اخر الروايات

رواية انا لها شمس الفصل الثاني 2 بقلم روز امين

رواية انا لها شمس الفصل الثاني 2 بقلم روز امين




الفصل الثاني 
_أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين 
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية 
خواطر إيثار الجوهري 
بقلمي روز أمين
عادت إلى منزلها لا تعلم كيف قادت سيارتها وقطعت تلك المسافة وهي تذرف دموعها تلك التي لم تنقطع ولو للحظة فتحت الباب ودخلت لتجدعزة باستقبالها تلك السيدة الأربعينية التي تهتم بصغير إيثار يوسفذو الأعوام الستوالتي لم تحظى بفرصة للزواج ليضعها القدر بطريق إيثار عن طريق الصدفة لتطلب منها بأن تمكث معها بنفس المنزل لتهتم بصغيرها مقابل مبلغ مادي تتلقاه شهرياتحركت صوبها لتقول بنبرة لائمة 
إتاخرتي كدة ليه يا إيثار وبعدين مبترديش على تليفونك ليهده أنا متصلة بيك أربع مرات 
واستكملت بثرثرة استدعت استياء الاخرى 
وأمك صدعتني من الصبح مبطلتش رن على التليفون الأرضي لحد مزهقتني في عيشتيبتقول إنها كلمتك كتير ومبترديش عليها وأكدت عليا أول متوصلي لازم تكلميها علشان عوزاكي في موضوع ضروري
خلاص يا عزة إرحميني بقى من رغيك أنا لا نقصاكي ولا



نقصاها... نطقت كلماتها بهتاف حاد لتسترسل بصړاخ هيستيري جعل عيني الاخرى تتسع على مصراعيها 
ولو اتصلت تاني مترديش عليها قولي لها تنساني وترحمني بقي هي إيه مكفهاش كل اللي حصل لي بسببها هي وولادها سبتلهم دنيتهم بحالهاعاوزة مني إيه تاني
بملامح وجه قلقة سألتها بخفوت 
مالك يا بنتي فيك إيه إنت معيطة يا إيثار 
بسيقان مهتزة وصلت إلى أقرب مقعد ورمت حالها فوقه باستسلام ثم رفعت رأسها ناظرة بعيني عزة لتنطق پألم بعدما تركت العنان لدموعها أن تنهمر من جديد 
كريم إتقتل يا عزة إتقتل قدام عنيا راح في لحظة مسافة غمضة عين روحه فارقت جسمه 
يلهوي كريم السواق مين اللي قټله بدموعها الغزيرة قصت عليها ما حدث لتهتف الاخرى بحدة وقد ظهر الړعب بمقلتيها وكأنها قطعة من روحها 
لاااا الحكاية دي ميتسكتش عليها إنت لازم تسيبي الشغل عند اللي إسمه أيمن ده مهو أنا مش مستغنية عنك المرة دي الطلقة جت في المسكين كريم يا عالم المرة الجاية هتيجي في مين
واستطردت بهلع 
أبو الواد اللي قټله أيمن مش هيسكت وهيحاول مرة واتنين وعشرة لحد ماياخد تار إبنه اللي دمه ساح في بيت اللي إسمه أيمن



ظرت لها لتتحدث بيأس 
ولما أسيب الشغل هنعيش أنا وإنت منين يا عزةوالمسكين اللي جوة ده هجيب مصاريف مدرسته منين!
من الموكوس أبوه هو ملزوم ڠصب عنه يصرف على ابنه وعلى تعليمههو فقيردي الفلوس بالكوم على قلبه وقلب أبوه... كلمات نطقتها بهتاف غاضب لتجيبها الاخري پألم 
وهو ده اللي عاوزه أتذل له واطلب فلوس لإبني وساعتها هيبيع ويشتري فيا ويحط شرط رجوعي قصاد الفلوس
ثم نظرت أمامها في نقطة اللاشيء لتهتف بعزيمة واصرار 
وده اللي عمري ما هعمله حتى لو ھموت أنا وابني من الجوع
دارت عزة حول نفسها لتهتف بحماس وهي تدق على كفيها 
خلاص دوري على شغل جديد يعني هو اللي خلق شركة الأباصيري مخلقش غيرها
_وتفتكري الشغل الجديد هيدوني نفس المرتب اللي أيمن بيدهولي ولا هيدوني منصب زي اللي وصلت له عند أيمن أنا مديرة مكتب أيمن الاباصيري واللي مبيتحركش خطوة من غيري... لتستطرد بامتنان 
ده غير إن أيمن بيه بيعتبرني زي بنته ومديني برستيچي في الشركةمعقولة هسيب كل ده واروح ابدأ من الصفر في مكان تاني
تنهيدة استسلام خرجت من صدر تلك الصادقة والتي اتخذت من إيثار إبنة لها ومن يوسف حفيدا وحمدت الله على تعويضها بهما بديلا عن الاسرة التي حرمت من تكوينها تحدثت بأسى 



سبيها على الله وهو هيحلهاأنا هدخل املى لك البانيو ماية سخنة واحط لك فيه شوية زيوت عطرية تهدي لك جسمك
قومي يلا معايا
وقفت تنظر بعينيها ثم امسكت كفاي يداها لتتحدث شاكرة 
ربنا يخليكي ليا يا عزة مش عارفة من غيرك

كنت هعمل إيهالدنيا كلها باعتني وإنت الوحيدة اللي اشترتيني
بابتسامة خاڤتة تحدثت 
بتشكريني على إيه يا عبيطة ده أنت ربنا بعتك ليا هدية من السما إنت ويوسف اللي ربنا يعلم لو كان عندي حفيد مكنتش هحبه زيه
ابتسمت لها وسألتها باهتمام وكأنها للتو تذكرت صغيرها 
هو يوسف نام 
من بدري... لتسالها من جديد 
إتعشى 
اجابتها لتطمأنها 
طمني بالك من ناحية يوسف خالصإنت عارفة إنه في عنيا... اومأت بتطابق وبعد قليل كانت تغمر جسدها داخل حوض الإستحمامشهقة عالية خرجت منها لتنهمر دموعها من جديد وتخطلت بمياه المغطس تألمت حين تذكرت جسد كريم وعينيه وهي تغلق للمرة الأخيرةظلت تبكي عل دموعها تغسل همومها وتمحي ما 
ماما
قابلت ابتسامته بأخرى وبعينين تقطر حنانا تحدثت وهي تشدد من عناقه 
حبيبي وحشتني
إنت كمان وحشتيني يا مامي
يلا نام يا حبيبي 
إنت هتنامي معايا...هزت رأسها بإيجاب مما ادخل السرور لقلب الصبي الذي لف ذراعه الصغير حول خصر والدته وغط في سبات عميق بعدما شعر بالامان في حضرت مصدر أمانه الوحيد بجانب عزة تنفست وحاولت جاهدة الدخول في النوم لتنجح بعد كثيرا من الوقت لتسقط بدوامة النوم وټغرق بها علها تخفف عنها وطأة ذاك الکابوس الموجع التي عاشته
صباح اليوم التالي 
استيقظت وساعدت صغيرها على ارتداء ثيابه الخاصة بالمدرسة ثم اصطحبته وخرجا متجهين للمطبخ لتجد عزة تقف أمام موقد الغاز لمباشرة تجهيز طعام الفطار تحدثت وهي تجلس صغيرها 
صباح الخير يا عزة
صباح الفل على عيونك... واستطردت بعدما تحركت إلى الصغير
صباح الخير يا حبيب قلبي 
صباح الخير يا زوزة... نطقها الصغير بطلاقة جلبت عزة الطعام ورصته فوق الطاولة وجلست لتتحدث لتلك التي تطعم صغيرها بذهن شارد 
مبتاكليش ليه يا حبيبتيده انا عملالك الأومليت اللي بتحبيه 
تنهدت لتجيبها پألم 
وهجيب النفس اللي أكل بيها منين يا عزة
وحدي الله وهوني على نفسك وإدعي له بالرحمة.... تحدثت بيقين لتجيبها الأخرى 
لا إله إلا الله محمد رسول الل

مدت يدها وناولت صغيرها كأس الحليب لتتحدث 
إشرب اللبن بسرعة قبل الباص ما ييجي يا يوسف
تناوله منها وبدأ بارتشافهبسطت عزة ذراعها بشطيرة لتتحدث برجاء 
طب خدي ساندوتش الرومي ده كليه علشان يسندك
اجابتها بملامح متأثرة 
مش قادرة أحط أي حاجة في بقي 
كادت ان تضغط عليها من جديد لولا مقاطعة رنين الهاتف الارضي لتهتف عزة قائلة 
دي



أكيد امك اللي بتتصل على الصبح كدة
سيبك منها ومترديشهي رنت على فوني من شوية وانا كنسلت... ثم نهضت وتحدثت وهي تضع صندوق الطعام داخل حقيبة الصغير 
يلا يا حبيبي علشان نلحق الباص تحت ومتنساش تاكل كل اكلك عاوزة اللانش بوكس يرجع فاضي مش زي كل يوم مفهوم يا چو
حاضر يا مامي...تمسكت بكف صغيرها وجذبت حقيبتها لتتحدث بهدوء 
أنا ماشية يا عزة...سألتها باستغراب 
مش لسة بدري 
أجابت بإبانة 
هروح ارتب الشغل وألغي موعيد أيمن بيه اكيد لسة تعبان ومش هييجي الشركة النهاردة
سألتها مستفسرة 
ولو أمك إتصلت أقولها إيه 
هتفت بضجر 
إتصرفي يا عزة ولا أقولك أنا هرد عليها لو اتصلت بيا علشان أرحمك من زنها...تحركت بجانب طفلها حيث أودعته داخل الباص وتحركت بسيارتها باتجاه الشركةأمسكت هاتفها وطلبت رقم أيمن ليجيبها بعد قليل بصوت واهن وهو يقبع فوق أحد أسرة المشفي المملوك لنجله 
أهلا يا إيثار
تحدثت بتأثر 
أهلا بيك يا أفندم طمني على صحتك يارب تكون بقيت أحسن
أنا بخير الحمدلله طمنيني روحتي الشركة... نطقها مستفسرا لتجيبه بإبانة 



 في الطريق وهلغي لحضرتك كل مواعيد النهاردة لحد ما ترجع بالسلامة
بصوت ضعيف املى عليها 
إقعدي مع المهندس عدنان وتابعي معاه أخبار الصفقة الجديدة
كاد أن يكمل فهتفت تلك الجالسة بجواره 
كفاية كلام ومتتعبش نفسك يا أيمن إيثار فاهمة شغلها كويس واكيد هتعمل كل ده من نفسها
واستطردت بملامة
ما هي ياما مشت أمور الشركة لما كنت بتاخد أجازات ونسافر
نظر بعينيه

لتلك الجميلة ذات الاعوام الخمسون ليتحدث بعينين راجيتين
معلش يا حبيبتيهبلغها كام نقطة بس وهقفل على طول...قطع حديثه نجله الذي ولج للتو لينظر بحدة بالغة إلى الهاتف متحدثا وهو يجذب الهاتف من يده
هو ده اللي اتفقنا عليه يا بابا مش قولت لك بلاش الموبايل وحاول تسترخي 
واسترسل بعتاب وهو يتطلع لوالدته 
وحضرتك قاعدة تتفرجي عليه يا ماما
أنا حاولت يا أحمد بس بباك هو اللي صمم يرد لما عرف إن إيثار هي اللي على التليفون... هكذا أجابته فوضع أحمد الهاتف وتحدث لتلك التي تستمع لحديثهم عبر سماعة البلوتوث الموضوعة بداخل أذنها حيث تتابع القيادة 
تابعي الشغل بنفسك وبلاش ترجعي للباشا يا إيثارهو محتاج راحة تامة إسبوع على الأقل



بهدوء أجابته 
أنا مكلمتش الباشا علشان الشغل يا دكتور أنا كنت بكلمه اطمن على صحته لكن أنا عارفة هتصرف إزاي في المواقف اللي زي ديأصلها مش أول مرة الباشا يسيب لي الشركة تحت تصرفي...اجابها بتأكيد
علشان كدة بقول لك إتصرفي ومترجعلوش ولو فيه حاجة ضروري كلميني أنا
تمام هقفل علشان معطلش حضرتك... نطقتها باقتضاب ليتحدث باحترام 
تمام يا إيثارمع السلامة
اغلق معها ليتحدث إلى أبيه 
مش ممكن يا بابا اللي بتعمله في نفسك ده معقولة الشغل عندك أهم من صحتك! 
نظر لتلك الأسلاك المعلقة بيده ليتحدث بتملل وهو يعتدل جالسا 
تعالى شيل البتاع اللي مركبهولي ده علشان أروح بيتي أرتاح فيه
نهضت نيليلتقترب من زوجها قائلة بقلق 
بيت إيه اللي عاوز ترجعه وإنت تعبان بالشكل ده يا أيمن!
زهقان يا نيلي مش طايق منظر المحاليل ولا ريحة الأدوية والتعقيم... كلمات قالها باقتضاب ليكمل وهو يتزحزح لينزل قدميه من فوق السرير ليهتف نجله 
يا بابا مينفعش اللي إنت بتعمله ده على الأقل خليك هنا يومين كمان لحد ماترتاح
نطق بضجر 
مش هرتاح طول ما أنا في المكان ده يا أحمد روحني يا أبني نفسي أنام على سريري
لم يكن بمقدور نجله فعل شيء سوى الانصياع لرغبة أبيه بالفعل تحركوا به إلى المنزل وما أن دخل من الباب حتى وجد من تهرول من فوق الدرج لتسرع إليه لترتمي ليهتف شقيقها محذرا
حاسبي يا لارابالراحة بابا لسة تعبان
ابتسم هو ووضع كف يده ليمرره فوق شعرها قائلا بحنان
سيبها يا أحمددي اللي فيه الشفا لقلبي
أنا أسفة يا بابيانا السبب في كل اللي حصل ده
ابتسم لها وتحدث نافيا كي يمحي عنها شعور الذنب الذي بات ملازما لها منذ تلك الليلة المشؤمة 
إنت ملكيش ذنب في أي حاجة حصلت كل اللي حصل من أول حاډثة بسام لحد حاډثة الإغتيال بتاعة إمبارح مكتوب ومقدر
مش وقت الكلام ده يا لارا بابي لسة تعبان ولازم يطلع يرتاح في أوضته
لا يطلع إيه بابا مش لازم يطلع سلالم ويجهد قلبه...نطقها أحمد باعتراض واسترسل مفسرا 
أنا كلمت الشغالين خليتهم جهزوا أوضة الضيوف علشان الباشا يرتاح فيها لحد ماصحته تتحسن
وافقه الجميع وتحرك أيمن صوبها بصحبة زوجته ونجلاه
بالشركة
بعد قليل كانت داخل مكتبها تجفف أثر دموعها التي انهمرت عندما وصلت لمقر الشركة وشاهدت تجمع بعض رجال الشرطة المتواجدون لاستكمال التحقيق مع جميع الموظفين تذكرت ما حدث بالأمس لذاك المسكين وكأنه شريط سينمائي يعاد أمام عينيها من جديدحاولت جاهدة تجاوز ما حدث والتغلب على الألم الساكن قلبها لتتحرك إلى مكتبها وترتمي فوق مقعدها باستسلامدلفت فتاة رشيقة تمتلك جسدا ممشوقا ترتدي تنورة قصيرة تكشف عن ساقيها البض تعتليها كنزة ضيقة بأكمام تاركة العنان لشعرها الأصفر مما جعلها صاړخة الجمال اقتربت من إيثار وتحدثت باحترام
صباح الخير يا أستاذة إيثار
لتجيبها الأخرى بعملية
صباح النور يا هانيا
واستطردت وهي تناولها


ملفا
إتصلى بأسماء العملة الي موجودين في الملف ده واعتذري لهم وإلغي مواعيد النهاردةوبلغيهم إن حالة أيمن بيه الصحية متسمحش وإننا هنبلغهم بالمواعيد الجديدة أول ما حالته تتحسن ويرجع لشركته
تحدثت هانيامستفسرة 
هو أيمن بيه كويس 
اجابت باقتضاب 
الحمدلله هو بخير بس طبعا مش هيقدر ينزل الشركة قبل إسبوع على الأقل
واسترسلت 
من فضلك خلي البوفيه يعمل لي قهوتي 
أومأت الفتاة وتحركت للخارج
داخل مبني النيابة العامة بالقاهرة الكبرى 
كان يجلس فوق مقعده الخاص بمكتبهمنشغلا بتخليص أحد الأوراق المتواجدة أمامه ليقطع تواصله رنين الهاتف الأرضي الموضوع جانباأمسك بالسماعة

ليجيب بوقار يليق به 
ألو
إستمع للطرف الأخر وكان رئيسه المباشر حيث تحدث قائلا 
أزيك يا فؤاد
بخير يا باشا إتفضل معاليك...نطقها بعملية ليقول الأخر بتفسير 
فيه حاډثة محاولة إغتيال حصلت إمبارح لرجل الأعمالأيمن الأباصيري قدام شركتهرجل الأعمال فلت من ضړب الڼار والسواق بتاعه هو اللي دفع حياته تمن حمايته ل أيمن
أومأ فؤاد متحدثا 



قريت عن الحاډثة في صفحات التواصل الإجتماعي وعندي فكرة عنها.
طب كويس وفرت عليا شرح التفاصيل القضية دي من النهاردة قضيتك يا سيادة المستشار لأنها متشعبة وفيه قضية مرتبطة بيهاقضية قتل إبن رجل أعمال شهير إتقتل في فيلا ايمن الاباصيريوعلى فكرةأيمن قدم بلاغ رسمي النهاردة بيتهم فيه رجل الاعمال صلاح عبدالعزيزبمحاولة قټله القضية صعبة ومحتاجة مجهود ذهني جبار...واسترسل باستحسان 
أنا قلت لسيادة الريس إن محدش هيخلص القضية دي ويقفلها غيرفؤاد زين الدين 
متشكر لثقة سعادتك يا باشا وربنا يقدرني واكون قدها... نطقها برزانة ليتحدث الاخر 
هبعت لك ملف القضية اللي إتحول لنا من قسم الشرطة اللي حقق في الواقعةومعلش يا سيادة النائب هتضر تروح لأيمن الأباصيري المستشفى بنفسك علشان تاخد أقواله
وإلى هنا فقد تحول داخله من السكون إلى الاشتعالنهض وإلتف حول مكتبه ليقف أمام النافذة يتطلع إلى الخارج ليتحدث فى جمود 
بس جنابك عارف إني رافض مبدأ خروج وكيل النيابة من مقره مهما كان مين الشخص اللي هيتاخد أقوالهإحنا المفروض بنفذ القانون يا أفندم والقانون ده يمشي على الكل من أصغر مواطن لأكبر راس في البلد


تنفس قبل ان يجيبه مفسرا
أنا فاهم الكلام ده كويس ومقدر موقفك وبحترمه يا فؤادلكن هنعمل إيهلازم نبدأ في التحقيق والراجل من ساعة اللي حصل له وهو مرمي في المستشفي وتعبانمعندناش رفاهية الوقت اللي هنستناه لحد ما يخرج من المستشفىالراجل إسمه كبير وليه وزنه في البلد ممكن جدا اللي حاولوا ېقتلوه يكرروا المحاولة ولا قدر الله تنجح والراجل ېتقتل بجد المرة دي ساعتها الرأي العام هيتقلب علينا ويتهمونا إننا تقاعسنا عن شغلنا.
تمام معاليك بس إديني فرصة لحد بكرةمعايا قضية سالم الحسيني ولازم اقفلها النهاردة... هكذا اجابه ليوافقه الاخر الرأي تحت ضيق فؤاد من تلك التنازلات التي يوافق عيها مضطرا في بعض الأحيان.
مر اليوم على الجميع بسلامكانت تقود سيارتها قاصدة العودة لمنزلهاممسكة بطارة القيادة وهي شاردة الذهن تفكر بذاك ال كريم الذي فقد حياته بلمح البصر قطع شرودها رنين هاتفهانظرت بشاشته لتزفر بضيق حين رأت نقش اسم والدتها ردت باقتضاب وبصوت خالي من المشاعر 
نعم يا ماما خير! 
تنهدت منيرةبضيق ثم تحدثت بصوت حزين متصنع 
هو ده ردك على أمك يا إيثار!
زفرت بقوة لتهتف بضجر 
هاتي من الاخر وقولي عاوزة إيه يا ماماأنا سايقة العربية وممكن أخد مخالفة فانجزي.
تنهيدة حارة خرجت من صدر منيرة لتقول باندفاع 
عمرو كلم عزيز تاني وعاوز يرجعك
لتستطرد بنبرة طامعة 
بس المرة دي غير كل مرة ده هيحط لك نص مليون جنيه في البنك بإسمك وهيجيب لك شبكة جديدة والذهب اللي إنت هتنقيه كله هيشتريهولك وكل اللي تقولي عليه هينفذه من غير كلام
سألتها متهكمة 
وياترى ولادك الرجالة هياخدوا كام من ورا الثفقة الجامدة دي يا أم عزيز 
ارتبكت وتحدثت نافية بتلعثم 
إخص عليك يا إيثار هو ده ظنك في إخواتكطب دول يا حبة عيني كل مناهم إنهم يشوفوكي متسترة ومتستتة في بيتك وفي ضل راجل 
هتفت ساخرة 
راجل! هو مين ده اللي راجل عمرو إبن إجلال!
عيب تتكلمي كدة على الراجل يا بنتي طب على الأقل إعملي حساب ل يوسف...وكأنها بمجرد نطقها لتلك الكلمات قد فتحت عليها بابا من أبواب جهنم لتهتف الأخرى بقوة بكلمات لازعة 
عيب دي تقوليها لولادك اللي عاوزين يبيعوني ويرموني لراجل ژبالة علشان خاطر مصالحهم وتقوليها لنفسك قبلهم
شعرت بغصة مرة بحلقها لتقول مسترسلة
إنت إيه يا شيخة هو أنا مش بنتك أنا كمان بتعملي فيا كدة ليه! 
من المتوقع أن تتألم أية أم لنطق إبنتها لتلك الكلمات اللائمة لكن الامر يختلف مع تلك المنعدمة المشاعر لتتحدث بنبرة ټهديدية صريحة 
بلاش الكلمتين الماسخين بتوع كل مرة دول واسمعيني كويسأنا حايشة عنك عزيز بالعافيةفمتسوقيش فيها عشان اخوك مستني يشوفني هعمل إيه معاكوإنت عارفة عزيز كويسلو اللي في دماغه ممشيش هيهد الدنيا على دماغك
واستطردت لتخيفها علها تتراجع 
ده مش بعيد ييجي ياخدك من قلب

الشغل مجرورة من شعرك ويفرج عليك الناسفخديها من قصيرها وتلمي هدومك إنت وإبنك وترجعي وتتقي شړ إخواتك
رجوع مش هرجع وأعلى ما في خيلكم إركبوه وخلي


رجالتك يوروني هيعملوا إيه...نطقت كلماتها بحدة لتسترسل بټهديد 
وأقسم بالله العظيم لو حد فيهم قرب لي أنا ولا إبني لانهشه بسناني والبسه قضية ميطلع منها أبدا. 
قالت كلماتها التحذيرية واغلقت الهاتف قبل أن تنطق الاخرى بحرف واحدظلت تنظر أمامها وبدون سابق إنذار خانتها دموعها لتنهمر على وجنتيها كشلالتركت لها العنان لتتخلى عن وجه القوة التي رسمته باحترافية شديدة وباتت تصدره للجميع وتتوارى خلفهبكت بحړقة حتى انتفض جسدها أثر بكائها الشديدلقد قررت الإبتعاد عن عائلتها وقررت الهروب والعيش وحيدة هى وصغيرها في تلك المدينة الواسعة لتنأى من بطش جميع ذكورهافلقد ابتليت بكثرة الذكور بحياتها وإلى الأن لم تجد ذاك الرجل التي تستطيع الإستناد والإعتماد عليه لذا قررت الإنسحاب والبدأ من جديد ولتكن هي السد المنيع لها ولصغيرها بهذه الحياة
ليلا داخل قصر سيادة المستشار علام زين الدين 
ولج فؤاد بسيارته من بوابة القصر ليترجل بعدما صفها بمكانها المعتادتطلع بعينيه يتفقد المكان ليبتسم حين رأى شقيقته تجاور زوجها الجلوس فوق الأريكة الموجودة أمام حمام السباحةوسط أجواء هادئة تدعو للإستجمام تحرك صوبهما ليقول بوجه بشوش 


مساء الخير
مساء النور يا فؤادأخبارك إيه...قالها ماجد بهدوء ليجيبه الاخر برزانة 
أنا تمام إنت كويس 
ماشي الحال...قالها وهو يهز رأسه لتقول فريال بحنو 
تعالى إقعد معانا يافؤاد
تنهد ليجيبها باعتذار 
معلش يا حبيبتييومي كان طويل وعندي شغل كتير بكرةيادوب أطلع أخد شاور وأنام
وقفت لتتحدث باهتمام كعادتها مع شقيقها التي تعتبره نجلها برغم أنه يكبرها بعدة أعوام 
هخلي سعاد تجهز لك العشا حالا علشان تتعشى قبل ما تطلع اوضتك
أوقفها وهو يمسك رسغها برفق ليقول 
متتعبيش نفسك يا رولا أنا اتعشيت مع واحد صاحبي
قطب ماجد جبينه واحاط ذقنه بأصابع يده ليقول بمداعبة 
مش عارف ليه عندي إحساس إن صاحبك اللي بتتعشى معاه من وقت للتاني ده هتطلع في الاخر مزة وهتطلع سيادتك مغفلنا كلنا وعايش لنا فيها دور عدو المرأة وإنت مقضيها جولات مع الفاتنات
انطلقت ضحكة مرتفعة منه وصلت حد القهقهة ليضحكا الزوجان على ضحكاته ليتوقف بعد ثواني وهو يقول 
ضحكتني يا دكتور والله بس تعرف يا ماجدمش إنت متجوز اختي من أكتر من خمس سنين بس شكلك لسة متعرفش مين هو فؤاد زين الدين


قطب ماجد جبينه ليرفع الاخر قامته للأعلى وبقوة استطرد بإبانة 
أنا زي الشمس مبستخباش ورا عمايلي ولسة متخلقش اللي يجبرني أكدب أو أخبي حاجة
مالك قلبتها جد كدة يا سيادة المستشارأنا بهزر معاك...نطقها ملتمسا العذر ليقول الاخر 
عارف إنك بتهزر يا دكتورأنا حبيت بس أوضح لك نقطة اتذكرت في سياق الكلام
وهم سريعا بالانسحاب قائلا كي لا يعطي المجال للحديث أكثر 
تصبحوا على خير 
نظر بشرود في أثره ليقول متوجسا 
هو زعل ولا إيه أنا كنت بهزر والله.
جلست من جديد لتقول بأسى وهي تتابع انسحاب شقيقها للداخل 
هو عارف كويس إنك بتهزر يا حبيبيبس الموضوع القديم شكله أخد محور جديد في حياته 
زفر بضيق وتحدث بتأنيب ضمير 
الظاهر إننا لازم ناخد بالنا أكتر من كدة وإحنا بنتكلم معاه
تطلعت لعينيه وتحدثت بعينين شبه دامعتين 
أنا حاسة إني عاجزة قدام مشكلة أخويا يا ماجد مش عارفة أعمله إيه علشان أخرجه من الدايرة دي
تنهد بأسى لأجل حبيبته ثم قال بإبانة علها تقتنع وتترك شقيقها وشأنه 
ريحي نفسك يا رولاأخوك مش صغير ومش محتاج وصي في حياته ده راجل معدي ستة وثلاثين سنة يعني ناضج كفاية بإنه يعرف مصلحته ولو هو مقتنعش بفكرة الجواز مرة تانية مفيش مخلوق هيقدر يفرض عليه الفكرة
أطرقت برأسها قائلة بحزن 
للاسف كلامك صح
إحنا كنا بنقول إيه قبل فؤاد ما ييجي 
ضحكت لتذكرها واندمجت معه مرة اخرى
صباح اليوم التالي 
كانت متواجدة بمكتبها عندما ولجت إليها هانياوابلغتها بحضور رب عملهما إلى الشركة لتنهض سريعا وتتحرك متجهة صوب مكتبأيمن والذي يفصل بينهما بابا داخليا حيث أن مكتب أيمن يوجد له بابان بابا خارجي منفتح علي حجرة مكتب السكيرتارية والأخر على الحجرة الخاصة بمديرة مكتبهإيثار خطت للداخل لتقول بذهول 
ده حضرتك هنا بجد أنا مصدقتشهانيا وهي بتقول لي إنك وصلت

لمكتبك وعاوزنيمعقولة تنزل الشركة وإنت لسة تعبان!.
طب قولي لي حمدالله على السلامة الاول وبعدين حققي وبعدين مش كفاية عليا تحقيق دكتور أحمد ونيللي هيبقى هما في البيت وإنت هنا يا إيثار... نطق كلماته لائما لترد باستغراب 
أنا بصراحة مستغربة ومش عارفة دكتور أحمد ساب حضرتك تخرج إزاي!
تنهد ليتراجع بمقعده للخلف وقد بدا عليه التعب وعدم التعافى الكامل ليقول بإبانة 
أنا خرجت منهم بإعجوبة بعد ما أقنعتهم إني لو فضلت قاعد في البيت ممكن يجرى لي حاجة
واستطرد بجدية 
خلينا في المهم إتصلي بشركة طارق الرفاعي وخليه ييجي علشان نعقد الإجتماع اللي إتأجل إمبارح
تحدثت باعتراض لطيف 
يا باشمهندس حضرتك لسة تعبانحرام عليك اللي بتعمله في نفسك ده
أجابها بابانة 
أنا كويس يا إيثار وهقول لك اللي قولته لولادي ونيللي اللي زيي مبيتعبش من الشغل اللي زيي بېموت لو بعد عن شغله وشركته يا بنتي
استطرد ليحثها على التحرك 
يلا بقى اسمعي الكلام وبلغي الراجل علشان يلحق يظبط مواعيده
تدخلي حالا



تدي للمدير بتاعك خبر بوجودي وإلا مش هيحصل لك طيب
فيه إيه يا حضرة صوتك عالي ليهلازم تراعي إنك موجود في شركة محترمة مش في سويقة...كانت تلك كلماتها التي نطقتها بحدة واستنكار ليستدير لها شاملا إياها بنظرات ازدرائية من رأسها لأخمص قدميها تحت إثارة ڠضبهارفع حاجبه الأيسر ليتحدث بتقليل من شأنها 
وإنت تطلعي إيه إنت كمان
رمقته بنظرة إستنكارية لتهتف هانيامتطوعة بالإجابة 
دي الأستاذة إيثار الجوهريمديرة مكتب أيمن بيه
سكرتيرة زيك يعني... نطقها بازدراء ليسترسل بصرامة موجها حديثه إلىهانيا 
شوفي لي حد محترم في أم الشركة دي أكلمه
رمقته هي بنظرات ڼارية ولو كانت النظرات تصيب لتفحم وتحول إلى رمادا أمامها نطقت بصوت يبدو هادئا لكنه يحمل بين طياته حربا باردة 
حضرتك الموظفين المحترمين عندنا مبيستقبلوش غير العملاء المميزين لكن أنا وزميلتي موجودين علشان نقابل أمثالك
قالت جملتها الأخيرة وهي ترمقه بنظرة ذات مغزى ليرفع حاجبه الأيسر قائلا بتكرار لجملتها 
العملا أمثالي 
واستطرد بذات مغزى 
طب إدخلي يا شاطرة قولي للي مشغلك إن وكيل النائب العام المستشارفؤاد علام زين الدين عاوز يقابله وحالا


للأسف يا سيادة المستشار اللي مشغلني عنده إجتماع مهم ومستحيل أقاطعه علشان أبلغه بوجود جنابك...نطقت كلماتها ببرود استفزه لتنظر إليه باستنكار مسترسلة 
وعلى ما أظن إن حضرتك مش واخد ميعاد سابق
اشتعلت عينيه بشرارات الڠضب وهدر وهو يقول بحدة بالغة 
إلزمي حدودك معايا واتكلمي كويس وإعرفي إنت واقفة قدام مين
بقوة أجابته 
حدودي انا عارفاها كويس جدا ومش محتاجة حضرتك تعرفها ليوبالنسبة لشخص جنابك فده شيء ميخصنيش لأني لحد الأن متخطيتش حدود اللباقة معاك
إزداد إنعقاد حاجبيه وهو ينظر إليها متعجبا قوتها لا ينكر أنه أعجب بشموخها رغم اشتعال روحه من مجادلتها لهأغمض عينيه محاولا تنظيم أنفاسه كي يستعيد هدوئه حتى لا يحتد عليها أكثر ثم تحدث قائلا بإبانة 
إسمعيني يا... قولتي لي إسمك إيه
أستاذة إيثار... نطقتها بعزة وشموخ ليبتسم داخله برغم جمود ملامحه الخارجية ثم تحدث من جديد مفسرا بعدما تملك من حالة الڠضب التي شملته 
أوكإنت شكلك كدة مش فاهمة الموقف فأنا هشرح لكأنا وكيل النائب العام المكلف بالتحقيق في قضية الإغتيال اللي حصلت قدام الشركة من يومين والمفروض إني كنت هاخد أقوال أيمن الأباصيري النهاردة في المستشفيبس لما روحت أنا والكاتب لقيناه خرج من المستشفى وإبنه بلغني إنه موجود هنا في الشركة 


واستطرد بنفاذ صبر 
فياريت تدخلي تبلغيه لأن كدة بتعطلوا وقت النيابة وده غلط عليكم
كان يتوقع ردا لطيفا لكن حدتها لم تتراجع حيث تحدثت بما استفزه 
للأسف مش هينفع
قست نبراته مع هذا الڠضب الذى ظهر بعينيه وهو يرمقها قائلا 
إنت كدة تعديتي حدودك معايا وعنادك ده هدفعك تمنه غالي
تحدثت بصوت هاديء

لتشرح له موقفها 
يا أفندم أنا لا بعاند معاك ولا حاجةإسمح لي زي ما حضرتك شرحت لي سبب الزيارة أبين لك أنا كمان سبب كلامي
واسترسلت مشيرة بكفها نحو مكتبها باحترام 
ياريت تتفضل معايا في مكتبي أشرح لك أسبابي وإنت بتشرب قهوتك
توقفت لتسأله
قهوة حضرتك إيه
توقف أمامها ليتأمل ملامحها الصارمة نظارتها الطبية التي أعطت لها مظهرا عمليا ووقارا غريبا يجبر من يتحدث معها على إحترامهابجانب تلك البدلة العملية التي توحي لمدى جديتها بالحياةقطب جبينه متعجبا طريقتها ليتنهد قائلا باستسلام 
سادة
الټفت للكاتب وسألته بابتسامة لطيفة أثارت تحفظ فؤاد حيث أخذها من باب عدم الاحترام لشخصه 
وقهوة حضرتك 
أجابها الرجل فنظرت إيثار للفتاة وأملت عليها جلب القهوة إلى مكتبها لتتقدم الرجلين متجهة صوب مكتبها الخاص لتجلس خلف مقعدها بعدما جلسا الزائرين وضعت ذراعيها أمامها وبدأت تتحدث بوقار 
الباشمهندس أيمن لسة تعبان وحالته الصحية مش أحسن حاجةهو حضر مضطر علشان يتمم صفقة مهمة جدا للشركة المفروض كانت تتم إمبارح وكل يوم تأخير بيكلف الشركة خسارة لمبالغ كبيرة
واسترسلت بإبانة 
الناس اللي جوة مع الباشمهندس ناس عملية بطريقة لا تتخيلها الدقيقة عندهم بتتحسب بفلوس
هزت رأسها برفض لتسترسل 
مينفعش اقتحم الإجتماع واطلب منهم ينتظروا لحد ما الباشمهندس يخلص كلامه مع حضرتك 
كان ينظر إليها بتعمق واضعا كف يده فوق ذقنه يتحسسها بتأمل لتستطرد كلامها
خلينا نتكلم بموضوعية اكثر سيادتك جاي تاخد أقوال الباشمهندس في اللي حصلسؤال هيجيب سؤال وموضوع هيفتح موضوع تاني
ضيقت بين حاجبيها بتفكر لتستطرد 
يعني أقل حاجة الاستجواب هياخد ساعة ده إذا مكنش أكتر تفتكر حضرتك الناس اللي جوة دي هتقدر تنتظر ساعة!
كنت دايما بستغرب من لقب مديرة مكتب كنت بقول لنفسي دي مجرد منظرة من صاحب الشركةأصل هتكون بتعمل إيه يعني أكتر من اللي السكرتيرة بتعمله...قال كلماته باستخفاف ليستطرد باستحسان 
لكن بصراحة بعد الموقف دهأمنت بأهمية دور مديرة المكتب
أومأت شاكرةتقدمت هانياعامل البوفيه لتتحدث بهدوء إلى إيثار 
القهوة يا استاذة
قدمها للضيوف يا عزت... جملة عفوية نطقتها إيثار ليتحرك عامل البوفيه ليقدم القهوة إلى الموظف لينتفض الرجل بجلسته مشيرا لسيده قائلا بتوقير 
ميصحش كدة قدم للباشا قهوته الأول
إبتسامة متهكمة اعتلت ثغرها لاحظها ذاك الجالس بغرور واضعا قدما فوق الأخرى ليسألها مستفسرا 
ممكن أعرف إيه سبب الضحكة الغريبة دي 
أجابته بذات مغزى 
اصلى بستغرب جدا من رجال النيابة والقضاء المصريبرغم إنهم القائمين



على إصدار القوانين وتطبيقها إلا إنهم أول ناس بيخترقوها 
قطب جبينه غير مستوعبا لتسترسل موضحة باستفسار 
المفروض إن لقب البهوية والبشوية إتلغت من مصر بقوانين ومع ذلك لسة ناس كتير في السلطة بتستخدم اللقب وكأنهم قاصدين علشان يميزهم عن باقي الشعبوأكثر الناس دي هما رجال القضاء اللي زي ما قولت المفروض يكونوا احرص الناس على تطبيق القوانين
ده أنت طلعتي معقدة طبقيا... نطقها مع ابتسامة ساخرة بادلته بمثلها لتتحدث متهكمة 
هو علشان كلامي مجاش على هوا جنابك هتطلعني مريضة نفسيا!
أنا جبت سيرة مرض نفسي ٠٠٠ نطقها بمراوغة لتجيبه باقتضاب 
مش لازم تقولها صريحة 
اشارت بكفها 
إشرب قهوتك قبل ما تبرد
واستطردت بذات مغزى وهي تضغط في إخراج الحروف 
القهوة لما بتبرد بتفقد مذاقها وبتبقى زي عدمها
تبسم معجبا بذكائها وشخصيتها القوية ليرتشف قهوته بهدوءبادر بسؤالها 
إنت كنتي موجودة وقت للحاډثة ماحصلت 
تغيرت ملامح وجهها لتكتسي بالحزن وتنهدت لتجيبه متأثرة
أيوةأنا نزلت في الاسانسير أنا والباشمهندس 


واسترسلت بغصة في حلقها 
وكريم الله يرحمه كان معانا خرجنا من باب الشركة مع بعض لحد ما وصلنا لعربياتنا وحصل اللي حصل 
سألها باهتمام 
يعني إنت شفتي الناس اللي ضربوا الڼار تقدري توصفيهم 
هزت رأسها بنفي لتقول شارحة 
اللي حصل كان مفاجأة للكل محدش لحق يركز في حاجة ضړب الڼار كان كتير جدا وصعب حد يركز في مواصفاتهم
هستناكي بكرة في مبنى النيابة علشان تدلي بأقوالك...نطقها ورفع كوب القهوة ليرتشف ما تبقى به قطبت جبينها لتتحدث بإبانة 
أنا قولت كل اللي اعرفه لحضرة الظابط اللي حقق في القضية
القضية إتحولت للنيابة وبقت تحت مسؤليتي... قالها بجدية ليسترسل بتفاخر 
وفؤاد علام مبيعتمدش على تحقيقات حد. 
تنهدت بضيق ثم تحدثت مقترحة 
طب ممكن حضرتك تسألني في اللي حابب تعرفه هنا وكدة كدة عندنا وقت
ابتسم ساخرا ليتحدث بنبرة مقللة 
على أخر الزمن رئيس النيابة هياخد أقوال الشهود في مكاتبهم
وبلحظة تحولت ملامحه لصارمة ليستطرد بنبرة حادة 
إنت بتكلمي رئيس نيابة مش عامل دليفري يا أستاذة
رفعت حاجبها الأيسر لتتحدث



ساخرة 
بيتهيء لي إن جناب رئيس النيابة جاي هنا علشان ياخد أقوال أحد الشهود في مكتبه
وضعت سبابتها بمقدمة رأسها مدعية التذكر لتستطرد بذات مغزى 
أه نسيت حضرتك جاي لرجل الأعمال أيمن الاباصيري مالك أكبر شركة إستيراد وتصدير في البلد كلهامش معقول هتعامل إيثار الجوهري مديرة مكتبه بنفس المعاملة
انتفض واقفا بعدما تحولت ملامحه إلى مشټعلة مما جعلها ترتعب وتشعر أنها قد ازادتهاليتقدم منها وكاد أن يتحدث قاطعه صوت رنين هاتف مكتبها لترد سريعا بعدما استمعت لصوت مديرها 
حاضر يا أفندم
اغلقت واشارت نحو الباب لتتحدث بارتياب 
الباشمهندس أيمن في إنتظارك
رمقها بنظرات حاړقة ليهتف بنبرة حادة 
التليفون ده رحمك من ڠضبي بس بسيطة مستنيكي بكرة في مكتبي علشان أوجب معاكي وارد لك تحيتك
رمقته بنظرات جادة وتقدمت أمامه لتهتف باحترام وهي تشير ل أيمن 
إتفضل يا سيادة المستشار
لتسترسل بتعريف 
حضرته يبقى فؤاد علام زين الدين وكيل النائب العام اللي جاي ياخد أقوالك يا أفندم
تعجب من سردها لإسمه بدقةلقد نال ذكائها وسرعة بديهتها استحسانه بجانب شخصيتها الفريدةوقف أيمن وتحرك باتجاهه ليمد يده متحدثا باحترام 
أهلا وسهلا يا فؤاد باشا دكتور أحمد إبني كلمني وقال لي إنك سألت عليا في المستشفى
واستطرد بامتنان 
ومش عارف أشكرك إزاي إنك جيت لي لحد هنا
ده شغلي يا أيمن بيه وكان لازم أنجزه لأن وقتي ضيق... نطقها بعملية ليشير أيمن إلي تلك الاريكة المتواجدة بالمنتصف 
إتفضل معاليك
نظر إلى تلك الواقفة واستطرد قائلا 
شوفي الباشا بيشرب قهوته إزاي يا أستاذة إيثار
بإشارة من يده أوقفها ليجيبه باقتضاب 
مفيش داعي شربت فنجان برة في مكتب الإستاذة
يظهر إن قهوتنا معجبتش الباشا...قالها أيمن بعدما رأى جمود ملامحه لينظر الاخر إلى إيثار متحدثا بذات مغزى 
بصراحة لا كانت باردة وملهاش طعم
استشاط داخلها لتيقنها بأنه يقصدها لا القهوةليتحدث أيمن متعجبا 
غريبة قوي ده مفيش حد داق قهوتنا إلا وشكر فيها دي إيثار بتبعت تجيب البن مخصوص من البرازيل
تحدثت باستفزاز 
القهوة أصلها أذواق يا باشمهندس
رمقها أيمن بنظرة عاتبة لتتحدث هي بانسحاب
أنا برة في مكتبيلو حضرتك احتاجتني رن عليا
خليكي معانا علشان سيادة المستشار ياخد أقوالك بالمرة...نطقها أيمن بتلقائية لتجيبه بنبرة تهكمية
لا ما اهو سيادته إستدعاني لمكتبه بكرةعلشان كدة هستأذن بكرة بدري ساعتين علشان ألحق ميعاد النيابة
ميعادك الساعة 11 صباحا يا أستاذةإنت هنا اللي بتحددي مواعيد اللي يدخل لمديرك لكن مواعيد النيابة دي بتاعتي أنا...قالها بحنق مما أثار فضول أيمن الذي تسائل 
يظهر إنك زعلتي الباشا مننا يا إيثار
محصلش يا أفندمبس من الواضح إن سعادته من الشخصيات اللي بيتوتر ويتضايق من الإنتظاروأنا مكنش في إيدي أي حاجة اعملهاوخصوصا إن سعادته مكنش واخد ميعاد سابق... نطقت كلماتها ل أيمن الذي تفهم حديثها ليقول وهو يحثها على الخروج 
خلاص يا إيثارتقدري تخرجي تشوفي شغلك
خرجت تحت انظار ذاك الذي تابعها حتى اختفت خلف الباب ليبدأ بحديثه قائلا بعدما نظر بعيناه للموظف وحثه على البدأ بتدوين التحقيق 
حضرتك قدمت بلاغ ضد المدعو صلاح عبدالعزيز إتهمته فيه إنه ورا محاولة الإغتيال اللي اتعرضت لها ممكن أعرف إيه السبب ورا الإتهام ده
تنهد وظهر الاعياء


على ملامحه ليتحدث بابانة 
صلاح عبدالعزيز جالي بيتي من كام يوم وهددني إنه هياخد تار إبنه مني
كويس إنك فتحت الموضوعأنا عاوزك تحكي لي قصة إبنه اللي إتقتل في فيلتك وعلى إيدك وياريت بأدق التفاصيل... نزلت كلماته على قلب ايمن كسواط لتجلدهأخذ نفسا عميقا ليقول بنبرة حزينة 
أنا عمري ما كنت أتخيل إني ممكن أأذي نملة مش اقتل بني أدم اللي حصل كان ڠصب عني
قطب جبينه وبات يتطلع عليه بتعمق ليسرد الاخر 
بسام إبن صلاح عبدالعزيز كان في حفلة عيد ميلاد واحدة قريبتهلارا بنتي كانت حاضرة الحفلة بحكم إن البنت زميلتها في الجامعة لما بسام شافها أعجب بيها وحاول يتقرب منها ويتكلم معلها لكن لارا صدته فضل متابعها شهور يجري وراها في كل مكان والبنت كانت بتصده بكل قوتها لأنه كان فاشل وثقيل الډم لحد ما في يوم كان بيشرب خمور مع أصحابه وأخدوا حبوب مهلوسةجاب واحد صاحبه وجه لحد بيتي في نص الليل ونط من على سور الفيلا من غير ما الحرس ياخدوا بالهم
واسترسل موضحا 
وده ظهر في كاميرات المراقبة اللي النيابة إطلعت عليها وقت التحقيقات المهم صاحب الولد ساعده ونقلوا سلم حديد كان الجنايني جايبه



يطلع بيه على الشجر العالي علشان ينضفهطلع على بلكونة اوضة بنتي
قاطعه فؤاد مستفسرا
وهو عرف أوضة بنتك منين! 
أجابه ليقطع عنه الشك الذي ساوره 
بسام كان مچنون بحب لاراكان بيقف بعربيته بالساعات يراقب البيت ويستناها لحد ماتخرج في البلكونة علشان يشوفها 
واسترسل 
كان يروي ما حدث منذ ثلاثة أشهر وكأنه يرى الحاډث أمام عيناه اغرورقت الدموع بمقلتيه ليستطرد وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا 
صدقني يا سيادة المستشار أنا ماقتلتوشوالطب الشرعي أثبت إن بصمات بسام هي اللي كانت موجودة على الزيناد وقت ما الطلقة خرجت
وطبعا صلاح عبدالعزيز إتهمك پقتل إبنه... نطقها فؤاد ليجيبه أيمن بتأكيد 
ومن يومها وهو حالف لياخد بتارة مني دي مش أول محاولة ليه من حوالي شهر حاول يسممني لما قدم رشوة للشغالة اللي عندي في البيت وعطاها نوع سم تحطهولي في العصير ولولا ستر ربنا والطباخ شاف البنت وهي بتحط السم من قزازة كانت في جيب فستانها ومسكها ونده لنا مكناش إكتشفنا الموضوع وكان زماني مقتول على إيده
سأله مستفسرا 
قدمت بلاغ بالواقعة دي 


أيوة طبعا قدمت بلاغ اتهمته فيه بالتحريض على قتلي وسلمت البنت لقسم الشرطة واعترفت بكل حاجة لكن صلاح انكر صلته بالموضوع وساعده في إنه يفلت منها إن الولد اللي إتفق مع البنت قال لها إنه تبع واحد بيكرهني وعاوز يخلص مني مذكرش اسم صلاح وده اللي خلى النيابة تخرجه لعدم وجود أي أدلة قوية تدينه
إنتهى من التحقيق وخرج بعدما شكره أيمن الذي أوصله إلى الباب المؤدي لمكتب هانيا السكرتيرة بات يتلفت بعيناه عله يرى تلك المشاكسة لكن خاب أملهتعجب من حاله ومن التفكير بها ليهز رأسه ينفض منها تلك الافكار العجيبة ليتحرك مغادرا الشركة بأكملها
فتحت عينيها باتساع لتنتفض من فوق فراشها تتلفت حولها بفزع بعدما استمعت لصوت جرس الباب والطرقات العالية التي صدحت لتصدر صوتا مزعجا افزعها من نومهااتسعت عينيها بارتعاب وهي تنظر إلى الهاتف لتكتشف أن الساعة قد تخطت الثانية بعد منتصف الليل نفضت الغطاء واتجهت نحو عليقة الملابس لتنتزع مأزرها الشتوي وترتديه بتلبك وهي تتحرك على عجالة باتجاه باب المسكن لتقابلها عزة التي هتفت بارتعاب 
مين اللي بيخبط علينا كدة يا إيثار
إفتحي يا إيثارإفتحي لي الباب
شهقت لتهتف بحدة چنونية 
إنت إتجننت يا عمرو هي حصلت تجي لي الشقة وتخبط عليا الساعة إتنين بالليل! 
زاد من طرقه الچنوني للباب وتحدث بلسان ثقيل مع ترنح جسده مما جعلها تتوقع احتساءه لاحد المشړوبات الكحولية 
إفتحي الباب يا حبيبتي أنا قلبي مولع ڼار وعاوز اطفيها 
يا نهارك إسود إنت شارب...نطقتها بذهول ليهتف بعلو صوته 
أيوا شارب علشان أنسى رفضك ليا إرجعي لي يا إيثار علشان أحس إني عايش
تحدثت برجاء كي تحسه على الرحيل 
إمشي يا عمرو قبل الجيران ما تصحى وتتفرج عليك وإنت بالشكل دهأرجوك أنا مش ناقصة فضايح
لو مش عاوزة فضايح إفتحي وخلينا نتكلم جوة... نطقها مستغلا خشيتها



من حديث الجيران لتهتف عزة بصوت مړتعب 
إوعي تفتحي له ده الموكوس شارب ومش واعي بنفسه
أفتح له إيه إنت كمان شيفاني مچنونة قدامك...نطقت كلماتها بملامح وجه مكفهرة لتهتف محدثة ذاك الواقف خلف الباب 
إمشي

حالا علشان ما تضطرنيش أطلب لك البوليس
نطق بعناد وتعنت بجسد مترنح 
إعملي اللي إنت عوزاه أنا مش هتحرك من هنا قبل ما أشوفك وأتكلم معاك
صړخت بعدما افقدها توازنها 
والله العظيم لو ما مشيت حالا لاتصل بالبوليس واخليهم ييجوا ياخدوك ويعملوا لك محضر تهجم ومحضر سكر
قولت لك إفتحي... نطقها وهو يركل الباب بقدمه بقوة ليخرج جارها المقابل متحدثا بنبرة حادة 
فيه إيه يا أستاذ إيه الدوشة اللي إنت عاملها دي إنت عارف الساعة كام 
ترنح بوقفته ليهتف بټهديدا صريح 
أدخل وأقفل بابك عليك بدل ما اخليك ټندم على عمرك
إنت هتطلبي البوليس بجد يا إيثار إحنا مش ناقصين مشاكل مع نصر البنهاوي ده راجل شړاني وقرصته بالقپر
المشاكل هي اللي جت لحد عندنا يا عزة... نطقتها وهي تطلب رقم.... 
إنتهى البارت
ترى من ذا الذي ستهاتفه أيثار لتطلب العون منهوما قصة ذاك العمرو معها 


كل هذا وأكثر سنكتشفه بالفصل القام من
أنا لها شمس 
بقلمي روز أمين
بسم الله ولا قوة إلا بالله 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close