رواية العرافة العجوز الفصل الرابع عشر14 بقلم عادل عبدالله
الحلقة الرابعة عشر
أسامة : ليه يا فريد ؟ مش عيب ولا حرام ، ده جواز علي سنة الله ورسوله ، علشان تراعي عيال أخوك .
فريد : طيب ما تتجوزها أنت ؟
أسامة : لأ ، أنا مينفعش .
فريد : ليه ؟
فريد : أنا كمان تغريد لما تعرف هتخرب الدنيا واكيد هتطلب الطلاق .
أسامة " ضاحكا " : أمك طلبت منك أنت ، أنا مليش دعوة ، خليني أنا بعيد عن الموضوع ده يا عم .
فريد : بقي كده ، بتهرب يا أسامة .
أسامة : ايوه بهرب ، المهم سلملي علي امك وعلي سمية والواد مصطفي .
فريد : حاضر ، يوصل بأذن الله .
وبعد مرور ٣ ساعات عاد فريد الي معمل التحاليل الطبية ليعرف نتيجة التحليل .
فريد : خير حضرتك ممكن أعرف نتيجة التحليل .
: لا يا فندم ، اللي يقولك نتيجة التحليل لازم دكتور متخصص .
خرج فريد في قمة القلق وذهب سريعا الي طبيب متخصص وعندما عرض عليه التحاليل ....
فريد : خير يا دكتور ؟ التحاليل دي بتقول أني ممكن أخلف ولا لأ ؟
الطبيب : أنا هكلمك بصراحة ، التحاليل اللي قدامي بتقول أن عندك مشكلة في الخصوبة وهتحتاج فترة علاج طويلة علشان تخلف .
فريد : أنت بتقول ايه يا دكتور ؟!!!! يعني ايه ؟؟ أنا مش هخلف ؟!!!
الطبيب : أنا مقولتش كده ، أنا قولت أنك محتاج علاج علشان تخلف وده ممكن ياخد وقت شوية لكن لازم تواظب علي العلاج اللي هكتبهولك .
فريد : كلمني بصراحة يا دكتور ، أنا هخلف ولا لأ ؟؟
الطبيب : يا استاذ أنا كلمتك بمنتهي الصراحة ومش داريت عنك حاجة ابدا .
فريد : والعلاج ده هياخد وقت اد ايه ؟
الطبيب : كل شئ بأمر الله ، أحنا هنعمل اللي علينا والباقي علي ربنا .
فريد : ونعم بالله .
الطبيب : انا هكتبلك دلوقتي الأدوية اللي هتمشي عليها ، وهتجيلي كل شهر نتابع تطورات الحالة وبأذن الله خير .
خرج فريد من عند الطبيب يشعر بدوار وأحباط شديد !!!
فكل ما يحدث حوله يؤكد المصير المحتوم الذي يخشاه منذ الصغر !!!
عاد فريد الي منزله يخبئ نتيجة التحاليل حتي لا تعرف تغريد بها .
تغريد : فريد ، هديت دلوقتي ولا لسه متضايق ؟؟
فريد : نعم يا تغريد ، فيه ايه ؟
تغريد : عايزة أعرف أنت مالك الأيام دي ؟ متغير اوي ومتعصب علطول !!!
فريد : قولتلك مفيش حاجة .
تغريد : وانا قولتلك لأ فيه حاجة ولازم أعرفها .
فريد " كاذبا " : شوية مشاكل في الشغل .
تغريد : بس كده ؟
فريد : أيوه .
تغريد : متأكد أن مفيش حاجة تانية ؟
فريد : مفيش حاجة تانية يا تغريد وبلاش تضغطي عليا اكتر من كده علشان أعصابي تعبانة .
تغريد : ماشي يا فريد براحتك ، مش هضغط عليك .
مرت عدة أيام وفوجئت الأم بهند تقول لها : علفكرة يا ماما بكره بأذن الله هاخد حاجاتي وارجع بيت أهلي .
الأم : ليه يا بنتي ؟ فيه حد ضايقك ؟
تغريد : لا أبدا مفيش حد ضايقني ، لكن أنا كنت عايشة بينكم لأني مرات ابنكم أنما دلوقتي بعد المرحوم هعيش وسطكم ليه ؟!
الأم : ده ييتك وبيت عيالك ، أوعي تقولي الكلام ده تاني ، أنتي مش مرات ابني أنتي بنتي .
هند : ربنا يخليكي يا ماما وأنا كمان حاسة أنك زي ماما بالظبط ، لكن أنا دلوقتي بيت أهلي أولي بيا ، ومتخافيش مش هبعد الاولاد عنكم وقت ما تحبي تشوفيهم هجيبهم لحد عندك هنا ، ولو حبيتي تزورينا هناك في أي وقت تحصلنا البركة .
الأم : أنتي بتتكلمي وكأنك أخدتي القرار خلاص .
هند : ايوه يا ماما خلاص أنا فكرت وقررت .
الأم : هيه أمك متكلمتش معاكي في حاجة ؟؟
هند : حاجة زي ايه ؟
الأم : طيب تعالي اقعدي هنا جنبي علشان هكلمك في موضوع مهم .
هند " جلست بجانبها " و سألتها : خير يا ماما ؟
الأم : أنتي يا بنتي من يوم ما دخلتي البيت ده دخلتي قلوبنا كلنا ومن يومها أعتبرتك زي بنتي بالظبط واللي مش أرضاه لبنتي عمري ما أرضاه ليكي أبدا .
هند : ربنا يخليكي يا ماما ، لكن أنا أسفة مش فاهمة تقصدي ايه ؟
الأم : أقصد يا بنتي أن لو عندي بنت في سنك وجوزها توفي مش ممكن أرضي لها تكمل حياتها من غير جواز ولازم تتجوز وتعيش حياتها زيها زي كل الناس .
هند : حضرتك بتقولي ايه يا ماما ؟! أنا أتجوز تاني بعد شريف ؟!!
الأم : أيوه يا بنتي ، انا أمه وانا اللي بقولك لازم تتجوزي .
هند : ده مستحيل أبدا .
الأم : أفهمي يا بنتي لو أنتي بتقولي كده دلوقتي لكن بعدين هتحسي أنك محتاجة تتجوزي ويكون لكي زوج ضهر وسند ويشوف كل طلباتك .
هند : لا يا ماما أنا عمري ما هفكر أتجوز تاني أبدا .
الأم : صدقيني هييجي يوم وتفكري في الجواز ، علشان كده أنا بقولك من دلوقتي أتجوزي وعيشي حياتك .
صمتت هند تفكر ثم قالت : أنتي عايزة تاخدي ولادي مني ؟؟
الأم : لا يا هند مستحيل احرم أحفادي من أمهم كفاية أنهم انحرموا من أبوهم ، أنا عايزاكي تفضلي عايشة معانا مع ولادك وفي نفس الوقت أحفادي يكونوا قدام عينيا وفي نفس الوقت تتجوزي وتعيشي حياتك .
هند : أنا كده اتلخبطت ومش فاهمة اي حاجة .
الأم : أنا قصدي أجوزك ابني فريد .
هند : اييييه !!! فريييد !!! ده فريد ده أخويا !!!!!!!
الأم : أيوه فريد ، وفريد مش أخوكي يا هند ، فريد كان أخو جوزك وهيبقي جوزك .
هند : بعد أذنك يا ماما أقفلي كلام في الموضوع ده ، أنا مش هتجوز فريد ولا غيره ، معقول !! أنا أتجوز فريد !!!!!
الأم : أنتي رافضة فريد لشخصه ؟؟
هند : لأ ، فريد ميتعيبش ابدا لكن انا زي ما قولتلك مش هتجوز فريد أو غيره .
الأم : أنا بقولك الصح وكلام العقل ، وعلفكرة أنا قولت لمامتك الموضوع ده وهي موافقة .
هند : قولتلها ؟!!
الأم : أيوه قولتلها ووافقت .
هند : لكن أنا أسفة مش موافقة .
الأم : يا حبيبتي لو مش موافقة علي فريد أجوزك أسامة ؟
هند : يا ماما أنا قولتلك فريد ميتعيبش لكن انا رافضة فكرة الجواز نفسها .
الأم : لو رفضاها دلوقتي هييجي وقت وهتندمي وأنا قولتلك انك زي بنتي وبدور علي مصلحتك .
هند : يا ماما أنا حتي لو أتجننت في عقلي وفكرت اتجوز مش ممكن ابني بيتي علي هدم بيت تاني سواء اذا كان بيت تغريد أو سمية !!!
الأم : مفيش بيت هيتهد ولا حاجة وأنا عارفة هعمل اي .
هند : أسمحيلي يا ماما أنا مش هفكر في الجواز تاني .
الأم : طيب خدي فرصة فكري برحتك وهستني تقوليلي أنك وافقتي ، وخليكي معانا يا بنتي أنا مش عايزة ولاد شريف يبعدوا عني " ثم سقطت دموعها " كفاية أني أتحرمنت من ابني مش عايزة أتحرم من ولاده كمان .
وبعد عدة أيام صعدت الأم لشقة هند التي أستقبلتها بالترحاب .....
هند : تعالي اتفضلي يا ماما .
دخلت الأم ثم جلست وأخذت أحفادها (حمزة ورودينا ) وضمتهم اليها بقوة ثم نزلت دموعها !!! فنزلت دموع هند !!!
ثم أعطت الأم لأحفادها بعض الحلوي و الألعاب .
ثم اقتربت من هند وسألتها : عملتي ايه يا حبيبتي؟؟
هند : في ايه يا ماما ؟؟
الأم : في الموضوع اللي قولتلك عليه .
هند : أنا لسه عند كلمتي أنا مش هقدر اتجوز بعد شريف أبدا .
الأم : يا بنتي هيجيلك يوم وتقولي أنك هتتجوزي وساعتها متزعليش مني مش هسيب ولاد ابني يربيهم راجل غريب .
هند : حضرتك بتخوفيني ولا بتهدديني ؟
الأم : ولا بخوفك ولا بهددك يا بنتي ، أنا عايزة مصلحتك ومصلحة الكل ، لما تتجوزي فريد أنتي هيكون لكي ضهر وسند وولادك هيكونوا مع عمهم يحبهم و يحن عليهم زي أبوهم بالظبط وأنا ولاد ابني اللي اتحرمت منه هيتربوا قدام عينيا ويعوضوني غيابه ، وافقي يا هند علشان خاطري وخاطر عيالك .
هند : يا ماما ولو أنا وافقت هو هيوافق ؟ ولو هو وافق تغريد مراته هتعمل ايه ؟؟؟ يبقي هنبني بيت ونهد بيت تاني !!!
الأم : وافقي انتي بس الأول وملكيش دعوة بالباقي أنا عارفة أزاي هتصرف مع تغريد .
هند : وهوه هيوافق ؟
الأم : أكيد ابني مش هيرفض أنه يراعي ولاد أخوه ، ها يا بنتي ؟ قولتي ايه ؟ وافقي يا هند .
هند : ولو مش وافقت ؟؟
الأم : هزعل منك وهعرف أنك مش معتبراني زي أمك وغرضي مصلحتك .
هند : لا طبعا أنا عارفة أن وجهة نظرك المصلحة لكن .....
الام : مفيش لكن ، عينيكي بتقول أنك وافقتي .
هند : لكن أنا يا ماما.....
الأم : مادام بتقولي يا ماما سيبي أمك بقي تشوف مصلحتك ، أنا قايمة أنزل وهكلم فريد علشان يجهز نفسه لكتب الكتاب أول عدتك لما تخلص .
نزلت الأم واتصلت بفريد .......
الأم : فينك يا فريد مش باين ليه ؟
فريد : انا كويس يا ماما ، خير فيه حاجة ؟
الأم : اومال مش بتعدي عليا ليه زي عادتك ؟ ولا بشوفك من كام يوم !!
فريد : بصراحة اعصابي تعبانة .
الأم : طيب انا جايبة لك خبر حلو هيريح أعصابك .
فريد : خير يا ماما ؟
الأم : مش هينفع في التليفون وانت راجع من شغلك عدي عليا .
فريد : حاضر .
حين عاد فريد دخل شقة والدته فقالت له : أنت مخاصمني ولا ايه يا فريد ؟
فريد : لا يا ماما طبعا ، هو انا اقدر !!
الأم : علفكرة أنا اتكلمت مع هند ووافقت .
فريد " بتعجب " : هيه وافقت ؟!!
الأم : أيوه وافقت ومش فاضل الا انك تقولي أنك وافقت و سيب الباقي عليا .
فريد : لكن انا مش موافق .
نزلت دموع الأم وقالت : يا ابني أنت فاكر أني مش زعلانة علي موت أخوك ؟!! لكن مادام اخوك مات يبقي لازم نراعي اولاده ويتربوا قدام عينيا .
فريد : يا ماما هما هيتربوا قدام عينيا ، وحتي لو هيه حبت تتجوز العيال هيفضلوا معانا ويتربوا قدام عينينا ومش هنقصر معاهم ابدا .
الأم : وتحرم ولاد اخوك من أمهم ؟! مش كفاية أتحرموا يا قلبي من أبوهم ؟!!!
فريد : ونعمل ايه ؟ ده قدر ومكتوب .
الأم : اسمع كلامي يا ابني وريح قلبي .
فريد : واعذب شريف في قبره ؟!
الأم : قولتلك أخوك هيكون مرتاح وهو مطمن علي ولاده ومراته مع أخوه .
فريد : يا امي قولتلك دي أنا بعتبرها أختي هتجوزها أزاي ؟!!
الأم : وأنا قولتلك أنها عمرها ما كانت أختك ، دي كانت مرات أخوك وهتبقي مراتك .
فريد : وتغريد مش هتسكت وبيتي هيتخرب !! أنتي ترضي بكده ؟؟
الأم : بيتك مش هيتخرب ولا حاجة ، أنا عارفة انا هعمل ايه .
فريد : أنا موافق لو أقنعتي تغريد .
الأم : يبقي علي بركة الله تاني يوم هند عدتها هتنتهي تكتب عليها وتتجوزها .
فريد : وهتقولي لتغريد أمتي ؟
الأم : في الأول مش هنقولها ، سيبني أنا هعرف أقولها ازاي .
فريد : ولو بعد ما عرفت زعلت وطلبت الطلاق هعمل ايه ساعتها ؟؟
الأم : يعني يهمك زعل تغريد ومش يهمك زعلي ؟؟
فريد : مش كده يا أمي لكن أنا مش هعمل حاجة قبل ما اعرفها الأول .
الأم : وأنت لو مش عملت ونفذت اللي بقولك عليه بالحرف يا فريد لا أنت ابني ولا أعرفك !!!
فريد : ياااه ، بسهولة كده يهون عليكي ابنك ؟
الأم : مادام خايف علي زعل مراتك ومش همك زعل امك يبقي تهون عليا .
فريد : حاضر يا أمي هنفذ كل اللي أنتي عايزاه ، لكن لو بيتي أتخرب هتبقي أنتي السبب و مش هسامحك ابدا .
الأم : أنا عارفة ان بيتك مش هيتخرب ولا حاجة .
فريد : أنا مش هسبق الاحداث ، بس زي ما قولتلك لو بيتي اتخرب مش هسامحك ، أنا هطلع فوق ارتاح علشان جاي من الشغل تعبان .
صعد فريد شقته ومازال يفكر " معقول فعلا هند وافقت اتجوزها ؟! معقول قدرت تنسي شريف جوزها بسرعة كده ؟!! يااه للدرجادي العشرة ممكن تهون ؟! أنا لازم أكلمها واتأكد منها اذا كانت فعلا وافقت ولا لأ " .
لاحظت تغريد أن فريد شارد الذهن ويفكر بأستغراق !!!
فقالت له : لسه مشاكل الشغل مش اتحلت لحد دلوقتي ؟؟
فريد : لسه ، مسيرها تتحل .
تغريد " بصوت منخفض " : وأنا مسيري أعرف أنت مخبي ايه .
فريد : بتقولي ايه ؟
تغريد : لا يا حبيبي بقول كل مشكلة ولها حل .
فريد : طيب انا هنام لأني راجع تعبان من الشغل .
تغريد : أنا نفسي اعرف ايه حكاية كل يوم ترجع من الشغل تعبان دي ؟؟!
فريد : هو الطبيعي الواحد يرجع من الشغل تعبان ولا مرتاح ؟!!
تغريد : طيب يا حبيبي نام ، ربنا يقويك .
في اليوم التالي خرج فريد ذاهبا الي عمله وفي الطريق اتصل بهند ......
هند " تتعجب بشدة !!!! " ثم ترد عليه : صباح الخير ، فيه ايه يا فريد ؟؟
فريد : أنا أسف أني بتصل بدري كده قلقتك من نومك .
هند : لا لا إنا صاحية لسه راجعه من حضانة حمزة بعد ما وصلته ، خير فيه ايه ؟؟
فريد : طيب عندك وقت نتكلم كلمتين ولا نأجلها بعدين ؟؟
هند : لا ، أنا سمعاك ، خير فيه ايه ؟؟
فريد : أنتي بجد وافقتي علي الموضوع اللي أمي قالتلك عليه ؟؟
هند : يا فريد ربنا اللي يعلم أنا من ساعة ما دخلت بيتكم وانا بعتبرك زي أخويا بالظبط .
فريد : وانا كمان بعتبرك زي أختي .
هند : سيبني اكمل بعد أذنك .
فريد : اتفضلي انا سامعك .
هند : انا حاولت افهم والدتك اني عمري ما هفكر في الجواز تاني لكن هيه مصممة !! حاولت معاها بكل الطرق ومفيش فايدة ، وكل ما اقولها سبب يمنع أننا نتجوز زي ما هيه عايزة تضغط عليا زيادة !! حقيقي بقيت عاجزة عن التفكير او التصرف خصوصا بعد ما شوفت دموعها لما اتكلمت عن شريف الله يرحمه وولاده .
فريد : انا. كمان نفس اللي انتي عانيتي منه معها أنا عانيت منه لدرجة أني لما قولتلها بيتي هيتخرب وتغريد هتطلب الطلاق قالتلي لو مش نفذت كلامي لا أنت ابني ولا اعرفك .
هند : طيب وبعدين هنعمل ايه معها ؟؟
فريد : انا فكرت كتير ولقيت حل واحد لو أنتي وافقتي عليه .
هند : ايه هو الحل ده ؟؟
يتبع