رواية غمزة الفهد الفصل الثالث والعشرين 23 بقلم ياسمين الهجرسي
--------------
رواية(غمزة الفهد حب بالمصادفه) مسجله حصرى بأسمى ياسمين الهجرسى ممنوع منعا باتا النقل أو الاقتباس أو النشر فى اى موقع أو مدونه أو جروب او صفحه حتى ولو شخصيه من دون اذنى ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للمسأله القانونيه
--------------------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
----------------
الحب سلطان لذلك هو فوق قانون البشر، حرب ضاريه يخوضها المحب بين القلب والعقل سهل أن يبدأها ويشعلها بكلمه ولكن من الصعب أن يخمدها بذات نفس الكلمه...
ظل على وضعه يتأملها حتى غفى، لم يمضى الكثير من الوقت حتى استيقظ فزع على صوت صراخها وأنينها العالى جحظت عينيه وهو يراها مغلقة العينين تبكى وتنتحب بألم..
نهض مرتعب هرول أليها وجلس جوارها وبدء فى إيقاظها هامسا :
-- غمزه غمزتي اصحي يالا حبيبتي نطقها بلسانه وقلبه مستمتع بياء الملكيه بين شفتيه..
اضطربت جفونها بتثاقل وهى ترفرف بأهدابها، أفرجت عن مقلتيها ومازالت غشاوة النوم تحيط بعينيها، حملقت باستغراب من وجوده أمامها، لم تعى على حالها بعد، أردفت تحدث نفسها ما بين اليقظة والنوم :
-- معقول أكون بحلم بالمغرور ده.. شكلي خرفت.. بس أنا ازاى جيت ودخلت أوضتي كمان..
همسها وصل الى مسامع فهد ابتسم قائلا:
-- أهدى الأول وبعدين انا اسمي فهد مش المغرور.. وبعمل أيه هنا انتي اللي في أوضتي وأنا اللي المفروض أسألك بتعملى ايه فى أوضتى وعلى سريرى كمان...
قال الأخيره بتلاعب وهو يطالعها باشتهاء يزدرد لعابه من قربها وهيئتها الفوضويه المهلكه..
انصهرت "غمزه" خجلاً من تلميحه متذكره ما حدث معها، وضعت يدها على شعرها تتحسسه بفزع وهى تصيح
-- آه زينه والحجاب والدبوس بابا وماما زمانهم قلقنين عليه..
هذت بكلمات غير مترابطة وشرعت تبكى وهى تقول:
-- يانهار أسود أنا ايه الى عملته فى نفسى ده.. هى الساعه كام دالوقت
دست يدها بجيب سروالها لتخرج هاتفها وجدت بطاريته فارغه من الشحن لعنت حظها متحدثه بغيظ:
-- هي ناقصاك انت كمان
تابعت بحيره وهى تلتفت حول نفسها:
-- فين حجابي
جالت بعينيها تبحث عنه، ولطول شعرها تمردت خصلاتها وانسدلت بانسيابيه توارى خلفها وجهها الملائكى، زفرت بحنق من خصلاتها المزعجه التى تعيقها، رفعت يدها تزيح تلك الخصلات عن مرمى عينيها..
بينما يجلس فهد مستمتع بحالة الفوضى والتيه التى هى عليهما، لم يصادف مثلها يوما جميله مميزة بكل شئ، فى نومها وصحوها حالتها تدعوه للتأمل فيها بإعجاب شديد وعشق من زمن الأساطير، لم يتخيل يوما أن يعيش حالة حب بهذا الشكل، صدفة لقاء كانت السبب فى أن تتوغل ثنايا روحه بدون عناء، زوى بين عينيه ولمْعت الدهشة تسكنهما من حاله كلما تذكر اضرابه عن الحب سابقا..
رمقها بتيه وقلبه يطرح سؤال على عقله :
-- قلبـي كـان مُـعـطَّـلاً ،،،،!
كيف أعدتَّ إصلاحهُ بنظرة
أجابه عقله:
-- الحب لا يعرف زمان ولا مكان يأتى بدون مواعيد يدخل قلبك دون استئذان..
قطع شروده صوت صراخها عندما باغتهم انقطاع النور فجأه، لترمى نفسها داخل أحضانه تتشبث بملابسه كالطفله الصغيره..
حركتها العفويه أدهشته، هى من تمثل القوه دوما تبهره بالنقيض، ولكن لا ينكر اندفاعها نال إعجابه تلك المره، هى بين يديه داخل أحضانه، يستشعر أنفاسها الحاره وهى تندفع تعانق صدره، راحتيها المتشبثه بمنكبيه تذيب أوردته، همهمتها الفزعه أضرمت الحرائق فى ثباته، انتشى بسعاده وبسط كفيه يقربها منه أكثر وهو يمسد على شعرها بحنو
محدثا نفسه باصرار:
-- وحياة حضنك ده ما هتبعدى عني تاني..
أبتلع جفاف لعابه يجلى صوته قائلا:
-- أهدى يا غمزتي النور هيجي حالا.
قالها وهو يشدد من ضمها وأنامله تتحسس شعرها..
خجلت غمزه من نفسها ووضعها وهى بين أحضانه، دفعته بتراخى و ابتعدت عن صدره وظلت متشبثه بزراعه وهى تقول:
-- أنا آسفه علي اللي حصل بس أنا عندى فوبيه من الضلمه فعلا..
قالتها وهى مطأطأه الرأس ضاق تنفسها صعودا وهبوطا تستنشق الهواء بصعوبه.
على الرغم من حزنه لخروجها من صدره ولكن لا يساوى قدر فزعه من شحوب وجهها واضطراب تنفسها، أمسك راحتيها يلثمهما بحب يطمئنها برفق قائلا:
-- أهدى اتنفسي بالراحه وأنا معاكي وعمرى ما هسيبك..
قالها وبسط زراعه على الكومودينو المجاور للفراش جذب هاتفه وفتح كشاف الاضاءه..
انسلت عبراتها وأخذت شهقات بكائها تتعالى وهى تقول:
-- أنا تعبانه وعاوزه اروح سيبني أمشي..
عقب عليها فهد بتروى :
-- أهدى أولا النور قاطع في البلد كلها ومش هينفع تخرجي دلوقت.. ده غير أن الوقت اتأخر يعني مش هينفع تروحي لوحدك..
قاطعته برفض :
-- لأ مش هينفع أقعد أكتر من كده.. خلاص أنا هتصل علي عبدالله او أبيه أحمد...
ابتسامه هادئه زينت ثغره وهو يقول:
-- طب مينفعش أوصلك أنا
ثم تابع بشفقه على حالها من نظراتها المندهشه
-- ممكن تهدي عشان أنا مش هتستحمل انك تعيطي .
قالها بنبره لينه عطوفه اخترقت حواسها..
-----------------
جفلت من همسه الذى لامس روحها، لامت نفسها لاستكانتها بهذا الشكل المخجل، نحت خوفها من الظلام جانبا، وانتصبت تعتدل تلملم شتاتها، زفرت تهدئ وتيرة تنفسها ثم استدارت بجسدها للجهه المعاكسه للفراش، تجلس على حافته تتدلى بقدميها أسفله، تحاول التماسك ولكن خانتها شهقاتها المتألمه..
استقام فهد فزعا مهرولا اليها ممسكا براحتيها قائلا بخوف
-- عشان خاطرى بطلى عياط، قلبى بيوجعنى عليكى وأنا شايف حبات اللولى نزله حزينه من عيونك..
قالها وبسط انامله يزيل عبراتها المنسابه على وجنتيها..
ارتعشت أوصالها من قربه ولمسه وهمسه لتتسارع عبراتها أكثر فى الانهمار، لا تدرى السبب الحقيقى الآن لبكائها أهوَ من فوبيا الظلام أم من مشاعرها التى ستخونها وتفقد السيطره عليها أمام سطوة عشقه التى تلمع بعينيه وتبوح بها شفتيه، ما ينقصها فقط أن يُصرح بها بوضوح، خارت قواها وشعرت ان قلبها ينشق نصفين، يتأرجح بين أختها وحبيبها، تنهدت بشجن وقلة حيلة تعتصر قلبها، استنشقت عبراتها وهتفت عكس ما يجيش بصدرها:
-- عايزنى اقعد وعاوزني مش اعيط ازاى بس وأنا بشكلي ده هدومى مقطعه و شعرى مفرود ومش هعرف المه ولا ألبس الحجاب وكمان مش هعرف اخرج بالشكل ده
نكست رأسها وتابعت بخزى
-- ده غير الذنب اللي أخذته عشان أنت شوفتيني كده...
على عكس ما قالته باغتها فهد قائلا:
-- ممكن اطلب منك طلب تبطلي عياط واسمحيلي أسألك سؤال بس تجاوبيني بصراحه..
انتي مرتبطه....؟؟!!
نطق ما يتوجس منه وجلس تحت اقدامها يقعص ساقيه تحت فخذيه يضع كفيه تحت ذقنه يتطلع لها وابتسامه عاشقه تزين محياه....
حدقته غمزه بتيه وشردت في ابتسامته التى تشع نور ودفئ، تبعث طمأنينة فى النفس، كلمته لم تكن ذات نغمه عاشقه ولكن لامست أوتار قلبها فهى تشعر أنها تمهيد لما تحس به فى اهتمامه ونبرة صوته..
استفاقت من شرودها علي صوت فهد المتسائل بنبرة شجيه :
-- مردتيش عليا أنتى مرتبطه
بلا وعى حسها قلبها على الرد بدون مراوغه، شجعها عقلها أن تغتنم هذه الفرصه التى من الممكن أن لا تعوض، شحذوا أثنتيهم عزيمتها أن تنحى الخلافات جانبا وتتنعم بعشق لن ترى مثيل له بعفويه أجابته:
-- لا مش مرتبطه..
---------------
تراقصت السعاده بصدره وأقامت احتفالات من شدة صخبها يدق خافقه بلا هواده، أخيرا ارتاح من عناء ما كان يعتمل صدره بأن تكون محبه لغيره، اعتدل يرتكز على ركبتيه جاثيا أمامها وهو يقول:
-- انا بصراحه عاوز اتجوزك.. انا راجل صريح وماليش فى اللف والدوران ومن الآخر انتي حراميه وسرقتي مني اغلا حاجه عندى.
لم تحيبه طلبه للزواج بها، وتشبثت بالكلمه الثانيه تهاتفه مبتسمه بخجل:
-- أنا حراميه سرقت منك أيه بقى..
وتابعت تضحك بمزاح:
-- أنا حتى بأيد واحده
قالتها ورفعت يدها للأعلى تكمل
-- لدرجه أنى مش عارفه أربط شعري.. ينفع اسرقك عمرك شفت حرامي بأيد واحده .
حاصرها فهد أكثر، ليزعزع ترددها وترضخ لعشقه بحس مرهف أجابها:
-- أيوه سرقتى قلبي..
همسها وامسك يدها ووضعها على قلبه يستطرد بمشاعر جياشه قائلا "
-- أنا بحبك.. حبيتك وعشقتك وانتهى أمرى وأنا بهواكِ.. صدقينى مش هقدر أعيش يوم ثاني من غيرك ..
تبدلت نبرته قائلا بإصرار:
-- ومحتاج اسمع ردك دالوقت...
تلجم لسانها هاهو يبوح بحبه يعلن عشقه، ماذا تريد أكثر من هذا..؟!
رجل حنون عاشق رغم ما تفعله به متمسك بها، تسارع رهيب مازال يطرحها يمينا ويسارا لكفة من ستميل اى الطرفين ستختار، أجابته غمزه بحيره:
-- هتصدقنى لو انا مش عارفه اقولك ايه.. احنا ظروفنا مختلفه عن أى اتنين بيحبوا بعض..
-------------------
قاطعها فهد من استرسال حديثها السخيف البالى الذى سيدمر حبهم، وأخذ اجابتها وأدارها بحنكه وبنبره محبه عاشقه عقب عليها وهو يرفع ذقنها لتنظر لعينيه:
-- سيبك من كل الخلافات وخالينا فى اللحظه دي وبصى فى عينى وقولي اللي أنتى حسه بيه من ناحيتى غير ما تتكسفي
وكأنما القى عليها تعويذه سحرتها، هامت فى عينيه التى تسحبها لتتوه داخل بُنيتها، رمقته قليلا بتيه واستفاقت لتحيد بعيدا عن مرمى سهام عينيه التى أصابت قلبها هاتفه بتلعثم:
-- منكرش أنى مرتاحه وأنا بتكلم معاك.. رغم الصدف اللى بتجمعنا وديما بكون عصبيه وعنيده معاك على غير عادتى وده فى حد ذاته مجننى.. ديما كنت بسأل نفسى ليه أنت بالذات اللى بحب اتحداه وأشاكسه.. ليه بفرح من قربك.. ليه خوفك عليا بيرضينى.. شيفاك أمانى فى عز خوفى رغم أنى بترعب من الظلمه بس مش فارق معايا عشان انت جانبى.. رغم الباب مقفول علينا بس عارفه أنك حمايتى وقد الثقه.. ماهو إلى يدافع عن أختى بالشكل ده استحاله يخون ويغدر باللى حبها قلبه، وبرغم ده كله ومشاعر كتير مش هقدر ابوح بيها دالوقت مش عارفه ايه المفروض اقوله فى كل الظروف اللى محوطانه...
تنهد فهد براحه من حديثها المرهف الذى أثلج صدره، أمسك براحتيها يرمقها بنظرات عاشقه وهو يقول :
-- اولا كده انا مش بحبك أنا اتخطيت المرحله دى أنا بعشقك.. ثانيا أنا عاوز اتجوزك ومش هتندمي فعلا وأى خلافات سيبها على جنب أنا كفيل بيها.. ولو على بسنت ، ريان بيعشقها بجنون بس حظه انه دخل بطريقه غلط.. بس أنا مش حابب اتكلم عنهم دالوقت..
زفر نفس حار وصمت قليلا، قبض على عينيه كمن يود سجن صورتها داخل مقلتيه كى لا يهرب محياها من مخيلته، كور كفيه حتى أبيضت أنامله، ضغط عليهم بخوف وهو يقطم باطن شفتيه مما سوف يتفوه به تحدث بتردد :
-- وافقى على جوازنا ولو حسيتِ أنك مش مرتاحه معايا هطلاقك وده وعدي ليكي.. بس بشرط.
ختمها بسؤال مبهم ليرى تبدل ملامحها ليتهاوى قلبه من هيئتها....
---------------------
أجفلت غمزه وحملقت بعدم استيعاب من حديثه، قطبت بين حاجبيها ونغزه اخترقت جنباتها أردفت بحذر :
-- ايه هو شرطك
قالتها وتملك منها التوتر، قربه وتمسكه براحتيها كالطفل الذى يلتمس عطف أمه فى تلبية طلبه، جعلها تأنب نفسها على ما وصل له فى عشقها استرسلت بتوجس:
-- بس ياريت ما تظلمنيش بشرطك...
بلهفه عقب عليها فهد :
-- عمري ما أظلمك.. يوم ما أظلمك أبقى ظلمت نفسي لأنك نفسي...
سمح لعينيه أن تتعمق بالنظر للوزتيها يسبح فى بركة العسل الصافى المنساب منهم، رفع راحتها ولثم باطنها وهو يقول بنبرة عطوفه حانيه :
-- شرطي أنك تسبيلي نفسك لما نتجوز.. أنا عارف أن فى حاجات كتير حصلت شوشرة على مشاعرك عشان كده شايف ديما التردد والقلق فى عينيكِ من ناحيتى.. عارف أنك خايفه لأكون زى ريان هوائي وبتاع بنات.. بس صدقينى أنا قلبي معرفش معنى الحب ولا لوعة العشق الا لما شافك.. وحياة غلاوتك أنا مش هضيع ثانيه غير ما هخليكي تعشقيني ومتقدريش تتنفسي من غيري.. وعد عليا لأخلى حضنى أمانك ويشهد عليا ربنا مش هخليكى تندمى...
حديثه أذابها ودغدغ أوصالها تاهت بين عزف شفتيه ورنين كلماته يخترق خافقها، ولكن سرعان ما زجرت نفسها من حالة النشوى التى احتلتها لتعود غمزه المندفعه رفعت حاحيبيها تعقب عليه بتهكم:
-- يا سلام على الثقه.. شكلك بتشوف أفلام كتير..
سحبت يدها متحدثه بتعقل :
-- ممكن نتكلم جد شويه.. أنا ماعرفش عنك حاجه ولا انت تعرف عني حاجه.. علاقتنا سطحيه مبنيه على معرفة الاهل ببعضها.. والصدف الغريبه اللى المواقف بتحطنا فيها.. لكن أنا وأنت منعرفش بعض كفايه يبقى أزاى نتجوز...
أجابها فهد باندفاع :
- ما هو بصراحه لازم نكتب كتابنا عشان أنا لما بشوفك بمسك نفسي بالعافيه وساعتها نبقى نتعرف براحتنا..
استقام واقفا يمسح على وجهه بحنق يتابع بضيق:
-- يعني أنا دالوقت بتمنى أنى أكون أعمى عشان انتي قاعده قدامي بشعرك وماشاء الله زمان زنوبي قد كده..
قالها وهو يفتح زراعيه علي مصرعيهما مكملا وهو يرمقها بشغف:
-- آه أنا بشوف بنات كتير بشعرها.. بس مفيش واحده فيهم أنا اتمنتها.. يعني كأني مش شيفهم.. لاكن أنتى نمرتي الشرسه كشمائى اللي احتلت مشاعرى وكياني وقلبي وروحي وعشان كده لازم تبقي حلالي.. عشان اقدر اتعامل معاكي براحتي.. وساعتها هدخلك جوه ضلوعي.. هحطك في قلبي عشان تبقي انتي نبضه.. وهخبيكي عن عيون الناس كلها.. وليكِ منى مش هنعمل فرح اللي لما تقولي أنك حبتيني.. ساعتها هتبقي مراتي قولا وفعلا....
--------------------
قطعة عليه غمزه لحظه تمناها كثيرا وهى تعتدل واقفه وكأنها لم تستمع له تهتف مغيره للحوار:
-- انا عاوزه امشي لو سمحت وأهي فرصه أن النور قاطع يعني محدش هيشوفني...
قالتها وبسطت يدها برباط شعرها تتابع بلامباله :
-- و لو سمحت اربط لى شعرى بالتوكه عشان أيدى محروقه ومش هعرف ألمه...
جحظ فهد من فعلتها وتملصها من الرد عليه جز على أنيابه بغيظ يجيبها بعصبيه:
-- بقولك عاوز اعرف رأيك وأنتى تقولي اربط لى شعرى.. أنتى مجنونه ايه اللي بتقوليه ده وازاى أصلا هتمشى لوحدك والنور قاطع.. انا هكلم أحمد و هاجي أوصلك معاه بس لازم أعرف رأيك الأول.
أنهى كلامه بغضب وهو يحاول الثبات أمام تلك الشقيه المغويه كم يود التهامها الآن..
رمقته غمزه ببرأه تسبل أهدابها بنعومه و باستفهام واهى كما لو أنها لا تعلم سبب عصبيته سألته :
-- أنت متعصب ليه هو لو انا مش موافقه كنت هخليك تلمس شعرى..
قالتها ومنحته ابتسامه جميله ولمعت عينيها ببريق حبه تستطرد بحبور:
-- ما هو إن شاء الله ربنا هيبدل سيئاتي حسنات لما نتجوز.. ولو موت ربنا هيسامحني عشان ربنا كبير.. وعشان مفيش قدامي حل غير أنك أنت اللي تربط شعرى ويبقي ذنب واحد.. بدل ما أخرج قدام الناس وأخد ذنوب كتير.. فأنا اخترت أنك أنت تكون ذنبي دلوقتي.
جباره ياغمزتى قالها باندفاع وعدم تصديق تلك القزمه دوما تفعل ما خارج التوقعات زفر براحه قائلا:
-- وقعتى قلبى يانمره.. أنتى كتلة نور ونار.. داء ودواء.. يابختى بيكِ ياكشمائى..
تابع فهد بنفى:
--وبعدين أنا مستحيل أبقى ذنبك.. أنتى اللى هتاخدى بأيدى للجنه ياعمرى.. أنا عمرى قلبى ما ضلنى ومن ساعة ما شوفتك قولت أنك نصيبي الحلو اللى هكمل بيه دينى وهتحلى بيه دنيتى...
--------------------
ابتسامه عاشقه زينت محياه وبسط يده أخد منها رباط شعرها واستدار يقف خلفها، توغلت أنامله بين خصلات شعرها، اقترب ودنى بأنفه من رأسها مغمض العينين يشتم رائحة عطر الياسمين التى تفوح منه متحدثا بانتشاء:
-- "عشقتك اسما وعشقتك رسما"
"عشقتك روحا وعشقتك بوحا"
"عشقتك بكل معنى العشق"
"عشقك محدود وعشقى بلا حدود"
تنهد بهيام وهو يتحسس شعرها الغزير مستكملا
عشقتك وبشكل يحرق روحي ربنا يحميكي ليا يارب ويجعلك نصيبي .
الآن بعد غزله الصريح تسبح فى أعالى السماء بغيمه ورديه كالفراشات تتطاير ترفرف بأجنحتها بين السحاب تجزم أن لا سعاده تفارن بسعادتها الآن، وضعت راحتيها علي قلبها تستشعر تسارع نبضاته التى ستقفز من بين أضلعها لتستأنس بخافقه، ابتلعت لعابها بصعوبه وحرارة جسدها ترتفع من قربه المذيب لأوصالها، قبضت على جفونها تحسهم على الا يفضحوا مشاعرها، أغمضت عيونها بتراخى أصبحت قدميها كالهلام تشعر أن روحها تُسحب بالبطيئ، أحست أن الارض تميد بها وقواها تتهاوى أمام عشقه الجارف همست بنبره خافته مترجيه كى يرحم ضعفها:
-- ارجوك يا فهد..
---------------------
انتبه فهد على حاله وتراخيها بين يديه نهر نفسه على الافصاح بمشاعره دون رابط رسمى، سريعا ابتعد قليلا وجذب رباط شعرها يلفه على خصلاتها قعصه باحكام وذهب نحو غطاء رأسها الملقى جوارها على الفراش، جذبه ووضعه على رأسها يعدل وضعيته ويغرز به دبوس الرأس يثبته كى لا يتزحزح،
تنحنح معتذرا:
-- ماشاء الله زى القمر.. أنا آسف ياغمزه أنى اتماديت فى مشاعرى وعد مش هتتكرر غير لما تكونى حلالي..
أومأت فى صمت
تابع بلهفه
-- ثواني هجيبلك چاكت من بتوعي عشان الجو برد وهدومك متبهدله
قالها وهو ينظر لفتنتها الظاهره من بين فتحات أزرار قميصها، ليزدرد ريقه الجاف من حراره ما يستعير بداخله من مشاعر، التف بوجهه سريعا جذب جاكيته وبسط يده لها كى ترتديه وهو يقول:
-- ألبسيه بسرعه وأول ما أيدك تخف هكتب كتابي عليكي في نفس اليوم اللي هطلبك فيه.. أنا مش هقدر أمسك نفسى وأنتى جانبى ومعبرش عن حبى..
أنسلت عبرات غمزه المتألمه وهى تهتف:
-- أنا مش هعرف البسه من أيدى..
ارتعب فهد على هيئتها الباكيه استدار لها قائلا بخوف:
-- مالك بتعيطي ليه اقعدى واهدى..
قالها وأمسك زراعها السليم واجلسها على الفراش يربت على رأسها بحنو..
شهقه وجع صدرت عن غمزه وهى تهتف:
-- ايدى بتوجعني أوى يا فهد بتحرقني جدا مش قادره
قالتها وانهارت في البكاء لم يعد لديها مقدره على تحمل الألم...
انتاب فهد القلق محاولا تهدئتها:
-- طيب أهدى أنا عارف إن الحرق كبير.. وأكيد بيألمك.. البسي الچاكت وانا هتصل علي أحمد أقوله إنك هنا عشان أوصلك ليه.. وهروح اصحي بنت من البنات تيجي عشان تعرفي تنزلي من غير ما حد يتكلم..
----------------
استقام واعتدل كى يغادر، تشبثت غمزه به وأمسكت ساعده هاتفه بتوتر:
-- بس أختك هتقول عليه أيه.. وأحمد هيزعل مني .
فهد بحده أجابها:
-- محدش يقدر يقول كلمه عليكي.. انا اقطع رقبته مش لسانه.. أنتى
"غمزة الفهد" انتظرينى هنا ومتخفيش من حاجه..
صاحت غمزه تناديه:
-- فهد .
أجابها فهد بعشق:
-- عيونه.. أمرك يا قلب فهد .
قالها وهو يقف أمامها ينظر لها مبتسما يرفع احدى حاجبيه مستكملا :
-- تحت أمرك مولاتي
تدرجت وجنتيها بحمرة الخجل والكسوف مردفه بنبره ناعمه:
-- متتأخرش عليا ارجوك .
بحب أردف فهد:
-- مستحيل اتاخر عنك يانور عيونى والحمد لله النور كمان جه..
تركها وذهب يوقظ فجر أو زينه،
---------------------
طرق علي الباب ولأن فجر ذات نوم خفيف فتحت الباب ولكن سرعان ما فزعت من طلته بهذا الوقت صاحت بهلع :
-- جدو حصله حاجه يا أبيه.
أشار لها فهد بالصمت قائلا:
-- أهدى محصلش حاجه.. البسي وتعالي أوضتى عاوزك بس بسرعه والبسي حاجه تقيله عشان هنخرج ومن غير اسأله فهمتي..
اومات له فجر بطاعه :
-- خمس دقايق وأكون عندك
اغلقت الباب خلفها وذهبت تستبدل ملابسها، وتناست تماما أمر غمزه التى قضت ليلتها فى غرفة أخيها..
------------------
دلف فهد الغرفه وجد غمزه على وضعها تبكى بألم خطى نحوها اتعدلت تقفت وهى تتأفأف من حريق يدها
سألها فهد بقلق:
-- مالك بس يا قلب فهد .
أجابته غمزه بحده :
-- مفيش وأرجوك ممكن بلاش كلامك ده علي الاقل لحد ما تطلبني من بابا
قالتها واستنشقت عبراتها تكففهم براحتها كالاطفال...
ابتسم فهد يداعبها:
-- حاضر يا مجنناني بس أنا عاوز أعرف أنتى بتتحولي ازاي في ثواني كده.. يعني تعيط وبعدين تتكلمي في موضوع مهم.. وبعدين من الآخر أنا مش هقدر أبطل حب فيك بس ممكن اقل شويه..
غمزه بعصبيه :
-- هيكون أحسن المهم تبطل تكسفني وبس.
فهد بمشاكسه:
-- ده أنا بموت في فراولة خدودك هقطعك يا غمزتي بس تبقي علي زمتي يا قلب فهد..
تابع بقلب محب
-- لو سمحتِ مش عاوز أشوف دموعك
قالها وأمسك وجنتيها قائلا بتلاعب:
-- أصل هسكتك بطريقتي اللي مش هتحبيها خالص.
غمزه بعدم فهم:
-- مش فاهمه تقصد ايه وبعدين اي طريقتك أيه اللي مش هحبها دى .
صدحت ضحكات فهد معقبا عليها بمزاح:
-- مش من مصلحتك تعرفي..
--------------------
استقام يقف بعيد عنها وأخرج هاتفه وأدار اتصال علي أحمد وهو يشير لها ان تصمت، تصاعد الرنين اول مره ولم يأتيه رد، حاول مره أخرى ليجيبه أحمد باندهاش
-- السلام عليكم في حاجه يا فهد بتتصل فى وقت متأخر كده ليه جدك حصله حاجه..
أجابه فهد معتذرا:
-- معلش يا أحمد صحيتك من النوم..
عقب أحمد :
-- لا مفيش قلق خالص انا كنت قايم أصلي الفجر وكنت بتوضا
فهد باستأذان :
-- ممكن تجيلي جدى كويس بس عاوزك في حكايه مهمه.
أحمد بتعجب:
-- أومال هجيلك ليه دلوقتي منا لو مش عارف انك ملتزم كنت قولت أنت سكران....
فهد بتردد ولكن ما باليد حيله:
-- لا مش سكران.. بس غمزه هنا وعاوزه تروح .
استقام أحمد هلعا على ذكر اسم أخته يعقب عليه بحده:
-- هنا فين عندك.. بتعمل ايه في وقت زى ده..؟؟!!
فهد بتروى :
-- أهدى يا أحمد إحنا لما رجعنا الفيلا انشغالنا مع جدى وهي نامت من التعب في أوضه ماما ومش هتنفع تخرج لوحدها ولا معايا.. فانجز يا أحمد لما تيجي نتكلم.
أغلق الهاتف واستدار لها..
------------------
تطلعت له غمزه بنظرات باكيه وهى تقول :
-- أكيد زعل مني صح.. هيقول عليه ايه دالوقت مش هيثق فيا تانى...
وضعت راحتيها على عينيها وانهارت باكيه من صدمة أخيها فيها
خطى فهد نحوها وجلس جوارها أمسك راحتيها التى توارى بها وجهها وتحجب عنه لوزتيها، انزلهما برفق يرمقها بنظرات عطوفه محبه:
-- ارجوكي بلاش دموع وهو مش هيقول حاجه.. انا قولتله انك عند أمي في اوضتها عشان مقلقوش عليكي.. بس لما يجي أنا هقوله انك كنتي في أوضتي.. وبعدين انتي بقيتي نبض قلبي.. عارفه يا غمزه انا معرفش ازاى ولا أمتى حبيتك أنتى بقيت أهم عندى من النفس اللي بتنفسه .. انا نفسي اغمض وأفتح الاقيكي بقيتي مراتي واحطك بين ضلوعي واقفل عليكي قلبى ومحدش يشوفك ولا يتكلم معاكي ولا يلمسك غيرى..
بادلته غمزه نظراته باستغراب هاتفه :
-- انا مؤمنه ان في حاجه اسمها الحب من أول نظره بس..
فركت كفيها وتكلمت بتوتر وخجل -- بس انها تحصل معايا مستغربها.. مكنتش اتخيل أصلا لأني عمرى ما انجذبت لأي شخص.. بس أنت مختلف فيك حاجه غريبه بتشدنى ليك..
تنهد فهد براحه قائلا:
-- عارفه أنا بجد بحمد ربنا أنى قابلتك يا غمزتي..
دنى منها وبسط أنامله يزيل الدموع العالقه بأهدابها وهو يبتسم لها يسترسل بغرام:
-- ايتها الجميله ابتسمي أنتى مثل الفراشه الذهبيه لا تقترب إلا بمن يستحقها.. أنتى لا مثيل لكي ملكه نفسك وأنا ملك بحبك لي.. فابتسمي يا فراشتي يا من جعلتني ملك لا يليق الا بكي ..
توردت وجنتيها بخجل وصدحت ضحكتها بعذوبه هاتفه:
-- أنت بتقول شعر يا فهد
وضعت راحتيها علي عيونها توارى خجلها منه..
أمسك فهد كفها يزيحه عن وجهها وتعالت ضحكاته بقهقه يصدح قائلا : -- يخربيت أم الفراوله اللى في خدودك قومي يا بت..
جذبها من معصمها يوقفها بمزاح
حركته أثارت دهشتها سالته باستفهام:
- هتعمل أيه وبت كمان لا ده الموضوع بقى خطير ميتسكتش عليه..
بادلته مزاحه وزمت شفتيها كالأطفال، ربعت يديها حول صدرها لتصدر صرخة ألم من وخز زراعها
جرى نحوها فهد قائلا بخوف:
-- سلامتك يا قلب فهد.. آسف اني زعلتك بس هفضل أقولك يا بت لحد ما أموت.. لانك بنتي واختى وحبيبتي وصحبتي ومراتي وكل دنيتي.. وان شاء الله هتشاركني اللي باقي من عمرى..
غمزه على استحياء هتفت :
-- بس بقي أنا هموت من كلامك .
رمقها فهد بحزن قائلا:
-- بعيد الشر عليكي يارب يبارك في عمرك يا قلب فهد تعالي اقعدى علي الكرسي وارتاحى عقبال ما فجر تيجى..
أمسك راحتها وأجلسها برفق وهو يغمز بعيونه يشاكس خجلها الجديد عليها، فهى دوما نمرته الشرسه، أما الآن كشمائه كالقطه الوديعه..
-----------------
صمت مبهم سيطر على الأجواء بينهم، مرءت بضع دقائق يتطلع لها بقلق حاول جاهدا ألا يتطرق لهذا الموضوع حتى لا يزيد عليها ألمها والاجهاد الظاهر على جسدها، ولكن القلق عليها ينهش قلبه بلا هواده، يريد معرفة تفاصيل تلك الحادثه، لديه هاجس أن أمر سئ وراء تلك الكارثه، لا يهمه أى خسائر واتلافات ولكن أكثر ما يهمه هى، لو كما يعتقد أن الأمر مدبر فهى باتت فى خطر وشيك وعليه حمايتها، فمن يتربصوا به من المؤكد سيرتبوا للتخلص منها، ولكن السؤال الذى سيجن منه، ماذا فعلت أو اكتشفت كى يأذوها بهذا الشكل المريع، عليه التحدث معها لمعرفة التفاصيل حتى يتثنى له حمايتها..
اجلى صوته محمحما بنبرة عطوفه قائلا:
-- معلش ياغمزه سامحينى.. بس مش قادر اسكت أكتر من كده.. لو سامحتى احكيلى بالتفصيل أيه السبب فى إللى حصلك.. ومتخافيش من حاجه أنا أمانك وحمايتك بعمرى لو حد مس منك شعره....
زفرت غمزه بقلة حيله فمن واجبها أن تخبره بما علمت ووقع تحت يديها من مستندات يجب أن يعلم من الخائن بمصانعه كى يأخذ حذره ويأمن من غدره، تطلعت له بشفقه من تكالب المصائب على رأسه، وتحدثت باستسلام تقص عليه ما اكتشفته بعد إعادة نتائج التحاليل للعجول، وشكها فى دكتور خالد الذى تحول لحقيقه بعدما دبر لها حريق المعمل، ظلت تتحدث باستفاضه عن الوقائع التى اكتشفتها بالأدلة والبراهين وكيف غدر بها وأخذ الملف المثبت به النتائج عنوه، على وعد منها بعد تعافيها ستعيد تلك التحاليل حتى تقطع شكه باليقين والاثبات..
ظل فهد يستمع لها وداخله يستعير بحمم بركانيه، كور كفيه يقبض عليهم بغضب ساحق ود لو يمسك الآن بهذا الخالد يسحقه تحت قدميها بلا رحمه عقابا له على ما بدر منه فى حقها وترهيبه لها بتلك الطريقه المشينه..
استفاق على يدها تربت على كتفه بعطف هاتفه بقلق:
-- فهد انت كويس.. عشان خاطرى متزعلش نفسك وكل حاجه هتكون احسن.. بس الاول انت لازم تعرف هو بيعمل ده لحساب مين.. طريقة كلامه معايا قبل ما يولع فى المعمل بتقول أن فى أيد أكبر منه هى اللى بتحركه..
أومأ لها فهد يوافقها الرأى قائلا:
-- ده شئ مفروغ منه أكيد مش هيكون لوحده.. وده اللى هعرفه متشغليش بالك..
تابع بصوت أجش قائلا بأمر:
-- كده أنتى مش هينفع تبعدى عنى.. اللى أذاكى مره هيفكر يتخلص منك تانى عشان سره ميتكشفش.. فى اسرع وقت لازم نتجوز عشان اعرف احميكى.. طول ما أنتى بعيده عنى هفضل خايف عليكى...
تجهم وجه غمزه وشعرت بضخامة الأمر جاهدت حالها أن تطمئنه ولكن هى بداخلها تعلم فداحة الأمر
بنبره حانيه هتفت تدعمه:
-- أنا معاك فى كل اللى أنت عاوزه بس من غير تهور عشان نوصل للجانى الحقيقى بأقل الخساير...
قطع حديثهم صوت طرقات على الباب، أشار لها فهد على فمه أن تصمت وتغير مجرى حوار الكلام..
---------------------
ذهب نحو الباب قبض عليه فاتحا أياه وجدها فجر ابتسم بوجهها قائلا:
-- ادخلي ياحبيبتي
وأشار لها بيده سامحا لها بالدخول
نظرت فجر بصدمه ل غمزه وضيقة بين حاجبيها والدهشه تحتل وجهها، صفعة جبهتها بفزع عندما تذكرت ما قالته لها زينه عن الفتاه المتواجده بغرفة أخيها والتى تكون أخت خطيبها، اقتربت منها بهلع هاتفه بفظاظه:
-- يالهوى احنا نسيناكى خالص.. أنتي لسه هنا لحد دلوقتي ينهار أبيض لو مكيده شافتك هتبقي فضيحه بجلاجل..
تطلعت لأخيها تقول بأسف
-- حقك عليا ياابيه والله احنا نسينا غمزه سهو.. زينه دخلت عشان تديها عباية ماما لاقيتها نامت من التعب ومرضيتش تصحيها..
أومأ لها فهد بتفهم قائلا:
-- حصل خير مفيش مشكله
استقامت غمزه تعتدل بألم والدموع تسكن مقلتيها هاتفه بتساؤل:
-- مين مكيده دى أنا عاوزه امشي
قالتها بنبره منكسره وخطت تمشي نحو الباب، لم تستكمل خطواتها حتى اوقفها صوت فهد الأجش وهو يمسك زراعها قائلا:
-- راحه فين أهدى شويه ليه متوتره كده..
حول نظراته ل فجر قائلا بتهكم:
-- أهدى يا عقله الإصبع كل ده كلام اسكتي شويه واسمعيني أحمد خطيبك واللى هو أخوها.. فهمانى طبعا مش عايز كتر كلام زى اللى حصل دالوقت.. زمانه جاي يخدها أنتى هتنزلي تفتحيله الباب من غير كلام واياكي حد يشوفك..
مع آخر كلماته تصاعد رنين هاتفه باتصال من أحمد
طأطأت فجر رأسها معتذره:
-- حاضر أنا آسفه والله مش قصدى .
أشار لها فهد بالصمت، وابتعد بضع خطوات عن غمزه يجيب على الهاتف قائلا:
-- أيوه ياأحمد أنت فين..؟!
أجابه أحمد باقتضاب:
-- أنا تحت قدام الدوار انزل بسرعه افتحلي
خرج فهد للشرفة كى يراه وهو يشير له قائلا:
-- حاضر أنا نزلك حالا..
أغلق الهاتف واقترب من غمزه قائلا بنبره محبه:
-- أنتى عرفتي أنا عاوزه أيه صح
قالها وأهداها ابتسامة جميله يرسل معها أشواقه وغرامه..
خجلت من كلامه وانفجرت الحمره بوجنتيها وارت كسوفها وطأطأت رأسها أرضا لا تجد الكلمات على لسانها كى تصد طوفان مشاعره..
رحم خجلها واستدار ينظر ل فجر وهو يقول:
-- خلي بالك منها لحد ما أنزل افتح ل أحمد وخليكي أنتى هنا .
ردت عليه فجر بحيره:
-- يا أبيه مش حضرتك قولت أنا اللي هنزل افتحله ليه حضرتك نازل.
أجابها فهد بتبرير :
-- عشان هو بره خالص على البوابه الرئيسيه، وأنا هنزله خليكي معاها عشان مش هينفع تخرجي بره دلوقت لان أكيد الغفير نايم في سابع نومه...
---------------------
تركهم هابطا للأسفل ترجل للخارج فاتحا الباب سامحا لأحمد بالدخول قائلا :
-- اتفضل يا أحمد
بسط يده يصافحه بحبور
بادله أحمد المصافحه :
-- الله يسلمك
وبتوتر سأله
-- فين غمزه
التفت حوله عينيه تجول بالمكان قائلا:
-- هي لسه تعبانه.
فهد بتروى عقب عليه:
-- أهدى هي أولا كويسه وفوق مع فجر أختى.. بس أنا عاوزك في موضوع مهم واعذرنى ان يكون الكلام ده سر لحد ما ربنا يوفقنى واقول الكل...
احمد بتوجس أردف:
-- أيه يا فهد انت وترتني وقلقتتي جدا.. أخلص أعصابي أصلا بايظه من غير حاجه.. ولو بخصوص غمزه قوله ولو مش بخصوصها معلش اجله لحد ما اطمن عليها.
فهد داهمه باندفاع بما يكنه لأخته بمشاعر قائلا:
-- أنا بحب غمزه ياأحمد وعاوز اتجوزها في أقرب وقت مش هقدر أعيش من غيرها بس لازم أنت تعرف الأول...
احتقنت ملامح أحمد وهو ينظر له بعصبيه قائلا :
-- حبتها أزاى وادأمتى بقيت بتحبها وعاوز تتجوزها بجنون كده .
حاول فهد امتصاص غضب احمد قائلا:
-- ممكن تهدى وأنا هفهمك.. شوف أنا لقيت نفسي بحبها من أول نظره أنت عارف أننا إحنا الرجاله لما قلوبنا بدق تبقي ل ست واحده بس من غير أى إنذار...
صمت قليلا ينظم تسارع نبضات خافقه التى تتقافز من سطوة عشقها، زفر بحراره وتحدث:
-- عشقتها يا أحمد وهتجوزها ونفسي تحبني ربع ما حبتها..
رأى أحمد الصدق بعينيه احترم صداقته ومصارحته وأردف:
-- أنا معنديش مانع ومش هلاقى أحسن منك زوج لأختى وخصوصا بعد ماشوفتش فى عينيك صدق حبك ليها.. بس أوعدني لو رفضت متوقفش في طريق سعادتها..
فهد بسعاده :
-- أوعدك ياأحمد عمرى ما أكون سبب تعاستها... بس ساعتها هضرب نفسي بالنار عشان مش هقدر استحمل بعدها عني..
تكلم والألم من الفكره يشطر قلبه وتابع بتمنى
--ادعيلي تحبني..
نظر أحمد له باستغراب من هيئة صديقه الباليه فى حب أخته :
-- معقول أنت بتحبها للدرجه دى.. عقلة الإصبع جابت أبو الفهود على بوزه..
اقترب منه وربت على كتفه قائلا بحبور:
-- ربنا يقدم ليكم اللي فيه الخير ياصاحبى انت وهى ولاد حلال وربنا يجعل ليكم فى بعض حلال...
ابتسم فهد والسعاده زينت محياه قائلا :
-- اللهم آمين عقبال ما تطب يا معلم وقلبك يصرخ من الحب.
تابع بهيام:
-- تملك عشقها من قلبي حتي فاض قلبي من عشقها..
لو ان الحب كلمات تكتب لا انتهت اقلامي.. لكن الحب أرواح توهب فهل تكفيك روحي لكي تصدق عشقي لها...
احمد بمزاح:
-- بركاتك يا عم فهد بقيت شاعر علي أيد غمزه .
فهد بعشق :
-- غمزه دى الروح والقلب والكيان
أحمد بسخريه :
-- طيب اطلع انده ليها بدل ما أنا اللي هضربك بالنار .
عقب عليه فهد باندفاع :
-- هو انت ممكن تضربني بالنار فعلا بعد اللي هتسمعه غمزه كانت نايمه في أوضتي....
احمد بإنفعال :
-- أنت اتجننت أزاى كانت في أوضتك.. مفكرتش يا جدع لو حد شافها من الشغالين اللي في الدوار هتعمل أيه.
فهد :
-- محدش شافها وبعدين هى مكنتش أصلا تعرف أنها أوضتى ولا أنا أعرف إنها في أوضتي.. دى أختى اللي دخلتها سهو وهى من التعب نامت ولما انا طلعت اكتشفت وجودها..
تابع فهد بصوت أجش
-- هو أنت مش واثق فيا.. أنا بقولك هتجوزها.. أنا راجل وبحترم كلمتى وبحترم بيت الرجاله اللى انا دخله.. مش عيل صغير عشان استحل عرض بنات الناس وانا عندى أخوات بنات.. أكيد اللى مش هقبله عليهم مش هقبله على مراتى اللى اختارتها تشاركني حياتى وتشيل أسمى وسمعتى..
زفر أحمد بضيق ينهى الحوار باقتضاب:
-- تمام يافهد اطلع خليها تنزل بدل ما اولع فيك وفيها دالوقت مش وقت محاضره وكلام انشاء احنا فى الصعيد مش فى البندر.. خلصنا عشان اعصابى عالمحك ومش عايز أخسرك...
جز فهد على أنيابه بغيظ من تيبس رأسه وحاول التريث قائلا:
-- حاضر بس أهدى شويه.. فى موضوع كمان لازم تعرفه عشان نعرف نتعاون نخلى بالنا منها لحد ما تبقى فى بيتى وتحت عينى..
ومضت عين أحمد بشرارة غضب من آخر حديثه صاح بحده قائلا:
-- فى أيه تانى مخبيه عليا.. هى شكلها ليله طين على دماغكم..
أجابه فهد باقتضاب:
-- الحرق اللى فى ايد غمزة ده نتيجة حريقه حصلت فى المعمل وهى حادثة مدبرة وبفعل فاعل..
صعق أحمد مما تفوه به فهد جحظت عينها وهو يطالعه بصدمه هل يعقل أن يكون ل غمزة أعداء تود أذيتها، ولما فهى حديثة التعين بالمصنع، اقترب من فهد يصيح بانفعال:
-- يانهار أسود ومنيل ليه يعنى مدبر ومالقوش غير غمزه دى اغلب خلق الله..
تابع بحده:
-- فهد ياراوى أبعد عن أختى بخيرك وشرك هى مش قدك ولا قد الناس اللي عايزين يؤذوك.. أنت من ساعة ما رجعت والمصايب نزله ترف على راسك.. ومالقوش غير الغلبانه دى يصطادوها عشان يصفوا حساباتهم معاك.. أنا معنديش إستعداد أخسر أختى بسببك...
تفهم فهد حالة صدمته مما سمع معقبا عليه بتعقل:
-- مبقاش ينفع أبعد عنها وده أمر مفروغ منه لازم نتجوز بأسرع وقت عشان اللى كان مفكرها انها واحده عاديه كده يعرف انها تحت حمايتى ويفكر مية مره قبل ما يأذيها..
استطرد بتروى قائلا:
-- أهدى وحكم عقلك وبلاش العواطف تخلينا نخسر بعض.. أنت مش صاحبى انت اخويا وهتبقى جوز أختى.. أنا غمزه بالنسبه ليا حب عمرى اللى مصدقت لاقيته.. ولو عمرى تمن لعمرها هفديها بيه عن طيب خاطر.. بس بلاش حمقه وعصبيه وفكر كويس
تذكر انهيارها مخافتا من عدم ثقة أخيها فيها مرة أخرى واكمل باللين:
-- وياريت بلاش تزعل منها يخصوص نومها فى أوضتى هى مالهاش ذنب انا سيبها منهاره من فكرة انك مش هتثق فيها تانى.. وحياة صداقتنا أهدى وحكم عقلك زى ما أنا متعود منك..
أنهى كلامته بعد صدمته فى رد فعله واستدار كى يصعد لها شاهد فجر تهرول للاسفل، ذهب نحوها يسألها:
-- أنتي راحه فين وسبتيها ليه لوحدها .
فجر بتوضيح عقبت عليه:
-- هي ياأبيه اللي بعتتني عشان قلقانه لما لاقيتك اتأخرت عليها...
زفر بضيق حاول اخفائه وذهب لها قائلا:
-- يالا يا غمزه أحمد مستنيكى.. بس مش عايز اشوف دموعك لو سمامحتى كل حاجه هتبقى تمام..
أخذها وهبطوا للأسفل وللوهله الاولى عند رؤيتها لأخيها هرولت تجرى عليه ترتمى بأحضانه على الرغم انه ليس بأخ شقيق ولكن دوما كان سند وأمان لها...
ضمها أحمد بحنو يمسد على رأسها بطمأنيه قائلا:
-- انتي كويسه..
خرجت من أحضانه تومئ بتعب :
-- اه الحمد لله بس يالا بينا ياأبيه عشان انا تعبانه جداً.
أشار أحمد ل فهد يلقى عليه التحيه بحنق :
-- سلام يا فهد و لينا كلام كتير بعدين ..
وافقه فهد الرأى وهو يتمنى أن يمضى هذا الموقف دون ان يعكر صفو صداقتهم ومصاهرتهم قائلا:
-- تحت امرك اللي انت عاوزه ياصاحبي..
-------------
يتبع.......
رواية(غمزة الفهد حب بالمصادفه) مسجله حصرى بأسمى ياسمين الهجرسى ممنوع منعا باتا النقل أو الاقتباس أو النشر فى اى موقع أو مدونه أو جروب او صفحه حتى ولو شخصيه من دون اذنى ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للمسأله القانونيه
--------------------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
----------------
الحب سلطان لذلك هو فوق قانون البشر، حرب ضاريه يخوضها المحب بين القلب والعقل سهل أن يبدأها ويشعلها بكلمه ولكن من الصعب أن يخمدها بذات نفس الكلمه...
ظل على وضعه يتأملها حتى غفى، لم يمضى الكثير من الوقت حتى استيقظ فزع على صوت صراخها وأنينها العالى جحظت عينيه وهو يراها مغلقة العينين تبكى وتنتحب بألم..
نهض مرتعب هرول أليها وجلس جوارها وبدء فى إيقاظها هامسا :
-- غمزه غمزتي اصحي يالا حبيبتي نطقها بلسانه وقلبه مستمتع بياء الملكيه بين شفتيه..
اضطربت جفونها بتثاقل وهى ترفرف بأهدابها، أفرجت عن مقلتيها ومازالت غشاوة النوم تحيط بعينيها، حملقت باستغراب من وجوده أمامها، لم تعى على حالها بعد، أردفت تحدث نفسها ما بين اليقظة والنوم :
-- معقول أكون بحلم بالمغرور ده.. شكلي خرفت.. بس أنا ازاى جيت ودخلت أوضتي كمان..
همسها وصل الى مسامع فهد ابتسم قائلا:
-- أهدى الأول وبعدين انا اسمي فهد مش المغرور.. وبعمل أيه هنا انتي اللي في أوضتي وأنا اللي المفروض أسألك بتعملى ايه فى أوضتى وعلى سريرى كمان...
قال الأخيره بتلاعب وهو يطالعها باشتهاء يزدرد لعابه من قربها وهيئتها الفوضويه المهلكه..
انصهرت "غمزه" خجلاً من تلميحه متذكره ما حدث معها، وضعت يدها على شعرها تتحسسه بفزع وهى تصيح
-- آه زينه والحجاب والدبوس بابا وماما زمانهم قلقنين عليه..
هذت بكلمات غير مترابطة وشرعت تبكى وهى تقول:
-- يانهار أسود أنا ايه الى عملته فى نفسى ده.. هى الساعه كام دالوقت
دست يدها بجيب سروالها لتخرج هاتفها وجدت بطاريته فارغه من الشحن لعنت حظها متحدثه بغيظ:
-- هي ناقصاك انت كمان
تابعت بحيره وهى تلتفت حول نفسها:
-- فين حجابي
جالت بعينيها تبحث عنه، ولطول شعرها تمردت خصلاتها وانسدلت بانسيابيه توارى خلفها وجهها الملائكى، زفرت بحنق من خصلاتها المزعجه التى تعيقها، رفعت يدها تزيح تلك الخصلات عن مرمى عينيها..
بينما يجلس فهد مستمتع بحالة الفوضى والتيه التى هى عليهما، لم يصادف مثلها يوما جميله مميزة بكل شئ، فى نومها وصحوها حالتها تدعوه للتأمل فيها بإعجاب شديد وعشق من زمن الأساطير، لم يتخيل يوما أن يعيش حالة حب بهذا الشكل، صدفة لقاء كانت السبب فى أن تتوغل ثنايا روحه بدون عناء، زوى بين عينيه ولمْعت الدهشة تسكنهما من حاله كلما تذكر اضرابه عن الحب سابقا..
رمقها بتيه وقلبه يطرح سؤال على عقله :
-- قلبـي كـان مُـعـطَّـلاً ،،،،!
كيف أعدتَّ إصلاحهُ بنظرة
أجابه عقله:
-- الحب لا يعرف زمان ولا مكان يأتى بدون مواعيد يدخل قلبك دون استئذان..
قطع شروده صوت صراخها عندما باغتهم انقطاع النور فجأه، لترمى نفسها داخل أحضانه تتشبث بملابسه كالطفله الصغيره..
حركتها العفويه أدهشته، هى من تمثل القوه دوما تبهره بالنقيض، ولكن لا ينكر اندفاعها نال إعجابه تلك المره، هى بين يديه داخل أحضانه، يستشعر أنفاسها الحاره وهى تندفع تعانق صدره، راحتيها المتشبثه بمنكبيه تذيب أوردته، همهمتها الفزعه أضرمت الحرائق فى ثباته، انتشى بسعاده وبسط كفيه يقربها منه أكثر وهو يمسد على شعرها بحنو
محدثا نفسه باصرار:
-- وحياة حضنك ده ما هتبعدى عني تاني..
أبتلع جفاف لعابه يجلى صوته قائلا:
-- أهدى يا غمزتي النور هيجي حالا.
قالها وهو يشدد من ضمها وأنامله تتحسس شعرها..
خجلت غمزه من نفسها ووضعها وهى بين أحضانه، دفعته بتراخى و ابتعدت عن صدره وظلت متشبثه بزراعه وهى تقول:
-- أنا آسفه علي اللي حصل بس أنا عندى فوبيه من الضلمه فعلا..
قالتها وهى مطأطأه الرأس ضاق تنفسها صعودا وهبوطا تستنشق الهواء بصعوبه.
على الرغم من حزنه لخروجها من صدره ولكن لا يساوى قدر فزعه من شحوب وجهها واضطراب تنفسها، أمسك راحتيها يلثمهما بحب يطمئنها برفق قائلا:
-- أهدى اتنفسي بالراحه وأنا معاكي وعمرى ما هسيبك..
قالها وبسط زراعه على الكومودينو المجاور للفراش جذب هاتفه وفتح كشاف الاضاءه..
انسلت عبراتها وأخذت شهقات بكائها تتعالى وهى تقول:
-- أنا تعبانه وعاوزه اروح سيبني أمشي..
عقب عليها فهد بتروى :
-- أهدى أولا النور قاطع في البلد كلها ومش هينفع تخرجي دلوقت.. ده غير أن الوقت اتأخر يعني مش هينفع تروحي لوحدك..
قاطعته برفض :
-- لأ مش هينفع أقعد أكتر من كده.. خلاص أنا هتصل علي عبدالله او أبيه أحمد...
ابتسامه هادئه زينت ثغره وهو يقول:
-- طب مينفعش أوصلك أنا
ثم تابع بشفقه على حالها من نظراتها المندهشه
-- ممكن تهدي عشان أنا مش هتستحمل انك تعيطي .
قالها بنبره لينه عطوفه اخترقت حواسها..
-----------------
جفلت من همسه الذى لامس روحها، لامت نفسها لاستكانتها بهذا الشكل المخجل، نحت خوفها من الظلام جانبا، وانتصبت تعتدل تلملم شتاتها، زفرت تهدئ وتيرة تنفسها ثم استدارت بجسدها للجهه المعاكسه للفراش، تجلس على حافته تتدلى بقدميها أسفله، تحاول التماسك ولكن خانتها شهقاتها المتألمه..
استقام فهد فزعا مهرولا اليها ممسكا براحتيها قائلا بخوف
-- عشان خاطرى بطلى عياط، قلبى بيوجعنى عليكى وأنا شايف حبات اللولى نزله حزينه من عيونك..
قالها وبسط انامله يزيل عبراتها المنسابه على وجنتيها..
ارتعشت أوصالها من قربه ولمسه وهمسه لتتسارع عبراتها أكثر فى الانهمار، لا تدرى السبب الحقيقى الآن لبكائها أهوَ من فوبيا الظلام أم من مشاعرها التى ستخونها وتفقد السيطره عليها أمام سطوة عشقه التى تلمع بعينيه وتبوح بها شفتيه، ما ينقصها فقط أن يُصرح بها بوضوح، خارت قواها وشعرت ان قلبها ينشق نصفين، يتأرجح بين أختها وحبيبها، تنهدت بشجن وقلة حيلة تعتصر قلبها، استنشقت عبراتها وهتفت عكس ما يجيش بصدرها:
-- عايزنى اقعد وعاوزني مش اعيط ازاى بس وأنا بشكلي ده هدومى مقطعه و شعرى مفرود ومش هعرف المه ولا ألبس الحجاب وكمان مش هعرف اخرج بالشكل ده
نكست رأسها وتابعت بخزى
-- ده غير الذنب اللي أخذته عشان أنت شوفتيني كده...
على عكس ما قالته باغتها فهد قائلا:
-- ممكن اطلب منك طلب تبطلي عياط واسمحيلي أسألك سؤال بس تجاوبيني بصراحه..
انتي مرتبطه....؟؟!!
نطق ما يتوجس منه وجلس تحت اقدامها يقعص ساقيه تحت فخذيه يضع كفيه تحت ذقنه يتطلع لها وابتسامه عاشقه تزين محياه....
حدقته غمزه بتيه وشردت في ابتسامته التى تشع نور ودفئ، تبعث طمأنينة فى النفس، كلمته لم تكن ذات نغمه عاشقه ولكن لامست أوتار قلبها فهى تشعر أنها تمهيد لما تحس به فى اهتمامه ونبرة صوته..
استفاقت من شرودها علي صوت فهد المتسائل بنبرة شجيه :
-- مردتيش عليا أنتى مرتبطه
بلا وعى حسها قلبها على الرد بدون مراوغه، شجعها عقلها أن تغتنم هذه الفرصه التى من الممكن أن لا تعوض، شحذوا أثنتيهم عزيمتها أن تنحى الخلافات جانبا وتتنعم بعشق لن ترى مثيل له بعفويه أجابته:
-- لا مش مرتبطه..
---------------
تراقصت السعاده بصدره وأقامت احتفالات من شدة صخبها يدق خافقه بلا هواده، أخيرا ارتاح من عناء ما كان يعتمل صدره بأن تكون محبه لغيره، اعتدل يرتكز على ركبتيه جاثيا أمامها وهو يقول:
-- انا بصراحه عاوز اتجوزك.. انا راجل صريح وماليش فى اللف والدوران ومن الآخر انتي حراميه وسرقتي مني اغلا حاجه عندى.
لم تحيبه طلبه للزواج بها، وتشبثت بالكلمه الثانيه تهاتفه مبتسمه بخجل:
-- أنا حراميه سرقت منك أيه بقى..
وتابعت تضحك بمزاح:
-- أنا حتى بأيد واحده
قالتها ورفعت يدها للأعلى تكمل
-- لدرجه أنى مش عارفه أربط شعري.. ينفع اسرقك عمرك شفت حرامي بأيد واحده .
حاصرها فهد أكثر، ليزعزع ترددها وترضخ لعشقه بحس مرهف أجابها:
-- أيوه سرقتى قلبي..
همسها وامسك يدها ووضعها على قلبه يستطرد بمشاعر جياشه قائلا "
-- أنا بحبك.. حبيتك وعشقتك وانتهى أمرى وأنا بهواكِ.. صدقينى مش هقدر أعيش يوم ثاني من غيرك ..
تبدلت نبرته قائلا بإصرار:
-- ومحتاج اسمع ردك دالوقت...
تلجم لسانها هاهو يبوح بحبه يعلن عشقه، ماذا تريد أكثر من هذا..؟!
رجل حنون عاشق رغم ما تفعله به متمسك بها، تسارع رهيب مازال يطرحها يمينا ويسارا لكفة من ستميل اى الطرفين ستختار، أجابته غمزه بحيره:
-- هتصدقنى لو انا مش عارفه اقولك ايه.. احنا ظروفنا مختلفه عن أى اتنين بيحبوا بعض..
-------------------
قاطعها فهد من استرسال حديثها السخيف البالى الذى سيدمر حبهم، وأخذ اجابتها وأدارها بحنكه وبنبره محبه عاشقه عقب عليها وهو يرفع ذقنها لتنظر لعينيه:
-- سيبك من كل الخلافات وخالينا فى اللحظه دي وبصى فى عينى وقولي اللي أنتى حسه بيه من ناحيتى غير ما تتكسفي
وكأنما القى عليها تعويذه سحرتها، هامت فى عينيه التى تسحبها لتتوه داخل بُنيتها، رمقته قليلا بتيه واستفاقت لتحيد بعيدا عن مرمى سهام عينيه التى أصابت قلبها هاتفه بتلعثم:
-- منكرش أنى مرتاحه وأنا بتكلم معاك.. رغم الصدف اللى بتجمعنا وديما بكون عصبيه وعنيده معاك على غير عادتى وده فى حد ذاته مجننى.. ديما كنت بسأل نفسى ليه أنت بالذات اللى بحب اتحداه وأشاكسه.. ليه بفرح من قربك.. ليه خوفك عليا بيرضينى.. شيفاك أمانى فى عز خوفى رغم أنى بترعب من الظلمه بس مش فارق معايا عشان انت جانبى.. رغم الباب مقفول علينا بس عارفه أنك حمايتى وقد الثقه.. ماهو إلى يدافع عن أختى بالشكل ده استحاله يخون ويغدر باللى حبها قلبه، وبرغم ده كله ومشاعر كتير مش هقدر ابوح بيها دالوقت مش عارفه ايه المفروض اقوله فى كل الظروف اللى محوطانه...
تنهد فهد براحه من حديثها المرهف الذى أثلج صدره، أمسك براحتيها يرمقها بنظرات عاشقه وهو يقول :
-- اولا كده انا مش بحبك أنا اتخطيت المرحله دى أنا بعشقك.. ثانيا أنا عاوز اتجوزك ومش هتندمي فعلا وأى خلافات سيبها على جنب أنا كفيل بيها.. ولو على بسنت ، ريان بيعشقها بجنون بس حظه انه دخل بطريقه غلط.. بس أنا مش حابب اتكلم عنهم دالوقت..
زفر نفس حار وصمت قليلا، قبض على عينيه كمن يود سجن صورتها داخل مقلتيه كى لا يهرب محياها من مخيلته، كور كفيه حتى أبيضت أنامله، ضغط عليهم بخوف وهو يقطم باطن شفتيه مما سوف يتفوه به تحدث بتردد :
-- وافقى على جوازنا ولو حسيتِ أنك مش مرتاحه معايا هطلاقك وده وعدي ليكي.. بس بشرط.
ختمها بسؤال مبهم ليرى تبدل ملامحها ليتهاوى قلبه من هيئتها....
---------------------
أجفلت غمزه وحملقت بعدم استيعاب من حديثه، قطبت بين حاجبيها ونغزه اخترقت جنباتها أردفت بحذر :
-- ايه هو شرطك
قالتها وتملك منها التوتر، قربه وتمسكه براحتيها كالطفل الذى يلتمس عطف أمه فى تلبية طلبه، جعلها تأنب نفسها على ما وصل له فى عشقها استرسلت بتوجس:
-- بس ياريت ما تظلمنيش بشرطك...
بلهفه عقب عليها فهد :
-- عمري ما أظلمك.. يوم ما أظلمك أبقى ظلمت نفسي لأنك نفسي...
سمح لعينيه أن تتعمق بالنظر للوزتيها يسبح فى بركة العسل الصافى المنساب منهم، رفع راحتها ولثم باطنها وهو يقول بنبرة عطوفه حانيه :
-- شرطي أنك تسبيلي نفسك لما نتجوز.. أنا عارف أن فى حاجات كتير حصلت شوشرة على مشاعرك عشان كده شايف ديما التردد والقلق فى عينيكِ من ناحيتى.. عارف أنك خايفه لأكون زى ريان هوائي وبتاع بنات.. بس صدقينى أنا قلبي معرفش معنى الحب ولا لوعة العشق الا لما شافك.. وحياة غلاوتك أنا مش هضيع ثانيه غير ما هخليكي تعشقيني ومتقدريش تتنفسي من غيري.. وعد عليا لأخلى حضنى أمانك ويشهد عليا ربنا مش هخليكى تندمى...
حديثه أذابها ودغدغ أوصالها تاهت بين عزف شفتيه ورنين كلماته يخترق خافقها، ولكن سرعان ما زجرت نفسها من حالة النشوى التى احتلتها لتعود غمزه المندفعه رفعت حاحيبيها تعقب عليه بتهكم:
-- يا سلام على الثقه.. شكلك بتشوف أفلام كتير..
سحبت يدها متحدثه بتعقل :
-- ممكن نتكلم جد شويه.. أنا ماعرفش عنك حاجه ولا انت تعرف عني حاجه.. علاقتنا سطحيه مبنيه على معرفة الاهل ببعضها.. والصدف الغريبه اللى المواقف بتحطنا فيها.. لكن أنا وأنت منعرفش بعض كفايه يبقى أزاى نتجوز...
أجابها فهد باندفاع :
- ما هو بصراحه لازم نكتب كتابنا عشان أنا لما بشوفك بمسك نفسي بالعافيه وساعتها نبقى نتعرف براحتنا..
استقام واقفا يمسح على وجهه بحنق يتابع بضيق:
-- يعني أنا دالوقت بتمنى أنى أكون أعمى عشان انتي قاعده قدامي بشعرك وماشاء الله زمان زنوبي قد كده..
قالها وهو يفتح زراعيه علي مصرعيهما مكملا وهو يرمقها بشغف:
-- آه أنا بشوف بنات كتير بشعرها.. بس مفيش واحده فيهم أنا اتمنتها.. يعني كأني مش شيفهم.. لاكن أنتى نمرتي الشرسه كشمائى اللي احتلت مشاعرى وكياني وقلبي وروحي وعشان كده لازم تبقي حلالي.. عشان اقدر اتعامل معاكي براحتي.. وساعتها هدخلك جوه ضلوعي.. هحطك في قلبي عشان تبقي انتي نبضه.. وهخبيكي عن عيون الناس كلها.. وليكِ منى مش هنعمل فرح اللي لما تقولي أنك حبتيني.. ساعتها هتبقي مراتي قولا وفعلا....
--------------------
قطعة عليه غمزه لحظه تمناها كثيرا وهى تعتدل واقفه وكأنها لم تستمع له تهتف مغيره للحوار:
-- انا عاوزه امشي لو سمحت وأهي فرصه أن النور قاطع يعني محدش هيشوفني...
قالتها وبسطت يدها برباط شعرها تتابع بلامباله :
-- و لو سمحت اربط لى شعرى بالتوكه عشان أيدى محروقه ومش هعرف ألمه...
جحظ فهد من فعلتها وتملصها من الرد عليه جز على أنيابه بغيظ يجيبها بعصبيه:
-- بقولك عاوز اعرف رأيك وأنتى تقولي اربط لى شعرى.. أنتى مجنونه ايه اللي بتقوليه ده وازاى أصلا هتمشى لوحدك والنور قاطع.. انا هكلم أحمد و هاجي أوصلك معاه بس لازم أعرف رأيك الأول.
أنهى كلامه بغضب وهو يحاول الثبات أمام تلك الشقيه المغويه كم يود التهامها الآن..
رمقته غمزه ببرأه تسبل أهدابها بنعومه و باستفهام واهى كما لو أنها لا تعلم سبب عصبيته سألته :
-- أنت متعصب ليه هو لو انا مش موافقه كنت هخليك تلمس شعرى..
قالتها ومنحته ابتسامه جميله ولمعت عينيها ببريق حبه تستطرد بحبور:
-- ما هو إن شاء الله ربنا هيبدل سيئاتي حسنات لما نتجوز.. ولو موت ربنا هيسامحني عشان ربنا كبير.. وعشان مفيش قدامي حل غير أنك أنت اللي تربط شعرى ويبقي ذنب واحد.. بدل ما أخرج قدام الناس وأخد ذنوب كتير.. فأنا اخترت أنك أنت تكون ذنبي دلوقتي.
جباره ياغمزتى قالها باندفاع وعدم تصديق تلك القزمه دوما تفعل ما خارج التوقعات زفر براحه قائلا:
-- وقعتى قلبى يانمره.. أنتى كتلة نور ونار.. داء ودواء.. يابختى بيكِ ياكشمائى..
تابع فهد بنفى:
--وبعدين أنا مستحيل أبقى ذنبك.. أنتى اللى هتاخدى بأيدى للجنه ياعمرى.. أنا عمرى قلبى ما ضلنى ومن ساعة ما شوفتك قولت أنك نصيبي الحلو اللى هكمل بيه دينى وهتحلى بيه دنيتى...
--------------------
ابتسامه عاشقه زينت محياه وبسط يده أخد منها رباط شعرها واستدار يقف خلفها، توغلت أنامله بين خصلات شعرها، اقترب ودنى بأنفه من رأسها مغمض العينين يشتم رائحة عطر الياسمين التى تفوح منه متحدثا بانتشاء:
-- "عشقتك اسما وعشقتك رسما"
"عشقتك روحا وعشقتك بوحا"
"عشقتك بكل معنى العشق"
"عشقك محدود وعشقى بلا حدود"
تنهد بهيام وهو يتحسس شعرها الغزير مستكملا
عشقتك وبشكل يحرق روحي ربنا يحميكي ليا يارب ويجعلك نصيبي .
الآن بعد غزله الصريح تسبح فى أعالى السماء بغيمه ورديه كالفراشات تتطاير ترفرف بأجنحتها بين السحاب تجزم أن لا سعاده تفارن بسعادتها الآن، وضعت راحتيها علي قلبها تستشعر تسارع نبضاته التى ستقفز من بين أضلعها لتستأنس بخافقه، ابتلعت لعابها بصعوبه وحرارة جسدها ترتفع من قربه المذيب لأوصالها، قبضت على جفونها تحسهم على الا يفضحوا مشاعرها، أغمضت عيونها بتراخى أصبحت قدميها كالهلام تشعر أن روحها تُسحب بالبطيئ، أحست أن الارض تميد بها وقواها تتهاوى أمام عشقه الجارف همست بنبره خافته مترجيه كى يرحم ضعفها:
-- ارجوك يا فهد..
---------------------
انتبه فهد على حاله وتراخيها بين يديه نهر نفسه على الافصاح بمشاعره دون رابط رسمى، سريعا ابتعد قليلا وجذب رباط شعرها يلفه على خصلاتها قعصه باحكام وذهب نحو غطاء رأسها الملقى جوارها على الفراش، جذبه ووضعه على رأسها يعدل وضعيته ويغرز به دبوس الرأس يثبته كى لا يتزحزح،
تنحنح معتذرا:
-- ماشاء الله زى القمر.. أنا آسف ياغمزه أنى اتماديت فى مشاعرى وعد مش هتتكرر غير لما تكونى حلالي..
أومأت فى صمت
تابع بلهفه
-- ثواني هجيبلك چاكت من بتوعي عشان الجو برد وهدومك متبهدله
قالها وهو ينظر لفتنتها الظاهره من بين فتحات أزرار قميصها، ليزدرد ريقه الجاف من حراره ما يستعير بداخله من مشاعر، التف بوجهه سريعا جذب جاكيته وبسط يده لها كى ترتديه وهو يقول:
-- ألبسيه بسرعه وأول ما أيدك تخف هكتب كتابي عليكي في نفس اليوم اللي هطلبك فيه.. أنا مش هقدر أمسك نفسى وأنتى جانبى ومعبرش عن حبى..
أنسلت عبرات غمزه المتألمه وهى تهتف:
-- أنا مش هعرف البسه من أيدى..
ارتعب فهد على هيئتها الباكيه استدار لها قائلا بخوف:
-- مالك بتعيطي ليه اقعدى واهدى..
قالها وأمسك زراعها السليم واجلسها على الفراش يربت على رأسها بحنو..
شهقه وجع صدرت عن غمزه وهى تهتف:
-- ايدى بتوجعني أوى يا فهد بتحرقني جدا مش قادره
قالتها وانهارت في البكاء لم يعد لديها مقدره على تحمل الألم...
انتاب فهد القلق محاولا تهدئتها:
-- طيب أهدى أنا عارف إن الحرق كبير.. وأكيد بيألمك.. البسي الچاكت وانا هتصل علي أحمد أقوله إنك هنا عشان أوصلك ليه.. وهروح اصحي بنت من البنات تيجي عشان تعرفي تنزلي من غير ما حد يتكلم..
----------------
استقام واعتدل كى يغادر، تشبثت غمزه به وأمسكت ساعده هاتفه بتوتر:
-- بس أختك هتقول عليه أيه.. وأحمد هيزعل مني .
فهد بحده أجابها:
-- محدش يقدر يقول كلمه عليكي.. انا اقطع رقبته مش لسانه.. أنتى
"غمزة الفهد" انتظرينى هنا ومتخفيش من حاجه..
صاحت غمزه تناديه:
-- فهد .
أجابها فهد بعشق:
-- عيونه.. أمرك يا قلب فهد .
قالها وهو يقف أمامها ينظر لها مبتسما يرفع احدى حاجبيه مستكملا :
-- تحت أمرك مولاتي
تدرجت وجنتيها بحمرة الخجل والكسوف مردفه بنبره ناعمه:
-- متتأخرش عليا ارجوك .
بحب أردف فهد:
-- مستحيل اتاخر عنك يانور عيونى والحمد لله النور كمان جه..
تركها وذهب يوقظ فجر أو زينه،
---------------------
طرق علي الباب ولأن فجر ذات نوم خفيف فتحت الباب ولكن سرعان ما فزعت من طلته بهذا الوقت صاحت بهلع :
-- جدو حصله حاجه يا أبيه.
أشار لها فهد بالصمت قائلا:
-- أهدى محصلش حاجه.. البسي وتعالي أوضتى عاوزك بس بسرعه والبسي حاجه تقيله عشان هنخرج ومن غير اسأله فهمتي..
اومات له فجر بطاعه :
-- خمس دقايق وأكون عندك
اغلقت الباب خلفها وذهبت تستبدل ملابسها، وتناست تماما أمر غمزه التى قضت ليلتها فى غرفة أخيها..
------------------
دلف فهد الغرفه وجد غمزه على وضعها تبكى بألم خطى نحوها اتعدلت تقفت وهى تتأفأف من حريق يدها
سألها فهد بقلق:
-- مالك بس يا قلب فهد .
أجابته غمزه بحده :
-- مفيش وأرجوك ممكن بلاش كلامك ده علي الاقل لحد ما تطلبني من بابا
قالتها واستنشقت عبراتها تكففهم براحتها كالاطفال...
ابتسم فهد يداعبها:
-- حاضر يا مجنناني بس أنا عاوز أعرف أنتى بتتحولي ازاي في ثواني كده.. يعني تعيط وبعدين تتكلمي في موضوع مهم.. وبعدين من الآخر أنا مش هقدر أبطل حب فيك بس ممكن اقل شويه..
غمزه بعصبيه :
-- هيكون أحسن المهم تبطل تكسفني وبس.
فهد بمشاكسه:
-- ده أنا بموت في فراولة خدودك هقطعك يا غمزتي بس تبقي علي زمتي يا قلب فهد..
تابع بقلب محب
-- لو سمحتِ مش عاوز أشوف دموعك
قالها وأمسك وجنتيها قائلا بتلاعب:
-- أصل هسكتك بطريقتي اللي مش هتحبيها خالص.
غمزه بعدم فهم:
-- مش فاهمه تقصد ايه وبعدين اي طريقتك أيه اللي مش هحبها دى .
صدحت ضحكات فهد معقبا عليها بمزاح:
-- مش من مصلحتك تعرفي..
--------------------
استقام يقف بعيد عنها وأخرج هاتفه وأدار اتصال علي أحمد وهو يشير لها ان تصمت، تصاعد الرنين اول مره ولم يأتيه رد، حاول مره أخرى ليجيبه أحمد باندهاش
-- السلام عليكم في حاجه يا فهد بتتصل فى وقت متأخر كده ليه جدك حصله حاجه..
أجابه فهد معتذرا:
-- معلش يا أحمد صحيتك من النوم..
عقب أحمد :
-- لا مفيش قلق خالص انا كنت قايم أصلي الفجر وكنت بتوضا
فهد باستأذان :
-- ممكن تجيلي جدى كويس بس عاوزك في حكايه مهمه.
أحمد بتعجب:
-- أومال هجيلك ليه دلوقتي منا لو مش عارف انك ملتزم كنت قولت أنت سكران....
فهد بتردد ولكن ما باليد حيله:
-- لا مش سكران.. بس غمزه هنا وعاوزه تروح .
استقام أحمد هلعا على ذكر اسم أخته يعقب عليه بحده:
-- هنا فين عندك.. بتعمل ايه في وقت زى ده..؟؟!!
فهد بتروى :
-- أهدى يا أحمد إحنا لما رجعنا الفيلا انشغالنا مع جدى وهي نامت من التعب في أوضه ماما ومش هتنفع تخرج لوحدها ولا معايا.. فانجز يا أحمد لما تيجي نتكلم.
أغلق الهاتف واستدار لها..
------------------
تطلعت له غمزه بنظرات باكيه وهى تقول :
-- أكيد زعل مني صح.. هيقول عليه ايه دالوقت مش هيثق فيا تانى...
وضعت راحتيها على عينيها وانهارت باكيه من صدمة أخيها فيها
خطى فهد نحوها وجلس جوارها أمسك راحتيها التى توارى بها وجهها وتحجب عنه لوزتيها، انزلهما برفق يرمقها بنظرات عطوفه محبه:
-- ارجوكي بلاش دموع وهو مش هيقول حاجه.. انا قولتله انك عند أمي في اوضتها عشان مقلقوش عليكي.. بس لما يجي أنا هقوله انك كنتي في أوضتي.. وبعدين انتي بقيتي نبض قلبي.. عارفه يا غمزه انا معرفش ازاى ولا أمتى حبيتك أنتى بقيت أهم عندى من النفس اللي بتنفسه .. انا نفسي اغمض وأفتح الاقيكي بقيتي مراتي واحطك بين ضلوعي واقفل عليكي قلبى ومحدش يشوفك ولا يتكلم معاكي ولا يلمسك غيرى..
بادلته غمزه نظراته باستغراب هاتفه :
-- انا مؤمنه ان في حاجه اسمها الحب من أول نظره بس..
فركت كفيها وتكلمت بتوتر وخجل -- بس انها تحصل معايا مستغربها.. مكنتش اتخيل أصلا لأني عمرى ما انجذبت لأي شخص.. بس أنت مختلف فيك حاجه غريبه بتشدنى ليك..
تنهد فهد براحه قائلا:
-- عارفه أنا بجد بحمد ربنا أنى قابلتك يا غمزتي..
دنى منها وبسط أنامله يزيل الدموع العالقه بأهدابها وهو يبتسم لها يسترسل بغرام:
-- ايتها الجميله ابتسمي أنتى مثل الفراشه الذهبيه لا تقترب إلا بمن يستحقها.. أنتى لا مثيل لكي ملكه نفسك وأنا ملك بحبك لي.. فابتسمي يا فراشتي يا من جعلتني ملك لا يليق الا بكي ..
توردت وجنتيها بخجل وصدحت ضحكتها بعذوبه هاتفه:
-- أنت بتقول شعر يا فهد
وضعت راحتيها علي عيونها توارى خجلها منه..
أمسك فهد كفها يزيحه عن وجهها وتعالت ضحكاته بقهقه يصدح قائلا : -- يخربيت أم الفراوله اللى في خدودك قومي يا بت..
جذبها من معصمها يوقفها بمزاح
حركته أثارت دهشتها سالته باستفهام:
- هتعمل أيه وبت كمان لا ده الموضوع بقى خطير ميتسكتش عليه..
بادلته مزاحه وزمت شفتيها كالأطفال، ربعت يديها حول صدرها لتصدر صرخة ألم من وخز زراعها
جرى نحوها فهد قائلا بخوف:
-- سلامتك يا قلب فهد.. آسف اني زعلتك بس هفضل أقولك يا بت لحد ما أموت.. لانك بنتي واختى وحبيبتي وصحبتي ومراتي وكل دنيتي.. وان شاء الله هتشاركني اللي باقي من عمرى..
غمزه على استحياء هتفت :
-- بس بقي أنا هموت من كلامك .
رمقها فهد بحزن قائلا:
-- بعيد الشر عليكي يارب يبارك في عمرك يا قلب فهد تعالي اقعدى علي الكرسي وارتاحى عقبال ما فجر تيجى..
أمسك راحتها وأجلسها برفق وهو يغمز بعيونه يشاكس خجلها الجديد عليها، فهى دوما نمرته الشرسه، أما الآن كشمائه كالقطه الوديعه..
-----------------
صمت مبهم سيطر على الأجواء بينهم، مرءت بضع دقائق يتطلع لها بقلق حاول جاهدا ألا يتطرق لهذا الموضوع حتى لا يزيد عليها ألمها والاجهاد الظاهر على جسدها، ولكن القلق عليها ينهش قلبه بلا هواده، يريد معرفة تفاصيل تلك الحادثه، لديه هاجس أن أمر سئ وراء تلك الكارثه، لا يهمه أى خسائر واتلافات ولكن أكثر ما يهمه هى، لو كما يعتقد أن الأمر مدبر فهى باتت فى خطر وشيك وعليه حمايتها، فمن يتربصوا به من المؤكد سيرتبوا للتخلص منها، ولكن السؤال الذى سيجن منه، ماذا فعلت أو اكتشفت كى يأذوها بهذا الشكل المريع، عليه التحدث معها لمعرفة التفاصيل حتى يتثنى له حمايتها..
اجلى صوته محمحما بنبرة عطوفه قائلا:
-- معلش ياغمزه سامحينى.. بس مش قادر اسكت أكتر من كده.. لو سامحتى احكيلى بالتفصيل أيه السبب فى إللى حصلك.. ومتخافيش من حاجه أنا أمانك وحمايتك بعمرى لو حد مس منك شعره....
زفرت غمزه بقلة حيله فمن واجبها أن تخبره بما علمت ووقع تحت يديها من مستندات يجب أن يعلم من الخائن بمصانعه كى يأخذ حذره ويأمن من غدره، تطلعت له بشفقه من تكالب المصائب على رأسه، وتحدثت باستسلام تقص عليه ما اكتشفته بعد إعادة نتائج التحاليل للعجول، وشكها فى دكتور خالد الذى تحول لحقيقه بعدما دبر لها حريق المعمل، ظلت تتحدث باستفاضه عن الوقائع التى اكتشفتها بالأدلة والبراهين وكيف غدر بها وأخذ الملف المثبت به النتائج عنوه، على وعد منها بعد تعافيها ستعيد تلك التحاليل حتى تقطع شكه باليقين والاثبات..
ظل فهد يستمع لها وداخله يستعير بحمم بركانيه، كور كفيه يقبض عليهم بغضب ساحق ود لو يمسك الآن بهذا الخالد يسحقه تحت قدميها بلا رحمه عقابا له على ما بدر منه فى حقها وترهيبه لها بتلك الطريقه المشينه..
استفاق على يدها تربت على كتفه بعطف هاتفه بقلق:
-- فهد انت كويس.. عشان خاطرى متزعلش نفسك وكل حاجه هتكون احسن.. بس الاول انت لازم تعرف هو بيعمل ده لحساب مين.. طريقة كلامه معايا قبل ما يولع فى المعمل بتقول أن فى أيد أكبر منه هى اللى بتحركه..
أومأ لها فهد يوافقها الرأى قائلا:
-- ده شئ مفروغ منه أكيد مش هيكون لوحده.. وده اللى هعرفه متشغليش بالك..
تابع بصوت أجش قائلا بأمر:
-- كده أنتى مش هينفع تبعدى عنى.. اللى أذاكى مره هيفكر يتخلص منك تانى عشان سره ميتكشفش.. فى اسرع وقت لازم نتجوز عشان اعرف احميكى.. طول ما أنتى بعيده عنى هفضل خايف عليكى...
تجهم وجه غمزه وشعرت بضخامة الأمر جاهدت حالها أن تطمئنه ولكن هى بداخلها تعلم فداحة الأمر
بنبره حانيه هتفت تدعمه:
-- أنا معاك فى كل اللى أنت عاوزه بس من غير تهور عشان نوصل للجانى الحقيقى بأقل الخساير...
قطع حديثهم صوت طرقات على الباب، أشار لها فهد على فمه أن تصمت وتغير مجرى حوار الكلام..
---------------------
ذهب نحو الباب قبض عليه فاتحا أياه وجدها فجر ابتسم بوجهها قائلا:
-- ادخلي ياحبيبتي
وأشار لها بيده سامحا لها بالدخول
نظرت فجر بصدمه ل غمزه وضيقة بين حاجبيها والدهشه تحتل وجهها، صفعة جبهتها بفزع عندما تذكرت ما قالته لها زينه عن الفتاه المتواجده بغرفة أخيها والتى تكون أخت خطيبها، اقتربت منها بهلع هاتفه بفظاظه:
-- يالهوى احنا نسيناكى خالص.. أنتي لسه هنا لحد دلوقتي ينهار أبيض لو مكيده شافتك هتبقي فضيحه بجلاجل..
تطلعت لأخيها تقول بأسف
-- حقك عليا ياابيه والله احنا نسينا غمزه سهو.. زينه دخلت عشان تديها عباية ماما لاقيتها نامت من التعب ومرضيتش تصحيها..
أومأ لها فهد بتفهم قائلا:
-- حصل خير مفيش مشكله
استقامت غمزه تعتدل بألم والدموع تسكن مقلتيها هاتفه بتساؤل:
-- مين مكيده دى أنا عاوزه امشي
قالتها بنبره منكسره وخطت تمشي نحو الباب، لم تستكمل خطواتها حتى اوقفها صوت فهد الأجش وهو يمسك زراعها قائلا:
-- راحه فين أهدى شويه ليه متوتره كده..
حول نظراته ل فجر قائلا بتهكم:
-- أهدى يا عقله الإصبع كل ده كلام اسكتي شويه واسمعيني أحمد خطيبك واللى هو أخوها.. فهمانى طبعا مش عايز كتر كلام زى اللى حصل دالوقت.. زمانه جاي يخدها أنتى هتنزلي تفتحيله الباب من غير كلام واياكي حد يشوفك..
مع آخر كلماته تصاعد رنين هاتفه باتصال من أحمد
طأطأت فجر رأسها معتذره:
-- حاضر أنا آسفه والله مش قصدى .
أشار لها فهد بالصمت، وابتعد بضع خطوات عن غمزه يجيب على الهاتف قائلا:
-- أيوه ياأحمد أنت فين..؟!
أجابه أحمد باقتضاب:
-- أنا تحت قدام الدوار انزل بسرعه افتحلي
خرج فهد للشرفة كى يراه وهو يشير له قائلا:
-- حاضر أنا نزلك حالا..
أغلق الهاتف واقترب من غمزه قائلا بنبره محبه:
-- أنتى عرفتي أنا عاوزه أيه صح
قالها وأهداها ابتسامة جميله يرسل معها أشواقه وغرامه..
خجلت من كلامه وانفجرت الحمره بوجنتيها وارت كسوفها وطأطأت رأسها أرضا لا تجد الكلمات على لسانها كى تصد طوفان مشاعره..
رحم خجلها واستدار ينظر ل فجر وهو يقول:
-- خلي بالك منها لحد ما أنزل افتح ل أحمد وخليكي أنتى هنا .
ردت عليه فجر بحيره:
-- يا أبيه مش حضرتك قولت أنا اللي هنزل افتحله ليه حضرتك نازل.
أجابها فهد بتبرير :
-- عشان هو بره خالص على البوابه الرئيسيه، وأنا هنزله خليكي معاها عشان مش هينفع تخرجي بره دلوقت لان أكيد الغفير نايم في سابع نومه...
---------------------
تركهم هابطا للأسفل ترجل للخارج فاتحا الباب سامحا لأحمد بالدخول قائلا :
-- اتفضل يا أحمد
بسط يده يصافحه بحبور
بادله أحمد المصافحه :
-- الله يسلمك
وبتوتر سأله
-- فين غمزه
التفت حوله عينيه تجول بالمكان قائلا:
-- هي لسه تعبانه.
فهد بتروى عقب عليه:
-- أهدى هي أولا كويسه وفوق مع فجر أختى.. بس أنا عاوزك في موضوع مهم واعذرنى ان يكون الكلام ده سر لحد ما ربنا يوفقنى واقول الكل...
احمد بتوجس أردف:
-- أيه يا فهد انت وترتني وقلقتتي جدا.. أخلص أعصابي أصلا بايظه من غير حاجه.. ولو بخصوص غمزه قوله ولو مش بخصوصها معلش اجله لحد ما اطمن عليها.
فهد داهمه باندفاع بما يكنه لأخته بمشاعر قائلا:
-- أنا بحب غمزه ياأحمد وعاوز اتجوزها في أقرب وقت مش هقدر أعيش من غيرها بس لازم أنت تعرف الأول...
احتقنت ملامح أحمد وهو ينظر له بعصبيه قائلا :
-- حبتها أزاى وادأمتى بقيت بتحبها وعاوز تتجوزها بجنون كده .
حاول فهد امتصاص غضب احمد قائلا:
-- ممكن تهدى وأنا هفهمك.. شوف أنا لقيت نفسي بحبها من أول نظره أنت عارف أننا إحنا الرجاله لما قلوبنا بدق تبقي ل ست واحده بس من غير أى إنذار...
صمت قليلا ينظم تسارع نبضات خافقه التى تتقافز من سطوة عشقها، زفر بحراره وتحدث:
-- عشقتها يا أحمد وهتجوزها ونفسي تحبني ربع ما حبتها..
رأى أحمد الصدق بعينيه احترم صداقته ومصارحته وأردف:
-- أنا معنديش مانع ومش هلاقى أحسن منك زوج لأختى وخصوصا بعد ماشوفتش فى عينيك صدق حبك ليها.. بس أوعدني لو رفضت متوقفش في طريق سعادتها..
فهد بسعاده :
-- أوعدك ياأحمد عمرى ما أكون سبب تعاستها... بس ساعتها هضرب نفسي بالنار عشان مش هقدر استحمل بعدها عني..
تكلم والألم من الفكره يشطر قلبه وتابع بتمنى
--ادعيلي تحبني..
نظر أحمد له باستغراب من هيئة صديقه الباليه فى حب أخته :
-- معقول أنت بتحبها للدرجه دى.. عقلة الإصبع جابت أبو الفهود على بوزه..
اقترب منه وربت على كتفه قائلا بحبور:
-- ربنا يقدم ليكم اللي فيه الخير ياصاحبى انت وهى ولاد حلال وربنا يجعل ليكم فى بعض حلال...
ابتسم فهد والسعاده زينت محياه قائلا :
-- اللهم آمين عقبال ما تطب يا معلم وقلبك يصرخ من الحب.
تابع بهيام:
-- تملك عشقها من قلبي حتي فاض قلبي من عشقها..
لو ان الحب كلمات تكتب لا انتهت اقلامي.. لكن الحب أرواح توهب فهل تكفيك روحي لكي تصدق عشقي لها...
احمد بمزاح:
-- بركاتك يا عم فهد بقيت شاعر علي أيد غمزه .
فهد بعشق :
-- غمزه دى الروح والقلب والكيان
أحمد بسخريه :
-- طيب اطلع انده ليها بدل ما أنا اللي هضربك بالنار .
عقب عليه فهد باندفاع :
-- هو انت ممكن تضربني بالنار فعلا بعد اللي هتسمعه غمزه كانت نايمه في أوضتي....
احمد بإنفعال :
-- أنت اتجننت أزاى كانت في أوضتك.. مفكرتش يا جدع لو حد شافها من الشغالين اللي في الدوار هتعمل أيه.
فهد :
-- محدش شافها وبعدين هى مكنتش أصلا تعرف أنها أوضتى ولا أنا أعرف إنها في أوضتي.. دى أختى اللي دخلتها سهو وهى من التعب نامت ولما انا طلعت اكتشفت وجودها..
تابع فهد بصوت أجش
-- هو أنت مش واثق فيا.. أنا بقولك هتجوزها.. أنا راجل وبحترم كلمتى وبحترم بيت الرجاله اللى انا دخله.. مش عيل صغير عشان استحل عرض بنات الناس وانا عندى أخوات بنات.. أكيد اللى مش هقبله عليهم مش هقبله على مراتى اللى اختارتها تشاركني حياتى وتشيل أسمى وسمعتى..
زفر أحمد بضيق ينهى الحوار باقتضاب:
-- تمام يافهد اطلع خليها تنزل بدل ما اولع فيك وفيها دالوقت مش وقت محاضره وكلام انشاء احنا فى الصعيد مش فى البندر.. خلصنا عشان اعصابى عالمحك ومش عايز أخسرك...
جز فهد على أنيابه بغيظ من تيبس رأسه وحاول التريث قائلا:
-- حاضر بس أهدى شويه.. فى موضوع كمان لازم تعرفه عشان نعرف نتعاون نخلى بالنا منها لحد ما تبقى فى بيتى وتحت عينى..
ومضت عين أحمد بشرارة غضب من آخر حديثه صاح بحده قائلا:
-- فى أيه تانى مخبيه عليا.. هى شكلها ليله طين على دماغكم..
أجابه فهد باقتضاب:
-- الحرق اللى فى ايد غمزة ده نتيجة حريقه حصلت فى المعمل وهى حادثة مدبرة وبفعل فاعل..
صعق أحمد مما تفوه به فهد جحظت عينها وهو يطالعه بصدمه هل يعقل أن يكون ل غمزة أعداء تود أذيتها، ولما فهى حديثة التعين بالمصنع، اقترب من فهد يصيح بانفعال:
-- يانهار أسود ومنيل ليه يعنى مدبر ومالقوش غير غمزه دى اغلب خلق الله..
تابع بحده:
-- فهد ياراوى أبعد عن أختى بخيرك وشرك هى مش قدك ولا قد الناس اللي عايزين يؤذوك.. أنت من ساعة ما رجعت والمصايب نزله ترف على راسك.. ومالقوش غير الغلبانه دى يصطادوها عشان يصفوا حساباتهم معاك.. أنا معنديش إستعداد أخسر أختى بسببك...
تفهم فهد حالة صدمته مما سمع معقبا عليه بتعقل:
-- مبقاش ينفع أبعد عنها وده أمر مفروغ منه لازم نتجوز بأسرع وقت عشان اللى كان مفكرها انها واحده عاديه كده يعرف انها تحت حمايتى ويفكر مية مره قبل ما يأذيها..
استطرد بتروى قائلا:
-- أهدى وحكم عقلك وبلاش العواطف تخلينا نخسر بعض.. أنت مش صاحبى انت اخويا وهتبقى جوز أختى.. أنا غمزه بالنسبه ليا حب عمرى اللى مصدقت لاقيته.. ولو عمرى تمن لعمرها هفديها بيه عن طيب خاطر.. بس بلاش حمقه وعصبيه وفكر كويس
تذكر انهيارها مخافتا من عدم ثقة أخيها فيها مرة أخرى واكمل باللين:
-- وياريت بلاش تزعل منها يخصوص نومها فى أوضتى هى مالهاش ذنب انا سيبها منهاره من فكرة انك مش هتثق فيها تانى.. وحياة صداقتنا أهدى وحكم عقلك زى ما أنا متعود منك..
أنهى كلامته بعد صدمته فى رد فعله واستدار كى يصعد لها شاهد فجر تهرول للاسفل، ذهب نحوها يسألها:
-- أنتي راحه فين وسبتيها ليه لوحدها .
فجر بتوضيح عقبت عليه:
-- هي ياأبيه اللي بعتتني عشان قلقانه لما لاقيتك اتأخرت عليها...
زفر بضيق حاول اخفائه وذهب لها قائلا:
-- يالا يا غمزه أحمد مستنيكى.. بس مش عايز اشوف دموعك لو سمامحتى كل حاجه هتبقى تمام..
أخذها وهبطوا للأسفل وللوهله الاولى عند رؤيتها لأخيها هرولت تجرى عليه ترتمى بأحضانه على الرغم انه ليس بأخ شقيق ولكن دوما كان سند وأمان لها...
ضمها أحمد بحنو يمسد على رأسها بطمأنيه قائلا:
-- انتي كويسه..
خرجت من أحضانه تومئ بتعب :
-- اه الحمد لله بس يالا بينا ياأبيه عشان انا تعبانه جداً.
أشار أحمد ل فهد يلقى عليه التحيه بحنق :
-- سلام يا فهد و لينا كلام كتير بعدين ..
وافقه فهد الرأى وهو يتمنى أن يمضى هذا الموقف دون ان يعكر صفو صداقتهم ومصاهرتهم قائلا:
-- تحت امرك اللي انت عاوزه ياصاحبي..
-------------
يتبع.......