رواية ندبات قدر الفصل الخامس عشر 15 بقلم الشيماء مسعد
(من قال أن الكلمات لا تفعل شيئا ، إنها تلمس وتغرق وتنقذ وتدفء ، تجعلك تطير وتتسع ، وأحيانا تلصقك في الارض لتتمزق )
العراب احمد خالد توفيق
تظاهر رازي بالمفاجأة وقال : متهيألي اعرفك ، انت ممدوح الصاوي مش كده ، ايه موقفك مع المدام انتوا تعرفوا بعض؟
همس ممدوح بصدمة : المدام ؟!
اما عنها وكأنها أصبحت جماد من أثر المفاجأة من كلماته لم تبدي أي تعبير
حدجها رازي بنظرة غاضبة يحثها على مجاراته وقال : قدر انتي تعرفيه ؟
هزت رأسها بنعم وقالت : هو دا اللي هربت منه .
رد ممدوح بغضب يحرق الأخضر واليابس وقال : قولي كل حاجة قولي اني جوزك اللي هربتي منه ليلة فرحنا
صرخت هي : كداااب
رد رازي متصنع الصدمة : جوزها ؟! ، واومال انا ابقى ايه
رد ممدوح بما أشعل الغضب في قلب رازي وقال : هنشوف مراتك فعلا ، ولا عايشة معاك بالحب ..
اشتعل رازي غضبا ركل سيارة ممدوح بقدمه اقترب منه وقال بتهديد واضح : كلمة كمان وهانسى انك في بيتي
اقترب من اذنه واكمل بهمس : وهارزيك
اقترب منه ممدوح وهمس بتهديد اقوي : لو طلعت مش مراتك هاخدها لو وصلت للقتل
همس له رازي : اختفي قبل ما أخفيك من على وش الدنيا
صدح ممدوح : طول عمرك غبية، بتفضلي المشلول دا عليا
لقد وضع الملح على جرح رازي فعجزه هذا اكثر ما يحزنه ويزعجه لكنه ظل محتفظا بأخر ذرة ثبات فيه ورد ببرود أعصاب شديد احرقت ممدوح كلفافة تبغ
قال رازي : تخيل بقى كم الإهانة لما تفضَّل واحد مشلول عليك . يااااه صعبة اوي انا محرجلك والله
ثارت ثورت ممدوح من كم البرود الذي يتحلى به هذا الشخص وقال بنزق : دانت بارد
ردت هي بما فاجأ رازي : اخرص رازي ارجل من مية واحد زيك
طالعها رازي بدهشة كانت هناك بوادر ابتسامة ظهرت على ثغره دون ارادته
تابع تقصمه للدور قائلا : يلا يا حبيبتي وبلاش تتعصبي كده احنا مستنين نونو
رمقته بدهشة وجاهدت في كبح ضحكتها على هيئته فلأول مرة تراه هكذا حنون لين مشاكس
صرخ ممدوح بجنون : انتي ملكي انا يا قدر ، وحتى لو متجوزة برضو مسيرك ليا بإرداتك او غصب عنك
استدار رازي ومعه قدر للعودة للحفل لوح بيده و صدح دون أن يستدير لممدوح : الله يسهلك
ضيق ممدوح عينيه بتوعد وقال : ماشي يا قدر اللي ما جبت لك المشلول دا جثة قدامك
عاد ممدوح للحفل نظر صوب قدر وجدها تجلس على طاولة رازي تجنبت النظر إليه ، بحث عن ابنته واصطحبها وغادرا سريعا
بعد أن انتهى الحفل وغادر اخر فرد فيها
هم الأن يجلسون في الرواق رازي وبجواره الياس ، ومهاب بجوار عبد الناصر وفاطمة محتضنة قدر ، وقد قص عليهم رازي ما حدث بالتفصيل منذ رؤيته لممدوح يسحب قدر خلفه إلى أن قص عليهم حكاية قدر كلها
وضع الياس رأسه بين يديه صدح مهاب بحنق : أنا لو حد تاففلي في حياتي مش هيحصل معايا كده ، يعني البت إللي احبها ابوها واقفلنا زي الشوكة في شغلنا وقلنا ماشي الأرزاق بيد الله ، لكن كمان قدر تطلع الكراش بتاعه ، كده بقى( انا حقا اعترض )
كانت قدر تستمع لهم يحددون مصيرها دون أن تتفوه كل ما يشغل تفكيرها الان هو خوفها من ان تُحَرم من تلك العائلة الرائعة، حتى قسوة رازي أصبحت محببة لها الآن، كل ما تخشاه خوفها بأن تعود لحياتها السابقة المقيتة .
وضع رازي قدما فوق أخرى وقال بهدوء : أنا شايف ان الحل الوحيد اني اكتب على قدر عشان نضمن أنه محدش يقدر ياخدها من هنا ممدوح دا شكله مش سهل وممكن يعمل اي حاجة والحالة الوحيدة اللي ماحدش يقدر يطول قدر فيها انها تكون قاعدة مع جوزها
هوى قلبها ارضا أثر سماعها لتلك الكلمات ، تتزوج ؟؟ ومِن مَن ؟ السيد رازي المتعجرف الغامض ...الوسيم ؟ لا هذا فوق استيعابها ..
أيد عبد الناصر كلام رازي قائلا بحزن أثر تذكره زوجته التي تركته وابنته وذهبت تركد خلف ذلك الوغد
قائلا : رازي بيه عنده حق دا الحل الوحيد وطالما قاله أنها مراته يبقى لازم يكمل الحكاية عشان الراجل دا انا اعرفه عز المعرفة ولما بيصمم على حاجة بياخدها.
وجه رازي كلامه لقدر قائلا : قولتي ايه ، في النهاية القرار قرارك .
ردت وهي مازالت في حضن فاطمة تنتحب : أنا موافقة على أي حاجة تنقذني من الراجل المريض دا
تنهد رازي وقال: يبقى بكرة إن شاء الله الصبح استعدي ، مش لازم نضيع وقت ، أنا عارف هو ممكن يعمل ايه
انصرف الجميع بعد ذلك كل إلى غرفته منهم من غط في نوم عميق ، ومنهم من جافاه النوم ومنهم من ظل يفكر طيلة الليل
في الصباح استيقظت قدر شعرت وكأنها كانت في كابوس هل حقا ظهر ذلك الوغد ليؤرق عيشيتي مرة أخرى ،
ذلك الحقير الذي كنت استيقظ من نومي على وجهه المقيت بجواري ..
أتت فاطمة تحثها على النهوض قائلة
بت إنتي فيه حد يوم كتب كتابه ينام كده قومي كده عشان تلبسي وتتشيكي
ابتسمت بحسرة وقالت : دا على اساس اني بتجوز حقيقي وكده صح
ردت فاطمة وهي تزاحمها في فراشها وقالت : وماله يا اختي لو مش حقيقي احنا نخليه حقيقي وعن حب كمان
ردت بإحباط : حب ؟ مع السيد رازي ما افتكرش ، دا واحد قفل قلبه للأبد ، أنا لو مكانه مش هأمن لأي ست
عقدت فاطمة حاجبيها قائلة : ليه بقى
أدركت قدر ان فاطمة لا تعلم شيئا عن حادثة رازي فقررت تغيير الحوار قائلة : المهم يلا بقى نجهز عشان رازي ما يعملش مننا كفتة
ردت فاطمة بحماس طفولي : يلا يلا انا مبسوط اوي ، عندنا عروسة ، عندنا عروسة
ضحكت قدر على تلك المجنونة
بعد مرور الكثير من الوقت حضر الشيخ المأذون وأتم مراسم الزواج في هدوء تام معلنا رازي وقدر زوجا وزوجة !
احتضنت فاطمة قدر قائلة : مبارك يا قلبي
خجلت كثيرا وهي تعلم أن هذا الزواج ما هو سوى لعبة
ربت الياس على كف رازي قائلا : طول عمرك كنت السوبر هيرو بالنسبة لي ، بس انهاردة اكتشتف انك مش بس سوبر هيرو انت أنبل راجل يا رازي شكرا بجد على كل اللي عملته عشان قدر
حك خلف رأسه بحرج وقال بمزاح : مانا بهت عليك شوية من النبل دا صح ، أصل أنا كملت الا انت بدأته لما رفضت تسيبها في الشارع ودي كانت حركة فعلا ما تطلعش الا من اخويا انا
اقتربت أمنية احتضنت قدر وهمست لها : مش هقولك مبارك دلوقتي ، هاقولها لما بشطارتك تخلي الجواز دا حقيقي ساعتها بس هاقدر اهنيكي . ربنا يكتب لك الخير يا بنتي
شردت تفكر كلهم يطلبون مني المستحيل وهل من تحطم قلبه أشلاء يستطيع أن يحب مرة أخرى ، اذن هم يطلبون شئ يعرفون ان نيله من سابع المستحيلات، فلما يحملونني فوق طاقتي
استقام رازي واقفا سحب قدر من يدها تحت انظار الجميع المندهشة مشى بها تجاه الجناح الغربي توجس الياس ترى ماذا سيفعل ذلك الغامض ، هذا اخي لكني لا أفهمه ابدا .
كانت على وشك أن تفقد وعيها من الخوف ترى ماذا سيفعل بي ، هل ندم على الزواج مني وسينهي هذا الزواج بأن يفرغ احد اسلحته المحببة لقلبه في قلبي او يفتك برأسي
لم تكف عن التفكير حتى وصلا إلى تلك الغرفة المخيفة
ترك يدها وقال بهدوء اقعدي
جلست على مضض وكانت ترتعد من الداخل وكأن قلبها سيقفذ خارجا يتوسل له بأن يتركها ترحل
قال رازي بنبرة هادئة : أنتي فاهمة طبعا ان الجواز دا على ورق يعني الوضع هيفضل زي ماهو في البيت
هزت رأسها بنعم
تابع هو : بس لازم تفهمي ان الجاي ممكن يكون صعب ، قبل ما ممدوح يعرف مكانك كنتي بأمان لكن دلوقتي توقعي ممكن يعمل أي حاجة عشان يحصل عليكي
هوى قلبها ارضا وقالت : عارفة
تابع هو : بس تأكدي أن رازي عمران الرازي مستعد يحمي اللي يخصه لو على رقبته ، كونك انك مرات رازي دا كفيل يحسسك بالأمان
لم تستطع ان ترد فقد شردت تفكر تبا له كم هو مغرور واثق ....... وسيم حين يتحدث ، ماذا أقول واللعنة
أشار أمام عينيها وقال : تمام ، مستعدة للحرب اللي ممكن تواجهيها
هزت رأسها وقالت بحماس ممتزج بقلق : مستعدة
ابتسم هو ومد لها يده يحثها على الإمساك بها وبالفعل استجابت له وامسكت يده وعادا للرواق كان الجميع يترقب
لكن ابتسامة قدر وهي ممسكة بيد رازي بعثت الطمأنينة في قلوبهم
ترك رازي يدها وجلس بجوار الياس همس له الياس : رازي انا بقول افاتح الاستاذ عبد الناصر في حوار خطوبتي على فاطمة
منعه رازي قائلا : لا مش دلوقتي
همس الياس : ليه
رد رازي بنفس همسه : عيب لما تطلب إيد البت في بيتك ، ابوها هيحس أنها اهانة ليه ، لازم تطلبها بطريقة تليق بيها في بيتهم .
قطع كلامه دقات عالية على باب القصر أسرعت سناء تفتح الباب وما ان فتحت حتى صدح صوت مألوف بالنسبة لقدر
_ يا لهوي الحقونا يا حكومة ، الناس دول خاطفين البت ومقعدينها معاهم بالاجبار ، شرفي يا نااس كرامتي يا عالم ، شكلي قدام الخلق يا هوو
وقف الجميع واتجهوا ناحية تلك السيدة التي تولول
همست قدر بصدمة : دلال
تشبثت بثياب رازي الذي سمعها وتأكدت ظنونه فقد كان يتوقع أن تلك السيدة ستأتي ، اقترب من الضابط
وقال : خير
أسرعت دلال تحتضن قدر بحركة درامية برعت في تمثيل دور الام المتلهفة كانت تتفحص قدر وهي تقول بلهفة مصطنعة
_ عملولك ايه يا حبيبة مرات ابوكي ، عذبوكي ، ضربوكي أذوكي ، ردي عليا طمنيني
حاولت قدر التملص منها وهي تقول : ابعدي عني أنا محدش اذاني غيرك .
قال مهاب رافعا حاجبه الأيسر : تمثيل بشلن اقسم بالله
قال الضابط برسمية : فيه بلاغ مقدم من الست دلال بتتهمكم بخطف بنت زوجها واجبارها على العيشة معاكم بالتهديد
زفر رازي بنزق وقال: مش هارد ، المخطوفة هي اللي هترد
اتجه ناحيه قدر امسك يدها سحبها من حضن دلال حاوطها بذراعه وقال : قدر مراتي
نظر إليها وبرع في تمثيل العشق وقال بحنان وبرأة : أنا بغصبك تعيشي معايا يا قدر
تاهت للحظة تفكر هل هو من يتكلم الآن امهلني برهة استوعب ما قلت ، تبدو حنونا حد اللعنة ..
هزت رأسها بتوهان للحظة ثم تمالكت اعصابها وقالت : لا يا حضرة الظابط انا بحب جوزي واتجوزت بارادتي ، أنا هربت من مرات ابويا دلال عشان كانت عايزة تجوزني لراجل قد ابويا ، وبكرر كلامي انا اتجوزت رازي بكامل ارادتي وبحبه
رفع رازي حاجبه الايسر يفكر (لقد استرسلت كثيرا تلك الصغيرة وكأنها تتحدث بجدية )
هبط الياس من الدرج وقال : ودي قسيمة الجواز يا حضرة الظابط
وجه كلامه لدلال وقال : اظن كده مالكيش حجة يا ست دلال،
اقترب رازي من اذن دلال وهمس : لمي الدور عشان لحظة كمان وهقدم فيكي بلاغ بانك بتديري شبكة ها ولا ايه ؟!
تابع مهاب ما بدأه رازي قائلا : رقاصة وفتاحة ترقص وتفتح ولا ايه ؟!
تابع الياس : إحنا بقى مستعدين نحل مشاكلنا العائلية مع بعض واتفضل انت يا حضرة الظابط ، ست دلال بقت مننا وعلينا
نظر إلى دلال وقال : ولا ايه ؟!
لم تجد ما تقوله هوى قلبها بين ضلوعها خشية من ان يفضح سرها
قالت وهي تتصنع الابتسامة : كده والف كده كمان ، أنا ماليش حجة بقى ، كله الا كرامتنا يا بيه اغلى من الشرف مافيش
قال الياس بتهكم : لا واتكي على كلمة الشرف دي ها .
تابعت وهي تتجاهل كلماته اللازعة : طالما متجوزين يبقى يا الف نهار ابيض يا الف نهار مبروك
اطلقت زغرودة و احتضنت قدر وهي تهمس لها : طول عمرك بنت محظوظة يا مقصوفة الرقبة ، ايه الاوبهة اللي عايشة فيها دي يا بت والله ونضفتي من ممدوح للواد العسل دا بيضالك في القفص هي
قبلتها يمينا ويسارا وهي تقول : ربنا يهنيكي يا قلبي
انصرف الضابط بقيت دلال في مأزق
وبعدما تأكد رازي من مغادرة الضابط ابتسم بسخرية وقال لها : روحي قولي للي بعتك ، العب غيرها
ابتلعت لعابها وهزت رأسها وانصرفت مسرعة
وما ان انصرفت حتى انزل رازي يده التي تحاوط قدر عادا إلى جلستهم يتناولون أطراف الحديث
قال الياس : إحنا هنرجع النهاردة يا رازي بعد الغدا
ردت قدر برجاء : خليكم معانا شوية انا كنت مفتقده الكلام بجد وبصراحة نفسي فاطمة تقعد معايا اكتر
ضيق رازي عينيه يفكر (ايتها الماكرة وكأنني امنعكِ من الحديث ، من الذي ياخذك في نزهة مع الخيل كل يوم حقا انتي ناكرة للجميل )
رد الياس : إحنا مشغولين اوي اليومين دول لازم نلحق نخلص كل المشاريع الناقصة عشان نسلمها في الوقت المحدد لها .
تنفس الأمل وتابع : عشان نبدأ بداية جديدة مع الشركة الإيطالية
ردت قدر بتفهم : ربنا يوفقكم ويكرمكم من أوسع أبوابه
همس مهاب لالياس : شوفت ياض اخوك كان رومانسي ازاي وهو بيقول قدر مراتي
ابتسم الياس بحزن وقال : للحظة حسيت ان رازي بتاع زمان رجع ، بس افتكرت انه تمثيل
ابتسامة خبيثة ظهرت على فاه مهاب وقال : اخوك دا هيفضل كده قفل مش عايز يتقدم ، ايه رأيك لو نديله فرصة يكونوا لوحدهم انا حاسس ان البت قدر دي هتقدر ترجع رازي القديم
لمعت أعين الياس بالأمل وقال : تفتكر يا مهاب
قاطع حديثهم فاطمة التي قالت : بتنموا على مين يا مديرني الأعزاء
استقام مهاب واقفا وقال : حشرية هانم في أبهى صورها انتي يا فاطمة
غمز لالياس الذي لم يفهم وقال له : أنا هاتصرف
اتجه إلى غرفة السيدة أمينة دلف وأغلق الباب خلفه
_________________________
في غرفة خاصة به وحده
كان ممدوح يحتضن تمثال يشبه قدر جدا وكأنه ينقصه ان يتحدث ليصبح قدر بعدما تلقى اتصالا هاتفيا من دلال التي أكدت له بأن قدر متزوجة بالفعل وأنها من الواضح أنها تحب رازي كثيرا .
كان يبدو ثملا وهو يصرخ ليه مش عايزة تديني فرصة رحتي اتجوزتي ، بس معلش انتي ليا مهما عملتي ، هاجيبك غصب عنك هنا وهتكوني ملكي ، إنتي من اليوم اللي اتولدتي فيه وانتي خلاص بقيتي ملك ممدوح الصاوي بإرادتك او غصب عنك
اتسعت عينيه بشر وهو يقول : الليلة هتكوني في حضني يا قدر بحق وحقيقي مش تمثال
امسك هاتفه وأجرى اتصالا بأحد ما .....
___________________
بعدما غادر الياس ومهاب وفاطمة ووالدها القصر
جاءت السيدة أمينة إلى رازي الذي كان يقرأ كتابا وقالت : إبني رازي
رفع وجهه وقال : اتفضلي يا ست أمينة خير
قالت وهي مرتبكة نوعا ما : كل خير يا إبني ، انا بس كلموني من البلد انا والبت سناء بت اختى عشان نحضر فرح واحدة قريبتي هي مالهاش حد ويتمية ياعيني إحنا كل أهلها
رد رازي بلطف : انتي عارفة اني ماقدرش استغنى عنك ، أو عن سناء ، بس مافيش مشكلة روحي وارجعي صد رد يعني يومين كفاية اوي
ردت بتلعثم وقالت : لا يومين ايه يا حبيبي دي الأفراح عندنا في الارياف بتبقى من اسبوع وطالع
عقد حاجبيه بتعجب وقال : اسبوع ؟!
زفر الهواء بقلة حيلة فهي حقا لا تأخذ إجازات الا للضرورة القصوى قال : تمام ، بس اكتر من اسبوع لا
ربنا يبارك في عمرك يا حبيبي ، كان هذا ردها
أسرعت تخبر سناء وبعد مرور وقت ليس بقليل خرجتا تحملان حقائبهما وقالت السيدة أمنية: احنا هنمشي دلوقتي بقى عشان نلحق نركب القطر قبل ما الدنيا تضلم
رد هو : لا أنا كلمت السواق يجي يوصلكم
قالت بامتنان حقيقي : ربنا يبارك فيك ويحفظك وينصرك على من يعاديك يا رازي يا ابن زهرة
استيقظت ندبة بين ضلوعه شعر بوخزها له أثر ذكر والدته همس : ربنا يرحمها
ودعت السيدة أمينة وسناء رازي وقدر داعين لهم بالسعادة والحياة العامرة ، وما ان انصرفتا حتى صعدت قدر إلى غرفتها متحاشية النظر لرازي
ظل رازي بالأسفل يطالع كتبا جديدة ابتاعها عبر الإنترنت شعر بالجوع ولكن أين هي تلك المتمردة الصغير لما لم تظهر منذ ان غادرت سناء وامينة
صعد الدرج بحثا عنها طرق باب غرفتها ثلاث مرات وبعدها فتح الباب كانت نائمة تردد قليلا قبل أن يوقظها
قال بنبرة هادئة : قدر
وكزها بخفة في كتفها استيقظت صارخة من نومها تقول : ابعد عني ما تلمسنيش
كان جسدها ينتفض اندهش من حالتها تلك لكنه تذكر ما كانت تمر به في منزل دلال
قال بهدوء : اهدي مافيش حاجة ، أنا قلت اصحيكي نجهز حاجة ناكلها
فركت اثار النوم من عينيها تذكرت انها لم تعد في ذلك المنزل المقيت
عدلت من وضع جسدها فجلست على الفراش وضعت يدها على رأسها بخجل لاحظ أنها تتحس خصلاتها التي يراها لأول مرة
رفع حاجبه باستنكار وقال : على فكرة انا جوزك فاكرة ولا نسيتي
ردت بخجل : ها
ابتسم وقال : يعني مافيش داعي لجلد ذاتك لمجرد اني شفت شعرك ، مش هتاخدي ذنب على فكرة
مطت شفتيها وقالت : يعني مصحيني من النوم عشان تقولي ماتنيسش انا جوزك
نظر من شرفتها وقال : لا أنا جعان قومي ناكل
نهضت من الفراش وهي تقول : قصدك قومي عشان تجهزيلي الأكل .
ابتسامة جانبية ظهرت على محياه وقال : شاطرة ، خلصي وحصليني .
هبطا لأسفل اتجهت هي للمطبخ قال رازي من الخارج : هتعرفي تعملي اكل ولا اتصرف واطلب دليفري
ردت من الداخل: هابهرك !!
اعدت طعاما خفيفا للعشاء وبدأوا في تناوله
قال باعجاب : لا حلو تاخدي ٩ وربع من عشرة
ردت بتزمر : لازم تنقص يعني ماينفعش تقول ١٠ على ١٠
ابتسم وقال لها : طماعة
صدح هاتفه يعلن عن اتصال احد ما عقد رازي حاجبيه لأنه لا يعلم هوية المتصل كان رقم غير مسجل
رد رازي : مين ؟
_ الحق يا رازي بيه الأرض اللي جمب الساقية القديمة النار ولعت فيها تعالى اتصرف
اقفل هاتفه وهب واقفا تلك الأرض الغالية على قلبه كثيرا هي ملك لوالدته في الأساس ميراثها نن والدها ، فقد صوابه من الغضب
قال لقدر : هخرج شوية ومش هتأخر ما تخافيش
قالت بقلق : في ايه طيب ؟!
خرج مسرعا ولم يجيب
قلقت كثيرا لما خرج مسرعا هكذا لمت الأواني من الطاولة
لفت نظرها بخوف الي هذا القصر الكبير الفارغ لا يوجد به سواها هوى قلبها بأن يقطع التيار الكهربائي الآن وضعت يدها على قلبها في محاولة لتهدئة نفسها ،
وفجأة فتح باب القصر بهدوء توقعت ان القادم رازي لكن تفاجأت برجلين يتقدمان ناحيتها
صرخت برعب : انتوا مين ..