اخر الروايات

رواية غمزة الفهد الفصل السادس عشر 16 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية غمزة الفهد الفصل السادس عشر 16 بقلم ياسمين الهجرسي



رواية(غمزة الفهد حب بالمصادفه) مسجله حصرى بأسمى ياسمين الهجرسى ممنوع منعا باتا النقل أو الاقتباس أو النشر فى اى موقع أو مدونه أو جروب او صفحه حتى ولو شخصيه من دون اذنى ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للمسأله القانونيه
-----------------------
سبحان الله وبحمده✨️ سبحان الله العظيم
----------------------

الحب الحقيقى عابر للقلوب بدون تذكرة مرور،، قادر على أن يتنبأ بالمستقبل،، ويرصد ويحذر من القادم،، ويعالج ويُطَيب الأوجاع.....

مر الوقت وكأنه دهر تلذذا بالقرب والوصال انتهت نشوة اتحادهم ولكن مازالت نائمه داخل أحضانه،، يدها تعزف على جسده لمسات سحريه تزيده شغف بها......

تنهيده مستلذه مستمتعه زفرها براحه هامسا :
-- نومتك على صدرى بعد كل الشوق ده .. راحه ما بعدها راحه....

تابعت همساتها بنبره هائمه :
-- معقول بتحبني أووى كده يا"سعد"....

على نفس همسها أجابها بصوته الرجولى العاشق :
-- هو أنا مش بحبك بس يا هنايا ده أنا بعشقك قد ضى عيوني.. عشقك والروح واحد من غيرك لا بشوف ولا بعيش .. تعرفى نفسي أخطفك ونعيش في جزيره لوحدينا عشان أبقى انا وأنتى ولا حد تالتنا......

أشرأبت بنفسها تتحامل على زراعها ترفع رأسها من على كتفه تتكئ بذقنها على راحتها تتأمله بابتسامه مغرمه وهماستها تتزاحم كى تترجم مشاعرها :
-- عارف يا"سعد" أنا بقي نفسي أخبيك جوه قلبي .. عشان محدش يشاركنى نبضه إلا أنت ..

ابتسامه عريضه داعبت محياه،، وعينه تحتضنها بوله عقب على همساتها قائلا :
-- مولاتي تؤمر أنا كلى ملكها .. أنتى وحدك اللى ملكه القلب ونبضه بين أيديكى.....

أنهى كلماته وجذب رأسها يقتنص من شفتيها رحيقها المسكر أندمجت شفاهم ليتحدث من بين قبلاته :
-- طعمك حلو أووى ياهنايا مفيش ألذ ولا أطعم ولا أجمل من كده.....

تركها تلتقط أنفاسها بعد أن كادت روحها تزهق،، ابتسم بمكر يلعق شفتيه باستمتاع،، طأطأت رأسها تتهرب من نظراته،، خجلت من نفسها لما سوف تتفوه به بعد جولة عشقهما همست بتردد :
-- سعد انا نفسى فى حاجه بس متضحكش عليا ....
استغرب خجلها فهى منذ هنيهه كانت امرأة جامحه والآن طفله خجوله أجابها باهتمام :
-- معقوله اضحك على مولاتي.....
نفسك فى أيه ياعمرى.......

هنيه بتلذذ أردفت :
-- نفسي أكل رز باللبن واحط في كريمه وقشطه كمان واحمر المكسرات في ذبده بلدى عشان الولاد كلهم بيحبه كده ايه رايك .
لفظت كلامتها سريعا بدون توقف كالأطفال......
صدحت ضحكات سعد عاليا :
-- هو ده اللي نفسك فيه معقول تكوني بتتوحمي
قالها وهو يغمز لها بطرف عينيه يشاكسها...

هنيه بنفى تفوهت سريعا :
-- لا مش ممكن أنا كبرت .. ده بناتي علي وش جواز .. وابني خلاص هجوزه .. وبعدين الناس تاكل وشي....

انقلبت ملامح سعد وتجهم قائلا :
-- ليه بقي الناس تاكل وشك ان شاء الله .. أبوه مات ولا تكونى هتجيبه فى الحرام .. شكلك واقعه على نفوخك .. ولا أنتى ناسيه مين أبوه وأخواته مش شويه في البلد....

رأى عبوث وجهها،، لانت حدته هاتفا :
-- ولو على ابنك اللى مش عارفين هيتجوز امتى أهوو لما يخلف أخوه يلعب مع ابنه.......
نطق كلمته الأخيره وهو يقرص خصرها بشقاوه كى تفك عبوس وجهها جاذبا رأسها يطبع عليها قبله حانيه هاتفا بحب :
-- أنتى بس خلفي وشوفي أنا هعمل أيه .. أن ما كنت أعمل عقيقه ماسيبش فيها واحد فقير في البلد .. وسبع ليالي كل يوم يندبح سبع عجول ويتوزعه علي الغلابه .. وأنتي أوزنك دهب .. بس أنتى اعمليها يا هنيه وخلف........

إبتسامتها اختلطت بدموعها عقبت عليه بانبهار :
-- كل ده هتعملو ليا .. ربنا يباركلي فيك وميحرمنيش منك .. بس ليه أنت عندك شابين يسده عين الشمس .. وبنتين زى القمر ربنا يحميهم .. ليه محسسني أنك عمرك ماخلفت قبل كده......

اعتدل سعد يتكئ بظهره على المخدع وأحاط خصرها يتعمق بعينيها لترى صدق كلامه :
-- اقولك يا نن عين "سعد" "فهد" لما اتولد فرحت أووى عارفه ليه مش عشان ولد ويشيل اسم العيله لا عشان بنت عمي اللي حبيتها وربيتها علي أيدى جابتلى حته منها .. ولما ماتت زعلت وحزنت وبعدت عن "فهد" لأني فكرت أنه هو وشه وحش عليها وسبب موتها .. واتجوزت "مكيده" وخلفت "ريان" وبردو مكنتش فرحان عشان هي امه وكان نفسي اطلقها .. بس لما اتجوزتك أنتى وخلفتي البنات فرحت لدرجة قلبي كان هيقف من الفرحه رغم أنهم بنات .. وفضلت اسأل نفسي ليه فرحان أووى كده وليه ما حستش دا قبل كده رغم أن عندى ولدين .. لحد ما أمى ريحتني من حيرتي وقالتلي .. عشان قلبي مفرحش ولا عمره ارتاح ولا عشق غير "هنيه" .. وفرحتي بالبنات عشان أنتى أمهم .. وقالتلي أنك هنايا .. فمبالك لما تعيشني السعادة دى تاني........

هنيه باستفهام :
-- يعنى لو خلفت بنات تاني مش هتزعل ..
قالتها ولم تمهله الرد عندما رأت عقدة حاحبيه، وأكملت سريعا تعلل
-- وبعدين أنا كبرت يا سعد المفروض أربي أحفادى أنا هنكسف أووى......

قطب سعد حاجبيه بتعجب :
-- هو أنا زعلت لما خلفتي البنات .. هاتي أنتى بس بنات وشوفي هعملك أيه .. وبعدين مين دى اللي كبرت أنتى لسه صغيره وأصبي من بناتك .. وتعالي أسبتلك عشان لو مش حامل تحملي يا هنايا.....
قالها وجذبها لتقع على الفراش يجثو فوقها لينهال من رحيقها يغرق معها فى هناها التى لا تبخل عليه به.......

مضى بعض الوقت على سعادتهم، نهض سعد وتركها تستريح ثم دلف هو لغرفة الحمام يتسبح ويتعطر،، مرء القليل خرج يقف أمام الخزانه يتناول جلبابه استدار ليجد هنيه تجلس غير منتبه له شارده الذهن،، استغرب حالها فهو تركها بأحسن....

هتف يستفهم :
-- مالك يا هنايا سرحانه في أيه .

هزت هنيه رأسها بالنفى :
-- ولا حاجه يا سعد كنت بفكر في "فهد وريان" اللي اختفوه فجأه كده قلبي واكلني علي فهد... .

عقب عليها سعد يطمأنها :
-- علي فكره "فهد" انا كلمته لما تعبتي .. وهتلاقيه تحت عشان يطمن عليكى.....

استقامت هنيه تقفز سريعا من على الفراش هاتفه باستعجال :
-- بجد والنبي لو كده هروح ألبس بسرعه وأنت صلي المغرب وانا هستحمي بسرعه وهخرج اصلي وننزل .....
قالت كلامتها باندافع وبدون هواده....

استعجب سعد هيئتها وقال بتهكم :
-- فى كده نطيتي من السرير زى القرد عشان ابنك......

هز رأسه وتظاهر بالزعل هاتفا :
-- بقي كده يا هنايا ماشي. .

رفعت هنيه كفه تقبله وتراضيه هاتفه :
-- حقك عليه متزعلش مني مش قصدى .. عاوزه اطمن عليه معلش يا حبيبي .

ابتسم سعد من حركتها التى تجعله ينتشى قائلا :
-- ربنا يخليكي لينا .. يالا بسرعه متتاخريش وانا مستنيكى....

بالفعل ولجت اغتسلت وارتدت ثيابها وهبطت للاسفل عند "فهد" والحجه راضيه والبنات.....

------------------------

ها هو أخد شاور واستبدل ملابسه وذهب جهة فراشه جلس واتكئ يريح ظهره على مخدع السرير، أمسك هاتفه يدير اتصال على أخيه، تصاعدت عدة رنات ولاكثر من مره بدون جدوى، تنهد بقلق وحاول الهدوء وتابع الاتصال مجددا ولكن هذه المره على الدكتور حسن المتابع لحالته والمقيم معه لمراعته، رنه اثنتان واتاه الرد...

دكتور حسن أجابه قائلا :
-- أيوه يا فهد باشا حضرتك فين .

رد فهد بود :
-- أنا في دوار الراوى "ريان" عامل إيه طمني عليه .

عقب حسن بعمليه :
-- ريان نام من كورس الأدويه اللي أخده مفتكرش انه ممكن يصحي قبل عشره حداشر......

اوما فهد يخبره :
-- تمام خلي بالك منه .. واقفل الباب بالمفتاح وشيله من الباب .. لان ممكن يصحي ويضعف وأنت نايم ويخرج من غير ما تحس ..
وأنا هخلص اللي ورايا وهجيلكم أنهى المكالمه بالقاء السلام وأغلق الهاتف.....

أغمض عينيه يشرد فى نمرته الشرسه كشمائه معذبة فؤاده همس بالسان قلبه :
-- أيتها النمره المتمرده التي تمردت علي قلوب العاشقين لكي تسكن قلبي وتملك فؤادى.......
ماذا فعلتي بي أيتها الشرسه أنتى أصبحتي دائي و دوائي.. غرامي واحلامي.. عقلي وجنوني.. فؤادى وهيامي...... متى يحين الوقت لكي تصبحي غمزه الفهد.....

تنهد يزفر انفاس ثقيله تخنق صدره، وابتسم لفكرة النسب التى قد تكون سبب فى وصل جسور الحب.....
وضع الهاتف بجيب سرواله واستقام يهبط للاطمئنان على والديه......

--------------------------

بالأسفل تجمعت الفتيات حول مجلس جدتهم بعدما أمرت الخادمه بالمناداه عليهم.....
تجلس بينهم ينضح على وجهها إشراقة سعاده،، زينت ثغرها بالصلاه على النبى وسمت الله وأخذت تربت على ظهورهم وتدعى لهم بصلاح الحال،، تنحنحت وأجلت صوتها وبدأت تقص عليهم طلب الدكتور أحمد والمهندس عبدالله فى نسبهم والارتباط بهم....

استمع الفتيات للحديث واحده فرحه فهذه أمنيتها والأخرى متوجسه من أفعاله معها كيف يريد خطبتها وهو عند رؤيتها يوارى وجهه بعيدا وكأنه رأى عفريت، استغرفت فى سرها وتركت الأمور بيد الله ييسرها كما يشاء....

التفت الحجه راضيه بوجهها تطالع فجر هاتفه :
-- ساكته يعني يا فجر .. أفهم من كده أنك موافقه علي الدكتور أحمد .. شهاده لله هو ابن حلال وطيب وعنده عزة نفس مشفتهاش على حد......

خجلت فجر وتوردت وجنتيها من الكسوف أجابت جدتها قائله :
-- يا تاتا اللي تشفوه كلكم أنا مش هعرف مصلحتى اكتر منكم لو انتم موافقين عليه يبقى انا كمان موافقه عليه........
قالت كلماتها عكس ما يدور بخلدها ولكن بالأخير اقتنعت ان ما نطق به لسانها هو مشيئة الله......

عقبت عليها الجده برضا :
-- ربنا يكملك بعقلك يا غاليه .. ديما بتبهرينى بحكمك عالأمور رغم صغر سنك.......

أومأت لها فجر تشكرها وداخلها يردد لعله خير.....

حولت وجهها للجهه الأخرى لترمق زينه بتهكم هاتفه بمرح :
-' وأنتى يامقصوفه الرقبه أيه رأيك في البشمهندس عبدالله.....

"زينه" وعفويتها لا تعيل هم لصدى أفعالها استقامت وجثت تحت اقدام جدتها وهتف باندفاع :
-- طبعا موافقه .. وياريت يكون جواز علي طول .. ليه خطوبه وكلام فارغ .. ليه نضيع وقت أصلا معندناش احنا وقت للكلام ده .. وبعدين يفضل داخل خارج فاكر نفسه صاحب البيت.......

تابعت تسترسل ببلاهه :
-- تعرفي يا تاتا لو مكنش اتقدملي كنت أنا اللي روحت طلبت ايده أصله موز طحن......

حدقتها الحجه راضيه بنظرات ناريه رفعت حاجبها بامتعاض لتمد يدها تجذبها من أذنها تقرصها هاتفه بحده :
-- أيه يا بت اختشي علي دمك .. في بنت تتكلم بالطريقه دى .. أحمدى ربنا أن محدش سمعك غيرى أنا وأختك .. لو كان جدك سمعك كان قطع رقبتك .. وفهد وابوكي دفنوكي حيه .. البنت لازم تتكلم وهي مكسوفه وعندها دم .. يخربيت جيلكم جيل تلفان......

تعالت ضحكات فجر تمسكت ببطنها تكاد تموت مختنقه من هيئة زينه التى تفتح فمها تتظاهر أنها تموت.....

أثناء هبوط فهد وصل لمسامعه الحديث الدائر بين الحجه راضيه و"زينه" ذهب يجلس جوار جدته قبض على كفها يقبلها بحب ثم رفع رأسه ينظر ل زينه نظرات ذات معنى يعلمها قدر هويتها قائلا بصوت أجش :
-- هو مش لدرجه أنى أدفنها صاحيه يا جدتي .. بس هي لازم تفهم أنها بنت ومش أى بنت دى من عيله الراوى .. يعني لازم اللي يتجوزها يكون عارف قيمه اللي هيتجوزها....

زوى بين عينيه وتنهد بخفوت يستقيم واقفا قبض على منكبيها لتمتثل أمامه وأمسك وجهها براحتيه هاتفا بحب :
-- لازم تفهمي أن البنت حيائها ده بيزود غلاوتها وعزتها لانهم تاج البنت .. إحنا كلنا عارفين ان دمك خفيف وبتحبي الهزار وملكيش في اللوع واللي في قلبك علي لسانك ..
بس لازم تفهمي مش أى وقت اللي فيه الهزار حلو صح يا زينه....

قالها واقترب من اذنها يهمس لها
-- اتقلي عشان يعرف غلاوتك ويقدرك......

خجلت زينه من نفسها وهتفت بكسوف :
-- صح يا أبيه أنا آسفه .. بس أنا كنت بهزر وطبعا اللي أنتم شيفينه صح أنا موافقه عليه.......

سُر فهد بتفهم أخته لحواره معها، بسط زراعيه وأخد فجر وزينه تحت أبطيه هاتفا بغبطه :
-- يعني موافقين مش كده يابنات

اومأوا له بالموافقه وكلا منهم تدفن وجهها فى صدره بخجل يتحتضنوا خصره بحب فهو سندهم بعد أبيهم....

زفر براحه هاتفا :
-- كده تمام أووى علي بابا وماما .. بس أمتى هينزلوه من برج السعادة اللي هما فيه .. أنا عايز اطمن عليها قبل ما أمشى .. انا اتصلت عليه كتير اوووووى المغرب أذن ومفيش فايده أنا عارف لما بيمسك أمى ويستفرد بها بينسي الدنيا واللي عليها........

قطع مجلسهم دخول سعد وهنيه والسعاده والانبساط تزين محياهم...

صدح فهد قائلا بمرح :
-- اتشاهدت أخيرا كنت متخيل عمرى هيخلص قبل ما اشوفكم
هتفت هنيه والحجه راضيه في نفس واحد :
-- بعيد الشر عليك أيه اللي بتقوله ده

استقام فهد بسط يده لكي يرحب بها ويطمئن علي صحتها وانحني بحب يطبع قبله علي مقدمة رأسها ويدها هاتفا :
-- سلمتك يا أمى

ابتسمت "هنيه" واطبقت علي كف يده قائله بحنو :
-- تسلم يا فهد يابنى من كل شر وسوء....

أثني زراعه لكي تعلق زراعها عليه ويسير بها لكي تستريح،، ابتسمت "هنيه" وهي تنظر إلي "سعد" بنظره سعاده معناها أن هذا عوضها من الدنيا،، ثم سارت بجوار ابنها تتعلق بزارعه كعصاتها التي تتاكئ عليها في شيبتها وضعفها....

فاقت من غمرة مشاعرها علي صوت فهد قائلا :
-- أيه بقي يا ست الكل قلقتيني عليكي هو حضرتك بتختبري حبي لكي ولا أيه.......

أجلسها علي الأريكة وجثي علي ركبته يطبع قبله حانيه علي كفيها قائلا :
-- حمد الله على سلامتك يا امي نورتي الدنيا كلها...

كورت وجهه بين كفيها داعيه له :
-- ربنا ما يحرمني من نور وجودك في حياتي يارب......

اقترب سعد وهو يرتب علي كتفه قائلا:
-- اطمنت علي أمك يا فهد ربنا ما يحرمنا منها يارب قولي بقي وأنت مستعجل ليه علي شوفتنا يا وحش......

ابتسم وهو ينقل نظراته علي زينه وفجر قائلا :
-- مستعجل علشان في موضوع مهم جدا وهو أن بناتنا كبروا وجايلهم عرسان محترمه.....
دكتور "أحمد" طلب "فجر" من جدى وبشمهندس "عبدالله" كلمني وطلب منى "زينه" وحضرتك طبعاً عارفهم ولاد عمو "عزت" إيه رأيك ....

كانت "هنيه" تستمع لكلام "فهد" وهي تبكي من السعادة فتياتها كبروا وسيتزوجون .....

اقتربوا من والدتهم يرتمون في أحضانها ظلوا يبكوا جميعهم
قاطعتهم الحجة راضيه هاتفه :
-- أيه يا هبله أنتى وبناتك ما تفرحي ببناتك وتفكرى .. المفروض هنعمل أيه عشان نجهزهم بلا دلع ماسخ....

انسحبوا من أحضانها بخجل لتنظر لهم هنيه تقول بسعاده :
-- مبروك يا حبايب قلبي
لتحول نظرها للحجه راضيه هاتفه بغبطه :
البنات كبروا وبقوا عرايس يا ماما وهفرح بيهم ....

عينيه غامت بدموع الفرح، زهور حياته نضجت وتفتحت ليفوح عطرها ينثر سعاده تتوغل لأعماق قلبه، لا توجد مفردات أنيقه تعبر عن مدى فرحته بهذا الخبر السعيد، قلبه يفيض بالمشاعر الجياشه لقرة عينيه قطعه من روحه هو ومعشوقته كبروا ليصيروا عرائس، تنهد بسرور وجذب "سعد" "زينه وفجر" وأخذهم يتأبطهم تحت زراعه يربت على ظهورهم بحنو قائلا بفرحه :
-- كبرتوو يا بنات وبقيتوا عريس زى القمر .. ألف مبروك ياوردات عيلة الراوى الجميلات ..
قالها وطبع قبله على رأس كلا منهم

اقترب فهد من والده قائلا بحب :
-- تعيش وتجوزهم وتشيل عيالهم يارب .....

ترك "سعد" بناته و اقترب من "فهد" متمنينا :
-- عقبال ما أفرح بيك أنت وأخوك يارب ....

ابتسم له فهد قائلا :
-- أن شاء الله يا والدي بس أنا مش حاطط الموضوع ده في دماغي دلوقتي إلا لما اطمن على "ريان" والبنات ويتجوزوا.

استقامت هنيه قائله بحنق :
-- بعيد الشر وليه مش حاطوه فى دماغك.. يا رب افرح بيك واشيل عيالك عن قريب ان شاء الله.

اقترب منها وطبع قبله على مقدمه راسها قائلا :
-- ربنا ما يحرمني منك يا ست الكل ادعي لي انت بس ربنا يصلح الحال .

رفعت كفها تناجي ربها قائله :
-- ربنا يصلح حالك يا ابني ويرزقك ببنت الحلال اللي تسعدك وتهنيك يارب.....

أمن الجميع على دعوتها واكملت الحجه راضيه قائله :
-- يلا يا بنات اطلعوا على أواضكم عشان الكلام ده أنتم مش ليكم فيه

انصاعت الفتيات "فجر وزينه" الى طلب جدتهم وصعدوا إلى غرفهم....

هتفت هنيه قائله :
-- المفروض هنعمل ايه يا ماما دلوقتي....

ردت عليها الحاجه راضيه قائله :
-- نحضر ضيافه محترمه عشان الناس اللي جايه دي .. و"سعد" يدخل هو وابنه يتفقوا مع أبوه على ميعاد و"فهد" يبلغهم بيه ويجوا يطلبوا البنات رسمي....

رد عليها سعد قائلا :
-- حاضر يا امي هدخل أرتب مع الحج كل حاجه.....
قالها وأكمل :
-- الدنيا دي صغيره قد أيه أنا وعزت كنا أكتر من الأخوات وافترقنا وربنا جمعنا من تاني ..
عزت راجل محترم ومن الناس اللي تعرف ربنا .. آه هم علي قد حالهم بس ربنا كرمه في ولاده عشان بيتقي الله .. ومش هلاقي لبناتي أحسن منهم.....
أنهى كلامه و استقام واقفا يقول :
-- يلا يا فهد علشان نرتب مع جدك الميعاد......

أشارت لهم هنيه قائله :
-- لازم "ريان" يكون موجود لما يجوا يطلبوهم دول أخواته البنات بردو.......

رد عليها سعد بحنق :
-- ودى بقي هنعملها أزاى هو الباشا على طول قافل موبيله وحتي لما بيكون مفتوح مبيردش.....

فهد بتريث عقب عليه :
-- أن شاء الله يكون موجود أنا هبلغه.....
نطق كلماته وحول نظره ل هنيه بترجى وكأنه يرسل اشاره كى تتفهم عليه
أومأت "هنيه" بالفهم وعلمت أن الأمور بها شئ يجرى بغير نصابه الصحيح......

امتصت هنيه ضيق سعد وهتفت بتعقل :
-- ان شاء الله ربنا يتمم بخير يارب .. روحوا أنتم يلا اتفقوا عالميعاد مع الحج ووقت ما يجوا هيكون "ريان" جه بالسلامه .. وأنا وماما الحجه هنرتب كل حاجه.......

استقام فهد وأبيه وذهبوا للجد لمشاورته فى الأمر، بعد قليل استأذن فهد منهم أن يمهلوه بضعة أيام حتى ينتهى من بعض الأعمال التى تشغل وقته هذه الفتره على وعد أنه سيحدده بأقرب وقت،، أنتهى الحديث بينهم وغادر إلى الشقه التى يقطن فيها أخيه حتى يطمأن على أحواله.....
--------------------------

ترجل فهد لسيارته كى يغادر دوار الراوى صعد خلف عجلة القياده وانطلق يشق صمت الليل، تذكر أمر اتفاقه مع دكتور حسن على أن يرتب مواعيد صباحيه حتى يتثنى له أن يمكث مع أخيه أثناء انشغاله، ضرب على تارة القياده بغضب من تكالب الأمور وراء بعضها، زفر باحباط ولكن ما باليد حيله لا يوجد غيره لإنجاز الأمور....
تنهد براحه وتذكر مهاتفت عبدالله، أخرج من جيب جاكيته الهاتف وقام بالاتصال عليه، عدت مرات وبدون جدوى، أغلق الخط على أن يعاود الاتصال مره أخرى.......

----------------------------

فى نفس الاثناء استفاق ريان من غفوته لأخذ أدويته،، وجد فهد لم يأتى بعد ودكتور حسن بغرفته،، اعتدل فى جلسته وأسند رأسه على ظهر المخدع،، أغمض عينيه ودعك جبينه بتعب زفر بملل يتطلع لنقطه وهميه يصب تركيزه عليها،، لتتشكل أمامه هيئة عنقائه المنقذه....
ابتسم بسرور متمنيا أن ترضخ لطلبه،، لمعت عينيه بمكر لما لا قليل من المشاغبه والاستفزاز معها لا يضر....

مد يده وجذب هاتفه من على الكمودينو المجاور للفراش،، فتحه ليجد اتصالات كثيره من أمه وآخرها رساله صوتيه،، فتحها واستمع لها بضجر....
اخرجته من حالة النشوى التى كان بها،، زفر بحنق وفتح تطبيق الفيس بوك،، بحث عن حسابها إلى أن وجده،، عبث به يقلب بين منشوراته،، أعجب بالبوستات التى تنشرها يغلب عليها الطابع الاجتماعى الدينى.......

ابتسم ساخر عقله يردد :
-- حتى منشوراتك فيها التزام جننتينى ياشيخه.....

أثناء تصفحه لحسابها شاهد صوره وحيده لها بجوار أختها أخذها واحتفظ بها،، ذهب لتطبيق الماسنجر لم يجد لها حساب....

تأفف منها هامسا لنفسه :
-- هل توجد فتاه مثلها هذه الأيام لا تحمل مثل هذا التطبيق حرصا على خصوصيتها...

نهر نفسه مرددا :
-- أنت مستعجب ليه دى مظبوطه ولا ساعات الحكومه.....

خرج من التطبيق يعبث بأرقام الهواتف التى لديه فى سجل المكالمات،، أخرج رقمها الذى كان دونه مسبقا اثناء لقائهم الأول وقت حريق المزرعه......

ابتسم بخبث وأدار اتصال عليها،،تصاعد رنين الهاتف إلى آخره دون رد،، كرر الاتصال عدة مرات والنتيجه واحده....

زفر بغضب يردد كيف لها لا تجيب على اتصالى هل جنت...
هتف يسبها ويلعنها :
-- ويحك غبيه متيبسة الرأس،، صبرا سأُريكى من أنا...

حالته الغاضبه استزادت من ضجره منها،، لم يكف عن التفكير للنيل منها.....

دخل على تطبيق الواتس أب وجد لها حساب،، زفر يقلب كفيه من تفكيرها يردد
بالطبع لك حساب هنا فهذا التطبيق ذو خصوصيه

أرسل لها منه رساله صوتيه بلهجه حاده فحواها :
-- أنا "ريان الراوى" ياحيوانه اللى برن عليكى .. ردى بدل ما أجى اطلع بروحك أنتى وأخوكى .. وأعرفك ازاى تتجاهلينى .. مبقاش الا أنتى اللى تشوفى نفسك عليا .. حسابك تقل .. إن ما جبتك راكعه تحت رجلى مبقاش أنا.....

انتهى من الكتابه وأرسلها لينتظر الرد، مرءت دقائق ليستشاط غيظا وغضبا لاستلامها رسائله ولا تكلف نفسها عناء الرد عليه،، توعد لها بأغلظ الأيمان أنها لن تفلت بفعلتها وتجاهلها له........

لمعت برأسه فكره شيطانيه تجعلها تخرج عن صمتها وتأتي له راكعه تنفذ رغباته بدون قيد أو شرط..

قبض على هاتفه وعبث به يبحث عن احد أرقام معاونيه،، التقى ما يريد، قام بالاتصال به بعد قليل أتاه الرد قائلا :
-- تحت أمرك ياريان باشا أؤمرنى
هتف ريان بتعالى :
-- عفارم عليك عرفتني بسرعه

أكمل بأمر يملى عليه ما يجب أن يفعله وأغلق الهاتف دون أن يستمع لرد الآخر،، زفر بانتشاء لقرب تحقيق هدفه بالنيل منها، تسطح من جديد يغط فى النوم فرح سعيد بمخططه الشيطانى......

----------------------------

على صعيد آخر كانت تجلس فى أمان الله تعمل على بعض التصاميم الهندسيه إلى أن قطع هدوئها وسكينتها صوت هاتفها يصدر رنين يتصاعد لاخره عدت مرات متتاليه آثار دهشتها وتساؤلها من المستميت فى الاتصال عليها هكذا، استقامت تنهض من على مكتبها، وقبضت عليه لترى من المتصل، جحظت عندما شاهدت اسمه التى دونته على شاشة هاتفها فى هذا اليوم المشؤوم لبداية معرفتها به، قبض قلبها وغص حلقها ازدرت لعابها بصعوبه خوفا من مجهول يحاوطها ولا تعرف ماذا ينتوى لها، ألقت الهاتف بعيدا عنها ووضعت يدها على أذنها تحاول أن لا تستمع لذلك الرنين المزعج، ولكن اصراره عنيد على مهاتفتها، لم يمهلها وقت لغلقه أو وضعه تحت خاصية الصامت الا ويتصاعد من جديد، استمر فى الرنين وكأنه يحاول إزهاق روحها بالبطيئ، زفرت بغضب وبداية انهيارها على المحك سكنت العبرات مقلتيها تهدد بالنزول، ظلت تأخذ الغرفه ذاهبا وإيابا تفكر فى حل لتلك المصيبه الواقعه على رأسها، وأخيرا تنهدت براحه عندما صمت رنين الهاتف، لم يمرء القليل و استمعت لاشعارات رسائل تأتى من تطبيق الواتس أب خطت بأقدام خاويه وملامح فقدت الحيويه متوجسه من شئ يكاد يكون يقين اكثر منه شك، وبالفعل صدق حدثها كانت الرسائل مبعوثه منه، للوهله الأولى ترددت أن تفتحها، لشدة توترها بدل أن تسحبها وتقرأها من خارج شاشة الهاتف حتى لا يعلم باستلامها وفتحها أياها، للاسف استلمتها من داخل التطبيق وقامت بقرأت فحواها بجسد مرتعش ليدب الرعب بأوصالها، أغمضت عينيها بقوة تحاول محو ما قرأته وكأنها تتوهم، ولكن عقلها ينسج مئات التوقعات من نوبات جنونه، لم يعد لديها مقدره للتحمل ارتخت واقعه على الفراش تكتم شهقاتها فى الوساده لتنهار باكيه تنعى حظها العسير الذى أوقعها مع ديب مسعور يود نهشها حتى يشبع غريزته الحيوانيه.........

------------------------

استغربت عدم ردها رغم منادتها كثيرا عليها، غادرت المطبخ بضجر تصيح على أبويها أين بسنت، أجابوها أنها فى غرفتها، زفرت بغيظ واتجهت تصرخ عليها تنهرها لعدم الاستجابة لها، قبضت على الباب تفتحه بنزق واهى، ولكن تيبثت بأرضها عند تطلعها لانهيارها، وضعت يدها على فهمها تكتم شهقتها الفزعه، ولجت واغلقت الباب خلفها، خطت نحوها مسدت على ظهر بحنو كى تحثها على الالتفات لها......

هتفت بقلق والخوف يأكلها على أختها :
-- بُسْبُسْ مالك ياحبيبتى منهاره كده ليه....

تنهدت تلتقط أنفاسها تواسى حالها ها هى قد جاءت من تساندنى وتشاطرنى أحزانى ووجيعة قلبى، رفعت رأسها عن الوساده واستدارت تنطلع لها بعينيها التى تغيم بالحزن القاتم، اعتدلت تربع ساقيها ثم كفكفت دموعها وقبضت على هاتفها تمده تعطيه لها.....

هزت "غمزة" رأسها باستفهام على ماذا انظر، نفخت "بسنت" أوداجها بغضب وفتحت الشات المبعوث به التهديد ورفعته أمام عينيها لتتفهم مقصدها.....

صعقت "غمزة" مما رأته، سبته ولعنته وكم ودت لو موجود الآن لكانت ابرحته ضربا حتى تزهق روحه....
زفرت بغضب وتخصرت تجز على أنيابها هاتفه بغيظ :
-- بت أنتى انشفى كده فين بسنت القويه اللى مش بتخاف من حاجه .. وربنا المعبود ميقدرش يجى جانب شعره منك ولا من حد من اخواتى .. هى الدنيا سايبه .....

شهقت "بسنت" وتكلمت بتقطع :
-- أنا قويه بس لحد أخواتى مش هستحمل .. أنتى ليه مش عايزة تفهمينى.... لفظت تحكى وجيعتها لتختنق نبرتها وتعاد بكائها المرير مره أخرى......

جرت عليها غمزة أخذتها بأحضانها تحاول تهدئتها هاتفه :
-- حقك عليا طب أهدى .. أنا مش قصدى بس انهيارك ده ببدبحنى وانا متكتفه مش عارفه أعملك حاجه.....

صمت أطبق على الغرفه، ولكن داخلهم الصمت ابعد عن ما يكون، عقلهم كمكوك فضائى يعمل بلا توقف لايجاد حل......

--------------------------

فى نفس الاثناء ولج "عبدالله وأحمد" للبيت كان عزت وأنعام يجلسون بمفردهم يحتسوا القهوه لحين ان يتجمع أبنائهم لتناول العشاء.....

دلف "عبدالله" بروحه المرحه وبصوت منتشى سعيد صدح بنبره عاليه :
-- بركاتك يا نعومه ابنك ربنا راضي عليه ورزقه بحتة بت هتجوزها .. عارفه حاجه كده زى الأماظ.....
قال كلمته وهو يقبض على كفها يقبلها بحب.....

تطلع عزت ل أحمد قائلا باندهاش :
-- أخوك انهبل هو بيقول أيه.....

فى حين سألته أنعام :
-- فين ياخويا البت الأماظ دى ..
ده أنا كل ما اشوف واحده من المدرسين عندى فى المدرسه واسألها عندك بنات تنفع عرايس لولادى وتوريني صورهم ومفيش واحده عجبتك أنت ولا أخوك.......

شقت الابتسامه ثغر عبدالله وأجابها بانشراح صدر :
-- وحياتك حصل يا نعومه وبركات دعاكي قعدتلي ولقتها افرحي بقي وزغرطى وهيصى....

عبر عن فرحته واستقام يقفز ويهلل ويصفق ويرقص ويصدح يتغنى ليتعالى صوته بالأغاني الشعبيه قائلا :
رقصونى ده أنا من حقى
الليله ليلة هنا وسرور
مَش عايز حَدّ أشوفه
يَكُون مكشر السَّاعَة دِي
أَنَا جَي فائِق حَالَتَي فَل
ومتظبط مِزاجِي
وَالدُّنْيَا حلْوَةٌ عايزة حَدّ
يَقُوم يَرْقُص قصادي
رقصوني يابا .. فرحوني يابا
رقصوني . . فرحوني
اللَّيْلَة دِي أَحْلَى لَيْلَة
قَوْل لِلْهَمّ لَا .. أُدِّي الْفَرَح زِقَّه
هِى مَرَّة بنعشها مَرَّة
هِى مَرَّة مَش هتيجي تَأَنِّي
كُلُّهُ يَرْفَعُ أَيَّدَه يلا ونولعها نَار
عايزين نَخْلِي الْفَرْحَة تَعَلَّى وَنَعْمَل انْفِجَار.........

صدح أحمد وقاطع وصلة غناءه ينهره كى يصمت قائلا :
-- ما تفصل بقي يابنى وبطل هيبره خليني أعرف أتكلم انت على طول كده عندك ربع هربان من نفوخك......

قذف له "عبدالله" قبله فى الهواء قائلا بمرح :
-- الميكرفون معاك يادككتره المهم أتجوز.....
قالها وجلس بجواره أنعام يحتض كتفيها يقبل منكبيها بسعاده، لتربت هى على وجنته بحب فرحه لفرحته.....

تنهد أحمد براحه قائلا :
-- شوف ياحاج أنا والمجنون ده عاوزين نخطب بنات "سعد الراوى" صديقك القديم .. وبصراحه إحنا فاتحنا الحاج في موضوع جوازنا .. بس مش معني ده أننا بنتصرف من غير أذنك .. بس كل ما فى الموضوع أننا خفنا أن حضرتك تروح تطلبهم وهما يرفضوا ومكناش هستحمل أنهم يحرجوا حضرتك....

ابتسم عزت هاتفا بثقه :
-- والحاج الراوى وافق طبعا.. ..

اندهش أحمد وعقب عليه باستفهام :
-- وحضرتك عرفت منين احنا فضلنا قلقانين طول الطريق ازاى هتقول لحضرتك.....

أجابه عزت بحبور :
-- الحاج الراوى هو اللي رباني مع سعد .. بس بسبب جواز سعد من مكيده هو اللي بعدني عنهم .. لأني كنت أعرف حقيقه أخو مكيده انه نصاب .. وده عرفته لما جيت اخطبها والناس هما اللي قالولي وانا اتاكدت بنفسي ان الكلام صح .. وروحت صرفت نظر عنها واتجوزت .. ولما سعد مراته ماتت ومكيده بقت تلفت نظره .. أنا نصحته أنه ميتجوزهاش ...

تابع يسترسل بحزن :
-- ولما واجهها قالتله :
-- أنى كنت بحبها ووعدتها بالجواز وخالفت وعدى....
-- طبعا سعد مصدقهاش بس كان خلاص الحاج الراوى اتفق علي ميعاد كتب الكتاب .. وسعد مرضيش يصغر أبوه وتتم جوازه عليها .. وطبعا أنا كان لازم ابعد عن فيلا الراوى عشان هي موجودة فيها .. وبالتالي بعدت عن سعد لان أغلب شغله بيديره من دوار الراوى وده سبب بعدى عن سعد......

قاطعتهم أنعام تتحدث بفرحه :
-- سيبك من التقليب فى اللى فات ياعزت .. المهم دالوقت يعني هما وافقوا أنكم تتجوزوا البنات.....

رد عليها أحمد مؤكدا :
-- أيوه وافقوا .. بس فهد قالى نديهم شويه وقت عقبال ما الست "هنيه" تخف لانها تعبت وانا كنت عندها عشان اكشف عليها وده اللى خلانى انتهزتها فرصه وطلبت ايد بنتهم....

ابتسم عزت براحه وهتف يهنئ أولاده :
-- الف مبروك يارجاله .. وان شاء الله احنا هنجهز حالنا عشان اول لما يتصل عليك فهد ياأحمد نروح بحاجه تشرف....
قالها وتطلع ل أنعام :
ولا أيه رأيك ياأم الرجاله....

السعاده غزت محياها والبسمه شقت ثغرها لتهتف أنعام تؤيده :
-- طبعا يا"عزت" ده مش اى نسب ده عيلة الراوى .. وكمان عشان شكل الشباب ميتهزش من أولها .. احمد وعبدالله كل واحد ينزل يجيب هديه دهب تكون بسيطه وشكلها حلو بمناسبة الاتفاق وقرأة الفاتحه .. وإحنا ناخد جاتوهات وحلويات مع العصير والحاجه الساقعه ..

عقب عليها عزت يوافقها الرأى قائلا :
-- تمام حلو كده ..
قالها واستدار يتطلع للشباب باستعلام :
-- وانتم ياولاد اللى فلوسه مقصره يطلب ميتكسفش مستوره والحمد لله .. جيب السبع ميخلاش .. مش عايز حد فيكم ايده تجيب ورا ويقل بنفسه عشان خاطر الفلوس .. أبوكم فى ضهركم وقت ما تحتاجونى هتلاقونى سداد....

استقام أحمد وعبدالله يهرولوا لأبيهم كلا منهم يتمسك بكف يقبلوه بحب وفخر على نعمة رجل مثل هذا بحياتهم هتفوا فى آنا واحد :
-- ربنا يخليك لينا ياحج .. ديما مشرفنا ورافع راسنا .. خيرك سابق .. معنا وبزياده شيلينك للكبيره....

بسط عزت زراعيه وجذبهم الى صدره يحتضنهم بحب وحنان سعيد فرح بتربيته التى أثمرت رجال بمعنى الكلمه.....

-------------------------

تطلع الأخوان للمكان وجدوه خالى من أختيهم، صدح الشباب فى آن واحد يسألوا عن غمزة وبسنت، أجابتهم الأم "أنعام" أنهم فى غرفتهم، طلب "عزت" من "عبدالله" أن يقوم بالمناداه عليهم ليعلموهم بالاخبار السعيده، بالفعل استقام عبدالله يلبى رغبة أبيه، فى طريقه للغرفه تعالى صدى رنين الهاتف الذى يتصاعد من جيب سترته، وقف يخرجه نظر على الشاشه وجد "فهد" هو المتصل وقد سبق واتصل به خمس مرات سابقه، انشرح قلبه عندما هيئ له أنه سيخبره بميعاد قراة الفاتحه على إخوته البنات، استدار يتطلع لوالديه وأخيه وأخبرهم أن المتصل فهد، وأشار لهم بالصمت، وجلس بزاويه الغرفه وارتدى عباءة الوقار وفتح الاتصال بينهم هاتفا بود :
-- السلام عليكم يافهد ...

رد عليه فهد بجديه :
-- وعليكم السلام ياعبدالله...
معلش فى موضوع عايزك فيه بخصوص شغل المصنع...

تنهد عبدالله بيأس فهو كان بداخله امل انه سوف يحدد ميعاد للخطبه...
عقب عليه بتريث :
-- أتفضل اتكلم أنا معاك تحت أمرك..

أردف فهد يوضح له ما يريد قائلا :
-- أنا جاى من السفر ومعايا دراسات لتقنيه جديده فى التسمين وعلف العجول، وكنت حاطت خطه وجدول زمنى لتنفيذه، بس طلعت لى ظروف هتضطرنى أنى اغيب فترات كتيره عن المصنع ومش هقدر أباشر المشروع الجديد باستمرار وخصوصا أن أعداد العجول هتضاعف الفتره الجايه عشان مشروع المصنع الجديد اللى بيتم تنفيذه عالارض الجديده....
تابع معتذر للاطاله قائلا :
-- انا آسف لو طولت عليك معلش استحملنى

أجابه عبدالله بتفهم :
-- مفيش بينا اسف .. وكمان ده شغلنا الغلطه فيه مش فى مصلحة الكل وأنا بحب شغلى واخاف عليه زى حضرتك بالظبط......

شكره فهد واسترسل يملى عليه طلبه :
-- بص ياعبدالله انا عايز دكتور يكون ثقة يمسك الإشراف على عنابر العجول، ويكون المسؤول قدامى على كل كبيره وصغيره تخص المشروع، وخصوصا أنا ملاحظ أن فى نسبة وفيات بدأت تنتشر فى العنابر وأنتم لسه موصلتوش لسبب.....

صمت فهد قليلا ينتظر رده،، فى حين عبدالله يتمعن التفكير فيمن سيوكل له هذه المهمه وخصوصا أن من سيأتي سيكون على مسؤليته الشخصيه فلابد أن يكون أنسان جدير بالثقه والمسؤولية التى ستكون على عاتقه.....
زفر براحه عندما طرأت فى مخيلته أخته وجد أنها أنسب من تقوم بهذه المهمه فهى طبيبه بيطريه وجزء من رسالتها يشتمل على ما يقوم به فهد هذه الأونه بالمصانع......

قطه الصمت "عبدالله" وأردف بعمليه :
-- أنا عندى لحضرتك الدكتور المناسب .. من وجهة نظرى أنسب حد ممكن أثق فيه هى الدكتوره "غمزة" أحسن حد ممكن توكله إدارة المشروع وأنت مطمن.........

عقب عليه بتساؤل :
-- أزاى "غمزة" المشروع بالحجم ده محتاج راجل مش ست ..

رد عليه عبدالله بثقه :
-- صدقنى أنا لو عارف انها هى مش قدها مش هرشحها .. وخصوصا ان ده جزء من رسالة الدكتوراه بتاعتها اللى شغاله عليها.......
ولو حضرتك شايف حد أنسب ممكن ترشحولى عادى....

أجابه فهد بتهكم قائلا :
-- انا لو على اللى عندى .. أنا عندى كتير بس الأفضل أنك أنت اللي تجيبه عشان أنت اللي هتكون مسؤل قدامى عن إنتاج المصنع.....

عقب عليه عبدالله
-- وانا مقدرش أثق فى حد غير الدكتوره غمزة وده مش عشان هى أختى لأ عشان أنا عارف كفأتها فى الشغل .. ومتأكد من النتايج إللى ممكن نجنيها من ورا شغلها معنا.......

ابتسم فهد وهو يقول :
-- انا عارف ومجربها قبل كده فى علاج صخر الحصان بتاعى...

ضحك عبدالله بفخر قائلا :
-- يبقى على بركة الله هبلغها ومنتظر من حضرتك ميعاد نيجى نعمل الميتنج وتشرح للدكتوره خطة المشروع........

أردف فهد بمهنيه :
-- خلاص لو كده كلم الدكتوره ويبقى ميعادنا أول الاسبوع....
اختتما حديثهم بإلقاء التحيه على اللقاء فى الموعد المحدد....
-----------------------

استقام عبدالله يقفز ويصيح باسم أخته غمزة قائلا بسعاده :
-- غمزة .. بت ياغمزة .. غمزاااااااا
ظل يصيح حتى خرجت اليه مهروله ومن ورائها بسنت فزعين من صياحه....
بلهفه هتفت غمزة باستفهام :
-- فى أيه مالك بتنادي على عيل تايه......

جرى عليها وانتشلها من أرضها يحتضنها ويلف بها فرح سعيد يجيبها بغبطه :
-- مبروك ياقلب أخوكى جبتلك فرصة شغل على طبق من دهب...
قالها وهو ينزلها أمامه

ترنحت تمسك به هاتفه بنزق :
-- حرام عليك قطعتلى خلفي عشان شغل .. طب أهدى يابنى عشان افهم ...

وتابعت تمزح معه :
-- حلاوتك ياعبودى .. يعنى هغير الماكنه وهنجيب الريس .. مدام هنتروشن راكبه معاك فى المصلحه ياعم اعتبرنى وافقت.....

طالعها باستعلاء يقول :
-- طول عمرك تافه وطموحك محدود .. عالى يابت سقف أمنياتك..

أعطاها ظهره والتف لوالديه بزهو يخبرهم :
-- البت دى مش عارفه قيمتى .. أنا جبت لبنتكم حتة وظيفه أنما أيه اخر وصايا .. وآه لعلمكم هبقى أخد منكم الحلاوه....

عقب عليه عزت والده قائلا بتريث :
-- يابنى خد نفسك وفهمنا بالراحه

خطى أمامه عبدالله يتبختر فى مشيته وهو يعدل من لياقة قميصه بعنجهيه جلس أمامه يتحدث بفخر :
-- جبت ل غمزة شغل فى مصنع كبير مع دكتور جاى من بلاد برا .. وهتقبض بدولار....

عقب عليه عزت بنزق :
-- هو يابنى احنا بتوع فلوس .. أيه حكاية الشغل ده .. ومع مين .. وفين مكانه....

أجابه عبدالله موضحا :
-- اطمن ياحج هى هنشتغل هنا فى البلد تحت عينينا مع فهد الراوى فى المصانع بتاعته .. هتبقى المسؤل الأول عن خط إنتاج المشروع الجديد .. وكمان هيفيدها فى رسالة الدكتوراه بتاعتها لانه فى نطاق البحث بتاع المناقشه.....

هدرت تصرخ فجأه عندما علمت هوية العمل مع من...
قالت بتسرع غاضب من بين أسنانها :

-- لأ شغل مع الراجل ده مستحيل على جثتى يبقى فى بينى وبين الناس دى رابط .. وبعدين ياأستاذ عبدالله محدش قالك تديله كلمه من قبل ما ترجع لى وارتب ظروفى واشوف أيه اللى يناسبنى......

تطلع لها الجميع بزهول من ردة فعلها، حنقها الغير مبرر زاد من ريبة "أنعام" لما كل هذه الجلبه والانزعاج .. من المفترض أن الأمور بينهم تصافت بعد علاجها لحصانه، ومساندتها له فى حريق المزرعه، وأكثر من مره تأسف واعتذر منها على أى سوء فهم بدر منه، يظل السؤال لما الاعتراض ......

صدح عزت بصوت أجش غاضب :
-- فى أيه ياغمزة .. طايحه كده ليه محدش مالى عينيك .. اخوكى مغلطش عشان تهبى فيه كده .. هو أنا دلعتك زياده عن اللزوم عشان مبقتيش تعملى ليا اعتبار وانا قاعد وسطيكم.....

طأطأت رأسها خجلا من نفسها وهتفت تعتذر قائله :
-- أنا أسفه يابابا .. أنا استحاله اقلل من شأن حضرتك وسطنا .. أسفه لو عبرت عن رأى بطريقه غلط ..

تابعت بدهاء توارى حقيقة الأمر هاتفه :
-- بس أنا ظروفى مش هتسمح اشتغل معاه رسالتي واخده كل وقتى مع العياده.....

سكنت العبرات مقلتيها وهى توزع نظراتها بين أختها والجميع على الرغم أنها فرصه ستستفيد منها فى دراستها وحياتها العمليه إلا أن الوضع الراهن لأختها لا يلائم الالتحاق بتلك الوظيفه هتقت بحزن :
-- حقك عليا ياعبدالله من حدتى معاك فى الكلام بس اعفينى من الشغل ده......

تحدث عبدالله يعقب عليها بنزق :
-- كلام أيه ده ياغمزة انا أديت للراجل كلمه .. وشغلك على ضمنتى ومسؤليتى .. ومينفعش اصلا تصغرينا .. أنا واخوكى أحمد داخلين على نسب معاهم .. هنخطب بناتهم زينه وفجر .. إحنا لسه مفتحين بابا وماما اول ما دخلنا .. وكنت لسه هنادى عليك عشان أبلغك بس اللى قطعنى تليفون فهد وهو بيطلب منى أدوره له على دكتور ثقه يشتغل معاه.....

صعقت مما تفوه به، اختلجت أنفاسها تتصاعد بنفور من حديث أخيها، كيف هذا هل يعقل نعطى لهم الأمان بعد سهام غدرهم، نمنح فتياتهم الحب والعفه والمقابل بغض واعتداء لأختنا، هل نستر عرض فتياتهم فى حلال الله فى حين استباحوا فضح عرض أختنا، نصون كرامتهم ليهينوا كرامة أختنا......

هذت كثيرا مع نفسها، تشتت يضرب عقلها بلا هواده، هل تكسر فرحة أخويها برفضها النسب والعمل، ولكن ماذا لو طلبوا السبب والمبرر لهذا الرفض، هل ما نحاول مواراته سينكشف الآن..........

جحظت تنظر ل بسنت تؤيدها رأيها فالآن حياة أخويها على المحك استحاله أن تضحى بهم لأى سبب، تطلعت لها تطلب المدد فى تلك المعضله، ماذا تفعل.........

بعيون تفيض بالعبرات أومأت لها بسنت بعدم المعرفه فهى الأخرى مقيده ولا تعلم ماهو القرار الصحيح......

زفرت بحنق وكعادتها الهوجاء هتفت بعصبيه تصيح لتتهرب من استفسارتهم :
-- أيه علاقة الشغل بالنسب .. يعنى لو انتم كنتم متجوزين وانا سيبت الشغل البنات هيطلبوا الطلاق ..
ألقت جملتها وانطلقت تجذب بسنت من يدها تجرى بها دالفه غرفتهم فهى لن تستطيع المكوث معهم أكثر من هذا والا أنفضح أمرهم.........

بينما "أنعام" تشاهد ما يدور بين أبنائها بدهشه من ردت فعل ابنتها، باتت الشكوك التى كانت تثاورها الفتره الماضيه من عبوثها واضطرابها تتضح رؤياه الآن، ابنتها تخفى شئ وعليها معرفته



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close