رواية غمزة الفهد الفصل السادس والعشرين 26 بقلم ياسمين الهجرسي
رواية(غمزة الفهد حب بالمصادفه) مسجله حصرى بأسمى ياسمين الهجرسى ممنوع منعا باتا النقل أو الاقتباس أو النشر فى اى موقع أو مدونه أو جروب او صفحه حتى ولو شخصيه من دون اذنى ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للمسأله القانونيه
--------------------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
----------------
انتهى دوام العمل وحان موعد الانصراف استقام ريان بتعب والاجهاد ظاهر على محياه يشعر بوخز فى جسده فموعد أدويته اقترب..
خطى نحو مكتب فهد قائلا بخفوت:
-- يالا يافهد نمشى لحسن خلاص تعبت ومش قادر ميعاد علاجى وجب وحاسس أنى هبدء اتعب
استقام فهد بفزع يلملم أشيائه بتوتر قائلا:
-- يالا ياقلب اخوك سلامتك من التعب.. عموما انا خلصت مع "مروان" وهحكيلك اللى حصل واحنا فى العربيه..
تأبط فهد زراع أخيه يسند خطواته كى يحافظ على توازنه أمام الموظفين، صعد المصعد وهبطوا للاسفل، ترجلوا للسياره وانطلقوا مسرعين لتفادى اى انتكاسه...
فى الطريق سأله فهد:
-- مستوعب وفايق اتكلم معاك ولا لما نروح وتاخد علاجك..
اجابه ريان بتراخى:
-- لأ سيبنا لما نروح وأخذ علاجى.. أنا حاسس نفسى مش كويس ومش هعرف اسمعك وافهم منك..
احتل القلق معالم فهد والتزم الصمت وتطلع أمامه للطريق ومع كل دقيقه يستدير ينظر لاخاه ليطمئن قلبه أن نوبة سحب المخدر لم تداهمه بعد..
لم يمضى الكثير ووصلوا أمام دوار العائله، ترجل فهد سريعا فاتحا الباب ل ريان يمد له ساعده كى يتحامل عليه واقفا، أخذه ودلف للداخل القى التحيه على جدته وأمه متحدثا بتوتر:
-- معلش ياامى ابعتى حد ينادى للدكتور حسن يجى فى أوضة ريان عشان ميعاد أدويته
فزعت هنيه من هيئتهم واجابته بخوف:
-- حاضر يابنى هقوم انا أخف من أى حد تانى هنادى عليه بسرعه واجيبه واجيلك..
عقبت الحجه راضيه بشجن:
-- رينا يابنى يخليكم لبعض وتعدوا الازمه دى وتخرجوا منها أشد واصلب من الاول.. ربنا مبيعملش حاجه عفشه.. الا ولازم يراضينا ويطيب خاطرنا فى الاخر..
تقبل فهد وريان كلامها بتفهم واستأذون مغادرين لتهاوى قوة ريان على التحمل
دلف فهد غرفة ريان أخذه أجلسه على الفراش شلح عنه جاكيته وحل رباطة عنقه، سطحه و عدل وضعية جسده باسترخاء وقام بخلع حذائه وجواربه...
جلس جواره هاتفا بعطف:
-- أيه ياحبيبى شد حيلك هتكون زى الفل دالوقت..
قاطعه طرقات هنيه على الباب، سمح لها فهد بالدخول، دلفت ومعها حسن الذى كان متأهب ومستعد بالابره التى تحتوي المصل المعالج، انحنى حسن يفك أزرار قميصه قاعصه يثنيه للأعلى حتى يظهر وريده، نفض بأصبعيه على العرق النابض يستشعره تحت انامله، وبمهاره وخزه بدون ألم، قام بجلب باقى الادويه من حقيبته أعطاها له يتجرعها بشربة ماء، وعندما انتهى طلب من "هنيه" ان تُعد له وجبة الغداء ويتركوه ليرتاح قليلا لأنه من الواضح أنه اجهد نفسه كثيرا اليوم...
أومات "هنيه" بطاعه وذهبت سريعا لتحضير وجبة الغداء لأبنائها..
مكث فى الغرفه "فهد وحسن" وقطع تبادل النظرات صوت حسن قائلا:
-- انا متفائل.. حالة ريان دى لو مع وضعه القديم كنا دخلنا فى كومه زى اللى حصلت من كام يوم لما أخدته ونزلت ورجعتوا متأخرين وهو كانت حالته صعبه.. بس شكل الشغل معاك فى المصنع فرق كتير فى نفسيته.. شايفوه قادر يمسك نفسه وعنده عزيمه.. أتمنى الحافز اللى خلاه يوصل للثبات ده يستمر.. هناخد نتيجه فى وقت قياسى وممكن اقل من ما انا كنت متوقع..
تنهد فهد بسعاده لحديث حسن وعقب عليه قائلا
-- يامسهل يادكتور.. ربنا يكرمنا فيه ويكون الشغل الجديد وشه حلو عليه ويتم شفاه بسرعه..
أتت "هنيه" بالطعام، واستأذن "حسن" لتناوله وجبة الغداء منذ قليل وعليه الآن الذهاب لاستكمال عمله فى رسالة البحث العلمي الذى يعدها..
استدارت "هنيه" كى توقظ "ريان" وجدته يغط فى نوم عميق..
استحسن "فهد" نومه كى يحصل على قسط من الراحه وطلب من "هنيه" ان تدعه يخلد للراحه.
أطاعته "هنيه" رغم القلق الذى ينهش قلبها عليه، وجلست جوار فهد هاتفه بحنو:
-- طب كُل أنت ياضنايا.. شكلك مرهق ومأكلتش أنت وأخوك حاجه من الصبح وشكل علبة الأكل مفتحتوهاش والا مكنتوش تبقوا مهبطين كده..
لثم "فهد" راحتيها بحبور مردفا:
-- لما "ريان" يقوم هاكل معاه.. احنا النهارده كان الشغل فوق راسنا من ساعة ما دخلنا فمكنش فى وقت ان احنا ناكل..
--------------------
صمت فهد قليلا وهو يتطلع لوجهها الصبوح وبؤبؤتيه تزوغ يمين ويسار التردد يلمع بهما، لسانه منعقد يود لو يُصرح لها بما يشغله كعادته معها، ولكن الإحراج متملك منه نظرا لعدم توافر الوقت المناسب..
لاحظت "هنيه" حيرته المرسومه على وجهه زوت بين عينيها بقلق تحدثه باستفهام :
-- مالك متردد وحيران ليه يافهد، عينيك فيها كلام كتير.. أنا بعرفك من عينيك لما تكون حاجه شاغله بالك وعايز تفضفض.. وطول عمر أمك "هنيه" مخزن أسرارك.. فضفض ياقلب أمك وارمى حمولك على الله وعليا وبعون الله هحلهالك..
كعادتها كلماتها بلسم يطيب جروح روحه، هدء مسترخي بجلسته وراحة شملته أثر كلماتها العذبه، انحنى يلثم كفيها بامتنان على عطفها التى دوما تغدقوه به..
أردف فهد يجيبها بما يعتمل صدره ويشغل تفكيره:
حك رأسه يتحدث مبتسما :
-- بصى ياغاليه أنا بحب الدكتوره غمزه بنت عمو عزت وأخت عبدالله وأحمد خطاب اخواتى البنات..
احتلت الفرحه وجه "هنيه" وكادت أن تُزغرط، أوقفها "فهد" سريعا مانعا أياها من التهور قائلا:
-- لأ ياأمى مش دالوقت أنتى شايفه الظروف اللى أحنا فيها.. أنا كنت مستنى وقت مناسب عشان بابا يروح يفاتح باباها.. بس جه موضوع حريق المعمل واصابتها فيه خلانى اتراجعت شويه لحد ما تسترد صحتها...
قوست شفتيها بعدم فهم هاتفه:
-- وليه ده كله هو كان ليك ذنب فى حريق المعمل ده قضاء وقدر.. والحمد لله قامت بالسلامه.. أنا شوفتها وأخوها بيعالجها غلابويه ودمها زى الشربات.. أمها دعيهلها أنها هتكون من حظك ونصيبك.. فكها وروق والوقت مناسب بإذن الله اتوكل على الله خاللى الفرح يدخل الدوار..
عقب عليها بأسف
-- للاسف ياامى انا سبب فى الحادثة اللى حصلت ل غمزه..
شهقت هنيه بصدمه هاتفه:
-- يالهوى ليه يابنى كف الله الشر..
أجابها فهد بحزن:
-- اكتشفت ايه السبب ورا نفوق العجول لما عادت التحاليل بحكم انها دكتوره.. وعرفت السبب وطلع الدكتور اللى كنت انا معينه قبلها هو السبب ورا الخساير دى كلها.. وللأسف هرب قبل ما اعرف هو ليشتغل لحساب مين.. واللى زاد وغطى انه كان عايز يولع فى غمزه عشان تموت ويموت السر معها.. بس ربنا كان رحيم بيها وبيا والنار مكنتش كبيره يادوب الأجهزة هى اللى اتدمرت وهى قدرت تتحامى فى كونتر تحت الحوض لحد ما اللهيب قل وقدرت توصل للباب لحد ما ربنا اكرمها بسكرتاريتى واكتشفت الموضوع وانقذتها..
كانت تسمعه هنيه بذهول، هل انعدمت ضمائر البشر ووصل بينا الحال للقتل والخراب على حساب أناس بريئه، دمعه حزينه فرت من عينيها على تكالب المحن على ابنها وأحبابه، تنهدت بشجن تواسيه بشفقه:
-- معلش يابنى كل الخساير تتعوض اهم حاجه سلامة حبايبك.. ربنا يروق بالك ويريح قلبك بحبها..
تابعت باستفسار:
-- طب انا دالوقت مش فاهمه انت أيه قلقك ومخليك متردد وحيران فيك حاجه تانيه انت عايزها من ورا الكلام ده صح..
بلهفه عقب عليها فهد قائلا:
-- بصراحه انا عرفت من عبدالله أخوها أنها تعبت إمبارح قوى وكانت حالاتها صعبه وتليفونها مقفول ومش عارف اتصل اطمن عليها.. فلو ممكن تروحى تشوفيها وتطمنينى عليها ويبقى عملتى فيا جميل لو خليتها تفتح تليفونها..
حدقته بسعاده وعيون يسكنها الفرح هاتفه :
-- ياسلام الطلب غالى واللى بيطلب أغلى.. ده أنا الفرحه مش سيعانى وأنا شايفه لمعة الحب منوره وشك.. ده اليوم اللى كنت بتمناه وعايشه عشانه.. من عينى هقوم البس عبايتي واستأذن من أبوك "سعد" وابعت للغفير يخلى السواق يجهز العربيه.. وساعة زمن واجيبلك البشاره كمان..
سُر "فهد" فى بادئ حديثها ولكن ما هى البشاره التى تقصدها..
باستفهام عقب على حديثها قائلا:
-- بشارة أيه أنا مش فاهم.....
أجابته بزهو أم تشتاق لسعادة ولدها:
-- هو ينفع أمك "هنيه" تروح كده من غير ما تجيب لك خبر يريح قلبك.. النهارده هفاتح "أنعام" وهجس النبض عشان عقبال لما تخف تروح على طول تخطبها.. أنا مش هستني كتير أنا عايزه افرح بيك وأشيل عيالك..
قفز "فهد" ينط بسعاده من تلك المفاجاه الساره قائلا بصياح:
-- عاشت "هنيه" حبيبة الملايين عاش عاش..
قالها وانحنى يقبل كفيها ووجنتيها وجبهتها وضحكاته الرجوليه تتعالى لتغزو قلبها فرحه ليس لها مثيل..
استقامت "هنيه" والسعاده حليفت قلبها ومحياها هاتفه بغبطه:
-- أنا هقوم أروح المشوار ده على طول قبل الليل ما ياليل.. وأنت أنزل قول لجدتك "راضيه" عشان متزعلش ده يوم المنى عندها لما تفرح بيك.. واقعد استنانى هسمعك صوتها وأنا هناك..
رمش بأهدابه يحدق بها باندهاش غير مستوعب ما تفوهت به، هز رأسه بمعنى هل ما سمعته صحيح
غمزت هنيه بطرف بعينيها تجيبه:
-- أيوه صح هسمعك صوتها وأنا هناك.. وهخليك تكلمها.. هى أمك شويه ولا أيه.. ده شغل ستات متعرفش أنت فيه.. يالا أسيبك عشان الحق أبوك.. لسه هقوله وعقبال ما يقتنع يخرجنى لوحدى.. ادعيلي يسترها معايا من غيرته ويرضى يخرجنى..
تسارعت دقات قلبه من حديثها العذب ووافقها الرأى وتركها تغادر كى تأتى له بالبشاره
---------------------
دلفت "هنيه" غرفتها وجدت "سعد" يجلس على الاريكه يمسك مسبحته يسبح عليها منتظرا أذان المغرب، جلست جواره بهدوء تمسد على كتفه هاتفه بنبره صافيه:
-- تقبل الله منك ياسعد
اعتدل لها قائلا مؤمنا على دعائها
-- منا ومنكم ياهنيه
تابع باستفهام
-- وشك مورد بالفرحه خير بشريني ياوش السعد..
أجابته بلهفه:
-- بكريك الغالى حب وطب وعاوز يتجوز.. ورايدنى اروح اطمن عليها واجس نبض أهلها..
توسعت عيني سعد بدهشه قائلا:
-- الله الله ايه ده كله خدى نفسك ياهنايا.. فهد حب وعاوز يتجوز.. ياالف نهار أبيض..
تابع باستفسار:
-- بس ياترى بنت مين..؟! نعرفهم ولا مش من نواحينا..؟!
اجابته وهى ترفع حاجبيها بزهو:
-- زينة الناس والنسب.. غمزه بنت عزت صاحب عمرك..
انشرح قلب سعد لاختيار ابنه قائلا:
-- على بركة الله يازين ما اختار أنا شوفتها ساعة حريق المزرعه بت بمية راجل.. وعلاجة صخر ولا اجدع دكتور فى المركز كله.. اعتمدى على الله ونروح نخطبهاله
ابتلعت "هنيه" لعابها بصعوبه، وأردفت بتلعثم:
-- بعد أذنك ياسعد كنت عايزة اروح أنا اطمن عليها بعد ما اتحرقت بسببنا فى المصنع، وكمان أجس نبض أنعام وأمهد ليهم الموضوع ولو فى قبول بعد ما تخف نروح نطلبها رسمى من عزت..
قوس سعد حاجبيه علامة غضبه، وقبض على زراعها قائلا بعصبيه:
-- نعم ياختى عايزة تروحى فين.. وأنا أيه هقعد فى البيت استنى الهانم لما تجيب البشاره.. ليه حد قالك أنى عويل هسمح لمراتى تخرج وانا قاعد حاطط أيدى على خدى مستنيكى..شكلك انخبطى فى نفوخك ياهنيه..
غصت روحها من عصبيته المفرطه بدون داعى وسكن الدمع عينيها، هتفت بعتاب:
-- ليه ده كله ياسعد أنا عملت أيه.. أنا جايه لك فرحانه بابنى.. وعايزة افرحك معابا ده يكون ردك عليا.. الله يسامحك يسعد كسرة فرحتي بابنى..
انهت جملتها ونهضت من جواره تصعد فراشها تسطحت تعطيه ظهرها وسمحت لدموعها بالانهمار..
نهر سعد عصبيته عليها بدون داعى، ونهره قلبه وهو يستمع لشهقاتها المكتومه، قطم شفتيه بغيظ وقلبه يعنفه على بكائها..
صاح عليها بخشونه:
-- أنتى هتقلبيها مناحه ليه.. أنا مخلصتش كلامى.. أنا قصدى أنى هوصلك بنفسى ولما تخلصى مشوارك رنى عليا هاجى أخدك..
قالها بكبرياء عاشق غيور، لا ينعم براحه ومحبوبته حزينه بسببه
اعتدلت تحدقه بدهشه
-- بجد ياسعد هتدوينى..
أمأ برأسه فرِحاً لفرحتها
نهضت تقفز من فراشها مهروله اليه تحتضتنه وهى تلثم تقاسيم وجهه هاتفه بسعاده:
-- انا هروح ألبس عبايتي بسرعه مش هتاخر خمس دقايق بالظبط..
تكلمت وجرت نحو الخزانه أخذت أول عباءه سمراء وقعت عينيها عليها..
ارتدتها على عجاله أمام عينيه التى تأكل تفاصيلها بشراهه، أنتهت ووقفت أمام مرآة الزينه تضع وشاح رأسها وهو يطالعها بتقييم وقلبه تتسارع نبضاته من حسنها البهى وغيرته ممن سيراها، قطع تأمله نبرتها الرقيقه وهى تقول:
-- أنا جهزت ياسعد يالا بينا
وقف سعد يطالعها بنظره شموليه، وهى تقف تموت رعبا من نظراته المتفحصه خوفا من عدم رضاه عن مظهرها..
جز نواجزه قائلا بحنق:
-- يالا ياهانم كل اللى بتلبسيه بيليلقك وبيجننى انا مبقتش عارف اعمل معاك ايه..
اجابته بخفوت وهى تزدرد لعابها من ما تحمله كلماته من معنى
-- ده عشان عينيك هى اللى الحلوه..
تابعت تحثه على الانصراف
-- يالا ياحبيبى هنتأخر على الناس واحنا رايحين من غير ميعاد.. ومتنساش هنعدى نجيب فاكهه مش هينفع ادخل بأيدي فاضيه عالناس أول مره أزورهم فى بيتهم..
امتعض وجهه وهو يبتسم ابتسامه لم تصل لعينيه قائلا:
-- اصبري هتصل على الغفير يجهز كام كرتونة فاكهه من المزرعه ويحطها فى العربيه عقبال ما نعدى عالحجه نقولها..
أومأت بطاعه والتزمت الصمت فمن المستحب الآن عدم مجادلته حتى لا أثير غضبه أكثر..
خطت تمشى جواره هبطوا للأسفل وولجوا لغرفة "الحج الراوى والحجه راضيه" وجدوهم يغطون فى غفوه قصيره من بعد العصر حتى يتحين موعد اذان المغرب، تركوهم وغادروا على وعد بمحادثتهم عند رجوعهم..
--------------------
فى السياره جلست هنيه بجوار سعد ووجهها احتقن بملامح الحزن، لاحظ سعد شرودها الحزين سألها باستفسار:
-- مالك ياهنيه وشك الفرحه تاهت منه ليه..
همست بخفوت
-- كان نفسى ماما "راضيه" تبقى صاحيه وابلغها بنفسى عشان افرحها هى عايشه عشان اليوم ده..
أردف سعد يطمأنها:
-- متقلقيش أمى دماغها كبيره وبتحبك وعارفه أنتى قد ايه بتحبى فهد وعملتى كده من حبك فيه.. وغير كده أنا هقولها عدينا عليها ولاقيناها نايمه.. وأقولك كمان رنى على فهد ينزل يقولها..
فُرج احتقان وجهها وأضاء وهى تقول:
-- صح أنا نسيت فهد أنا كنت قولت له ينزلها .. أنا هتصل أكد عليه ينزلها ضرورى ومينساش..
أخرجت هاتفها وعبثت تبحث عن رقم فهد وقامت بالاتصال عليه، أتاه الرد بعد قليل:
-- خير ياأمى لاحقتى تروحى
ردت عليه هنيه بلهفه:
-- لا لسه فى الطريق اسمعني كويس ضرورى تنزل لجدتك عشان أنا نزلت لاقيتها نايمه..عشان لو عرفت لما اجى هتزعل وتاخد على خاطرها وأحنا مالناش بركه ألا هى
عقب عليها فهد بطاعه
-- تمام ياامى هدخل أخد شاور سريع وهنزل لها على طول..
أنتهت المحادثه بينهم فى حين أنتهت المسافه وهم الآن أمام المنزل الذى يقطن به عزت، هبط سعد وهنيه من السياره وأمر السائق بحمل واجب الزياره للداخل، اطمئن على دخولها وتركها وقلبه معها يشتاقها وهى أمام عينيه، تنهد على حاله مبتسماً وانطلق مغادرا..
--------------------
تقف هنيه على أعتاب منزل عزت دقت جرس الباب، دلفت من الداخل أنعام تفتح الباب، دهشه احتلت ملامحها وسريعا تحولت لفرحك وتزينت بابتسامه جميله ترحب ب هنيه بحبور هاتفه:
-- يادى الهنا والنور اتفضلي ياغاليه بيتك ومطرحك ..
قالتها وهى تفتح الباب على مصرعيه، تشير لها بيدها للدخول
دلفت هنيه لردهة المنزل، ومن خلفها السائق يضع كراتين الفاكهه على منضدة السفره، واستأذن بالمغادره..
جاءت أنعام تتحدث استوفتها هنيه سريعا هاتفه بابتسامه بشوشه:
-- اولا الببت منور بأهله وناسه ياحبيتى.. ثانيا سامحينى جيت من غير ميعاد.. ثالثا دى حاجه بسيطه ميجيش من بعد خيركم..
أجابتها أنعام بعتاب:
-- هو ده كلام برضو ده بيتك تيجى فى أى وقت مفيش بينا مواعيد..
نظرت لما وُضِع على المنضده وتابعت بحب:
-- كلك خير وجود وكرم يابنت الأصول..
ثم أشارت لها بالدخول لغرفة الصالون..
دلفوا سويا لتجلس هنيه بارتياح من مقابلة أنعام هاتفه بحزن:
-- قلبى معاك ياحبيبتى على اللى حصل للدكتوره "غمزه"..
تنهدت أنعام بحزن تعقب عليها:
-- قدر ولطف ياحبيبتى الحمد لله كنا فين وبقينا فين انكتب ليها عمر جديد.. ربنا اللى عالم بحال "عزت" لو جرالها حاجه كان راح فيها..
عقبت عليها هنيه تشاطرها حزنها:
-- أنا لما عرفت وشوفتها وهو "أحمد" بيغير لها على الحرق قلبى وجعني عليها صغيره على اللى شافته بس ربنا هيجير بخاطرها وهيجيب لها حقها بإذن الله.. "فهد" مش ساكت بيدور فى كل مكان والشرطه برضوا مكثفه تحرياتها عشان يقبضوا على الخسيس اللى عمل كده..
مسحت "أنعام" دمعه شارده فرت من عينيها هاتفه بامتنان:
-- شكرا ياحبيبتى على وقفتك جانبها..
ردت عليها هنيه بحب"
-- متقوليش كده دى زى زينه وفجر.. هو فى الأول مكنتش أعرفها عشان مشفتهاش ساعة قراية فاتحة الشباب، بس لما شوفتها فرحت بيها جميله وروحها حلوه وتبان قويه وهى ضعيفه خالص شكة حقنه ترعبها.. ربنا يخليهالك ياحبيبتى..
تابعت هنيه هاتفه باستأذان:
-- هو لو ممكن حبه أشوف غمزه واطمن عليها.. عشان كنت قولت ل فهد يتصل لى بيها عشان اسأل عليها واطمن لاقنيا تليفونها مقفول من ساعة اللى حصل.. فخوفت عليها وقلبى كَلنى فقولت واجب أجى اسأل بنفسى واطمن..
عقبت عليها أنعام بأسى:
-- من يوم اللى حصل وهى تعبانه ودخلت فى حمى وكانت حالاتها حاله.. يادوب قايمه تفوق من دور السخونيه وأحمد أخوها كل يوم يغير ليها على حرق أيديها بطلوع الروح بتفرهد عقبال ما يخلص.. وهى ياحبيبتى مبتستحملش عمله زى البسكوته.. وتلاقى تليفونها فاصل من يوم اللى حصل وهو محطوط فى الدرج..
أنهت حديثها واستقامت هاتفه:
-- ثوانى هصحيها عشان تدخلى تشوفيها..
دلفت غرفة غمزه وجدتها مستيقظه ، وبسنت معها تطعهما بعض قطع الفاكهه..
هتفت "أنعام" بصوت منخفض:
-- اتعدلى ياغمزه واظبطى نفسك.. طنت هنيه أم فهد برا وجايه عايزة تشوفك وتطمن عليك بعد اللى حصل..
شهقت "غمزه" بدهشه مما وقع على مسامعها تجيبها
-- نعم بتقولى ايه ياماما أنتى بتتكلمى جد
نهرتها أنعام باللين:
-- هو ده فيه هزار يامخبوله.. يالا خالى أختك تساعدك عشان منتأخرش على الست..
تطلعت غمزه وبسنت لاثر أنعام المغادره للغرفة يحدقوا فيها بعدم استيعاب.
قفزت بسنت تصفق بسعاده:
-- والله وشكلها هتحلو والفرح هيدخل بيتنا.. حبيب القلب باعت امه وهنبل الشربات قريب..
اسرعت بسنت بهندام ملابس أختها وتصفيف شعرها وترتيب الغرفه، قليلا ودلفت أنعام وهنيه..
هنيه بحب خطت نحو فراشها، جلست بالقرب منها، ثم مالت عليها تحتضنها بحب تلثم وجنتيها هاتفه:
-- ألف سلامه عليكى ياعروستنا شفاك الله وعفاكى.
ازدردت "غمزه" لعابها من تلقيبها بعروستنا وتوردت وجنتيها خجلا هاتفه:
-- الله يسلمك ياطنط.. مكنش فى داعى حضرتك تتعبي نفسك.. أنا الحمد لله بقيت احسن..
عقبت عليها هنيه بسعاده
-- هو أنا هتعب لأعز منك يابنتى ده أنتى غاليه ومسيرك تعرفى غلاوتك..
قالتها وهى تنظر لها بمغذى..
استدارت تطلع ل أنعام بوجهه مشرق يضخ سعاده هاتفه بحب :
-- بعد أذنك ياست أنعام أنا يشرفنى اطلب أيد الدكتوره غمزه لابنى البشمهندس "فهد" تبع الأصول وهستنى ردكم ولو فى قبول حددوا الميعاد وخالى أحمد يكلم فهد عشان جده وأبوه يجوا يطلبوا ست البنات رسمى..
قالت كلماتها تحت دهشة أنعام وغمزة وبسنت التى سريعا ما تحولت لفرحه..
ردت عليها أنعام بغبطه:
-- الشرف لينا ياحبيبتى.. طلبك على راسى ونسبك يسعدنا ياغاليه.. هتشاور مع عزت والشباب وهبلغك بالرد بس تكون غمزه قامت بالسلامه..
أشارت أنعام ل بسنت هاتفه باحراج
-- فين يا"بسنت" العصير.. عايزة الست هنيه تقول علينا بخلاه
تلعثمت بسنت هاتفه
-- لا على طول جاهز على الصب.. أصل المفاجاه لخبطتنى..
طالعتها هنيه بغموض تربط بين أسمها وحديثها مع "ريان" سابقا تُرى هل هذه "بسنت" المقصوده أم فتاه أخرى، صمتت كى لا تثير ريبتهم وعقبت بحب:
-- عقبالك أنتى كمان ياعروستنا
خجلت "بسنت" من حديثها وأومات لها مبتسمه وفرت تأتى بالعصير
هتفت هنيه وهى تطلع ل أنعام تستأذنها
-- بعد أذنك ياست أنعام من ساعة اللى حصل وفهد عاوز يتصل على غمزه يطمن عليها بس محرج عشان لسه مفيش رابط فلو ممكن هرن عليه من تليفونى يكلمها..
أومأت لها أنعام هاتفه بترحيب:
-- وماله ياحبيبتى مفيش مشكله
أخرجت "هنيه" الهاتف وأدرات الاتصال على رقمه مباشرة فهو آخر رقم قامت بالإتصال عليه..
ثوانى وأتاها الرد سريعا قائلا بنبره ترتجف فرحا:
-- خير ياوش الخير..
أجابته هنيه بحب:
-- خير ياحبيبى كل خير..
سُر بكلماتها فتابعت هنيه هاتفه:
-- معاك طنت أنعام سلم عليها
أخذ منها الهاتف وهو يتفهم على أمه أنه لا يصح تخطى سيدة المنزل
تحدث بحبور واحترام:
-- أذيك ياطنط الف سلامه على الدكتور غمزه..
أجابته أنعام فرحه بنبرته الرجوليه واحترامه
-- الله يسلمك يابنى.. شكرا على سؤالك ووقفتك مع غمزة.. ربنا يصلح حالك ويسعد قلبك..
أردف فهد مؤمناً على دعائها:
-- اللهم اميين بس مفيش شكر ده واجبى ودى أقل حاجه اعملها لحد ما أمسك اللى أذاها واجيب لها حقها..
تنهدت أنعام براحه من نبرة حديثه المفعم بحبه لابنتها، أرادت أن تطمئنه هتفت بمكر :
-- طب لسه عايزة تطمن على غمزه
اجابها بلهفه مندفعا
-- حضرتك الخير والبركه بس لو اسمع صوتها ببقى كتر خيرك..
ابتسمت بسعاده على ميلاد عاشق جديد، وتقدمت تعطى الهاتف ل غمزه ..
-------------------
بينما غمزه تكاد تنصهر من الأحاديث المتداوله حولها، تسارع نبضاتها تشعرها وكأنها تسبح أميال الكيلو مترات التى انهكت قواها وانفاسها كى تصل للشط، فكرة وصولها لشط بحر هواه كانت مُناها منذ البدايه، ولكن ما يحدث الآن كثير على قلبها تحمله، فرحه لم تتخيل بأحلامها أن تعيش تفاصيلها بهذه الصوره، شد وجذب، كر وفر، قطعت أميال تسبح بعيدا عنه كى تفر من عشقه، ليقول القدر كلمته ويصل بها لشط الصدفه التى جمعتهم لتفوز بسباق كاد أن ينهى عشقهم فى مهده..
استفاقت على صوت "أنعام" وهى تقول:
-- خدى كلمى فهد عالتليفون عايز يطمن عليكى..
انهت كلماتها وهى تنظر لها مبتسمه بمغذى..
ارتعشت وتوردت خجلا وأخذت الهاتف تحت نظراتهم المحرجه لها، تفهمت هنيه عليها، اعتدلت تنهض من جوارها كى تترك لها مساحه تحدثه بأريحيه، اصطدمت ب بسنت التى كانت تحمل كأس العصير، فوقع على عبائتها، انفزعت أنعام وبسنت..
بهدوء أردفت "هنينه"
-- اهدوا محصلش حاجه شوية مايه وادلقوا متضايقيش نفسك ياحبيبتى.. خدينى للحمام اظبط نفسى وخلاص كده
قالت حديثها بثغر مبتسم كى تفك تجهم وجههم..
أومأت أنعام وأخذتها وخرجت وهى تأمر بسنت هاتفه
-- هاتى فوطه نضيفه ل طنط هنيه تنضف بيها العبايه بسرعه
قالتها بخشونه لتفر بسنت تنفذ ما طلبته..
--------------------
أصبحت الغرفه فارغه إلا من أنفاس غمزه المتلاحقه، وهمسات فهد الفرحه على الهاتف..
بسعاده تحدث فهد يطمئن عليها
-- غمزتى عامله ايه النهارده.. وحشتيني قوي .. قلقتينى عليكى تليفونك مقفول ومش عارف اوصلك.. كنت هموت لما...
قاطعته سريعا:
-- بعد الشر عليك متفولش على نفسك بالموت..
عقب عليها بحب:
-- يسلم لى حبيبى اللى خايف عليا.. أفهم من كده ان قلبك بدأ يحبنى
أردفت بتلعثم:
-- وأيه اللى هيخلى قلبى ميحبكش
أفرج عن شفتيه يصيح بسعاده
-- بركاتك ياهنيه قلبها دق ومال.. طب حيث كده ماما جايه تمهد لطلب أيدك من طنت أنعام موافقه..
اجابته بمراوغه:
-- هو أنت عندك شك فى موافقتى ..
اطلق صفير عالى مردفا:
-- وحياة ربنا جنانى على أيدك يانمرة الفهد.. يابنتى ريحينى أبوس على أيدك عايزة اسمعها صريحه..
تلعثمت تجيبه بكسوف:
-- أنا موافقه.. بس مش هعرف اتكلم اكتر من كده الا لما يبقى فى رابط رسمى انا عايزه ادخل بيك الجنه.. اعمل الخطوبه بسرعه أصل أنا عندى كلام كتير هموت واقولهولك بس مش هينفع الا لما تكون نصيبي..
قالت جملتها الأخيره باندفاع وبعدها أغلقت الهاتف بعدما وصل خجلها لذروته..
-------------------
تطلع فهد للهاتف بصدمه تنضح سعاده وهو يصيح :
-- خطوبة مين ده هيبقى كتب كتاب على طول انا مش هستحمل دلالك ده من غير ما اكلك..
استرخي قليلا وتذكر جدته واخبارها كما طلبت منه هنيه، استقام يهبط للأسفل ولكن استوقفه صوت صياح فظ جعله يعود ادراجه يستمع لما يدور من حديث غليظ...
----------------------
هندمت "هنيه" عبائتها وأنعام بجانبها تساعدها وهى تحق نفسها على هذا الخطأ، وبسنت ضاقت ملامحها من الإحراج التى وقعت به..
انتهت "هنيه" وخرجت لردهة المنزله هاتفه باستاذان:
-- معلش يابسنت هات لى التليفون من غمزه عشان أروح زمان عمك "سعد" مستغيبنى..
استدارات ل أنعام تتابع
-- سلمى لى على غمزه وأحنا هنستنى ردكم بتحديد الميعاد ياحبيتى أول ما "غمزه" تسترد صحتها..
أومأت لها أنعام بغبطه:
-- بإذن الله خير ان شاء الله عزت يجى والشباب واتصل ابلغك بالبشاره..
أتت بسنت بالهاتف، وأدارت اتصال ب سعد الذى رد سريعا من أول مره وهو يصيح بانفعال:
-- كل ده تأخير ياهانم
أجابته باللين:
-- أنا خلصت زياره
عقب باقتضاب:
-- اطلعي برا أنا جاى على أول الشارع..
أغلق الهاتف دون أن يستمع ردها..
ابتسمت هنيه ل أنعام وودعتها بحبور وتركتهم لتذهب لسعدها الغيور...
----------------
هرولت بسنت لغرفة أختها وهى تصيح فرحه:
-- مبروك ياصغنن كبرنا وهنبقى عرايس حلوين.. حبيب القلب طب ومش قادر على البعاد.. أوعدني يارب بواحد رجوله كده..
خجلت غمزه هاتفه
-- متكسفنيش يابسبوسة ده أنا كنت قاعده قدام أمه مش عارفه انطق.. مش مصدقه نفسى أنه جه يتقدم بالسرعه دى..
دخلت أنعام تقاطعهم بحده محببه:
-- بقى كده فينا من لوع البنات.. أنا قولت أنتى مخبيه عنى حاجه.. ماشى ياحلوه أهو حبيب القلب مش قادر يشوفك تعبانه وجه يكشف المستخبي.. شكله واقع على بوزه فى غرام القمر صغنن العيله..
قالتها ومالت عليها تحتضنها بمحبه أم سعيده لفرحة ابنتها..
تنهدت بغبطه واخرجتها من أحضانها مردفه:
-- ألف مبروك ياحبيبتى.. إن شاء الله لما يجى أبوكِ وأخواتكِ هتكلم معاهم واللى فيه الخير ربنا يقدمه..
أومأت غمزه بطاعه داعيه الله أن ييسر الأمر كما يحب ويرضى..
-------------------
حاقده حاسده تتمنى زوال النعم منهم، شخصيه غير سويه لا تستحق العيش بين أناس أسوياء..
انتهزت "مكيده" فرصة مغادرة "فهد" من غرفة أخيه، بعدما استرقت السمع على حديثه مع الدكتور "حسن" وبمجرد مجئ "هنيه" فرت لغرفتها تتحين فرصة للانفراد بولدها..
دلفت الغرفه بوجه ممتعض مكفهر شيطانى الملامح تدك الأرض بغيظ تنظر لولدها المسطح على فراشه بقهر، لكزته بحده فى صدره كى توقظه..
هاتفه بغضب:
-- اصحى يازفت نايم ولا على بالك أمك.. نسيتني واتلفحت ب هنيه وولادها..
استدارت تلتف حول مخدعه تهزه تكاد تفتك به من شدة غلها، تستبيح جسده باللكمات..
كالغراب تنعق بفظاظه عليه بأبشع الكلمات:
-- ياميلة بختى فيك دالوقت نسيت أمك.. ده أنا اتسببت فى إدمانك عشان تفضل ملازمنى زى ضلى ومحتاج فلوسى عشان متعرفش تستغني عنى وتروح لهم..
تابعت بحقد
-- بقى بعد ده كله هتترمى فى حضن هنيه وهتشمت سعد فيا.. دالوقت جاى تقول أخويا.. ده أنا كان يوم سعدى لما فارقنا وغار فى داهيه سافر.. كان فين عقلى لما نَجى أول مره مكنتش بعت له حد خلص عليه وهو مسافر..
عضت على أصابعها بغيظ من نومه، ظلت تأخذ الغرفه ذهابا وأيابا تزيد من صياحها الغاضب..
استمع الدكتور حسن الصياح، فزع من شدته هرول لغرفة "ريان" يستكشف أمره فهو ليس حمل انتكاسه فى هذه الأونه، ولج للغرفة ليندهش من الصفعات واللكمات التى تكيلها له وهو نائم لا يشعر بشئ..
جرى نحوها يزيحها من عليه هاتفا بحده:
-- فى أيه ياست أنتى لايمكن تكونى أمه.. حرام عليكى اللى أنتى بتعمليه ده.. هو واخد علاجه ونايم ومش دريان بحاجه.. ومهما تقولى وتعملى مش هيصحى دالوقت.. اتقى الله فى ابنك ليه بدمريه كده..
تجمرت عينيها بنظرات شيطانيه، واندفعت نحوه بقوه تجذبه من صدره تقبض على قميصه تهزه بعنف تصيح بغل:
-- أنت يادكتور الغبره اللى علاجته.. أنا كنت عيزاه يفضل مدمن عشان يفضل محتاحنى.. أنت سبب دمار خططى للبيت ده.. أنت لازم تغور من هنا عشان ارجع ابنى لحضنى من جديد.. إدمانه فى مصلحتى عشان يفضل منغص على حياة عيلة الراوى.. لما يكون اللى من صلبهم هلاس وبتاع نسوان وخمورجى ومدمن.. دى سعادتى وأنا بكسر فيهم بحته من لحمهم وعصبهم..
لفظت كلماتها بكره شديد متناسيه تماما أن النصل الذى تسن به شرها هو فلذة كبدها، مع كل كلمه تنطقها تفتقر للحياء والأدب وتستفحش فى كرها..
صدمه ضربت عقله لا يستوعب كم الشر التى تضرمه تلك المرأه لولدها
وعائلته والتى من المفترض هى كنة هذا البيت، فاض به واستكفى سماع مقذذ لبذيئ كلماتها،نفض يدها بعيدا عنه،جعلها تتقهقر للخلف تتطلع له والشر بيتغير بمقلتيها حقها عليه..
زجرها "حسن" قائلا بغضب:
-- أيه ياست أنتى كمية الشر دى.. أنتى لا يمكن تكونى طبيعيه.. بتتمنى لأبنك المرض والادمان عشان تفضلى مسيطره عليه شكلك مخبوله روحى اتعالجى وتوبى لربنا من معاصيك قبل ما تقابليه..
تابع حسن بحده:
-- واعملى حسابك مَشى من هنا على رقبتى مش ماشى إلا لما يخف ويرجع زى الأول.. ده وعدى له كصديق قبل ما أكون طبيبه الخاص.. أنا مش بتعامل مع "ريان" على أنه حاله.. أنا حبيته كأخ وصديق.. ابنك محتاج حب وعطف مفتقدهم وللأسف أنا عرفت مين السبب.. منك لله ياشيخه دمرتى شبابه ربنا ينتقم منك...
---------------------
يقف بالخارج يستمع لما دار بالداخل، حزن واستشاط من تصريحها الفظ، وسُر وفَرِح بمجابهة الطبيب الغريب لحديثها وردعها بالرد المناسب لسفور حديثها..
دفع الباب وولج للداخل كالثور الهائج يصيح بإنفعال غاضب:
-- أيوه كده اظهرى على حقيقتك واكشفى عن القناع اللى أنا من زمان عارف اللى تحته كويس.. أينعم خُبثك وحقدك أنتى ظهراهم للكل.. بس الجديد انكشف وعرفت مين سبب دمار أخويا..
اقترب منها كالصقر بعيون تتجمر غضبا بلهيب الماضى قائلا :
-- وحياة غلاوته ورقدته لأرد على عمايلك الصاع صاعين.. هخليكى تتمنى الضافر اللى بيطيره..
اندفعت مكيده نحوه بحقد ترفع يدها تهويها على خده صافعه أياه من تحديه لها..
صعقت عندما وجدت يديها معلقه فى الهواء، يقبض عليها بشده يلويها بخشونه قائلا بهياج:
-- شكلك اتجننتى على الآخر يامرات أبويا وجت ساعة حسابك.. لسه متخلقش اللى يمد أيده على "فهد الراوى: عشان تيجى حُرمه عقربة زيك تعملها.. الله فى سماه لولا أخويا لدفنتك حيه ومالكيش تمن ولا ديه..
نفض يدها بعيدا عنه جعلها تتقهر للخلف بذعر من هيئته المرعبه وعضلات وجهه المكفهره بالغضب الساحق..
أشار على وجهها يصيح بغضب قائلا:
-- اعملى حسابك العد التنازلي لنهاية أيام عيشتك فى دوار الراوى بدأ والجاى هيبقى مرار طافح عليكى.. واللى أنتى عملتيه كله عند علم ببه زمان ودالوقت.. تقلى فى حسابك معايا عشان لما توقعى هَسن سيكنتى ومش هرحمك.. غورى يالا من هنا وحسك عينك أشوفك تهوبى تانى ناحية أوضته..
ركضت مكيده تجرى مندفعه خارج الغرفه تتكفى على وجهها من استفحاش غشاوة الانتقام بعينيها، دلفت تقرع الأرض غضبا تندد وتهدد بسحقه مهما كلفها أمر موته...
اعتذر ل"حسن" عن هذه المهذله، وشكره بحبور على وقوفه بوجهها وعدم مطاوعتها فى ترك مصير أخيه والفرار بحياته من شرها، تقبل "حسن" كلماته بحزن على وضعهم، وتركه يتطلع لأخيه بأسى يخترق جنباته حسرة على حال أخيه عندما يعلم ما استجد من الأمور...
---------------
يتبع...
--------------------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
----------------
انتهى دوام العمل وحان موعد الانصراف استقام ريان بتعب والاجهاد ظاهر على محياه يشعر بوخز فى جسده فموعد أدويته اقترب..
خطى نحو مكتب فهد قائلا بخفوت:
-- يالا يافهد نمشى لحسن خلاص تعبت ومش قادر ميعاد علاجى وجب وحاسس أنى هبدء اتعب
استقام فهد بفزع يلملم أشيائه بتوتر قائلا:
-- يالا ياقلب اخوك سلامتك من التعب.. عموما انا خلصت مع "مروان" وهحكيلك اللى حصل واحنا فى العربيه..
تأبط فهد زراع أخيه يسند خطواته كى يحافظ على توازنه أمام الموظفين، صعد المصعد وهبطوا للاسفل، ترجلوا للسياره وانطلقوا مسرعين لتفادى اى انتكاسه...
فى الطريق سأله فهد:
-- مستوعب وفايق اتكلم معاك ولا لما نروح وتاخد علاجك..
اجابه ريان بتراخى:
-- لأ سيبنا لما نروح وأخذ علاجى.. أنا حاسس نفسى مش كويس ومش هعرف اسمعك وافهم منك..
احتل القلق معالم فهد والتزم الصمت وتطلع أمامه للطريق ومع كل دقيقه يستدير ينظر لاخاه ليطمئن قلبه أن نوبة سحب المخدر لم تداهمه بعد..
لم يمضى الكثير ووصلوا أمام دوار العائله، ترجل فهد سريعا فاتحا الباب ل ريان يمد له ساعده كى يتحامل عليه واقفا، أخذه ودلف للداخل القى التحيه على جدته وأمه متحدثا بتوتر:
-- معلش ياامى ابعتى حد ينادى للدكتور حسن يجى فى أوضة ريان عشان ميعاد أدويته
فزعت هنيه من هيئتهم واجابته بخوف:
-- حاضر يابنى هقوم انا أخف من أى حد تانى هنادى عليه بسرعه واجيبه واجيلك..
عقبت الحجه راضيه بشجن:
-- رينا يابنى يخليكم لبعض وتعدوا الازمه دى وتخرجوا منها أشد واصلب من الاول.. ربنا مبيعملش حاجه عفشه.. الا ولازم يراضينا ويطيب خاطرنا فى الاخر..
تقبل فهد وريان كلامها بتفهم واستأذون مغادرين لتهاوى قوة ريان على التحمل
دلف فهد غرفة ريان أخذه أجلسه على الفراش شلح عنه جاكيته وحل رباطة عنقه، سطحه و عدل وضعية جسده باسترخاء وقام بخلع حذائه وجواربه...
جلس جواره هاتفا بعطف:
-- أيه ياحبيبى شد حيلك هتكون زى الفل دالوقت..
قاطعه طرقات هنيه على الباب، سمح لها فهد بالدخول، دلفت ومعها حسن الذى كان متأهب ومستعد بالابره التى تحتوي المصل المعالج، انحنى حسن يفك أزرار قميصه قاعصه يثنيه للأعلى حتى يظهر وريده، نفض بأصبعيه على العرق النابض يستشعره تحت انامله، وبمهاره وخزه بدون ألم، قام بجلب باقى الادويه من حقيبته أعطاها له يتجرعها بشربة ماء، وعندما انتهى طلب من "هنيه" ان تُعد له وجبة الغداء ويتركوه ليرتاح قليلا لأنه من الواضح أنه اجهد نفسه كثيرا اليوم...
أومات "هنيه" بطاعه وذهبت سريعا لتحضير وجبة الغداء لأبنائها..
مكث فى الغرفه "فهد وحسن" وقطع تبادل النظرات صوت حسن قائلا:
-- انا متفائل.. حالة ريان دى لو مع وضعه القديم كنا دخلنا فى كومه زى اللى حصلت من كام يوم لما أخدته ونزلت ورجعتوا متأخرين وهو كانت حالته صعبه.. بس شكل الشغل معاك فى المصنع فرق كتير فى نفسيته.. شايفوه قادر يمسك نفسه وعنده عزيمه.. أتمنى الحافز اللى خلاه يوصل للثبات ده يستمر.. هناخد نتيجه فى وقت قياسى وممكن اقل من ما انا كنت متوقع..
تنهد فهد بسعاده لحديث حسن وعقب عليه قائلا
-- يامسهل يادكتور.. ربنا يكرمنا فيه ويكون الشغل الجديد وشه حلو عليه ويتم شفاه بسرعه..
أتت "هنيه" بالطعام، واستأذن "حسن" لتناوله وجبة الغداء منذ قليل وعليه الآن الذهاب لاستكمال عمله فى رسالة البحث العلمي الذى يعدها..
استدارت "هنيه" كى توقظ "ريان" وجدته يغط فى نوم عميق..
استحسن "فهد" نومه كى يحصل على قسط من الراحه وطلب من "هنيه" ان تدعه يخلد للراحه.
أطاعته "هنيه" رغم القلق الذى ينهش قلبها عليه، وجلست جوار فهد هاتفه بحنو:
-- طب كُل أنت ياضنايا.. شكلك مرهق ومأكلتش أنت وأخوك حاجه من الصبح وشكل علبة الأكل مفتحتوهاش والا مكنتوش تبقوا مهبطين كده..
لثم "فهد" راحتيها بحبور مردفا:
-- لما "ريان" يقوم هاكل معاه.. احنا النهارده كان الشغل فوق راسنا من ساعة ما دخلنا فمكنش فى وقت ان احنا ناكل..
--------------------
صمت فهد قليلا وهو يتطلع لوجهها الصبوح وبؤبؤتيه تزوغ يمين ويسار التردد يلمع بهما، لسانه منعقد يود لو يُصرح لها بما يشغله كعادته معها، ولكن الإحراج متملك منه نظرا لعدم توافر الوقت المناسب..
لاحظت "هنيه" حيرته المرسومه على وجهه زوت بين عينيها بقلق تحدثه باستفهام :
-- مالك متردد وحيران ليه يافهد، عينيك فيها كلام كتير.. أنا بعرفك من عينيك لما تكون حاجه شاغله بالك وعايز تفضفض.. وطول عمر أمك "هنيه" مخزن أسرارك.. فضفض ياقلب أمك وارمى حمولك على الله وعليا وبعون الله هحلهالك..
كعادتها كلماتها بلسم يطيب جروح روحه، هدء مسترخي بجلسته وراحة شملته أثر كلماتها العذبه، انحنى يلثم كفيها بامتنان على عطفها التى دوما تغدقوه به..
أردف فهد يجيبها بما يعتمل صدره ويشغل تفكيره:
حك رأسه يتحدث مبتسما :
-- بصى ياغاليه أنا بحب الدكتوره غمزه بنت عمو عزت وأخت عبدالله وأحمد خطاب اخواتى البنات..
احتلت الفرحه وجه "هنيه" وكادت أن تُزغرط، أوقفها "فهد" سريعا مانعا أياها من التهور قائلا:
-- لأ ياأمى مش دالوقت أنتى شايفه الظروف اللى أحنا فيها.. أنا كنت مستنى وقت مناسب عشان بابا يروح يفاتح باباها.. بس جه موضوع حريق المعمل واصابتها فيه خلانى اتراجعت شويه لحد ما تسترد صحتها...
قوست شفتيها بعدم فهم هاتفه:
-- وليه ده كله هو كان ليك ذنب فى حريق المعمل ده قضاء وقدر.. والحمد لله قامت بالسلامه.. أنا شوفتها وأخوها بيعالجها غلابويه ودمها زى الشربات.. أمها دعيهلها أنها هتكون من حظك ونصيبك.. فكها وروق والوقت مناسب بإذن الله اتوكل على الله خاللى الفرح يدخل الدوار..
عقب عليها بأسف
-- للاسف ياامى انا سبب فى الحادثة اللى حصلت ل غمزه..
شهقت هنيه بصدمه هاتفه:
-- يالهوى ليه يابنى كف الله الشر..
أجابها فهد بحزن:
-- اكتشفت ايه السبب ورا نفوق العجول لما عادت التحاليل بحكم انها دكتوره.. وعرفت السبب وطلع الدكتور اللى كنت انا معينه قبلها هو السبب ورا الخساير دى كلها.. وللأسف هرب قبل ما اعرف هو ليشتغل لحساب مين.. واللى زاد وغطى انه كان عايز يولع فى غمزه عشان تموت ويموت السر معها.. بس ربنا كان رحيم بيها وبيا والنار مكنتش كبيره يادوب الأجهزة هى اللى اتدمرت وهى قدرت تتحامى فى كونتر تحت الحوض لحد ما اللهيب قل وقدرت توصل للباب لحد ما ربنا اكرمها بسكرتاريتى واكتشفت الموضوع وانقذتها..
كانت تسمعه هنيه بذهول، هل انعدمت ضمائر البشر ووصل بينا الحال للقتل والخراب على حساب أناس بريئه، دمعه حزينه فرت من عينيها على تكالب المحن على ابنها وأحبابه، تنهدت بشجن تواسيه بشفقه:
-- معلش يابنى كل الخساير تتعوض اهم حاجه سلامة حبايبك.. ربنا يروق بالك ويريح قلبك بحبها..
تابعت باستفسار:
-- طب انا دالوقت مش فاهمه انت أيه قلقك ومخليك متردد وحيران فيك حاجه تانيه انت عايزها من ورا الكلام ده صح..
بلهفه عقب عليها فهد قائلا:
-- بصراحه انا عرفت من عبدالله أخوها أنها تعبت إمبارح قوى وكانت حالاتها صعبه وتليفونها مقفول ومش عارف اتصل اطمن عليها.. فلو ممكن تروحى تشوفيها وتطمنينى عليها ويبقى عملتى فيا جميل لو خليتها تفتح تليفونها..
حدقته بسعاده وعيون يسكنها الفرح هاتفه :
-- ياسلام الطلب غالى واللى بيطلب أغلى.. ده أنا الفرحه مش سيعانى وأنا شايفه لمعة الحب منوره وشك.. ده اليوم اللى كنت بتمناه وعايشه عشانه.. من عينى هقوم البس عبايتي واستأذن من أبوك "سعد" وابعت للغفير يخلى السواق يجهز العربيه.. وساعة زمن واجيبلك البشاره كمان..
سُر "فهد" فى بادئ حديثها ولكن ما هى البشاره التى تقصدها..
باستفهام عقب على حديثها قائلا:
-- بشارة أيه أنا مش فاهم.....
أجابته بزهو أم تشتاق لسعادة ولدها:
-- هو ينفع أمك "هنيه" تروح كده من غير ما تجيب لك خبر يريح قلبك.. النهارده هفاتح "أنعام" وهجس النبض عشان عقبال لما تخف تروح على طول تخطبها.. أنا مش هستني كتير أنا عايزه افرح بيك وأشيل عيالك..
قفز "فهد" ينط بسعاده من تلك المفاجاه الساره قائلا بصياح:
-- عاشت "هنيه" حبيبة الملايين عاش عاش..
قالها وانحنى يقبل كفيها ووجنتيها وجبهتها وضحكاته الرجوليه تتعالى لتغزو قلبها فرحه ليس لها مثيل..
استقامت "هنيه" والسعاده حليفت قلبها ومحياها هاتفه بغبطه:
-- أنا هقوم أروح المشوار ده على طول قبل الليل ما ياليل.. وأنت أنزل قول لجدتك "راضيه" عشان متزعلش ده يوم المنى عندها لما تفرح بيك.. واقعد استنانى هسمعك صوتها وأنا هناك..
رمش بأهدابه يحدق بها باندهاش غير مستوعب ما تفوهت به، هز رأسه بمعنى هل ما سمعته صحيح
غمزت هنيه بطرف بعينيها تجيبه:
-- أيوه صح هسمعك صوتها وأنا هناك.. وهخليك تكلمها.. هى أمك شويه ولا أيه.. ده شغل ستات متعرفش أنت فيه.. يالا أسيبك عشان الحق أبوك.. لسه هقوله وعقبال ما يقتنع يخرجنى لوحدى.. ادعيلي يسترها معايا من غيرته ويرضى يخرجنى..
تسارعت دقات قلبه من حديثها العذب ووافقها الرأى وتركها تغادر كى تأتى له بالبشاره
---------------------
دلفت "هنيه" غرفتها وجدت "سعد" يجلس على الاريكه يمسك مسبحته يسبح عليها منتظرا أذان المغرب، جلست جواره بهدوء تمسد على كتفه هاتفه بنبره صافيه:
-- تقبل الله منك ياسعد
اعتدل لها قائلا مؤمنا على دعائها
-- منا ومنكم ياهنيه
تابع باستفهام
-- وشك مورد بالفرحه خير بشريني ياوش السعد..
أجابته بلهفه:
-- بكريك الغالى حب وطب وعاوز يتجوز.. ورايدنى اروح اطمن عليها واجس نبض أهلها..
توسعت عيني سعد بدهشه قائلا:
-- الله الله ايه ده كله خدى نفسك ياهنايا.. فهد حب وعاوز يتجوز.. ياالف نهار أبيض..
تابع باستفسار:
-- بس ياترى بنت مين..؟! نعرفهم ولا مش من نواحينا..؟!
اجابته وهى ترفع حاجبيها بزهو:
-- زينة الناس والنسب.. غمزه بنت عزت صاحب عمرك..
انشرح قلب سعد لاختيار ابنه قائلا:
-- على بركة الله يازين ما اختار أنا شوفتها ساعة حريق المزرعه بت بمية راجل.. وعلاجة صخر ولا اجدع دكتور فى المركز كله.. اعتمدى على الله ونروح نخطبهاله
ابتلعت "هنيه" لعابها بصعوبه، وأردفت بتلعثم:
-- بعد أذنك ياسعد كنت عايزة اروح أنا اطمن عليها بعد ما اتحرقت بسببنا فى المصنع، وكمان أجس نبض أنعام وأمهد ليهم الموضوع ولو فى قبول بعد ما تخف نروح نطلبها رسمى من عزت..
قوس سعد حاجبيه علامة غضبه، وقبض على زراعها قائلا بعصبيه:
-- نعم ياختى عايزة تروحى فين.. وأنا أيه هقعد فى البيت استنى الهانم لما تجيب البشاره.. ليه حد قالك أنى عويل هسمح لمراتى تخرج وانا قاعد حاطط أيدى على خدى مستنيكى..شكلك انخبطى فى نفوخك ياهنيه..
غصت روحها من عصبيته المفرطه بدون داعى وسكن الدمع عينيها، هتفت بعتاب:
-- ليه ده كله ياسعد أنا عملت أيه.. أنا جايه لك فرحانه بابنى.. وعايزة افرحك معابا ده يكون ردك عليا.. الله يسامحك يسعد كسرة فرحتي بابنى..
انهت جملتها ونهضت من جواره تصعد فراشها تسطحت تعطيه ظهرها وسمحت لدموعها بالانهمار..
نهر سعد عصبيته عليها بدون داعى، ونهره قلبه وهو يستمع لشهقاتها المكتومه، قطم شفتيه بغيظ وقلبه يعنفه على بكائها..
صاح عليها بخشونه:
-- أنتى هتقلبيها مناحه ليه.. أنا مخلصتش كلامى.. أنا قصدى أنى هوصلك بنفسى ولما تخلصى مشوارك رنى عليا هاجى أخدك..
قالها بكبرياء عاشق غيور، لا ينعم براحه ومحبوبته حزينه بسببه
اعتدلت تحدقه بدهشه
-- بجد ياسعد هتدوينى..
أمأ برأسه فرِحاً لفرحتها
نهضت تقفز من فراشها مهروله اليه تحتضتنه وهى تلثم تقاسيم وجهه هاتفه بسعاده:
-- انا هروح ألبس عبايتي بسرعه مش هتاخر خمس دقايق بالظبط..
تكلمت وجرت نحو الخزانه أخذت أول عباءه سمراء وقعت عينيها عليها..
ارتدتها على عجاله أمام عينيه التى تأكل تفاصيلها بشراهه، أنتهت ووقفت أمام مرآة الزينه تضع وشاح رأسها وهو يطالعها بتقييم وقلبه تتسارع نبضاته من حسنها البهى وغيرته ممن سيراها، قطع تأمله نبرتها الرقيقه وهى تقول:
-- أنا جهزت ياسعد يالا بينا
وقف سعد يطالعها بنظره شموليه، وهى تقف تموت رعبا من نظراته المتفحصه خوفا من عدم رضاه عن مظهرها..
جز نواجزه قائلا بحنق:
-- يالا ياهانم كل اللى بتلبسيه بيليلقك وبيجننى انا مبقتش عارف اعمل معاك ايه..
اجابته بخفوت وهى تزدرد لعابها من ما تحمله كلماته من معنى
-- ده عشان عينيك هى اللى الحلوه..
تابعت تحثه على الانصراف
-- يالا ياحبيبى هنتأخر على الناس واحنا رايحين من غير ميعاد.. ومتنساش هنعدى نجيب فاكهه مش هينفع ادخل بأيدي فاضيه عالناس أول مره أزورهم فى بيتهم..
امتعض وجهه وهو يبتسم ابتسامه لم تصل لعينيه قائلا:
-- اصبري هتصل على الغفير يجهز كام كرتونة فاكهه من المزرعه ويحطها فى العربيه عقبال ما نعدى عالحجه نقولها..
أومأت بطاعه والتزمت الصمت فمن المستحب الآن عدم مجادلته حتى لا أثير غضبه أكثر..
خطت تمشى جواره هبطوا للأسفل وولجوا لغرفة "الحج الراوى والحجه راضيه" وجدوهم يغطون فى غفوه قصيره من بعد العصر حتى يتحين موعد اذان المغرب، تركوهم وغادروا على وعد بمحادثتهم عند رجوعهم..
--------------------
فى السياره جلست هنيه بجوار سعد ووجهها احتقن بملامح الحزن، لاحظ سعد شرودها الحزين سألها باستفسار:
-- مالك ياهنيه وشك الفرحه تاهت منه ليه..
همست بخفوت
-- كان نفسى ماما "راضيه" تبقى صاحيه وابلغها بنفسى عشان افرحها هى عايشه عشان اليوم ده..
أردف سعد يطمأنها:
-- متقلقيش أمى دماغها كبيره وبتحبك وعارفه أنتى قد ايه بتحبى فهد وعملتى كده من حبك فيه.. وغير كده أنا هقولها عدينا عليها ولاقيناها نايمه.. وأقولك كمان رنى على فهد ينزل يقولها..
فُرج احتقان وجهها وأضاء وهى تقول:
-- صح أنا نسيت فهد أنا كنت قولت له ينزلها .. أنا هتصل أكد عليه ينزلها ضرورى ومينساش..
أخرجت هاتفها وعبثت تبحث عن رقم فهد وقامت بالاتصال عليه، أتاه الرد بعد قليل:
-- خير ياأمى لاحقتى تروحى
ردت عليه هنيه بلهفه:
-- لا لسه فى الطريق اسمعني كويس ضرورى تنزل لجدتك عشان أنا نزلت لاقيتها نايمه..عشان لو عرفت لما اجى هتزعل وتاخد على خاطرها وأحنا مالناش بركه ألا هى
عقب عليها فهد بطاعه
-- تمام ياامى هدخل أخد شاور سريع وهنزل لها على طول..
أنتهت المحادثه بينهم فى حين أنتهت المسافه وهم الآن أمام المنزل الذى يقطن به عزت، هبط سعد وهنيه من السياره وأمر السائق بحمل واجب الزياره للداخل، اطمئن على دخولها وتركها وقلبه معها يشتاقها وهى أمام عينيه، تنهد على حاله مبتسماً وانطلق مغادرا..
--------------------
تقف هنيه على أعتاب منزل عزت دقت جرس الباب، دلفت من الداخل أنعام تفتح الباب، دهشه احتلت ملامحها وسريعا تحولت لفرحك وتزينت بابتسامه جميله ترحب ب هنيه بحبور هاتفه:
-- يادى الهنا والنور اتفضلي ياغاليه بيتك ومطرحك ..
قالتها وهى تفتح الباب على مصرعيه، تشير لها بيدها للدخول
دلفت هنيه لردهة المنزل، ومن خلفها السائق يضع كراتين الفاكهه على منضدة السفره، واستأذن بالمغادره..
جاءت أنعام تتحدث استوفتها هنيه سريعا هاتفه بابتسامه بشوشه:
-- اولا الببت منور بأهله وناسه ياحبيتى.. ثانيا سامحينى جيت من غير ميعاد.. ثالثا دى حاجه بسيطه ميجيش من بعد خيركم..
أجابتها أنعام بعتاب:
-- هو ده كلام برضو ده بيتك تيجى فى أى وقت مفيش بينا مواعيد..
نظرت لما وُضِع على المنضده وتابعت بحب:
-- كلك خير وجود وكرم يابنت الأصول..
ثم أشارت لها بالدخول لغرفة الصالون..
دلفوا سويا لتجلس هنيه بارتياح من مقابلة أنعام هاتفه بحزن:
-- قلبى معاك ياحبيبتى على اللى حصل للدكتوره "غمزه"..
تنهدت أنعام بحزن تعقب عليها:
-- قدر ولطف ياحبيبتى الحمد لله كنا فين وبقينا فين انكتب ليها عمر جديد.. ربنا اللى عالم بحال "عزت" لو جرالها حاجه كان راح فيها..
عقبت عليها هنيه تشاطرها حزنها:
-- أنا لما عرفت وشوفتها وهو "أحمد" بيغير لها على الحرق قلبى وجعني عليها صغيره على اللى شافته بس ربنا هيجير بخاطرها وهيجيب لها حقها بإذن الله.. "فهد" مش ساكت بيدور فى كل مكان والشرطه برضوا مكثفه تحرياتها عشان يقبضوا على الخسيس اللى عمل كده..
مسحت "أنعام" دمعه شارده فرت من عينيها هاتفه بامتنان:
-- شكرا ياحبيبتى على وقفتك جانبها..
ردت عليها هنيه بحب"
-- متقوليش كده دى زى زينه وفجر.. هو فى الأول مكنتش أعرفها عشان مشفتهاش ساعة قراية فاتحة الشباب، بس لما شوفتها فرحت بيها جميله وروحها حلوه وتبان قويه وهى ضعيفه خالص شكة حقنه ترعبها.. ربنا يخليهالك ياحبيبتى..
تابعت هنيه هاتفه باستأذان:
-- هو لو ممكن حبه أشوف غمزه واطمن عليها.. عشان كنت قولت ل فهد يتصل لى بيها عشان اسأل عليها واطمن لاقنيا تليفونها مقفول من ساعة اللى حصل.. فخوفت عليها وقلبى كَلنى فقولت واجب أجى اسأل بنفسى واطمن..
عقبت عليها أنعام بأسى:
-- من يوم اللى حصل وهى تعبانه ودخلت فى حمى وكانت حالاتها حاله.. يادوب قايمه تفوق من دور السخونيه وأحمد أخوها كل يوم يغير ليها على حرق أيديها بطلوع الروح بتفرهد عقبال ما يخلص.. وهى ياحبيبتى مبتستحملش عمله زى البسكوته.. وتلاقى تليفونها فاصل من يوم اللى حصل وهو محطوط فى الدرج..
أنهت حديثها واستقامت هاتفه:
-- ثوانى هصحيها عشان تدخلى تشوفيها..
دلفت غرفة غمزه وجدتها مستيقظه ، وبسنت معها تطعهما بعض قطع الفاكهه..
هتفت "أنعام" بصوت منخفض:
-- اتعدلى ياغمزه واظبطى نفسك.. طنت هنيه أم فهد برا وجايه عايزة تشوفك وتطمن عليك بعد اللى حصل..
شهقت "غمزه" بدهشه مما وقع على مسامعها تجيبها
-- نعم بتقولى ايه ياماما أنتى بتتكلمى جد
نهرتها أنعام باللين:
-- هو ده فيه هزار يامخبوله.. يالا خالى أختك تساعدك عشان منتأخرش على الست..
تطلعت غمزه وبسنت لاثر أنعام المغادره للغرفة يحدقوا فيها بعدم استيعاب.
قفزت بسنت تصفق بسعاده:
-- والله وشكلها هتحلو والفرح هيدخل بيتنا.. حبيب القلب باعت امه وهنبل الشربات قريب..
اسرعت بسنت بهندام ملابس أختها وتصفيف شعرها وترتيب الغرفه، قليلا ودلفت أنعام وهنيه..
هنيه بحب خطت نحو فراشها، جلست بالقرب منها، ثم مالت عليها تحتضنها بحب تلثم وجنتيها هاتفه:
-- ألف سلامه عليكى ياعروستنا شفاك الله وعفاكى.
ازدردت "غمزه" لعابها من تلقيبها بعروستنا وتوردت وجنتيها خجلا هاتفه:
-- الله يسلمك ياطنط.. مكنش فى داعى حضرتك تتعبي نفسك.. أنا الحمد لله بقيت احسن..
عقبت عليها هنيه بسعاده
-- هو أنا هتعب لأعز منك يابنتى ده أنتى غاليه ومسيرك تعرفى غلاوتك..
قالتها وهى تنظر لها بمغذى..
استدارت تطلع ل أنعام بوجهه مشرق يضخ سعاده هاتفه بحب :
-- بعد أذنك ياست أنعام أنا يشرفنى اطلب أيد الدكتوره غمزه لابنى البشمهندس "فهد" تبع الأصول وهستنى ردكم ولو فى قبول حددوا الميعاد وخالى أحمد يكلم فهد عشان جده وأبوه يجوا يطلبوا ست البنات رسمى..
قالت كلماتها تحت دهشة أنعام وغمزة وبسنت التى سريعا ما تحولت لفرحه..
ردت عليها أنعام بغبطه:
-- الشرف لينا ياحبيبتى.. طلبك على راسى ونسبك يسعدنا ياغاليه.. هتشاور مع عزت والشباب وهبلغك بالرد بس تكون غمزه قامت بالسلامه..
أشارت أنعام ل بسنت هاتفه باحراج
-- فين يا"بسنت" العصير.. عايزة الست هنيه تقول علينا بخلاه
تلعثمت بسنت هاتفه
-- لا على طول جاهز على الصب.. أصل المفاجاه لخبطتنى..
طالعتها هنيه بغموض تربط بين أسمها وحديثها مع "ريان" سابقا تُرى هل هذه "بسنت" المقصوده أم فتاه أخرى، صمتت كى لا تثير ريبتهم وعقبت بحب:
-- عقبالك أنتى كمان ياعروستنا
خجلت "بسنت" من حديثها وأومات لها مبتسمه وفرت تأتى بالعصير
هتفت هنيه وهى تطلع ل أنعام تستأذنها
-- بعد أذنك ياست أنعام من ساعة اللى حصل وفهد عاوز يتصل على غمزه يطمن عليها بس محرج عشان لسه مفيش رابط فلو ممكن هرن عليه من تليفونى يكلمها..
أومأت لها أنعام هاتفه بترحيب:
-- وماله ياحبيبتى مفيش مشكله
أخرجت "هنيه" الهاتف وأدرات الاتصال على رقمه مباشرة فهو آخر رقم قامت بالإتصال عليه..
ثوانى وأتاها الرد سريعا قائلا بنبره ترتجف فرحا:
-- خير ياوش الخير..
أجابته هنيه بحب:
-- خير ياحبيبى كل خير..
سُر بكلماتها فتابعت هنيه هاتفه:
-- معاك طنت أنعام سلم عليها
أخذ منها الهاتف وهو يتفهم على أمه أنه لا يصح تخطى سيدة المنزل
تحدث بحبور واحترام:
-- أذيك ياطنط الف سلامه على الدكتور غمزه..
أجابته أنعام فرحه بنبرته الرجوليه واحترامه
-- الله يسلمك يابنى.. شكرا على سؤالك ووقفتك مع غمزة.. ربنا يصلح حالك ويسعد قلبك..
أردف فهد مؤمناً على دعائها:
-- اللهم اميين بس مفيش شكر ده واجبى ودى أقل حاجه اعملها لحد ما أمسك اللى أذاها واجيب لها حقها..
تنهدت أنعام براحه من نبرة حديثه المفعم بحبه لابنتها، أرادت أن تطمئنه هتفت بمكر :
-- طب لسه عايزة تطمن على غمزه
اجابها بلهفه مندفعا
-- حضرتك الخير والبركه بس لو اسمع صوتها ببقى كتر خيرك..
ابتسمت بسعاده على ميلاد عاشق جديد، وتقدمت تعطى الهاتف ل غمزه ..
-------------------
بينما غمزه تكاد تنصهر من الأحاديث المتداوله حولها، تسارع نبضاتها تشعرها وكأنها تسبح أميال الكيلو مترات التى انهكت قواها وانفاسها كى تصل للشط، فكرة وصولها لشط بحر هواه كانت مُناها منذ البدايه، ولكن ما يحدث الآن كثير على قلبها تحمله، فرحه لم تتخيل بأحلامها أن تعيش تفاصيلها بهذه الصوره، شد وجذب، كر وفر، قطعت أميال تسبح بعيدا عنه كى تفر من عشقه، ليقول القدر كلمته ويصل بها لشط الصدفه التى جمعتهم لتفوز بسباق كاد أن ينهى عشقهم فى مهده..
استفاقت على صوت "أنعام" وهى تقول:
-- خدى كلمى فهد عالتليفون عايز يطمن عليكى..
انهت كلماتها وهى تنظر لها مبتسمه بمغذى..
ارتعشت وتوردت خجلا وأخذت الهاتف تحت نظراتهم المحرجه لها، تفهمت هنيه عليها، اعتدلت تنهض من جوارها كى تترك لها مساحه تحدثه بأريحيه، اصطدمت ب بسنت التى كانت تحمل كأس العصير، فوقع على عبائتها، انفزعت أنعام وبسنت..
بهدوء أردفت "هنينه"
-- اهدوا محصلش حاجه شوية مايه وادلقوا متضايقيش نفسك ياحبيبتى.. خدينى للحمام اظبط نفسى وخلاص كده
قالت حديثها بثغر مبتسم كى تفك تجهم وجههم..
أومأت أنعام وأخذتها وخرجت وهى تأمر بسنت هاتفه
-- هاتى فوطه نضيفه ل طنط هنيه تنضف بيها العبايه بسرعه
قالتها بخشونه لتفر بسنت تنفذ ما طلبته..
--------------------
أصبحت الغرفه فارغه إلا من أنفاس غمزه المتلاحقه، وهمسات فهد الفرحه على الهاتف..
بسعاده تحدث فهد يطمئن عليها
-- غمزتى عامله ايه النهارده.. وحشتيني قوي .. قلقتينى عليكى تليفونك مقفول ومش عارف اوصلك.. كنت هموت لما...
قاطعته سريعا:
-- بعد الشر عليك متفولش على نفسك بالموت..
عقب عليها بحب:
-- يسلم لى حبيبى اللى خايف عليا.. أفهم من كده ان قلبك بدأ يحبنى
أردفت بتلعثم:
-- وأيه اللى هيخلى قلبى ميحبكش
أفرج عن شفتيه يصيح بسعاده
-- بركاتك ياهنيه قلبها دق ومال.. طب حيث كده ماما جايه تمهد لطلب أيدك من طنت أنعام موافقه..
اجابته بمراوغه:
-- هو أنت عندك شك فى موافقتى ..
اطلق صفير عالى مردفا:
-- وحياة ربنا جنانى على أيدك يانمرة الفهد.. يابنتى ريحينى أبوس على أيدك عايزة اسمعها صريحه..
تلعثمت تجيبه بكسوف:
-- أنا موافقه.. بس مش هعرف اتكلم اكتر من كده الا لما يبقى فى رابط رسمى انا عايزه ادخل بيك الجنه.. اعمل الخطوبه بسرعه أصل أنا عندى كلام كتير هموت واقولهولك بس مش هينفع الا لما تكون نصيبي..
قالت جملتها الأخيره باندفاع وبعدها أغلقت الهاتف بعدما وصل خجلها لذروته..
-------------------
تطلع فهد للهاتف بصدمه تنضح سعاده وهو يصيح :
-- خطوبة مين ده هيبقى كتب كتاب على طول انا مش هستحمل دلالك ده من غير ما اكلك..
استرخي قليلا وتذكر جدته واخبارها كما طلبت منه هنيه، استقام يهبط للأسفل ولكن استوقفه صوت صياح فظ جعله يعود ادراجه يستمع لما يدور من حديث غليظ...
----------------------
هندمت "هنيه" عبائتها وأنعام بجانبها تساعدها وهى تحق نفسها على هذا الخطأ، وبسنت ضاقت ملامحها من الإحراج التى وقعت به..
انتهت "هنيه" وخرجت لردهة المنزله هاتفه باستاذان:
-- معلش يابسنت هات لى التليفون من غمزه عشان أروح زمان عمك "سعد" مستغيبنى..
استدارات ل أنعام تتابع
-- سلمى لى على غمزه وأحنا هنستنى ردكم بتحديد الميعاد ياحبيتى أول ما "غمزه" تسترد صحتها..
أومأت لها أنعام بغبطه:
-- بإذن الله خير ان شاء الله عزت يجى والشباب واتصل ابلغك بالبشاره..
أتت بسنت بالهاتف، وأدارت اتصال ب سعد الذى رد سريعا من أول مره وهو يصيح بانفعال:
-- كل ده تأخير ياهانم
أجابته باللين:
-- أنا خلصت زياره
عقب باقتضاب:
-- اطلعي برا أنا جاى على أول الشارع..
أغلق الهاتف دون أن يستمع ردها..
ابتسمت هنيه ل أنعام وودعتها بحبور وتركتهم لتذهب لسعدها الغيور...
----------------
هرولت بسنت لغرفة أختها وهى تصيح فرحه:
-- مبروك ياصغنن كبرنا وهنبقى عرايس حلوين.. حبيب القلب طب ومش قادر على البعاد.. أوعدني يارب بواحد رجوله كده..
خجلت غمزه هاتفه
-- متكسفنيش يابسبوسة ده أنا كنت قاعده قدام أمه مش عارفه انطق.. مش مصدقه نفسى أنه جه يتقدم بالسرعه دى..
دخلت أنعام تقاطعهم بحده محببه:
-- بقى كده فينا من لوع البنات.. أنا قولت أنتى مخبيه عنى حاجه.. ماشى ياحلوه أهو حبيب القلب مش قادر يشوفك تعبانه وجه يكشف المستخبي.. شكله واقع على بوزه فى غرام القمر صغنن العيله..
قالتها ومالت عليها تحتضنها بمحبه أم سعيده لفرحة ابنتها..
تنهدت بغبطه واخرجتها من أحضانها مردفه:
-- ألف مبروك ياحبيبتى.. إن شاء الله لما يجى أبوكِ وأخواتكِ هتكلم معاهم واللى فيه الخير ربنا يقدمه..
أومأت غمزه بطاعه داعيه الله أن ييسر الأمر كما يحب ويرضى..
-------------------
حاقده حاسده تتمنى زوال النعم منهم، شخصيه غير سويه لا تستحق العيش بين أناس أسوياء..
انتهزت "مكيده" فرصة مغادرة "فهد" من غرفة أخيه، بعدما استرقت السمع على حديثه مع الدكتور "حسن" وبمجرد مجئ "هنيه" فرت لغرفتها تتحين فرصة للانفراد بولدها..
دلفت الغرفه بوجه ممتعض مكفهر شيطانى الملامح تدك الأرض بغيظ تنظر لولدها المسطح على فراشه بقهر، لكزته بحده فى صدره كى توقظه..
هاتفه بغضب:
-- اصحى يازفت نايم ولا على بالك أمك.. نسيتني واتلفحت ب هنيه وولادها..
استدارت تلتف حول مخدعه تهزه تكاد تفتك به من شدة غلها، تستبيح جسده باللكمات..
كالغراب تنعق بفظاظه عليه بأبشع الكلمات:
-- ياميلة بختى فيك دالوقت نسيت أمك.. ده أنا اتسببت فى إدمانك عشان تفضل ملازمنى زى ضلى ومحتاج فلوسى عشان متعرفش تستغني عنى وتروح لهم..
تابعت بحقد
-- بقى بعد ده كله هتترمى فى حضن هنيه وهتشمت سعد فيا.. دالوقت جاى تقول أخويا.. ده أنا كان يوم سعدى لما فارقنا وغار فى داهيه سافر.. كان فين عقلى لما نَجى أول مره مكنتش بعت له حد خلص عليه وهو مسافر..
عضت على أصابعها بغيظ من نومه، ظلت تأخذ الغرفه ذهابا وأيابا تزيد من صياحها الغاضب..
استمع الدكتور حسن الصياح، فزع من شدته هرول لغرفة "ريان" يستكشف أمره فهو ليس حمل انتكاسه فى هذه الأونه، ولج للغرفة ليندهش من الصفعات واللكمات التى تكيلها له وهو نائم لا يشعر بشئ..
جرى نحوها يزيحها من عليه هاتفا بحده:
-- فى أيه ياست أنتى لايمكن تكونى أمه.. حرام عليكى اللى أنتى بتعمليه ده.. هو واخد علاجه ونايم ومش دريان بحاجه.. ومهما تقولى وتعملى مش هيصحى دالوقت.. اتقى الله فى ابنك ليه بدمريه كده..
تجمرت عينيها بنظرات شيطانيه، واندفعت نحوه بقوه تجذبه من صدره تقبض على قميصه تهزه بعنف تصيح بغل:
-- أنت يادكتور الغبره اللى علاجته.. أنا كنت عيزاه يفضل مدمن عشان يفضل محتاحنى.. أنت سبب دمار خططى للبيت ده.. أنت لازم تغور من هنا عشان ارجع ابنى لحضنى من جديد.. إدمانه فى مصلحتى عشان يفضل منغص على حياة عيلة الراوى.. لما يكون اللى من صلبهم هلاس وبتاع نسوان وخمورجى ومدمن.. دى سعادتى وأنا بكسر فيهم بحته من لحمهم وعصبهم..
لفظت كلماتها بكره شديد متناسيه تماما أن النصل الذى تسن به شرها هو فلذة كبدها، مع كل كلمه تنطقها تفتقر للحياء والأدب وتستفحش فى كرها..
صدمه ضربت عقله لا يستوعب كم الشر التى تضرمه تلك المرأه لولدها
وعائلته والتى من المفترض هى كنة هذا البيت، فاض به واستكفى سماع مقذذ لبذيئ كلماتها،نفض يدها بعيدا عنه،جعلها تتقهقر للخلف تتطلع له والشر بيتغير بمقلتيها حقها عليه..
زجرها "حسن" قائلا بغضب:
-- أيه ياست أنتى كمية الشر دى.. أنتى لا يمكن تكونى طبيعيه.. بتتمنى لأبنك المرض والادمان عشان تفضلى مسيطره عليه شكلك مخبوله روحى اتعالجى وتوبى لربنا من معاصيك قبل ما تقابليه..
تابع حسن بحده:
-- واعملى حسابك مَشى من هنا على رقبتى مش ماشى إلا لما يخف ويرجع زى الأول.. ده وعدى له كصديق قبل ما أكون طبيبه الخاص.. أنا مش بتعامل مع "ريان" على أنه حاله.. أنا حبيته كأخ وصديق.. ابنك محتاج حب وعطف مفتقدهم وللأسف أنا عرفت مين السبب.. منك لله ياشيخه دمرتى شبابه ربنا ينتقم منك...
---------------------
يقف بالخارج يستمع لما دار بالداخل، حزن واستشاط من تصريحها الفظ، وسُر وفَرِح بمجابهة الطبيب الغريب لحديثها وردعها بالرد المناسب لسفور حديثها..
دفع الباب وولج للداخل كالثور الهائج يصيح بإنفعال غاضب:
-- أيوه كده اظهرى على حقيقتك واكشفى عن القناع اللى أنا من زمان عارف اللى تحته كويس.. أينعم خُبثك وحقدك أنتى ظهراهم للكل.. بس الجديد انكشف وعرفت مين سبب دمار أخويا..
اقترب منها كالصقر بعيون تتجمر غضبا بلهيب الماضى قائلا :
-- وحياة غلاوته ورقدته لأرد على عمايلك الصاع صاعين.. هخليكى تتمنى الضافر اللى بيطيره..
اندفعت مكيده نحوه بحقد ترفع يدها تهويها على خده صافعه أياه من تحديه لها..
صعقت عندما وجدت يديها معلقه فى الهواء، يقبض عليها بشده يلويها بخشونه قائلا بهياج:
-- شكلك اتجننتى على الآخر يامرات أبويا وجت ساعة حسابك.. لسه متخلقش اللى يمد أيده على "فهد الراوى: عشان تيجى حُرمه عقربة زيك تعملها.. الله فى سماه لولا أخويا لدفنتك حيه ومالكيش تمن ولا ديه..
نفض يدها بعيدا عنه جعلها تتقهر للخلف بذعر من هيئته المرعبه وعضلات وجهه المكفهره بالغضب الساحق..
أشار على وجهها يصيح بغضب قائلا:
-- اعملى حسابك العد التنازلي لنهاية أيام عيشتك فى دوار الراوى بدأ والجاى هيبقى مرار طافح عليكى.. واللى أنتى عملتيه كله عند علم ببه زمان ودالوقت.. تقلى فى حسابك معايا عشان لما توقعى هَسن سيكنتى ومش هرحمك.. غورى يالا من هنا وحسك عينك أشوفك تهوبى تانى ناحية أوضته..
ركضت مكيده تجرى مندفعه خارج الغرفه تتكفى على وجهها من استفحاش غشاوة الانتقام بعينيها، دلفت تقرع الأرض غضبا تندد وتهدد بسحقه مهما كلفها أمر موته...
اعتذر ل"حسن" عن هذه المهذله، وشكره بحبور على وقوفه بوجهها وعدم مطاوعتها فى ترك مصير أخيه والفرار بحياته من شرها، تقبل "حسن" كلماته بحزن على وضعهم، وتركه يتطلع لأخيه بأسى يخترق جنباته حسرة على حال أخيه عندما يعلم ما استجد من الأمور...
---------------
يتبع...