اخر الروايات

رواية غمزة الفهد الفصل العشرين 20 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية غمزة الفهد الفصل العشرين 20 بقلم ياسمين الهجرسي




رواية(غمزة الفهد حب بالمصادفه) مسجله حصرى بأسمى ياسمين الهجرسى ممنوع منعا باتا النقل أو الاقتباس أو النشر فى اى موقع أو مدونه أو جروب او صفحه حتى ولو شخصيه من دون اذنى ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للمسأله القانونيه
--------------------
سبحان الله وبحمده✨️ سبحان الله العظيم
------------------

فى أجواء مليئة بالحب والألفه ومشاعر تغمرها السعاده تحيط بهم فى اجتماع عائلى صغير يضم العائلتين ليزيد ترابطهم بميثاق أكثر حميمه حيث مصاهرة العائلتين بالنسب ليتحد الأبناء مكونين ترابط أسرى جديد كان نتاج صدفه من تدابير القدر ليعود وصل جسور الصداقه وتقوية العلاقات التى تهاوت بفعل شياطين الإنس....

فى الصالون الخاص باستقبال الضيوف، يجلس الحج "عبدالجواد الراوى" والحجه "راضيه" و"سعد وهنيه وفهد" فى انتظار عائلة "عزت"، ليصدح صوت الغفير "هريدى" يعلن عن قدومهم، ليهم "فهد وسعد" وهنيه" بالوقوف لاستقبالهم

هتف سعد بحبور
-- اتفضلوا يا جماعه
قالها وبسط يده يرحب ب عزت
-- والله وليك وحشه يا عزت
ثم بسط يده يرحب بالشباب واحد يلو الاخر ومن بعده فهد الذي رحب بخطاب أُختيه..

اقتربت "هنيه" من "أنعام" ترحب بها هي ايضا واشارت لها ان تدلف الى الداخل
وضعت عائله "عزت" الهدايا على المنضده التي توجد في بهو المنزل ودلفوا جميعهم الى غرفه الاستقبال

نظر لهم الحج "الراوى" وعلى وجه ابتسامه بشوشه اقترب "عزت" باحترام يرحب بهم ثم "أنعام" ترحب بالحجه راضية واقبل الشباب يقبلوا كف يد الحاج الراوى

أردف احمد بغبطه:
-- ازي صحتك يا جدى

رد الحاج عبدالجواد الراوي
-- الحمد لله يا دكتور بخير

تلاه عبد الله قائلا :
-- يا رب يا جدي دايما بخير وبصحه وخير وسعاده وانحنى يقبل كفه

ابتسم له الجد قائلا
-- يا رب يا بكاش ولو انك مهندس شاطر

وضع عبد الله يده على راسه بامتنان قائلا :
-- وده وسام شرف يا جدي انك تعترف ان انا شاطر

صدح صوت فهد قائلا
-- اتفضلوا يا جماعه استريحوا .
جلس الجميع والتفوا حول بعضهم يرحبون بهم

استاذنت هنيه لكي تشرف على تحضير المائده التي امرت بها الخادمات في المنزل ووقفت تنظر لها وعلى وجهها ابتسامه سعيده اليوم مميز عندها انها خطبه ابنتيها والسعاده تغمرها من رأسها حتى أخمص قدميها ثم عادت اليهم مره اخرى واشارت بعينيها الى "سعد" الذي فهم انهم انتهوا من اعداد المائده

استقام واقفا يشير بيديه للأمام قائلا :
-- اتفضلوا يا جماعه الاكل جاهز

هم الجميع وذهبوا خلفهم ومن ورائهم "فهد" خطى بخطوات سريعه لكي يساعد جده على القيام ومساندته حتى يصلوا الى مائده الطعام

اصطف الجميع خلف مقاعدهم يتناولوا الطعام في جو من الالفه والثرثره المحببه لكل منهم مر الوقت سريعا وانتهوا من تناول الطعام ودلفوا الى غرفه الاستقبال مره اخرى لكي يتمموا الحديث في خطبه الفتيات

صدح صوت "أنعام' قائله:
-- يجعله عامر يا حجه "راضيه" ويارب ديما مفتوح بحسك ياحجه والتفت تنظر ل "هنيه" هاتفه
تسلم ايدك ياهنيه نفسك فى الأكل جميل

رتبت "هنيه" على كتف "انعام"قائله: -- بالف هنا يا حبيبتي ما انحرمش منك اتفضلي
استقاموا وانضموا لمجلس الرجال

وبعد قليل استقامت هنيه وغادرت مجلسهم تخبر الفتيات بإحضار العصير والفاكهة و وقفت تعطيهم الوصايا العشره
-- مش عاوزه طيف ابتسامه علي وشكم ولا عيونكم تبص علي حد من الموجودين وتقدموا الضيافة وتخرجوا سامعين وخصوصاً انتي يا شعنونه
قالتها وهى وتشير الي "زينه"

أومأت زينه بطاعة لوالدتها وهي تهز راسها تجيبها
-- حاضر
قالت تعليماتها وتركتهم وانضمت لهم مره أخرى

دلفت الفتيات وعلى وجههم علامات الخجل كانت "زينه" تحمل بين يديها صينيه عليها العصير و"فجر" صينيه عليها بعض اطباق الحلوه
القوا عليهم التحيه، و"زينه" تجوب بينهم واحد يلو الاخر تقدم العصير ومن خلفها "فجر" حتى انتهوا وانصرفوا كما دخلوا بهدوء .

ابتسمت أنعام هاتفه بسعاده وهى تنظر لأولادها:
-- ماشاءالله عرايس زى القمر.. ربنا يتمم بخير ياولاد..
قالتها والتفت ل هنيه هاتفه بحبور:
-- يازين ما ربيتى ياهنيه، أدب واخلاق وجمال
ردت عليها هنيه بفرحه :
-- حبيبتى يا أنعام متحرمش منك يابنت الأصول انتم الأحسن..

دنى عبدالله من أبيه قائلا :
-- انطق بقي يا حاج واطلب العروسة بتاعتي انا علي اخرى .

لكزه "عزت" بصدره من تهوره المعتاد والتف يتطلع للحج "الراوى وسعد" هاتفا بغبطه :
-- انا يشرفني ياحاج اني اطلب حفيداتك لولادى الدكتور أحمد والبشمهندس عبدالله طلباتك يا حاج محمد وانت يا سعد

اجابه الحاج الراوى بسرور:
-- احنا بنشتري راجل ومفيش بينا الكلام ده اللي تجيبوه جيبوه احنا أهل.. وان شاء الله الخطوبه الكبيره بعد ما البنات تخلص امتحانات الثانويه العامه.. وربنا يا رب يكتب لهم الخير والسعاده والموده والرحمه..

قاطعه عبدالله باندفاع:
-- خطوبة أيه ياجدى كتب كتاب على طول الله يباركلك..

نظر له سعد بمكر رداَ على اندفاعه:
-- أكيد طبعا يا خفيف هو انت متخيل هسيبكم داخلين خارجين على بناتى من غير رابط شرعى..

لكزه احمد كى يصمت، والإحراج الأكبر من نصيب عزت الذى احتقن وجهه من الاحراج الذى سببه له ولده..

هتف عزت مغيرا للحديث :
-- على بركة الله واللى تؤمر بيه يتنفذ.. واحنا عمرنا ما هنقصر يا حاج "عبدالجواد" وهنتقل بناتكم بالدهب
.

صدح صوت "سعد" قائلا:
-- نقرا الفاتحه على خيره الله.
تعالت زغاريط الامهات فرحه بخطبه ابنائهم

أشارت الحجة راضيه الى "فهد" قائله:
-- نادي أخواتك البنات عشان يقروا فتحتهم يا فهد.

استقام بطاعه قائلا
حاضر يا جدتي
قالها وذهب لاحضار أختيه..
----------

بخطوات فرحه سعيده صعد "فهد" للطابق العلوى التى تقطن فى غرف الفتيات، طرق الباب ودلف للداخل وابتسامه جميله تزين ثغره باسط زراعيه على مصرعيه يحثهم على الارتماء باحضانه، لم يخيبوا له رجاء وانطلقوا يرتموا بأحضانه متشبثين بملابسه بخجل، ضمهم لصدره بحب أخوى صافى وطبع على رأس كلا منهم قبله عطوفه حنونه، أخرجهم من صدره ومازال يحيطهم بزراعيه يتأبطهم بحب ليشق صمت خجلهم قائلا :
-- ألف مبروك ياقلب أخوكم، جوازه الهنا والعمر كله بإذن الله..

ثم تابع باستفسار:
-- بس لو وحده فيكم عندها اعتراض على حاجه تقول وانا كفيل أنهى كل حاجه قبل ما تبتدى أنا معنديش أعز منكم..

قاطعته "زينه" باندفاع كاعادتها
-- لا ياأبيه مفيش اعتراض خالص من ناحيتى انا مصدقت
قالتها لتتراجع باخر كلمه تضع يدها على فمها تلعن نفسها من تسرعها الدائم..

هز فهد رأسه بيأس من تهورها فهو بات يخاف عليها أكثر من ذى قبل بسبب اندفاعها

أخرجها من صدره ورفع راسها التى تطأطأها أرضا هاتفا بحنق:
-- يازينه انا مش فهمتك قبل كده بلاش اندفاع وتحكمى عقلك قبل ما تتكلمى، انتى كده بتخوفينى عليكى ياحبيبتى، انتى بنتى قبل ما تكونى اختى ويعز عليا توقعى نفسك فى مشاكل بسبب طيبتك الزياده عن اللزوم واللى ممكن حد ياخدها ضدك، متقلقنيش عليكى ياحبيبتى

فرت دمعه حزينه خجله من سوء تصرفها والتى للأسف لا تعلم كيف تتحكم فى زلفة لسانها التى تضعها بمواقف سخيفه
نطقت بتلعثم متأسفه من أخيها هاتفه :
-- أنا آسفه ياأبيه بحاول والله اتحكم فى لسانى بس مش عارفه

مسد فهد على رأسها بحنو هاتفا :
-- مش عايزك تزعلى فى يوم زى ده بس انا اخوكى وواجب انبهك وانصحك لو شايف تصرفاتك ممكن تأذيكى

تابع بمرح:
-- يالا امسحى عينيكى الحلوين دوول عايزين ننزل للشباب عشان قراية الفتحه ومينفعش يشوفكى حزينه عايزاهم يقولوا ان احنا غاصبين عليكى فى الجوازه

همت تمسح عبراتها بكفوف يدها كالاطفال هاتفه
-- لا خالص ياأبيه مفيش دموع محدش مغصوب ولا حاجه انا فرحانه اهووو جوزهولى ياخوي
قالت كلمتها الأخيره وضحكتها ترن بأرجاء الغرفه

صفعها فهد على رأسها بمزاح هاتفا
-- ماشى ياغلبويه ربنا يسعدك

حول نظره ل فجر التى تطلع لهم فى صمت قائلا:
-- مالك يا"فجر" ساكته ليه فى حاجه عايزة تقوليها، شكلك مش فرحان ليه..

أجابته فجر بمشاعر متناقضه:
-- والله ياأبيه مش هكدب عليك انا معرفوش يعنى لا بحبه ولا بكرهه، بس أنا واثقه فى اختيارتكم وكمان صليت استخاره ومن بعدها عندى راحه، ممكن اكون متلخبطه بس انا رميه حمولى على الله وسيباه هو اللى يختار لى اللى فيه الخير والصالح..

ربت فهد على كتفها قائلا :
-- ربنا يكملك بعقلك ياحبيبتى، بس عايزك تعرفى احمد زينة الشباب ميتخيرش عنك عاقل ومحترم وراجل بمعنى الكلمه ان شاء الله مش هتندمى على ارتباطك بيه

زفر بغيظ قائلا
-- يالا ياابله منك ليها اتأخرنا على الناس وجدتكم مش هتعديها بالساهل هى اللى بعتانى ليكم عشان تقرأوا معنا الفاتحه

قالها وأخذهم وهبط بهم للاسفل
------------------

دلف بهم كلا منهم تحت أبط يقف على باب الغرفه ينظر الى عبد الله واحمد يحدق بهم وهو يزوى بين عينيه يريد ان يرسل لهم رساله قائلا
-- مبروك عليكم زينة بنات عيله الراوى ودى أمانتي عندكم متخلونيش اجي في يوم اسالكم ليه قصرتوا فيها..

هذه المره وعلى غير العاده أجابه أحمد باندفاع قائلا
-- أمانتك في عينينا يا "فهد" ما تشيلش هم وان شاء الله ما تسألش عنهم الا فى كل خير

أوما له "فهد" بتفهم و أشار إلى إخوته أن يجلسوا واحده على يمنيه والأخرى على يساره

صدح صوت الحاج الراوى قائلا:
-- يبقى نقرا الفاتحه على خيره الله رفع الجميع كفوف يده يضمهم لبعضهم وبداوا في تلاوه فاتحه الكتاب كما هو متعارف في العرف انه تم خطبه بنات الراوي على شباب عائله عزت رشدى..

وحين انتهوا تعالت زغاريط العاملات في المنزل والطلقات الناريه التي تزين السماء فوق دوار الراوي وعلم الجميع بخطوبه زينه وفجر سعد الراوي
----------------------

عندما استمعت للزغاريط هبطت وانضمت لهم مكيده والغل والغيظ يتطايرون من عينيها. جلست بجوار "هنيه" وهي ترمقها بنظرات توعد بانها ستفسد عليها فرحتها وضعت قدم فوق الاخرى غير عابئه لوجود الراوي الكبير او زوجها قائله
-- مش تفرجيني يا هنيه على الهدايا اللي جابها العرسان للبنات

ارتبكت "أنعام" من مخزى كلامها ونظرت الى ابنائها الذين استقاموا واقترب كل شاب من عروسته واعطى لها علبه ذهب تليق ببنات عائله الراوي .

تطلعت لها "مكيده" وظهر الغل على وجهها لان أنعام أفسدت عليها مخططاتها الذي لا تعلمه من الاصل
حدثت نفسها بغيظ:
-- آه يابنت الرفدى منك ليها، والله وباضتلك فى الجفص يابنت الأُجرى بقى ليكى سعر وجاعده عينك مليانه بالفرحه، ابنك مكوش عالفلوس والمنصب والجاه وبناتك هيتجوزوا شباب زينه، بس على مين مبجاش مكيده ان ما قلبت فرحكم حزن..

أما "هنيه" تطلعت لها بحاجب مرفوع والسعاده تزين محياها قائله
-- عقبال ما تجيبوا لهم وهما في بيوتكم يا رب.

غادرت البنات بأمر من جدتهم ومر الوقت وانصرفوا عائله "عزت" وظلت "هنيه وسعد وفهد" يقفون ينتظرون انصراف السيارات
وضع "سعد" يده على كتف "هنيه" قائلا
-- مبروك يا أم البنات عقبال ما تفرحي بفهد يا رب

نظرت له وامسكت كف يد فهد قائله
-- يا رب أشوف عيالك يا فهد يا حبيبي.

سمع سعد صوت والدته الحجه راضيه تهتف باسمه هرول اليهم وتركهم بمفردهم.
-------------------

انحنى "فهد" وطبع قبله على مقدمه رأسها قائلا :
-- عن اذنك بقى انتي يا ست الكل علشان انا رايح أسهر مع جماعه اصحابي واحتمال أبات معاهم ونحيى أيامنا القديمه
قالها وهو يبتسم لها بمرح

زوت هنيه بين عينيها وردت عليه بتساؤل :
-- اخوك "ريان" فين يا "فهد" انا قلت لك أنه لازم يحضر الاتفاق بتاع أخواته البنات

أجابها "فهد" بتهرب قائلا
-- يا أمي أنا مالي ومال "ريان" دلوقتي انا بقول لك اني رايح اسهر وأبات مع جماعه اصحابي
قالها وأعطاها ظهره ملتفاً كى يترجل لسيارته

جزت على أنيابها تجذبه من ساعده هاتفه بغيظ:
-- ياريت تبطل لف ودوران وتحترم الصراحه اللى بينا.. أصحاب ايه اللى هتروح تسهر معاهم وانت لسه راجع من السفر ومشفتهمش من سنين مره واحده هتسهر وتبات معاهم طب ازاى..

اغتاظت من تصرفه ولكن زادت إصرار وتابعت تكرر سؤالها بصيغه أخرى أكثر صرامه:
-- ريان فين يافهد وفي أيه بيحصل معاكم وانت مخبيه عليا وانا معرفوش...

نظر لها بحيره ولسانه معقود لا يعرف بماذا يجيبها....

تلعثم فى حديثه قائلا:
-- هو مينفعش ياامى تريحى نفسك من التفكير فينا وتخليني اشيل عنك شويه.. انتى تعبتى كتير وجه دورى عشان اريحك.. أنا مش بخبي يا امي بس الموضوع يخص "ريان" دى كل الحكاية، أنا عايزك متشغليش بالك ب "ريان" هو كويس انا معاه مش هسيبه طمنى بالك

قاطعته هنيه بزعر هاتفه:
-- ماله "ريان" هو كويس انطق يعنى احساسى صح واخوك فيه حاجه تعباه

حاول فهد تهدئتها قائلا:
-- متخفيش هو كويس بس للأسف مدمن وانا بحاول ارجعه واعالجه عشان يرجع "ريان" القديم..

تعالت شهقاتها ودموعها تنهمر بغزاره هاتفه :
-- عاوزه اشوفه يا"فهد" كنت شكه فيه من زمان

اقترب منها يبسط انامله يكفف دموعها بحزن قائلا
-- أهدى ياامى متعمليش فى نفسك كده عشان متتعبيش، أنا هروح له وابقى اطمنك عليه.

هتفت "هنيه" بتوضيح ترد على حديثه:
-- بص يا"فهد" أنا لما اتجوزت ابوك زمان اتجوزته بعياله ودى أمانته اللى هتحاسب عليها قدام ربنا، ولو اخوك فى وجيعه انا اولى الناس بيه اقف فى ضهره وأقويه..

استطردت بأمر:
-- هم بينا من غير كلام كتير ودينى لأخوك مطرح ما يكون رجلى على رجلك مش هسيبك غير لما أشوفه..

أراد فهد أن يعترض، لتشير له هنيه بالصمت، ليطاطئ رأسه بيأس مستجيب لأوامرها قائلا
-- طيب هنقول ل بابا ايه..؟؟!!

اجابته بامتعاض:
-- مالكش دعوه بأبوك دالوقت مشغول مع جدك وستك فى الكلام وأنا هقول لحد من الشغالين يقولوا انها خرجت مع "فهد" بيه ولما نيجى انا هراضيه بطريقتي مالكش دعوه هم بينا نشوف اخوك..

استجاب لطلبها وأخذها وغادر بيت العائله..
-----------------

أخدها وانطلق بسيارته يشق غبار الطريق وظلمة الليل البهيم لعل القادم يريح قلوب أرهقتها قسوة البشر ووحشة الضمائر المغيبه
بعد قليل وصلوا أمام البنايه التى بها شقة فهد الذى يقطن بها ريان، أبطل محركات السياره وترجل منها فاتحا الباب لوالدته كى تهبط أخذها وصعد بها للأعلى، أخرج مفاتيحه وقبض على الباب ليفتحه، ولج للداخل وجد الدكتور حسن يجلس يحتسى قهوته بعد أن اطمئن على ريان انه استفاق من الحاله التى كان عليها

صدخ صوت فهد معلنا عن قدومه قائلا:
-- السلام عليكم يادكتور

أجابه حسن باحترام :
-- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قالها وهو ينظر ل هنيه ثم حول نظره ل فهد ليستفسر عن هوية من معه

فهمت هنيه مغزى نظراته واجابته بدلا عن فهد قائله:
-- الله يسلمك يا بني انا ولدت فهد و ريان

أومأ لها بحبور قائلا:
-- أهلا وسهلا ياأمي اتشرفت بمعرفتك

قاطعه فهد باستفهام:
-- ريان فين لسه نايم..

رد عليه حسن بتجهم:
-- لا هو صحى بعد الوعكه الأخيره وحاليا بياخد شور زمانه خلص اتفضلوا ادخلوا جوه استنوه
قالها وهو يشير بيده علي الحجره التى يقطنها ريان ..

رفع فهد يده يستوقف والدته باحترام منعا لاحراجها اذا دلفت ووجدت "ريان" بوضع عارى قائلا
-- معلش ياامى هشوفه الأول واجيلك انتظريني هنا .

تفهمت "هنيه" كلامه ووقفت تنتظر منادته عليها

خطى لداخل غرفة "ريان" بنفس الوقت الذى كان يقف فيه أمام خزانة الملابس بعد ان استحم وارتدى ملابسه..

اقترب منه فهد وعلامات الاعتذار مرسومه على وجهه متحدثا
-- عامل أيه ياوحش

زم "ريان" شفتيه بحزن ولم يجيبه

هتف فهد بأسف :
--سامحنى أنى وصلتك للحاله دى بس كان غصب عنى حقك عليا..

زفر "ريان" بتعب مجيبا:
-- حصل خير يافهد انا كمان غلطان، مش من حقى ألوم عليك فى كل مره بغلط فيها، انا لازم اتغير وابدئ بنفسى بداية علاجى مش أدويه وبس، لأ أنا كمان لازم أقاوم نفسى.. حالة التخبط والمتاهه اللى انا عايش فيها لازم اخرج منها عشان اعرف أليق بيها، ليها حق ترفضني بحالتى دى..

جذبه فهد يشدد من احتضانه قائلا بأمل فهى الوحيده التى فى يدها صلاحه
-- مش هتتخيل جيبلك مين معايا .

"ريان" بفرحه كفرحة الأطفال يوم العيد قفز من صدره قائلا بلا وعى:
--مش معقول متقولش انك جبت لى بسنت وقدرت تقنعها بالجواز منى..

جحظ فهد بذهول يلوى ثغره على مهترات كلامه واشار بيده ان يتمهل قائلا بصوت عالي:
-- اظهر وبان وليك الأمان اتفضلي

قالها وتسلطت عيون "ريان" علي الباب ينتظر مجيئ من بالباب

أطلت "هنيه" بوجه مشرق صبوح هاتفه:
-- ازيك يا ريان

لم تسعه الفرحه عند رؤيتها انطلق "ريان" يهرول اليها بسعاده يحتضنها بحب فهى بمثابة أم كم تمنى أن تكون هى الصدر الدافئ الحنون الذى يلتجئ اليه لتحميه من وحشة ما يعانيه فى دنياه

اجهش ريان بالبكاء عندما وطأت رأسه على صدرها، أخذت هنيه تمسد على ظهره بحنانها المعتاد تواسيه فى محنته، ظلت تتعالى شهقاته ونحيبه المدمى للقلوب، تركته يفيض بما يختلج به صدره من ألم لعله يرتاح ولو قليلا، وهى تطلع ل "فهد" بقلة حيله، ولكن بات الجميع الآن يستند عليها كى تنتشلهم من هذه المأساة

هتفت هنيه بحنو:
-- عيط يا"ريان" لحد ما ترتاح، خرج كل اللى تعبك فى العياط عشان بعد كده مش هسمح لعيونك تانى تشوف بكى
قالتها وهى تربت عليه بعطف ام قلبها مكلوب على وليدها.

رويداً رويداً بدأت وتيرة بكائه تهدء،
رفع رأسه يبتلع شهقاته وابتعد عنها قليلا وخطى بتهدل يجلس على السرير يطأطئ رأسه بخزى من نفسه على ما وصل اليه..

تنهدت هنيه بحزن واعتدلت وهمت تخطو نحوه جلست جواره تمسد على كتفه تشد من أزره

همهم "ريان" بأسى قائلا بشجن يذبح روحه :
-- عرفتي اللي عملته في نفسي.. مش لو كنتي أمي مكنش ده كله حصلي .

زفرت "هنيه" انفاسها بحرقه على هيئته التى تقطع نياط القلوب:
-- أهدى يا قلب أمك اللي انكسر يتصلح وانت من اصل طيب وابن أصول وكل حاجه هترجع زى ما كانت.. أنا جنبك ومش هسيبك وأيدي في أيدك ومعنا فهد وربنا قبل الكل هترجع احسن مما كنت عليه.. وهجوزك "بسنت" كمان انا سمعتك وانت بتسأل عليها "فهد" رغم معرفش هى مين بس متقلقش مدام من بيت أصله طيب هقف جنبك واساعدك تتجوزها..

بشجن ويأس حدثها ريان بفقدان امل:
-- مستحيل تقبل بيا وانا كده شوفي حالتي عامله ازاى...

ردت عليه هنيه :
-- مين قال أننا هنتقدم لها وأنت كده لا طبعاً.. أنت هتتقدم لها وأنت واقف علي رجلك زى الصقر ترجع الديب بتاع زمان حامى الحمى والضهر والسند لأهله.. فهمت وان شاء الله هتكون من نصيبك.. "فهد" فهمني تلت شهور وهتبقي زى الفل والوقت كفيل يصلح كل حاجه وهترجع الدوار وهتتعالج في وسط أخواتك وإحنا كلنا معاك..

تابعت وهى تشد على ساعده هاتفه:
-- قوم اغسل وشك من الدموع دى عشان تنزل معايا يالا انا مش هسيبك هنا ولا دقيقه زياده.. بيت أبوك أولى بيك فى شدتك.. أهلك وناسك هما اللى يسندوك فى وقعتك ياقلب امك.. أيد على أيد الشده تهون والصعب يعدى وسط لمة حبايبك...

أومأ لها ريان بغبطه :
-- حاضر ياأمى

قالها ومال عليها يقبل رأسها وانحني يلثم يدها وهو يتلعثم بإحراج :
-- حضرتك وعدتيني أنك مش هتسبيني مهما حصل.. أنا أضعف من أنى استحمل خذلان يجى من ناحيتك بالأخص...

فهمت "هنيه" مقصده وتلميحه على خلافاتها مع مكيده أن تأثر على علاقتها به فتضطر أن تتركه بعد أن تعلقه بأمل مساعدتها له فى تعافيه من حالة الإدمان الواقع بها..

لكزته فى صدره بمرح هاتفه:
-- قوم يا واد يا"ريان" ده أنا ممكن آكل "مكيده" أمك بسناني لو فكرت تبعدك عني تاني.. ميغركش شكلى أنى بسامح وبعدى بس وقت الجد ميقدر عليا غير اللى خلقني وخلقك..

تكلمت وهي تضحك حتى تفك عبوس وجهه تعطيه امل فى غدا أفضل هاتفه :
-- سيبها على الله يا حبيبي وكله هيعدى..

نطقت كلماتها بعزيمه واخدته وخرجت هاتفه بأمر :
-- يلا يا "فهد" أنت والدكتور هنرجع الدوار كلنا وأنا هفهمك كل حاجه في الطريق...

أومأ لها فهد بحبور:
-- تمام يا أمي اللى تؤمرى بيه..

قالها واستدار ينظر ل حسن قائلا:
-- يالا يا حسن ادخل لم حاجتك وانا هدخل ألم حاجة ريان وبأذن الله ريان هيكمل علاجه فى البيت الكبير..

بالفعل امتثل حسن لأوامر "فهد" وبعد وقت كانوا استقلوا السياره والذى لم يخلوا الطريق من الأحاديث التى أثارتها "هنيه" كى تعلمهم ما سوف يفعلوه حتى يتخطى "ريان" تلك الازمه، مضى الوقت سريعا لتصطف السياره أمام الدوار ليهبطوا ثلاثتهم ذهب "حسن" لحمل الحقائب تحت ترنح "ريان" ومساندة فهد له ونظرات هنيه القلقه مما هم مقدمين عليه...
----------------

أما بداخل الدوار الكبير اكتشف سعد غياب هنيه، ليسأل عنها احدى الخادمات لتجيبه انها خرجت مع ولده منذ فتره ولم تعلم وجهتهم أين ذهبوا..

استشاط غضبا من فعلتها، كيف تخرج بدون إذن منه، استمعت "مكيده" لصوته الهادر وصراخه الذى صدح بأرجاء المنزل، همت مهروله للأسفل تتطلع للجميع بشماته فرحه مما ستناله "هنيه" من غضب "سعد" لعصيانها أوامره على غير العاده

أما الحجه راضيه والحاج الراوى والبنات يجلسون والتوتر يحاكى ملامحهم بقلق عليهم من غضب سعد الذى وصل للذروه

أرادت الحجه راضيه تهدء الوضع هتفت بتروى :
-- أهدى يا"سعد" هي مش لوحدها ابنها معاها وزمانهم جايين.. الغايب حجته معاه يابنى..

فى تلك الأثناء دلفت "هنيه" للداخل "ريان" معلق زراعه في زراعها يتوسطها هى و"فهد" وفى الخلف الدكتور "حسن"..

علامات الصدمه والذهول تصدعت على وجه مكيده من منظر ريان وهو يتأبط ضرتها، استقامت بغضب تصفع فخذيها بقهر من هيئتهم التى جعلت أحشائها تتلوى مستوحشه قربهم التى حاولت دوما أن تجاهد على تفرقتهم، هبت كالوابور الذى أشعلت فتيل ناره ليتأجج لهيب حقدها، وقفت مكانها تنظر لهم بغضب كفيل ان يحرق الاخضر واليابس من حولهم معالم الصدمه المرسومه على محياها تنبأ بجلطه ولكن فى حالتها هى ابعد من أن يصيبها مكروه، فالمكروه بات الآن من نصيبهم، بعد هذا المشهد المدمر لخططها...
------------------

أزاح "سعد" "مكيده" من طريقه واقترب من "هنيه" بوجهه متجهم غاضب قلق بنفس الوقت أردف باستفهام:
-- كنتي فين يا"هنيه"..؟،
وخرجتى من غير علمى مع "فهد" ليه..؟؟
وأيه سبب تأخريكم ده..؟؟
وليه تليفوناتكم مقفوله أنتى وهو..؟؟
وأيه اللي جمعك مع "ريان" ومين ده اللى واقف وراكم...؟؟!!

نطق كلماته بصياح صاخب ليرتجف بدنها من شدة غضبه الظاهر للجميع..

حاولت "هنيه" تمالك زرف الدموع من عينيها وهى تهدء وتيرة تنفسها كى تمتص غضبه وامسكت يده هاتفه بتروى:
-- ممكن تهدى محصلش حاجه.. انا كنت بجيب "ريان" عشان ما ينفعش اخواته البنات تتخطب
وهو مش موجوده..

قالتها وحولت نظرها ل ريان تتابع بغبطه :
-- ده نوارة العيله وحبيب أخواته "فجر زينه"

انفرجت ملامحه قليلا من أسلوبها المنمق فى امتصاص غضبه لتنتهزها فرصه وتسترسل وهى تشير لفتياتها هاتفه :
-- تعالوا سلموا علي أخوكم يالا أنتي وهي خدوه بالحضن مالكوش غير بعض...
حثتهم بحب وأشارت على "ريان" ليشاركهم العناق والقرب:
-- وأنت قرب روح سلم علي أخواتك وسلم علي أبوك وجدك وجدتك واطلب منهم يدعلولك دعوتهم بركه ليك .

جرت نحوه "فجر" حضنته وتعلقت برقبته كعاتها الشقيه معه هاتفه بسعاده :
-- وحشتني أووووى يا أبيه.

سكنت الدموع عين ريان يجيبها بغبطه :
-- وأنتى كمان وحشتيني يا قلب أخوكي..
وتابع بحب :
-- بس أيه الحلاوه دى كبرتي وهتتخطبي كمان وتسبينا ..

خجلت فجر وتوردت وجنتيها تجيبه بكسوف:
-- آه يا أبيه كبرنا بس حضرتك مش واخد بالك.

هتف ريان باعتذار:
-- معلش يا حبيبتي أنا الدنيا لهتني بس الحمدلله رجعت ليكم من تاني .

ضحكت زينه هاتفه بمرح:
-- أيه يا أختشي انتي هتستولي علي أبيه "ريان" من دلوقتي..

لكزتها وهمت تحضتنه وبصوت لا يسمعه همست له:
-- أما ياأبيه جبتلك حتت موز يتجوزني بس ايه حكايه. ما أنا مكنش ينفع يبقي أخواتي موزز واجيبلكم عريس وحش تبقي عيبه في حقي مش كده ولا إيه .

رد عليها ريان بنفس همسها :
-- لا شاطره بس اخرسى خالص.. أصل لو جدك سمعك هيقتلك.. اتهدى دالوقت لحد ما اعرف الحوار ده بعدين وتحكيلي أزاى وقعتيه. قالها وهو يبعدها عن أذنه وتتعالى ضحكاته بصفاء يحيى محياه من جديد مما جعل "مكيده" تموت غيظاً وقهراً تسبهم بأغلظ الألفاظ...

--------------‐-----

السعاده لاحت على محيا الحجه راضيه وشاركتهم مرحهم بحب هاتفه:
-- أيه يا بت يا "زينه" نزله كرر كرر كرر كرر ومحدش سامع بتقوليله ايه وهو بيضحك ما تضحكوني معاكم .

خطى نحوها ريان وانحنى يقبل يديها بحبور قائلا:
-- ازيك يا جدتي ربنا يخليكى لينا

جذبته عليها الحجه راضيه تشدد من احتضانه هاتفه :
-- ربنا يرضي عنك يا حبيبي.. وحشتني يا "ريان" والبيت كان وحش من غيرك يا ولدى متغبش تاني عننا اكده...

أجابها ريان بطاعه:
-- حاضر يا جدتي مش هغيب عنكم تاني بس انتي ادعيلي.

عقبت عليه الحجه راضيه :
-- دعيالك يا عين جدتك.. وبدعيلك في صلاه الفجر كل يوم ربنا يبعدك عن طريج الشيطان اللي انت ماشي فيه.. والحمدلله انا حسه انك رجعت حفيد الرواي تاني ..

يطالعه الحاج الراوى بخوف يتوغل داخله شعور ان حفيده على حافة الهاويه حاول موارة خوفه حتى يتفهم الوضع وأردف:
-- هتنسي جدك يا ريان تعالى سلم عليه اصلي اتوحشتك جوى يا ولدى.

هطلت دموع ريان بخزى من حاله لزعزة ثقة جده فيه وخطى نحوه يقبل يده، وجثى أرضا على قدمه وهو يكفف عبراته مجيبا بندم:
-- وحضرتك كمان وحشتني يا جدى.. وحشني الصلاه معاك في المسجد ووحشني القعده معاك في الجنينه ووحشني ركوب الخيل معاك يا جدى وتعليمك ليا ضرب نار والنشان .

عقب عليه الحاج الراوى بحزن:
-- ليه يا ولدى مش فاكر غير طفولتك بس وبدايه شبابك ايه "ريان" مالك يا ولدى .

اختنقت الكلمات بحلق ريان ورد عليه بشجن :
-- تعبان يا جدى أوى.. في هم علي صدرى مش قادر اشيله.. نفسي ارتاح مش عارف.. مستنى الموت هو بس اللي هيريحني .
--------------

حوار مدمى للقلوب يحدث تحت أنظار الجميع، لتحتقن ملامح الفتيات "فجر وزينه" لتهطل دموعهم ويكاد قلب "هنيه" يخرج من بين أضلعها حزنا وقهرا على حاله ليزيد تهدجها بالبكاء، والحجه "راضيه" ليست بأحسن حال منهم فدموعها غزت تجاعيد وجهها التى تخطت الستون عاما لتندفع بغزاره على حفيدها الذى يتمنى الموت وهو بسن الزهور، نهرت نفسها على صمتها الذى لولاها كان تنعم حفيدها بحياه سالمه آمنه من غدر تلك الحيه التى تلقب بأمه..

أما "مكيده" بشعور مناقض لا تهتم لحالة وليدها، ولا لهيئته المخزيه، ولا لأنهياره الباكى، كل ما يعتمل نفسها انها تكاد تموت من صدمتها بعدما تأكدت أنها خسرت ابنها بعد احتواء الجميع له، ولكن هل ستستسلم لطوفان جمعتهم، فمخيلتها الان خصبه بالمكائد الشيطانيه التى تدبرها كى تفرق جمعتهم..
--------------------

شعور بالحزن طغى على روحه وهو يرى ولده بتلك الحاله، تسارع خافقه يأن وجعا لما سمعه، اختلج صدره ليضيق تنفسه وهو يسمعه متمني الموت كى يرتاح، وكأن أوجاع العالم تجمعت جميعها لتجثم فوق صدره تزهق روحه بلا شفقه يجلد نفسه كيف سمح لابنه للانهيار بهذا الشكل المدمى، زفر بضيق وخطى نحوه بعدم تصديق يجذبه بقوه يدخله بصدره يمسد عليه برجوله قائلا:
-- مالك يا "ريان" مهما كان أيه اللي فيك أنت عودك ناشف وأي غلط في الدنيا بيتصلح..

قالها وأخذ يشدد على ظهره بصلابه يشد من عزيمته، ابتعد عنه بعد ان سكنت الدموع عينيه تهدد بالهطول واشار عليهم جميعا متحدثا:
-- شوف كده أخواتك فهد وفجر وزينه معاك وانا في ضهرك وجدك وجدتك جنبك وهنيه تحت امرك في كل اللي تعوزه أنت بس متبعدش عننا تاني..

كفكفت "هنيه" دموعها واقتربت من "ريان" تمسح عبراته المنهمره بأسى هاتفه باستفهام واهى كى تحد من نحيبهم على حاله كى لا تضعف عزيمته :
-- في إيه مالكم بتعيطوا ليه..

وحولت نظرها ل سعد مره أخرى متحدثه بقوه :
-- وانت كمان ليه بتعيط ما هو زى الصقر قدامكم أهوو ديب ابن ديب وهيرجع يعيش معانا ومش هيبعد عننا وهيشتغل مع فهد وسعد وهجوزوا اللي قلبه يشتهيها ويشاور عليها بس بطرف عينيه تكون حبيبته ومراته وأخته وصحبته ودنيته كلها مش كده يا ريان..

قالت الأخيره بابتسامه عذبه تحيى القلوب المريضه من غفوتها، ولكن هل كل القلوب تحيها ابتسامه صافيه أو كلمه صادقه..
-----------------

هنا تقام حرائق من الحقد بداخل قلب "مكيده" انهار الثبات المخترع التى كانت تحاول ان تظهره أثناء حديثهم، ولكن هيهات فلتت شرارة الغل المستوطن داخلها أقتربت من هنيه تجذها من يدها بغيظ أبعدتها عن "ريان" باستهجان بات واضحا عما سبق، وانفجرت بنفور سافر تصيح بصخب
-- انتي فكراه زى فهد اليتيم اللي ضحكتي عليه وسحرتيه وعملتيه ابنك عشان تعوضي نقص انك معرفتش تخلفي ولد زى "ريان" ابني وبعدين ليه تخطبيله وانا موجودة وأنتى بالأخص مش هتحضرى فرح "ريان"...

نطقت كلماتها بوقاحه واكملت بفظاظه
-- أنا نفسي امحيكي من علي وش آلأرض

تلفظت بذيئ كلماتها ودفعتها أوقعتها أرضاً ليختل توازنها وتفترش الارض متأوهه بألم..
-----------------------

هرولوا جميعهم عليها لم يتوقعوا تطاولها ان يصل لهذا الحد، ولسخرية القدر كان أول من وصل إليها لينتشلها هو "ريان" وبعدها "فهد" ساندوها بخوف من مظهر وجهها الشاحب

زفر فهد بغضب هاتفا :
-- آسف يا أمي معلش حقك عليا

وحول نظره لمكيده يقبض على كفيه بغيظ قائلا من بين أسنانه :
-- انا للاسف مش هينفع أرد علي عملة حضرتك دى لأنك في مقام أمي.. بس صدقيني لو حد غيرك اللي عمل كده كنت دفنته مكانه.

أردفت "زينه" ببكاء على حالة والدتها المتألمه هاتفه بصوت عالي
-- أنتي ازاى تعملي كده في أمي آخر مره هسمحلك تعملي فيها كده قالت كلمتها بحده وهى ترفع أصابعها في وجهها بامتعاض

خطت نحوها فجر هاتفه ببكاء:
-- أمي أنتي فيكي حاجه.. ردى عليا مالك ياحبيبتى
لفظت كلمتها وهى تجهش بشهقاتها وتقبل يدها بخوف..

أما الحجه راضيه والحاج الراوى تجهمت ملامحهم بذهول من صدمة فعلتها المخزيه في وجودهم دون مراعاه لهيبة مجلسهم..
------------------

صدح صوت سعد بصخب عالي قائلا بنزق :
-- مسمعش ولا كلمه من حد فيكم

واستدار يحول نظره ل مكيده متحدثا باستهجان:
-- أنتى اتجننتي ايه اللي عملتيه ده.. ازاى تمدى أيدك عليها أصلا.. الظاهر اني اتساهلت معاكي ونسيتي نفسك ومبقتيش عامله حساب لحد.. أصلا انا اللي أديتك أكتر من حقك.. بس ده كله عشان خاطر التراب اللي بيمشي عليه "ريان".. اللى للاسف خلانى بقالي عصب منك وده أسوء حاجه حصلتلي في حياتي.. أنتى الغلطه الوحيده اللي في حياتي..

بصوت جهور غاضب صاح :
-- أنا اللى بكرهك بشكل رهيب وبكره نفسي عشان أنتى أم ابني .

مكيده بصوت عالي تبجحت أمامه وكأنها لم تفتعل شئ :
-- أنت بتزعجلي ليه عشان واحده زى دى.
قالتها وهى تشير بتقزز علي "هنيه" وتنظر لها باحتقار مكمله :
-- دى أنا مستعنهاش خدامه عندى..

استرسلت بغل :
-- عملت راسي براسها.. لا ومش كده وبس وكمان عاوزها تاخد مني ابني نجوم السما اقربلها من انها تاخد ريان مني.. شكلك اتهبلت يا "سعد"..

تبجحت بزياده جعلت عروقه تبرز من شدة غليانه من وقاحتها، قبل أن تتابع وقاحتها وكلامها السافر دون حياء، كان رد سعد أقوى من أى كلام رفع يده كى ينهال عليها بصفعه مدويه..
-------------------

باللحظه الأخيره تدخل "ريان" وأمسك يده قائلا باعتذار:
-- أنا آسف يا بابا مقدرش اقف اتفرج وحضرتك بتضرب امي قدامي.. أنا السبب في المشاكل دى انا مش مقدر ليا اكون بينكم..

تخصرت بوقاحه وهو يستدير ينظر لها بألم يدمى القلوب قائلا
-- كفايه اووووى ياأمى اللي عملتيه فيا لحد دلوقتي.. للدرجه دى رجعتى لحضنهم تعباكى.. على العموم أنا هرجع مكان مجيت أنا ماليش غير حياه الليل والكبريهات..

أخذت عينيه تتجول بين الجميع بحزن يزبحه بلا رحمه قائلا
-- كان نفسي أبقى معاكم بس خلاص لحد كده ماليش نصيب فى عشريتكم اللي هي مكاني الطبيعي..

نطقها مودعا أياهم موليا ظهره لهم ، يهم بمغادره بيت العائله التى طالما حلم بالرجوع لدفئ أحضانه..
------------------

هرول ورائه فهد يتمسك بساعده هاتفا بقلق :
-- أنت رايح فين أنت فاكر نفسك هتمشى بمزاجك.. مين اللي قالك اني هسمح لك تخرج وتضيع نفسك تاني .

حاول ريان فك قبضة يده قائلا بفقدان أمل:
-- أنا ضعت خلاص يا"فهد" ومعدش ليا مكان بينكم..

تابع بقهر :
-- بس امانه عليك يوم ما يجيلك خبري عوزك أنت تكون أول واحد يوصلي وتدفني بايدك ده طلبي الوحيد
ختم كلامه لتنهمر دموعه كشلال يحفر سيله على وجنتيه، أوجاع ما لها نهايه ليضج محياه بحزن وألم، قهر ووجع، خذلان كنصل سكين حامى ترك ندوب كثيره بروحه ليشوه البقيه المتبقيه من حياته التى يتمنى ان تنهى الان كى يستريح من عناء ما يعيشه...

تجمد فهد بمكانه ودموعه هى ما تحكى ما يضمره قلبه من وجيعه على أخيه، نزلت كلامات ريان عليه تقطع نياط قلبه تدمى روحه بشفقه على حاله، ظل مكانه يطالعه بصدمه لا يستطيع عقله ان يستوعب مقدار اليأس الذى وصل إليه أخيه ..

جميعهم حالهم لا يقل صدمه وذهول عن فهد..

بينما "مكيده" تقف ومظاهر السعاده تغزو محياها، من تقهقره ورجوعه من حيث أتى وكأنها بفعلته هذه ربحت اكسير الحياه الذى سيخلدها أمد الدهر..

تجمرت أعين "سعد" وهو يشاهد سعادتها وابتسامتها التى زينت ثغرها عما كان حالها منذ قليل، طالعته بانتصار تبادله نظراته الحزينه بفرحه عامره..

أما الحاج الراوى تفاخمت بصدره الأحزان وفقد الأمل في رجوع حفيده فى حين اخذت الحجه راضيه تبكي بانهيار مسلطه نظراتها علي ريان تستحلفه الا يتركهم من جديد..

هرولت "فجر وزينه" يجرون عليه يرتموا في أحضانه هاتفين ببكاء :
-- لأ عشان خاطرنا ياأبيه خليك معانا متبعدش عنا تاني .

ابتلع ريان غصة بكائه قائلا :
-- لو ليا عمر أنا هاجي أشوفكم عشان مش هينفع تيجوا أنتم الأماكن اللي بعيش فيها..
قالها بأسى شديد وعبراته زخات تفيض وكأنها ليلة شتاء عاصفه أرعدت سمائها لتبرق تحث سحاب مقلتيه أن يهطل بلا توقف لعلها تواسيه فيما يعانيه، لثم جبهتهم مودعا أياهم وأولاهم ظهره مغادرا يجر أذيال الخذلان بقهر يفطر قلب من يراه..
----------------------

لم تتجاوز قدميه بعد حدود الباب الداخلى للدوار، تحاملت هنيه على نفسها واستقامت بصعوبه تمسح عبراتها هاتفه بصوت عالي :
-- استني يا "ريان" اقف مكانك أنت رايح فين

توقف ريان بخفوت من نبرتها الآمره قدم خارج الباب والأخرى بالداخل، طالعها بدموع مازالت تستوطن عينيه.

حدقته هنيه وهي ترفع حاجبيها تهز رأسها وكأنها تذكره باتفاقهم

تابعت بعصبيه تقطع عليه أى مجال للمناقشه :
-- ادخل جوه انت مش هتسيب بيت ابوك وجدك بروحى لو ترجع لطريق السواد اللى انت ماشى فيه..

وخزات مميته فاضت بها روحه، كمن
على خشبة الموتى يقف على كتفيه ملاكين حارس الجنه وخازن النار كلا منهم يريه مكانه حسب اعماله، وهو يتأرجح بينهم، يود من ينجده من مصير النار وينتشله من لهيبها ليتنعم بالجنه وحلاوتها..

زرف دموع الندم بنحيب ونشيج مدمى هاتفا بأسف:
-- أنا للأسف هفضل كده رجل بره ورجل جوه لحد ما أموت وده اللى بدعى ربنا يعجل بيه
قالها وحمل قدمه بصعوبه ينتشلها من مكانها لتجاور الأخرى ليكون بذلك خارج بيت العائله الدوار الكبير الذى امضى به أسعد طفوله ياليتها كانت دامت...

لم تستطع هنيه صبرا أكثر من ذلك هبت مندفعه تشده بعصبيه تجذبه للداخل بقوه، لتوقفه امامها هاتفه بحده :
-- هو أنت فاكر أنى هسمحلك ترجع للطريق اللي كنت ماشي فيه.. انا عهدتك قدام ربنا اني عمرى ما هسيبك تضيع زى ما كنت ضايع.. فوق لنفسك يا "ريان" أنت مش هضيع نفسك تاني.. انت فاكر اننا هنقدر نعيش لو جرالك حاجه..

استرسلت بألم ينخر روحها
-- بعدت عن اهلك بسبب الكلام اللي اتزرع في دماغك.. بس شوف اخواتك يا حبيبي عاملين ازاى عشانك.. شوف جدك وجدتك وابوك محدش يقدر يستغني عنك.. متمسكين بيك انت حته منهم وأنت كمان لازم تتمسك بينا زى ما أحنا مانقدرش نستغني عنك..

استطردت تذكره بأمل أن يعود إلى رشده :
-- وبعدين فين "ريان" اللي وعدني اني مبعدش عنه مهما حصل.. ليه انت اللي ضعفت دلوقتي.. فين ابنى اللى هيمسك فى ايدى عشان نوصل لبر الامان..

احتضنت وجه بحبور واكملت :
-- ياحبيبي أنت بدأت طريق لازم تكمله عشان اللي وعدتك به أحققهولك.. أبوس ايدك متبعدش عننا تاني.
قالتها وانحنت تجهش بالبكاء تكاد تلثم كفيه تستعطفه بكل غالى ونفيس أنى يبقى معهم..

أجفل من حركتها فزعاً مذهولا لا يصدق ما تراه عينه، سريعا سحب كفيه من بين راحتيها، وارتمي بأحضانها هاتفا ببكاء :
-- اوعديني انك متبعدش عني يا أمي

بوعد هتفت هنيه :
-- مفيش أم بتتخلى عن ولادها وانت يا اهبل ابني آه انت وفهد طوال أووووى عليا بس أنت عندى زيه، عمرى فرقت بينك وبينه .

صفقت الفتيات "زينه وفجر" بسعاده مهرولين إليهم ، بسطت هنيه زراعيها وضمتهم لأحضانها بسعاده لتهلل الفتيات بصخب :
-- عاش هنيه حبيبه الكل

ليشجعهم "حسن" الذى كان يشاهدهم وكأنه يشاهد فيلم تراچيدى باكى دامى للقلوب يستحق جائزة أفضل مشهد يقطع نياط القلوب، ظل يصفق ويطلق الصفافير من فمه حتى هتف بعدم تصديق :
-- أنا عمرى ما شفت مشهد زى ده حتي في أعظم مشاهد السينما.

أبعد ريان أختيه وهنيه عن صدره هاتفا بمزاح:
-- تصدق أنا نسيتك أصلا هو انت لسه هنا .

أجابه حسن بتأكيد:
-- طبعا هنا هو انت فاكر اني هسيبك انا وراك حتي لو على خط الموت..

الحجه راضيه بشهقة خوف هتفت :
-- موت إيه اللي انت بتجوله ياولدى تف من خشمك..

قالتها وهمت تستكمل حديثها الى ريان :
-- يالا يا ولدى بوس أيد جدك وأبوك وادفي بحضن أخوك يالا هم

وبصوت عالي صدحت تنادى على الخادمه :
-- يالا يا بت يابهانه زغرطي وقولي للبنات يحضروا العشا..

أجابتها بهانه باحترام:
-- حاضر يا ست الحجه..
قالتها وهرولت تنفذ ما أمرت به..
-----------------

فى نفس الاثناء بدءت أعراض سحب المخدر تظهر على ريان ومظاهر الاعياء تجتاح جسده يحتاج لجرعة المخدر، انهياره بات وشيكا، تمسك برأسه يحاول تفادى نوبة الصداع التى تفتك به

انتهت الخادمات من وضع العشاء على سفرة الطعام، وولج الجميع يجلسون بجوار بعضهم فى ألفه حتى يبعثوا الطمأنيه والأمان بقلبريان من جديد فى جو عائلى خو يفتقده منذ زمن..

ولكن آلام جسده لم تجعله يستشعر حلاوة لقائهم وحضن أجواءهم الدافئه، عاود الصداع من جديد يضربه بلا رحمه، لتتهاوى قدرته على التحمل، يحاول على مضض بلع الطعام، ولكن بات تقيأوه حتمى لا يستطيع التماسك أكثر من ذلك..

لاحظت هنيه عبوس وجهه ومظاهر الالم تحفر علاقاتها على وجهه الممتعض من التعب، استقامت بفزع تخطو نحوه بخوف من هيئته المدميه هاتفه بقلق:
-- مالك يا ريان ايه حصل فيك أيه
قالتها وهى تمسك رأسه تحاول مساعدته..

صاح ريان بتعب :
-- دماغي هتنفجر يا أمي مش قادر هموت.

نطق كلماته والألم وصل لذروته ينخر بعظامه بلا شفقه، استقام يترنح بهذلان يتمسك بمفرش السفره لتقع أطباق الأكل ارضاً ، فبات جسده يحتاج المخدر بإلحاح، ظل يضرب على رأسه بيديه الاتنين وبصوت جهور صدح قائلا:
-- هموت الحقني يا فهد .

صاح فهد بخوف :
-- اتصرف يا حسن

نحى هنيه جانبا وأمسك هو رأس اخيه بقوه كى يفاديها من صفعات ريان الحاده لانه يضرب رأسه باستماته وكأن صفعاته أمله فى التخفيف عن الالم المبرح الذى يتوغل ينهش رأسه كحيوان مسعور يلتهمه كوليمه اتت له على جوع...

اجهشت فجر وزينه بالبكاء على حالة أخيهم المزريه هموا وذهبوا يجلسوا بجواره أرضا..

صاح سعد بحده :
-- شيله معايا فهد نطلعه اوضته مش هينفع متفرج عليه وهو بينهار كده

انحنى بجذعه كى يحمله، ولكن استوقفه حسن هاتفا :
-- لحظه واحده ياحج الحقنه جهزت عشان مش هتعرف تتحكم فيه وهو منهار كده..

قالها واستمال عليه يعطيه الابره المعالجه لحالته وخزه وهو في حضن فجر وزينه وهنيه ممسكه بيده تشد من أزره..

تتطلع الحجه راضيه لحالته بقلب ملتاع ينفطر حزنا هاتفه :
-- لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله، حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب في ضياعك يا ابني هي فين تشوف عملت إيه في ابنها .

أما الحاج الراوى أخذ يقلب كفيه قائلا:
-- عليه العوض ومنه العوض يارب
جلس يستند بذقنه علي عكازه يتابع ما يحدث بصمت يشق صدره نصفين.

رويدا رويدا بدء يهدء ويرتخى جسده، حمله فهد و حسن وصعدوا به لأعلى، دلفوا به غرفته سطحوه على فراشه، ودثروه بأغطيه كثيره نظرا لارتجاف جسده

بتهدل صعد خلفهم الجد والجده، ولجوا للداخل لتفسح هنيه المجال لتجلس الحجه راضيه بجواره تسند على رأسه وهى تتلو عليه بعض ايات الذكر الحكيم.
اما هنيه وسعد والبنات يالتفوا حوله والقلق يغزو روحهم، وفهد بقلة حيله يقف في شرفة الغرفه، يفكر في كل ما يحدث لأخيه من أحداث داميه حالة أخيه تصيبه بالجنون...

زفرت هنيه بحنق :
-- ايه هو احنا في عزا ولا أيه يالا يا بنات ادخلوا ناموا كفايه عليكم كده عشان تشوفوا دروسكم الصبح..

واستدارت مكمله :
-- وحضرتك يا أمي وحضرتك يا عمي الحاج اتفضل عشان تناموا شويه قبل صلاة الفجر..

وهمت تتابع:
-- وحضرتك يا دكتور اتفضل انا خليتهم جهزوا لك أوضة جنب "ريان" ولو احتجت حاجه هكلمك وانا وعمك سعد هنبات معاه النهارده اتفضل انت ارتاح انت تعبت معنا النهارده.

بالفعل امتثل الجميع لكلامها و نفذوا ما أمرت به
خطت نحو ريان تجلس جواره وهى تطلع ل سعد بهيئته الحزينه التى لا تسر عدو ولا حبيب، تنهدت بتعب من أجله واستقامت تخطو نحوه تجثى تحت قدميه ممسكه بكفيه بين راحتيها هاتفه بحب :
-- ارفع راسك مالك يا قلب هنيه هيبقي زى الفل ان شاء الله .

قبض سعد على معصمها قائلا:
-- ان شاء الله قومي قاعده كده ليه انتي مكانك عالي قوي عندى .
قالها وانتشلها من أرضها يجلسها جواره..

بحبور عقبت هنيه عليه:
-- مين قالك ان مكاني تحت رجليك بيقل مني ده أعلى وأغلى مكان عندى في الدنيا
قالتها وانحنت تقبل يده بسعاده وامتنان من قربه المرضى لقلبها على أى وضع وأى حال...

جذبها سعد لاحضانه قائلا بغبطه:
-- ربنا يباركلي فيكي يا هنايا
قالها ولثم جبهتها يحمد الله على نعمة وجودها بحياته الذى يهون عليه الصعاب....
-----------------------

يتبع......


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close