقت وانتهى الغدا، واستقام كلا لوجهته، ومازالت أنعام تتجول بعينيها بين الجميع والقلق يأكلها على ابنتها من حالة الشرود التى بها....
انفردت بها جانبا وهتفت بقلق :
-- خليكي فاكره عماله أقولك مالك من ساعه ما رجعتي وأنتى مش راضيه تحكي.....
أجابتها بسنت بتوتر حاولت اخفاؤه
:
-- مفيش حاجه يا ست الكل .. أنا مرهقه من الشغل مش أكتر...
تركتها وفرت من أمامها، ولكن قلب الأم لم يرتاح للاجابه، دعت الله أن يحفظها بحفظه، وغادرت ترتاح قليلا بعد عناء العمل طيلة اليوم ......
----------------------------
أحداث كثيره مرءت طيلة الأسبوع، ذهاب "فهد" لعيادة "غمزة" للاطمئنان على حصانه، وبنفس الوقت المعامله برسميه قدر المستطاع حاول أن يغلف نفسه بها، ليحجم اندفاعها، وفى المقابل "غمزة" تتاكل غيظا منه بسبب بروده معها.....
-----------------------
بينما "ريان" رابط فى البلده لم يبرحها لسهراته الماجنه، ولكن شغله الشاغل مراقبتها عن بُعد، كلف أناس لمراقبتها وإرسال معلومات شامله عنها، بشغف يدرس تفاصيل يومها وتعاملتها، بها شئ يجذبه لها كالمغناطيس مسحور بتفاصيلها كمن ندهته النداهه بحكايات القصص قديما، يكاد يجزم أن خلاصه على يدها، شعور يراوده أن هى من سيرسلها القدر لانقاذه وإعادة ترتيب حياته.....
ولكن بداخله اضطراب وتذبذب قاتل،
من أقصى اليمين لأقصى الشمال إزدواجية مشاعر وأفكار، تخبطات كثيره يحبسها داخله، اختلال نفسى يمنعه من إدراك هوية مشاعره وضبط سلوكه وكأنه متلبسه شخصان، أو بالأدق لديه انفصام شخصيه، شخص ودود محب عشقها من الوهله الأولى يعطيها كل الحق فيما فعلت، فهى بالاخير أنثى حره لها الحق فى الدفاع عن سمعتها وشرفها، والآخر شخص عنيف دموى ناقم على حياته، يود الانتقام ثأراً لفكرة أنها رفضته وكأنه شئ نكره لا يزن شئ، دوما إحساسه بالتهميش والتقليل من شأنه هى المسيطره على تفكيره، وعند هذه النقطه، تلبسته شياطين الشخصيه المضطربه سيئة المزاج متقلبة المشاعر، ليصر على ما عزم عليه مهما كلفه الثمن.............
-----------------------------
اليوم يحتفل عامل المزرعه بمولوده، والذى يقام على شرف عائلة الرواى، فمن مَول الحفل "ريان" هو من قام بدفع كافة المصاريف فى الخفاء، دعى العامل جميع فلاحين البلده، بما فيهم الدكتوره "غمزة" التى أنقذت حظائر البهائم، والدكتور "أحمد" الذى قام بتوليد زوجته، وجميع أفراد أسرتهم، ليتشاركوا معه فى فرحته بمولوده، تزين سكن العمال بأبهى زينه من الأنوار والكهارب الملونه، وصدح صوت الطبل والمزامير يدق بصخب فى جميع الأرجاء.....
فى السبوع يجلس "فهد وأحمد وعبدالله" بجوار بعضهم، ويبعد عنهم قليلا "ريان" لتكون زاويته أمام "بسنت"...
فى الجهه المقابله تجلس "الحاجه راضيه وهنيه وزينه وفجر وغمزه وبسنت".. ولكن يغيب عن الاحتفال "عزت وأنعام" لاعتذارهم بسبب مرض عزت....
----------------------
يتبادل كل معجب النظرات مع من تخصه فى إنبساط، مشاعر جديده كلا منهم يختبرها لأول مره
عند "عبدالله" هداه القدر ليكتشف هوية من أحبها ودوما طيفها يزور منامه، انها تلك الشقيه التى كان يراها بجوار أبيها وهى صغيره، وكيف الآن فتاه يافعه تسحر نظر من يراها.....
فى حين "أحمد" يخطف النظرات لكتلة البرأه التى أمامه، لتبادله هى النظرات بنفور ... هتفت لحالها أى معتوه هذا يفتعل حركات غير ملائمه لشخصيته، وعند الإمساك به يتهرب بعينيه كالطفل الصغير.... أما عنه النظر لها يجعله يتصبب عرقا رغم برودة الجو، فيتنحى جانبا بمقلتيه، يستغفر ربه لاستباحته النظر إليها دون رابط شرعى..........
بينما "فهد" يتصيد لها النظرات والضحكات، يتابعها بشغف، رغم قناع البرود يتحين أى التفاته منها ليشاكسها، لا يتعب من عناء التحديق، أما هى نظراته تزيدها خجلا وتوترا لتتورد وجنتيها، تكاد تنصهر من عينيه التى تخترقها..........
فى ظل هذا يوجد لدينا قنبله موقوته الهدوء الذى يسبق العاصف، "ريان" وتدابيره الشيطانيه، هل سيمرء فعلتها هكذا دون عقاب، فما جدوى كل تلك المصاريف على مظاهر الاحتفال الا اذا كان السبب الرئيسى الانتقام منها.........
أخرج هاتفه من جيب سترته، وبعث رساله ل "بسنت" فحواها أن مكتبها أضرمت به النار.......
اقترب "فهد" منه بمرح يكسر حدة الجفى بينهم قائلا :
-- مش هتقوم تنقط المولود وتفرح أهله .. أيه يا عم البخل ده......
ارتبك "ريان" من قرب "فهد" المفاجئ وكسى ملامحه التوتر، خوفا من ان يكون شاهد الرساله، سريعا دس الهاتف فى جيب بنطاله، ولم يتفوه معه بكلمه، واستقام يحى العامل ببضع ورقات من النقود، ويتمايل بالتحطيب بالعصا......
بينما فهد والشباب قرروا الرقص بالعصا، استقاموا كلا منهم يتناول العصا للتحطيب أمام "فهد" يتبارزوا معه إذا ما كان متذكر لعادتهم الصعيديه أم سفره أنساه تلك المظاهر......
----------------------
الخيانه و الغدر مثل سكين حادة تقطع شرايين المودة والحب والثقة، تحول الحياة إلى خراب والقلب إلى خواء، والروح إلى هشيم......
وسط انشغال الجميع بالاحتفال، بهدوء انسحب "ريان" يجلس جانبا يتابع ردت فعلها....
أما عن "بسنت" أخدت الرساله بأيدى مرتعشه، فنظراته منذ قدومها لا تبشر بخير، تخوفت علي مكتبها وحدثها يخبرها أنه هو فاعلها افتعل حريق المكتب لينتقم منها، لم تخبر أحد من أخواتها وتركتهم وهرولت والفزع يأكل روحها بلا رحمه.......
رأى هيئتها، ليبتسم بفرح لنجاح مخططه الشرير، للأسف هو من نسل حيه بارعه فى التخطيط الشيطانى، توارى واستقام يغادر ورائها دون أن يراه أحد....
قادت سيارتها سريعا وصلت فى وقت قياسى، حاولت السيطره على أعصابها عندما شاهدت المنطقه هادئه ولا تشتم أى روائح دليل على حريق، صعدت مكتبها تتلفت يمين يسار الوضع آمن مستقر......
زفرت براحه هاتفه :
-- الحمد لله ده باينه مجنون .. هيفضل يهددني كده كتير......
اقتربت تغلق الباب لتغادر، وجدت من يضع قدمه يحيل غلق الباب، دفع الباب بقوه، ودخل عنوه، تطلعت له بزهول، أخذت تتقهقر للخلف والرعب يسيطر عليها......
هتفت بسنت ونبرة الخوف هى المتحكمه :
-- أنت بتعمل أيه هنا يا مجنون .. أنا كنت متأكده أنك أنت اللي بتهددني
ريان بسخريه :
-- أيه كان عندك شك أنى أنا هسيب حقي .. ده أنا البنات والنسوان بتبقي هتموت عليه .. عشان تيجى أنتى تضربيني بالقلم.....
رفع يده وسحبها من حجابها، ليجذبه يخلعه من علي شعرها.......
انطلقت صرخة ألم بفعل غرز دبوس الحجاب فى رقبتها، ليصير برقبتها جرح طولى، وضعت يدها تتحسس جرحها، شهقت بخضه وامتلئت عينيها بالدموع........
هتفت بصراخ :
-- أنت واحد مريض ومش طبيعي .. أنت أيه ياأخي مبتخفش ربنا........
بانفصام هتف "ريان" باستمتاع :
-- اصرخي أنا عاوزك تصرخي كمان .. نفسي الناس تسمعك وتشوفني عندك في مكتبك .. وأقولهم إنك شمال وجيباني هنا عشان اظبطك......
إنهارت "بسنت" لمجرد الفكره، وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها، تهز رأسها بالرفض، تطلعت له تستعطفه بأعز ما يملك........
هتفت بذعر تستجديه :
-- لا عشان خاطر اللي بتحبهم .. بلاش تعمل فيا كده .. أنت عندك أخواتك وبتخاف عليهم أكيد.......
بكائها ورجائها زاد من نشوة ريان بانتصاره بالتمتع بها أردف باشتهاء :
-- أنسى أنا هعمل اللي أنا عاوزه .. وأوعدك أنك هتنبسطي وانتي اللي هتطلبيني بعد كده....
بمخالبه البشريه هجم عليها يشق مقدمة فستانها يمزقه نصفين، ليظهر جسدها العلوى أمامه بسخاء، لعق شفتيه بشهوه مقززه ودنى من أذنها يهمس بفحيح :
-- أهلا بيكي في جحيمى يا منقذت الديب..........
----------------------------
هتفت بسنت بهستريه :
-- أنت مجنون ... قالتها وهى تدفعه بعيدا عنها
وتابعت بنفور :
-- أنت متخيل أني ممكن اخليك تلمسني حتي ولو في احلامك......
حدثته وقامت بثنى ركبتها ورفعها لتضربه تحت الحزام.....
تقهقر للخلف .. سريعا أخذت تبحث عن شئ تحتمى به وتدافع عن نفسها من بطش غدره.....
تلوى "ريان" بصراخ أثر ألمه من ضربتها الغاشمه، تدلى بنصفه للأمام، وضم ساقيه يحاول تهدئة جسده، نظر لها بتوعد هاتفا بجبروت :
-- أما وريتك يا روح أمك..
قالها واعتدل قليلا وزفر لهيب أنفاسه التى تحثه على سحقها، بذعر تدور بالغرفه لتجد مهرب منه، بغشوميه اقترب منها وعلى عنوه وجدته ورائها، أمسك بشعرها وبغل منتقم ألتف خصلاته بين أصابعه، وبتملك زاد يلفه كسوار حديدى حول معصم يده........
بقوى متهلكه أدركت استحالة أن يرحم ضعفها و يتركها دون أن يمسها بضرر، هداه عقلها لفكره وقررت أن تتعامل معه بالعقل، حتى يتثنى لها أن تخلص نفسها من براثن شره........
تنفست بعمق وأهدته نظرات مستكينه، بنبره حاولت أن تكون لينه لتخيل عليه خدعتها وهتفت بوداعه :
-- سيب شعرى وأنا هريحك وأعملك اللي أنت عاوزه .. مش أنت عاوزني وأنا معنديش مانع .. لأني فى الآخر مش هقدر عليك ..
قالتها وأهدته ابتسامه تومئ برأسها هاتفه :
-- صح أنا أضعف من أنى أصدك...
حدق "ريان" بها بصدمه يتطلع لها باشمئزاز قائلا :
-- كلكم زى بعض مفيش واحده فيكم نضيفه....
قالها وترك شعرها ينفضه بعيدا عنه بتقزز....
زفرت "بسنت" براحه لنجاح حيلتها وهتفت بزيف :
-- هو أنت تتقاوم .. وسيم وجذاب .. ولا تقدر أى بنت ترفضك .. ده غير أنك ابن "الراوى" .. وده كان نفسي فيه من زمان بس مش بالطريقه دى .. أيه رأيك أروح اجيب كوبايه ميه .. لأنك بصراحه نشفت ريقي .. وبالمره اغسل وشي .. الموضوع بسيط لو كنت قولت انك عاوزني .. كنت وفرت علي نفسك كتير.......
هياج نافر يجتاحه من بجاحة جرأتها التى كانت تخفيها تحت قناع الشرف، زفر بنفور وبدء بفك أزرار قميصه......
أسرعت متلهفه لتستكمل مخططها توهمه ببراعه :
-- لا متقلعش إلا لما أرجعلك عشان أنا حبه أنى اتفرج عليك وانت بتقلع حبه أشوف جسمك.......
يجتاحه الآن غثيان مقرف، من تشويه هيئتها التى رسمها لها طيلة الأسبوع المنصرم، كان يعتقد أنها منقذته وخلاصه، ما هذا التحول الرهيب، كيف استطاعت موارة حقيقتها وهو زير النساء لم يكتشفها.......
أردف "ريان" بتقزز :
-- كمان لكي مزاج .. شكلك مجربه قبل كده .. خساره فكرتك أنك لسه بنت .. طيب روحي أخلصي وهاتي أى عصير عشان ليلتنا هتبقى عنب مدام عندك خبره.......
أومأت مؤكده :
-- على طول مش هتأخر.....
تركته وهرولت داخل المطبخ، عبراتها تسيل تشرح معاناتها للحجر يلين، بأنامل مرتعشه أمسكت كوب الماء لتروى ظمأها وترتب أفكارها، وقع منها أرضا، وتناثرت أجزاءه، جثت تجمع شظايا الزجاج واهتزاز جسدها كزلزال يفتك بثباتها، أنتهت واستقامت بقامه مهزوزه تستند على الحائط، أغمضت عينيها تكفكف دموعها، بدون مقدمات عزمت أمرها وقررت أن لابد واحد منهم يتنحى بموته، حتى يتثنى للآخر أن يعيش بسلام، اقتربت من درج المطبخ فتحته وأخرجت سكين صغير، خبئته فى جيب بنطالها.....
هتفت بعزيمه تحفز نفسها :
-- لازم أعرفك إزاى تتجرأ وتلمسني يا حيوان .. ياأنا ياأنت .. ياأقتلك يا تقتلني.........
قالتها ودخلت عنده، شاهدته يجلس بأريحية على أريكة المكتب يضع ساق على الأخرى، ينتظرها ببرود وكأن ما هو بصدد فعله معها شئ يستدعي للفخر.......
سألها بزهو :
-- أيه رأيك....
قالها وأشار بيده على مكتبها هاتفا بغبطه :
-- فضيت المكتب عشان طبعاً أنتى عارفه ليه .. أصل بصراحه مجربتش جو المكاتب ده قبل كده.......
اقتربت منه والدموع تترقرق بمقلتيها تهدد بالهطول هاتفه بنبره مختنقه :
-- طبعاً عارفه ليه.. ووعد عمرك ما هتنسي اليوم ده أبداً.......
عقب عليها بثقه :
-- أنتى يا قطه اللي عمرك ما هتنسي الليله دى .. ولازم تبقي واثقه أنى هدمرك تدمير عمر ما خيالك يتصوره .. والقلم اللي أخذته منك لازم تخديه ألف قلم .. بس بطريقه تكسرك قدام الكل وتخليكي تمشي وشك في الأرض.
بيقين قاطع أن ما سوف تفعله هو الصواب ردت عليه :
-- ما عشان كده أنا هحفر الليله دى في جسمك قبل عقلك وعمرك ما هتنساها.......
استقام يصفق بغرور، واستوقف أمامها يثنى عليها بإعجاب :
-- برافوا عليكي يا شرسه .. بحب أنا الشراسه في المواضيع دى .. وخصوصا أنك عجباني من أول ما عينى وقعت عليكى....
قالها واقترب منها يقبلها.......
لم تمهله فرصة النيل منها، أخرجت السكين على غره وطعنته ببطنه طعنه نافذه لأحشائه.....