رواية ست البنات الفصل التاسع 9 بقلم زينب سمير
الفصل ( 9 )
اسرع حسن بخطواته لحيث غرفة الصالون لحيث توجد نوران كما اخبره كريم ليجدها تكاد تجلس علي المقعد وما ان رأته حتي اعتدلت وسارت بأتجاهه بخطوات متوترة وهي تنظر للاسفل حتي توقفت امامه لترفع عيونها وتنظر له وببسمة خفيفة هتفت:-حمدلله علي سلامتك
توتر لـ لحظة وهو الذي لم يتوتر من قبل لاجل فتاة !
وثم رد بنبرة حاول ان لا يظهر فيها توتره:-الله يسلمك
رفعت يدها قليلا امامه ليجد بوكية من الورد اخذه منها وهو يبتسم ويغمغم بمرح:-الاول ملحقتش اتهني بيه والمطعم اتكسر
ضحكت بخجل وهي ترد:-دا بدال اللي ضاع
وثم تابعت وهي تنظر لـ الموجودين بخجل:-انا اسفة اني جيت من غير ميعاد وفي الوقت دا
كانت توجه حديثها لفوز وابنتها وجنات...
فقالت فوز بنبرة سريعة مرحبة:-اية اللي بتقوليه دا يابنتي دا انتي نورتينا
نظرت للاسفل وهي تهتف:-انا بس عرفت من سمر امبارح وقولت اجي اطمن عليك
وبهمس خافت اكملت جملتها:-قبل ما اروح الكلية
كان مازال لم يستوعب الامر ولكن رغم كل هذا هو سعيد بتلك الزيارة
نظرت لـ السيدة فوزية وهي تتابع:-انا لازم امشي دلوقتي
تقدمت فوزية منها حتي وقفت امامها وبنبرة جادة اردفت:-والله ما هيحصل انتي لازم تفطري معانا
جائت لتعترض فقاطعتها رضوي تلك المرة:-مش هتقدري علي ماما والله واهو يبقي بينا عيش وملح
توردت وجنتيها بخجل وهي تؤمي بحسناً
فخطفتها رضوي من يدها واسرعت بها للخارج وهي تقول:-تعالي بقي نروح اوضتي نتكلم فيها شوية لحد ما الفطار يجهز
واختفوا من امامه متجاهلين حسن الذي وقف يراقب رضوي بغيظ
هتفت جنات بهمس بجوار اذنه:-بس مين القمر دي
ببساطة اجاب وهو مازال ينظر لحيث الباب الذي اختفت خلفه:-صاحبة سمر
غمزت له ب
مرح:-بس
_اها بس
لكن بداخله يوجد الكثير يجمعه بها .. يوجد اكثر مما يتصور او حتي تتصور جنات
______________________________
خرج من غرفة النوم بالوقت نفسه الذي فتحت فيه صباح غرفة ابنها كريم وخرجت منها حيث قضت ليلتها فيها باكية لتتقابل عيونهم بنظرة طويلة صامتة ابلغ من اي حديث
كانت صامتة وهذا ليس من عادتها ولهذا هو ل حتي الان لا يفهم ما يجول بخاطرها بالضبط..
تقدم منها حتي وقف امامها وهتف بصوت منخفض بعض الشئ:-صباح
لم ترد او تبدي اي رد فعل فتابع:-ممكن نتكلم بهدوء
نظرت له بتفكير لـ لحظات ثم اؤمات بنعم فأشار لها ان تتبعه لحيث غرفتهم فتوجهت خلفه بخطوات تكاد تكون بطيئة حتي وصلوا لها
فجلس علي الاريكة التي توجد بها وهتف بهدوء:-انا عارف ان قراري دا جه بطريقة مفاجأة وانك مكنتيش متوقعة كدا بس دي الطريقة الوحيدة اللي كانت تنفع اني اقولك بيها علي قراري
هتفت وقد بدأ الغضب ياصاعد لها مرة اخري:-انك تحطني قدام الامر الواقع
تنهد واجاب:-صباح انتي مش جاهلة انتي واحدة متعلمة وفاهمة ان دا حقي
تحولت ملامحها للشراسة وهي تجيب:-انا متعلمة في كل حاجة الا في الموضوع دا .. لما اكون مقصرة معاك يبقي تعمل كدا ياعلي .. لكن انا مش مقصرة بتاكل احسن اكل مفيش مرة قولتلك اني مشغولة ابنك رغم انه قاعد في الشارع طول الوقت الا انه متفوق بيتك ونضيف عايز اية تاني
صرخ بعنف:-مش مرتاح .. مش مرتاح من تفكيرك وطريقتك .. شوفي البيت اللي بتقولي عليه نضيف شوفي الوانه وذوقك.. شوفي هدومك وهدوم ابنك .. شوفي الفلوس اللي بسيبها وشوفي اللي بتجيبيه انا مش مرتاح مش عارفه تعيشي صح ولا عارفه تعيشينا .. انتِ صباح ؟ انتِ واحدة يدوب في التلاتينات ؟ انتِ كأنك عجزتي بشكلك وبطريقتك وحتي بتصرفاتك شغالة تنتقدي اي حاجه وكأنك ست عجوزة بتغيري من جنات رغم انكم زي بعض وبتتعاملوا بنفس المعاملة .. طريقتك غريبة .. احوالك غريبة انا مش مرتاح وانا عايش كدا
صاحت بغضب:-تروح تتجوز عليا بقي علشان مش عجباك بدل ما تقولي اغير من نفسي
تقدم منها لخطوات قوية حتي وقف امامها وهتف وهو يهزها بقوة:-وهو انا منصحتكيش وقولتلك تغيري من نفسك ؟! دا انا كل يوم بقول صباح تصرفاتك تتغير صباح طريقتك تتغير صباح الفلوس في الزفت الدرج صباح اشتري صباح اعملي وانتي اية ؟؟ تروحي مع جنات تاقفيلها علي الواحده وتبقي مش عيزاها تشتري ولما ترجعي تقولي كان نفسي كان نفسي .. انا مبقيتش فاهمك بجد ، بتغيري .. طيب علي اية وامتي دا حصل ولما بتغيري مش بتصلحي من نفسك ليه
قاطعته بضيق:-انت لو عايز تتجوز اتجوز مش هقولك لا
نظر لها مذهولا بينما هي اقتربت منه الخطوات التي ابتعدها واكملت حديثها:-بس يوم ما اقولك طلقني تطلقني ويوم ما تقصر في حقي مش هيحصل كويس ويوم ما تنسي ابني مش هسكت ويوم ما مراتك تغلط فيا او فيه هقلب الدنيا دي ياعلي .. عايز تتجوز اتجوز .. يمكن انا اتغيرت ومبقتيش زي الاول زي ما بتقول وزوقي اتغير وتصرفاتي اتغيرت ويمكن اتغير مية مرة كمان وللاسوء كمان بس هفضل ست وهتفضل كرامتي اهم حاجة في حياتي
وابتعدت عنه وتركته وحيداً ينظر لاثرها بذهول وعدم فهم
________________________________
كانت تجلس مع رضوي في غرفتها والتوتر يسود علي ملامحها فرضوي عفوية ومرحة تتحدث كثيرا دون فواصل بينما هي ليست متعودة علي ذلك لا تتقابل مع الكثير وكل من تعرفهم حديثهم قصير حاولت ان تنسجم معها ولكن لم تعرف كيف تفعل هذا
تنهدت وهي تستمع لحديث رضوي:-انتي هادية خاالص كدا دايما ولا علشان دي اول مقابلة ما بينا
نظرت لها وتحدثت بصراحة:-لا انا دايما كدا مش بعرف اتكلم كتير خاصةً لو اول مقابلة
قالتها وهي تنظر للارض في اخر جملة لتقول رضوي:-غريبة ! اللي اعرفه ان الناس النضيفة دي بتكون اجتماعية اوووي
ضحكت علي لفظ .. نضيفة .. ولم ترد بينما اكملت رضوي:-متعرفناش لـ دلوقتي بطريقة صح
تنهدت ثم تابعت:-انا رضوي العطار في اولي كلية تجارة
مدت يدها لها وهي تقول:-انا نوران في تالتة اعلام
سلمت عليها وهي تقول بذهول:-اعلام .. واووو اهلك وافقوا عادي عليها
حركت كتفيها علامة علي الاعتيادية وهي تجيب:-اها وافقوا عادي .. هو فيها حاجة
هتفت بأحراج:-لا بس في ناس مش بترضي تخلي بناتها تظهر علي التلفزيون وكدا
اؤمات بتفهم وهي ترد:-لااا هما موافقين عادي
ثم تمعنت في حديثها جيداً .. ابويها اكثر البشر خوفا علي اولادهم فكيف وافقوا علي تلك الكلية
هل بالنسبة لهم حلمها اهم من اي مشاعر خوف
ام انهم يفكرون بجعلها الا تعمل ابداً !!!!
طرقت بتلك اللحظة جنات علي الباب ودخلت وهي تقول:-يلا الفطار جاهز
وقفت ونظرت لها بتوتر فلا تعرف كيف ستجلس معهم علي طاولة واحدة وماذا اذا كان هناك رجالا ؟!
دخل بتلك اللحظة حسن وهتف بصوت جاد:-رضوي هتاكلي انتي وجنات ونوران في اوضة الصالون علشان نوران مينفعش تقعد مع اخواتك
وثم تركهم وغادر بعد ان رمقها بنظرة اخيرة
لتتوتر هي بينما هتفت رضوي بحرج حاولت ان تخفيه:-حسن مش عايزك تقابلي اخواتي الرجالة شكله بيغير
هتفت بها بضحك لتبتسم الاخري بوجنتين متوردتين .. حمداً لله انها ستأكل مع فتيات فقط وحمداً لله انه قرر ذلك فكانت لن تستطيع ابدا ان تجلس علي طاولة واحدة يجمعها فيها برجال لا تعرفهم
_________________________________
كان غاضب .. لا يستطيع ان يكذب ومازال ايضا
فملابسها تغيظه وتجعله يغضب .. كل ملابسها قصيرة ، ضيقة ، ترتدي اشياء لا يستطيع اي رجل ان يتحملها علي محبوبته .. لحظة محبوبته ! اي محبوبة تلك
بالطبع هو جن .. فلتذهب لـ الجهنم السابعة وترتدي ما تريد
هي لا تخصه اصلا .. من يراها هكذا يراها
حسناً يراها ولكن بعد ان يعنفها اولاً علي ذلك الفستان القصير الذي ترتديه .. اي فستان بحق الله
هي فقط ترتدي قطعة من القماش لا تستر ولا تخفي
لعن الله من صنع ذلك الزي
راقبت والدته ملامحه الواجمة التي تتغير بين كل ثانية والاخري وهتفت:-حسن .. مالك ياحبيبي
نظر لها ورد:-مفيش ياماما
ربتت علي كتفه حيث كانت تجلس بجواره وهتفت بحنان:-طيب كل كويس .. انت تعبان
اؤمئ بحسناً وهو يحاول ان يبتسم .. بينما قال كريم بمرح:-بس المزة اللي جوة دي ياحسن عرفتها منين
نظر له بغل من نعته اياها بذلك اللفظ وثم نظر لاخويه وابيه الذين يملكهم الفضول ويريدون ان يعرفوا من تلك .. فضول ممزوج بتوجس يغلق علي قلب شوقي وهمام
تنهد وهو يرد:-دي صاحبه سمر اللي جت قبل كدا .. الاجنبية علي رأي صباح
قالها ونظر لـ "علي" وثم تابع حديثه وراح يقص عليهم موقفه معها السابق وحينما انقذها من ذلك العاصم
وثم زيارة المطعم وتفاجئه بزيارتها له والتي اسعدته بشدة الحقيقة
_____________________________
كانت تنظر لمنزل حسن بتوتر ف نوران من وقت ان دخلت لم تخرج لـ الان
بالحقيقة هي تفاجأت من قراراها بزيارته تلك .. هي فقط كانت تقص عليها احداث اليوم وما حدث بعد مغادرتها لتجدها فجأة تقرر ان تزوره وهذا غريب علي طباع نوران
لم تنتبه لاخيها وسط هذا الشرود الي صرخ فجأة بأذنها:-سمــر
انتفضت مرة واحدة ونظرت له بغيظ ليضحك هو عليها وثم نظر لحيثما تنظر وهتف:-بتبصي علي اية
سمر:-مفيش .. مش هتروح كليتك بقي
تنهد وهو يقول:-لا مش هروح انهاردة .. بس هروح اذاكر شوية مع صاحبي
بسخرية هتفت:-تذاكر ولا تراقب
نظر لها بعدم فهم مصطنع ممزوج بصدمة من معرفتها بالامر لتكمل هي:-فاكرني مش عارفة انك بتروح عنده علشان تراقب رضوي من ناحية بيتهم التاني من غير ما تشوفك
نظر لها بجمود ولم يرد فتابعت:-انت لسة صغير ياابراهيم علي الحاجات دي
قال بسخرية:-وصغير برضوا علي اني اناسب عيلة العطار
تنهدت وهي تجيب:-اديك عارف يبقي بتمسك في آمال دايبة ليه ؟
نظر لها بضيق ولم يرد بينما اكملت هي:-هما صح تفكيرهم مش كدا بس برضوا انت مش هترضي ترتبط بواحده مصاريفها لوحدها بمصروف الشهر بتاعنا كله
زادت ملامحه ضيقاً وجموداً وهي لم تترك له فرصة بل تابعت:-وبعدين هي ولا تعرف بمشاعرك ولا حاسة بيك يعني مثلاً مش هنقول هتحارب علشانك
تنهد ونظر لها وهتف بنبرة سخرية لا تناسب سنوات العشرين:-خلاص ياسمر انا فاهم دا كله
اؤمات بحسناً والحزن يملئ قلبها عليه .. تعلم وجعه هذا في ان تحب مَن لا يمكن ان يجمعك قدرك به
بينما تساءل هو:-مش هتروحي جامعتك
_مستنية نوران تنزل
ونظرت لحيث منزل حسن .. صديق الطفولة وربما الشباب والاخ والسند لها في بعض الاحيان
_______________________________
خرجت رضوي لهم بعد ان انتهوا من تناول الطعام وهتفت لحسن:-نوران عايزة تمشي
بهدوء اجاب:-تمام .. ناديها انا هنزلها
لتدخل وبعد لحظات خرجت معها لتجدهم يجلسون في الصالة لتتوتر وهي تنظر لـ الارض كعادتها فقالت رضوي معرفة:-بابا
واشارت له وثم لاخويه الاخرين:-واخواتي همام وعلي
تقدمت من والده وسلمت عليه وبرقة مالت قليلا لتقبل يده بحنان فأتسعت بسمته دون شعور منه اما الاخر فنظر لها بغضب وهو يري فستانها القصير الذي ارتفع قليلا وهي تميل
اعتدلت ونظرت لحيث الاخرين وحيتهم برأسها ولكن خجلت من ان تتقدم نحوهم
كان "علي" يراقبها وبداخله سؤال .. ماذا ستفعل صباح ان رأتها الان امامها استحيها ام ستفعل كما اعتادوا وستعمل علي احراجَها
ولانها صباح ولانها لم تتغير توقع انها ستحرجها بالتأكيد
اشار حسن لها بأن تسير امامه لتفعل ذلك وهو خلفها حتي خرجوا من الشقة اخيرا وهبطوا درجات السلم لـ تهتف وهي تنظر له:-انا هكمل لوحدي خليك هنا علشان متتعبش
ابتسم وهو يهتف:-لا متخفيش علي تعبي والحقيقة انا اصلا عايزك في موضوع مهم
ودون ان تفهم حديثه وتستعبه وجدته يمسك يدها ويلفها حتي ثبتها علي الحائط وحاصرها بينه وبين الحائط بذراعيه دون ان يلمسها
نظرت له بتفاجئ وخضه بينما هتف هو ببسمة خفيفة ولكنها لـلحظة شعرت وكأنها شريرة:-اول حاجة شكرا علي الزيارة اللطيفة دي
همست بتوتر:-وثانيا
اقترب منها اكثر ووو
_________________________
يتبع...
اسرع حسن بخطواته لحيث غرفة الصالون لحيث توجد نوران كما اخبره كريم ليجدها تكاد تجلس علي المقعد وما ان رأته حتي اعتدلت وسارت بأتجاهه بخطوات متوترة وهي تنظر للاسفل حتي توقفت امامه لترفع عيونها وتنظر له وببسمة خفيفة هتفت:-حمدلله علي سلامتك
توتر لـ لحظة وهو الذي لم يتوتر من قبل لاجل فتاة !
وثم رد بنبرة حاول ان لا يظهر فيها توتره:-الله يسلمك
رفعت يدها قليلا امامه ليجد بوكية من الورد اخذه منها وهو يبتسم ويغمغم بمرح:-الاول ملحقتش اتهني بيه والمطعم اتكسر
ضحكت بخجل وهي ترد:-دا بدال اللي ضاع
وثم تابعت وهي تنظر لـ الموجودين بخجل:-انا اسفة اني جيت من غير ميعاد وفي الوقت دا
كانت توجه حديثها لفوز وابنتها وجنات...
فقالت فوز بنبرة سريعة مرحبة:-اية اللي بتقوليه دا يابنتي دا انتي نورتينا
نظرت للاسفل وهي تهتف:-انا بس عرفت من سمر امبارح وقولت اجي اطمن عليك
وبهمس خافت اكملت جملتها:-قبل ما اروح الكلية
كان مازال لم يستوعب الامر ولكن رغم كل هذا هو سعيد بتلك الزيارة
نظرت لـ السيدة فوزية وهي تتابع:-انا لازم امشي دلوقتي
تقدمت فوزية منها حتي وقفت امامها وبنبرة جادة اردفت:-والله ما هيحصل انتي لازم تفطري معانا
جائت لتعترض فقاطعتها رضوي تلك المرة:-مش هتقدري علي ماما والله واهو يبقي بينا عيش وملح
توردت وجنتيها بخجل وهي تؤمي بحسناً
فخطفتها رضوي من يدها واسرعت بها للخارج وهي تقول:-تعالي بقي نروح اوضتي نتكلم فيها شوية لحد ما الفطار يجهز
واختفوا من امامه متجاهلين حسن الذي وقف يراقب رضوي بغيظ
هتفت جنات بهمس بجوار اذنه:-بس مين القمر دي
ببساطة اجاب وهو مازال ينظر لحيث الباب الذي اختفت خلفه:-صاحبة سمر
غمزت له ب
مرح:-بس
_اها بس
لكن بداخله يوجد الكثير يجمعه بها .. يوجد اكثر مما يتصور او حتي تتصور جنات
______________________________
خرج من غرفة النوم بالوقت نفسه الذي فتحت فيه صباح غرفة ابنها كريم وخرجت منها حيث قضت ليلتها فيها باكية لتتقابل عيونهم بنظرة طويلة صامتة ابلغ من اي حديث
كانت صامتة وهذا ليس من عادتها ولهذا هو ل حتي الان لا يفهم ما يجول بخاطرها بالضبط..
تقدم منها حتي وقف امامها وهتف بصوت منخفض بعض الشئ:-صباح
لم ترد او تبدي اي رد فعل فتابع:-ممكن نتكلم بهدوء
نظرت له بتفكير لـ لحظات ثم اؤمات بنعم فأشار لها ان تتبعه لحيث غرفتهم فتوجهت خلفه بخطوات تكاد تكون بطيئة حتي وصلوا لها
فجلس علي الاريكة التي توجد بها وهتف بهدوء:-انا عارف ان قراري دا جه بطريقة مفاجأة وانك مكنتيش متوقعة كدا بس دي الطريقة الوحيدة اللي كانت تنفع اني اقولك بيها علي قراري
هتفت وقد بدأ الغضب ياصاعد لها مرة اخري:-انك تحطني قدام الامر الواقع
تنهد واجاب:-صباح انتي مش جاهلة انتي واحدة متعلمة وفاهمة ان دا حقي
تحولت ملامحها للشراسة وهي تجيب:-انا متعلمة في كل حاجة الا في الموضوع دا .. لما اكون مقصرة معاك يبقي تعمل كدا ياعلي .. لكن انا مش مقصرة بتاكل احسن اكل مفيش مرة قولتلك اني مشغولة ابنك رغم انه قاعد في الشارع طول الوقت الا انه متفوق بيتك ونضيف عايز اية تاني
صرخ بعنف:-مش مرتاح .. مش مرتاح من تفكيرك وطريقتك .. شوفي البيت اللي بتقولي عليه نضيف شوفي الوانه وذوقك.. شوفي هدومك وهدوم ابنك .. شوفي الفلوس اللي بسيبها وشوفي اللي بتجيبيه انا مش مرتاح مش عارفه تعيشي صح ولا عارفه تعيشينا .. انتِ صباح ؟ انتِ واحدة يدوب في التلاتينات ؟ انتِ كأنك عجزتي بشكلك وبطريقتك وحتي بتصرفاتك شغالة تنتقدي اي حاجه وكأنك ست عجوزة بتغيري من جنات رغم انكم زي بعض وبتتعاملوا بنفس المعاملة .. طريقتك غريبة .. احوالك غريبة انا مش مرتاح وانا عايش كدا
صاحت بغضب:-تروح تتجوز عليا بقي علشان مش عجباك بدل ما تقولي اغير من نفسي
تقدم منها لخطوات قوية حتي وقف امامها وهتف وهو يهزها بقوة:-وهو انا منصحتكيش وقولتلك تغيري من نفسك ؟! دا انا كل يوم بقول صباح تصرفاتك تتغير صباح طريقتك تتغير صباح الفلوس في الزفت الدرج صباح اشتري صباح اعملي وانتي اية ؟؟ تروحي مع جنات تاقفيلها علي الواحده وتبقي مش عيزاها تشتري ولما ترجعي تقولي كان نفسي كان نفسي .. انا مبقيتش فاهمك بجد ، بتغيري .. طيب علي اية وامتي دا حصل ولما بتغيري مش بتصلحي من نفسك ليه
قاطعته بضيق:-انت لو عايز تتجوز اتجوز مش هقولك لا
نظر لها مذهولا بينما هي اقتربت منه الخطوات التي ابتعدها واكملت حديثها:-بس يوم ما اقولك طلقني تطلقني ويوم ما تقصر في حقي مش هيحصل كويس ويوم ما تنسي ابني مش هسكت ويوم ما مراتك تغلط فيا او فيه هقلب الدنيا دي ياعلي .. عايز تتجوز اتجوز .. يمكن انا اتغيرت ومبقتيش زي الاول زي ما بتقول وزوقي اتغير وتصرفاتي اتغيرت ويمكن اتغير مية مرة كمان وللاسوء كمان بس هفضل ست وهتفضل كرامتي اهم حاجة في حياتي
وابتعدت عنه وتركته وحيداً ينظر لاثرها بذهول وعدم فهم
________________________________
كانت تجلس مع رضوي في غرفتها والتوتر يسود علي ملامحها فرضوي عفوية ومرحة تتحدث كثيرا دون فواصل بينما هي ليست متعودة علي ذلك لا تتقابل مع الكثير وكل من تعرفهم حديثهم قصير حاولت ان تنسجم معها ولكن لم تعرف كيف تفعل هذا
تنهدت وهي تستمع لحديث رضوي:-انتي هادية خاالص كدا دايما ولا علشان دي اول مقابلة ما بينا
نظرت لها وتحدثت بصراحة:-لا انا دايما كدا مش بعرف اتكلم كتير خاصةً لو اول مقابلة
قالتها وهي تنظر للارض في اخر جملة لتقول رضوي:-غريبة ! اللي اعرفه ان الناس النضيفة دي بتكون اجتماعية اوووي
ضحكت علي لفظ .. نضيفة .. ولم ترد بينما اكملت رضوي:-متعرفناش لـ دلوقتي بطريقة صح
تنهدت ثم تابعت:-انا رضوي العطار في اولي كلية تجارة
مدت يدها لها وهي تقول:-انا نوران في تالتة اعلام
سلمت عليها وهي تقول بذهول:-اعلام .. واووو اهلك وافقوا عادي عليها
حركت كتفيها علامة علي الاعتيادية وهي تجيب:-اها وافقوا عادي .. هو فيها حاجة
هتفت بأحراج:-لا بس في ناس مش بترضي تخلي بناتها تظهر علي التلفزيون وكدا
اؤمات بتفهم وهي ترد:-لااا هما موافقين عادي
ثم تمعنت في حديثها جيداً .. ابويها اكثر البشر خوفا علي اولادهم فكيف وافقوا علي تلك الكلية
هل بالنسبة لهم حلمها اهم من اي مشاعر خوف
ام انهم يفكرون بجعلها الا تعمل ابداً !!!!
طرقت بتلك اللحظة جنات علي الباب ودخلت وهي تقول:-يلا الفطار جاهز
وقفت ونظرت لها بتوتر فلا تعرف كيف ستجلس معهم علي طاولة واحدة وماذا اذا كان هناك رجالا ؟!
دخل بتلك اللحظة حسن وهتف بصوت جاد:-رضوي هتاكلي انتي وجنات ونوران في اوضة الصالون علشان نوران مينفعش تقعد مع اخواتك
وثم تركهم وغادر بعد ان رمقها بنظرة اخيرة
لتتوتر هي بينما هتفت رضوي بحرج حاولت ان تخفيه:-حسن مش عايزك تقابلي اخواتي الرجالة شكله بيغير
هتفت بها بضحك لتبتسم الاخري بوجنتين متوردتين .. حمداً لله انها ستأكل مع فتيات فقط وحمداً لله انه قرر ذلك فكانت لن تستطيع ابدا ان تجلس علي طاولة واحدة يجمعها فيها برجال لا تعرفهم
_________________________________
كان غاضب .. لا يستطيع ان يكذب ومازال ايضا
فملابسها تغيظه وتجعله يغضب .. كل ملابسها قصيرة ، ضيقة ، ترتدي اشياء لا يستطيع اي رجل ان يتحملها علي محبوبته .. لحظة محبوبته ! اي محبوبة تلك
بالطبع هو جن .. فلتذهب لـ الجهنم السابعة وترتدي ما تريد
هي لا تخصه اصلا .. من يراها هكذا يراها
حسناً يراها ولكن بعد ان يعنفها اولاً علي ذلك الفستان القصير الذي ترتديه .. اي فستان بحق الله
هي فقط ترتدي قطعة من القماش لا تستر ولا تخفي
لعن الله من صنع ذلك الزي
راقبت والدته ملامحه الواجمة التي تتغير بين كل ثانية والاخري وهتفت:-حسن .. مالك ياحبيبي
نظر لها ورد:-مفيش ياماما
ربتت علي كتفه حيث كانت تجلس بجواره وهتفت بحنان:-طيب كل كويس .. انت تعبان
اؤمئ بحسناً وهو يحاول ان يبتسم .. بينما قال كريم بمرح:-بس المزة اللي جوة دي ياحسن عرفتها منين
نظر له بغل من نعته اياها بذلك اللفظ وثم نظر لاخويه وابيه الذين يملكهم الفضول ويريدون ان يعرفوا من تلك .. فضول ممزوج بتوجس يغلق علي قلب شوقي وهمام
تنهد وهو يرد:-دي صاحبه سمر اللي جت قبل كدا .. الاجنبية علي رأي صباح
قالها ونظر لـ "علي" وثم تابع حديثه وراح يقص عليهم موقفه معها السابق وحينما انقذها من ذلك العاصم
وثم زيارة المطعم وتفاجئه بزيارتها له والتي اسعدته بشدة الحقيقة
_____________________________
كانت تنظر لمنزل حسن بتوتر ف نوران من وقت ان دخلت لم تخرج لـ الان
بالحقيقة هي تفاجأت من قراراها بزيارته تلك .. هي فقط كانت تقص عليها احداث اليوم وما حدث بعد مغادرتها لتجدها فجأة تقرر ان تزوره وهذا غريب علي طباع نوران
لم تنتبه لاخيها وسط هذا الشرود الي صرخ فجأة بأذنها:-سمــر
انتفضت مرة واحدة ونظرت له بغيظ ليضحك هو عليها وثم نظر لحيثما تنظر وهتف:-بتبصي علي اية
سمر:-مفيش .. مش هتروح كليتك بقي
تنهد وهو يقول:-لا مش هروح انهاردة .. بس هروح اذاكر شوية مع صاحبي
بسخرية هتفت:-تذاكر ولا تراقب
نظر لها بعدم فهم مصطنع ممزوج بصدمة من معرفتها بالامر لتكمل هي:-فاكرني مش عارفة انك بتروح عنده علشان تراقب رضوي من ناحية بيتهم التاني من غير ما تشوفك
نظر لها بجمود ولم يرد فتابعت:-انت لسة صغير ياابراهيم علي الحاجات دي
قال بسخرية:-وصغير برضوا علي اني اناسب عيلة العطار
تنهدت وهي تجيب:-اديك عارف يبقي بتمسك في آمال دايبة ليه ؟
نظر لها بضيق ولم يرد بينما اكملت هي:-هما صح تفكيرهم مش كدا بس برضوا انت مش هترضي ترتبط بواحده مصاريفها لوحدها بمصروف الشهر بتاعنا كله
زادت ملامحه ضيقاً وجموداً وهي لم تترك له فرصة بل تابعت:-وبعدين هي ولا تعرف بمشاعرك ولا حاسة بيك يعني مثلاً مش هنقول هتحارب علشانك
تنهد ونظر لها وهتف بنبرة سخرية لا تناسب سنوات العشرين:-خلاص ياسمر انا فاهم دا كله
اؤمات بحسناً والحزن يملئ قلبها عليه .. تعلم وجعه هذا في ان تحب مَن لا يمكن ان يجمعك قدرك به
بينما تساءل هو:-مش هتروحي جامعتك
_مستنية نوران تنزل
ونظرت لحيث منزل حسن .. صديق الطفولة وربما الشباب والاخ والسند لها في بعض الاحيان
_______________________________
خرجت رضوي لهم بعد ان انتهوا من تناول الطعام وهتفت لحسن:-نوران عايزة تمشي
بهدوء اجاب:-تمام .. ناديها انا هنزلها
لتدخل وبعد لحظات خرجت معها لتجدهم يجلسون في الصالة لتتوتر وهي تنظر لـ الارض كعادتها فقالت رضوي معرفة:-بابا
واشارت له وثم لاخويه الاخرين:-واخواتي همام وعلي
تقدمت من والده وسلمت عليه وبرقة مالت قليلا لتقبل يده بحنان فأتسعت بسمته دون شعور منه اما الاخر فنظر لها بغضب وهو يري فستانها القصير الذي ارتفع قليلا وهي تميل
اعتدلت ونظرت لحيث الاخرين وحيتهم برأسها ولكن خجلت من ان تتقدم نحوهم
كان "علي" يراقبها وبداخله سؤال .. ماذا ستفعل صباح ان رأتها الان امامها استحيها ام ستفعل كما اعتادوا وستعمل علي احراجَها
ولانها صباح ولانها لم تتغير توقع انها ستحرجها بالتأكيد
اشار حسن لها بأن تسير امامه لتفعل ذلك وهو خلفها حتي خرجوا من الشقة اخيرا وهبطوا درجات السلم لـ تهتف وهي تنظر له:-انا هكمل لوحدي خليك هنا علشان متتعبش
ابتسم وهو يهتف:-لا متخفيش علي تعبي والحقيقة انا اصلا عايزك في موضوع مهم
ودون ان تفهم حديثه وتستعبه وجدته يمسك يدها ويلفها حتي ثبتها علي الحائط وحاصرها بينه وبين الحائط بذراعيه دون ان يلمسها
نظرت له بتفاجئ وخضه بينما هتف هو ببسمة خفيفة ولكنها لـلحظة شعرت وكأنها شريرة:-اول حاجة شكرا علي الزيارة اللطيفة دي
همست بتوتر:-وثانيا
اقترب منها اكثر ووو
_________________________
يتبع...