اخر الروايات

رواية اهابه اخافك ليثي الفصل الثامن 8 بقلم ايمي عمر

رواية اهابه اخافك ليثي الفصل الثامن 8 بقلم ايمي عمر



💨البارت الثامن💨
كل تلك الحراسة وهرولات العاملين في المشفي أشعرتها بالأرتباك ولكنها حمدت الله أنه حدث هذا لتفيق لنفسها وتعرف أن الفرق بينهما كبير نعم هي ولأول مرة تشعر بالحب أول مرة يخفق قلبها لأحدٍ ولكن هو أين.. وهي أين فقد رأت هيئة أبيه ..وهي أين أبيها لتقول لنفسها بحسرة:
-أيوا ياختي فوقي كدا لنفسك وبطلي تبصي لفوق أنتِ أبوكِ مرمي في السجن..
أخرجها من شرودها صوت مهاب وهو يقول:
-سجي يلا علشان هنمر علي كذا مريض..
فاقت من شرودها وهي تقول بنبرة حزينة فشلت أن تدريها:
-ها.. حاضر .. حاضر .. تحت أمرك يا دكتور..
شعر بحزنها وهو يتمعن في ملامح وجهها ثم أستطرد :
-مالك يا سجي في حاجة ولا إيه؟!
أشاحت بوجهها وهي تحاول الهروب من أمامه و تقول:
-مفيش عن أذنك هستني حضرتك برا .. كادت أن تخرج ولكن كانت يد مهاب هي الأسرع وهو يغلق الباب ويستند بذراعيه عليه لتصبح هي حبيسة يديه..
قالت بصوت مهزوز:
-دد.دكتور من ف فضلك أبعد ميصحش كدا..
قال بأصرار:
-مش قبل ما أعرف سبب الدمعة اللي في عنيك دي!! ..
أرتجفت أوصلها بشدة وهي تتمعن بملامح وجهه الوسيم وخفق قلبها الذي أعلن التمرد عندما وصله رائحة عطره الممزوج بعبقه وانسابت تلك الدمعة الخائنة علي وجنتيها ليمد هو أنامله ويمسها بحنان وهو يقول:
-مالك يا سجي في حاجة مدايقكِ.. أحكي لي يمكن أقدر أساعدك..
لمسة يده جعلتها كمن صعقته الكهرباء فقد انتفضت وأبعدته برفق وهي تقول بلطف محاولة تغير مسار الموضوع:
-هي البنت اللي كانت مع والدك دي مالها أنا سألت كذا حد بس قالوا أنها أغمي عليها في الجامعة..
ثم استطردت بشك :
-بس انا لمحتها لما كان والدك شايلها شكلها حد معتدي عليها وكمان أخوك كان شكله تعبان..هما فيهم إيه بالظبط..
رد بتلعثم وأرتباك:
-مفيش هي زي ما قالوا ليكِ كدا.. أغمي عليا وجابوها هنا ..
ضايقت عينيها بفضول وهي تقول:
-و أخوك بردو أغمي عليه؟!!!!
رد بنفاذ صبر:
-أيوا يا ستي ولو خلصتي أسئلة ياريت تمشي قصادي عشان نمر علي المرضى.....
***
-عامل إيه يا عم سعيد النهاردة.. قالها مهاب بوجه بشوش وهو يعاين إحدي المرضي.. وكانت هي تقف بجواره وتدون كل ما تراه في دفترها..
رد سعيد:
-الحمد لله يا مهاب .. بس زعلان منك..
أبتسم له مهاب بود وهو يقول:
-ليه بس يا عم سعيد ده أنا مقدرش علي زعلك نهائي..
رد الأخر مسترسلًا:
-بقي يا واد أنت بقالك شهور مش بتسأل عليا ياخسارة تربتي فيك..
تعجبت سجي من حديث ذلك المريض حتي انها قامت بلكز مهاب وقالت بخفوت:
-دكتور هو إيه اللي بيقوله ده!! هو أحنا مش كنا هنا أمبارح..
رد عليها بنفس الخفوت:
-هفهمك بعدين..
أوماءت له وصمتت وهي تشاهد ما يحدث..
-حقك عليا يا عم سعيد مش هتتكرر تاني.. قالها مهاب لذلك المريض وهو يداون له العلاج المناسب لحالته..
أستطرد سعيد بجدية:
-وانتِ ياختي ياللي بتوشوشيه مالك كدا شكلك زعلانة ليه؟! قولي لي هو الواد ده زعلك..
قطبت جبينها في دهشة وسرعان ما قالت تجاريه في الحديث:
-لا لا مش مزعلني خالص متقلقش أنت بس يا عمي سعيد كل تمام..
قال سعيد بتصميم:
-لا شكله مزعلك .. ثم تتطلع الي مهاب مسترسلًا بأمر:
-يلا بوس راس مراتك يا ولد وعلي الله ألقيك مزعلها تاني..
كبت مهاب ضحكته في حين قالت هي سريعًا بتوجس:
-لا لا لا يا عم سعيد أنا والله ما زعلانة نهائي..
أستطرد مهاب بمكر:
-لا شكلك زعلانة تعالي لما أبوس دماغك.. قالها وهو يقترب خطوتين لتبتعد هي وتقول بتمتمة:
-يا ليلة سودا قال يبوس دماغي قال .. وإيه مراته دي كمان..
قال مهاب وقد أستغل الموقف لصالحه:
-تعالي يا مراتي يا حبيبتي بتبعدي ليه بس ..
كانت تبحلق بعينيها محذرة ً إياه بنظراتها الغاضبة وهي تقول من بين أسنانها:
-خلاص يا زوجي العزيز انا قولت أني مش زعلانة .. ثم أكملت بخفوت:
-أنت هتستهبل .. علي الله تقرب أكتر من كدا..
رد سعيد المبتسم وهو يقول بمشاكسة :
-خلاص يا واد يا مهاب انت ما صدقت ولا ايه..
تنفست هي الصعداء عندما وجدته ينصاع لذلك المريض الذي يبدو أنه فاقد للذكرة..
مهاب وهو ينظر لسجي بمكر:
-ليه بس كدا يا عم سعيد ..ثم أستطرد بجدية:
- علي العموم ماشي يا سيدي لازم بقي تأخد العلاج ده ثم ناوله تلك الحبوب وكوب الماء الموضوع علي الطاولة التي بجانب الفراش..وأسترسل :
-ونام شوية وأنا هبقي أعدي عليك..
أنصاع سعيد له وكأنه طفل صغير يسمع من والده ..
-هو في إيه بالظبط ممكن تفهمني.. قالتها سجي عندما خرجا من غرفة ذلك المريض
وضع يديه في جيوب معطفه الطبي الناصع البياض وهو يقول بتأثير:
- ياستي عم سعيد ده ولاده جابوه المستشفى هنا وبعد كدا معرفناش نوصل لحد منهم بمعني أصح رموا أبوهم وهربوا وهو طبعا عرف انهم عملوا معاه كدا لما محدش فيهم بقي يسأل عليه فحصل عنده أكتئاب وتحول الي فقدان للذكرة وانا أتوليت مسئولته علشان كدا تلاقي بيحبني وانا الصراحة مش بحب أزعله وبحب انفذ كل اللي يقولي عليه.. قال كلمته الاخير وهو يغمزها..
ولكنها كانت في وادي أخر حتي انها أنهمرت دموعها كالشلالات علي وجنتيها وزادت حتي أضحت شهقات تفطر القلب..
اقترب منها خطوتين وهو يقول بقلق :
-إيه ده مالك يا سجي بتعيطي ليه؟!
ردت من بين بكاءها المرير:
-ناس بترمي أبوها وناس بتتمني حضن أبوها .. قالت كلمتها وهي تركض من أمامه هاربة من أسئلة تعرف تماما أن الأيجابة عليها سوف تكون الأصعب..
_______________$
في منطقه شعبية في احدى الحواري التي تتكدس بالطبقة الفقيرة وبالتحديد في شقة متهالكة يُطرق الباب فيقوم "محمد" ذلك الاب مريض القلب الذي كان القلق ينهش بقلبه عندما أخبرته زوجته ان سلمى أبنته مريضه و انها سوف تذهب لكي تأتي بها هي وصديقتها سمر..
- ايوه جاي.. حاضر.. حاضر.. قالها محمد بلهفة قلقة..
ثم أقترب من الباب وفاتحه ليرى زوجته وصديقة ابنته يسندان وحيدته التي يظهر على ملامح وجهها الاعياء الشديد بل القهر والأسى الذي حاولت سلمى ان تكمنه بشبه ابتسامة..
قال محمد وهو يلتقط أبنته بين أحضانه:
-ايه يا حبيبتي مالك انت مش كنت نازلة كويسة الصبح!!! ايه اللي حصل ده..
دلفوا الى الداخل وجلسوا على ذلك الصالون المتهالك..
في حين قالت سلمى بمزاح يحجب خلفه مرارة لاذعة:
- مافيش حاجة يا بابا انت عارف اني فرفوره وبدوخ من اقل حاجة..
رد بتعنيف ابوي محبب:
- علشان قولتلك قبل ما تنزلي تاكلي أي لقمة وانت دماغك ناشف..
- خلاص بقى يا ابو سلمى المهم ان البنت بخير وكمان في خبر حلو قوي بخصوصها.. قالتها ام سلمى والفرح يتقافز من وجهها..
-خبر ايه ده يا ام سلمى؟!!! ما تقولي على طول.. قالها محمد مستفهمًا سبب فرحة زوجته ردت الام بحماس وفرحة:
- سلمى جايلها عريس بس ايه حاجه كده علّوي على الآخر..
-عريس مين ده يا ام سلمى ما تتكلمي على طول.. قالها محمد بنفاذ صبر..
ادمعت عينيها وشعرت بالتقزز من مجرد ذكر والدتها لياسين فكيف لها ان تتزوجه وتقبع معه في منزل واحد انتفضت وهي تستأذن وتقول: -انا هدخل أخد دش وأرتاح شوية..
رمقتها سمر التي تريد معرفة الحقيقة وهي تقول بنظرة ذات معنى:
- انا هستناكِ في أوضتك يا سلمى خدي دُش براحتك و تعالى عشان عايزاك في حاجة.. تنهدت سلمي بحزن وقالت:
- ماشي يا سمر..
ثم استدارت متجهة الي غرفتها وتبعتها سمر..
دخلت سلمى المرحاض و نزعت ثيابها وكأنها شيء تنفر منه وتشمئز وألقطها على أرضية المرحاض ثم نزلت تحت الميآه وهي تفرك جسدها بعنف وكأنها تزيل لمساته المقززة من على وجهها وعنقها كانت تبكي بحرقة وألم حتي أختلطت دموعها بالماء ، و لكنها قررت التماسك فاذا علم والدها سوف يفقد حياته فقلبه لن يتحمل معرفة الحقيقة اللأذعة فقامت بأغلق الماء وعزمت على عدم إخبار أحدٍ بما حدث حتي ولو كانت صديقتها سمر..
-أنا عايزة أعرف كل حاجة بالتفصيل يا سلمي.. قالتها سمر بلهفة وفضول عندما أطلت عليه سلمي وهي تجفف خصلاتها بمنشفة صغيرة
-تعرفي إيه يا سمر ما كل حاجة كانت علي يدك.. قالتها سلمي بوجه مبهم وثبات تحسد عليه..
ردت سمر بدهشة :
-يعني أنتِ عايزة تفهمني أن ياسين حبك وجاي علشان يخطبك.. ياسين اللي بنات الجامعة كلهم هيموتوا عليه يتجوزك أنتِ!!!!!
ردت سلمي بحدة طفيفة :
-أيه يا سمر مالي يعني .. ثم أسترسلت بنبرة تخفي في طياتها السخرية
-ايوا يا ستي هتجوز ياسين اللي البنات هتموت عليه أرتحتي كدا..
لم تجد سمر شيء لتضيفه فقالت:
-ماشي يا سلمي ربنا يتمملك علي خير...
_________&
"مساءًا في قصر الألفي"
ساد جو من التوتر بين مصعب وياسين ومهاب فكانوا يجلسون على طاولة الطعام وكلا منهم يعبث في طعامه بدون شهية والصمت هو سيد الموقف تعجبت ماسة التي شعرت بشيء غريب لتقول وهي عاقدة حاجبيها:
- هو في ايه يا جماعة و مالكم ساكتين كده ليه ومش في طبيعتكم في حاجة حصلت؟! تحدث مصعب وهو ينظر الى اولاده بنظره ذات معنى:
- مافيش حاجة بس في موضوع يخص ياسين ولازم تعرفيه..
خفق قلب ياسين بشدة وهو يشعر بالقلق هل سيخبر والده ويقص علي والدته ما حدث وسيفتضح أمره..
قطع تفكيره صوت مصعب وهو يقول :
-في بنت زميلة ياسين هنروح نخطبها بكرا ومش هتكون خطوبة وبس ..هيكون كتب كتاب ولو اهلها وافقوا هنعمل الفرح على طول..
تقابلت نظرات لورا بوالدتها وهما يمطان شفتيهما بدهشة لتقول ماسة باستهجان:
- ياسين!!!! ازاي يعني يتجواز أذا كان أخواته الأكبر منه لسه حتى ما خطبوش!!!
وقف مصعب بثبات ولم يظهر على ملامحه اي تعبير ليقول ناهيا الحديث:
- زي ما قلت كده يا ماسة وحضروا نفسكم على كده..
ثم وجه حديثه الى ياسين ومهاب مسترسلا:
- وانتم حصلوني على المكتب.. انصاعا لأمر أبيهم..
في حين قالت ماسة بحنق :
-هو ايه أصله ده ما حد يفهمني إيه اللي بيحصل بالضبط؟!!! عرف مصعب أن ماسة لن تهدأ حتى تعرف ما حدث فقرر استعمال ذكاءه فقام بغمزها وهو يقول بحب:
- هبقى افهمك لما نطلع أوضتنا..
ابتسمت له وهي تحرك رأسها بالأيجاب..
________$
- اللي حصل النهاردة مش عايز حد يعرفه نهائي غيرنا مفهوم.. قالها مصعب الذي كان يجلس على مقعد مكتبه وأمامه يجلس مهاب وفي مقابله يجلس ياسين وهو مطأطأ رأسه بخجل ليسترسيل مصعب:
- طبعا أمكم هتحاول تعرف اللي حصل بالضبط بس انا هقول لها ان البيه بيحب زميلته ومستعجل وعايز يتجوزها و يكملوا تعليمهم وهم متجوزين.. رافع ياسين رأسه ينظر لأبيه بخجل وهو يقول بنبرة حزينة:
- والله يا بابا اللي حصل ده كان غصب عني..
رد مصعب بنبرة يشوبها الخذلان:
- غصب عنك او بمزاجك.. فهو حصل.. و احنا معنا بنات واللي مش هنرضاه على أخواتك البنات مش هنرضاه على سلمى وأنت هتعمل قرد المهم البنت اللي أنت كسرتها دي تراضيها بأيّ شكلٍ من الأشكال وتستحمل منها أيّ حاجة مهما حصل.. مفهووووم..
رد ياسين وهو يهز رأسه :
-حاضر يا بابا اللي تشوفه حضرتك..
ثم أشاح مصعب بوجهه ينظر لمهاب قائلا:
-في حد في المستشفى خد خبر عن اللي حصل يا مهاب؟
رد مهاب نافيًا :
-لا يا بابا أطمن حضرتك هما معرفوش غير اللي احنا قولناه وبس..
هز رأسه وهو عاقد حاجبيه ثم نهض وهو يقول بأمر محدثًا ياسين:
-مفيش مرواح الجامعة غير علي الأمتحانات و من بكرا هتنزل الشركة تشتغل زي أيّ عامل عندي وهتأخد مرتب زي أيّ حد فحاول تأقلم نفسك علي كدا.. لاني سحبت كل رصيدك اللي في البنك وسيب مفاتيح العربية وأعمل أشترك بقي في الاتوبيس او في المترو زي ما أنت عايز المهم أنك تعتمد علي نفسك وتنسي خالص أنك إبن مصعب الألفي..
بُهتت ملامح ياسين وهو ينظر الي مهاب ومن ثم أخفض بصره وطأطأ رأسها وهو يقول بإستسلام:
-ماشي يا بابا .. ثم أخرج مفاتيح سيارته ووضعها علي سطح المكتب أمام والده وأستطرد:
-بعد أذنك ممكن أطلع أوضتي..
أوماء له مصعب ثم أنصرف ياسين من الغرفة وتباعه مهاب..
________$
"في هول القصر"
-أنتِ فاهمة حاجة يا لورا .. قالتها ماسة بفضول موجهة حديثها الي إبنتها..
-والله يا مامي ما فاهمة حاجة بس حاسة ان الموضوع في حاجة غريبة.. قالتها لورا متعجبة
ريثما هما يتحدثان سمعا طُرقات على الباب خرجت الخادمة في اتجاه الباب ثم فتحته ليتفاجئ الجميع بليث وبجواره ديمة..
في حين خرج ياسين وتابعه مهاب من المكتب ولكنهما توقفان عندما وجدا الخادمة تفتح وليث وديمة يدلفان الى الداخل..
ركضت لورا باتجاه ديمة واحتضنتها بود وتبعتها ماسة و تبادل الجميع السلامات والترحيب..
خرج مصعب من المكتب عندما سمع صوت ديمة وليث فقد ركضت ديمة عليه واحتضنته وهي تبكي أبعدها مصعب بحنان وهو يقول بقلق:
- مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه.. كففت دموعها وهي تقول بطفولية:
- مافيش يا بابا بس انتم وحشتوني قوي..
ربت على ظهرها بود وحب أبوي وقال:
- وانتِ كمان وحشتينا قوي بس انتم ما لحقتوش ورجعتوا بدري ليه!!!
أخذت ديمة تقص عليهم كل ما حدث..
اما ياسين فنهض و استأذن حتى يصعد الى غرفته..
- هو ياسين ماله ..قالها ليث بعد صعود ياسين فقد لاحظ ليث تغير أخيه فهو لم يعد مرح كعادته..
-مافيش حاجة يا ليث اطلع أنت رايح.. مش بتقول هتمشي تاني بكرا.. رد بها مصعب بملامح مبهمة..
أوماء له ليث ثم صعد الجميع كلا على غرفته..
______________$
دخل ليث غرفة ياسين ليجده يفترش المضجع واضعًا ذراعيه أسفل رأسه وشارد الذهن مبحلقً في سقف الغرفة..
-مالك يا دنجوان عصرك شكلك مش طبيعي؟!.. قالها ليث ريثما جلس علي الاريكة ساندًا بذراعيه علي قدميه منحني قليلاً الي الامام ليحاول قراءة ما يكمن في داخل ياسين..
أعتدل ياسين وأقترب وجلس بجواره وقد أدمعت عينيه وهو يقول بنبرة مخنوقة:
-مخنوق اوي يا ليث .. صمت قليلًا ثم استرسل بغصة مريرة :
-هو ينفع أبكي يا ليث؟؟
نبرة أخيه جعلت قلبه يخفق خوفً عليه وهو يقول :
-ليه يا ياسين فيك إيه
أرتما ياسين في أحضانه وأخذ يبكي ويبكي وما أغلي دموع الرجال..
ليقول بغصة مريرة:
-انا حيوان يا ليث.. مستحقش اني أعيش.. عايز أموت وأخلص من عذاب الضمير اللي خنقني ده.. أنا ضيعت بنت ملهاش ذنب في حاجة .. كل ذنبها أنها محترمة ورفضت تستجيب ليا لما حاولت أتكلم معاها .. أغتصبتها يا ليث .. أنا حقير و واطي..
أتسعت حدقتي ليث و أعتلي وجهه الذهول ليقول وهو يبعده:
-أنت بتقول إيه يا حيوان أنت!!! أزاي تعمل كدا!!!!
قص ياسين كل ما حدث لليث الذي نطق بغضب : ولاد الكلب..
___________$
كانت تتقلب في الفراش وقد جفها النوم فكلما تغلق عينيها تراه أمامها تتذكر أقتربه.. أنفاسه.. رائحته.. عيونه المليئة بالعشق والشغف كلماته المبطنة بعشق دافين تبتسم تارا وتتعجب تارا ..
في حين خرج هو من غرفة أخيه متخطيًا غرفتها بخطوتين ثم واقف لحظات بعين لامعة وهو يحدث نفسه:
-أدخل أقعد معاها شوية أنت مسافر بكرة وهي هتوحشك أوي ..
نفض رأسه وهو يقول:
-لا لا لا دي أكيد نايمة..بس ملحقتش تنام..بلاش تهور يا ليث وأمسك نفسك .. يا سيدي أقعد معاها شوية صغيرين.. ثم عزم الامر ورجع ليقف أمام غرفتها طرق الباب بخفوت حتي لا يسمعه أحدا..
جاءه صوتها الأنثي العذب وهي تقول:
-أدخلي يا لورا أنا عارفة أنك مش هتنمي لوحدك .. أدخلي يا قدري..
أدرا مقبض الباب ودخل ليجدها نائمة ولكنها أنتفضت عندما وجدته لتقول بدهشة:
-أحم.. آبيه ليث!!!!! في حاجة ولا إيه؟!
لم يعرف ماذا يقول ولكنه وجد نفسه يخترع أي حجة ليقول بجدية مصتنعة:
-في برنامج في تلفوني مش راضي يفتح ممكن تشوفيه..
ردت بدهشة:
-دلوقتي!!!
رد بزعل مصتنع :
-خلاص واضح اني أزعجتك..
-لا لا مفيش أزعاج انا أصلًا مش جايلي نوم..قالتها ديمة سريعا ونهضت بخجل فكانت ترتدي بچامة من خامة الحرير عارية الذراعين الا من حمالة رفيعة ألتقتط الروب وارتدته في حين أخفض ليث بصره بعيدًا عنها
-أتفضل يا آبيه أقعد .. قالتها ديمة وهي تشاور علي الاريكة التي بلون الزهر الوردي ، جلس ليث بأريحية علي الاريكة وجلست هيا بجواره وهي تقول:
-فين الفون..
أخرج الهاتف من جيب جاكيته وهو يقول بكلماته المبطنة من جديد:
-مش عارف معذبني معاه ليه؟؟ نفسي بس يفهم عليا..
عقدت حاجبيها وقالت مستفهمة:
-هو مين ده يا آبيه..
نظر لداخل عينيها وقال بنبرة متيمة:
-الفون يا ديمة .. الفون.. ياريت بس تخلي يحن عليا .. أكيد هو هيسمع منك..
خفق قلبها وقالت متلعثمة:
-هو إيه اللي هيسمع مني!!!
رد في خلده:
-قلبك يا قلبي..ثم أستطرد بصوت مسموع:
-الفون يا ديمة ما تركزي معايا شوية
-أحم .. ماشي يا آبيه بس واحد واحد عليه الله يخليك.. قالتها وهي تستعمل نفس النهيج من حديثه المبطن..
إبتسم عندما علم أنها تفهمه جيدًا ليقول بعيون مبتسمة:
-أنا معاه للآخر .. بس هو يحن ..
أمسكت الهاتف بيد مرتجفة وفاتحته وفي حين غرة أتسعت عينيها عندما وجدت صورتها هي خلفية هاتفه.. رفعت عينيها تنظر له ثم أعدت النظر الي الهاتف من جديد
-أنت حاطط صورتي عندك؟!!..
=عندك مانع .. قالها بمشاكسة وهو يلتقطت الهاتف من يديها..
-أخدت الفون ليه مش بتقول عايز تفتح البرنامج.. قالتها ديمة التي أصبحت أوصلها مرتجفة..
-لا خلاص .. وقت تاني .. قالها بمكر محبب ثم أخرج من جيبه قطعة شوكولاتة التي تعشقها ديمة بشدة ثم مد يده وهو يقول :
-خدي كلي الشوكلاتة دي يمكن تعرفي تنامي بعد ما تاكليها..
ألتقطتها منه بطفولية وهي تقول كالطفل الفرح بهدايا والداه:
-الله شوكولا .. قالتها وهي تفتحها بسرعة وتلتهم أول قطعة مغمضة عينيها بإستمتاع ولما تعبئ لثغرها الذي تناثرت عليه بعض الشوكولاتة.. ياااااالله علي تلك الحركات العفوية التي تُزلزل خلايا قلبه المشتعل وتحرك مشاعره الذي يكبتها بصعوبة.. يكفيه أن يري سعادتها تلك التي تظهر علي صفائح وجهه..مد يده بجانب ثغرها يزيل بقايا الشوكولاتة في حين فتحت هي عينيها بخجل وهي تقول بصوت مهزوز:
-أحم .. لما بشوف الشوكولاتة بنسي نفسي أصل بعشقها ..
رد بعشق متيم :
-يابختها.. يارتني كنت شوكولاتة..
أجتاحتها حمرة الخجل و هبت واقفة بخجل ليقف هو الآخر ويقول :
-أسيبك أنا بقي تنامي وأدعلي أني أعرف أنام..
هزت رأسها وكأنها منومة وهي تري اختفاءه من أمامها تاركًا اياها بين مشاعر متخبطة تحاول جمع شتات داخلها الثي بعثره هو بكلماته وتصرفاته التي أضحت تخيفها..
________________&
في منزل علي السباعي الوضع كما هو ..سليم يسلك نفس الطريق مع مافيا المخدرات..
و ريما تحاول جاهدة ابعاده عن هؤلاء الاشخاص بشتى الطرق ولكن لم يعد له رجعه فمن يسلك ذلك الطريق يتلوث ويصيبه لعنت عدم الرجوع ..
كانوا جالسين ثلاثيتهم على سفرة الطعام وكل منهم شارد في همه كانت سجى شاردة في حبها الذي ينمو سريعا وهذا ما يزعجها..
وسليم شارد في طريقه المفعم بالمخاطر..
وريما شاردة في علي السباعي الذي اوشك على الخروج من السجن فكان القلق يجتاحها بشدة فكيف سوف يستقبله أولاده ..
لحظات وطُرق الباب ..
قام سليم متجهًا الي الباب ليرا من، فتفاجأت ريما أنه "علي السباعي" الذي خرج من السجن وقد جار عليه الزمن...
_____________
"في ڤيلا سعيد منصور"
وبالتحديد في غرفة المكتب كان يجلس سعيد وحفيده أمجد والمحامي الذي بشرهما بأحقيت أخذ ديمة، نعم فقد تأكد من انها ديمة وليس لورا وذلك من خلال عمل "الدي.. ان.. ايه" فقد ارشي سعيد إحدى الخادمات بقصر مصعب لكي يأتي بخصلة من شعر كل من ديمة ولورا وقد أظهرت نتيجة التحليل ان ديمة هي أبنة حازم ..
-أمتى هيطلع الحكم و أخد حفيدتي يا أستاذ سامح ...قالها سعيد للمحامي الجالس امامه ..
-الأسبوع الجاي حضرتك والحمد لله ان الانسة ديمة ما تمتش ال 21 سنة و الا كان هيكون صعب نأخدها خصوصًا لو هي رفضت أنما دلوقتي حضرتك تقدر تاخدها بحكم المحكمة لأن هي لسه ما عدتش السن القانوني.. كان ذلك رد المحامي..
سعيد منصور بفرحة:
-حلو أوي .. أحنا كدا قربنا
______________$
"صباحا"
كانوا يودعون ليث في حديقة القصر فقد صافحه مصعب ومهاب وياسين ثم توجهوا الي عملهم و واقفت ماسة وبجوراها لورا وديمة التي تنظر في كل مكان عدا عيناه الثاقبتان اللذان يحاصرونها بنظرة ماكرة مشاكسة تملاءهما العاطفة الجياشة..
-خلي بالك من نفسك يا ليث يا حبيبي .. قالتها ماسة بأمومية وحنان.. ثم أحتضنته.. بادلها حضنها وهو ينظر لديمة ويقول:
-أنتِ كمان هتوحشني أوي أوي..
هربت ديمة بنظرتها بعيدًا عنه في حين طبع هو قُبلة علي مقدمة رأس ماسة وهو يقول بحنان:
-أدخلي أنتِ يا ماما متفضليش واقفة في الشمس..
-ماشي يا حبيبي تروح وتجي بالسلامة.. قالتها ماسة وأنسحبت وداخلت إلي داخل القصر .. أحتضنت لورا أخيها بحب أخوي وهي تقول :
-مع السلامة يا آبيه وسلم لي علي قصي وفهد وآدم..
أماء لها ومازالت نظرته تحاوط ديمة ثم رد :
-الله يسلمك يا لورا
وعلي حين غرة وجدت ديمة نفسها بين أحضانه الدافئة فقد جذبها بحب لتستقر بداخل أحضانه ورأسها علي موضع قلبه الذي تتناغم دقاته وتقرع كالطبول ، شعرت بهزات جسده وأرتعشته التي دغدغت أوصالها لتسمع نبرته الخافتة وكلماته الصريحة الذي قالها بخفوت:
-هتوحشني أوي أوي ..ثم أسترسل بحنان:
- أطلعي أوضتك وأفتحي الدولاب هتلاقي حاجة سبتهلك وعايز لما أرجع الوضع اللي بنا يتغير فاهمني..
عن أىّ فهم يتحدث فأنا لم أعد أفهم شيء لم أعد أفهم نفسي ولكني خائفة لا أعرف السبب .. أبعدها ونظر إليها نظرة أخيرة لتقول هي في خلدها"أخافك ليثي" .. ذهب هو الي سيارته وأستقالها وألقي نظرة اليها أخيرة ثم ذهب الي وجهته..
صعدت ديمة الي غرفتها سريعا والفضول يقتُلها فتحت خزينتها لتجد بلونات علي هيئة قلوب باللون الذهبي والفضي تتدلي منها خيوط لامعة باللون الوردي وفي نهايتها حلقة مستديرة ثقيلة تمنعها من التحلق في الهواء.. أمعنت ديمة النظر الي احدي البلونات لتجد علبة قطيفة باللون النبتي ألتقطتها بيدها المرتجفة وفتحتها لتجد قلادة من الذهب يتدلي منها قلب بفصوص لامعة ومفتاح صغيرة و وجدت أيضًا ورقة ملتصقة بأحدي البلونات الأخري ألتقطتها وفتحتها وقرأت ما بداخلها وكان محتوي الرسالة كالتالي..
"قلبي أصبح لديكِ والمفتاح أيضًا ليس من الآن فقط ولكن من يوم أن نطقتي حروف أسمي لأول مرة أنتِ لي فقط "أعشقك بكل ثنايا قلبي "
أمضاء.. مجنون عشقك "ليث"
______________$
خلص البارت
-ياتري الايام الجاية مخبية إيه لابطالنا؟






تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close