رواية جاسر ويارا كبريائي يتحدي غرورك الفصل السادس والعشرين 26 بقلم نورهان محمود
~¤ الفصل {26} ¤~
رن هاتف المنزل فقام شادى ليرد .. امسكت يارا بيده و قالت : خاليك كمل اكل .. انا هرد
شادى : اوك براحتك
قامت يارا و ردت على الهاتف
يارا : الو
رد عليها صوت انوثى يقول بنفعال : ايوة يا بنتى موبيلك مقفول ليه ؟!
يارا بستغراب : مين معايا ؟!
الفتاه : جنة يا يارا
يارا : عاملة ايه يا جنة ؟!
جنة : مش وقت عاملة ايه و حياتك .. عندنا امتحان بعد نص ساعة
يارا بخضة : بتقولى ايه ؟!
جنة : انجزى تعالى و بعدين ابقى اتصدمى و اعملى كل اللى انتى عايزاه
يارا : حاضر حاضر
اغلقت يارا الخط مع جنة .. و قامت مسرعة تلف فى جميع انحاء الشقة تتحدث لنفسها بصوت عالى
" يا ربى هعمل ايه فالامتحان اللى بعد نص ساعة دا .. اف دايما كدا يا جنة تبلغينى بالحاجة متأخر .. طب مش هلحق البس و اروح .. الطريق لوحده بياخد ساعة .. يا ربى .. طب فين شاحن الموبيل .. الموبيل فاصل .. فين شاحن الموبيل .. انا قعدة الف حولين نفسى ليه "
شادى : يارا انتى مجنونة .. فيه ايه خيلتينى
يارا بنفعال : سيب يارا فى حالها دلوقتى .. انا العفاريت بتتنطط قدامى
شادى : اهدى يا حجة .. الشاحن عندك فالجزامة
يارا بحدة : فى التلاجة بيعمل ايه ؟!
شادى : بقولك فالجذامة .. مجنونة و طرشة كمان
يارا و الدموع فى عينيها و تتحدث مع نفسها بصوت مسموع : انا كدا مش هلحق .. انا كدا هسقط
اخذت يارا هاتفها ووضعته فالشاحن .. ثم دخلت ارتدت ملابسها بسرعة و خرجت اخذت هاتفها الذى شحن قدر كافى من الطاقة لكى يعمل من جديد و تعود له الحياه
يارا بتوتر : شادى انا نازلة .. متنزلش .. و لما تجى ماما ابقى قولها انى
خرجت عشان مش فاضية اعدى عليها و معيش رصيد اكلمها .. و مش فاضية اقعد اشحن رصيد .. و الموبيل هيفصل اصلا
شادى : ايه يا بنتى كل دا .. حاضر هقولها .. تجى بالسلامة
نزلت يارا مسرعة .. و انطلقت الى جامعتها .. تدعو و تتضرع الى الله ان تلحق بأمتحانها
************************************************** *
التفت حازم ليذهب .. ظلت نيره تنظر له بنهيار و هو ذاهب
التفت لها حازم و حرك شفتيه و هو يقول ببطأ " بــــــــحــــــبـــــــــــك "
ارتمت نيره فى حضن جاسر و قالت بدموع : جى يقولى بحبك و هو مسافر
ضمها جاسر اليه بحنان و قال : يلا نمشى يا حبيبتى
نيره بابتسامة امل : ﻻ انا حسة انه هيرجع .. هو اكيد هيلف و يرجع و يعملها مفاجأه .. صح
جاسر : يلا نمشى
نظرت نيره لجاسر و قالت بصوت مخنوق : انا ليه حاسة ان روحى بتتسحب منى .. ليه خد روحى معاه .. هعيش ازاى انا دلوقتى من غير روح .. اقولك على حاجة كمان .. انا مش حاسة .. هحس ازاى وانا روحى اتسحبت منى
ضمها جاسر له بشدة و قال : نيره حرام عليكى كفاية
نظر عز الدين لهم بحزن و قال : يلا عشان نمشى
جاسر بجدية : بابا روحوا انتو و انا هخد نيره و نخرج
نيره : ﻻ عايزة اروح
جاسر : اسمعى الكلام شوية ثم نظر لحبيبة و قال بتلقائية : لو عايزة تجى تعالى
نظرت لها نيره نظره نارية و قالت بحدة : ﻻ مش هتجى معانا
نظر جاسر لها بعتاب و قال : اتلمى عيب كدا
نيره و قد بدأت بالبكاء الذى توقفت عنه منذ ثوانى و قالت : هى السبب
حبيبة بندم : انا مكنش قصدى ابعده عنك .. مكنش قصدى
كوثر بصرامة : خلاص .. يلا يا جاسر خد اختك هديها
اخذ جاسر نيره الى احد النوادى و جلس .. يواسيها
نظر لها وجد الدموع مازالت تأخذ طريقها الى وجنتيها
جاسر بنافذ صبر : خلاص بقى ارحمى امى .. تستاهلى جايزة نوبل فى النكد .. و الله دا حازم استريح .. ربنا اداله فرصة تانية انه ينفد بجلده و ميتجوزكيش
نظرت له نيره بضيق شديد
جاسر : متبصليش كدا بس عشان بخاف
اتت مجموعة من الفتيات و هم يشيرون على جاسر و يقولون بأعجاب : دا جاسر عز الدين اهو
نظرت له نيره و قالت بضيق : قابل يا عم قابل .. معجبينك
وضع جاسر يده على وجهه بضيق و قال : ناقص قرف انا
اقتربت منه الفتيات و قالت واحدة منهن بدلع : ازيك يا جاسر بيه
نظر لها جاسر و هو يصتنع الدهشة : جاسر !! جاسر مين ؟!
نظرت له نيره و ضحكت على رد فعله و قالت بخبث : طب يا جاسر .. انا هستناك فالعربية
نظر لها جاسر بغيظ و قال بداخله " يا نيره الكلب "
نظرت له فتاه اخرى و قالت بأعجاب : حضرتك ليه متواضع اوى كدا و مش عايز تقول انك جاسر بيه
نظر لها جاسر و ابتسم ابتسامة صفراء و قال بضيق : عن أذنكوا
وضعت الفتاه يدها على كتفه بدلع و قالت : ليه يا جاسر ما لسة بدرى
ابعد جاسر يدها عنه بقرف و قال بضيق شديد : اوﻻ اسمى جاسر بيه او بشمهندس جاسر .. ثانيا بقى جاسر عز الدين عنده كل ثانية فى وقته مهمة .. ثم نظر لهم و قال بقرف : و مش فاضى للتفاهات دى
ثم ذهب من امامهم و هذه الفتاه تشيط غضبا من فعلته
الفتاه بغضب : بنى ادم غبى و مغرور
ذهب لنيره التى كانت تجلس بالسيارة و قال : بنات متخلفة و لكنه ﻻحظ انها تتحدث فالهاتف .. فصمت
كان يتسمع لكلامها : طب خلاص .. ربنا معاكى .. ان شاء الله تلحقى .. انا كنت فاكرة انك فالبيت .. ابقى طمنينى بقى .. ﻻ مكنتش عايزة حاجة .. انتى كنتى وحشانى بس .. طب يلا سلام
نظر لها بستغراب و قال : انتى بتكلمى مين ؟!
نيره : كنت بكلم يارا
جاسر بدهشة : يارا !! بشمهندسة يارا ؟!
نيره : اه .. اصلى ذهقت من القعدة و هى وحشتنى فبدل ما اعيط فقولت اكلمها
جاسر بتساؤل : هى مش فى البيت
نيره بستغراب من سؤاله : ﻻ .. عندها امتحان
جاسر بعصبية : امتحان ايه و زفت ايه ؟! ازاى تخرج
نيره بستغراب : انت بتزعق ليه ؟! و فيها ايه لما تخرج
لم يرد عليها جاسر و ركب السيارة و انطلق بها بسرعة البرق
***********************************
وصلت يارا لجامعتها .. بعد نصف ساعة من موعد الامتحان
دخلت بسرعة الى قاعة المحاضرات و قالت بأسف : انا اسفة جدا يا دكتور .. بس انا لسة عارفة بالامتحان من نص ساعة
نظر لها الدكتور بابتسامة و مد له يدها بورقة الامتحان و قال : اتفضلى يا انسة يارا .. انتى طول الاربع سنين اللى فاتوا الطالبة المميزة عندى رغم انك مبتجيش كتير
اخذت يارا ورقة الامتحان و جلست لتكتب كل ما تعرفه
**************************************
فى احدى البارات الفخمة فى شرم الشيخ
تجلس جيهان و هى ترتدى ملابسها الجديدة التى تظهر اكثر مما تخفى .. تسند رأسها على يد كى تتوازن .. فقد شربت حتى الثمالة .. و اليد الاخرى تمسك كأس مما حرم الله شربه
تنظر ليوسف و تضحك ضحكة عالية و تقول بثمالة : يوسف انت شربتنى ايه ؟!
ينظر لها يوسف و يضحك هو الاخر و يقول بثمالة : عصير تفاح .. عصير تفاح يا حبيتى
تشير له بيدها بالنفى و هى تقول بثمالة : ﻻ يا حبيبى دا عصير اناناس .. بس طعمه غريب .. ثم تنظر للرجل الذى بجانبها الذى يبدو عليه الثمالة هو الاخر و تقول : و نبى يا عم دا عصير تفاح وﻻ عصير اناناس
يضحك الرجل و يقول بثمالة : دا انتى شكلك خيبة اوى .. دى خمرة يا حلوة
تنظر ليوسف و تضع يدها على فمها بدهشة و هى تقول بثمالة : خمرة !! ثم تضحك ضحكة عالية و تقول : بس الخمرة حرام
يمسك يوسف يدها و يقبلها و يقول مبررا افاعله : يا حبيبتى الخمرة دى عصير عنب .. هو العنب حرام
نظرت له جيهان بتفكير و قالت بثمالة : توء توء .. بس دا عصير بقاله كتير .. يعنى حرام
يوسف نافيا و هو يضع يده على شفتيها : متقوليش كدا بس .. عشان مش حرام
جيهان بثمالة : انت رأيك كدا ؟!
يوسف و هو يضحك : اكيد يا روحى
يحللون المعاصى لأنفسهم و يرتكبون ام الكبائر وﻻ ينظرون لقول رسول الله صلى الله علية وسلم عندما قال : "أتاني جبريل فقال : (يا محمد، إن الله لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومبتاعها، وساقيها، ومسقاها)"
***********************************************
هبطت الطائرة التى يستقلها حازم فى " باريس" مدينة النور
ينزل من الطائرة و يجر حقائبه بحزن دفين .. فقد ترك روحه و قلبه و حياته معها .. مع حب عمره و طفولته .. كم يعشقها .. كيف سيكون حاله بعيدا عن معشوقته الصغيرة .. لقد انفطر قلبه بسبب دموعها .. ترى كيف حالها الان
خرج لصالة الاستقبال .. لفت نظره اسمه مكتوب على احد اللفتات .. نظر لحامل اللفتة .. وجدها فتاه فى اوائل العقد الثانى .. تمتلك بشرة بيضاء كالثلج .. و عيون زرقاء عميقة كلون البحر .. و شعرها الاصفر الطويل .. يدل مظهرها على انها ليست عربية .. أنها ﻻ تحمل ايا من المﻻمح الشرقية
ذهب لها حازم و قال بستغراب : !! I am Hazeem sherif ... Who are you
نظرت له بابتسامة عزبة و قالت بالعربية : جانيت اسمى جانيت .. سكرتيره مستر شريف .. هو اللى طلب منى انى استقبل حضرتك
نظر لها حازم بستغراب و قال : انت بتتكلمى عربى كويس جدا .. ازاى انتى شكلك مش عربية .. و اسمك كمان
جانيت بابتسامة : ممكن حضرتك تجى معايا و بعدين اقول لحضرتك
حازم : اوك
ذهبت جانيت و كان حازم يمشى وراءها و ينظر لملابسها القصيرة و ملآمحها الاروبية الجميلة و هو يقول باعجاب شديد : يخربيتها حلوة اوى .. انا ماسفرتش من زمان ليه ؟! ... ثم ادرك ما يفعله و يقوله ... فأنب نفسه قائلا : ايه التخلف دا يا حازم لم نفسك بقى .. ﻻزم تتلم .. عشان نيره .. ثم قال بشتياق : دى وحشتنى اووى
وصلوا للسيارة .. استقلها حازم و جانيت .. و انطلق بها السائق
نظرت له جانيت و قالت بابتسامة : انا هبقى هنا عشان افهم حضرتك طبيعة الشغل
نظر لها حازم و ابتسم لها بضيق عندما تذكر نيره
جانيت بابتسامة : و بالنسبة انى بتكلم عربى كويس .. فدا عشان بابى مصرى .. لكن مامى فرنسية .. انا عشت 3 سنين فى مصر و باقى عمرى هنا .. و كنت باخد كورسات عربى كتيرة
حازم بابتسامة : تشرفنا
وصلوا للفيلا
نظرت له جانيت و قالت بابتسامة : مستر حازم .. احنا وصلنا
حازم بستغراب : هو انتى هتقعدى معايا فى الفيلا
جانيت نافية : ﻻ .. انا بس بوصل حضرتك و بعدين همشى على طول
حازم بابتسامة : اه اوك
جانيت بابتسامة : حضرتك دلوقتى هتدخل تستريح من السفر و ان شاء الله هنبدى شغل من الصبح .. ثم اعطت له شريحة بنفس رقمه و قالت بابتسامة : عشان لو عايز تكلم حد
اخذ حازم منها الشريحة و قال بابتسامة : شكرا يا جانيت
جانيت بابتسامة : دا شغلى يا مستر حازم
غادرت جانيت .. اما حازم فدخل بسرعة و القى بجسده المنهك على السرير .. ثم قام و اخذ هاتفه ووضع الشريحة و اتصل بها
كانت هى فى هذه اللحظة تجلس بجانب جاسر و تشعر بالرعب من سرعة السيارة
نيره بخضة : حرام عليك يا جاسر هنموت
جاسر بحدة : اسكتى بقى .. ثم قال و هو يتحدث مع نفسه بصوت مسموع :
ازاى تخرج .. هى مش عارفة انها فى خطر .. ازاى .. دى غبية
نيره بنفعال : فيها ايه يعنى لما تخرج انا مش فاهمة
رن هاتفها فى هذه اللحظة
نظرت للهاتف وجدت المتصل حازم
فتحت الخط و قد نسيت امر جاسر من الاساس و قالت بشتياق : حازم .. انت عامل ايه .. طب وصلت .. طب بخير .. قولى عامل ايه .. طب كويس ؟!
حازم : ايه يا بنتى اهدى شوية .. مش عارف ارد
نيره : طب قولى عامل ايه ؟!
حازم بشتياق : مش كويس من غيرك .. وحشتينى اوى
نيره بخجل : حازم اتلم
حازم : مش انتى بتسألينى .. اكدب عليكى يعنى
نيره : امرك غريب يا بن خالتى .. ما انت كنت مرزوع جمبى .. عمال تغيظ فيا بالبنات ... و لما سافرت الكلام الحلو نزل عليك فجأة .. اتلم
نظر لها جاسر نظرة نارية و اقترب من الهاتف و قال بحدة : انت يا حيوان بتقولها ايه ؟!
حازم : احم احم .. هى الخطوط دخلت فى بعض وﻻ ايه ؟!
ضحكت نيره و قالت : ﻻ دا جاسر
حازم : سيبك منه .. انتى عاملة ايه من غيرى ؟!
نيره : هموت
حازم بسرعة : بعد الشر عليكى
نيره : مش قصدى كدا .. جاسر بيسوق بسرعة .. و شكله عايز يموتنا
حازم : قوليلوا حازم بيقولك يا حيوان بطأ
نظرت نيره لجاسر و قالت : جاسر حازم بيقولك ....
حازم بسرعة : استنى يا حجة .. انتى صدقتى وﻻ ايه ؟! دا مجنون و ممكن يجيلى باريس
فى هذه اللحظة وصلوا للجامعة .. فنزل جاسر بسرعة كالمجنون
نيره : حازم بقولك ايه .. اقفل دلوقتى و نتكلم بعدين
حازم بقلق : ليه فى حاجة ؟!
نيره : ﻻ هبقى اكلمك بعدين اقولك
حازم : اوك ﻻ اله الا الله
نيره : محمد رسول الله
اغلقت نيره الهاتف و ذهبت وراءه مسرعة
كان ييحث عليها بعينه فى كل مكان .. اين يمكن ان تكون
وجدها تخرج من المدرج و تتحدث مع صديقتها و تضحك
تنهد جاسر براحة .. و حمد الله انها بخير .. ذهب اليها و قال : بشمهندسة يارا عايزك
و لكن كان هناك من يراقبهم
رن هاتف المنزل فقام شادى ليرد .. امسكت يارا بيده و قالت : خاليك كمل اكل .. انا هرد
شادى : اوك براحتك
قامت يارا و ردت على الهاتف
يارا : الو
رد عليها صوت انوثى يقول بنفعال : ايوة يا بنتى موبيلك مقفول ليه ؟!
يارا بستغراب : مين معايا ؟!
الفتاه : جنة يا يارا
يارا : عاملة ايه يا جنة ؟!
جنة : مش وقت عاملة ايه و حياتك .. عندنا امتحان بعد نص ساعة
يارا بخضة : بتقولى ايه ؟!
جنة : انجزى تعالى و بعدين ابقى اتصدمى و اعملى كل اللى انتى عايزاه
يارا : حاضر حاضر
اغلقت يارا الخط مع جنة .. و قامت مسرعة تلف فى جميع انحاء الشقة تتحدث لنفسها بصوت عالى
" يا ربى هعمل ايه فالامتحان اللى بعد نص ساعة دا .. اف دايما كدا يا جنة تبلغينى بالحاجة متأخر .. طب مش هلحق البس و اروح .. الطريق لوحده بياخد ساعة .. يا ربى .. طب فين شاحن الموبيل .. الموبيل فاصل .. فين شاحن الموبيل .. انا قعدة الف حولين نفسى ليه "
شادى : يارا انتى مجنونة .. فيه ايه خيلتينى
يارا بنفعال : سيب يارا فى حالها دلوقتى .. انا العفاريت بتتنطط قدامى
شادى : اهدى يا حجة .. الشاحن عندك فالجزامة
يارا بحدة : فى التلاجة بيعمل ايه ؟!
شادى : بقولك فالجذامة .. مجنونة و طرشة كمان
يارا و الدموع فى عينيها و تتحدث مع نفسها بصوت مسموع : انا كدا مش هلحق .. انا كدا هسقط
اخذت يارا هاتفها ووضعته فالشاحن .. ثم دخلت ارتدت ملابسها بسرعة و خرجت اخذت هاتفها الذى شحن قدر كافى من الطاقة لكى يعمل من جديد و تعود له الحياه
يارا بتوتر : شادى انا نازلة .. متنزلش .. و لما تجى ماما ابقى قولها انى
خرجت عشان مش فاضية اعدى عليها و معيش رصيد اكلمها .. و مش فاضية اقعد اشحن رصيد .. و الموبيل هيفصل اصلا
شادى : ايه يا بنتى كل دا .. حاضر هقولها .. تجى بالسلامة
نزلت يارا مسرعة .. و انطلقت الى جامعتها .. تدعو و تتضرع الى الله ان تلحق بأمتحانها
************************************************** *
التفت حازم ليذهب .. ظلت نيره تنظر له بنهيار و هو ذاهب
التفت لها حازم و حرك شفتيه و هو يقول ببطأ " بــــــــحــــــبـــــــــــك "
ارتمت نيره فى حضن جاسر و قالت بدموع : جى يقولى بحبك و هو مسافر
ضمها جاسر اليه بحنان و قال : يلا نمشى يا حبيبتى
نيره بابتسامة امل : ﻻ انا حسة انه هيرجع .. هو اكيد هيلف و يرجع و يعملها مفاجأه .. صح
جاسر : يلا نمشى
نظرت نيره لجاسر و قالت بصوت مخنوق : انا ليه حاسة ان روحى بتتسحب منى .. ليه خد روحى معاه .. هعيش ازاى انا دلوقتى من غير روح .. اقولك على حاجة كمان .. انا مش حاسة .. هحس ازاى وانا روحى اتسحبت منى
ضمها جاسر له بشدة و قال : نيره حرام عليكى كفاية
نظر عز الدين لهم بحزن و قال : يلا عشان نمشى
جاسر بجدية : بابا روحوا انتو و انا هخد نيره و نخرج
نيره : ﻻ عايزة اروح
جاسر : اسمعى الكلام شوية ثم نظر لحبيبة و قال بتلقائية : لو عايزة تجى تعالى
نظرت لها نيره نظره نارية و قالت بحدة : ﻻ مش هتجى معانا
نظر جاسر لها بعتاب و قال : اتلمى عيب كدا
نيره و قد بدأت بالبكاء الذى توقفت عنه منذ ثوانى و قالت : هى السبب
حبيبة بندم : انا مكنش قصدى ابعده عنك .. مكنش قصدى
كوثر بصرامة : خلاص .. يلا يا جاسر خد اختك هديها
اخذ جاسر نيره الى احد النوادى و جلس .. يواسيها
نظر لها وجد الدموع مازالت تأخذ طريقها الى وجنتيها
جاسر بنافذ صبر : خلاص بقى ارحمى امى .. تستاهلى جايزة نوبل فى النكد .. و الله دا حازم استريح .. ربنا اداله فرصة تانية انه ينفد بجلده و ميتجوزكيش
نظرت له نيره بضيق شديد
جاسر : متبصليش كدا بس عشان بخاف
اتت مجموعة من الفتيات و هم يشيرون على جاسر و يقولون بأعجاب : دا جاسر عز الدين اهو
نظرت له نيره و قالت بضيق : قابل يا عم قابل .. معجبينك
وضع جاسر يده على وجهه بضيق و قال : ناقص قرف انا
اقتربت منه الفتيات و قالت واحدة منهن بدلع : ازيك يا جاسر بيه
نظر لها جاسر و هو يصتنع الدهشة : جاسر !! جاسر مين ؟!
نظرت له نيره و ضحكت على رد فعله و قالت بخبث : طب يا جاسر .. انا هستناك فالعربية
نظر لها جاسر بغيظ و قال بداخله " يا نيره الكلب "
نظرت له فتاه اخرى و قالت بأعجاب : حضرتك ليه متواضع اوى كدا و مش عايز تقول انك جاسر بيه
نظر لها جاسر و ابتسم ابتسامة صفراء و قال بضيق : عن أذنكوا
وضعت الفتاه يدها على كتفه بدلع و قالت : ليه يا جاسر ما لسة بدرى
ابعد جاسر يدها عنه بقرف و قال بضيق شديد : اوﻻ اسمى جاسر بيه او بشمهندس جاسر .. ثانيا بقى جاسر عز الدين عنده كل ثانية فى وقته مهمة .. ثم نظر لهم و قال بقرف : و مش فاضى للتفاهات دى
ثم ذهب من امامهم و هذه الفتاه تشيط غضبا من فعلته
الفتاه بغضب : بنى ادم غبى و مغرور
ذهب لنيره التى كانت تجلس بالسيارة و قال : بنات متخلفة و لكنه ﻻحظ انها تتحدث فالهاتف .. فصمت
كان يتسمع لكلامها : طب خلاص .. ربنا معاكى .. ان شاء الله تلحقى .. انا كنت فاكرة انك فالبيت .. ابقى طمنينى بقى .. ﻻ مكنتش عايزة حاجة .. انتى كنتى وحشانى بس .. طب يلا سلام
نظر لها بستغراب و قال : انتى بتكلمى مين ؟!
نيره : كنت بكلم يارا
جاسر بدهشة : يارا !! بشمهندسة يارا ؟!
نيره : اه .. اصلى ذهقت من القعدة و هى وحشتنى فبدل ما اعيط فقولت اكلمها
جاسر بتساؤل : هى مش فى البيت
نيره بستغراب من سؤاله : ﻻ .. عندها امتحان
جاسر بعصبية : امتحان ايه و زفت ايه ؟! ازاى تخرج
نيره بستغراب : انت بتزعق ليه ؟! و فيها ايه لما تخرج
لم يرد عليها جاسر و ركب السيارة و انطلق بها بسرعة البرق
***********************************
وصلت يارا لجامعتها .. بعد نصف ساعة من موعد الامتحان
دخلت بسرعة الى قاعة المحاضرات و قالت بأسف : انا اسفة جدا يا دكتور .. بس انا لسة عارفة بالامتحان من نص ساعة
نظر لها الدكتور بابتسامة و مد له يدها بورقة الامتحان و قال : اتفضلى يا انسة يارا .. انتى طول الاربع سنين اللى فاتوا الطالبة المميزة عندى رغم انك مبتجيش كتير
اخذت يارا ورقة الامتحان و جلست لتكتب كل ما تعرفه
**************************************
فى احدى البارات الفخمة فى شرم الشيخ
تجلس جيهان و هى ترتدى ملابسها الجديدة التى تظهر اكثر مما تخفى .. تسند رأسها على يد كى تتوازن .. فقد شربت حتى الثمالة .. و اليد الاخرى تمسك كأس مما حرم الله شربه
تنظر ليوسف و تضحك ضحكة عالية و تقول بثمالة : يوسف انت شربتنى ايه ؟!
ينظر لها يوسف و يضحك هو الاخر و يقول بثمالة : عصير تفاح .. عصير تفاح يا حبيتى
تشير له بيدها بالنفى و هى تقول بثمالة : ﻻ يا حبيبى دا عصير اناناس .. بس طعمه غريب .. ثم تنظر للرجل الذى بجانبها الذى يبدو عليه الثمالة هو الاخر و تقول : و نبى يا عم دا عصير تفاح وﻻ عصير اناناس
يضحك الرجل و يقول بثمالة : دا انتى شكلك خيبة اوى .. دى خمرة يا حلوة
تنظر ليوسف و تضع يدها على فمها بدهشة و هى تقول بثمالة : خمرة !! ثم تضحك ضحكة عالية و تقول : بس الخمرة حرام
يمسك يوسف يدها و يقبلها و يقول مبررا افاعله : يا حبيبتى الخمرة دى عصير عنب .. هو العنب حرام
نظرت له جيهان بتفكير و قالت بثمالة : توء توء .. بس دا عصير بقاله كتير .. يعنى حرام
يوسف نافيا و هو يضع يده على شفتيها : متقوليش كدا بس .. عشان مش حرام
جيهان بثمالة : انت رأيك كدا ؟!
يوسف و هو يضحك : اكيد يا روحى
يحللون المعاصى لأنفسهم و يرتكبون ام الكبائر وﻻ ينظرون لقول رسول الله صلى الله علية وسلم عندما قال : "أتاني جبريل فقال : (يا محمد، إن الله لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومبتاعها، وساقيها، ومسقاها)"
***********************************************
هبطت الطائرة التى يستقلها حازم فى " باريس" مدينة النور
ينزل من الطائرة و يجر حقائبه بحزن دفين .. فقد ترك روحه و قلبه و حياته معها .. مع حب عمره و طفولته .. كم يعشقها .. كيف سيكون حاله بعيدا عن معشوقته الصغيرة .. لقد انفطر قلبه بسبب دموعها .. ترى كيف حالها الان
خرج لصالة الاستقبال .. لفت نظره اسمه مكتوب على احد اللفتات .. نظر لحامل اللفتة .. وجدها فتاه فى اوائل العقد الثانى .. تمتلك بشرة بيضاء كالثلج .. و عيون زرقاء عميقة كلون البحر .. و شعرها الاصفر الطويل .. يدل مظهرها على انها ليست عربية .. أنها ﻻ تحمل ايا من المﻻمح الشرقية
ذهب لها حازم و قال بستغراب : !! I am Hazeem sherif ... Who are you
نظرت له بابتسامة عزبة و قالت بالعربية : جانيت اسمى جانيت .. سكرتيره مستر شريف .. هو اللى طلب منى انى استقبل حضرتك
نظر لها حازم بستغراب و قال : انت بتتكلمى عربى كويس جدا .. ازاى انتى شكلك مش عربية .. و اسمك كمان
جانيت بابتسامة : ممكن حضرتك تجى معايا و بعدين اقول لحضرتك
حازم : اوك
ذهبت جانيت و كان حازم يمشى وراءها و ينظر لملابسها القصيرة و ملآمحها الاروبية الجميلة و هو يقول باعجاب شديد : يخربيتها حلوة اوى .. انا ماسفرتش من زمان ليه ؟! ... ثم ادرك ما يفعله و يقوله ... فأنب نفسه قائلا : ايه التخلف دا يا حازم لم نفسك بقى .. ﻻزم تتلم .. عشان نيره .. ثم قال بشتياق : دى وحشتنى اووى
وصلوا للسيارة .. استقلها حازم و جانيت .. و انطلق بها السائق
نظرت له جانيت و قالت بابتسامة : انا هبقى هنا عشان افهم حضرتك طبيعة الشغل
نظر لها حازم و ابتسم لها بضيق عندما تذكر نيره
جانيت بابتسامة : و بالنسبة انى بتكلم عربى كويس .. فدا عشان بابى مصرى .. لكن مامى فرنسية .. انا عشت 3 سنين فى مصر و باقى عمرى هنا .. و كنت باخد كورسات عربى كتيرة
حازم بابتسامة : تشرفنا
وصلوا للفيلا
نظرت له جانيت و قالت بابتسامة : مستر حازم .. احنا وصلنا
حازم بستغراب : هو انتى هتقعدى معايا فى الفيلا
جانيت نافية : ﻻ .. انا بس بوصل حضرتك و بعدين همشى على طول
حازم بابتسامة : اه اوك
جانيت بابتسامة : حضرتك دلوقتى هتدخل تستريح من السفر و ان شاء الله هنبدى شغل من الصبح .. ثم اعطت له شريحة بنفس رقمه و قالت بابتسامة : عشان لو عايز تكلم حد
اخذ حازم منها الشريحة و قال بابتسامة : شكرا يا جانيت
جانيت بابتسامة : دا شغلى يا مستر حازم
غادرت جانيت .. اما حازم فدخل بسرعة و القى بجسده المنهك على السرير .. ثم قام و اخذ هاتفه ووضع الشريحة و اتصل بها
كانت هى فى هذه اللحظة تجلس بجانب جاسر و تشعر بالرعب من سرعة السيارة
نيره بخضة : حرام عليك يا جاسر هنموت
جاسر بحدة : اسكتى بقى .. ثم قال و هو يتحدث مع نفسه بصوت مسموع :
ازاى تخرج .. هى مش عارفة انها فى خطر .. ازاى .. دى غبية
نيره بنفعال : فيها ايه يعنى لما تخرج انا مش فاهمة
رن هاتفها فى هذه اللحظة
نظرت للهاتف وجدت المتصل حازم
فتحت الخط و قد نسيت امر جاسر من الاساس و قالت بشتياق : حازم .. انت عامل ايه .. طب وصلت .. طب بخير .. قولى عامل ايه .. طب كويس ؟!
حازم : ايه يا بنتى اهدى شوية .. مش عارف ارد
نيره : طب قولى عامل ايه ؟!
حازم بشتياق : مش كويس من غيرك .. وحشتينى اوى
نيره بخجل : حازم اتلم
حازم : مش انتى بتسألينى .. اكدب عليكى يعنى
نيره : امرك غريب يا بن خالتى .. ما انت كنت مرزوع جمبى .. عمال تغيظ فيا بالبنات ... و لما سافرت الكلام الحلو نزل عليك فجأة .. اتلم
نظر لها جاسر نظرة نارية و اقترب من الهاتف و قال بحدة : انت يا حيوان بتقولها ايه ؟!
حازم : احم احم .. هى الخطوط دخلت فى بعض وﻻ ايه ؟!
ضحكت نيره و قالت : ﻻ دا جاسر
حازم : سيبك منه .. انتى عاملة ايه من غيرى ؟!
نيره : هموت
حازم بسرعة : بعد الشر عليكى
نيره : مش قصدى كدا .. جاسر بيسوق بسرعة .. و شكله عايز يموتنا
حازم : قوليلوا حازم بيقولك يا حيوان بطأ
نظرت نيره لجاسر و قالت : جاسر حازم بيقولك ....
حازم بسرعة : استنى يا حجة .. انتى صدقتى وﻻ ايه ؟! دا مجنون و ممكن يجيلى باريس
فى هذه اللحظة وصلوا للجامعة .. فنزل جاسر بسرعة كالمجنون
نيره : حازم بقولك ايه .. اقفل دلوقتى و نتكلم بعدين
حازم بقلق : ليه فى حاجة ؟!
نيره : ﻻ هبقى اكلمك بعدين اقولك
حازم : اوك ﻻ اله الا الله
نيره : محمد رسول الله
اغلقت نيره الهاتف و ذهبت وراءه مسرعة
كان ييحث عليها بعينه فى كل مكان .. اين يمكن ان تكون
وجدها تخرج من المدرج و تتحدث مع صديقتها و تضحك
تنهد جاسر براحة .. و حمد الله انها بخير .. ذهب اليها و قال : بشمهندسة يارا عايزك
و لكن كان هناك من يراقبهم