رواية العرافة العجوز الفصل الخامس عشر15 بقلم عادل عبدالله
الحلقة الخامسة عشر
هند : طيب وبعدين هنعمل ايه معها ؟؟
فريد : انا فكرت كتير ولقيت حل واحد بس لو أنتي وافقتي عليه .
هند : ايه هو الحل ده ؟؟
فريد : احنا ممكن نتجوز جواز صوري علشان نرضيها و في السر لحد ما الأمور تهدا و امي تهدا شوية ودماغها تلين ومع الوقت نحاول نقنعها اننا فشلنا في جوازنا ونتطلق بهدوء بدون ما حد يعرف بردو ، ويبقي كأن مفيش أي حاجة حصلت .
فريد : أنا عارف كويس أنك رافضة وأنا كمان و لولا أن أسامة مسافر ومفيش حد جنبكم هنا غيري وامي وأنتوا محتاجين وجودي جنبكم كنت مستحيل أوافق وكنت اسيب البيت وامشي .
هند : لأ مش للدرجادي ، وليه تسيب بيتك ، شوف أي حل تاني .
فريد : الصراحة بعد تفكير كتير انا مش شايف أي حل غير كده ، لو عندك حل قولي عليه ، لكن اهم حاجة حطي في حسابك مشاعر أمي قبل أي حاجة تانية .
هند : وهيبقي في السر ازاي ؟؟
فريد : يعني مش هنعرف حد غير امي ووالدتك واخواتك والشهود وبس ، وزي ما قولتلك ما بيني وبينك هيبقي جواز صوري و نفضل زي ما أحنا و لا كأننا اتجوزنا .
هند : يعني مفيش حل تاني ؟؟
فريد : أيوه ، للأسف بعد تفكير طويل مفيش اي حل تاني ممكن هيرضي أمي !!
هند : طيب انا موافقة بس ليا شرطين .
فريد : ايه هما ؟؟
هند : أولا أنت مش هتنام في شقتي ابدا ولا بالنهار او بالليل ، حتي لو قولتلي علشان ترضي والدتك .
فريد : ده اكيد طبعا .
هند : ثانيا وقت ما اطلب منك الطلاق تطلقني علطول .
فريد : موافق .
هند : خلاص أتفقنا ، قولها اننا موافقين وأكد عليها أنه يكون في السر .
فريد : حاضر ، وهو ده اللي هيحصل .
عاد فريد الي منزله في نهاية اليوم وهو يشعر بسعادة عارمة ، فأخيرا توصل لحل يرضي والدته ويحافظ علي بيته من الأنهيار ، بالرغم من أنه مازال يشعر بالقلق والخوف من تحقق باقي نبؤة العرافة !!!
لاحظت تغريد مظاهر الفرحة والأرتياح علي وجه زوجها !!!
فسألته : حبيبي ، شكلك النهاردة احسن كتير .
فريد : الحمد لله احسن .
تغريد : المشاكل اللي في الشغل انتهت خلاص ؟؟
فريد : ايوه انتهت بنسبة كبيرة .
تغريد : طيب الحمد لله كويس ، ممكن بقي تقولي ايه مشاكل الشغل اللي كانت مسببالك الحالة اللي كنت فيها دي ؟؟!!
فريد : مشاكل وانتهت وخلاص يا توتا ، شاغلة نفسك ليه وانتي مش بتعرفي في شغلي علشان احكيلك علي مشاكله !!
تغريد : ياااه ، بقالك اكتر من شهر مسمعتش منك اسم توتا ده !!!
فريد : معلش يا قلبي غصب عني أنا فعلا كانت نفسيتي تعبانه جدا .
تغريد : ولا يهمك يا دودي المهم أنك دلوقتي كويس ورجعت تضحك تاني .
مرت الأيام ،،،،،
وقبل أنتهاء فترة العدة لهند جمعت الأم كلا من فريد وهند في شقتها وقالت لهم : بكره يا ولاد يبقي عدا علي موت شريف الله يرحمه ٤ شهور و١٠ أيام بالظبط وتبقي أنتهت العدة لسمية والحمد لله مفيش حمل ، يبقي ان شاء الله تعملوا حسابكم تكتبوا الكتاب بعد بكره .
هند : علطول كده يا ماما ؟
الأم " تبتسم " : خير البر عاجله .
فريد : أنتي لسه مصممة يا ماما ؟
الأم " بغضب " : أنتوا غيرتوا رأيكو ولا ايه ؟؟
فريد : لا ابدا ، اهم حاجة عندنا رضاكي يا أمي .
الأم : هكون راضية لما تسمعوا كلامي ويتم الجواز علي خير .
فريد : حاضر يا ماما ، اللي تشوفيه .
الأم : أنا كلمت المأذون وأتفقت معاه وهتصل بأمك يا هند علشان أهلك يكونوا موجودين .
هند : خلاص اللي تشوفيه يا ماما .
فريد : المهم مش عايزين تغريد تحس بحاجة أو تعرف حاجة .
الأم : أنا عاملة حسابي ، هنكتب الكتاب عند المأذون بعد بكره وتقول لمراتك أنك مسافر في شغل وهتبات يومين هناك .
فريد : تمام .
وبعد يومين ذهبوا جميعا الي المأذون الشرعي وعقدوا القران .
وحين عودتهم ابتسمت الأم و قالت : دلوقتي العرسان يطلعوا شقتهم وسيبوا الولاد معايا .
هند : لا طبعا ، أنا مقدرش أبات ليلة وولادي مش معايا !!
الأم : يا حبيبتي متخافيش عليهم ، هيباتوا في حضني وهيقعدوا معايا يومين بس علشان تاخدوا راحتكم .
فريد : لا يا ماما بعد أذنك خلي الولاد معانا .
هند : بعد أذنك يا ماما خليهم معانا ، علي الأقل لو حبيت أطمن عليهم هبص عليهم وهما نايمين .
الأم : أنا كنت عايزاكوا تاخدوا راحتكم .
فريد : متقلقيش يا ماما هناخد راحتنا وهما معانا في الشقة .
الأم : طيب خلاص زي ما تحبوا .
دخلت الأم الي شقتها ثم صعد فريد مع زوجته الجديدة هند واولادها ودخلوا شقتها جميعا .
هند : مش المفروض هتطلع شقتك دلوقتي ؟!!!
فريد : أيوه هطلع ، لكن هستني شوية لما أتأكد أن أمي نامت .
هند : أنت قولت لتغريد أنك مسافر زي مامتك ما قالتلك فعلا ؟
فريد : ايوه قولتلها مسافر وأحتمال ابات بره ، ودلوقتي لما اطلع هقولها أني رجعت من السفر متأخر .
هند : أنا أسفة حاول تطلع بدري لأني عايزة أنام أنا والولاد .
فريد : حاضر ، مش عايزك تكوني قلقانه ، أنا هقعد ربع ساعة بس وهطلع .
بعدها صعد فريد الي شقته وأتفاجئت تغريد برجوعه وقالت : حمدلله ع السلامة يا حبيبي ، مش كنت بتقول انك هتسافر وتبات في الشغل ؟؟!!
فريد : أنا فعلا المفروض كنت أبات هناك لكن خلصت شغل ومحبتش أبات بره .
تغريد : حمدلله ع السلامة اتعشيت ولا احضرلك العشا ؟
فريد : لا يا حبيبتي حضرلنا نتعشي مع بعض بس تعالي الأول علشان وحشتيني اوي .
بعد نص ساعة ....
تغريد : ادخل خد شاور يا حبيبي علي ما احضر العشا .
ضحك فريد : طيب ما تيجي معايا وأجلي العشا بعد الشاور .
تغريد " تضحك " : أنت مالك النهاردة يا حبيبي ؟!
فريد " يضحك " : مفيش يا قلبي ، كل الحكاية عايزين نستعيد شهر العسل .
تغريد : ربنا يجعل ايامنا كلها عسل يارب ، بس قولي أشمعني النهاردة ؟!!
فريد : مفيش سبب غير أني عايز نعيش سعداء يا قلبي مش أكتر .
تغريد : ربنا يسعد أيامنا كلها يارب يا حبيبي .
في الصباح الباكر توقظ تغريد زوجها فريد للذهاب الي عمله كالعادة .....
تغريد : فريد ... فريد ... أصحي يا حبيبي الساعة ٧ دلوقتي ، كده هتتأخر علي الشغل .
فريد : لا يا حبيبتي ، مش هروح الشغل النهاردة .
تغريد " بتعجب " : ليه ؟
فريد : أخدت أجازة النهاردة .
تغريد : ليه يا حبيبي ؟
فريد : تعبت من السفر البارح وحبيت اريح يوم من تعب السفر .
تغريد " تضحك " : لكن انت البارح مكنش باين عليك التعب خااالص !!
فريد : يا حبيبتي نامي دلوقتي ولما نصحي نتكلم .
حوالي الساعة ١٢ ظهرا ....
تصعد الأم الي شقة هند ومعها " الصباحية " " مائدة ممتلئة بأشهي المأكولات " .
تفتح هند باب شقتها فتتفاجئ بحماتها أمامها !!!!
هند " بأرتباك " : أهلا يا ماما ، أتفضلي .
الأم " بأبتسامة " : صباحية مباركة يا عروسة .
هند : الله يبارك فيكي يا ماما .
الأم : أومال العريس فين ؟؟
هند " بأرتباك " : فريد ؟؟
الأم : أيوه فريد ، هوه فيه عريس غيره ؟!
هند : اه ، اه ، فريد نزل من شوية يشتري حاجات من تحت .
الأم : معقول !! فيه عريس ينزل الشارع يوم صباحيته !!!
هند : عادي يا ماما ، أحنا كبرنا علي الحاجات دي خلاص .
الأم : كبرتوا !! ولا كبرتوا ولا حاجة ده أنتوا في عز شبابكم ، وبعدين قوليلي فريد أزاي ينزل كده ومش خايف تغريد تشوفه وهو المفروض قايلها أنه مسافر ؟!!!
هند " يزداد أرتباكها " : معرفش بقي ، لما يطلع فريد أبقي أسأليه .
الأم : قوليلي بصراحة يا هند ، فريد كان بايت هنا البارح ؟؟
هند : أيوه يا ماما كان بايت هنا .
الأم : يعني أنتوا الاتنين ..
هند " تقاطعها " : أيوه يا ماما أحنا الاتنين كويسين الحمد لله .
الأم " تضحك " : طيب شدي حيلك بقي عايزاكي تخاوي ولادك بولد من فريد يبقي أخوهم وابن عمهم في نفس الوقت .
هند " بأرتباك " : أيوه ، أيوه بأذن الله ، ثواني أدخل أعملك حاجة تشربيها .
الأم : لا أنا هنزل وهاخد العيال معايا وابقي أنزلي خديهم بالليل قبل ما يناموا .
هند : يا ماما ....
الأم : من غير يا ماما ، أنا عايزة العيال يونسوني بدل قعدتي لوحدي ، يلا خدي راحتك أنتي وجوزك ربنا يهنيكم .
أخذت الأم احفادها ونزلت شقتها وتركت هند وحدها !!!
أرسلت هند رسالة الي فريد " علفكرة مامتك كانت هنا من شوية وسألت عليك وقولتلها أنك نزلت تشتري حاجات " .
في شقة فريد وتغريد ......
بعدما أستيقظ فريد سألته تغريد : أنت مش هتنزل يا حبيبي ؟
فريد : لا ، مش عايز انزل النهاردة ، هفضل قاعد معاكي يا قلبي .
تغريد : أيه الرضا ده كله ؟ أنا بحلم ولا ايه !!! يارب تفضل كده علطول .
بعدها أمسك فريد بهاتفه فقرأ رسالة هند !!!!
فقام وبدأ يرتدي ملابسه سريعا فنظرت اليه تغريد في دهشة وسألته : أنت رايح فين ؟؟
فريد : نازل دلوقتي حالا .
تغريد : هتروح فين ؟؟ أنت مش كنت بتقول هتقعد معايا ومش هتخرج خالص النهاردة !!!
فريد : بأرتباك " : واحد صاحبي بعتلي رسالة ان أبو واحد صاحبنا توفي ولازم أروح احضر الجنازة حالا .
تغريد : صحبك مين ده ؟
فريد : واحد صاحبي متعرفهوش ، يعني انتي لازم تعرفي كل أصحابي ؟!!
تغريد : وهترجع أمتي ؟
فريد : مش عارف يا قلبي لكن هحاول متأخرش .
تغريد : تروح وترجع بالسلامة .
أرتدي فريد ملابسه ونزل سريعا الي الشارع ثم غاب ما يقرب من ربع ساعة وعاد مرة أخري وحرص علي ألا تراه تغريد لحظة دخوله للمنزل .
صعد فريد الي شقة هند التي بمجرد أن فتحت الباب دخل فريد سريعا ثم قال لها : اقفلي الباب بسرعة قبل ما حد يلاحظ .
هند " بأستنكار " : انت محسسني أننا بنعمل حاجة غلط !!
فريد : لأ ، مفيش حاجة غلط ولا حاجة ، لكن أنتي عارفة مش عايزين تغريد تعرف ولا حتي سمية بموضوع جوازنا لأن سمية ممكن تقولها .
هند : لكن أنا خايفة تغريد ولا سمية يشوفوك داخل او خارج من هنا يتقال عليا كلام مش كويس وتبقي فضيحة .
فريد : متخافيش ، هي فترة صغيرة لغاية ما نقنع أمي أننا فشلنا ونطلق ، وخلال الفترة دي هنكون مركزين محدش يشوفنا ، مش هنفضل كده علطول يعني .
هند : طيب بعد أذنك أنت لازم تطلع دلوقتي شقتك .
فريد : ليه ؟
هند : مش هينفع تقعد أكتر من كده لأن مامتك أخدت العيال معاها ونزلت تحت وانا هنا لوحدي دلوقتي .
فريد : أنتي قولتلها ايه لما سألتك عني ؟
هند : قولتلها أنك نزلت تشتري حاجات من تحت ولما عرفت زعلت وقالتلي ميصحش انك تنزل من البيت يوم الصباحية .
فريد : أيوه علشان فاكرة أن جوازنا بجد وصباحية بجد !!
هند " تضحك" : ده مامتك كمان طلعت صينية صباحية من بتوع العرايس !!!
فريد : ألف هنا وشفا ليكي وللأولاد .
هند : طيب معلش انت لازم تطلع او تنزل دلوقتي مينفعش تقعد هنا أكتر من كده .
فريد : وافرضي أمي طلعت تاني وسألت عليا هتقوليلها ايه ؟
هند : مش عارفة ، لكن مينفعش نفضل أنا وأنت هنا لوحدنا .
فريد : وأنا كمان مش هينفع أطلع فوق دلوقتي لأني قولت لتغريد أني رايح جنازة أبو واحد صحبي .
هند : طيب أنزل عند مامتك دلوقتي .
نزل فريد عند والدته التي تفاجئت بنزوله لها !!!
الأم : أنت سيبت عروستك ونزلت ليه ؟
فريد : كنت بشتري شوية طلبات .
الأم : ونزلت دلوقتي هنا ليه يا حبيبي ؟ مش المفروض تقعد مع عروستك ؟!!
فريد : ما انا كنت معاها وقولت انزل اقعد معاكي شوية .
الأم : ومش خايف تغريد تشوفك وتعرف أنك مش مسافر ؟؟
فريد : لأ ، ما انا باخد حذري قبل ما اطلع او أنزل .
الأم : طيب اطلع يلا اقعد مع عروستك يا حبيبي .
فريد : أنتي مش عايزاني اقعد معاكي ولا ايه يا ست الكل ؟
الأم " تضحك " : ابقي اقعد معايا بعدين ، يلا يا حبيبي بدون مطرود .
فريد : طيب هاتي الولاد يطلعوا معايا .
الأم : لأ ، خلي الاولاد معايا وهبقي اطلعهم لأمهم قبل ما يناموا .
أضطر فريد أن يصعد مرة أخري لشقة هند ....
هند : طلعت تاني ليه ؟
فريد " يضحك " : أمي طردتني بالذوق وقالتلي أطلع اقعد مع عروستك .
هند : طيب وبعدين ؟؟ مش هينفع تفعد هنا دلوقتي !!!
فريد : للأسف لازم اقعد هنا شوية لأن تغريد هتسألني مش روحت جنازة أبو صاحبك ليه ؟؟
هند : يعني ايه ؟
فريد : يعني مش هينفع أطلع لتغريد قبل ما يعدي ساعتين علي الأقل !