رواية العرافة العجوز الفصل السادس عشر16 بقلم عادل عبدالله
الحلقة السادسة عشر
هند : طيب وبعدين ؟؟ مش هينفع تفعد هنا دلوقتي !!!
فريد : للأسف لازم اقعد هنا شوية لأن تغريد تغريد مش هتصدق طبعا أني روحت جنازة أبو صاحبي ورجعت ؟؟
هند : يعني ايه ؟
فريد : يعني مش هينفع أطلع لتغريد قبل ما يعدي ساعتين علي الأقل !!!
فريد : طيب أنا في أيدي أعمل أيه دلوقتي ؟؟
هند : أنا مش مرتاحة لكلامك كده !! أوعي تكون بتفكر تغير أتفاقنا ؟؟
فربد : أنا أغير أتفاقنا ؟!!! أنا عايزك تتأكدي اني فعلا اتجوزتك علشان ولاد اخويا مش يتربوا أيتام ولا يتربوا مع راجل غريب وعايزك تعرفى انى بحب مراتى ومستحيل اجرحها .
هند " بهدوء" : تمام انا فاهمه وده نفس السبب اللي اتجوزتك عشانه ، انا اتجوزتك عشان ولاد اخوك يتربوا وسطكم و في نفس الوقت علشان أرضي والدتك .
فريد : انا بقولك الكلام دا علشان تعرفى انك بالنسبه ليا اختى ومعتقدش ان قعدتنا لوحدنا دى هتتكرر ، دي مجرد ظروف ، وولاد اخويا ملزومين منى وفى رقبتى وطلباتك أنتي كمان فى رقبتى وانتى هتعيشى وسطنا زي ما كنتي عايشة بدون تغيير ، وتربى اولادك زى اى ست مابتعمل وانا لحد كدا عدانى العيب !! وأي حاجة تانية ممكن تيجي في تفكيرك مش في دماغي خالص !!
هند : كلامك ده هو اللي أتمني أنه يستمر بينا .
فريد : طيب لو لسه قلقانة من ناحيتي أنا ممكن أدخل أوضة الأولاد وتقفلي الباب عليا لمدة ساعتين بس وبعدها هطلع لتغريد وأقولها أني روحت الجنازة ورجعت .
وبالفعل دخل فريد غرفة الاولاد واغلقت عليه الباب بالمفتاح ومرت اكتر من ساعتين دون اي صوت من فريد !!!
تعجبت هند من صمت فريد دون اي كلمة أو حركة طوال هذا الوقت حتي ذهبت وفتحت الباب لتجده نائما !!!
فنادت عليه ولكنه لم يرد عليها وظل نائما !!!
فأقتربت منه لتوقظه خوفا من ان يكون اصابه سوء : فريد ..... فريد .....
انتبه فريد فجأة واصابه الذهول حينما شاهد هند أمامه !!!!!
فريد : ايه ده !!! أنا فين ؟؟؟؟
ثم انتبه وتذكر ما حدث !!!
فقالت له هند : أنا اسفة لكن لما لقيتك مفيش اي صوت ولا حركة قلقت وحاولت اصحيك .
فريد : لا مفيش حاجة ، هي الساعة كام ؟؟
هند : انت هنا من حوالي ساعتين ونص وتقريبا .
فريد : طيب كويس أنا هطلع بقي ، الولاد لسه تحت عند ماما ؟
هند : أيوه .
فريد : طيب لو أمي سألت عليا قوليلها اني لسه نايم ومش هقدر اقوم ، وابعتيلي رسالة علي الموبايل عرفيني لو سألت عليا .
هند : حاضر .
صعد فريد الي شقته بينما جلست هند تفكر في هذا الوضع الذي تعيشه الان ولم يخطر ببالها مطلقا .
ولكنها في نفس الوقت تشهد لفريد بسموه ونبل أخلاقه وموقفه الشهم معها " الي الان " .
وما ان مرت دقائق معدودة حتي رن جرس الباب !!!!
قامت هند وفتحت الباب لتفاجئ بوالدتها أمامها !!!
هند : أهلا وسهلا يا ماما ، تعالي أتفضلي .
دخلت الام وجلست ثم سألتها : عاملة ايه يا بنتي ؟ ألف مبروك يا حبيبتي .
هند : الله يبارك فيكي يا ماما .
الأم : العريس فين ؟؟ معقول لسه نايم ؟!!
تغريد : فريد فوق .
الأم " تتعجب " : فوق فين ؟؟
هند : فوق في شقته .
الأم : فوق عندها ؟؟
هند : ايوه عند تغريد .
الأم : سايبك وبيعمل ايه عندها يا بت ؟؟
هند : قاعد في بيته يا ماما .
الأم : وده مش بيته ولا ايه ؟؟!!!
هند : يا ماما ،،،،،
الأم : قوليلي يا هند ، محصلش حاجة بينكم ؟؟
هند : يا ماما فريد اتجوزنى علشان يرضي حماتي و علشان حمزة ورودينا مش يتربوا مع حد غريب وأنا وهو اتفقنا بوضوح اننا هنكون زي الأخوات بالظبط وجوازى منه صوري على الورق وبس .
الأم : يا مصيبتي !! وأنتوا ايه اللي غصبكوا أنتوا الانتين تعملوا كده ؟؟
هند : ما انتي عارفة يا ماما ، ضغط امه علينا وأنتي وافقتيها علي رأيها !!!
الأم : وأنتي وافقتي ليه لما انتي مش راضية علي الجوازة ؟؟؟ كنتي رفضتي مهما ضغطنا عليكي وتصبري لما يجيلك ابن الحلال اللي تحسي انك راضية وموافقة عليه !!!!!
هند : يا ماما أنا لما فكرت كويس لقيت أن فريد بيحب مراته ومش بيفكر فيا كزوجة ، وأنا لقيتها فرصة كويسة أني أكون قدام الناس اسمي متجوزة علشان مفيش حد يفكر او يطمع فيا وأنا اربي عيالي في هدوء.
الأم : وتعيشي حياتك كلها كده بدون جواز ؟!!
هند " تضحك " : ما أنا متجوزة اهو يا ماما .
الأم : لا انا قصدي جواز حقيقي ؟
هند : انا شوفت نصيبي خلاص وشيلت الفكرة دي من تفكيري نهائي ومش هفكر الا في حمزة ورودينا ولادي وبس .
الام : لكن أنتي لسه صغيرة وحرام تضيعي شبابك كده !!!
هند : انا وحياتي وعمري كله لاولادي ويس با ماما .
مشهد أخر ،،،،
فريد صعد الي شقته وحين شاهدته تغريد سألته " في تعجب " : مالك يا فريد ؟؟
فريد : فيه ايه ؟؟
تغريد : شكلك زي ما تكون لسه صاحي من النوم !!!!
فريد " يبتسم بأرتباك " : صاحي من النوم !!! لا ابدا ، بالعكس ده أنا راجع من الجنازة تعبان وعايز أنام .
تغريد : طيب لو عايز تنام أدخل نام شوية .
دخل فريد غرفته واستراح علي فراشه وأغمض عينيه محاولا النوم !!!
وبعد دقائق رأي فريد فجأة العرافة العجوز أمامه تبتسم وتقول له " اللي مكتوب علي الجبين يا ولدي لازم تشوفه العين " ثم أختفت ورأي أخيه أسامة يركب طائرة ثم تحترق الطائرة وتسقط في البحر !!!!!!!!!
أستفاق سريعا فريد قائلا " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أنا لازم أكلم أسامة حالا .
أمسك فريد بهاتفهه واتصل بأخيه أسامة ،،
فريد : أسامة ، عامل ايه ؟ طمني عليك .
أسامة : الحمد لله أنا تمام ، وأنتوا عاملين ايه ؟؟
فريد : أحنا كلنا كويسين ، طمني عليك يا أسامة ، أنت كويس ؟؟؟
أسامة : أيوه يا ابني كويس ، مالك يا فريد ؟؟ فيه ايه ؟؟
فريد : لا يا حبيبي مفيش حاجة ، بس خلي بالك من نفسك أوي .
أسامة " يضحك " : متخافش عليا ، مش هموت زي ما العرافة ما قالت .
فريد : أرجوك متجبش سيرة الست دي ، قوللي أنت هترجع أمتي ؟؟
أسامة : لسه شوية يا فريد ، كام شهر كده كمان وبعدين أفكر ارجع .
فريد : لما تفكر ترجع أوعي تركب طيارة ، فاهم ؟؟
أسامة " ضاحكا " : أومال عايزني ارجع ازاي ؟ اركب عجلة مثلا ولا ارجع مشي ؟!!!
فريد : يا عم أنا مش بهزر ، أنا بتكلم جد .
أسامة : أنت لسه مقتنع ان كلام العرافة دي هيتحقق ؟؟
فريد : أن شاء الله لأ مش هيتحقق .
أسامة : طيب قولي عملت ايه في موضوع هند ؟؟
فريد " بصوت منخفض " : أتجوزتها البارح غصب عني .
ضحك أسامة : أيوه يا عم ، اتجوزت اتنين ولو باقي كلام العرافة اتحقق هتتجوز التالتة كمان .
فريد : بعد الشر عليك يا أوس أوس ، متقولش كده .
أسامة : ودخلت عليها ؟؟
فريد " بصوت منخفض " : لا يا عم ما أنت فاهم أحنا وافقنا بس علشان خاطر أمك ، أنما انا وهي متفقين أن الجواز يفضل صوري بس مش جواز بجد .
أسامة : والله دي حاجة شخصية انا مليش دخل بيها وأسف لو كنت سألتك في حاجة خاصة زي كده .
فريد : اسف علي ايه ؟!! أنت اخويا ، فاهم يعني ايه اخويا !!
أسامة : طيب بالمناسبة بقي عايز أقولك كلمتين وأحفظهم كويس وارجوك أعمل ببهم .
فريد : خير يا أوس أوس ؟ فيه ايه ؟
أسامة : طبعا انا عارف ان سمية مراتي وهند مرات شريف الله يرحمه أنت بتعتبرهم اخواتك .
فريد : أيوه طبعا .
أسامة : طيب انا بقولك يا فريد لو حصلي حاجة في أي وقت اتجوز سمية وخلي بالك منها ومن الواد مصطفي ابني وربيه وارعاه كأنه ابنك بالظبط .
فريد : ايه اللي بتقوله ده ؟!! اوعي تقول الكلام ده تاني .
أسامة : أنا بقولك كده لأن مفيش حد يضمن الموت من الحياة ، وبقولك كده علشان متفكرش كتير زي ما حصل لما شريف مات وامك طلبت منك تتجوز هند .
فريد : أوعي تقول كده تاني يا أسامة أنت ان شاء الله هترجع وتعيش مع مراتك وتربي ابنك وتخاويه وتملا البيت عيال .
أسامة : ان شاء الله ، ابقي سلملي علي امك وكل اللي عندك لاني مش عارف اكلمها كتير ، دايما بتكون نايمة لما برجع من الشغل .
فريد : حاضر هسلملك عليها ، لكن حاول تكلمها انت بنفسك .
أسامة : حاضر هكلمها ، رغم اني كل ما بكلمها بتفضل تقولي ارجع ولازم ترجع دلوقتي والكلام ده .
فريد : اعذرها يا أوس اوس ، أمك وخايفة عليك .
أسامة : حاضر يا فريد هكلمها .
لم يستطع فريد النوم وظل قلقا حتي دخلت اليه تغريد وسألته : أنت صحيت أمتي ؟؟
فريد : أنا منمتش اصلا .
تغريد : منمتش ليه ؟ مش كنت بتقول أنك تعبان وعايز تنام !!
فريد : حاولت انام معرفتش ، تعالي نخرج شوية نتمشي ، حاسس أني زهقان .
تغريد : فريد .
فريد : نعم يا قلب فريد .
تغريد : أنا عارفة انك مخبي عليا حاجة ، قولي بصراحة مخبي عليا ايه ؟؟
فريد : ولا اي حاجة ، أنتي ليه بتقولي كده ؟!
تغريد : أحساسي هو اللي بيقولي كده وأنا أحساسي عمره ما يكدب عليا ابدا .
فريد : لا يا حبيبتي مش مخبي حاجة ، اسمحيلي بقي احساسك المرادي بيكدب عليكي .
تغريد : براحتك يا فريد ، مادام مش عايز تقولي براحتك بس أنا مسيري هعرف .
فريد : تعرفي ايه بس يا حبيبتي ، مفيش أي حاجة مخبيها عليكي .
تغريد : براحتك يا فريد ، عايزنا نخرج ونروح فين ؟؟
فريد : أي مكان نغير جو ساعتين ونرجع .
تغريد : طيب قوم جهز نفسك وأنا نص ساعة وأكون جهزت .
مرت عدة أيام بعدها كان فريد يعيش حياته بشكل طبيعي كالمعتاد ولم يتغير في حياته الا انه أصبح كل يوم يمر علي شقة هند ليطمئن عليها وعلي الاولاد ولا يمكث عندهم سوي دقائق معدودة ويترك لهم بعض من نفقات المعيشة بجانب معاش أخيه المتوفي .
وبعد ما يقارب الأسبوعين بينما كانت سمية عند حماتها تجلس معها فاجئتها حماتها وقالت لها : بت يا سمية .
سمية : نعم يا نينا .
الأم : أنا فيه حاجة كده مخبياها عليكي وعايزة اقولهالك .
سمية : حاجة !!! حاجة ايه يا نينا ؟؟
الأم : فريد أتجوز هند .
سمية : اييييه !!!!!!! فريد أتجوز هند !!! أمتي وليه وأزاي ؟؟
الأم : هقولك وأحكيلك كل حاجة .
سمية : أنتي بتتكلمي بجد يا نينا ولا بتهزري ؟؟
الأم : هي دي حاجة فيها هزار !! طبعا بتكلم جد .
سمية : أنا دماغي لفت وحاسة اني بحلم .
الأم : ولا بتحلمي ولا حاجة ، هوه ده اللي حصل ، أنا اللي طلبت منه ومنها كده علشان ولاد شريف يتربوا وسطنا أحسن ما يتربوا مع راجل غريب .
سمية : هي هند كانت عايزة تتجوز ؟؟!!
الام : لا ، الصراحة هي قالت أنها هتقعد تربي العيال ومش هتفكر في جواز ابدا لكن يا بنتي دي لسه صغيرة وحرام تفضل عايشة كده من غير راجل طول عمرها .
سمية : وعلشان كده اقترحتي عليهم انهم يتجوزوا ؟؟
الأم : أيوه ، هما كانوا رافضين في الأول لكن أنا أقنعتهم .
سمية : فريد و هند أتجوزوا ؟؟؟؟ أنا مش قادرة أصدق !!!!
الأم : مالك يا بت ؟!! هما عملوا حاجة عيب ولا حرام ؟؟ ده جواز علي سنة الله ورسوله .
سمية : أيوه يا ماما ولا عيب ولا حرام ، لكن حاجة محدش كان يتوقعها ابدا .
الأم : أنا أهم حاجة عندي أن ولاد شريف مش يتبهدلوا بعد ابوهم .
سمية : أيوه طبعا يا نينا ، لكن ،،،،
الأم : لكن ايه ؟؟
سمية : وازاي أتجوزوا وأنا معاكم هنا في البيت ومعرفتش ؟؟!! وتغريد عرفت ولا معرفتش ؟؟
الأم : لأ معرفتش لحد دلوقتي وأنا عايزاكي تعرفيها .
سمية : يالهووووي !!!! أعرفها أن جوزها اتجوز هند عليها !!!!! دي هتولع فيا وفيه وفيها وفي البيت كله !!!
الأم : عرفيها أنتي بس بطريقة غير مباشرة وسيبي الباقي عليا أنا هتصرف .
سمية : لأ يا نينا ، يا لهوي ، ده انا لو مكانها كنت ولعت في الدنيا كلها !!!
الأم : يا بت يا سمية متخافيش أطلعي أنتي بس عرفيها دلوقتي وانا هتصرف ، بس المهم قوليلها الكلمة في وسط الكلام كأنك متقصديش .
سمية : طيب ليه نعرفها ؟! سبيها لما تعرف لوحدها .
الأم : يا بت بطلي رغي وكلام كتير ، عرفيها أنتي بس وسيبي الباقي عليا .
سمية : حاضر يا ماما هطلع أقولها وربنا يستر ، بس خلي مصطفي ابني معاكي علشان أعرف اجري بسرعة من قدامها لو أتجننت و عملت حاجة .
صعدت سمية الي شقة تغريد تقدم رجل وتؤخر الأخري حتي وصلت لبابها ورنت جرس الباب .
فتحت تغريد الباب وأستقبلتها ،،،،
تغريد : أهلا يا سمية تعالي اتفضلي .
دخلت سمية وهي لا تعرف من أين تبدأ بالكلام ثم جلست وسألتها : أزيك يا تغريد عامله ايه ؟؟
تغريد : بخير الحمد لله .
سمية : بتصل بأسامة من يومين ومبيردش عليا وقلقانة عليه اوي
تغريد : متقلقيش تلاقيه مشغول في شغله وأول ما يفضا هيكلمك .
سمية : كنت عايزة فريد يتصل بأسامة ويطمني عليه ، هو عندك هنا ولا عند هند ؟؟؟
تغريد : بتقولي ايه ؟؟
سمية : بقولك فريد جوه هنا عندك ولا تحت عند هند ؟؟
يتبع