رواية ندبات قدر الفصل السادس عشر 16 بقلم الشيماء مسعد
ندبات قدر
16
وسلام على من رمم الروح بعد انكسارها ، وسلام على من تجددت الحياة بقربهم ، وسلام على من وجدونا بعد سنين تيه ، وسلام على من صُنِعَت المعجزات لأجلهم ...
وفجأة فُتِح باب القصر بهدوء توقعت ان القادم رازي لكن تفاجأت برجلين يتقدمان ناحيتها
قال أحدهم بنبرة مرعبة بالنسبة لها : تعالي معانا يا حلوة من غير شوشرة
سقطت دموعها ظلت تنظر لحظات إلى باب القصر عله يأتي ويدركها من هؤلاء هي متيقنة أنهم رجال ممدوح .
امسكها أحدهم برفق وقال : يلا يا آنسة احنا مش هنأذيكي ، امشي معانا بهدوء ، عشان مانفقدش اعصابنا عليكي
ازداد نحيبها وجسدها يرتجف كقطة سقطت في مياه باردة في ليلة شتاء قارصة البرودة .
فكرت قليلا وحسمت امرها قائلة من بين شهقاتها : هاجي معاكم بس سيبوني هامشي لوحدي
في نفس اللحظة التي أخرج رازي هاتفه يهاتف احد الفلاحين ليعلم منه ما حل بأرضه الغالية على قلبه كثيرا ، كان غاضب بشدة لذا لم يستطع ان ينتظر إلى أن يصل للأرض المجاورة للساقية ليعلم ماذا حدث للأرض .
أجاب الفلاح على اتصاله : اهلا اهلا رازي بيه
سأل رازي بلهفة : إيه اللي حصل لأرض الساقية يا عم علي
رد علي بما صعق رازي : مالها ارض الساقية يا بيه انا قاعد قدامها اهو ومولع حطب بدفا وبشرب شاي ..
اشتعلت أعين رازي وكساها السواد هو فخ اذن قال بغضب : اه يا ممدوح الكلب
عاد مسرعا إلى القصر وهو يطوي الأرض طيا
في تلك الاثناء خرجت قدر بهدوء تام من القصر دون مقاومة وما ان وصلت باب القصر حتى قالت لهما .
_عايز الحجاب بتاعي
شتت انتباههم نظروا للداخل وتحرك أحدهم ليحضره استغلت الفرصة واغلقت عليهم باب القصر حتى تكسب بعض الوقت للهرب ، حتى هرولت داخل الحديقة تختبئ فهي أصبحت تعلم كل مخارج القصر تسللت بسرعة إلى الباب الخلفي من الحديقة وفرت مسرعة إلى الخارج ..
استطاع الرجلان أن يفتحا الباب وتفرقوا يبحثون عنها هنا وهناك وفجأة لمحها أحدهما وكانا قد قسما نفسيهما أحدهما يبحث أمام القصر والآخر خلفه ، ظل يركد خلفها الذي رأها وهي تركد بكل ما أوتيت من قوة تقطعت انياطها من الهرولة تعثرت مرات عديدة في الظلام الحالك كادت تسقط مرتين او اكثر لكنها في الاخر سقطت لم تستطع التحمل صرخت بكل ما أوتيت من قوة : راااازي
لم تستسلم نهضت مرة اخرى وما زالت تصرخ بإسمه ، سرى صوتها في الارجاء كان رازي قريبا منها كأنه سمع شيئا ما ركد اكثر ناحية الصوت ..
كانت تركد وهي تنظر خلفها خشية من اللحاق بها وفجأة اصطدمت بجسده العريض ، نعم هو رازي ، كادت أن تفقد الوعي قبض عليها بذراعه داخل حضنه حتى لا تسقط
اشتعلت نيران قلبه حينما رأها بهيئتها المرتعبة شعرها المشعس ترتدي ملابس منزلية معفرة اثر سقوطها على الارض .
وقف الرجلان أمام رازي يعلنان التحدي
قال أحدهم بسخرية : ابعد يا مشلول بدل ما نشل الايد التانية
تجاهل كلامه الذي أشعل النيران اكثر واكثر ابعد قدر عنه وتحرك ناحيتهما باندفاع اشتبك معهما ظل يضرب بقبضته ويركل تارة حتى كتفه أحدهما اما الآخر فاتجه ناحية قدر يسحبها عنوة صرخت وهي تقاومه وتضرب فيه بعشوائية استطاع ان يبتعد بها مسافة لا بأس بها وفجأة تحول رازي لشخص أخر شخص قد ضاع منه في السابق حضرت شخصية المقاتل الشجاع والمحارب الباسل ، تلك اليد العاجزة تحركت اجل تحركت لتضرب بقبضتها الحديدية وجه ذلك الحقير
أصبح الآن اكثر قوة استطاع ان يبرح الرجل ضربا حتى اوقعه وركد سريعا يلحق بالآخر ليحرر قدر وما إن وصل حتى امسك الآخر من سترته من الظهر تبادلا الركلات والضربات حتى استطاع ان يفر الرجل هاربا من بطش رازي حتى وقع هاتفه ارضا أثر الهرولة ولم ينتبه ، التقطه رازي ودسه في جيبه .
وبعد أن خبأه وفر الرجلان نظر رازي إلى تلك التي تقف جامدة لا حول لها ولا قوة وما إن أبصرت يده العاجزت تتحرك حتى هوت ارضا فاقدة الوعي
ركد نحوها بقلق وصرخ : قدر
لقد كان الأطباء محقين حينما قالوا ان مرضه نفسيا اكثر منه جسديا ، وكأن جلده لذاته و احساسه بالعجز وعدم قدرته على انقاذ والدته تجسد في عجز يده ، كانت ترفض الشفاء ، ظل يعاقب نفسه بالعجز على ذنب لم يكن يوما سببا فيه ، لكن حينما تعلق الأمر بموقف مشابه تغلب على احساسه بالذنب باحساس اقوي وهو احساس الواجب المسؤولية وقد يكون ...... احساس الحب !!
عاد رازي إلى القصر حاملا قدر بين ذراعيه كانت يده ما زالت مخدرة يشعر بثقل بها لكنه ما زال لم يستوعب ما حدث ،
و ما زالت قدر فاقدة للوعي ..
دخل المنزل كان الباب موارب اتجه رازي الى الرواق وضعها على الاريكة ، ثم أتى ببعض الماء اخذ يبلل يده بالماء ويلمس وجنتها برفق وهو يردد بحنو كأب قلق على ابنته المريضة : قدر فوقي انتي في امان دلوقتي ، قدر سمعاني
فتحت عينيها ببطء لتتذكر زعرها وخوفها من الا يأتي وينقذها ، بدأ جسدها يرتجف كانت تهتز من شدة البكاء
مما دفعه دون ارادة ان يحتضنها بقوة وهو يلقي على ماسامعها ما يهدئ من روعها : قلتلك طول مانتي مرات رازي عمران الرازي ماتقلقيش ، اهدي خلاص مافيش حاجة تخوف انا هنا .
(اجل انت هنا اذن كل شئ بخير الآن )ترددت تلك الكلمات بداخلها .
اخذ يمسد على ظهرها إلى ان هدئت تماما و استغرقت في النوم حملها واتجه بها إلى غرفتها في الأعلى، وضعها على فراشها وقبل ان يتحرك استيقظت بفزع تشبثت بيده قبل أن يرحل وقالت برجاء : خليك معايا انا خايفة يجوا ياخدوني
كانت نبرتها كافية لتقطع انياط قلبه حزنا على حالتها تلك ، الهذا الدرجة جعلوها اولئك عديمي الرحمة تخشى ان تعود إليهم مرة أخرى ..
عاد مرة أخرى وربت على يدها وقال : لحظات وهارجعلك
هزت رأسها بالرفض وقالت : ارجوك ،لا
تنهد وجلس جوارها على الفراش وقال ممازحا : طلع قلبك خفيف اوي ، دانا قلت مخربشة وهتخربها لو حد اتعرض لها
ردت بحزن دفين نابع من سنوات عذاب : إنت ماجربتش تعيش طفولتك كلها بين رجالة غريبة كل واحد يلمسك بطريقة مش بريئة حتي السلام بتاعهم ماكانش برئ ، ما جربتش تجاهد كل يوم عشان تفضل عايش بشرفك ، أنا كنت بنام نص نومة عمري ماتعمقت في النوم ، كنت اصحي على ممدوح قاعد جنبي على السرير ، لحد ما حوشت فلوس واشتريت قفل ومفتاح وبقيت بقفل على نفسي من جوا ..
كانت كل كلمة تخرج ومعها سيل من الدموع ، حتى هو لم يستطع ان ينصت للنهاية كل كلمة كانت بمثابة حريق يشب داخله تمنى لو يفتك بهم جميعا ، لو يقسم ممدوح نصفين
وضع يده على فمها بإشارة منه بألا تسترسل وقال بحنو : ننسى الماضي خلاص ، مافيش فيه الا وجع القلب ، إنتي كنتي شجاعة بجد انهاردة عشان قدرتي تفلتي منهم انتي قوية ياقدر ، لو ضعيفة كنتي استسلمتي وروحتي معاهم من غير مقاومة لكن انتي بجد قوية .
ابتسمت أثر سماعها هذا الكلام الذي حمسها وبث فيها روح الشجاعة
نظرت له وكأنها تذكرت شئ ما وقالت : ايدك انت حركتها ، أنا شوفتك ،وريني ايدك ..
خرجت كلماتها مبعثرة غير مرتبة
رفع كتفيه وقال : معجزة !
رفع يده يحركها أمام عينيه يمينا ويسارا ليتأكد أنها ما زالت تتحرك
بدت السعادة على وجهها تجرأت لتمسك يده تلك وقالت : الحمد لله هي بخير دلوقتي، أنا مبسوطة قوي عشانك
حثها قائلا : قومي خدي دش دافي وغيري هدومك كلها تراب وعفر .
ردت بحزن : وقعت كذا مرة وانا بجري .
استقام واقفا وقال : وقعتي بس في النهاية نجحتي وقدرتي تهربي
ردت هي بامتنان حقيقي وقالت : إنت انقذتني
حك خلف رأسه بحرج وقال بمشاكسة : طب عدي الجمايل بقى
ضحكت هي ومطت شفتيها بتكشيرة مصطنعة وقالت : مغرور
سمع همسها وقال وهو يرتب ياقة سترته : عارف
ضحكت وهي وتابع هو : هانزل شوية لحد ما تخلصي الدش بتاعك .
هزت رأسها بالموافقة
هبط لأسفل توجه إلى المطبخ اعد لها مشروب الأعشاب ، أخرج هاتف الرجل الذي اوقعه أثناء الشجار من جيب جاكته والذي ما إن أخرجه حتى وقعت بطاقة هوية قدر التقطها من الأرض نظر إليها
وقال بحزن : عندها عشرين سنة صغيرة اوي على اللي كان بيحصل معاها ..
ثم نظر إلى تاريخ ميلادها بتمعن ، يا إلهي ذكرى ميلادها بعد غد ، ياله من قدر بأن تقع هويتها في يدي فى ذلك الوقت هل هذه إشارة لفعل شئ ما مميز لها ؟....
اخذ نفس عميق اعاد البطاقة لجيبه وامسك الهاتف ليتصل على رقم كان مكتوب عليه الباشا
رد الرجل بلهفة : عملتوا ايه ، جبتها معاك
ضحك ساخرة صدحت في اذن ممدوح وقال رازي : تعرف اني ممكن اوديك في ستين داهية بتهمة التعدي على بيتي ومراتي ، بس أنا مؤدب مش هعمل كدا ، لكن مش هاوعدك اني هابقى مؤدب ، اوعدك اني قريب أوي هرد لك الزيارة
من غير سلام يا ممدوح
اقفل الهاتف
وفي نفس الوقت القى ممدوح الهاتف بغضب وعيناه تشتعل غضبا وقال : المشلول دا شايف نفسه على ايه
ردحمدي الذي سمع وفهم كل شئ : غلط يا ممدوح بيه ، اللي انت عملته دا أكبر غلط ، ياباشا احنا داخلين على انتخابات وكمان خطوبة الانسة هاجر ابوس ايدك ماتتهورش ، وتضيع تعب السنين كلها عشان حتة ....
بتر كلماته ممدوح ككل مرة يحاول حمدي ان يخطأ بها
وقال : حمدي قدر لا ما تتشتمش ، مراتي المستقبلية خط أحمر يا حمدي فاهم
زفر حمدي بنزق وقال : اوعدك أن لو تحليت بالهدوء يا باشا بمجرد ما تخلص الانتخابات انا هجيبلك قدر لحد عندك وان شاء الله حتى تقتلها
رد ممدوح بوجع حقيقي: عارف يعني ايه اول مرة تحب من قلبك يا حمدي ، أنا عرفت ستات بعدد شعر راسي وكنت عايز احتفظ بيهم كلهم ملكي ، بس كنت بزهق بعد ماخد اللي انا عايزه ، لكن دي عمري ما فكرت اني اخد حاجة منها غصب عنها كنت بحب اشوفها بس ، احب اكون قريب منها من غير ما أذيها ، احيانا كنت بتهور واكون عايز أقرب لكن كانت حاجة جوايا بتمنعني ، وتقولي خليها تحبك افضل ، أنا مافيش ست رفضتني لحد النهاردة يا حمدي
ودي انا علمت عشانها كتير صرفت على دراستها امرت دلال تخليها تكمل جامعة لكن هي قلبها حجر من ناحيتي ، يمكن اكون كبير عليها وقد ابوها، لكن القلب اللي حبها دا حبها كأنه قلب طفل صغير ....
صمت بعد تلك الكلمات التي جعلت عينيه تمتلئ بالدموع التي جاهد على ان يخفيها أمام حمدي حتى لا يفقد اخر ذرة كرامة لديه
__________________________
صعد رازي حاملا كوب الأعشاب الذي صنعه لقدر ، طرق الباب ودلف للداخل وجدها على الفراش شاردة تفكر فيما حدث لها
جلس بجوارها وقال : اشربي دا
تنهدت وقالت : الحاجة الوحيدة اللي فادتنا من الموقف دا هو انك قدرت تحرك ايدك تاني، اي حاجة تانية مش مهم
قالتها ببرأة شديدة أسرت قلبه بتلك الكلمة فهي لم تأبه بزعرها او خوفها لكنها فرحة لشفائه .
لم يعلق لكنه كان مثبت ناظره عليها وهناك ابتسامة لطيفة على ثغره ، ملامحه لينة ، غير مشدودة كالمعتاد .
بدأت ترتشف من الكوب وقالت له بامتنان : شكرا بجد يا سيد رازي
رفع حاجبه باستنكار وقال : سيد رازي ؟؟!!
هو انا لو لسة سيد رازي كنت قعدت القعدة دي
لاحظت انه يجلس بجوارها كتفه ملتصق بكتفها خجلت ، توردت وجنتيها وهمست : شكرا رازي
مال برأسه لأسفل لينظر إلى وجهها عن قرب وقال : مش قادر استوعب اني بكلمك من غير ما تهاجميني ، وكمان بتتكسفي يا صلاة النبي .
ضحكت على كلامه ، واستقام هو واقفا وقال : أنا هاروح انام ، تصبحي على خير
قالت بخجل : ممكن تفضل معايا لحد ما انام عارفة اني بتقل عليك بس بجد لو سبتني دلوقتي هافتكر اللي حصل وهرجع اخاف اكتر .
زفر بضيق مصطنع وهو يرفع عينيه لأعلى وهو يقول بتسلية : مش بحب الدلع
ردت بحزن : آسفة
جلس بجوارها وقال : بس الدلع منك حلو برضو حاجة جديدة
عشان كده هافضل
ابتسمت له وقالت : شكرا
كلمات بسيطة منه شعرت وكأنها ذات قيمة عند أحدهم، اما عنه فقد كان حقا يشفق عليها لذا لم يرد ان يكون غليظا معها .
حثها على النوم قائلا : يلا نامي ، عشان شوية كمان وانا همدد جمبك وانام .
تمددت كانت حقا خجلة لأول مرة تنام أمامه ، لم تشعر بالراحة في وجوده لكنها خائفة حقا ، هكذا افضل وجوده يبعث الطمأنينة في روحها .
دثرها جيدا وظل يمسد على شعرها حتى غطت في نوم عميق
وكان قد نال منه التعب النصيب الأكبر فنام وهو جالس بجوارها ويده بين خصلاتها ..
___________________________
في الصباح
استيقظ قدر فتحت عينيها وجدت رأس رازي بجوار رأسها ويحاوطها بذراعه ظلت تنظر لملامحه وهو نائم
ياله من وسيم ، هادئ في نومه ، لم اعد أراه دراكولا ، هو الآن بطلي المغوار الذي يأتي في أحلك الأوقات فينقذني
حثته على الاستيقاظ قائلة : سيد رازي .
تذكرت كلامه بالأمس ابتسمت وقالت : رازي ، اصحى انت نايم بطريقة غلط رازي ..
استيقظ وهو يشعر بألم في سائر جسده حرك رأسه يمينا ويسارا وقال بتعب : يارب سمو الأميرة تكون مبسوطة دلوقتي انا رقبتي تلوحت من ام النومة دي .
ضحكت وقالت : مش الدلع بتاعي حلو ، اشرب بقى
رفع رأسه بمفاجأة وهو يقول : ايه التحول المفاجئ دا ، امبارح كنتي زي الفار المبلول دلوقتي خلاص رجعتي لطبيعتك قدر القطة الشرسة .
ابتسمت وهزت رأسها بنعم ..
__________________________
في نفس الوقت كان الياس في الشركة يتجه لمكتب مهاب الذي كان منهمك في العمل مع فاطمة دلف الياس
وقال : مهاب انا نازل اعاين الموقع اللي تبع الحاج رضوان عشان نبدأ نشتغل فيه ، وانتي يا فاطمة جهزتي المخطط بتاعه ولا لسة ؟
رفعت وجهها تطالعه وقالت برسمية : ايوا يا فندم كله جاهز تحب تشوفه
رد هو : لا افضل اشوفه بعد معاينة الموقع ، يلا سلام
تحرك خطوة ثم عاد وقال : مهاب على فكرة معانا فرح بالليل جهز نفسك كويس
ردت فاطمة باندفاع : رايحين تشقطوا بنات ؟؟
تبادلا النظرات جاهدا في كبح ضحكاتهما
تابعت هي بدهشة : أصل مش معقول رايحين عشان البوفيه
وهنا انفجر مهاب ضاحكا وقال : أنا عن نفسي بروح عشان البوفيه بيعملوا اكل هناك لووز ..
ابتسم الياس وقال لفاطمة : نفسي مرة نختم كلامنا من غير ما تفاجيئني .
مطت شفتيها وقالت : اومال بتروحوا أفراح ليه ها ؟
هز رأسه يمينا ويسارا فتلك هي فاطمة ولن تتغير وقال : دا فرح إياد نصار يا مهاب ابن الوزير فاكره اللي كان زميلنا في الجامعة
تابع مهاب : ااه اللي كان هيموت ويصاحبنا دا ماشاء الله كبر وهتيجوز
لوت فاطمة فمها وقالت : عقبالك
اكمل الياس حديثه الموجه لمهاب وقال : هو كان رن عليا عشان احضر ، انا في الأول طنشت بس فكرت إننا لازم نروح الفرح ، هيكون فيه رجال أعمال كبار وناس مهمين فرصتنا بقى ندخل في عالم رجال الأعمال ونحاول نكون زيهم
ضيق مهاب عينيه وقال : فعلا ، خلاص يا كبير نروح
وجه الياس ناظره لفاطمة وقال : اي استفسار تاني يا باشمهندسة
ردت هي كعادتها دون تفكير : اوعى حد يشقطك ..
رد هو بصدمة : نعم !!
أدركت ما قالت فخجلت كثيرا وقالت : أنا...... شكلي جعانة اصلي لما بجوع بفصل وبقول حاجات مش مفهمومة هاروح اكل حاجة وارجع
ركدت للخارج كالاطفال
ضحك الياس ثم قال مهاب وهو يضيق عينيه : البت دي بتحبك .
رد الياس بتسلية وهو يضع القلم في فمه : عارف
عقد مهاب حاجبيه وقال : طب متاخد خطوة جد يابني دي البت مفضوحة اوي
اكمل الياس بتسلية وهو يبتسم : واحرم نفسي من الهبل بتاعها دا ، خايف لو اعترفتلها اني بحبها تتغير وانا بصراحة عاجبني اوي اندفاعاها دا
قال مهاب رافعا حاجبه : بيرضى غرورك صح
_ صح كان هذا رده باختصار واستقام واقفا وقال : أنا هاروح الموقع ما تتأخرش بالليل تمام
_________________________
كانت الأجواء مليئة بالبهرجه المبالغ فيها في تلك القاعة التي شهدت على انكسار قلب هاجر وخضوعها لاوامر والدها الذي لا يعرف الرحمة ...
فرح ملئ برجال الأعمال والضباط والوزراء
كانت تجلس بجوار العريس كاتمة حزنها بداخلها لكن من يدقق النظر سيعرف أنها غير راضية عن تلك الخطبة .
أنغام الموسيقى تصدح في كل الارجاء الفتيات والشباب يتراقصون على الانغام الشبابية
نزل الياس ومهاب وهما في كاملة اناقتهما كنجمان من هليود يتحركان على السجادة الحمراء في مهرجان كان
كانا يمشيان بمحاذاة بعضهما قال الياس : هاجر مختفية الفترة دي انتوا اتخانقتوا تاني
رد مهاب بحيرة : مش عارف مالها ، من امبارح رنيت عليها خمسين مرة ما ردتش بعتلها مسدج على الوتساب بقولها ما بترديش ليه ، ردت عليا تقولي (اسفة يا مهاب ، سامحني)
عقد الياس حاجبيه وقال : غريبة فعلا كابتن هاجر دا مش اسلوبها خالص ، بقولك احتمال تكون جوا في الحفلة دي
كانا قد دلفا الى القاعة وجه مهاب نظره ناحيه العرسان وقال: يارب اشوفها لحسن دي وحشا.....
بتر كلماته ما إن وقعت عيناه عليها ، هل معقول انا هنا لأحضر فرحها ،
لحظات من الصمت رمش عدة مرات في محاولة منه لاستيعاب ما يحدث ، ولم يكن الياس اقل منه صدمة ، عدا قلب مهاب الذي يقطر دما على تلك الخائنة في نظره
لمحه ممدوح الصاوي الذي هرول إليهم يجذبه من ذراعه بعنف يحثه على المغادرة
همس لهما بغضب : اقسم بالله لو جايين تبوظوا فرح بنتي لهنسفكم
لم يرد مهاب فقط كان مصوب ناظره على تلك التي لم يُكِن لها إلا كل الحب
رد الياس بغضب : إنت بتقول ايه وفرح ايه اللي نبوظه ؟
إحنا اصلا مكناش نعرف أنها خطوبة الهانم
حث مهاب على المغادرة بأن امسك ذراعه الآخر وقال : يلا يا مهاب احنا جينا هنا بالغلط
حرر مهاب كلتا ذراعيه من قبضتهما وتحرك ناحيه العرسان
لحقه الياس وهو يطالع الحضور الذين بدأوا ينتبهوا
همس له : يلا يا مهاب مش عايزين مشاكل
رد مهاب وكأنه واحد آخر : أنا هاعمل الواجب وامشي .... يتبع