رواية اواب خديجة الفصل الحادي عشر 11 بقلم اية ابو سالم
-"يلّا علشان نلحق نصلي العيد يا قطقوطه،ها كويتيلي الجلابيه ولا لسه."
-" لأ،إنت واخدني من بيت أبويا مبعرفش أكوي أصلاً،وبتخاف على هدومك مني،فمتسلمنيش جلابية العيد علشان منقعدش نعيط أنا وإنت بعدها."
قرب مني وهو بيمسكني من كتف البيجامه وبيرجرجني.
-"أمال إيه بقا اللي إمتى هكوي لقرة عيني جلابيته،وعيدي وبيتي وجوزي."
-ضحكت وأنا ببعد وبمسك الجلابيه أحطها في إيده.
-"لأ يا غالي ده كان جر رجل وقت كتب الكتاب بس مش أكتر،دلوقتي في حلّين يا إما ننزلها للمكوجي واللي طبعاً قافل يا إمّا حبيبي قُرة عيني هيكويها ويكويلي أنا كمان علشان خوفت أكوي أتلسع وهدومي تبوظ."
-كان واقف يسمعني وهو رافع حاجبه لإنه عارف بداية كلامي ونهايته،ويمكن أنا كمان عارفه اللي هيحصل في الآخر بس المحاوله مش هتضُر صح؟!.
____________________________________
-"لأ يا حبيبتي دي بنرش عليها حبة مايه ونوطي الحراره علشان القماش ميبوظش."
-كان واقف يوجِّهني ويقولي اعمل ايه،نفخت وأنا بسيب الحاجات من إيدي.
-"طيب ما طالما إنت بتعرف تعمل،اعمل إنت المره دي كمان."
-"لأ،لازم تتعلمي،هدومنا تتكوي في بيتنا يا قطقوطه،وإنت شطوره وبتتعلمي بسرعه،وهدومك كده كده إنت بتتعلمي فيها براحتك علشان مش هتنزل لراجل غريب يكويها،يلّا كمِّلي."
-ضحكت وأنا برجع أكمل.
-"طيب والله وجهة نظر وأقنعتني،كل عام وإنت بخير،ودايماً ربنا كارمني بوجودك."
-"وإنتِ بألف خير يا قطقوطه،ها قررتي عاوزه عيديه كام؟"
-"لأ،بس عامة كفايه حاجات العيد الكتير اللي جبناها دي."
-"بقول عيديه ليكِ إنتِ يا قطقوطه،مش لحاجة البيت،وبعدين دي سُنه يا قطقوطه،إيه مش عوزاني آخد الأجر ولا إيه؟"
-"لأ إذا كان كده فأنا عاوزه أوزع عيديه زي الناس الكبار دول ،إديني عشرينات وننزل تحت نجمع أطفال العيله وأوزع عليهم وأديهم مع الفلوس البنبون والبلالين اللي عملناها مع بعض."
-"عنيا يا خديجة،عنيا،عيديتك لوحدها،والعيديه اللي هتوزعي منها حاضر."
-"تسلم عيونك،ها ايه رأيك كده."
-قولتها وأنا برفع الجلابيه قدامه.
-"شوفتي بقا إنّك شاطره وبتعرفي تعملي كل حاجه بس بتكسلي،طيب بالله عليكِ في حد بيكوي جلابية العيد بالجمال ده ولا بالشياكه دي ولا بالروعه دي،ده أنا أمي دعيالي في الفجر والله علشان ربنا يرزقني زوجه صالحه كده."
-"لأ خد بالك أنا مفيش مني اتنين أصلا."
-ضحك وهو بياخد الجلابيه وداخل.
-"ده ستر من ربنا إن مفيش اتنين والله،يلا اجهزي بسرعه يا غاليه علشان نلحق ننزل نصلي."
-"آه من الأزواج اللي بياخدوا مصلحتهم ويجروا آه."
-رد عليا وهو في الاوضه جوا.
-"كلنا أواب عبد الحميد يا خديجة،كلنا أواب عبد الحميد."
_____________________________________
-"تعالي بلاش الشارع ده هنمشي من هنا علشان الشارع ده زحمه، كبِّري بصوت واطي أو في سرك وإنتِ ماشيه،خليكِ هنا هروح اجيبلك العصير اللي بتحبيه."
-كلها كانت تعليقات منه يمكن تبان حاجات عاديه بس في أصغر التفاصيل فيها اهتمام حتى لو مش واخد باله ،شاري خاطري،وقفت استنيته ،لقيته جاي ومعاه العصير وكيس كبير توقعت إنه أكيد سناكات السهره بتاعتنا اللي متواعديم بيها النهارده إن شاء الله.
-"السنه اللي فاتت برضو كنا ماشيين مع بعض هنا في نفس الشارع ده بس كاتبين كتابنا،المره دي واحنا متجوزين."
-قالها بحنين لأيام مكنتش من بعيد أوي بس برضو كانت دافيه لإنها كانت فيها نفس نكشنا وخناقتنا اللي بنحمد ربنا عليها.
-"عدِّت بسرعه أوي ومحستش بيها."
-"الأوقات الحلوه ميتحسش بيها،الأوقات الحلوه بتتعاش."
-خلصنا صلاة ورجعنا على بيت عيلتنا وكان مجهزلي طلبي ومجمعلي الأطفال علشان بس يفرحني.
-"يلّا علشان العيديه،هاخد بوسه وحضن تاخدوا العيديه والبونبون."
-الكبار ضحكوا عليا وهو همسلي
-"مبنوزعش العيديه كده يا خديجة."
-"لأ،لأ أنا عاوزه كده،يلّا بالدور كله بالدور."
-بدأوا يحضنوني ويخدوا العيديات لحد ما خلاص كلهم أخدوا قعدت جمب أواب وهمسلي.
-"عملتي اللي في نفسك؟"
-"آه،الله يديمك ويديمهم،استنى أما أقوم اخد عيديتي أنا مخدتش منهم."
-مستنتش رد وقومت وقفت قدام عمي الكبير والد أواب وحضنته.
-"آه من حركات كل سنه دي آه منها."
-طبطب عليا وهو بيحضني.
-"ها عاوزه عيدية السنه دي كام؟"
-"خد بالك المفروض العيديه مبقتش كاش وتتحولي على البنك بس علشان إنت بقيت حمايا وعمي ف خلاص بقا هقبل وهاخدها منك كاش،لأ وإيه هقسمها مع إبنك."
-سمعت صوت ضحكة أواب على كلامي.
-"لو حلفتلك إنها مكنتش راضيه تاخد مني عيديه مش هتصدق صح؟"
-رد عليه وهو بيضمني بدراعه اكتر.
-"خديجة دي بنتي اللي مخلفتهاش،هو أنا هتجدد عليها دي آخرها نكش أصلا ولو ادتها جنيه هتقولي كتير يا حبيبي خده مش عوزاه."
-ضحكت وأنا بحضنه لان ده فعلاً اللي بيحصل.
-"ده ميمنعش إني هاخد عيديه برضو يا حجوج،متحاولش تثبتني."
-بابا ضحك وهو بيرد بدالي.
-"انتوا اللي جيتوا متأخر،ابقي خلي جوزك يبقى يديكِ عيديه."
-"مكنش العشم يا بابا لأ،هتخليني أعيش دور الضحيه كده،استنى بس ده إنت اللي عليك الدور بعد عمو."
-"والله بكاشه،خدي يستي كل سنه وإنتِ طيبه ومنوره بيت إبني والسنه الجايه يكون معاكم عوضكم."
-"وإنت طيب يا حبيبي،استنى ألملم بس باقي فلوسي وأرباحي وعيديتي منهم وآجيلك ناكل ترمس ونسقسق بسكوت."
-"متبصوليش كده يا جماعه والله ما حارمها من حاجه،يابنتي مالك لا إله إلا الله،مش كل عيد فصيحه."
-رديت عليه وأنا بعدي على إعمامي آخد العيديه واحضنهم بسرعه.
-"لأ خد بالك أنا طول عمري كده،مش ذنبي إنك انت اللي مش مركز،حتى أنا اللي بعمل حس للعيله دي."
-"يستي ماشي يستي،طالما انتوا راضيين بكده."
-"يلا تعالى معايا ننزل بسرعه نجيب الحاجات قبل ما الكل يمشي علشان نلحق نديهالهم."
-بصلي باستغراب بعد ما شديته من ايده وقومته بالعافيه.
-"حاجة إيه بس فهميني براحه."
-"تعالى بس."
-نزلنا وأنا بحاول أفهمه وإحنا في الطريق.
-"بص كل سنه علشان باخد عيديه كبيره وكده بنزل أجيب بيها هدايا لبابا وعمامي حاجات بسيطه. كده كل عيد علشان يفتكروني بيها ويتبسطو بيها وكل عيد متعودين على كده،علشان كده بيزودولي العيديه."
-ضحك وهو بيبصلي.
-"صحيح الحنيه دي بتبقى مزروعه في القلوب،طيب يستي شوفي هتجيبي إيه،براحتك،وانا هخلي الحاج ميخليهمش يمشوا دلوقتي."
-يمكن واحده من أكتر الحاجات اللي بتحلي العيد هي لمة العيله وعلاقتنا معاهم،آه مش دايما بنبقى كويسين مع بعض بس مش دايما بنكون وحشين.
____________________________________
-"آه،أخيراً جيت بيتنا،ده يا ألف حمدالله على سلامتي والله."
-قولتها وأنا برمي نفسي على الكنبه وبدأت أفك حجابي.
-"براحه علينا يا غاليه،بيت العيله في الشارع اللي ورانا مش مستاهل كل ده."
-جه قعد جمبي.
-"ها إيه رأيك ننام ولا عاوزه تفرهدينا ونفضل نفرك في الشقه هنا وهناك."متنسوش تتابعوني
-"لأ خلاص العشا أذنت يدوب نصلِّي ونتعشى وناكل كحك وننام،طيب والله مفيش أحلى من كده حياة."
-"الحياة حلوه برغم إنها بسيطه ومفيهاش حاجه مميزه علشان إنتِ مميزاها في عيون نفسك،شايفه إن كل حاجه مهما كانت بسيطه ف هي نعمه من ربنا ودي حاجه كتير بنغفل عنها ومبنخدش بالنا منها."