اخر الروايات

رواية غمزة الفهد الفصل السابع عشر 17 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية غمزة الفهد الفصل السابع عشر 17 بقلم ياسمين الهجرسي



----------------------
رواية(غمزة الفهد حب بالمصادفه) مسجله حصرى بأسمى ياسمين الهجرسى ممنوع منعا باتا النقل أو الاقتباس أو النشر فى اى موقع أو مدونه أو جروب او صفحه حتى ولو شخصيه من دون اذنى ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للمسأله القانونيه
--------------------
سبحان الله وبحمده✨️ سبحان الله العظيم
--------------------

يجلس الجميع كمن وقع على رأسه الطير، لما كل هذه الضجه الغير مبرره منها، تساؤلات كثيره تدور بخلد كلا منهم...
قاطع شرودهم صوت أنعام قائله بنبره لطيفه تخفف من حدة الأجواء:
-- استهدوا بالله وما تشدوش أعصابكم الموضوع هيتحل بالهدوء بلاش عصبيه ياعبدالله قدام غمزة عشان متعندش أكتر .. هى قالت أسبابها.. وأنت المفروض مكنتش أديت "فهد" كلمه من غير ما ترجع لها وتشوف ظروفها .. عالعموم سيبولى الموضوع ده وأنا هحله ..

مسدت على كتفه تهتف مبتسمه :
-- مش عيزاك تكشر .. ولا حاجه تعكر فرحتك .. كله هيبقى تمام ..

وزعت نظراتها بينهم هاتفه بحنو :
-- يالا كل واحد يدخل اوضته ينام احنا سهرنا كتير .. متشيلوش هم حاجه فكروا بس فى الهدايا اللى هتجيبوها للبنات وسيبوا غمزة عليا انا هظبط لها صواميل نفوخها...

تنهد الشباب براحه واستقام كلام منهم يقبل مقدمة رأسها بحب وفعلوا المثل مع أبيهم وتركوهم وولجوا غرفهم....

ضيق عزت ما بين حاجبيه هاتفا باستفهام :
-- هو فى حاجه أنا معرفهاش

أجابته أنعام بالنفى :
-- لا خالص مفيش خالص .. هو أنا عمرى خبيت حاجه عنك...

زم شفتيه بامتعاض غير مقتنع باجابتها التوجس بداخله يقلقه على ابنته أردف بأمر :
-- على العموم تصرف غمزة غير مقبول .. فى حاجه مش طبيعيه انا مش فهمه يا"انعام" واللى اكد لى ده سحبت أختها ودخلت بيها اوضتهم .. ياريت تشوفى بناتك فيهم أيه........

قاله كلامه واستقام يذهب لغرفته وتركها وحيده شاردة الذهن فحال ابنتيها الذى أكد ظنونها حديث والدهم الآن.......

استقامت تخطوا باتجاه غرفتهم، قبضت على مقبض الباب واقتحمت الغرفه بدون استئذان......
فزعت الفتيات من هيئتها الغاضبه وملامحها التى يعتليها الضجر......

هتفت غمزه بقلق :
-- فى ايه ياماما أنتى اول مره تدخلى علينا بالطريقه دى

نظرت أنعام لهم بتهكم وهى تخطو تجلس على مقعد فى منتصف الغرفه بحيث يترأى لها النظر لأثنتيهم مباشرة........
أجابتها باستهزاء :
-- اتعلمت منك ياحبيبتى

عقبت بسنت باستفهام :
-- مالك بس ياماما ايه اللى مضايقك

وزعت أنعام نظراتها بينهم، تحدقهم بربيه من اضطراب هيئتهم
هتفت توجهه حديثها ل غمزة :
-- بغض النظر عن تصرفك اللى عملتيه النهارده واللى مش مقبول بالمره بس هعديه .. لكن متفكريش أنى مغفله ومش واخده باللى انك متغيره اليومين دول وبالذات من يوم حريق المزرعه

زوت بين عينيها وأكملت وهى تطلع ل بسنت :
-- ومتفكريش أنتى وهى أنى مخدش باللى من همهمتكم ووشوشتكم وقفلة الباب على نفسيكم بالساعات وتخرجوا مبسوطين وترجعوا متغيرين...

تطلع الفتيات لبعضهم بخوف من كشف أمرهم، هتفوا بتلعثم فى آن واحد :
-- فى أيه ياماما لكل ده .. إحنا طبيعين مش بنعمل حاجه غلط

جزت أنعام على أنيابها تعقب عليها :
-- أنا واثقه أنكم مش بتعملوا حاجه غلط ياقلب أمك منك ليها .. بس ميمنعش أنكم مخبين عنى حاجه .. لأن أنتم تربية أيدى يعنى حفظاكم اكتر ما انتم حافظين نفسكم....

ردت عليها غمزة بتوضيح :
-- ياماما انا عارفه انك مضايقه بسبب اللى حصل بينى وبين عبدالله .. بس صدقينى ده مش معناه ان احنا مخبين عليكى حاجه

اعتدلت أنعام تضع ساق على الآخر وهى تزوى بين عينيها والشك يزداد بداخلها، مسحت على ذقنها بمكر من استهانتهم بعقلها تستحلف لهم ان تستخلص منهم حقيقة ما يواروه....

هتفت أنعام بتهكم :
-- ماشى ياغمزة .. هجيبهالك مباشرة .. من غير لف ولا دوران .. أيه بينك وبين فهد الراوى .. أو بمعنى أصح ايه اللى حصل بينك وبينه من تجاوزات خاليتك اتعفرتى من فكرة شغلك معاه......

قفزت غمزة من مكانها تتلعثم بانفعال :
-- ايه ياامى الكلام اللى حضرتك بتقوليه ده . مفيش حاجه حصلت بينى وبين فهد الراوى ..

تماسكت نبرتها واكملت
كل الموضوع هو إنسان سمج ومغرور ومش هرتاح فى الشغل معاه .. أنا تربية أيدك يعنى لو حصل حاجه اكيد أنتى كنتى أول واحده هعرفها.....

أنعام على نفس وضعها لم تستصيغ حديثها أو تقتنع به ولكن تماشت معها للنهايه واردفت
-- أنا مش مقتنعه باللى أنتى قولتيه لانى عارفه انك تقدر دى تتعاملي مع العفاريت مش واحد مغرور زى فهد هو اللى هيوقفك عن شغل هتتحققى بيه حلمك.....

كانت غمزة تستمع لها ولكن عينيها مثبته على بسنت التى يتأكلها القلق من حديث والدتهم، أومأت لها بعينيها أن تهدء وهى ستتولى الأمر

حولت نظراتها لانعام هاتفه باصرار :
-- ياماما مفيش حاجه غير اللى أنا قولتهولك أنتى مكبره الموضوع ليه.....

أنعام بنفاذ صبر هتفت بحنق :
-- تمام .. بس الموضوع كبير وأخد شكل أكبر من مهاترات كلامك .. الموضوع بقى فيه نسب بين العيلتين .. وأخواتك الرجاله أدوا كلمه للحج الراوى وعمك سعد ومينفعش يرجعوا فيها .. بالعكس دول منتظرين تحديد ميعاد زيارتنا ليهم .. تيجى أنتى بأسباب مالهاش لازمه ومتقنعش عيل صغير تقولى مش هشتغل .. انسى خالص موافقتك بقت محسومه عشان متكسريش أخواتك قدام عيلة الراوى .. الا اذا كنتي اللى مخبياه أكبر من كلمة أخواتك .. وده هسألهولك لآخر مره فى حاجه مخبياها.........

باندفاع هتفت غمزة تنهى الحوار :
-- محصلش حاجه عشان أخبيها .. هو قلقك كله بس عشان رفضى للشغل .. تمام معنديش مشكله اشتغل ولا أن تفكيرك يروح لحته تانيه وتفتكرى أنى مخبيه عليكى حاجه .. أنا أصلا البنى آدم ده ميفرقش معايا خالص ... أنا مش هصغر اخواتى وهكلم عبدالله يقوله أنى موافقه عالشغل.....

تنهدت أنعام براحه من عدولها عن موقفها ومع ذلك مازال يوجد عندها بعض التحفظات التى أبدلت الشك ليقين ان هناك ما تخفيه عنها ابنتها، ولكن هى تعلم أن موقف ابننيها لن يتغير فى حالة أصروا على التكتم، حبست تنهيده عكرت صفو ليلتهم وأومات لهم بقبول حديثهم واستقامت تغادر الغرفه وهى تدعى لهم بصلاح الحال، ومع كل خطوه تخطوها تكثف الدعاء أن يخيب الله ظنها فيما تتوجس.......

----------------------------

صباح نهار جديد يرتدى عباءة ناصعة البياض لتطغى على عتمة الليل، ولكن هل سيتعظ من تدابير الله فى تعديل مجريات حياته ام سيظل متشبث بظلام سمائه........

استيقظ فهد مبكرا قام بعمل روتينه الصباحى وغادر غرفته ليتوجه لغرفة أخيه، قبض على مقبض الباب فتحه ليجده يغط بالنوم، تركه وغادر لغرفة الدكتور حسن طرق الباب لم يستمع رد فتأكد انه مازال نائم هو الاخر، لمعت برأسه ان يقوم بتحضير الإفطار لهم، أخذ مفاتيحه وهاتفه وقام بفتح باب الشقه وهبط للأسفل يأتى لهم بفطور وصايه قد اشتاقه منذ سفره لم يتذوقه، حوج تشكيله مميزة وصعد للبنايه التى يقطن بها، فتح الباب ليلاقى أخيه بوجهه يخرج من غرفة الحمام.....

ابتسم بسعاده هاتفا :
-- صباح الخير ياوحش وشك ولا القمر .. جيت بالليل لاقيتك نايم .. نمت بدرى ومستنتنيش.....

أجابه ريان بخمول :
-- صباح الخبر ياحبيبى .. معلش بس العلاج اللى بخده بيهمدنى وبيدخلنى للنوم بسرعه...

عقب عليه فهد :
-- ولا يهمك المهم تتعافى وترجع احسن من الأول....
قالها وأكمل :
-- يالا ادخل غير هدومك وتعالى انا جايب فطار وصايه ناكل قبل ما أنزل......

قاطع حديثهم حمحمت الدكتور حسن وهو يهتف :
-- صباح الخير يابشوات

أجابوه اثنتيهم بآن واحد :
-- صباح النور يادكتره.......
قالوها وتطلعوا لبعضهم بسعاده ليخروا ضاحكين متذكرين عادتهم القديمه فى الحديث....

أومأ لهم الدكتور بحبور هاتفا بمرح :
--صباحكم سعاده .. يارب ديما مبسوطين

صدح فهد هاتفا
--يالا ياجناب الدكتور معايا عالمطبخ نحط الفطار فى الأطباق انا جايب لكم شوية فول وفلافل وبتنجان وتشكيلة مخلل وخضرة وجبنه قديمه حاجه تاخد العقل

رد عليه حسن :
-- ريحتها مفحفحه وماليه الشقه .. بس عجيبه أنا قلت مالكش فى الاكل ده ..

أجابه فهد بنزق واهى :
-- مين ده اللة مالوش فى الاكل ده .. أنا أعجبك قوى يادكتور ابن بلد وجدع مع الجدع .. ميغركش السفر بلاد بره والدكتوراه والهيلمان ده كله ..أنا صاحب صاحبه ياأبو عمه....

صدح صوت حسن وتعالى بالضحكات قائلا :
-- كده انت قلبت على أحمد العوض

شاركهم ريان الضحك ليخر جالس على أقرب مقعد يهتف بمزح :
-- وانت الصادق أحمد عز فى نفسه وهو بيقول ميغركوش البدله والجرفته ده أنا جايبها من تحت

غامت الأجواء بالفرحه، ليجلسوا على مائدة الإفطار يتجاذبوا أطراف الحديث بود، مرء القليل من الوقت وانتهوا من الإفطار واستقام فهد وحسن لتنظيف المائده، وجلى الأطباق، وترتيب المطبخ، نظر له حسن باستفراب مما يفعله....

طالعه فهد قائلا بتوضيح :
-- بتبص كده ليه أنا اتعود على كده عشان غربتى لسنوات طويله واضطرارى أنى أعيش لوحدى وبالتالي اعتمد على نفسى فى إدارة شؤونى.....
ابتسم له حسن وأوما له أنه يتفهم مقصده....

أما "ريان" ولج لغرفته يأخذ ادويته ويتسطح قليلا، فى تلك الاثناء ورد على هاتف ريان اشعارات برسائل على تطبيق الواتس أب، تمطأ يمين ويسار واعتدل ياخذ هاتفه مع على الكومدينو المحاور للفراش، فتح الاشعارات وجد ما كان فى انتظاره من ليلة البارحه، اعتدل فى جلسته ورسمت على وجهه علامات شيطانيه، وبالفعل قام بإعادة إرسال تلك الصوره لمن عقدت عليها النيه...
كتب تحتها بتوعد :
-- بداية الغيث قطره ياقطه
أخوك تحت عينى الأربعة وعشرين ساعه .. اعقلى وشوفى انت بتتعامل مع مين يابت .. هتجينى راكعه بمزاجك وغصب عنى .. النفس اللى بتتنفسيه عندى علم بيه ..أنتى قصاد حياة أخوكى....
أنهى كتابة كلماته الوقحه وارسلها مع أيموشن ضاحك....

----------------------

بعد مرور أكثر من ساعه على الأحداث التى وقعت داخل شقة فهد وأخيه، نحن الآن فى شقه أخرى تستهل نهارها بحب ودفئ ولكن هل ستظل الأجواء هكذا بدون أن يعكر صفوها شئ ما......

ها هى تقف تتأهب لمغادرة المنزل، خطت أنعام لغرفة الفتيات تعلمهم بمغادراتها هى وأبيهم طرقت على الباب لتفتح لها غمزة هاتفه :
-- صباح الخير ياأمى

ردت عليها أنعام تحيه الصباح بابتسامه مشرقه هاتفه :
-- صباح الجمال على عيونك ياقمر ..

قالتها وتابعت بود :
-- أنا نزله أنا وباباكى للشغل . و"أحمد" سبقنا عشان عنده مرور على حالات بيتابعها فى المستشفى .. و"عبدالله" بيلبس ونازل المصنع .. وأنتي و"بسنت" بحكم أنكم مأجزين النهارده شوفوا هتغدونا ايه على مزاجكم ...

قالت كلامها والقت لها قبله فى الهواء واسرعت بالهبوط للاسفل كى لا تتأخر على زوجها......

صاحت غمزة هاتفه :
-- متقلقيش يامامتى الأمن مستتب روحى فى حفظ الله

قالتها وتوجهت لغرفة أخيها، تعلمه موافقتها على العمل مع فهد الرواى، وتطلب مسامحته فيما حدث بالأمس، وتنتهزها فرصه لتهنئته بخطبته على من أحبها قلبه....

دلفت غرفة أخيها تهتف بمرح :
-- صباح الخير ياعم الشباب

رمقها عبدالله بسخريه قائلا :
-- والله صباح الخير ياختى
سبحان من عدل مزاجك ..
صاحيه رايقه...

التفت بيدها حول رقبته تعانقه وطبعت قبله على وجنته
هاتفه بمزاح :
-- متبقاش قفوش ياعبودى .. وانا أهوو جايه أقولك موافقه عالشغل .. زوبعة فنجان ياعم وراحة لحالها .. مالناش الا بعض ياشق..

أجابها عبدالله بمرح فهو لا يتحمل حزنها :
-- لا يبقى كده عايزين قاعده بطبله ورق....

قالها وهو يدفع كفه بكفها، ثم رفع زراعه يحاوط رقبتها وكأنه يضيق عليها الخناق
هاتفا بمداعبه :
-- أختى حبيبتى هتقولى أيه شقلب حالها وهتقر وتعترف على طول من أول قلم....

حاولت غمزة التملص منه ولكن هو كان يحكم قبضته
هتفت باختناق :
-- ياواد سيبنى ملعون أبو غباوة هزارك .. مش عارفه أخد نفسى...

نطقتها من بين أنفاسها المتهدجه ونجحت فى الفرار من بين يديه، ابتعدت قليلا تدلك رقبتها
واردفت بحنق :
-- أنا غلطانه أنى جايه اصالحك واقولك مبروك عالموزه اللى خطفت قلبك.. رغم الله يعينها لبست فى واحد مجنون...

أنهت كلمتها وهى ترقص له حاجبيها لتغيظه اكثر، لتنتبه عليه يقفذها بوسادة الفراش
هاتفا بغيظ :
-- ماشى ياحيوانه بقى أنا مجنون .. لما اشوفك أنتى ياست العقلين .. أما شردتك عند حبيب القلب .. يقع بس ويطب وأنا هَديه سيفى كامل عن تاريخ جنانك....

نطقها وتذكر حديثهم سابقا وتابع حديثه وهو يهندم ملابسه لكى يغادر لعمله
هتف يستطرد باستعلام :
-- ألا قوليلى ياراس البقره أيه حكاية قلبك اللى طب وقولتيلى هقولك ونمتى عالموضوع ..

تلعثمت غمزة وحاولت أن تتهرب من السؤال
هاتفه باندفاع :
-- بعد الشر عليا هو أنا عبيطه زى ناس طبت زى الجردل .. لأ يابا انا على وضعى السنجله جنتله....

قالتها وفرت من أمامه عندما لاحظت جحوظ عينيه التى تنبأ بانقضاض مباغت، دخلت غرفتها وأوصدتها من الداخل، هرول ورائها يدفع الباب بحده ويصيح عليها بصراخ قائلا :
-- بقى أنا جردل يابنت عزت
بقى أنا مره تقوليلى عبيط ومره تقوليلى مجنون .. وحياتك عندى لأربيكى ياغمزة الكلب وهعرفك طولة لسانك تبقى ازاى.....

قالها وانطلق يغادر بعصبيه من حديثها اللاذع، ليهبط للاسفل وهو يبتسم بسخريه من أفعالها الطفوليه، ترجل لسيارته صعدها وانطلق يغادر لعمله.......

---------------------

تململت بسنت فى الفراش أثر طرق عبدالله على الباب وصياحه على غمزة، فركت عينيها بنعاس هاتفه بخمول :
-- صبحنا وصبح الملك لله ...
عملتى أيه عالصبح مش هتبطلى جنان...

أجابتها غمزة ببرأة :
-- أنا غلبانه يالمبى .. مبعملش حاجه ديما ظلمني..

زوت بسنت بين عينيها هاتفه بدعابه :
-- عليا أنا يافوزيه . ملاك برئ يابت
فضلك جناحات وتطيرى....

ألقت عليها غمزة الوساده هاتفه بصياح :
-- بت أنتى هتقسمى عليا .. يالا قومى بلاش كسل "أنعام" نزلت وقالت نحضر غدا على زوقنا لما عرفت اننا واخدين اجازة النهارده .. وأنا عايزة اخترع .. قومى اغسلى وشك عقبال ما اعمل كوبيتن قهوه باللبن نظبط الجمجمه ونقعد عاليوتيوب ونشوف هنخترع ليهم ايه النهارده....

لفظت كلماتها والقت لها قبله فى الهواء وغادرت الغرفه لتحضير الفطار والقهوه لكليهما.....

مسحت بسنت على وجهها وتمطأت بجسدها يمينا ويسارا، واعتدلت فى رقدتها تستند على ظهر الفراش، وأخذت تتلو أذكار الصباح، أنتهت وزفرت براحه تبسط يدها تجذب هاتفها لترى كم الساعه الآن، وإذا ما كان يوجد رسائل مهمه مرسله من"منى" سكرتيرة مكتبها، على وضعية النعاس رفرفت بأهدابها تزيل غشاوة النوم، وقامت بفتح تطبيق الواتس أب لتجحظ عينيها عندما شاهدت اسمه فى سجل الاشعارات الجديده، ارتعشت اناملها بتردد هل تستلمها ام تتجاهلها، توكلت على الله فماذا سيحدث لها اكثر مما حدث، ولكن للأسف حِسبتها هذه المره خطأت، هذه المره يلعب معها بروح غاليها، صعقت عندما شاهدت "أحمد" فى أوضاع مختلفه فى الشارع والسياره وداخل المشفى ومع المرضى ظلت تتفحص الصور حتى وقعت عينيها على كلماته المتوعده لها بوقاحه إلى هنا وفقدت عقلها لتصرخ بفزع على أخيها، ليصدح صراخها بصوت عالى يكاد يشق جدران المنزل من قوة قهرتها على حالها وما وصلت له.....

------------------------

ارتعبت أوصال غمزة من حدة صراخها وأتت مهروله لها، فزعت من هيئتها وهى تلطم وجهها بغضب، تُنفس عن وجعها فى جسدها التى باتت تكره......

جذبت غمزة يديها واحتضنتها فى صدرها تحاول تهدئتها هاتفه بحنو ودعم :
-- أهدى خدى نفس وأهدى
حرام عليكى هتكفرى بربنا .. مش أنتى عارفه اللطم حرام.....

آآه صرخت بها عاليا خرجت من حنجرتها مزقت أضلعها وقطعت نياط قلبها، وجهها شحب، عينيها انطفئ منها الضى، نفسها تهدج وكأنها تحتضر للموت، جميع حواسها تأهبت لتغادر الحياه، ثقل جسدها مغشى عليها بين أحضان أختها....

هلعت غمزة عليها وانخلع قلبها خوفا من هيئتها، سطحتها على الفراش، وهرولت تأتى بكوب ماء نثرت بعض منه على وجهها لتستفيق ولكن لم تنفع المحاوله بجدوى، ذهبت لمرآة الزينه جذبت قنينة العطر، ورشت على كفها بعض الرزاز وقربتها من انفها وأخذت تعيد المحاوله حتى بدأت ترمش بجفنيها، زفرت غمزة براحه لاستجابتها وصعدت جوارها عالفراش أخذتها بأحضانها تمسد على وجنتيها بحنان تهدء من روعها، وبنفس الوقت تستجمع شتات نفسها من الفزع عليها......

مرء القليل من الوقت لتحاول بسنت النهوض، ازاحت يدى غمزة من عليها، واعتدلت تضع قدميها أرضا وداخلها عزيمه ان تنهى هذه المهزله للأبد، لن تضحى بأخيها تحت اى سبب من الأسباب...

بهدوء عكس ما يجيش داخلها، مما آثار الريبه بقلب أختها، دخلت غرفة الحمام اغتسلت وخرجت وقفت أمام خزانة الملابس ارتدت ملابسها سريعا ووضعت علي شعرها وشاحها، كل هذا دون أن تتفوه بما تنتويه، أمسكت حقيبتها ووضعت بها هاتفها ومفاتيح عربتها واتجهت تخرج من الغرفه كى تغادر ...

يحدث كل ذلك تحت صياح غمزة كى تتحدث معها وتعلمها ماذا حدث لينقلب حالها فى دقائق معدوده هى لم تستغرق الكثير بالمطبخ.. .

هتفت غمزة بعصبيه :
-- ردى عليا .. لبستى ورايحه فين
اتكلمى متفضليش ساكته هموت عليكى بالشكل ده...
قالتها وهى تلكزها بكتفها كى تحثها على الكلام...

تطلعت لها بسنت بعين خاليه من الحياه ولم تنطق، هرولت للخارج تغادر المنزل، لم يطلع بيد غمزة حيله لإيقافها، تطلعت لهندامها حمدت ربها انها ترتدى ترنج رياضى فضاض مقبول شكله، جذبت من على المشجب غطاء رأسها و سحبت هاتفها وانطلقت تهرول ورائها لتلحق بها قبل أن تنطلق بسيارتها....

غضب غمزة ازداد ووصلت من العصبيه للذروه صعدت جوارها بمقعد السياره وهدرت تصرخ بها بحنق :
-- أنتى مبتفهميش مجريانى وراكي زى البهيمة ومش عايزة تنطقى ايه وصلك للحاله دى .. اخلصى واتكلمى ...

عقبت عليها بسنت بصراخ مماثل وهى تلقى لها هاتفها تقول بوجع :
-- افتحى الواتس أب وشوفى المجرم بعتلى ايه بيهددنى بيه .. أنا مش هقدر استحمل اكتر من كده....

صعقت غمزة مما تفوهت به اخذت الهاتف وتفحصته لتجحظ عينيها من ما رأته، لم تشعر بنفسها الا عند ضربت مكابح السيارة لتصطدم بالأرض دليل على توقفها المباغت، تطلعت حولها حتى يتثنى لها معرفة لما توقفت لتصعق من رؤيتها لقسم الشرطه على يمينها، وأختها تهم بمغادرة السياره، همت سريعا تفتح الباب كى تلحق بها تمنعها من تصرف متهور لا تدرى عواقبه......

---------------------

جرت غمزه ورائها وجذبتها بشده من زراعها كى تمنعها من الدخول هاتفه بعصبيه وانفعال :
-- مش هتدخلي يا بسنت وعلي جثتي .. أنتي مجنونه ده كلب ولا يسوي .. والمفروض يحمد ربنا انه لسه عايش أساساً .. ولو أنا مكانك كنت قطعته حتت ورميته لكلاب السكك .. رغم أن اللي زيه يسمم الكلاب ..

ناظرتها بعند وتابعت :
-- ولو فكرتي تعملي كده .. أنا اللي هدخل أقول أنى أنا اللي قتلته....

قالت كلماتها وربعت زراعيها حول صدرها تتطلع لها بغيظ هاتفه بتحدى :
-- اختارى بقي ياحلوه......

اختنقت بسنت بالبكاء تقول من بين شهقاتها :
-- أنتي مش فاهمه حاجه .. وبتعملي كده ليه أصلاً ...

تلفظت وهى تمسك ذراعها تهدر بها :
-- أنتي مش هتسكتي ألا لما ينفذ تهديده ويقتل حد من أخواتى....

على نحيبها وهى تتابع مكمله :
-- أنا مقدرش أعيش من غير أحمد .. وبحب عبدالله زى أحمد بالظبط .. مش عشان هو مش أخويا شقيق لكن عمرى ما فرقت بينهم .. ولا أقدر أجازف بحد فيهم .. أنتي عارفه مقدرش أعيش من غيركم يا غمزه .. ولولا أبوكي كان زمنا في ااشارع .. ومن واحنا كنا عيال صغيره كنتي أنتى وعبدالله لسه صغيرين من يوم ما أبونا مات وأبوكي اتجوز أمى وعرفنا معني أمان العيله بعد العذاب اللي عذبه أبويا لأمي مهو كان من نفس صنف الحيوان ده ..

استطردت بمراره :
-- معنديش استعداد أكون سبب في وجع قلب أمى .. ده أنا مصدقت أنها نسيت اللي شافته فى حياتها من صاعة ما اتجوزت بابا عزت ....

كفكفت دموعها وهتفت باصرار :
-- لازم ادفع تمن غلطتي محدش فيكم له ذنب أنا هدخل أسلم نفسي...

حاولت غمزة استدعاء الهدوء وتمالكت نفسها هاتفه بتروى :
-- يا حبيبتي أنا عارفه ده كله .. بس أنتي كنتي بدفعي عن نفسك مش غلطانه خالص .. وأى حد في مكانك كان هيعمل أكتر من كده .. اصبرى لما نشوف "فهد" هيعمل ايه....

هتفت بسنت برفض :
-- مفيش الكلام ده .. أنا هدخل أسلم نفسي خلصت خلاص....
نطقت كلمتها وتركتها وانطلقت كالسهم الذى خرج من فوهة بندقيه محدد هدف مرماه اندفعت تهرول داخل قسم الشرطة...

------------------------

بكت غمزه على انفلات الوضع من يدها ظلت تدب الارض بغيظ على عنادها الذى سيؤدى لهلاكها، على مضض ولكن لا باليد حيله أخرجت هاتفها وادارت اتصال على فهد بعد عدت رنات أتاها الرد.

كان للتو خارج من غرفة الحمام بعد أخذ شاور ليستفيق ويستعد للنزول فالدكتور "حسن" أتصل به يخبره أنه فى الطريق ليناوب معه مراعاة ريان، دقيقه اثنتان واستمع لرنين الهاتف أخذه ليشاهد اتصال المجنونه التى تخصه، فتح الاتصال ليفاجى بها تصرخ قائله :

-- الحقني يا"فهد" "بسنت" دخلت قسم الشرطة تسلم نفسها وأنا مش عرفه اتصرف الحقني....

ارتبك فهد من حديثها المتلعثم الصارخ وهتف بتريث :
-- أهدى ومتعيطيش وادخلي وراها هديها لحد ما أجيلك ومتخلهاش تتكلم لحد ما أجيلكم وأنا هكلم حد في القسم يعطل فتح المحضر...

أنهى كلامه وهو يقول :
-- أقفلي أنا في شقه ورا القسم خمس دقايق وأكون عندك
قالها وأغلق الهاتف دون أن يستمع لباقى صريخها....

أغلقت "غمزه" الفون وهرولت تجرى ورائها، بينما "بسنت" وبدون استأذن دفعت باب غرفة الضابط ليحتد عليها العسكرى ويلج ورائها ينهرها على الدخول بدون أذن، لتدلف ورائها "غمزة" تصيح كى تمنعها من التفوه بأى كلام يأخذ ضدها.....

رمقتها بسنت والعبرات تسيل على وجنتيها كالشلال هاتفه ببكاء ونحيب :
-- عشان خاطرى روحي أيه اللي جابك هنا أنا سلمت نفسي خلاص.....

لم تهتم غمزه لحديثها واقتربت من مكتب الضابط هاتفه :
-- أنا اللي حاولت اقتله مش هي
والتفت انظر ل بسنت بعند
أنا أصلاً مش بكلمك....

زفر الضابط باستخفاف قائلا بصوت جهور :
-- روح يا ابني اعمل قهوه ولمون للأنسات عشان نشوف الفاتنات الحسنوات دول عرفوا يقتلوا مين.....

اومأ العسكرى بطاعه وقدم التحيه العسكريه قائلا :
-- أمرك يا باشا
وتركهم واغلق الباب ورائه وذهب لتنفيذ الأوامر....

تطلع الضابط لهيئة بسنت الباكيه هتف بتروى :
-- ممكن نبطل عياط ونهدى عشان نعرف الحكايه كلها من الأول كده ومين فيكم اللى قتل.....

-------------------------

فى نفس الاثناء الحيره داهمت "فهد" ماذا جد جعلها تنقض اتفاقها معها بعدم الذهاب لقسم الشرطه، زفر بغضب واستقام يلملم أشيائه ويستعد للذهاب لهم، ولج لغرفة أخيه وهو يقول :
-- أنا نازل اشوف العنيده بتاعتك والدكتور حسن على وصول هو لسه مكلمنى يعنى بكتيره عشر دقايق وهيوصل عشان يقعد معاك .

حاول ريان النهوض والاعتدال بجلسته هاتفا :
-- هو اللي أنا فهمته ده صح هي بسنت هتسلم نفسها في قسم الشرطة....
نطق كلماته من بين أسنانه وتحامل على نفسه وقف بألم يحاوط الجرح بيده....
بغيظ تابع :
-- أنا هاجي معاك .. الغبيه انا عملت كده عشان تخاف وتوافق مش تعند أكتر ....
قال كلمته الأخيره يهمس بها لنفسه حتى لا يستمع له فهد ...

هتف فهد بخوف :
-- أنت تعبان ومش هتستحمل تخرج استناني لحد ما ارجع اطمنك عليها......

اشتد عليه ألم الجرح ولكن لم يبالى تحدث قائلا :
-- متحاولش أنا جاي معاك وخلص الكلام .. بس تعالى اسندني وبعدين متخفش أنت سندى وضهرى ..

زفر فهد بقلة حيله مردفا :
-- يالا يا عملي الأسود في الدنيا....

قالها ليرمى ريان حمله عليه يستند على كتف فهد...

فى نفس الاثناء خرج حسن من غرفته كى يذهب للمطبخ لتحضير قهوته شاهد هيئتهم المستعده للمغادره هتف برفض :
-- مستحيل تخرج يا"ريان" باشا دى كارثه .. قدامك ساعه وده ميعاد الأدوية بتاعتك عشان متحسش بسحب المخدر من جسمك ..

قالها والتف ينظر ل فهد قائلا :
-- حضرتك ازاى موافق علي ده في خطر علي حالته .. أنا جاى باكل الطريق عشان خايف لتأخر غلى ميعاد علاجه .. تقوم تاخده وتنزل .....

خرج ريان عن السيطره وصاح بعصبيه :
-- أنت اتجننت أزاى تتكلم كده معنا . أنت هتنسى نفسك ملكش دعوه أنا خارج يعني خارج......

تلفظ حديثه اللاذع وحول نظره ل فهد مسترسلا بصوت عالى :
-- يالا بدل ما يتعمل المحضر وتروح الهانم فى داهيه وساعتها هضرب نفسي بالنار عشان ترتاح...
قالها وهو يحاول أن يخطو طبيعيا

وزع فهد نظراته بين الدكتور وريان قائلا باستعلام :
-- هو قدامه أد أيه عشان جسمه يحتاج المخدر.....

قاطعهم ريان بحده :
-- أنتم لسه هتفضلوا تهروه كتير في الكلام ده .. بطلوا نوش بقي عشان أنا جبت أخرى
بغضب نطق كلماته وتركهم فاتحا باب الشقه وخرج يهبط للأسفل...

تلعثم الدكتور وهتف بتوتر :
-- يافهد باشا هو قدامه ساعه مش أكتر وهيبقي في حاله صعبة وجسمه هيحتاج للمخدر.....

أومأ له فهد بتفهم قائلا :
-- أن شاء الله هنكون جينا ولو احتجنالك هطلبك .. خليك جاهز في أي وقت...
قال كلماته وتركه واندفع وراء ريان...

بأسفل البنايه كان ريان يقف أمام ينتظر أخيه يتألم من جرح بطنه ولكن وجع قلبه أكبر بمراحل...

هبط فهد وترجل يأتى بالسياره من الكراج، صعد بها وادراها ليصطفها أمام العماره هبط وذهب لأخيه يساعده على الصعود لداخلها...

صعد ريان وجلس بالمقعد المجاور لكرسى القياده الخاص بفهد ليهدر بنزق :
-- اخلص يا فهد أنا اللي عارف نشوفية دماغها .. كلمتها زى حد السيف حتى لو قصادها هتطلع روحها.....
قالها ثم تابع :
-- وبعدين هي محتاجه نركب العربية ده القسم أهوووو
نطقها بسخريه وهو يشير عليه ..

نظر له فهد باستهزاء هاتفا بتهكم :
-- آه ده علي أساس أنك عارف تتحرك أصلاً .. أنا معنديش استعداد اشيلك لو وقعت منى .. أنا عاوز الحق المجنونه دى هي وأختها....

زفر ريان أنفاسه هاتفا بخوف :
-- ربنا يسترها أنا خايف أوى عليها .. ما تكلم حد من القسم يلحقهم .

أجابه فهد بتريث :
-- أهدى أنا بعت رساله علي
الواتس ساب لظابط القسم ورد عليا وقالي أنه بيأجل التحقيق لحد ما نوصل وعملت نفس الحكايه مع محامي العيله وهو هيجلنا علي القسم......

ريان بدهشه هتف يستفهم :
-- عملت كل ده أمتي وأنا محستش
وكنت واقف معاك.....

أبطل فهد محركات السياره استعدادا لمغادرتها وهتف بامتعاض :
-- عملت ده وأنا بعمل نوش مع الدكتور....
قالها وهو ينظر له بوعيد......

ابتسم ريان بخجل من صفاقة حديثه وهتف باعتذار :
-- أنا آسف عارف الفاظى بقت غريبه بس خلاص أنت هتربيني من أول وجديد مش كده....
قالها وكأنه ينتظر ميلاده من جديد على يده......

تحدث فهد ينهى الحوار :
-- خلاص مش وقته نشوف الحلوين بس الأول لأني قلقان جدا عليهم....

ترجل من السياره والتفت يساعد ريان هاتفا بمسانده :
-- عاوزك تسيطر علي نفسك وأول ما تحس انك تعبان قولي.....
ريان رغم ألمه هتف :
-- خير أن شاء الله ..
قالها وعاند حاله بسط زراعيه وكانه يتمطأ طقطق رقبته وهو يشد عضلاته يفرد جسده تعافى على جرحه لدرجة أدمعت عينيه من الألم

قلق فهد على هيئته التى بدى عليها التعب هتف بخوف :
-- مالك انت تعبان ..
قالهاوهو يسنده على العربه يفتح بابها وتابع بعصبيه :
-- اترزع في العربية لحد ما أخرج

ريان برفض تحدث موضحا :
-- أنا اللي عاوز كده .. عشان اسبتلها أنها معملتش حاجه وانه جرح سطحي ما أثرش عليا .. مش عاوزها تحس بالذنب .. أنا مش هستحمل عذابها .. نفسي تبقي نصيبي.......
نطقها بروح ممزقه ودموعه تفر هاربه من مقلتيه....

ايتسم فهد بوجع :
-- دموعك غاليه ياحبيبى .. صدقني كل حاجه هتبقي كويسه وأحسن من الأول.....

تمسك ريان بساعد أخيه هاتفا بتمنى :
-- أن شاء الله يالا بينا أتأخرنا عليهم...

مشوا لداخل القسم ليستطلعوا أمر الفتيات بينما هم فى غرفة الضابط يتشاجروا فيما بينهم على من هى التى قتلت....

------------------------------

شد وجذب بين الفتاتان وهو بعالم موازي منذ دولفهم وهى أثرت قلبه أخذ يتطلع لذات العيون الكُحل يتغزل بهم هامسا لنفسه :
-- سبحان من أبدع وصور فى سحر عنيكى .. عليكى جوز عيون متكحله ربانى ياخربيتك ولا رموشك سهام صابت قلبى.....

لاحظت "غمزة" نظراته البلهاء ليشتاط داخلها قطمت باطن شفتيها تحدث نفسها بعصبيه :
-- يخربيت سرحان أمك حسه أنك هتاكل البت بعينيك .. يادى المصيبه ماهي الحلوة بعيون مكحله كل اللى يشوفها يدوخ فى جمالهم .. شكلها هتقلب ضلمه النهارده .. أنا مش عارفه هلاحقها منين ولا منين....

زفرت نفسها دفعه واحده وطرقعت بأصباعها أمام وجهه لجعله ينتبه معها هاتفه من بين أسنانها :
-- يا فندم الباب بيخبط .

انتبه الضابط ليبلع ريقه باحراج وهو ينظر ل بسنت قائلا :
-- آسف يا آنسه سرحت شويه.

غمزه في نفسها
-- يخربيت أم العته
ولكن ابتسمت بسخافه هاتفه :
-- أنا اللي بكلم حضرتك
نطقتها وأشارت علي الباب وهى تقول :
-- بقاله ساعة بيخبط....

كان العسكرى فى ذلك الوقت يطرق الباب بدون جدوى أن يسمح له بالولوج... وبالأخير بعد تنبيه غمزة
سمح له الضابط بالدخول ليهتف العسكرى قائلا بعد اداء التخيه العسكريه :
-- في واحد اسمه "فهد"ومعاه واحد اسمه "ريان" بره عاوزين حضرتك .

فى نفس الاثناء يقف ريان على أعصاب تغلى كالقدر عالنار هتف بغيظ من بين أسنانه :
-- كل ده علي ما رد علي العسكرى
ولا يكون نزلهم الحجز ..
عندما وصل لهذه النقطه فقد أعصابه هم واقترب يفتح الباب...

تمسك فهد بزراعه يمنعه من فعل حركه هوجاء تضر بالفتيات قائلا :
-- أهدى رايح فين ..
قالها وهو يضيق بين حاجبيه بتفكير :
-- ممكن يكون مشيو ....

هدر به ريان ممتعض من حديثه :
-- أحياناً بحس أنك بتفقد الذاكرة .. منا لسه سائل العسكرى التبت قال في بنتين جوه .. أكيد هما
قالها وأكمل وهو يجز على أنيابه :
-- ربنا يجعلك نصيبي يا"بسنت" وأنا هربيكي من أول وجديد.....

لكزه فهد فى صدره ناهرا أياه :
-- يا اخي أتلهي بس هي تخرج من هنا علي خير يا وش المصايب انت..

صدح صوت الضابط يقول للعسكرى :
-- أجرى دخلهم بسرعه..

انكمشت الفتيات وتطلعوا لبعضهم بارتباك عند ذكر أسمائهم لتتمسك "بسنت" بيد "غمزه" تستمد منها الدعم بعد أن ظهر عليها التوتر، ليفتن الضابط بتورد وجنتيها الذى ما هو إلا خوف من القادم، ليتوه في جمالها مره أخرى....

خرج العسكرى ينادى عليهم :
-- الباشا بيقولكم اتفضلوا...

دلف فهد وريان للداخل وهموا بالقاء التحيه، ولكن هو لم يشعر بدخولهم من يراه يتفهم تلك النظرات المعجبه التى يتفحص بها بسنت

استشاط "ريان" وجن جنونه من نظرات الضابط المسلطه عليها تطلع لها يرمقها بغيظ، تلاقت أعينهم ليقطم أسفل شفتيه بغضب، لترتجف اوصالها خوفا من هيئته...

بسط يده يقبض على كف الضابط حتى ينتبه له هاتفا بنفور :
-- ازيك يا معالي الباشا .

استفاق الظابط مرحبا :
-- أهلا يا أستاذ ريان
قابل ريان التحيه بعصبيه حاول اخفائها
وفعل الضابط بالمثل مع فهد قائلا :
-- القسم نور يا بشمهندس فهد .

توجه فهد نحوه يرد له التحيه وخطى يقف جوار غمزه مردفا :
-- أحب أعرفك بالانسه غمزه خطبتي....
جحظت من فعلته، جاءت لتقاطعه، ضغط على كفها لتصمت، لعنته بسرها على أن تكيل له لاحقا....

هلل الضابط مباركا :
-- ألف مبروك .. بس كده انا محضرتش خطوبتك ..
ثم حول نظراته ل بسنت قائلا بسعاده :
-- بس أنا أن شاء الله هعزمك علي حطوبتي قريب
قالها وهو يبتسم ولا يراعي جنون ديب يود التهامه....

ريان اعصابه على المحك وصل لاخر صبره ينظر له بنظرات يود لو يقتلع عينيه التى استباحت النظر لها ردد لنفسه وهو يجز على نواجزه :
-- شكلي هشيل عيونك من مكانها عشان تبقي خَرجتك مش خطوبتك ...

زفر بحنق هاتفا بعصبيه :
-- هو احنا مش هنخلص بقي ولا ايه من الحكايه دى...

نظر له الضابط بامتعاض وهتف باستعلاء :
-- أنت متعصب ليه أصلاً .. أنا اللي عاوز أعرف أيه صلتكم بيهم .. البشمهندس فهد خطيب دكتوره غمزه .. أما بقي البشمهندسه بسنت بتقول قتلتك.. ..
قالها وهو ينظر له بسخريه هاتفا بتهكم :
-- وانت ماشاء الله عليك قدامي أهووو مفيكش خدش .. بس برضوا لازم اعرف الحكايه من الأول .

رد عليه ريان باستهجان :
-- كل الحكايه كان في شباب طلعوا يتهجموا عليا عشان ياخدوا الفلوس اللي في عربيتي .. وكنت رايح أنا والبشمهندسه بسنت نفتح حساب في البنك باسمها .. لأنها شغاله عندنا في المزرعه .. طلع عيال شمامه قطعوا علينا الطريق و حبوا يسرقوني .. وكان معايا الشنطه اللي فيها الفلوس لاني كنت هديها مبلغ كبير عشان اللي تحتاجه في الشغل ما ترجعش لينا .. ولما شافت اللي حصل بينى وبينهم وأحنا بنضرب بعض وطبعا فكرة نفسها هيرو و هتقدر تحميني وتحمي نفسها .. مسكت المطوه اللي وقعت وأنا بضرب الواد وهي مسكتها فكرت بتحمي نفسها جات المطوه في بطني بس جرح سطحي .. وعشان هي محترمة وتعرف ربنا فكرتني موت وجات تسلم نفسها....

نطق حديثه وهو ينظر لها على أمل تسامحه وتابع يسترسل :
-- وقبل ماتقول ليه ما بلغتش الشرطه .. لأن الجرح زى ما قولتلك سطحي والدكتور جه خيطه في البيت مش المستشفي والعيال كانت لبسه ماسكات وأنا مشوفتهمش....

تفهم الضابط ولكن بتحفظ هتف :
-- بس ده شروع في قتل واهمال منك يا بشمهندس "فهد" .. وممكن يكون اللي عمل كده نفسه هو اللي حرق المزرعة....

ثم حول نظره ل بسنت قائلا بنبره حانيه عكس ما كان ينطق منذ قليل :
-- شكلك بتخافي من ربنا أوى يا آنسه "بسنت" جيتي تبلغي عن نفسك معقول لسه في منك دلوقت

صدمه احتلت بسنت وهى تستمع لحديثه ردد عقلها قائلا :
-- معقول واقف يكدب بالبجاحه دى .. ازى بيقدر يكذب عيني عينك كده...

استفاقت من شرودها على صوته وهو يصيح عليها من بين أسنانه:
-- ردى يا آنسه بسنت

تنحنحت هاتفه :
-- اسفه يا فندم .

اجابها الضابط مطمئنا :
-- خلاص متقلقيش يا آنسه "بسنت" الموضوع خلص وهو صحته زى الحديد ما فيش حاجه حصلت .. وأنا ما فتحتش محضر أصلاً ..

أنهى الحوار وهو يتابع قائلا :
-- بس كنت حابب أعرف رقم تليفون بابكي وعنوانكم .

تطلع فهد ل غمزه بصدمه وتفهم معني حديثه

ليقاطعه ريان بعصبيه :
-- وحضرتك عاوز رقم الحاج وعنوانه ليه .

حدجه الضابط بنفور من طريقته : وتكلم بعصبيه :
-- وأنت مالك أنا بكلمها هي وبعدين بتعلي صوتك كده ليه فاكر نفسك في جنينة بيتكم....

كور ريان قبضة يده ود لو لكمه فى وجهه خطى نحو بسنت وامسكها من يدها وتحدث تحت صدمتها :
-- اصل الانسه أنا متكلم عليها .. والانسه خطيبه أخويا ..
ولمزيد من احتقان الضابط قلل من شأنه هاتفا بسخريه :
-- بس عندهم ولدين زى القمر لو ليك في الرجاله...

غضب الضابط من حديث اللاذع وكلامه الساخر المهان لكرامته كرجل صدح بصوت عالي قائلا :
-- أنت عبيط يالا .. ما تظبط نفسك بدل ما أسجنك....

ريان مشاعره أرادت أن تفصح عن نفسها أمامها لأول مره هتف بسعاده :
-- عندى استعداد اتشنق في اليوم مليون مره ومحدش بيص ل حبيبه قلبي....

صدمتها فيه شلت حواسها أى هذيان تفوه به الآن انهارت باكيه لتفر مهروله من أمامهم تدارى احراجها من موقف فرض عليها.....

نظرت غمزه على آثارها المهروله هاتفه باعتذار :
-- احنا أسفين يا فندم أنا هخرج اشوفها واقتربت من فهد تهمس بغيظ
-- وربنا ما هتعدى باللى عملته..

ضغط فهد على اسنانه غيضا منها وهتف بأسف :
-- أنا بعتذر عن عصبيه "ريان" بس إحنا صعايده ودمنا حامي والغيره طبع فينا .. أنا بعتذر عن اللي حصل حضرتك أكيد فاهم...

وتابع يقول باستاذان :
-- معلش اسمحلنا نستأذن عشان لازم نخرج نطمن عليهم وان شاء الله معزوم علي الفرح وعقبالك مقدما...

صافح الضابط فهد هاتفا يهنئه :
-- مليون مبروك ربنا يتمم بخير .. اتفضل محصلش حاجة وأنا اللي اسف يا "ريان" مكنتش اعرف انها تخصك.....

واخيرا احل الهدوء على أعصاب ريان وأردف قائلا :
-- أنا كمان آسف أنى اتعصبت عليك ..
قالها وتابع وهو يخطو للخارج متلهف للحاق بها تلعثم يهتف :
-- ممكن الحقها بعد اذنك ..يالا يا فهد ..

خرجوا تحت صدمة الضابط فى انجذابه لها من النظره الاولى هتف يحدث حاله :
-- ملكش في الطيب نصيب يافقرى اقعد انت فى بوز العساكر الناشف هو ده أخرك....
تنهد بحسره قائلا وهو ينظر للملفات الموضوعه على مكتبه :
-- ماليش الا ملفات القضايا .. أنا أحسن لى هطلب قهوه أعدل دماغى ألا عيونها شقلبت حالى.......
الثامن عشر من هنا

يتبع..


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close