اخر الروايات

رواية غمزة الفهد الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية غمزة الفهد الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم ياسمين الهجرسي



رواية(غمزة الفهد حب بالمصادفه) مسجله حصرى بأسمى ياسمين الهجرسى ممنوع منعا باتا النقل أو الاقتباس أو النشر فى اى موقع أو مدونه أو جروب او صفحه حتى ولو شخصيه من دون اذنى ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للمسأله القانونيه
--------------------
سبحان الله وبحمده✨️ سبحان الله العظيم
----------------

فى صباح يوم جديد استيقظت أنعام بهمه ونشاط توقظ عزت زوجها ليلحق صلاة الصبح، وهى أدت فرضها واستقامت تخرج كى تعد وجبة الإفطار لعائلتها الجميله، أشعلت المذياع ليصدح القرآن الكريم بصوت الحصرى يبعث الطمأنينه والسلام بأرجاء المنزل، وذهبت نحو غرف الشباب تطرق على كل باب عدة طرقات ليستيقظوا، ومشت نحو مطبخها تباشر عملها فى إعداد الطعام، مضى بعض الوقت ودخل عليها أحمد يلقى تحية الصباح:
-- صباح الخير ياأمى.. يارب تكونى بخير..
قالها وانحنى يقبل يديها باحترام

مسدت أنعام على كتفه بغبطه هاتفه:
-- يسعد صباحك يابنى.. بخير ياحبيبى طول ما انت واخواتك بخير..

جال بنظراته لم يرى الفتيات سألها باستفسار:
-- حضرتك شوفتى غمزه أو صحتيها..

اندهشت من سؤاله فالمعروف عن غمزه أنها لا تستيقظ مبكرا هى آخر من يجلس على مائدة الافطار، مطت شفتيها تهز رأسها بالنفى وهى تقول:
-- لأ ياحبيبى مصحتهاش أنت عارف هى بتصحى آخر واحده لما نجهز الفطار.. بس غريبه مش بعادة تسأل عليها الصبح بدرى كده..

احتلت الحيره وجهه هل يخبرها حقيقة الأمر أم ينتظر قليلا حتى يطمئن على أخته، فاليلة أمس غفت فى السياره ولم يستطع الحديث معها..

قطع شروده صوت أنعام وهى تقول:
-- رُحت فين ياأحمد.. شكلك مش عجبنى هو انت منمتش كويس

أومأ لها بالايجاب قائلا :
-- فعلا ياامى منمتش كويس.. معلش هستأذن منك اتوضى واصلى عشان افوق وبعدين يبقى لينا كلام تانى..
تركها وذهب يفعل ما قال والقلق على أخته ينهش قلبه...
------------------

التؤام المشاكس عبدالله ظل طيلة ليلته يصاحبه الأرق وعدم الراحه، وخز اصاب قلبه، قلق أبرحه تهشيما بدون شفقه مزق نياط قلبه على شقيقته عندما عاد إلى المصنع بعدما جلب طلبية الأسمده الخاصه بالأراضى الزراعيه، وعلم ما حدث لها من أمن المصنع، جن جنونه واستشاط لعدم علمه فى بادئ الامر، ولكن هدء عندما اطمئن انها بخير، لم يستكين وقتها وأدار الاتصال عليها ولكن هاتفها مغلق، أعاد الاتصال ولكن هذه المره على "أحمد" الذى بدوره طمأنه عليها وأخبره أنها معه وتم معالجتها وهى الآن أفضل حال، اطمئن قليلا وذهب للمنزل وعلى غير العاده لم يحدث ضوضاء ألقى التحيه على أبويه واستأذن معتذرا أنه منهك القوى بسبب كثرة الأعمال، وولج لغرفته يتسطح على فراشه لحين أن يأتى أخويه، ويطمئن قلبه عليها، كانت ليلته دامسة الظلام مرتفعة الحراره رغم اعتدال الجو ولكن قلقه على أخته جعل داخله يغلى كمراجل النار، ظل يتقلب ذات اليمين وذات الشمال حتى غلبه النعاس، استيقظ الآن على صوت طرق أنعام لباب الغرفه، نهض مفزوع على أثر تلك الطرقات، تطلع حول يستكشف أين هو، زفر براحه عندما شاهد نفسه بغرفته، ولكن سرعان ما تذكر ما حدث أمس، نهض سريعا يرتدى نعاله الخاص بالمنزل وأسرع يخرج من غرفته قاصدا غرفة أخته كى يطمئن قلبه لرؤيتها فلا يكفيه ما سمعه من أحمد..
---------------------

تقابل الأخان على باب غرفتها، كلا منهم تطلع للآخر يستشف ما اذا كان بالأمر جديد، ف "عبدالله" ليس لديه كافة التفاصيل لما حدث أمس، وما علمه أحمد كان فى وقت متأخر من ليلة أمس، وما يبادر بذهن "عبدالله" الآن إن "احمد" يخفى أمر سئ فهو بالعادى لا يدق باب غرفة أخته فى هذا التوقيت، الريبه إذادت بقلب "عبدالله" ينظر له بشك حسم أمره يسأله قائلا:
-- خير ياأحمد مش عوايدك تخبط على غمزه فى الوقت ده.. هو حصل حاجه غير اللى قولتهولى فى التليفون..

رغم خوفه من غضب أخيه عندما يعلم حقيقة الحريق أنه مدبر ولكن التزم الصمت حتى يتحين الوقت المناسب..
أجابه أحمد نافيا:
-- لا مفيش حاجه حصلت بس حبيت اطمن عليها لتكون سخنت عشان كانت تعبانه بالليل.. ومرضيتش تخليني اصحى لها ماما وبابا.. حتى انا صبحت على ماما وخوفت أقولها إللى حصل إمبارح.. قولت لما اطمن عليها وبعدين ابقى أمهد ليهم اللى حصل عشان ميتعبوش.. أنت عارف بابا مش بيستحمل تتعب..

أومأ له "عبدالله" وداخله هاجس يخبره أن أخيه يكذب ولكن طاوعه للنهايه فخيوط الحقيقه بدايتها عند غمزه ونهايتها بالمصنع والأخرى زمام أمرها فى يده ما أن تطئ قدمه المصنع سوف يعلمها، أما أخته فلابد من التريث لسحب الحقيقه من على لسانها بدون مراوغه..

تنفس بعمق وزفر نفسه دفعه واحده قائلا باقتضاب:
-- تمام ياأحمد يالا نطمن عليها وبعدين نشوف ايه سبب اللى حصل..

من نبرة صوته علم أحمد ما يكنه عبدالله بصدره، هو دوما ظاهره عكس باطنه من يشاهده يرى الجانب المرح المشاكس ولكن الجانب الخفى فهو شخصيه عمليه جاده متعقل لأبعد حد، ولكنه يعطى لكى ذى حقه يفصل بين وقت المرح ووقت العمل، بين حياته الاسريه والعاطفيه، وبين حياته العمليه....
--------------------

طرق عبدالله الباب عدة طرقات وانتظر غمزه تجيبه، دقيقه اثنتان لم يأتيه ردها، ارتاب عبدالله فى أمرها، ذهب غرفة بسنت طرق عليها الباب، أجابته وهى تفتح هاتفه بقلق:
-- خير ياعبدالله فى أيه للخبط عالصبح..

بلهفه جذبها من يدها وذهب نحو غرفة غمزه قائلا بخوف:
-- ادخلى شوفى غمزه عشان مش هينفع ندخل أنا وأحمد عشان لو نايمه براحتها ..

عقبت عليه بقلق:
-- فى ايه ياعبدالله مالك مخضوض كده.. وحد الله فى قلبك ياحبيبى خير ان شاء الله هو فى حاجه حصلت انا معرفهاش..

صرخ عليها عبدالله بحده قائلا:
-- اخلصى وبطلى كتر اسئله وألا قسما بالله هدخل أنا واكسر كلام بابا واللى يحصل يحصل.. انجزى
قال كلماته بانفعال حاد منافيا لطبيعته..

أومأت له بسنت بصدمه وهلع من منظره المستشاط وقبضت سريعا على الباب فتحته ودلفت للداخل، أنارت إضاءة الغرفه وذهبت نحو غمزه ترى ما بها لكل تلك الثوره الصباحيه التى افتعلها أخيها، صاحت عليها بحنو، لم ترد عليها، دنت منها تهزها برفق لم تستجب لها، انحنت تجلس جوارها تقرصها من وجنتيها صعقت من اللهيب الذى سرى بين يديها، انتفضت واقفه مهروله تفتح الباب تقول بفزع :
-- الحقونى غمزه مولعه نار ومش بترد عليا..
-----------------

دفعها "عبدالله" جانبا وهرول يجرى للداخل والخوف يتصاعد داخله حد الرعب، دلف اليها بقلق مفرط وهو يراها متسطحة الفراش ووجهها حالك الحمره تتصبب عرقا وترتعش وكأن برد زمهرير احتل جسدها، انحنى يضمها لصدره بحنان أخوى، سكنت الدموع مقلتيه تهدد بالانهمار، رتب على وجهها يزيح تناثر خصلاتها من على وجنتيها مردفا بحزن:
-- مالك ياقلب اخوكِ أيه حصلك فى غيابى.. حقك عليا أنى سيبتك لوحدك ومشيت انا كان قلبى مش مطمن.. اصحى وردى عليا وبشرفى لو اللى فى دماغى صح لأجيبه تحت رجليكى متربط.. اصحى ياختى رقدتك على عينى بتنهش قلبى.. فوقى وحياة غلاوتى عندك مش هينفع تسيبيني زيها.. انتِ الذكرى الوحيده اللى من ريحتها وبتفكرنى بيها..
الى هنا وخارت قواه وانهار باكيا كالطفل الصغير..
--------------------

فى تلك الاثناء ذهب أحمد وأتى بحقيبته الطبيه، وعلى نواح عبدالله أتى عزت وأنعام ليصطدموا من منظر غمزه المريض وانهيار عبدالله الباكى..

جذب "عزت" "عبدالله" من زراعه عنوه وجعله يتنحى جانبا كى يعطى الفرصه ل"أحمد" للكشف عليها، طاوعه غصب ووقف يتطلع على هيئة أخته المزريه والقلق ينهشه بلا رحمه..
بينما "عزت" وقف يقلب كفيه بقلة حيله قلبه ملتاع على صغيرته ولا يعلم هوية ما حدث، وما السبب فى مرضها..
و"أنعام" ليست بأفضل حال عنه، تقف تأخذ "بسنت" بأحضانها تواسى قلبها على أختها..

فتح "أحمد" حقيبته وأخرج منها أمبول خافض للحراره، وآخر مضاد حيوى سريع المفعول كى يساعد فى إزالة السبب المؤدى لارتفاع حرارتها والذى من المؤكد سببه حرق زراعها وما ترتب عليه من تلوث كان السبب فى هذه الحاله..

انتهى من إسعافها وصاح على بسنت قائلا:
-- بسرعه روحى جيبى طبق فيه ميه ومكعبات تلج وفوطه صغيره عشان تعملى لها كمدات تساعد مع العلاج فى نزول الحراره، عشان كده غلط عليها لو منزلتش فى خلال ساعه هنقلها المستشفى واعلقلها محاليل، عشان غلط عليها تفضل كده..

هرولت بسنت تحضر ما أمر به أخيها، بينما أحمد حاول أن يوارى عينيه بعيد عن نظرات أبيه التى ترسل الكثير من الاسئله ومشى يجاور عبدالله فى صمته المبهم..
---------------------

ولكن قلب الأب لن يحتمل الصمت أكثر من ذلك، خطى عزت نحوه بقلب ينشطر حزنا على ابنته ووقف أمامهم يسألهم باستفسار:
-- دى أمانتى ليكم يابهوات.. أيه اللى حصل لأختكم عشان توصل للمرحله دى.. شكلها متبهدل وايديها ملفوفه ماعرف جرح ولا حرق.. أيه يارجالتى ياللى بقول عليكم سندى وضهرى اللى هصلب حيلى بيه وابقى عارف انى هسيب بنتى فى ايد رجاله هتصونها وتخاف عليها.. اختكم مالها حد فيكم ينطق انا مش هستحمل سكوتكم أكتر من كده...

هرول أليه أحمد وعبدالله والتفوا حوله يمسدوا على منكبيه بحب معتذرين له عن تقصيرهم الغير مقصود وهم يقولوا:
-- احنا اسفين يا بابا.. بس الموضوع احنا مالناش ذنب فيه..

اردف عبدالله بحزن :
-- انا كنت برا المصنع لما حصل الحريق ومعرفوش يوصلولى، ولما جيت وعرفت اتصلت ب أحمد وطمني انها بخير

تجرع عزت صدمة ما قاله عبدالله بهلع أذاب قلبه قلقا وحزنا

بينما استرسل أحمد
-- يا بابا أنا مكنش قصدى أخبى عليك.. بس الموضوع لما جينا بالليل كنتم نايمين وهى طلبت أنى مصحيش حضرتك علشان متتخضش وتتعب ولما تصحى كنت هحكى لحضرتك كل حاجه..

اشتدت الصدمه أكثر وأكثر، هل ابنته كانت تعانى طيلة يوم أمس وهو ليس لديه علم بما يحدث معها، تهاوت الأرض من تحت قدميه، وشعر برأسه تدور كطواحين الهواء، ترنح بوقفته ليسرع له أبنائه يحيطونه بحمايه مانعين سقوطه، اجلسوه على اقرب مقعد تحت صراخ أنعام وبسنت..
--------------------

جثت أنعام تحت قدميه، تحل أزار جلبابه تدلك له صدره وهى تواسيه وتطمانه على ابنته هاتفه بنبره حزينه:
-- عشان خاطرى اهدى وطمن قلبك غمزه هتبقى زى الفل بس هتتعب لو صحيت ولاقيتك انت اللى تعبان.. اجمد كده احنا مالناش غيرك ياعزت..
قالتها وانهارت فى البكاء

قليلا وهدء دوران رأسه وبدء يستعيد وعيه، زفر عزت نفسه على مهل واجابها بخفوت:
-- متعيطش ياانعام أنا كويس..

حاول النهوض من جديد وهو يقول:
-- اطلعوا برا وسيبونى مع بنتى لوحدينا..

قالها بأمر لتقاطعه بسنت معتذره بنبره حزينه:
-- لو تسمح يابابا هقعد معاكم عشان اعمل ل غمزه الكمدات اللى احمد قال عليها..

أشار لها بالخروج وهو يقول باللين:
-- معلش يابسنت ريحينى يابنتى اخرجى معاهم وانا اللى هعمل ليها الكمدات بنفسى..

أراد عبدالله أن يردعه عن رأيه حتى لا يشتد عليه المرض، زجره عزت بنظرات عينيه الغاضبه وهو يشير على الباب قائلا:
-- من غير مطرود برا.. لحد ما نتكلم واعرف أختك حصلها أيه...

انصرف الجميع ومكث هو معها يطالعها بنظرات موجعه حزينه رقدتها طريحة الفراش تنهش صدره وتدمى قلبه..
-------------------

لا حول ولا قوة الا بالله، لله الأمر من قبل ومن بعد..
هذا ما قاله عزت بمجرد أن انفرد بابنته..
تنهد بشفقه على حالها منذ أن وعيت على الدنيا وهى قليلة الحظ، بنيه جسديه ضعيفه ويُتّمْ أُم لَحِقْ بها وهى فى طفولتها..

صعد جوارها يضع على وجنتيها المنشفه المبللة بالماء المثلج لتلطيف حرارتها وحكاها بألم:
-- من يوم موت المرحومه أمك وانا حلفت لأكون ليكى الأم والأب وأشيل عنك اى حزن يطوف بعينك أو يسكن قلبك.. كنت ديما بشوف فيكى أمك الله يرحمها.. أنتى نسخه منها شكلها وملامحها الهاديه وروحها الحلوه وضحكتها اللى كانت بتنور أيامى.. وكانت زيك لو مهما تكون تعبانه وحزينه مكانتش تتكلم ولا تشيلنى همهما..

ابتلع غصه تضيق على أنفاسه وابتسامه حزينه أفرجتها شفتيه تكاد تظهر بياض أسنانه وتابع بألم:
-- وكأن "زهره" أمك لما ماتت محبتش تسيبني وحيد هديتك ليا عشان تواسينى فى بعدها..

بشرود استرسل يعلمها وكأنها تسمعه:
-- على الرغم "أنعام" ست كٌمل ومعاشرنى بما يرضى الله وبتحبكم وتخاف عليكم زى ولادها ويعلم الله أنى حبيبتها مع مرور الوقت والعشره اللى بينا..

انتفض داخله بمشاعر مدفونه يردف بنبره عاشقه لم يغيرها الزمن:
-- بس تفضل أمك ليها مكانه ومعزة ومحبه محدش يقدر يمسها ولا يقرب منها.. تفضل أمك الزهره الوحيده اللى عطرت سنين عمرى بحب لو توزع على العالم يكفى ويفيض..

انحنى يغير المنشفه لكى يرطبها بالماء المثلج وهو يلثم جبتها ويستكشف حرتراتها، حمدالله على انخفاض الحراره قليلا وأكمل بحب يشوبه القلق:
-- بس عارفه أنتى الوحيده بعد أمك اللى ليكِ نفس المكانه.. رقدتك دى فكرتنى بالحمى اللى جتلها بعد ولادتك أنتِ وأخوكِ واللى كانت السبب اللى عجل بقضاء ربنا واصطفاها عنده..

انسالت دمعه حزينه من عينيه كانت تأبى الهطول ولكن هل تنزل على أعز منها، كففها سريعا وهو ينفض ذلك المشهد من رأسه، ضمها لصدره بحمايه وخوف وهو يقول:
-- بعد الشر عليكى ياقلب ابوكى.. طولة العمر ليكى يابنت عمرى ان شاء الله أنا وأنتي لأ ياحبيبتى.. وحياة غلاوتى عندك شدى حيلك وقومي لى بالسلامه أنا من غيرك أموت.. أنا بعد موت زهره كنت أنتي الزهره اللى على حسها عشت.. من بعدكم الحياه متنعش، أنتم الزهرتين اللى معطرين حياتى.. بعدكم ماليش عيش عالدنيا ولا ينفعنى عطر زهور الدنيا....
ظل عزت هكذا ينتحب وهو يسترجع ذكرياته ويحدث بها ابنته حتى غفى جوارها...
---------------------

بالخارج يأخذ أحمد وعبدالله ردهة المنزل ذهابا وأيابا القلق على أبيهم يقتلهم بلا شفقه، ولكن لا يستطيع أحدهم تجاوز حدود الباب والولوج له، انتهى الأمر بصدور فرمان كلامه، كلا منهم يسب ويلعن بسبب تقصيرهم فى حق أبيهم وأختهم، ولكن هو لم يمهلهم حتى يوضحوا له حقيقة الأمر..

الصبر نفذ من صدره وضاقت به الأفق مئات السيناريوهات برأسه تطرحه يمين ويسار ولابد لها من أجابه، تركهم عبدالله وذهب غرفته استبدل ملابسه وارتدى بدله عمليه وخرج مندفعا كالصاروخ، لا يعلم احد وجهته..

صاحت عليه أنعام لم يستجب لندائها، صرخت على أحمد أن يلحق به، أوما لها بطاعه وهرول ورائه..

هبط عبدالله درجات السلم سريعا يقفز كل درجتين سويا، تبعه أحمد بقفزات أكثر اتساع، حتى لحق به قبل أن يصعد سيارته، جذبه بحده من ساعده ينهره بغضب:
-- واخد فى وشك زى القطر.. مش تفهمنا رايح فين.. لو بابا سأل عليك هقوله ايه مش كفايه عليه تعب غمزه.. اكبر بقى وحكم عقلك الدنيا والعه ومش حمل تهور..

نفض عبدالله يده من عليه وهو يفتح باب السياره قائلا:
-- رايح شغلى ياأحمد.. السر هناك ولازم اعرف ايه اللى حصل.. مش هستني أختى لما تروح منى
فهد الراوى وراه شياطين بتحفر لموته وأختى هتكون هى كبش الفدا عشان كشفتهم ولازم يتخلصوا منها عشان ينفذوا مخططاهم...

وقف أحمد مذهول من حديث أخيه فهو على علم بما حدث..
سأله أحمد باستفهام:
-- أنت عارف أن حريق المعمل مدبر

صاعقه ضربت أوصال عبدالله بعد تأكيد أحمد لظنه، صفع جبهته بغضب يطحن أسنانه بقهر على تركه لأخته تخوض تلك الحرب بمفردها..
أردف بغضب مفرط
-- انا كنت شاكك.. لان انا كنت عارف من غمزه أن هى هتعيد تحاليل العجول عشان تعرف سبب نفوقها وكانت عندها شك فى الدكتور اللى كان بيتابع العنابر قبل ما هى تيجى.. وبعدها على طول جه حريق المعمل.. لما تربط الخيوط ببعضها يبقى اختك اكتشفت حاجه خالاتهم يحاولوا يتخلصوا منها..

أنهى حديثه وهو يغلق باب سيارته وينطلق بها بسرعة الريح ووجهته مصانع الراوى للبحث والكشف عن الأيادي الخفيه لتلك المؤمراه التى كادت أن تنهى حياة أخته....

بينما أحمد ظل يتابع أثر الغبار الذى خلفته اطارات سيارة عبدالله وهو جاحظ العينين شارد الذهن يتمنى أن تتوقف الساعات ويرجع بعقارب الزمن ليوم رفض غمزه العمل مع فهد الراوى وهو سيكون أول مؤيد لها، تنهد بقلة حيله يقلب كفيه وهو يصعد للمنزل قائلا:
لله الأمر من قبل ومن بعد
--------------------

الصباح بنكه مختلفه فى مصانع الراوى حيث آثار دمار الحريق تركت بصماتها فى الأرجاء...

ترجل فهد من سيارته أعطى الحارس مفاتيح السياره لركنها بالجراج، وخطى هو نحو المعمل المضرم به الحريق، وجد سكرتيرته مريهان ولفيف من فريق البحث الجنائي الذين أتوا للبحث والتقصى عن سبب الحريق، القى عليهم التحيه باحترام وتركهم يؤدون عملهم بعمليه واستأذن منهم مغادر على أن يتموا عملهم ويصعدوا له ليتم استجوابه ومعرفة اذا كان لديه مشتبه فيه يشير اليه أصابع الاتهام..

غادر يباشر عمله وذهنه شريد فى المدعو خالد وكيفية الوصول اليه، صعد مكتبه وأمر مريهان بعدم السماح لأى شخص بالدخول اليه غير فريق البحث الجنائي، اومأت له بطاعه وغادرت تغلق الباب خلفها..

خلع عنه جاكيت حلته وعلقه بظهر مقعده وقعص أكمام قميصه وهو يجلس خلف مكتبه وبدء بتفريغ جميع كاميرات المصنع، لتظهر أمامه غمزه وهى تتحدث مع أخيها بالممر المؤدى للمعمل بعد أن خرجت من الاجتماع المبرم بينهم، ثم ذهب لمقطع داخل المعمل وجد كاميرته معطله، ضرب المكتب بقبضة يده مغتاظا..

زفر بنزق وعبث بواحده أخرى معلقه أمام الباب وجدها تحاور خالد بنظرات تهكميه وكأنها تتحداه وللأسف لسوء الحظ الكاميرات صوره بدون صوت، لعن غباء المهندس الذى قام بتركييها، قطم شفتيه بغضب فلم يصل لشئ بعد..

لم يستسلم أدار مؤشر الكامير على مقطع من داخل عنبر العجول شاهد غمزه وهى تاخذ عينات التحليل الجديده وخلفها الحقير خالد وهو يحوم حولها بنظرات وقحه وأخرى خبيثه متربصه لها..

أرجع رأسه للخلف يصفعها بشده عدة ضربات يكاد يفتك بنفسه من عجزه على الوصول لدليل يدين ذلك الخسيس، مسح على وجهه واعتدل يقترب من شاشة الحاسوب لعله يرى شئ مختلف، أخذ يقلب الشاشه لأعلى كى يشاهد اوقات مختلفه من نهار هذا اليوم المشؤوم..

شد انتباه انزواء خالد فى أحد الاركان يجرى اتصال ومن هيئته كان فى مشاده كلاميه عبر الهاتف جعلته يصيح بانفعال وبعدها هرول الى المعمل بنظرات شيطانيه متوعده موصد خلفه الباب، لينتهى الأمر بالداخل ويخرج ومظاهر الخوف مطبوعه على وجهه، قليلا وتصاعد الحريق..

مرء الوقت دون أن يعلم أحد بالامر، تنفس بصعوبه وهو يتخيل معاناة غمزه يالداخل، ثوانى وشاهد محاولة اقتحام كسر الباب وانقاذها، حالة من الهلع أصابته وهو يراه فى حالة لا يرثى لها، مات صريع منظرها، تلوت أحشائه فزعا على وجهها الشاحب كالموتى، تقطع نياط قلبه وهم ينتشلوها من بين ألسنة النار، لم يستطع مشاهدة أكثر من ذلك أغلق حاسوبه وهو يتوعد بأغلظ الإيمان لذلك الحقير بالانتقام منه اشد انتقام...
--------------------

دفع عبدالله الباب بحده تحت صياح السكرتيرة ومنعه من الدخول، استقام فهد بغضب يشاهد ما يحدث قائلا بنزق :
-- أيه التهريج ده يابشمهندس انت داخل زريبه مش تستأذن الأول ويااسمح لك يا مسمحلكش..

هاج عبدالله من كلمات فهد المهينه التى و للأسف دخوله جاء بالوقت الخطأ الذى فيه فهد فى أشد حالات الغضب..

صاح عبدالله باستهجان:
-- هى فعلا زريبه مدام مش عارف تأمن حياة الناس اللى شغاله معاك.. تقدر تقولى ذنب أختى ايه يبقى مصيرها الموت على أيد ناس عايزة تأذيك فتاخدها هى فى الرجلين..

كلمة الموت اعتصرت قلب فهد هشمته كشظايا البلور نزف دمائه قطره قطره مع كل حرف خرج من فمه..
حدث نفسه بتيه:
-- أى موت هذا الذى سيأخذ منه عشقه الذى تمناه، هل يخرف هذا المعتوه، حبيبتى أفديها بعمرى ولا تتأذى بمثقال ذره..

احتقن وجهه فهد وقبض على يده بقوه حتى أبيضت أنامله محاولا التحكم فى أعصابه كى لا يتهور عليه ويخسره للأبد، خرج من خلف مكتبه وأشار للسكرتيره بالخروج وغلق الباب خلفها.

وقف أمامه يتحدث معه بتعقل قائلا:
-- حقك عليا لو انفعلت عليك.. بس احنا كبار كفايه عشان نخلى بالنا من تصرفتنا.. وخصوصا احنا بينا نسب مينفعش نصغر نفسنا قدام الناس..

زفر عبدالله أنفاسه بحنق محاولا التريث قليلا معقبا عليه وهو يحق نفسه له قائلا:
-- أنا كمان بعتذر على طريقة دخولى الهمجيه.. بس مريهان منعتني من الدخول ليك وقالت لى دى اوامرك.. وده جننى خصوصا أنى جاى شايط اصلا بعد تعب غمزه فى البيت..

نغزة أصابت قلبه عن أى تعب يتحدث هل حبيبتى مريضه..
بلهفه سأله فهد:
-- مالها غمزه هى كانت ماشيه من عندنا وكانت كويسه..

صدمه أخرى تلقاها عبدالله، متى ذهبت غمزه دوار الراوى، وكيف وهى بالأصل كانت متواجده مع أخيه بعيادته، وكيف ذهبت من الأساس من المصنع ومع من، شُتَّ عقله وجُن من تزاحم الأسئله..

تطلع عبدالله ل فهد وهو يزوى بعينيه قائلا باستفهام:
-- معلش لامؤاخذه فى السؤال هى غمزة كانت عندكم بتعمل ايه وهى المفروض كانت فى العياده عند أحمد.. محتاج تفسير عشان أنا جنانى واقف عالشعره وممكن اصور قتيل...

لعن فهد زلفة لسانه ولهفته التى ستفضح أمره الان، ولكن بالامباله جمع زمام أمره بأنه سيقص له ما حدث ويصرح له بحبه لأخته ولنيته فى الارتباط بها، بهدوء عكس ما يجيش بصدره أمسكه من ساعده واخذه وجلس به على أريكة مكتبه الجانبيه وبدء يقص عليه منذ أن شاهد غمزة مع مريهان بالسياره حتى قدوم أحمد مساء ليأخذها نتيجة سهوهم غير المقصود، مع احتفاظه ببعض التفاصيل التى تخصه وهو وغمزه وأيضا نومها بغرفته لضيق أفق عبدالله فمن الممكن عدم تفهمه فيكفيه أحمد وتيبس رأسه عندما علم بالأمر، انتهى من قص ما حدث، وانتظر رد فعل عبدالله..

نهض عبدالله يدور كالليث المذبوح لا يدرى بأى مصيبه وضع بيديه أخته فيها..

تعاطف فهد مع حالته اعتدل واقفا أمامه قائلا بصدق:
-- بص ياعبدالله أنا بحب غمزه ويعلم ربنا من قبل موضوع حريق المعمل، أنا راجل قوى بحب ادخل البيت من بابه، أنا صارحت أحمد بحبى ل غمزه بس كنت مستنى الوقت المناسب عشان أجى أتقدم رسمى.. ودالوقت بكرر طلبى تانى واتمنى انك توافق..

مسح عبدالله على وجهه يستجمع مع يحدث معه قائلا بهذيان:
-- غمزة ايديها اتحرقت.. وجت عندكم الدوار. ونامت كمان.. وانا زى أطرش في زفه معرفش.. أختى ماتت وحيت وانت جاى تقولى بتحبها وعاوز تتجوزها.. طب هو فى حد طبيعى ممكن يستوعب ده كله.. ولا انا اللى فيوز مخى لاسعت ومش قادر استوعب.

ربت فهد على كتفه قائلا:
-- اهدى وانت تستوعب.. صدقنى الموضوع حله عندى.. وانا مش هفرط فى حقها وهجيب اللى أذاها تحت رجليها.. بس ساعدني ارتبط بيها بسرعه عشان اقدر أحميها لكن طول ما هى بعيد عنى مش هقدر أحميها ..
اجابه عبدالله باقتضاب
-- بالعكس لما هتكون جانبك الخطر عليها هيكون اكبر..

تابع برفض لين فهو عاشق أضناه الهوى يستشعر صدق حديثه:
-- عارف يافهد لو اتقدمت فى وقت تانى وصارحتينى بمشاعرك انا كنت رحبت بيك.. أنا مش هلاقي زوج احسن منك يحب أختى.. أنا عاشق واقدر أشوف لمعة العشق فى عينيك لأختى.. بس الأحسن تسيب غمزه فى حالها يافهد انتم متنفعوش بعض.. مشاكلك كتير واختى اغلب من الغلب.. دى محيلتهاش غير ضحكتها و دمعتها ميغركش قوتها اللى بتظهرها قدامك.. هى أضعف خلق الله انت لسه متعرفهاش...
_____________

سهم كلماته اخترقه و زلزل روحه وقطع نياط قلبه، فجيعته الآن فى رفضه أشد وطأه على خافقه من أى شئ مرء بحياته، نظرة ضياع سكنت عينيه وهو يطالع من ذبح روحه، رغم أن قراره أرعد أوصاله ولكن كظم حزنه وحاول الثبات..

بثقه وهامه مرفوعه لا تشوبها شائبه خطى نحو مكتبه جلس خلفه، حك جبهته بإصرار وهو يطالعه بنظره شموليه غامضه قائلا بتفهم:
-- بص ياعبدالله يعجبني حبك وخوفك على أختك.. ويمكن ده من الأسباب اللى خالتنى أوافق على جوازك من أختى.. ماهو اللى مالوش خير فى أخته مش هيبقى ليه خير فى مراتة .. ولا أيه...؟!
قالها بمكر وهو يتبادل معه نظرات ذات مغزى..

تابع يعلمه بأمر مبطن بلين:
-- بس عايزك تفهم كويس أنا بحب غمزه وهتجوزها الموضوع مسألة وقت مش أكتر.. فكل اللى أنا محتاجه تتفهم موقفى وتعرف انى مش هتهاون فى حمايتها.. وياريت متكنش أنت العقبه اللى تقف فى طريقى.. أنا بحترمك وبقدرك واعتبرتك أخ ليا من يوم ما خطبت أختى.. بس وقت الجد الكلام هيبقى مع عمى عزت.. مش تقليل منك لا سمح الله.. يعلم ربنا انا بخوفك على أختك زدت رجوله فى نظرى.. بس أنا مش هسمح لحد ياخد منى حب العمر اللى كنت مستنيه..

أنهى حديثه بدهاء رجل الأعمال قلب الطاوله على عبدالله، حبسه فى زوايا صعب الخروج منها..

كتم عبدالله أنفاسه بغيظ لا يدرى بماذا يجيب عليه، كلامه المبطن له رائحه غير مستحبه، أختى وحبيبتى، يعلم الله أنى احترمه وكنت سأرحب به زوج لاختى لولا تلك المصائب التى تحيط به، رفضى خوف على قطعه من روح أمى، ماذا انا بفاعل الآن بعد أن ربط وثاقى، كيف سأحل هذا القيد..

زفر نفسه دفعه واحده وهو يطحن على أنيابه قائلا بثبات:
-- رغم كلامك فى تلميحات مش مريحه.. بس أنا قولت لك لو ظروفك غير دى كنت انا اول واحد هشجع وارحب بجوازك من أختى.. أنت راجل تشرف أى عيله تناسبها..

تبادل الركلات مع فهد ودفع له قذيفة كلمات رجوليه مثلما فعل معه بالمثل..

تابع بثقه:
-- عموما أنت قولت كلامك هيكون مع بابا وهو صاحب القرار الأخير سواء بالرفض أو القبول.. وفى النهايه وفوق كل شئ سعادة أختى هى اللى تهمنى..

لم تمرء هنيهه وتبدل حاله واستطرد بخوف وقلق لاح بنبرة صوته وهو يقول:
-- المهم دالوقت وقبل الكلام فى الحب والجواز لازم نأمن غمزه ونمسك الدكتور خالد فى أسرع وقت.. كده زمام الأمور هيفلت ومش هنعرف مين وراه.. لو بتحبها حقيقى اثبت خوفك عليها وحمايتك ليها.. خالينى أشجع جوازك منها واضرب بخوفى عرض الحيطه..
قالها بقلب أخ ملتاع مقهور على حال شقيقته وما وصلت اليه على يده، يندم أشد الندم الآن انه هو من أتى بها الى هذا المكان..

زفر فهد براحه لتلك النتيجه التى وصل إليها وعليه أن يتشبث بها ويتبادل مع كل الأطراف بالأمان والثقه حتى يباركوا تلك الزيجه..

أومأ له فهد متفهم قلقه وخوفه مردفا :
-- اكيد طبعا ده شغلى الشاغل من دالوقت.. أنت قبل ما تدخل كنت بفرغ الكاميرات واخدت منها نسخه قبل ما أسلمها لفريق البحث الجنائي، لما ربط كلام غمزه بمقاطع الفيديو لاقيت كلامها مظبوط.. واللى شككني أكتر الكاميرا الداخليه للمعمل متعطله فى اليوم ده.. وكمان غمزه قالت انه اخد منها الملف اللى فيه نتيجة التحاليل الجديده.. بس هو غبى لان ببساطه سهل نعيد نتيجة التحاليل من تانى ونثبت عليه جريمته.. بس اللى مجننى خالد عمل مكالمة تليفون وبعدها دخل ل غمزه المعمل وحصل اللى حصل.. وشكله كان بيتخانق مع اللى بيكلمه.. بس للأسف الكاميرا صوره من غير صوت..

قاطعه عبدالله باندفاع
-- متشيلش هم الكاميرات المهندس اللى ركبهم صاحبى وسهل أجيبه ونسأله لو فى حل عشان يظهر صوت الفيديو..

كور فهد قبضة يده وصفع المكتب بحبور لبدء تجميع الخيوط، ولكن هو بحاجه لمساعدة من نوع آخر حتى يتمكن سريعا من القبض عليه، طرأ بفكره صديقه "مروان" خطيب مريهان وعلاقاته الكثيره، فهو نظرا لسفره الذى دام لسنوات انقطعت صلته بالكثير من أصدقائه ولم يظل على تواصل الا مع "أحمد و مروان"
قطع لحظات تفكيرهم طرقات الباب ودخول مريهان وهى تقول:
-- آسفه يافندم رجال البحث الجنائي عايزين حضرتك

هز رأسه بترحيب قائلا
-- تمام دخليهم
قالها واستقام من خلف مكتبه كى يستقبلهم..

جلس جميعهم على طاولة الاجتماعات وأدار رئيس المباحث الجلسه موجها بعض الاسئله ل فهد وبالتبعيه ل عبدلله والتى أسفر عنها أن أصابع الاتهام تشير الى المدعو خالد، أنهى الضابط
وجلس جميعهم على طاولة الاجتماعات وأدار رئيس المباحث الجلسه موجها بعض الاسئله ل فهد وبالتبعيه ل عبدلله والتى أسفر عنها أن أصابع الاتهام تشير الى المدعو خالد، أنهى الضابط المسؤول استجوابه وأغلق ملف التحقيق على وعد منه للوصول للجانى فى اقرب وقت، صافحوا بعضهم البعض وذهبوا جميعهم..

مكث فهد وعبدالله يتبادلون نظرات صامته كلا منهم فكره مشغول بشكل مختلف، حتى قطع الصمت صوت فهد وهو يقول:
-- معلش ياعبدالله أنا عارف بتقل عليك بس أنا دماغى فيها مية حاجه ومش عايز اشتت تركيزى بعيد عن الهدف الأساسى عشان أقدر أوصل ل خالد قبل الشرطه.. أنا عايز منك تشوف لى مهندس يظبط لى الاتلافات اللى حصلت فى المعمل بأسرع وقت.. عشان ارجع أشغله بسرعه وأعيد نتايج التحاليل من جديد.. لأنى ده هيكون اثبات قوى فى ادانة الحقير اللى اسمه خالد.. وأنا مش هينفع اعملها برا عشان سمعة المصنع متضرش كفايه الخراب اللى انا فيه.. بس ياريت بسرعه عشان الوقت مش فى مصلحتنا..

حدقه عبدالله بذهول وهو يحك مؤخرة رأسه ببلاهه قائلا:
-- هو أنا وأخواتى وقعنا فى قرعة مشاكلك انت وعيلتك.. مره عايز دكتوره وزى العبيط جيبتلك غمزه ودالوقت هطب زى الجردل واقولك عندى أختى البشمهندسه بسنت.. هو انا كده راجل طبيعى عاقل وبيفهم..

قال كلماته بعفويه لا تناسب سنه ولا تناسب فتحة صدره وخشونة صوته وحميته وخوفه على أخته منذ قليل، على ما يبدو أنه انفصام شخصيه متأصل بهذه العائله تاره غمزه وتاره عبدالله، توأمان متشابهان حتى فى التقلبات المزاجيه..

ضحك فهد على دعابته واستحسن فكرته، حاوط منكبيه بسعاده لوجود أخ مثله بحياته يشاطره أحزانه ويشاركه مشاكل حياته بسعة صدر، أومأ له بحبور شاكر تعاونه على وعد منه أنه لن يخذل ثقته فيه....

-----------------
التفاعل من سئ لاسوء واكيد مش يرضيكم مجهودى المهدور بدون تقدير فضلا راعوا ان انا مضغوطه نفسياً وجسديا وبكتب علشان متزعلوش مني فضلاً 500 لايك وكومنت برأيكم تقديراً لمجهودى
يتبع.....

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close