اخر الروايات

رواية رحيل وجاد الفصل التاسع 9 بقلم حنان اسماعيل

رواية رحيل وجاد الفصل التاسع 9 بقلم حنان اسماعيل



🌹الجزء التاسع🌹
الله اكبر ❤ 
ارتدى جاد جلبابا ابيض انيق وفوقه عباءه قيمة اضافت عليه وقارا وجاذبية .مر فى طريقه بحجرة فاطمة .دخل فوجدها جالسة تبكى فى حرقه على  سريرها , رفعت عيناها اليه قائله بحرقه : مبروك ياابن عمى

جلس على طرف السرير قبالتها قائلا لها

جاد بصدق: فاطمة ...انا عاوزك تعرفى انى عمرى ماهجى عليك ولا هظلمك ...انت بنت عمى قبل ماتبقى مراتى ..وطول عمرنا متربيين سوا ...انا عاوزك تفهمى ده كويس اوووى

فاطنة بقهرة : انا عارفة ياابن عمى بس عارفه برضه انك عمرك ماحبتنى ولا حسيت بيا ,وسامحنى لو خايفه ان جوازتك من بنت الجارحية تزود الجفا اللى بينا خصوصا وانى مش عارفه اجيب لك العيل اللى يشيل اسمك

جاد بتأثر : انا عمرى ماحسبتها كده ولا فرق معايا ان جالنا ولاد ولا لاء  فبلاش تحسبيها كده

فاطنة بصوت منخفض : مايمكن المشكله انها مش فارقه معاك فعلا

سمعها الا انه تجاهل كلاماتها الاخيرة وهو يقبل رأسها قبل ان يغلق الباب ورائه .

نزل للاسفل فوجد البيت مزدحم بالضيوف الذين اتوا للتهنئة .وزوجة عمه  ام اسماعيل تستقبلهم هى وبعض من سيدات العائله

فى الخارج وجد رجاله يستقبلون الضيوف وهم يقدمون صوانى الطعام الفاخرة .مر بهم فى عجاله وهو يوصيهم بحسن إستقبال الضيوف جيدا ..لاحظ وجود اسماعيل بين الحاضرين فإطمئن واتجه ناحية سيارته منصرفا .قبل ان يرن هاتفه .نظر فيه  سريعا ليجد رقم سويلم

اجابه  جاد قائلا :خير ياسويلم .فى حاجة حصلت عندك؟

سويلم  : مش عارف ياجاد .بس احنا سمعنا صوت خبط وتكسير جامد فوق .فطلعت اشوف فى ايه ..خبطت جامد على الست رحيل .رفضت تفتحلى ..ياريت تيجى بسرعه

تغير وجه جاد وركب سيارته مسرعا ومن خلفه سيارتان مليئتان برجاله ....

وصل سريعا , فوجد سويلم ينتظره فى قلق امام سلم الاستراحة

 بعدما ابلغه بزيارة جدها لها وسماعه لاصوات تحطيم وضوضاء فورانصرافه.

زم جاد شفتيه فى ضيق ونفخ فى قلق ,صعد السلم مسرعا .طرق الباب عدة

الارض .

اقترب منها مرات وهو يناديها فلم تجبه

تراجع للخلف واخذ يحاول كسر الباب عدة مرات حتى استطاع فتحه .

دخل فوجدها تجلس على الارض  وامامها فستان الزفاف ممزقا ,واثاث الاستراحة مقلوبا كله على عقب بخلاف وجود بواقى اثار من التحف المحطمة ..اتكأ جالسا امامها وهو يسألها فى قلق

جاد :رحيل ايه اللى حصل .فى ايه ؟

نظرت اليه بعينان حمراوتين من اثر البكاء قائله بسخرية

رحيل  :ايه اللى حصل !!! اللى حصل انى اكتشفت انى كنت غبية

اوقفها فى غضب

 قائلا لها : فهمينى فى ايه ؟انا سايبك امبارح كويسة ؟ايه اللى حصل ؟ جدك قالك ايه خلاكى تعملى كده ؟وليه قطعتى الفستان ؟

اجابته بصوت عالى ممزوج بحقد وكره ؟

رحيل : اللى حصل انى عرفتك على  حقيقتك وعرفت انك متفرقش كتير عن شيطان لابس قناع بنى ادم ..انت شيطان ياجاد

استفزه اهانتها وبرزت عروق وجهه من الغضب قائلا وهو ينفخ فى عصبية

جاد بضيق  :واضح ان جدك نجح فى انه يملى دماغك  من ناحيتى بس معلشى ملحوقه ..عامة لما نروح بيتنا .هنقعد ونتكلم فى كل حاجة بس دلوقتى اجهزى عشان ....

قالها وهو يجذب يدها لتنهض واقفه ,قاطعته فى غضب وهى تسحب يدها بعيدا عنه

رحيل بغضب عارم : بيتنا!!! ..انت متخيل ان ممكن يتقفل علينا باب واحد بعد اللى عرفته عنك ..ده الموت اهون عندى مية مرة من انى اعاشر واحد زيك

زفر فى ضيق محاولا السيطرة على غضبه قائلا لها فى نفاذ صبر وهو يحكم بقبضه يده على ذراعها متوعدا

جاد : لاء هتعاشرينى يارحيل وهيتقفل علينا باب واحد والنهاردة ...انتى مراتى بمزاجك او غضب عنك وغصب عن جدك وعيلتك كلها ..واحسن لك تجهزى وحالا عشان الناس اللى مستنيانى هناك دول

رحيل بعند واستفزاز : مش هجهز واساسا الفستان اهو اودامك ..شوف لو ينفع

نظر للفستان الممزق امامه على الارض بغضب ثم الى ملابسها التى مازالت ترتديها  منذ اتى بها الى الاستراحة ,قبل ان يخلع عباءته وهو يلفها حولها ويده تجذبها للخارج .فتح باب الاستراحة ونادى بصوت عالى فى غضب بلهجة آمرة

جاد:  سويلم

اتاه سويلم مهرولا  قائلا : اؤمرنى ياجاد بيه

هات العربية هنا وخلى الرجاله تجهز عشان هنتحرك ..يلا

قالها بعصبية اكثر .لحظات  وجاء سويلم بسيارته امام باب الاستراحة مباشرة ،جذبها بقوة الى داخل السيارة وجلس بجوارها بينما قاد سويلم السيارة  وهو يتابعهما من خلال مرآة السيارة فى قلق

وصلا للقصر .انزلها بسرعه وادخلها لباب القصر الخلفى مناديا على خادمة عندهم تدعى امنة قائلا لها بعصبية ولهجة آمرة

جاد : وصلى الهانم للاوضه فوق وخليكى معاها شوفى كل طلباتها

رمقته رحيل بنظرات غضب وكره قبل ان ينصرف فى خطوات واسعه نحو صوان الفرح .

صعدت السلم وراء الخادمة وهى تشير اليها بأدب ان تتبعها .لاحظتها فاطنة وهى بين باقى السيدات  وهى تصعد السلم متشحة بعباءة جاد فعقدت حاجبيها فى حيرة وهى تتساءل عن صعودها بهذه الهيئة ,,اشارت لامها كى تشاهد هى الاخرى ما يحدث امامها .

دخلت رحيل الغرفه بعدما اوصلتها الخادمة  قبل ان تشير اليها بالانصراف. تأملت الغرفه فى عجاله .لاحظت انها لم تكن حديثه ولكنها رغم ذلك انيقه ومرتبه .كما لاحظت ان اكياس  تحمل الماركة التى اعتادت ان  تشترى منها دائما تفحصتها فوجدت فيها ملابس منزليه وبيجامات نوم فقط ,,.ففهمت ان سيدة قد اشترتها لها بعدما اوصاها جدها لعلمها بالاماكن التى اعتادت ان تصطحبها اليها كلما نزلت للشراء .غيرت ملابسها التى كانت ترتديها منذ يوم خطفها لبيجاما نوم بأكمام واسعه عليها  

رمت عباءته فى اهمال على احد كراسى الغرفه ,وجلست فى منتصف السرير فى وضع القرفصاء فى قلق .

...........................

رسم جاد ابتسامه مصطنعه على وجهه طوال الوقت وهو يرحب بالمدعوين وبخاصة رجال الشرطة وكبار رجال العائلات .. اقترب منه صالح وهو يمد يده اليه وعلى وجهه نظرة شماته قائلا له

صالح : مبروك ياعريس مش هوصيك بقى ببنتى

زم جاد شفتيه مقتربا من صالح وهو يسأله فى غضب

جاد : قلت لها ايه يا صالح ؟

صالح وهو يبتسم بفخر : قلت لها اللى يخليها تكره انها تسمع حتى اسمك طول حياتها .يلا مش هعطلك بقى ياعريس والف الف مبرووك

قالها وهو ينصرف وسط رجاله بينما وقف جاد يراقبه فى ضيق .

انتهى الحفل وصعد جاد لغرفته .فتح الباب فوجدها تجلس على السرير تستند على قدميها .نهضت فور دخوله وهى تصيح فيه بغضب

رحيل : ايه اللى جابك هنا .اطلع بره .روح لمراتك التانية

نظر اليها بتجاهل وهو يتقدم لداخل الغرف .اخرج سلاحه من جلبابه ووضعه على احد المناضد المركونة فى جانب الغرفه وهو يعطيها ظهره. ثم تقدم نحو الدولاب كى يخرج ملابس للنوم .اغتاظت من تجاهله  لها فتقدمت نحوه وجذبت ذراعه بقوة قائله بغضب وصوتا عالى

رحيل : لوفاهم انك هتقدر  تجبرنى انى اعيش معاك تحت سقف بيت واحد  تبقى بتحلم

جذبها بسرعه وبقسوة ناحية الدولاب ونظر اليها والشرر يتطاير من عينيه قائلا لها

جاد  :متستفزنيش يارحيل وبلاش تستنفذى صبرى معاكى .اعقلى كده وطلعى اى كلام جدك سمم به دماغك من ناحيتى

ابعدته فى غضب  عنها وعلى وجهها علامات الحنق والكره .فإبتعد وهو يحمل معه قطع من الملابس الى داخل حمام الغرفه

نظرت حولها فوجدت سلاحه بعدما وضعه جانبا .

خرج من الحمام بعدما غير ملابسه .كان قد ارتدى تيشرت  رمادى  من القطن ضيق بعض الشئ مما ابرز عضلات صدره تحته وبنطال من القطن ايضا لونه اسود

فوجئ بها تمسك بمسدسه وتوجهه ناحيته فوضع الفوطة التى كانت بيده جانبا واتجه ناحيتها ,,جلس على المقعد الذى فى مواجهتها فى ثقه

وجهت المسدس الى وجهه اكثر  قائله فى غضب

رحيل : خلينا ننهى كل حاجة بينا بهدوء .تطلقنى وتسيبنى امشى دلوقتى  وننسى اننا عرفنا بعض من اساسه

جاد ساخرا  : والا  ؟؟؟

رحيل بغضب : هقتلك

ضحك ساخرا قائلا وهو ينهض واقفا امامها قبل ان يمد يده بسرعه خارقه ليخطف منها المسدس وسط ذهولها  قائلا وهو يتفحصه

جاد بثقه :  ابقى فكرينى اعلمك ازاى تعرفى تمسكى المسدس والاهم اعرفك ازاى تعرفى ان كانت خزنة السلاح موجودة ولا لاء

قالها وهو يشير  لمكان خزنة السلاح الفارغه فى مسدسه وهى تنظر اليه بحنق

انحنى وفتح درج امامه اخرج منه الخزنة ووضعها بالمسدس واعطاها اياه قائلا لها بصرامة

جاد :كده تقدرى تقتلينى

اهتزت يداها من الموقف  فصرخ فيها بغضب  وهو يوجه المسدس ناحيه قلبه

جاد : اضربى مش عاوزة تقتلينى .يلا مستنية ايه ؟

رمت المسدس من يدها على الارض وانهارت باكية وهى تخبط على صدره بقوة بيديها قاىله

رحيل : انا بكرهك ,,بكرهك ياجاد ,,سامعنى بكرهك كره العمى ,,طلقنى لو عندك ذرة .....

قاطعها بغضب  والشرر يتطاير من عينه قائلا فى حزم

جاد : اياكى تكملى والا اقسم بالله انا معرفش انا ممكن تصرفى هيكون معاكى ازاى ,,بصى يابنت الناس ,,انا قلتها لك قبل كده لو قلبى هيكسرنى هدوس عليه بجزمتى فبلاش تطلعى اوحش ما فيا

ابتسمت فى سخرية : هتعمل ايه يعنى ؟ هتقتلنى ؟ اقتلنى ,,انا اهو اودامك ,متهيألى مش هتكون اول مرة لك

اجابها غضب وحزم : لاء مش المرة الاولى يارحيل لو ده اللى عاوزة تسمعيه ,,بس مش انا اللى ممكن أأذى واحدة ست خصوصا لما تكون شايله اسمى

اشاحت بنظرها بعيدا عنه فأدارها اليه مرة اخرى قائلا وهوينظر لعيناها الغاضبتان والكره يطغى عليهم

جاد بضيق : انا اللى مضايقنى انه قدر يخلينى اشوف الكره ده كله فى عينيكى

اشاحت بنظرها مرة اخرى بعيدا عنه وهى تبتعد لاخر الغرفه

سار للدولاب وفتحه بعصبيه ,التقط منه جلباب وخرج من الغرفه بعدما اغلق الباب ورائه بقوة .

....................

نزل على السلالم وهو يكمل لبس جلبابه مناديا على سويلم بعصبية

ارتعبت فاطنة من صوت عصبيته فنظرت لامها الجالسة بجوارها فى الاسفل  فى حيرة ,مربهم متجاهلا  وجودهم وهو يخطو سريعا لخارج القصر ,اتاهم صوت صرير سيارته بقوة فنظرت ام اسماعيل الى فاطنة بابتسامة زهو قائله

ام اسماعيل : مش قلت لك مش طايقها ,اهو مستحملش معاها ساعه ونزل جرى من عندها اهو

فاطنة بحسرة : وانتى فاكرة ان ده يبسطنى ياامة ,,انتى مشوفتيش شكله وهو نازل وكأن عفاريت الدنيا كلها بتتنطط فى وشه ازاى

ام اسماعيل بحيرة : مش فاهمة ,طب ما ده حاجة كويسة

فاطنة : كويسة ازاى ياامة ,انا اللى بقالى سنتين متجوزاه عمره ما اتعصب منى كده ولا زعل منى بالشكل اللى شوفتيه ده ,,بنت الجارحية فى نص ساعه بس خلت جوزى كده

هزت المرأة رأسها قائله بعدم فهم : والله يافاطنة يابنتى انتى امرك غريب ,انتى اللى المفروض يبسطك انه خرج وسابها ليله دخلتهم وانتى قاعدة تقوليلى عصبته وانا لاء والله مافهماكى

فاطنة وهى تنظر للاعلى قائلة : ياخوفى منك يابنت الجارحى ياخوفى

........................

بكت رحيل وهى تحتضن الوسادة امامها ,نظرت لجانب السرير الخالى امامها قبل ان تنام دون ان تعى من فرط تعبها

.....................

قاد جاد  سيارته بعصبيه حتى وصل للمزرعه ,تبعه سويلم بسيارة اخرى  خلفه

وصل فصعد للاستراحة ,كانت ماتزال على حالتها من الفوضى التى احدثتها رحيل ,نظر للاستراحة بغل قبل ان يقذف منضدة صغيره امامه بقوة ,

اخذ يفرك رأسه بيده كى يهدأ ,راقبه سويلم حتى هدأ ,اقترب منه متسائلا فى حيرة

سويلم : فى ايه ياجاد ؟ ايه اللى حصل ؟ انا مش قصدى اتدخل بينك وبين مراتك بس انا قلقان عليك ,,انت عارف انك اغلى عندى من ابنى وربنا اللى يعلم

جاد بضيق : مش عارف ياسويلم ,,اللى مجننى انى فعلا مش عارف ,الشيطان جدها ده قال لها ايه ؟ وخلاها تقلب عليا بالشكل ده ,,دى مش طايقانى ولا طايقة تسمع اسمى

سويلم بحيرة : مش جايز قال لها.... ؟

نظر اليه جاد فى حيرة : تفتكر ؟  لالا مااظنش 

سويلم : توقع منه اى حاجة

جاد: عندك حق

سويلم : طيب ,هتسكت ,مش هتفهمها اللى حصل

جاد : مش هينفع  ,,الموضوع ده انا قفلته من زمان ومبحبش حتى اتكلم فيه ,وبعدين ممكن يكون موضوع تانى خالص غير ده وكل اللى هينوبنى انى افتح عليا وعليها حاجات  اتدفنت من زمان

سويلم : طب هتسيبها كده ؟

جاد : خليها لحد لما تهدى وبعدين اشوف هتصرف معاها ازاى .

....................

فى صباح اليوم الثانى نهضت من نومها على اصوات بالاسفل .قامت الى حقيبتها .افرغت ملابسها وانتقت بيجامة اخرى ارتدتها وهى تستغرب ذوقها ووسعها عليها  عليها رغم علم سيدة بمقاسها .الا انها ارتدتها مرغمة .كان الجوع قد تملك منها .نظرت حولها  لعلها تجد اى شئ يؤكل الا انها لم تجد .مرت الساعات وهى مازالت حبيسة غرفتها وبطنها تكاد تصرخ من الجوع .

.................

كانت فاطنة قد امرت الخادمة امنة ان تعود بصينية عشاء العروسين فور رؤيتها لجاد وهو يخرج غاضبا بالامس ..

حتى انها حرصت ان تنهض مبكرة كى تمنع امنة  ايضا من  الصعود لرحيل بصينية الافطار .

اطاعتها امنة فى خوف  وتردد وان كانت قد اشتكت لخادمة اخرى معها من قلقها ازاء ترك رحيل دون طعام طوال النهار وهو ما سوف يثير غضب جاد وحنقه عليها لو وصل الامر اليه .

.................

ظل جاد فى الاستراحة طوال اليوم جالسا والغضب مسيطر عليه حتى اوشك الليل ان يسدل

فاقترب منه سويلم قائلا له بهدوء

سويلم  :جاد انت مش هتروح بقى

جاد باقتضاب:  لاء هفضل النهاردة هنا

سويلم  : طيب وعروستك  ..هتفضل سايبها كده لوحدها ..متنساش انها برضه غريبة واكييد مستحيية من الكل

انتبه جاد لحديث سويلم فنهض واقفا وهو يقول له

جاد فاتتنى دى .طب جهز العربية

...............

وصل جاد الى القصر .وجد اسماعيل وامه وفاطنة يتناولون عشائهم .القى عليهم السلام من بعيد

نادته فاطنة قائله : جاد مش هتيجى تتعشى معانا

لم يجبها وهو يسألها: طلعتوا عشا فوق ؟

عادت فاطنة لتناول عشائها فى صمت متجاهله سؤاله وكأنها لم تسمعه بينما نظرت اليها امها فى قلق

نادى جاد على امنة بعصبية

جاد  : امنة ... امنة

جاءته امنة مهروله فى خوف:  نعم ياسى جاد

جاد :طلعتى عشا فوق لستك رحيل

لم تجبه وعيناها تنظران لفاطنة فى قلق .فأعاد السؤال فى عصبية اكثر

جاد : ردى عليا .طلعتى الاكل فوق ولا لاء

اجابته امنة بخوف وتردد:  لاء ياسى جاد مطلعتش اى اكل خالص فوق

استغربها قائلا بعصبية :  ولا فطار ولا غدا ؟ انا قلت لك ايه امبارح ؟ مش قلت تشوفى طلباتها

نهضت فاطنة بعدما وضعت ملعقتها على المائدة فى غضب قائله وهى تتجه ناحيته

فاطنة  انا اللى قلت لها متطلعش ياجاد

نظر اليها بغضب قائلا: وقلت لها كده ليه يافاطمة ؟

فاطنة مبررة  :عشان هى مش ضيفه ولا هانم واحنا خدامينها .يعنى  المفروض تنزل تاكل وسطنا .مش تقعد فوق زى الهانم والكل يخدمها ولا هى على راسها ريشة ياابن عمى

زم جاد شفتيه بضيق قائلا لامنة : حضرى العشا وطلعيه فوق حالا ..انتظر حتى انصرفت .اقترب من فاطنة قائلا لها فى حزم

جاد  :لاء مش احسن منكم يافاطمة ولا حد هنا احسن من التانى بس هى مهما كان  غريبة .كنت راعى ده وانتى بتمنعى عنها الاكل مش جايز تكون  مكسوفه تنزل تاكل وسطكم .كنت اعتبريها غريبة وقومى بواجب الضيافه مش الضيف واجبه تلات ايام وبعدها حاسبينى وقوليلى تنزلى تحت زيها زييا

قالها وهو ينظر اليها بغضب قبل ان يصعد للاعلى

بينما وقفت فاطنة تراقبه قائله بضيق

فاطنة : كل الزعل عشان مكلتيش ..ياخوفى منك يابنت الجارحى

.................

صعد مسرعا للاعلى .فتح الباب فوجدها تجلس على السرير ووجهها شاحب .اعدلت من جلستها بعدما اشاحت بوجهها بعيدا عنه .اقترب منها قائلا بجدية ممزوجا بقلق

جاد : انا عرفت انك مكلتيش حاجة من الصبح

لم تجبه محاوله التظاهر بالقوة امامه

سمع طرق الباب فنهض واقفا وهو يجيب

جاد : ادخلى

دخلت امنة وهى تحمل صينية عليها اطباق متنوعه من اطباق العشاء وكوب ماء وكوب عصير

رمقتها رحيل خفية  وهى تبلع ريقها من فرط الجوع فيما لاحظها جاد قبل ان تدير وجهها مرة اخرى .اشار لامنة ان تنصرف .انتظر حتى اغلقت الباب ورائها .استدار مرة اخرى لرحيل قائلا بلهجة صارمة

جاد  : قومى كلى   

لم تجبه .حمل كوب العصير واتجه ناحبتها .امسك بفمها فجأة وهو يقرب كوب  العصير اليه .حاولت التملص منه الان قبضه يده القوية حالت دون ذلك .استسلمت لعطشها واستجابت لدفعه العصير داخل فمها حتى شبعت فبعدت يده بالكوب بعيدا عنها

نهض وهو يشير للعشاء قائلا بصرامة

جاد:  قومى كلى بدل مايغمى عليكى

اجابته بإقتضاب  : مش هاكل

اجابها بنفاذ صبر :  براحتك انتى اللى هتوقعى وتتعبى ..عامة من بكره مفيش اكل هيطلع فوق .هتنزلى انتى تاكلى تحت معاهم

نظرت اليه مستغربة قبل ان تدير وجهها الناحية الاخرى

اتجه ناحية الباب قائلا .العشا عندك اهو ..لما تحبى تاكلى كلى

قالها وانصرف مغادرا للخارج وهو يغلق الباب ورائه

انتظرت حتى اغلق الباب فهبت قافزة نحو الاكل ملتقطة كوب الماء .فتح الباب مرة اخرى فجأة فوجدها تشرب بنهم قبل ان تتوقف فى خجل ,

التقط هاتفه من على السرير وانصرف مغادرا وهى تتابعه حتى خرج

..................

نزل للاسفل .نادى على امنة طالبا منها ان تحمل زجاجة مياة كبيرة وطبق من الفاكهة لرحيل بالاعلى

جلس مع الباقيين يتناول عشائه .بعد العشاء انصرف لتأدية اعمال مؤجله فى البلدة

عاد متأخرا بعد منتصف الليل .احست به رحيل وهو يصعد سلم القصر .وقفت خلف باب غرفتها تتصنت وهى تسمع اقتراب خطواته وقلبها يدق بقوة .احست به يقف امام بابها  ابتعدت قليلا وهى تترقب دخوله .الا انه اكمل الى غرفه فاطمة .تنهدت بعمق وهى تعود للسرير .حاولت النوم الا ان النوم جفاها وهى تدور بالغرفه  ذهابا وايابا طوال الليل .فتحت دولابه فقابلتها رائحه عطره فورا.  تحسست ملابسه المعلقه .كان دولابه مزيح مابين ملابسه الصعيدية ومابين ملابسه العصرية كالبدل والقمصان وحتى ملابس النوم .اغلقت الدولاب بعدما لامت نفسها على اهتمامها باشيائه

نظرت للسرير الخالى امامها .وللغرفه وهى تزم شفتيها

جلست على الكرسى وهى تفكر فى حالها حتى غلبها النعاس فنامت مكانها

..............

فى الصباح ارتدى جاد ملابسه وخرج من غرفته .مر بغرفه رحيل .فتحها فوجدها نائمة على الكرسى .اقترب منها فى حنان قبل ان يتصنع الجدية وهو يهز كتفها

انتبهت فاعتدلت مكانها وهى تتأوه من نومتها .

لم يعرها اهتماما قائلا بوجه عابث

جاد :  قومى غيرى هدومك وحصلينى على تحت عشان تفطرى

اجابته وهى تنهض واقفة قبالته بتحدى :  مش هنزل

جاد : بحزم  هتنزلى ودلوقتى

مش هنزل ولو على الاكل مش عاوزة اكل

امسك ذراعها بقوة قائلا بصرامة   :هتنزلى يارحيل لو مش عاوزة تشوفى منى وش تانى يزعلك وخصوصا لما يكون اودام ناس انا المفروض كبيرهم  وليا مكانتى وسطهم ومش هقبل انك تقللى من ده ابدا لا اودامى ولا اودام اى حد فاحسن لك تجهزى وحالا

ابعدته بيدها وهى تزم شفتيها فى ضيق قبل ان تحمل ملابسها وتدخل للحمام .انتظرها  وهو يجوب الغرفه فى نفاذ صبر حتى خرجت .كانت قد ارتدت بنطالا من الجينز عليه بلوزة ضيقه تاركة شعرها منسدلا على كتفيها .

نظر اليها فى غضب قائلا لها بعصبية وهو ينظر لملابسها قائلا

جاد ايه ده ؟انتى هتنزلى كده ؟

نظرت لملابسها قائله بجدية  اه ماله ..انا متعودة البس كده وانا فى بيت جدى

جاد بغضب  :بيت جدك شئ وهنا شئ تانى .ادخلى غيرى الهدوم دى ..ولمى شعرك ده وحطى حاجة عليه

رحيل باستغراب:  انت بتهزر صح ؟

جاد بحزم ؟ تخيلى لاء وخلصينى

قالها بحزم اكثر فقالت فى مكر

رحيل  :طب دى هدومى اللى عندى  المفروض اعمل ايه بقى ؟

اتجه للدولاب .فتحه فوجد فيه عباءات استقبال جديدة .جذب احدهم والقاها اليها قائلا

جاد:   اومال دول ايه ؟اتفضلى غيرى هدومك وبسرعه

نظرت اليه بضيق وهى تنصرف فى تأفف لداخل  الحمام مرة اخرى .غيرت ملابسها وعادت اليه .اعطاها طرحة العباءة الشيفون طالبا منها ان تضعها فوق رأسها

وضعتها على مضص واتبعته.نزلا للسلم معا

كانت فاطنة تضع طبق على المائدة عندما لمحتهم سويا .امتعض وجهها بقهرة وهى تراقبهم سويا

نزلا فجلس  جاد بعدما قبل راس اسماعيل ,اشار اليها ان تجلس فى الكرسى المجاور له .استاءت فاطمة لجلوسها مكانها .تأملت رحيل القصر فى مضض قبل ان تنتبه لنظرات الغل الصادرة من  ام اسماعيل وفاطمة  اليها .

راقبها اسماعيل هو الاخر بنظرات فضول واعجاب خاصة بعدما سقط ايشاربها على كتفها ليظهر جمال شعرها الاسود

لاحظ جاد نظرات اسماعيل فمد يده ليرفع الايشارب فوق رأسها  قائلا وهو يهمس اليها بصوت خافت

جاد : اربطى الزفت ده

انتبهت لما يقصده فزمت شفتيها فى ضيق وهى تبتعد عنه فى كبر ..

وجهت اليها ام اسماعيل الكلام قائله بخبث

ام اسماعيل:  مبروك ياعروسة

هزت رحيل رأسها بابتسامة باهتة .وهى تنظر لفاطمة بتحفز قبل ان ترفع الاخرى عينيها اليها بغل وكره

تناول جاد افطاره ونهض منصرفا وهو يوجه حديثه باسماعيل قائلا

جاد :بجدية  اسماعيل انا رايح المركز  عاوز حاجة ؟

هز اسماعيل راسه بالنفى قائلا :

لاء بس متنساش تجيبلى الدوا اللى قلت لك عليه عشان نقص من عندى

اجابه جاد قائلا : تمام

نهضت فاطمة فى دلال ناحيته قائله وهى تعدل من ياقه جلبابه وعيناها على رحيل قائله

فاطمة :جاد .كنت عاوزة انزل معاك المركز اشترى حاجات محتاجاها

اجابها بجديه واقتضاب : العربية عندك يافاطمة .انزلى واشترى اللى ناقصك

نظر لرحيل الجالسة فى صمت فى خلسه قبل ان ينصرف خارجا

بمجرد خروجه .نهصت رحيل كى تصعد للاعلى .الا ان فاطمة استوقفتها قائله بإستفزاز

فاطمة :على فين ياعروسة ؟اوام زهقت مننا ..ولا منكونشى أد المقام يابنت الجارحية

نظرت اليها رحيل بتعالى قائله : طالعه اوضتى يااا فاطمة اسمك فاطمة  صح ؟لسه فاكراكى من ايام المدرسة بس متهيألى انك سيبتيها وطلعتى منها عشان كنتى بتسقطى كتير صح ولا انا غلط

اقتربت منها فاطمة والشرر يتطاير من عينيها قائله بغل

فاطمة :قصدك سيبتها  بمزاجى ياحبيبتى عشان بنات العيلات ياحبيبتى مش وش سرمحة وجرى على الطرق وتنطيط من هنا لهنا ...زيك كده من مصر لبلاد بره ولا كأن فى حد يحكمك

رحيل بإستفزاز : والله يافاطمة لوانا عارفه انك هتفهمى كنت طبعا قعدت فهمتك يعنى ايه اسافر عشان اتعلم وابقى بنى ادمة متعلمة ومثقفه وليا كيانى والاهم عندى دماغ بيعرف يفكر

فاطمة بحقد ومكر : وفرق معاكى فى ايه بقى يابنت الجارحية .فى الاخر جيت عندنا وايه ضرة ليا انا فاطمة هانم الموافى

نظرت اليها رحيل بضيق قبل ان تصعد لغرفتها وفاطمة تراقبها فى غل......للتكمل




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close