رواية غمزة الفهد الفصل الحادي عشر 11 بقلم ياسمين الهجرسي
رواية(غمزة الفهد حب بالمصادفه) مسجله حصرى بأسمى ياسمين الهجرسى ممنوع منعا باتا النقل أو الاقتباس أو النشر فى اى موقع أو مدونه أو جروب او صفحه حتى ولو شخصيه من دون اذنى ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للمسأله القانونيه
--------------------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
--------------------------
تكمن السعاده فى الرضا الذى يكمن داخلك فى كل ما تمر به فى حياتك، فإذا أَفَلتْ شمس يومك وحلّ الظلام، فلا تنسَ أن تشعل شمسك الداخلية.........
بسعاده ومظاهر الفرح تغمرهم، دلفت الحجه راضيه وهنيه والفتيات، بعد أن استمتعوا فى الاحتفال بسبوع مولود ابن العامل لديهم، ولجوا لبهو الدوار، جلست الحجه راضيه على مقعدها وارخت جسدها قائله بتمنى :
-- عقبال ما تعملي ل"فهد" يا"هنيه" .. وساعتها لو ليه عُمر هعمله سبوع سبع ليالي المدريه كلها تتكلم عليه.....
أردفت هنيه بغبطه :
-- ربنا يباركلنا في عمرك ياأمى وتعمليله اللي نفسك فيه.....
هبطت مكيده على حديثهم لوت شفتيها بحنق قائله :
-- اشمعني ما دعتيش ل"ريان" هو مش حفيدك ولا أيه.....
الحجه راضيه بحب :
-- ريان زى فهد .. الاتنين ولاد ضي عيني سعد وأحفاد الراوى سيد الناحيه كلها .. ومش هفرق عمرى بنهم....
تابعت بحده تنظر لها بسخط لعلمها ما تكيده طوال عمرها :
-- وبطلي أنتى نغمتك اللي هتخرب العيله دى .. فضلتي تسممي بيها ودان ابنك .. لحد مبقاش طايق كلمه من حد ولا بيحب حد فينا .. ومفكر أننا بنكره روحي منك لله بابعيده.......
مكيده بغيظ ناطحتها ترد على كلامها بوقاحه :
-- آه بتكرهوه ومبتحبوش غير فهد وكان لازم أقوله عشان يفهم ده.....
جاء من خلفها سعد يصيح بعصبيه :
-- أنتي أيه محدش مالي عينك .. اسمعي لو بعد كده تجيبي السيره دى أو تتكلمي عن أننا بنفرق بين فهد وريان .. هعمل اللي عمرى ما عملته وكنت بمنع نفسي من أنى أعمله عشان خاطر ريان .. بس انتي اللي هتجبريني اعمل كده....
تابع بنفور :
-- ويالا غورى علي فوق واعملي حسابك مش هاجي عندك النهارده .. ولو قولتي كلمه أنتى المسؤله عن اللي هعمله......
حدقته مكيده بغيظ وصعدت لغرفتها بجنون يسيطر عليها من رد فعل سعد أمام ضرتها....
------------------------
تابع الحوار الحاج "عبدالجواد الراوى" الذى كان يجلس بشرفة بهو الدوار المطله على الحديقه، تنحنح وولج يتكئ على عصاه بتعب يتوسط مجلسهم وهتف بعتاب :
-- أيه يا"سعد" اللي أنت قولتله ده .. حتي يا ابني لو هي غلط أنت كده بتخليها تغلط أكتر .. أعدل يا بني بينهم عشان ربنا يكرمك ويباركلك....
سلط سعد نظراته على هنيه وجد دموعها هربت من مقلتيها تختلج بحسره مكتومه كم ودت لو تكون هى المرأه الوحيده بحياته.....
كلم نفسه بألم :
-- أه يا نن عين "سعد" .. دموعك دى غاليه أوى واغلى من مكيده ومن الدنيا كلها .. أنتي جنتي في الأرض....
استدار يتحدث بأسف لأبيه :
-- معلش ياحاج مش طايق خلقتها .. تصرفاتها السو شيلت نفسى منها....
قاطعته الحاجه راضيه بحزم :
-- أنت اتجننت عشان تغضب ربنا .. دى برضوا ست وأنت هجرها
بقالك كتير .. وبعدين حتى لو مش رايدها ده حقها عليك طول ما هى على ذمتك......
استدارت برأسها تنظر ل هنيه مؤكده :
-- وبعدين اللي في القلب في القلب..
هنيه بدموع بعد أن علمت أن الليله سيقيضها فى فراش ضُرتها هتفت بحزن :
-- محتاجه حاجه يا ماما مني ولا اطلع عشان هبات مع البنات....
الحجه راضيه بحب :
-- لا يا حبيتي تصبحي علي خير .. ربنا يكملك بعقلك....
رمقتهم بحزن وفى نفسها رددت تنهر حالها :
حقكم عليا ياولادى .. غصب عنى لازم أعمل كده .. مكنش ينفع أيتم اتنين من أحفادى .. الأول أمه ماتت قضاء وقدر واتيتم بدرى .. رغم حبه ل هنيه بس فى لمعة حزن فى عيونه قلبه مقطوف على أمه .. والتانى للأسف أمه عايشه زى قلتها بس استحرمت أحرمه منها وأيتمه وهى على وش الدنيا حتى لو وحشه فى الاخر أمه خفت يكبر يلومني أنى السبب فى بعده عن حضن أمه .. بس للاسف عشان واحد ضحية بعيلتى كلها .. وضحية براحتك وسعادتك ياسعد يابنى .. ياريتنى كنت خاليتك طلقتها من يوم ما عرفت انها حبله .. مكنش كل ده حصل .. ياريت تسامحني .. غلطه كان قصدى بيها مصلحة أحفادى بس مكنتش فاكره أن بربى فى حضنى عش دبابير متعته انه يتغذى على قرص حته من روحى.....
كالعاده منذ سنوات كتمت مخاوفها داخلها وأردفت بتساؤل :
-- آه صحيح "فهد" فين اختفي من السبوع مره واحدة......
أجابها سعد :
-- كلمني وقالي أنه هيبات بره مع جماعه أصحابه لأنهم وحشوه.....
الحاج الرواى هتف يذكره :
-- متنساش تكلمه في موضوع بيات ريان بره .. خليه يهتم شويه بأخوه .. عاوزه يرجع زى قبل ما "فهد" يسافر .. عايزه ينجح في اللي كلنا فشلنا فيه.....
أجاب والده باقتضاب :
: أن شاء الله يا حاج
قال كلامه ومازالت عينيه تحاوط هنيه، وفى المقابل هى تتهرب من ملاقاة عينيه
هتفت "هنيه" بتلعثم :
-- عن أذنكم عندى شويه شغل هخلصه قبل ما اطلع.....
قالتها وفرت تصعد غرفتها تتوارى خلفها، حتى لا يظهر انهيارها التى تتكبد عناء أن تخفيه... دلفت وتركت لدموعها العنان، سمحت لنفسها بالانخراط فى بكاء مرير، تواسى قلبها الذى يعتصر لفكرة انه بأحضان ضُرتها ستتنعم بأحضانه وهى ستظل وسادتها خاليه بدونه، شعرت ببروده فى أطرافها، شدت غطاء المخدع، وكفكفت دموعها، أمسكت هاتفها رغم حزنها اتصلت على فهد تطمئن عليه، بعد مهاتفته ومعرفة أحواله، تسطحت على الفراش تعيد كرة البكاء من جديد حتى غطت بالنوم......
---------------------------
بغرفة يسيطر عليها الجنون، تدك الارض ذهابا وأيابا، حالتها أشبه بمناخ شتوى عاصف تهب منه سموم حارقه ك زعابيب أمشير هبت رياح غضبها كل ما تطوله يدها ترميه على آخر زراعها أرضا....
بهذيان حدثت نفسها :
-- أنا يكلمني كده وبالطريقه دى قدامها ليه .. هي أحسن مني في أيه .. ليه بيحبها كده فيها ايه زياده عني ..
شعرها طويل .. أنا شعري أطول منها... قالتها وهى تعلم عكس ذلك ، جذبت وشاح رأسها تلقيه أرضاً وفكته تفرده على ظهرها هاتفه :
-- آه هو أسود مجعد شويه بس طويل
وتابعت تنظر لنفسها بالمرآه :
-- عيونها ملونه بس ده حتي أنا عيوني أوسع منها...
قالتها ومدت يدها علي الأرض تجذب قلم الكحل الذى أطاحته ضمن الأشياء المنثوره، أخذته ورسمت عينيها بطريقه هستريه أشبه بعيون الباندا..
زمت شفاتيفها بزهو تقوسهم كالفراوله هاتفه :
شفايفها منفوخه أنا شفايفي اكبر كنها ربانى...
قالتها وأمسكت قلم روچ أحمر حددتها وكبرتها ليصير فمها كفم البطه....
وصل معها الهذيان لمنتهاه هاتفه :
-- هي بيضه أنا كمان بيضه..
قالتها وأخدت البودره وظلت تلطخ وجهها بطريقه هستريه، تاره أبيض وتاره بينك لتورد وجنتيها وكأنها نضاره طبيعيه.
تطلعت بحنق لنفسها بالمرآه وألقت البورد عليها بسخط من حالها، انهارت باكيه تهتف بنحيب :
-- ليه يا سعد ماحبتنيش رغم عمرى ما حبيت غيرك....
-----------------------------
أما سعد أستأذن منهم يصعد لقدره الذى يتمنى أن يتغير، فقد فاض صدره ألم وامتلئ، يناجى ربه متى الخلاص... دلف أولاً غرفة من عشقها قلبه حتى الثماله وجدها متسطحه، يظهر علي وجهها اثر البكاء فرموشها مازالت مبلله أثر دموعها، اقترب منها يجلس جوارها علي المخدع يمسد علي شعرها بعشق يخصها وحدها...
هتف يكلم نفسه :
-- عارف أنك زعلانه .. بس غصب عني يا نن عيني .. كان نفسي بس تبقي أنتى نصيبي من الدنيا وتكوني أول وآخر ست ألمسها دنيا وآخره .. سامحيني يا هنايا بحبك اوووووووي...
زفر بضيق واستقام يقف دثرها جيدا بالغطاء وأطفئ النور وخرج يغادر لغرفه يملئها مشاعر من نوع آخر......
-------------------------
الحب له مسطحات ومنحدرات،
والأمواج العاتيه للحب تصنع بحاره مهره أشداء، لكن هو قوارب روحه ذات شراع ممزق، أى رياح تعصف به كما تشاء، مقصورة ربان خافقه يملؤها أمواج من الكلام والمشاعر الجياشه، بعضها سلب وبعضها إيجاب، ولكنها بالأخير تغرق في بحار جوع المشاعر وزيف الكلام، ليتوهم انتصاره المؤقت على منحدر الحب الذى داهمه بدوامه عاتيه جرفته داخلها، ليعانى من تيارات أحاسيسه الهائجه، والآن بات حتميا عليه تعلم السباحه فى بحار عشقها ليجتاز وسط أمواجها العاتيه التى كانت من صنع يديه.........
تحت صراخها وانتحاب عينيها تسيل على وجنتيها زخات عبراتها المستغيثه أن يرحم ضعفها....
هتفت بغضب جامح :
-- دى عشان خيالك صورلك أنك ممكن تلمسني .. كنت متخيل أني هسلم لك نفسي تبقى عبيط..........
قالتها وأجهشت بالبكاء تنتفض فزعه لا تصدق ما فعلته.......
وضع يده على بطنه و صاح بعدم تصديق :
-- ايه يا مجنونة اللي انتى عملته دا .....
قالها ورفع يده أمام عينيه ليصدمه منظر يده الملطخه بالدماء، اقترب منها بألم، امسكها من رقبتها يضغط على عنقها، يكاد يزهق روحها، أخذ يرج رأسها يصدمها بالحائط خبطات جعلتها تترنح بين يديه......
تابع بذهول :
-- أنا مش مصدق اللي أنتي عملتيه .. متخيله أنك هتقدرى تهربي مني .. أزاى يعني ده أنا مش هسيبك إلا لما أطلع بروحك......
ارتخت يده من على عنقها، وانساب جسده ليهوى أرضا، بنياه الضعيف بسبب الكحليات والبودره المخدرة التى يتناولها، جعلته ينزف بغزاره، ويلتف برأسه دوار يفقده السيطره على نفسه.......
أما هى ظلت تصرخ، وتنتحب تنهر نفسها، جثت جواره أرضا، تضع يدها علي جرح بطنه....
هتفت برجاء :
-- فوق أرجوك .. مش قصدى أعمل كده .. بس أنت اللى أجبرتنى......
قالتها وهرولت تفتح حقيبتها تأخذ زجاجة العطر فى محاوله منها لايفاقته......
دقائق واستفاق ينظر لها مبتسما قائلا :
-- انتي بتعيطي ليه .. عمر الشقي بقي....
قالها وبسط يده لها هامسا بتعب :
-- ساعديني أقف .. وأرجوكي بلاش تعيطي عشان تقدرى تساعديني.....
ردت عليه بغيظ :
-- أنت بتهزر .. أكيد أنت مش طبيعى......
زفرت بحنق وأمسكت يده تجذبه ليقف أسندته فى وقفته المترنحه وأخذته تجلسه على أقرب مقعد .....
بألم مبرح تكلم ريان :
-- أرجوكي حاولي تقلعيني القميص بتاعي .. والبسيه عشان أنا ممكن أموت في أي وقت .. وأكيد الدنيا هتتقلب منا يا بت مش راجل عادى...
قالها بتعب ليصدح صوته بسعال مختنق هاتفا بأمر :
-- لو حد سألك قولي أنك لاقتيني مرمي بره قدام مكتبك.....
بترقب طالعته هاتفه :
-- أنت بتنزف مالوش لازمه الكلام ده .. وبعدين انت عاوز تقلع القميص ليه....
قالتها وهى تبحث عن جوالها هاتفه :
-- أنا هتصل علي أحمد أخويا يحى لازم يلحقك ويوديك المستشفي...
استقامت تمشي لتنفيذ ما قالته، أمسك رثغها هاتفا بأمر من بين أسنانه :
-- راحه فين .. ألبسي القميص عشان توصليني العربيه بتاعتي .. ومحدش يشوفك كده......
تتطلعت لهيئتها وثيابها الممزقة بفزع وارتبكت مما تفوه به قبضت علي طرفي فستانها تحاول أن موارات جسدها من أمام عينها
تحامل علي نفسه وأخذ يٌشلح عنه قميصه بألم طاغى، نزعة عنه ومد يده يعطيه أياه......
رمقته باستغراب وبسطت يدها وأخذته ترتديه هاتفه بحنق :
-- أنت أكيد مريض وعندك انفصام في الشخصيه .. هتروح فين وأنت بالشكل ده .. لازم أطلب أحمد هو اللي هيلحقك......
أما عنه نظرا لتشبع جسده بالكحوليات والمخدرات ساعدته فى سيولة ونزف دماء كثيره سيطر على عينيه غمامه فأصبحت رؤيته ضباببه، اجتاحه الدوار للمره الثانيه جعل الدنيا من حوله تدور كالسواقى، مابين الصحو والإغماء هتف :
-- أرجوكي ألبسي القميص يا منقذتي.....
قالها واستسلم مغشى عليه فى ظلمة أفعاله بينما يردد بلسان قلبه.......
لا تفلتِ يدي الآن بعدما ظن القلب أنكِ منقذتي.. إفلاتك لي الآن يعني سقوطٍ مستمرٍ في قاعٍ سحيقٍ لا علم لي بمداه أو ظلمته........
انتحبت بسنت هاتفه ببكاء :
-- أرجوك يا"ريان" فوق عشان خاطرى .. أنا مش حمل أشيل ذنبك......
تركته واستقامت أخرجت هاتفها من حقيبتها تحدث نفسها :
-- لو اتصلت علي أحمد هيعرف اللي عمله وممكن يقتله .. ولو سبته هيموت وهروح في مصيبه....
اهتدت لفكره وتابعت :
-- بس هي غمزه اللي هتنقذني وقامت بالاتصال عليها......
---------------------------
نظرا لصخب إحتفال السبوع رنين الهاتف لم يسمع فحاولت عدة مرات الى أن أتاه الرد
ردت عليها غمزة بصوت عالى ولكن لم يتراقى إلى مسامعها كلامها، استقامت مشت قليلا لتحدثها بعيد عن ضوضاء أصوات تحطيب العصا والضرب على الطبول والعزف عالمزمار .....
بينما فهد منذ جلوسه وهو يضعها صوب عينيه، شاهد نهوضها القلق ، فضوله حثه على الذهاب وراءها واستطلاع ما بها.....
ردت عليها غمزة بتساؤل :
-- أيوه يا بُسْبُسْ أنتى اختفيتي فين .. أحمد وعبدالله بيسألوا عليكي.....
أجابتها بسنت بصراخ :
-- أهدى واسمعيني شويه .. أنا قتلت "ريان الراوى" في المكتب عندى .. ومش عارفه اعمل أيه......
غمزه بصدمه عقبت :
-- قتلتيه أزاى .. وأيه جابه عندك المكتب أصلا....
كانت تحدثها وهى تذهب كى تستقل الموتوسكل خاصتها، ظلت تبكى وتسأل بآناً واحد.......
بسنت ببكاء انتحبت بصراخ :
-- ده وقت تحقيق .. أخلصي اتصرفي هاتي أحمد وتعالي بسرعه......
غمزه زفرت بغضب :
-- أنا جيالك أهدى "أحمد" أيه ده ممكن يقتله مش ينقذه.....
صعدت الماتور وساقته بأقصى سرعه، فى نفس الاثناء استمع لحديثها "فهد"، لا يعلم من الطرف المقابل التى تهاتفه، ولكن هيئتها لا تنم على خير .......
-------------------------
استقل سيارته وغادر يتتبعها، يتملك منه الفضول لمعرفة ما خطبها، وماذا حدث ليجعلها تنهار باكيه بهذا الشكل........
حدث نفسه بقلق :
-- أيتها النمره الشرسه....
ما بكي وما الذى أبكاكي.....
هل يليق أنا تدمع عيناكي حبات من الالماظ كي تجرح قلبي......
تمنيت أن تعلمي أن كل دمعه من دموعك رصاصه تقتل روحي وتهدم كياني.......
مرء قليل من الوقت لتصل لمكان أختها، ضربت مكابح الماتور و اوقفت عنوه، ركنت الماتور بإهمال جوار جدار العماره وصعدت تهرول لمكتب أختها، جرت تدخل لها وتناست تغلق الباب الخارجي للمكتب.....
عند "فهد" استوقف بسيارته بعيد عنها قليلا، لاحظ توقفها ودخولها لمبنى سكنى أول مره يراه، انتظر يشاهد ماذا ستفعل، وعند اختفائها داخل المبنى، هبط يصعد ورائها، رفع رأسه يتطلع للمبنى لاحظ وجود يافطه إعلانية عليها اسم "بسنت وعزت"والدها، سأل نفسه ترى ماذا حدث هل المشكله مع أختك، ولكن كيف وهى كانت معنا باحتفال السبوع، نفض عن رأسه حديث لن يجدى نفع، وصعد يستكشف ما خطب غمزة وأختها وما أسباب حالة الهلع التى هى عليها.......
جرت بخوف على غرفة مكتبها، دخلت لتصعق من منظر الدم الملطخ على القميص الذى ترتديه "بسنت" وشكلها وهى تجثى بجوار الكرسى الجالس عليه "ريان"، هرولت عليها تأخذها بحضنها تبث لها الأمان الذى أفتقدته فى الوقت المنصرم.....
جسدها خاوى كمن فقد الحياه، وجهها فقد نضارته من ارتعاد أوصالها لهجومه الضارى عليها، عيناها زائغتان فقدت ضيها وبريقها من هول ما رأته على يده الغاشمه، شفتاها ضاع حمرة كرزتيها فى ارتجافها وزرقتها، أسنانها تصطك بارتعاش وكأن برودة الأسكيمو وضعت داخلها.......
رفعت 'بسنت" يدها التى تضغط بها على جرح "ريان" لتتفادى أن ينزف أكثر، بارتعاش بسطت يدها تمدها ل "غمزه"، ارتجف لسانها وتلعثمت مخارج الحروف وهتفت ببكاء :
-- شوفي يا غمزه أنا قتلته .. بس هو اللي حاول يعتدى عليا .. وكدب عشان يجبني علي هنا.......
حاولت "غمزة" امتصاص غضبها وهتفت :
-- أهدى وأنا هحاول اتصرف......
أخذتها بأحضانها تمسد على ظهرها تحاول تهدئة روعها، والتفكير فى حل سريع لإنقاذ الموقف، ثوانى واستمعوا لرنين جرس المكتب، بخضه فَزِعَه تطلعوا الاثنتين لبعضهما والخوف يسيطر عليهم من افتضاح الأمر........
---------------------------
باضطراب وقفت "غمزه" تعتدل شلحت عنها جاكيتها، وجثت تلتقط حجاب رأسها الملقى على الارض بإهمال أخذته واستقامت هاتفه :
-- البسي ده ولمي شعرك بطرحتك .. وأهدى وأنا هخرج أفتح أشوف مين........
بهلع ترجتها "بسنت" هاتفه :
-- بلاش تفتحي عشان خاطرى .. أحنا لازم نتصرف دمه هيتصفي.......
عقبت غمزه مهدئة لفزعها :
-- أهدى أنا هفتح وهتصرف وهجيب أحمد يشوفه .. بس أهدى واضغطي علي الجرح......
قالتها وذهبت تفتح لترى من بالباب، صدمه احتلت وجهها وهى ترى فهد أمامها....
حاولت وصد الباب بوجهه، ولكن كان هو الأقوى، دفع الباب بقوه وولج للداخل، تطلع لها بغضب، ينظر لما ترتديه بعد أن خلعت عنها جاكيتها ليظهر جسدها بشميز بفتحة عنق كبيره تظهر بداية نهديها، يضيق على صدرها ليبرز استدارتهم......
أردف بامتعاض غيور :
-- أيه شكلك ده وأزاى تفتحي الباب بشكل ده، وفين جاكيتك اللى كنتى لبساه.......
غمزه بصوت عالي صدحت تكيل له :
-- أنت بتعمل أيه هنا .. وهي زريبه أهلك عشان تدخل بالشكل ده .. ونازل أسئله تكنش من باقية أهلى عشان تحقق معايا .. أنا أصلاً مش طيقه أشوف خلقت حد منكم .. أمشى اطلع برا مش مرغوب فيك هنا.......
قالتها وهى تأخذ الغرفه ذهابا وأيابا دموعها تنهمر على وجنتيها، تحاول ايقافها ولكن خذلتها لتتمرد عليها ليظهر ضعفها التى تحاول أن تواريه........
فهد بتريث أردف :
-- أهدى بس مالك ليه منهاره كده وبتعيطي ليه .. وبتعملي أيه هنا.....
وقبل أن يستكمل كلامه استمع لصوت "بسنت" يصدح بصراخ.......
ارتعبت "غمزه" على أختها هرولت تجرى للداخل، وتناست امر "فهد"، جثت جوارها بذعر هاتفه :
-- معقول يكون مات.......
توجسه وشكه بأمرها زاد، هرول ورائها ليستمع اخر كلماتها أردف بحيره :
-- مين اللي مات...
جحظ بذهول من رؤيته ل "ريان"، سريعا اقترب منه، وضع يده على العرق النابض برقبته ليطمئن انه مازال على قيد الحياه.......
صدح بغضب :
-- مين عمل فيه كده........
بشجاعه مزيفه نظرت له بسنت هاتفه :
-- أنا اللي عملت كده .. هو كان عاوز يعتدى عليا .. وأنا دافعت عن نفسى وضربته بالسكينه......
أردف فهد بصياح :
مش وقت كلامك ده .. لازم انقذ أخويا الأول.....
دنى "فهد" منه يحاول إسناده ليقف، ولكن تراخى جسد "ريان" لم يساعده لانتشاله من مكانه.....
صدح بغضب :
-- ساعدينى ننقله المستشفي بسرعه......
انهارت بسنت باكيه، لم تعد لديها القدره ليتثنى لها المساعده
استوحش داخلها غضبه على شقيقتها، كل همه أخيه فقط.....
صاحت بسخط والاستهجان يسيطر على كلامها :
-- انت عبيط بتزعق فى مين .. أحنا هنوديكم فى ستين داهيه .. أخوك جاى يتهجم على أختى فى مكتبها .. وأنت كل همك تنقذه وتساعده عشان ميتفضحش .. أنا هخرب بيتكم وأجرسه فى البلد كلها.....
ترك أخيه وهرول لها يكتم فمها من الثرثره التى حتما ستؤذى سمعة كليهما......
أردف بغيظ :
-- أخرسى ياغبيه .. أول واحده هتضر وتتفضح أختك .. وأى حد هيقول جيباه هنا بمزاجها .. خصوصا انها كانت معنا فى السبوع هى وهو .. افهمى وبطلى تسرع.....
نفضت يده من على فهما، واستدارت تلف حوله بهياج هاتفه بنزق ساخط :
-- خوفت أنا وأتهتيت من الكلمتين دوول .. لأ يابابا فوق أحنا معنا عالتليفون الرساله اللى استدرجها بيها عشان تخاف وتيجى تطمن على مكتبها ..
تابعت باستنكار :
-- أنت بتحاول توهمنى بخوفك على سمعة أختى .. لأ يبقى لسه متعرفنيش .. أخوك ده حيوان معتدى .. انعدمت فيه الرجوله والشرف .. الناس اللى مدت أيديها ليكم بالمساعده وقت شدتكم كان جزاتهم أن أخوك حاول ينتهك عرضهم وشرفهم .. وأنا مستحيل أخليه يفلت بعملته لازم يتحاسب......
تشنجت عضلاته، يجز على نواجزه بغيظ من تيبس رأسها وعدم فهمها للأمور، كور يده يفرغ فيها شحنة غضبه حتى لا يطيح برأسها العنيده، تطلع ل"بسنت" الباكيه، يستجديها بنظراته لعلها تتفهم مقصده الصحيح...... أومأ برأسه يتفهم عليها انهيارها وسخطها، يوعدها بميثاق شرفه أنه سيجلب حقها مهما كلفه الأمر، ولكن الآن عليها مساعدته حتى يتثنى طمث هوية ما حدث........
هزت رأسها بقبول فكرته، فهى على صعيد آخر ترتعب من فكرة التشهير بسمعتها هى وأسرتها، رغم قوتها ولكن يظل الجانب الخفى من الأنثى يتأثر بالقيل والقال فى ظل مجتمع يسمع ويصدق دون تحليل وبينه.......
خطت "بسنت" باتجاه "غمزه" التى تتحرك بعشوائيه كسرحانه شرسه تزأر لافتراس فريستها، والانقضاض عليها والنيل منها......
حاولت كتم شهقاتها وتسللت تقف خلفها وهتفت بتريث :
-- أبعدى أنتى وأنا هساعده .. مش عايزين المشكله تكبر .. عشان خاطرى مش عايزة اتفضح يا"غمزة" .. لمى الموضوع دالوقت .. لما نشوف "فهد" هيعمل أيه.....
قالت حديثها واقتربت تساعد "فهد" تسند "ريان" لتوصيله للسياره.....
وقفت "غمزة" تتخصر أمامه هاتفه بتحدى :
-- أنا هاجي معاك عشان أضمن أنك مش هتبلغ علي أختى.......
رد عليها "فهد"من بين أسنانه :
-- روحي خدى أختك وروحوا البيت .. وإياك حد يعرف حاجه من اللي حصلت ..
أكمل بأمر يصرخ عليها بصوت عالى :
-- مفهوم .. ردى .. مفهموم ..
أنتي لسه هتفكرى .. ده مش وقت تفكير .. اخلصى أمشى بسرعه......
ناطحت كلامه هاتفه :
-- أنت مجنون ومغرور على نفسك .. أخوك غلطان وليك عين تتشرط علينا .. بالسلامه خد أخوك انقذه بمعرفتك .. مالكش مساعده عندنا .. أنا لو عليا أطلع بروحه بأيدى وأريح البشريه من معتدى غاصب زيه....
أنهت كلامها ونفضت يد "بسنت" من على ريان، ليترنح بوقفته يرمى ثقله على "فهد"......
تقهقرت "بسنت" للخلف جلست بزاوية الغرفه، تضع يدها على وجهها تجهش بالبكاء يرتعش جسدها فزع وهلع من وضعها وما آلات له الأمور......
تحكم فهد بانفعالاته وأردف بحده :
-- تمام .. أنا هتصرف .. أمشي من وشي وخلي بالك من أختك.....
وأكمل بتحذير لآخر مرة :
-- وإياك حد يعرف....
قالها واستدار يلف ساعديه بحمايه حول جسد أخيه.....
هتف بخوف :
-- ريان أنت سمعنى .. حاول تساعدني ننزل .. عشان أعرف اسعفك .. دمك اتصفى ياحبيبى ..
أومأ "ريان" رأسه بضعف، يسحف بقدميه بصعوبه، خطى بجواره كى يهبط للأسفل، تمايل يسند جسده على أخيه، بينما "فهد" يضمه بخوف سحب المفرش الموضوع على المنضده يضعه على الجرح يضغط بيده بقوه ليمنع تدفق نزيف دمه ليقلل من نسبة الضرر، وحرصا على عدم تلويث درجات السلم ومدخل المبنى حتى لا يفتضح أمرهم.....
هرولت "غمزه" لأختها هاتفه :
-- قومي يالا نقفل المكتب ونروح البيت .. مش عايزاك تخافى .. أحنا اللى معنا الحق.....
بهستريه هتفت "بسنت" بانهيار :
-- هيموت صح .. هيموت صح ظلت تكررها وضمت ساقيها على صدرها، جسدها يهتز وشهقاتها تعلو وتعلو.....
تابعت تتكلم ببكاء ونحيب :
-- ما هو مكنش في حل غير أنه يموت .. يا أنا أموت .. ومقدرتش أموت كفره .. بس هو معتدى حلال فيه القتل.....
حاولت "غمزه" انهاء الحوار هتفت تواسيها :
-- خلاص اللي حصل حصل .. يالا عشان نروح وترتاحي .. وسبيها علي الله .. واللي فيه الخير يعمله ربنا.....
استقامت "غمزه" ترتب المكان من الفوضى التى حدثت به، أنتهت واعتدلت تخطو جوار "بسنت" التى تمشى بصعوبه ، لا تتفوه بكلمه دموعها هى من تتكلم فقط تحكى معاناة ما عاشته.......
-----------------------
بينما تخطو "غمزة شارده فهى واقعه بين حجرى الرحايا، مشاعرها التى بدأت تنمو تجاه "فهد"، وبين أختها وسمعتها، حشذت عزيمته بأن ما فعلته هو الصواب، هذه المشاعر لابد من وئدها وهى فى مهدها فهى محكوم عليها بالفشل........
على صعيد آخر هبط "فهد" بأخيه بصعوبه أجلسه على المقعد المجاور للسائق وانطلق سريعا فى محاوله منه لانقاذه، حاله لا يقل عنها يقود بشرود يعتمل داخله بمشاعر أضرمت أحاسيس متخوفه من القادم، قلبه مشطور بين حبيبته التى كان على وشك أن يصرح لها بحبه، وبين أخيه وسلوكه الغير مقبول الذى وضعه بموقف مخجل مع من عشقها...........
-----------------------
يتبع.........
--------------------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
--------------------------
تكمن السعاده فى الرضا الذى يكمن داخلك فى كل ما تمر به فى حياتك، فإذا أَفَلتْ شمس يومك وحلّ الظلام، فلا تنسَ أن تشعل شمسك الداخلية.........
بسعاده ومظاهر الفرح تغمرهم، دلفت الحجه راضيه وهنيه والفتيات، بعد أن استمتعوا فى الاحتفال بسبوع مولود ابن العامل لديهم، ولجوا لبهو الدوار، جلست الحجه راضيه على مقعدها وارخت جسدها قائله بتمنى :
-- عقبال ما تعملي ل"فهد" يا"هنيه" .. وساعتها لو ليه عُمر هعمله سبوع سبع ليالي المدريه كلها تتكلم عليه.....
أردفت هنيه بغبطه :
-- ربنا يباركلنا في عمرك ياأمى وتعمليله اللي نفسك فيه.....
هبطت مكيده على حديثهم لوت شفتيها بحنق قائله :
-- اشمعني ما دعتيش ل"ريان" هو مش حفيدك ولا أيه.....
الحجه راضيه بحب :
-- ريان زى فهد .. الاتنين ولاد ضي عيني سعد وأحفاد الراوى سيد الناحيه كلها .. ومش هفرق عمرى بنهم....
تابعت بحده تنظر لها بسخط لعلمها ما تكيده طوال عمرها :
-- وبطلي أنتى نغمتك اللي هتخرب العيله دى .. فضلتي تسممي بيها ودان ابنك .. لحد مبقاش طايق كلمه من حد ولا بيحب حد فينا .. ومفكر أننا بنكره روحي منك لله بابعيده.......
مكيده بغيظ ناطحتها ترد على كلامها بوقاحه :
-- آه بتكرهوه ومبتحبوش غير فهد وكان لازم أقوله عشان يفهم ده.....
جاء من خلفها سعد يصيح بعصبيه :
-- أنتي أيه محدش مالي عينك .. اسمعي لو بعد كده تجيبي السيره دى أو تتكلمي عن أننا بنفرق بين فهد وريان .. هعمل اللي عمرى ما عملته وكنت بمنع نفسي من أنى أعمله عشان خاطر ريان .. بس انتي اللي هتجبريني اعمل كده....
تابع بنفور :
-- ويالا غورى علي فوق واعملي حسابك مش هاجي عندك النهارده .. ولو قولتي كلمه أنتى المسؤله عن اللي هعمله......
حدقته مكيده بغيظ وصعدت لغرفتها بجنون يسيطر عليها من رد فعل سعد أمام ضرتها....
------------------------
تابع الحوار الحاج "عبدالجواد الراوى" الذى كان يجلس بشرفة بهو الدوار المطله على الحديقه، تنحنح وولج يتكئ على عصاه بتعب يتوسط مجلسهم وهتف بعتاب :
-- أيه يا"سعد" اللي أنت قولتله ده .. حتي يا ابني لو هي غلط أنت كده بتخليها تغلط أكتر .. أعدل يا بني بينهم عشان ربنا يكرمك ويباركلك....
سلط سعد نظراته على هنيه وجد دموعها هربت من مقلتيها تختلج بحسره مكتومه كم ودت لو تكون هى المرأه الوحيده بحياته.....
كلم نفسه بألم :
-- أه يا نن عين "سعد" .. دموعك دى غاليه أوى واغلى من مكيده ومن الدنيا كلها .. أنتي جنتي في الأرض....
استدار يتحدث بأسف لأبيه :
-- معلش ياحاج مش طايق خلقتها .. تصرفاتها السو شيلت نفسى منها....
قاطعته الحاجه راضيه بحزم :
-- أنت اتجننت عشان تغضب ربنا .. دى برضوا ست وأنت هجرها
بقالك كتير .. وبعدين حتى لو مش رايدها ده حقها عليك طول ما هى على ذمتك......
استدارت برأسها تنظر ل هنيه مؤكده :
-- وبعدين اللي في القلب في القلب..
هنيه بدموع بعد أن علمت أن الليله سيقيضها فى فراش ضُرتها هتفت بحزن :
-- محتاجه حاجه يا ماما مني ولا اطلع عشان هبات مع البنات....
الحجه راضيه بحب :
-- لا يا حبيتي تصبحي علي خير .. ربنا يكملك بعقلك....
رمقتهم بحزن وفى نفسها رددت تنهر حالها :
حقكم عليا ياولادى .. غصب عنى لازم أعمل كده .. مكنش ينفع أيتم اتنين من أحفادى .. الأول أمه ماتت قضاء وقدر واتيتم بدرى .. رغم حبه ل هنيه بس فى لمعة حزن فى عيونه قلبه مقطوف على أمه .. والتانى للأسف أمه عايشه زى قلتها بس استحرمت أحرمه منها وأيتمه وهى على وش الدنيا حتى لو وحشه فى الاخر أمه خفت يكبر يلومني أنى السبب فى بعده عن حضن أمه .. بس للاسف عشان واحد ضحية بعيلتى كلها .. وضحية براحتك وسعادتك ياسعد يابنى .. ياريتنى كنت خاليتك طلقتها من يوم ما عرفت انها حبله .. مكنش كل ده حصل .. ياريت تسامحني .. غلطه كان قصدى بيها مصلحة أحفادى بس مكنتش فاكره أن بربى فى حضنى عش دبابير متعته انه يتغذى على قرص حته من روحى.....
كالعاده منذ سنوات كتمت مخاوفها داخلها وأردفت بتساؤل :
-- آه صحيح "فهد" فين اختفي من السبوع مره واحدة......
أجابها سعد :
-- كلمني وقالي أنه هيبات بره مع جماعه أصحابه لأنهم وحشوه.....
الحاج الرواى هتف يذكره :
-- متنساش تكلمه في موضوع بيات ريان بره .. خليه يهتم شويه بأخوه .. عاوزه يرجع زى قبل ما "فهد" يسافر .. عايزه ينجح في اللي كلنا فشلنا فيه.....
أجاب والده باقتضاب :
: أن شاء الله يا حاج
قال كلامه ومازالت عينيه تحاوط هنيه، وفى المقابل هى تتهرب من ملاقاة عينيه
هتفت "هنيه" بتلعثم :
-- عن أذنكم عندى شويه شغل هخلصه قبل ما اطلع.....
قالتها وفرت تصعد غرفتها تتوارى خلفها، حتى لا يظهر انهيارها التى تتكبد عناء أن تخفيه... دلفت وتركت لدموعها العنان، سمحت لنفسها بالانخراط فى بكاء مرير، تواسى قلبها الذى يعتصر لفكرة انه بأحضان ضُرتها ستتنعم بأحضانه وهى ستظل وسادتها خاليه بدونه، شعرت ببروده فى أطرافها، شدت غطاء المخدع، وكفكفت دموعها، أمسكت هاتفها رغم حزنها اتصلت على فهد تطمئن عليه، بعد مهاتفته ومعرفة أحواله، تسطحت على الفراش تعيد كرة البكاء من جديد حتى غطت بالنوم......
---------------------------
بغرفة يسيطر عليها الجنون، تدك الارض ذهابا وأيابا، حالتها أشبه بمناخ شتوى عاصف تهب منه سموم حارقه ك زعابيب أمشير هبت رياح غضبها كل ما تطوله يدها ترميه على آخر زراعها أرضا....
بهذيان حدثت نفسها :
-- أنا يكلمني كده وبالطريقه دى قدامها ليه .. هي أحسن مني في أيه .. ليه بيحبها كده فيها ايه زياده عني ..
شعرها طويل .. أنا شعري أطول منها... قالتها وهى تعلم عكس ذلك ، جذبت وشاح رأسها تلقيه أرضاً وفكته تفرده على ظهرها هاتفه :
-- آه هو أسود مجعد شويه بس طويل
وتابعت تنظر لنفسها بالمرآه :
-- عيونها ملونه بس ده حتي أنا عيوني أوسع منها...
قالتها ومدت يدها علي الأرض تجذب قلم الكحل الذى أطاحته ضمن الأشياء المنثوره، أخذته ورسمت عينيها بطريقه هستريه أشبه بعيون الباندا..
زمت شفاتيفها بزهو تقوسهم كالفراوله هاتفه :
شفايفها منفوخه أنا شفايفي اكبر كنها ربانى...
قالتها وأمسكت قلم روچ أحمر حددتها وكبرتها ليصير فمها كفم البطه....
وصل معها الهذيان لمنتهاه هاتفه :
-- هي بيضه أنا كمان بيضه..
قالتها وأخدت البودره وظلت تلطخ وجهها بطريقه هستريه، تاره أبيض وتاره بينك لتورد وجنتيها وكأنها نضاره طبيعيه.
تطلعت بحنق لنفسها بالمرآه وألقت البورد عليها بسخط من حالها، انهارت باكيه تهتف بنحيب :
-- ليه يا سعد ماحبتنيش رغم عمرى ما حبيت غيرك....
-----------------------------
أما سعد أستأذن منهم يصعد لقدره الذى يتمنى أن يتغير، فقد فاض صدره ألم وامتلئ، يناجى ربه متى الخلاص... دلف أولاً غرفة من عشقها قلبه حتى الثماله وجدها متسطحه، يظهر علي وجهها اثر البكاء فرموشها مازالت مبلله أثر دموعها، اقترب منها يجلس جوارها علي المخدع يمسد علي شعرها بعشق يخصها وحدها...
هتف يكلم نفسه :
-- عارف أنك زعلانه .. بس غصب عني يا نن عيني .. كان نفسي بس تبقي أنتى نصيبي من الدنيا وتكوني أول وآخر ست ألمسها دنيا وآخره .. سامحيني يا هنايا بحبك اوووووووي...
زفر بضيق واستقام يقف دثرها جيدا بالغطاء وأطفئ النور وخرج يغادر لغرفه يملئها مشاعر من نوع آخر......
-------------------------
الحب له مسطحات ومنحدرات،
والأمواج العاتيه للحب تصنع بحاره مهره أشداء، لكن هو قوارب روحه ذات شراع ممزق، أى رياح تعصف به كما تشاء، مقصورة ربان خافقه يملؤها أمواج من الكلام والمشاعر الجياشه، بعضها سلب وبعضها إيجاب، ولكنها بالأخير تغرق في بحار جوع المشاعر وزيف الكلام، ليتوهم انتصاره المؤقت على منحدر الحب الذى داهمه بدوامه عاتيه جرفته داخلها، ليعانى من تيارات أحاسيسه الهائجه، والآن بات حتميا عليه تعلم السباحه فى بحار عشقها ليجتاز وسط أمواجها العاتيه التى كانت من صنع يديه.........
تحت صراخها وانتحاب عينيها تسيل على وجنتيها زخات عبراتها المستغيثه أن يرحم ضعفها....
هتفت بغضب جامح :
-- دى عشان خيالك صورلك أنك ممكن تلمسني .. كنت متخيل أني هسلم لك نفسي تبقى عبيط..........
قالتها وأجهشت بالبكاء تنتفض فزعه لا تصدق ما فعلته.......
وضع يده على بطنه و صاح بعدم تصديق :
-- ايه يا مجنونة اللي انتى عملته دا .....
قالها ورفع يده أمام عينيه ليصدمه منظر يده الملطخه بالدماء، اقترب منها بألم، امسكها من رقبتها يضغط على عنقها، يكاد يزهق روحها، أخذ يرج رأسها يصدمها بالحائط خبطات جعلتها تترنح بين يديه......
تابع بذهول :
-- أنا مش مصدق اللي أنتي عملتيه .. متخيله أنك هتقدرى تهربي مني .. أزاى يعني ده أنا مش هسيبك إلا لما أطلع بروحك......
ارتخت يده من على عنقها، وانساب جسده ليهوى أرضا، بنياه الضعيف بسبب الكحليات والبودره المخدرة التى يتناولها، جعلته ينزف بغزاره، ويلتف برأسه دوار يفقده السيطره على نفسه.......
أما هى ظلت تصرخ، وتنتحب تنهر نفسها، جثت جواره أرضا، تضع يدها علي جرح بطنه....
هتفت برجاء :
-- فوق أرجوك .. مش قصدى أعمل كده .. بس أنت اللى أجبرتنى......
قالتها وهرولت تفتح حقيبتها تأخذ زجاجة العطر فى محاوله منها لايفاقته......
دقائق واستفاق ينظر لها مبتسما قائلا :
-- انتي بتعيطي ليه .. عمر الشقي بقي....
قالها وبسط يده لها هامسا بتعب :
-- ساعديني أقف .. وأرجوكي بلاش تعيطي عشان تقدرى تساعديني.....
ردت عليه بغيظ :
-- أنت بتهزر .. أكيد أنت مش طبيعى......
زفرت بحنق وأمسكت يده تجذبه ليقف أسندته فى وقفته المترنحه وأخذته تجلسه على أقرب مقعد .....
بألم مبرح تكلم ريان :
-- أرجوكي حاولي تقلعيني القميص بتاعي .. والبسيه عشان أنا ممكن أموت في أي وقت .. وأكيد الدنيا هتتقلب منا يا بت مش راجل عادى...
قالها بتعب ليصدح صوته بسعال مختنق هاتفا بأمر :
-- لو حد سألك قولي أنك لاقتيني مرمي بره قدام مكتبك.....
بترقب طالعته هاتفه :
-- أنت بتنزف مالوش لازمه الكلام ده .. وبعدين انت عاوز تقلع القميص ليه....
قالتها وهى تبحث عن جوالها هاتفه :
-- أنا هتصل علي أحمد أخويا يحى لازم يلحقك ويوديك المستشفي...
استقامت تمشي لتنفيذ ما قالته، أمسك رثغها هاتفا بأمر من بين أسنانه :
-- راحه فين .. ألبسي القميص عشان توصليني العربيه بتاعتي .. ومحدش يشوفك كده......
تتطلعت لهيئتها وثيابها الممزقة بفزع وارتبكت مما تفوه به قبضت علي طرفي فستانها تحاول أن موارات جسدها من أمام عينها
تحامل علي نفسه وأخذ يٌشلح عنه قميصه بألم طاغى، نزعة عنه ومد يده يعطيه أياه......
رمقته باستغراب وبسطت يدها وأخذته ترتديه هاتفه بحنق :
-- أنت أكيد مريض وعندك انفصام في الشخصيه .. هتروح فين وأنت بالشكل ده .. لازم أطلب أحمد هو اللي هيلحقك......
أما عنه نظرا لتشبع جسده بالكحوليات والمخدرات ساعدته فى سيولة ونزف دماء كثيره سيطر على عينيه غمامه فأصبحت رؤيته ضباببه، اجتاحه الدوار للمره الثانيه جعل الدنيا من حوله تدور كالسواقى، مابين الصحو والإغماء هتف :
-- أرجوكي ألبسي القميص يا منقذتي.....
قالها واستسلم مغشى عليه فى ظلمة أفعاله بينما يردد بلسان قلبه.......
لا تفلتِ يدي الآن بعدما ظن القلب أنكِ منقذتي.. إفلاتك لي الآن يعني سقوطٍ مستمرٍ في قاعٍ سحيقٍ لا علم لي بمداه أو ظلمته........
انتحبت بسنت هاتفه ببكاء :
-- أرجوك يا"ريان" فوق عشان خاطرى .. أنا مش حمل أشيل ذنبك......
تركته واستقامت أخرجت هاتفها من حقيبتها تحدث نفسها :
-- لو اتصلت علي أحمد هيعرف اللي عمله وممكن يقتله .. ولو سبته هيموت وهروح في مصيبه....
اهتدت لفكره وتابعت :
-- بس هي غمزه اللي هتنقذني وقامت بالاتصال عليها......
---------------------------
نظرا لصخب إحتفال السبوع رنين الهاتف لم يسمع فحاولت عدة مرات الى أن أتاه الرد
ردت عليها غمزة بصوت عالى ولكن لم يتراقى إلى مسامعها كلامها، استقامت مشت قليلا لتحدثها بعيد عن ضوضاء أصوات تحطيب العصا والضرب على الطبول والعزف عالمزمار .....
بينما فهد منذ جلوسه وهو يضعها صوب عينيه، شاهد نهوضها القلق ، فضوله حثه على الذهاب وراءها واستطلاع ما بها.....
ردت عليها غمزة بتساؤل :
-- أيوه يا بُسْبُسْ أنتى اختفيتي فين .. أحمد وعبدالله بيسألوا عليكي.....
أجابتها بسنت بصراخ :
-- أهدى واسمعيني شويه .. أنا قتلت "ريان الراوى" في المكتب عندى .. ومش عارفه اعمل أيه......
غمزه بصدمه عقبت :
-- قتلتيه أزاى .. وأيه جابه عندك المكتب أصلا....
كانت تحدثها وهى تذهب كى تستقل الموتوسكل خاصتها، ظلت تبكى وتسأل بآناً واحد.......
بسنت ببكاء انتحبت بصراخ :
-- ده وقت تحقيق .. أخلصي اتصرفي هاتي أحمد وتعالي بسرعه......
غمزه زفرت بغضب :
-- أنا جيالك أهدى "أحمد" أيه ده ممكن يقتله مش ينقذه.....
صعدت الماتور وساقته بأقصى سرعه، فى نفس الاثناء استمع لحديثها "فهد"، لا يعلم من الطرف المقابل التى تهاتفه، ولكن هيئتها لا تنم على خير .......
-------------------------
استقل سيارته وغادر يتتبعها، يتملك منه الفضول لمعرفة ما خطبها، وماذا حدث ليجعلها تنهار باكيه بهذا الشكل........
حدث نفسه بقلق :
-- أيتها النمره الشرسه....
ما بكي وما الذى أبكاكي.....
هل يليق أنا تدمع عيناكي حبات من الالماظ كي تجرح قلبي......
تمنيت أن تعلمي أن كل دمعه من دموعك رصاصه تقتل روحي وتهدم كياني.......
مرء قليل من الوقت لتصل لمكان أختها، ضربت مكابح الماتور و اوقفت عنوه، ركنت الماتور بإهمال جوار جدار العماره وصعدت تهرول لمكتب أختها، جرت تدخل لها وتناست تغلق الباب الخارجي للمكتب.....
عند "فهد" استوقف بسيارته بعيد عنها قليلا، لاحظ توقفها ودخولها لمبنى سكنى أول مره يراه، انتظر يشاهد ماذا ستفعل، وعند اختفائها داخل المبنى، هبط يصعد ورائها، رفع رأسه يتطلع للمبنى لاحظ وجود يافطه إعلانية عليها اسم "بسنت وعزت"والدها، سأل نفسه ترى ماذا حدث هل المشكله مع أختك، ولكن كيف وهى كانت معنا باحتفال السبوع، نفض عن رأسه حديث لن يجدى نفع، وصعد يستكشف ما خطب غمزة وأختها وما أسباب حالة الهلع التى هى عليها.......
جرت بخوف على غرفة مكتبها، دخلت لتصعق من منظر الدم الملطخ على القميص الذى ترتديه "بسنت" وشكلها وهى تجثى بجوار الكرسى الجالس عليه "ريان"، هرولت عليها تأخذها بحضنها تبث لها الأمان الذى أفتقدته فى الوقت المنصرم.....
جسدها خاوى كمن فقد الحياه، وجهها فقد نضارته من ارتعاد أوصالها لهجومه الضارى عليها، عيناها زائغتان فقدت ضيها وبريقها من هول ما رأته على يده الغاشمه، شفتاها ضاع حمرة كرزتيها فى ارتجافها وزرقتها، أسنانها تصطك بارتعاش وكأن برودة الأسكيمو وضعت داخلها.......
رفعت 'بسنت" يدها التى تضغط بها على جرح "ريان" لتتفادى أن ينزف أكثر، بارتعاش بسطت يدها تمدها ل "غمزه"، ارتجف لسانها وتلعثمت مخارج الحروف وهتفت ببكاء :
-- شوفي يا غمزه أنا قتلته .. بس هو اللي حاول يعتدى عليا .. وكدب عشان يجبني علي هنا.......
حاولت "غمزة" امتصاص غضبها وهتفت :
-- أهدى وأنا هحاول اتصرف......
أخذتها بأحضانها تمسد على ظهرها تحاول تهدئة روعها، والتفكير فى حل سريع لإنقاذ الموقف، ثوانى واستمعوا لرنين جرس المكتب، بخضه فَزِعَه تطلعوا الاثنتين لبعضهما والخوف يسيطر عليهم من افتضاح الأمر........
---------------------------
باضطراب وقفت "غمزه" تعتدل شلحت عنها جاكيتها، وجثت تلتقط حجاب رأسها الملقى على الارض بإهمال أخذته واستقامت هاتفه :
-- البسي ده ولمي شعرك بطرحتك .. وأهدى وأنا هخرج أفتح أشوف مين........
بهلع ترجتها "بسنت" هاتفه :
-- بلاش تفتحي عشان خاطرى .. أحنا لازم نتصرف دمه هيتصفي.......
عقبت غمزه مهدئة لفزعها :
-- أهدى أنا هفتح وهتصرف وهجيب أحمد يشوفه .. بس أهدى واضغطي علي الجرح......
قالتها وذهبت تفتح لترى من بالباب، صدمه احتلت وجهها وهى ترى فهد أمامها....
حاولت وصد الباب بوجهه، ولكن كان هو الأقوى، دفع الباب بقوه وولج للداخل، تطلع لها بغضب، ينظر لما ترتديه بعد أن خلعت عنها جاكيتها ليظهر جسدها بشميز بفتحة عنق كبيره تظهر بداية نهديها، يضيق على صدرها ليبرز استدارتهم......
أردف بامتعاض غيور :
-- أيه شكلك ده وأزاى تفتحي الباب بشكل ده، وفين جاكيتك اللى كنتى لبساه.......
غمزه بصوت عالي صدحت تكيل له :
-- أنت بتعمل أيه هنا .. وهي زريبه أهلك عشان تدخل بالشكل ده .. ونازل أسئله تكنش من باقية أهلى عشان تحقق معايا .. أنا أصلاً مش طيقه أشوف خلقت حد منكم .. أمشى اطلع برا مش مرغوب فيك هنا.......
قالتها وهى تأخذ الغرفه ذهابا وأيابا دموعها تنهمر على وجنتيها، تحاول ايقافها ولكن خذلتها لتتمرد عليها ليظهر ضعفها التى تحاول أن تواريه........
فهد بتريث أردف :
-- أهدى بس مالك ليه منهاره كده وبتعيطي ليه .. وبتعملي أيه هنا.....
وقبل أن يستكمل كلامه استمع لصوت "بسنت" يصدح بصراخ.......
ارتعبت "غمزه" على أختها هرولت تجرى للداخل، وتناست امر "فهد"، جثت جوارها بذعر هاتفه :
-- معقول يكون مات.......
توجسه وشكه بأمرها زاد، هرول ورائها ليستمع اخر كلماتها أردف بحيره :
-- مين اللي مات...
جحظ بذهول من رؤيته ل "ريان"، سريعا اقترب منه، وضع يده على العرق النابض برقبته ليطمئن انه مازال على قيد الحياه.......
صدح بغضب :
-- مين عمل فيه كده........
بشجاعه مزيفه نظرت له بسنت هاتفه :
-- أنا اللي عملت كده .. هو كان عاوز يعتدى عليا .. وأنا دافعت عن نفسى وضربته بالسكينه......
أردف فهد بصياح :
مش وقت كلامك ده .. لازم انقذ أخويا الأول.....
دنى "فهد" منه يحاول إسناده ليقف، ولكن تراخى جسد "ريان" لم يساعده لانتشاله من مكانه.....
صدح بغضب :
-- ساعدينى ننقله المستشفي بسرعه......
انهارت بسنت باكيه، لم تعد لديها القدره ليتثنى لها المساعده
استوحش داخلها غضبه على شقيقتها، كل همه أخيه فقط.....
صاحت بسخط والاستهجان يسيطر على كلامها :
-- انت عبيط بتزعق فى مين .. أحنا هنوديكم فى ستين داهيه .. أخوك جاى يتهجم على أختى فى مكتبها .. وأنت كل همك تنقذه وتساعده عشان ميتفضحش .. أنا هخرب بيتكم وأجرسه فى البلد كلها.....
ترك أخيه وهرول لها يكتم فمها من الثرثره التى حتما ستؤذى سمعة كليهما......
أردف بغيظ :
-- أخرسى ياغبيه .. أول واحده هتضر وتتفضح أختك .. وأى حد هيقول جيباه هنا بمزاجها .. خصوصا انها كانت معنا فى السبوع هى وهو .. افهمى وبطلى تسرع.....
نفضت يده من على فهما، واستدارت تلف حوله بهياج هاتفه بنزق ساخط :
-- خوفت أنا وأتهتيت من الكلمتين دوول .. لأ يابابا فوق أحنا معنا عالتليفون الرساله اللى استدرجها بيها عشان تخاف وتيجى تطمن على مكتبها ..
تابعت باستنكار :
-- أنت بتحاول توهمنى بخوفك على سمعة أختى .. لأ يبقى لسه متعرفنيش .. أخوك ده حيوان معتدى .. انعدمت فيه الرجوله والشرف .. الناس اللى مدت أيديها ليكم بالمساعده وقت شدتكم كان جزاتهم أن أخوك حاول ينتهك عرضهم وشرفهم .. وأنا مستحيل أخليه يفلت بعملته لازم يتحاسب......
تشنجت عضلاته، يجز على نواجزه بغيظ من تيبس رأسها وعدم فهمها للأمور، كور يده يفرغ فيها شحنة غضبه حتى لا يطيح برأسها العنيده، تطلع ل"بسنت" الباكيه، يستجديها بنظراته لعلها تتفهم مقصده الصحيح...... أومأ برأسه يتفهم عليها انهيارها وسخطها، يوعدها بميثاق شرفه أنه سيجلب حقها مهما كلفه الأمر، ولكن الآن عليها مساعدته حتى يتثنى طمث هوية ما حدث........
هزت رأسها بقبول فكرته، فهى على صعيد آخر ترتعب من فكرة التشهير بسمعتها هى وأسرتها، رغم قوتها ولكن يظل الجانب الخفى من الأنثى يتأثر بالقيل والقال فى ظل مجتمع يسمع ويصدق دون تحليل وبينه.......
خطت "بسنت" باتجاه "غمزه" التى تتحرك بعشوائيه كسرحانه شرسه تزأر لافتراس فريستها، والانقضاض عليها والنيل منها......
حاولت كتم شهقاتها وتسللت تقف خلفها وهتفت بتريث :
-- أبعدى أنتى وأنا هساعده .. مش عايزين المشكله تكبر .. عشان خاطرى مش عايزة اتفضح يا"غمزة" .. لمى الموضوع دالوقت .. لما نشوف "فهد" هيعمل أيه.....
قالت حديثها واقتربت تساعد "فهد" تسند "ريان" لتوصيله للسياره.....
وقفت "غمزة" تتخصر أمامه هاتفه بتحدى :
-- أنا هاجي معاك عشان أضمن أنك مش هتبلغ علي أختى.......
رد عليها "فهد"من بين أسنانه :
-- روحي خدى أختك وروحوا البيت .. وإياك حد يعرف حاجه من اللي حصلت ..
أكمل بأمر يصرخ عليها بصوت عالى :
-- مفهوم .. ردى .. مفهموم ..
أنتي لسه هتفكرى .. ده مش وقت تفكير .. اخلصى أمشى بسرعه......
ناطحت كلامه هاتفه :
-- أنت مجنون ومغرور على نفسك .. أخوك غلطان وليك عين تتشرط علينا .. بالسلامه خد أخوك انقذه بمعرفتك .. مالكش مساعده عندنا .. أنا لو عليا أطلع بروحه بأيدى وأريح البشريه من معتدى غاصب زيه....
أنهت كلامها ونفضت يد "بسنت" من على ريان، ليترنح بوقفته يرمى ثقله على "فهد"......
تقهقرت "بسنت" للخلف جلست بزاوية الغرفه، تضع يدها على وجهها تجهش بالبكاء يرتعش جسدها فزع وهلع من وضعها وما آلات له الأمور......
تحكم فهد بانفعالاته وأردف بحده :
-- تمام .. أنا هتصرف .. أمشي من وشي وخلي بالك من أختك.....
وأكمل بتحذير لآخر مرة :
-- وإياك حد يعرف....
قالها واستدار يلف ساعديه بحمايه حول جسد أخيه.....
هتف بخوف :
-- ريان أنت سمعنى .. حاول تساعدني ننزل .. عشان أعرف اسعفك .. دمك اتصفى ياحبيبى ..
أومأ "ريان" رأسه بضعف، يسحف بقدميه بصعوبه، خطى بجواره كى يهبط للأسفل، تمايل يسند جسده على أخيه، بينما "فهد" يضمه بخوف سحب المفرش الموضوع على المنضده يضعه على الجرح يضغط بيده بقوه ليمنع تدفق نزيف دمه ليقلل من نسبة الضرر، وحرصا على عدم تلويث درجات السلم ومدخل المبنى حتى لا يفتضح أمرهم.....
هرولت "غمزه" لأختها هاتفه :
-- قومي يالا نقفل المكتب ونروح البيت .. مش عايزاك تخافى .. أحنا اللى معنا الحق.....
بهستريه هتفت "بسنت" بانهيار :
-- هيموت صح .. هيموت صح ظلت تكررها وضمت ساقيها على صدرها، جسدها يهتز وشهقاتها تعلو وتعلو.....
تابعت تتكلم ببكاء ونحيب :
-- ما هو مكنش في حل غير أنه يموت .. يا أنا أموت .. ومقدرتش أموت كفره .. بس هو معتدى حلال فيه القتل.....
حاولت "غمزه" انهاء الحوار هتفت تواسيها :
-- خلاص اللي حصل حصل .. يالا عشان نروح وترتاحي .. وسبيها علي الله .. واللي فيه الخير يعمله ربنا.....
استقامت "غمزه" ترتب المكان من الفوضى التى حدثت به، أنتهت واعتدلت تخطو جوار "بسنت" التى تمشى بصعوبه ، لا تتفوه بكلمه دموعها هى من تتكلم فقط تحكى معاناة ما عاشته.......
-----------------------
بينما تخطو "غمزة شارده فهى واقعه بين حجرى الرحايا، مشاعرها التى بدأت تنمو تجاه "فهد"، وبين أختها وسمعتها، حشذت عزيمته بأن ما فعلته هو الصواب، هذه المشاعر لابد من وئدها وهى فى مهدها فهى محكوم عليها بالفشل........
على صعيد آخر هبط "فهد" بأخيه بصعوبه أجلسه على المقعد المجاور للسائق وانطلق سريعا فى محاوله منه لانقاذه، حاله لا يقل عنها يقود بشرود يعتمل داخله بمشاعر أضرمت أحاسيس متخوفه من القادم، قلبه مشطور بين حبيبته التى كان على وشك أن يصرح لها بحبه، وبين أخيه وسلوكه الغير مقبول الذى وضعه بموقف مخجل مع من عشقها...........
-----------------------
يتبع.........