رواية اهابه اخافك ليثي الفصل السابع 7 بقلم ايمي عمر
لم تكن قدميه هي من تركض بل كان قلبه المتلهف، كل خلية في داخله تصرخ مزعورة علي خليلته وهو يراها تهوا فاقدة للوعي أقترب منها بعد أن تعامل أصدقاؤه مع ذلك الحيوان المرعب، أخذ يخبط علي وجنتيها برفق بعد أن جثي علي قدميه ورفع رأسها علي كف يده وبالآخر حاول أفاقتها، لم يجد أستجابة فحملها بقلق وخوف بعد أن رأي وجهها الشاحب كالاموات متوجهًا بها الي غرفة الطبيب ..
-حمد الله علي السلامة يا ديمة.. قالها ليث وهو يملس علي خصلاتها بحنان بالغ ينُبع من داخله..
-شوفت الكلب عمل فيا إيه يا آبيه
ربت علي ظهرها بحنان وهو يهدئها ويقول بحب:
-خلاص يا حبيبتي أنا أصلًا هرجعك البيت لو إيه اللي حصل مش هتقعدي هنا ثانية واحدة..
-إيه طب والمهمة هنعمل فيها إيه أوعي تقولي أنكم هتستغنوا عني؟! قالتها ديمة بتوجس..
رد بحنق:
-أنتِ ليه متمسكة بأم الزفتة المهمة دي يا ديمة أذا كان احنا هنا وحصل معاكي كدا هتعملي ايه لو بقيتي في الواقع..
حزنت ملامحها وهي تري حدته في الحديث معها لتقول بمرارة:
-يا آبيه من فضلك بلاش تستهين بيا كدا وبعدين أنا شغلتي معاكم هي الكومبيوتر وفك شفراته أما الاعمال البدنية دي فهي فعلا صعبة عليا ..
عن أي أستهانة تتحدث تلك البلهاء فأنا أخاف عليها حد الموت أخاف حتي من نسمات الهواء التي تتلمسها كيف أخبرها أنها بالنسبة لي گقطعة البلور الغالية أخاف عليها من التهشم
- هي كلمة و مش هعيدها أنتِ هترجعي البيت يعني هترجعي ومش عايز كتر كلام.. قالها ليث بصرامة لا تحتمل النقاش..
أخفضت بصرها وهي تقول بحزن:
-اللي تشوفه يا آبيه..
رق قلبه من نبرتها الحزينة وعبوسها ليقول بعد أن تنهد :
-مش عايز قمص يا ديمة انا خايف عليكِ مش علشان مستهين بقدراتك بالعكس انا واثق في قدراتك .. صمت قليلًا يفكر هل يعترف بعشقه لها ام يظل في ذلك العذاب هل سوف تتقبله كحبيب ام انها لا تراه سوي أخ فقط..أخرجه من شروده صوتها الانوثي العذب وهي تقول :
-آبيه انت سرحت في إيه؟!!!
-فيكِ.. قالها بدون وعي ثم تنحنح وهو يقول:
-أحم ..قصدي يعني سرحت في عنادك وعدم سمعانك للكلام .. ثم استطرد قائلا:
-انتِ هتكوني معنا في المهمة بس مش لازم تكوني معانا هنا وانا هكلم سيادة اللواء وأبلغه اني هرجعك القصر ..
أومأت له بقلة حيلة فهي تعرف تماما أن نبرته تلك ليس لها رجوع فهو قرر وحُسم الأمر..
-تمام انا هقوم أبلغ المقدم وانتِ خليكِ جاهزة علشان نمشي.. قالها ليث وهو ينهض عازمًا علي ابلاغ المقدم المسئول عن تدريبهم..
خرج ليث من غرفة الكشف ليقابل في وجهه اصدقائه الذين أقبلوا عليه متلهفين للسؤال عن صحة ديمة و اول من نطق هو آدم ليقول:
- ديمة عاملة ايه دلوقتي يا ليث؟! ليتابع قصي:
- طمنا عليها هي كويسه؟!
نظرا ليث الى فهد نظرة طويلة تحمل في طياتها العتاب واللوم ثم اشاح بوجهه وهو يرد عليهم قائلا:
-الحمد لله بقت احسن.. ثم وجه حديثه الى آدم قائلا:
- فتشت البدلة اللي كانت لابساها ديمة يا آدم ؟
نظرا آدم لقصي ثم الى فهد ليقول بارتباك:
- ايوه يا ليث..
- ها ولقيت حاجة.. قالها ليث بلهفة..
أسترسل قصي قائلا :
-ايوا يا ليث كان في قطعة لحمة في البدلة علشان كده الكلب كان هايج بالشكل ده..
نظرا ليث تلقيا الي فهد نظرة تحمل الأتهام اليه..
في الحين ذاته قال فهد مدافعًا عن نفسه وهو يري نظرة الاتهام الموجهة اليه ليقول بصدق:
-انت بتبص لي كدا ليه والله ما أنا يا ليث أنا أستحالة أعمل كدا انا كبيري أديقها بالكلام مش أكتر..
أشاح بوجهه عنه وهو يقول بغضب:
-بس خلاص أنا عرفت مين اللي عمل كدا.. ثم تحرك بخطآ غاضب نحو سلين التي كانت تراقب ما يحدث من بعيد..
-أنتِ اللي عملتي كدا ؟! صح .. قالها ليث عندما أصبح أمامها والغضب يعتلي وجهه..
ارتبكت وهي تقول بتلعثم:
-عملت إيه؟! مش فاهمة
أمسك ذراعيها بقوة ألمتها وهو يقول بعصبية:
-أنتِ اللي حطيتي اللحمة في البدلة بتاعت ديمة مش كدا..
دفشت يديه بقوة وهي تقول بسخرية:
-إيه دليلك يا سيادة الرائد في حد يتهم حد من غير دليل..
تركها وهو يهز رأسه ويقول بتواعد:
-ماشي أنا هجيب الدليل بس ساعتها مش هرحمك يا سلين..قال جملته ثم اتجاه الي المطعم الخاص بالطعام وأمسك العسكري من ثيابه وقال بنبرة غاضبة كالموت تتوعده بالهلاك اذا لم يعترف بالحقيقة:
-دلوقتي هتقولي مين اللي جيه خد منك قطعة لحمة نيا وإلا قول علي نفسك يا رحمان يا رحيم..
أرتجف العسكري برعب من هيئة ليث الغاضبة ثم قال بخوف:
-حضرة الظابط سلين السيوفي هي اللي خدتها بس والله ما كنت أعرف ليه ومقدرش كمان أقولها لا..
سحبه ليث من ثيابه وذهب الي مكتب المقدم مروان..
-إيه الطريقة اللي دخلت بيه دي وليه عامل كدا في العسكري.. قالها مروان بغضب وهو ينظر الي ليث الذي دفش الباب بدون استئذان و القي بالعسكري الذي تعثر و كادا أن يقع..
قابل ليث غضبه بالمثل وهو يقول :
-أنا أختي أتعرضت لمحاولة قتل وكلكم شوفته اللي حصل وأنا عايز أعمل محضر في سلين السيوفي والشاهد هو العسكري اللي واقف قصادك ده..
رد المقدم مروان بعدم فهم:
-أزاي يعني يا ليث؟! ده مجرد تمرين وأختك معرفتش تكمله للآخر وده وارد بالنسبة للمستجدين..
احتنق وجه ليث بالاحمرار وهو يتذكر وقوعها ليقول:
-حضرتك سلين خبت قطعة لحمة في البدلة اللي كانت لابساها ديمة والعسكري ده هو اللي أدها القطعة.. ثم وجه حديثه الي العسكري بنبرة صارمة وهو يقول:
-أنطق وقول اللي حصل
ارتجف العسكري وقص ما حدث للمقدم الذي أمر العسكري الاخر بتبليغ سلين بالحضور الي مكتبه..
بعد مدة من الوقت خرج ليث من مكتب المقدم وهو يرتسم علي ملامحه نظرة الانتصار وأتباعته سلين بوجهها الغاضب ونظرتها التي تحمل من الغل ما يكفي لمئات الأشخاص..
-حصل إيه جوا يا ليث.. قالها قصي بفضول عندما راى وجه سلين الغاضب..
رد ليث بابتسامة ثقة:
-أتحولت للتحقيق ام عقل مفيش منه..
استطرد آدم بغيظ:
-صحيح أن كيدهم عظيم .. دي الغيرة تقتل يا جدع..
قال ليث بغيظ:
-وهي تغير ليه هو انا وعدتها بحاجة انا قلبي أساسًا مش ملكي..
-سيدي يا سيدي.. قالها فهد بمزاح وهو يصفر بثغره..
رد ليث وهو ينظر له بغيظ:
-أخرس خالص يا فهد عشان انا نفسي أقتل دلوقتي..
ليقول الاخر ببراءة:وانا مالي يا عم أنا بتكلم بنية سليمة ايه عرفني بقي انها هتعمل كدا..
-ماشي .. ماشي.. خليك كدا أفضل اختبر صبري اللي قرب ينفذ .. قالها ليث ثم تركهم وذهب متوجهًا الي ديمة لكي يصتحبها الي القصر بعد أن أبلغ المقدم الذي رفضا ولكن أضطر أن يوافق بعد أصرار ليث وأجرائه لمكلمة هاتفية بفياض و أخبره بما حدث ليصدر الآخر الأوامر برجوع ديمة
___________________$
كانت تذرف الدموع الحارقة كالنيران التي تحرق وجنتيها حزنًا على ما فقدت على يد ياسين في بأيّ ذنب يحدث لها هذا؟!! ماذا فعلت لتفقد سجيتها بهذه الطريقة وتلك الوحشية ؟!! هل لانها صدت محاولاته في الايقاع بها!!!! هل لانها كانت تريده ان يبتعد عن طريقها!!!!
كل تلك التساؤلات كانت تدور في عقلها وهي نائمة على فراش المشفي دون الحراك وتلك الخراطيم المتصلة بيدها تشعرها بالبرودة فذلك الدواء الذي سرا بعروقها و أوصلها يشعرها بالأرتجاف بشدة..
لحظات وطُرق الباب وفُتح ليظهر مصعب بوجهه الحزين ولكنه حاول رسم البسمة ليقول:
- ممكن ادخل واتكلم معكِ شوية يا سلمي؟؟
لم ترفض ولم تقبل فدخل مصعب وسحب المقعد وجلس عليه مشبكًا يديه في بعض واطرق رأسه يبحث عن الكلام ليقول بنبرة حزينة:
- أنا عارف اني أيّ كلام هاقوله مش هيعوض اللي حصل معكِ او هيرجع حاجه زي الاول بس كل اللي اقدر اقولهلكِ هو اني من هنا ورايح هعتبرك بنتي وكل حاجه هتتصلح و هفضل جنبك لحد ما تطلعي من اللي انت فيه..
رفعت عينيها التي تكسوها الآلآم وهي تنظر له قائله بتألم:
-يعني لو بنت حضرتك كان حصل معها كده من شاب هي ما تقبلتش معه غير مرتين مرة لما حاول يدايقها والمرة التانية لما اغتصبها كنت هتعمل ايه؟؟
- كنت قتلته.. قالها مصعب باندفاع وغضب ..ثم استطرد قائلا:
- بس ياسين اتعرض لمكيدة والسبب زملاء السوء تواطئوا عليه واعطوه مخدر او بالاصح وضعوه في العصير..
صمت قليلا وقال :
-والله العظيم ياسين مش وحش يا سلمى واللي حصل ده لو كان هو في وعيه كان استحالة يحصل..
أنهمرت دموعها وقالت بغضب وعصبيه:
- وأنا أعمل أيه دلوقتي إن كان هو وحش او كويس أنا واحدة فقدت عذريتها بسبب غباء شاب حقير.. ايوه حقير انا مش شايفاه غير شيطان حسبي الله ونعم الوكيل فيه الكلب الواطي ثم اغمضت عينيها بقهر وانكسار وهي تسترسل:
- ابويا عنده القلب ولو عرف هيموت..
قابل مصعب انهيارها بالتفاهم فهي معه كل الحق في ما تقول انتظر حتى انتهت ثم قال:
-ما أنتِ لو سمعتي كلامي كل حاجه هتتصلح وأبوكِ مش هيعرف حاجة..
- معنديش حل تاني غير اني اثق في كلامك.. قالتها سلمى بانكسار.. ف ليس أمامها حل آخر ..
________$
في غرفه اخرى من غرف المشفى كان يشد على شعره بغضب وهو ينهب الأرض ذهابًا وأيابًا وهو يقول :
-انا ولاد الكلب يعملوا فيا كده اقسم بالله لا أوريهم ..آه يا إكرامي الكلب لو تقع في أيدي..
أستطرد معاذ مهدئاً أياه :
-اهدا يا ياسين أساسًا ابوك اتعامل مع الموضوع وأكرامي أتمسك بالمخدرات اللي كان بيبعها للطلبة ما هو طلع بيتاجر و بيقلب عيشه الواطي..
رد ياسين بغضب:
- طب والبنت ذنبها إيه انا والله العظيم ما كنت حاسس بحاجة انا مش عارف عملت كده ازاي
استطرد مهاب الذي كان يقف ويشاهد غضب أخيه بصمت ليقول اخيرا بنبرة حانقة:
- اهدا يا أخويا وبابا هيحل كل حاجة أنا مش عارف كان فين عقلك وأنت بتصاحب الأشكال دي..
جلس ياسين علي الأريكة و وأحتضن وجهه بكفيه ليقول بنبرة مخنوقة :
-هو بابا ها يبص في وشي بعد اللي حصل..
ربت معاذ على كتف ياسين وهو يقول:
كل مشكلة وليها حل يا ياسين بس أحنا اللي غلطانين من الأول لأن أحنا كنا عارفين أن العيال دي مش كويسة ومع ذلك فضلنا مصاحبنهم و أدي النتيجة..
- معك حق يا معاذ ..قالها ياسين بقهر ولكن بعد ماذا بعد ان ذبح بنت بريئة ليس لها ذنب بوقاحة هؤلاء رفقاء السوء
_________$
هرولت الى الممر الذي به غرفة سلمي امرأه تبدو من هيئتها البساطة و بجوارها سمر صديقة سلمى التي عرفت من الجامعة ان صديقتها سلمى شعرت بالمرض ونُقلت الى المشفى او هذا ما نشره مصعب حفاظًا على سمعة سلمى بعد أن أمر الحرس بالتعامل مع أكرامي وباقي أصدقاءه الذين يعرفون بالموضوع..
أقتربت والدة سلمي وبجوارها سمر من الغرفة وهي تسأل رائد ومعتز الواقفان أمام الغرفة لتقول ببكاء:
-بنتي .. قالوا أنها هنا.. قالتها وگأنها لا تعرف للكلام طريق..
ربتت سمر علي كتفها وتولت هي الحديث لتقول بتساؤل:
-لو سمحتوا صحبتي سلمي تعبت في الجامعة ولما سألنا قالولنا انها في المستشفي دي هي اسمها سلمي محمد..
نظر رائد لمعتز بأسي ثم قال :
-أيوا هي في الغرفة دي.. قالها وهو يشاور علي الغرفة التي بجوارهما
لم تنتظر والدة سلمي ودلفت الي الغرفة و أتباعتها سمر لتقول ببكاء:
-إيه اللي حصلك يا سلمي .. اللي جرلك يا حبيبتي ..قالتها وهي تحتضنها لتقابل سلمي حضنها بالآخر وهي تبكي بحرقة وألم وتشدد والدتها من أحتضنها وهي تقول بقلق:
-في إيه يا حبيبتي حد عملك حاجة.. قالتها وهي تنظر لمصعب بتوجس وقلق فهو يظهر عليه الثراء .. ماذا يفعل مع إبنتها..
وكأنه قرأ ما يختلج بعقلها ليقول محاولًا تلطيف الجو:
-متقليقش حضرتك سلمي كويسة هي بس أغمي عليها مش أكتر.. ثم نظر الي سلمي نظرة ذات مغزي وهو يقول:
-مش كدا يا سلمي..
قابلت سلمي نظرته بآخري وهي تقول بحزن:
-أيوا يا ماما و دلوقتي بقيت أحسن متقليقش..
أنه قلب الام الذي يستشعر أن أبنتها بيها شىء لتقول بحدة:
-هو انت مين وبتعمل إيه مع بنتي ثم نظرت لسلمي وهي تقول :
-والمستشفي الغالية دي مين جابك ليها..
أحس مصعب بقلقها وقرر أستعمال ذكاءه وأستغلال الموقف ليقول بتروى:
-بصي يا ست ام سلمي بصراحة دي المستشفي بتاعتنا وأبني زميل بنتك في الجامعة ولما تعبت جابها هنا وبصراحة أكتر وبوضوح هو بيحب بنتك جدا و عايز يجي يتقدم ليها في أقرب فرص وأحنا هيكون لينا الشرف لو قبلتوا أننا نجي..
تهلهل وجه والدة سلمي بالفرح فهي كأى أم تريد ان تفرح بابنتها خصوصا وهي تري هيئة مصعب المبجلة ودلائل العظمة والشموخ المرتسمة عليه لتقول بنبرة مرحبة:
-ده أنتوا تشرفونا والله أنا هبلغ أبوها وحضرتكم تجوا في الوقت اللي تحبوه..
-علي خيرت الله.. قالها مصعب بارتياح..
اما سلمي فكانت تكبت دموعها بصعوبة حتي لا تلاحظ والدتها..
وكانت سمر تستمع للحديث بدهشة و واقفة دون الحراك وكأن الطير يقف علي رأسها
__________$
"في سيارة ليث"
وهما في طريقهما الى القصر فكان ليث يتولى القيادة وهي تجلس في المقعد الذي بجانبه وهو من الحين للآخر يختلس منها النظرات ليري وجهها الحانق و يري صمتها المغلف بالزعل
زافر بضيق وهو يقول:
-ممكن أعرف أنتِ لويا بوزك ليه يا ديمة؟!!!!
رمقته بنظرة ثم أعادتها أمامها ناظرا الى الطريق من جديد وهي تقول بطفولية:
- زمان فهد شمتان فيا دلوقتي و بيقول اني مش قد المسؤولية..
تأججت نيران الغيرة بداخله وأوقف سيارته فجأة واستدار لها لترتعد هي في جلستها وتنكمش بخوف ورعب من نظرته الهالكة ليقول بنبرة مرعبة كالموت:
- حسك عينك تجيبي اسم فهد على لسانك يا ديمة فاهمة.. أوماءت له برعب لا تعرف ما سبب غضبه بهذا الشكل..
عندما راى رعبها منه مسح على وجهه وحاول الهدوء ثم ادارا سيارته من جديد وذهب..
بعد مدة من الصمت التام الذي ازعجها لتحاول كسر ذلك الصمت وهي تقول:
-آبيه ليث ممكن سؤال؟
رد بصوت اجش:
- اسألي..
أخذت دور الأخت والصديقة وهي تقول بتساؤل :
-هو أنت وسلين بتحبوا بعض؟!!!
ياااااااالله على الغباء اللامتناهي ..ماذا يقول لها تلك البلهاء فهو يعشقها حد الموت وهي تستلم دور الأخت وتسأله هل يحب ام ماذا..
رد بسخريه لاذعة :
-وحضرتك بتسألي ليه يا ديمة أستطردت بيغيظ:
- بصراحه عرفت اللي سلين عملته معايا بس لو بتحبوا بعض يبقى هي معذورة انها تغير عليك..
نظرا لها طويلا وهو يقول بمكر:
- وهي شافت أيه عليا انا وأنتِ علشان تغير منه؟؟ حاولي تفكري كدا يمكن تشوفي حاجة هي شافتها
ردت بعفوية وغباء:
-مش عارفة والله هي أصلا عبيطة!!! ده أحنا أخوات..
-بس أحنا مش أخوات يا ديمة .. قالها بغيظ وهو يجز عل أسنانه من غباءها ونظر لها وعيناه تتحدث بما يختلج بقلبه..
تشعر نعم هي تشعر ولكن تحاول الهروب تخاف منه كثيرًا لا تعرف لماذا لم تتخيله أكثر من أخًا لها او بالأصح عقلها رافض أن يكون أكثر من ذلك كيف في ليلة وضحها أخًا يتحول الي حبيب هذا شىء لم تستوعبه ولا بأي شكل ، تقرأ نظرته فهي لستُ غبية ولكنها تكذبها او عقلها رافض التصديق..
أخرجها من شرودها نبرته المغلفة بالحنان وهو يقول:
-سرحانة في إيه..
تهربت من نظرته وهي تقول ببكاء طفولي : بصراحة يا آبيه سرحانة في عصافير بطني اللي بتصوصو دي..
أبتسم علي طفولتها وقال بحنان :
-في مطعم قريب هنزلك تأكل فيها كله إلا أن القمر بتاعي يجوع..
اكتسح وجهها حمرة الخجل وأشاحت بوجهها بعيدا عنه هاربة من تلك النظرات من جديد..
ليقول هو في خلده :
-أهربي.. أهربي يا ديمة بس خلاص عرفت أزاي هتعامل معاكِ بما ان الفهم منعدم فأنا قررت الأقتحام.. ثم رمقها بأصرار وعزيمة وأقسم أن يجعلها في يوم ما أن تنطق وتقول :
-أعشقك ليثي..
كانت شاردة وهي تستند علي زجاج السيارة مستسلمة لهزتها حتي أنها غفت قليلًا رفعت رأسها عندما أحست بلمسته الدافئة علي وجنتيها وهو يقول بحب:
-ديمة قومي أحنا وصلنا المطعم..
أستجابت له وحاولت فك حزام الامان ولكنه كان صعب الانفلات وكأنه يعاند معها ويتفق مع صاحبه عليها ، دنْ منها وهو يشكر ذلك الحزام علي تلك الفرصة العظيم وكأن الحزام شخصًا أمامه ، كان قريبا للغاية وأنفاسه الدافئة تلفح صفائحها أقتحمت أنظاره ملامحها كان يدعي أن لا ينفتح ذلك الحزام لآخر العمر فيكفيه قربه منها يكفيه أنفسها الأشبه بالعطر المسكر يكفيه نظرتها التي يعشقها حد الموت ، كانت هي ترتجف أوصلها بشدة قربه منها وتلك المشاعر الجياشة بعيناه تجعلها تشعر بالخطر لتقول بخلدها "أخافك ليث" عندما راي حبات العرق تتصبب علي جيبنها قرر أن يكتفي بهذا القدر وفتح الحزام وهو يقول بمكر:
-الحزام كان معصلج بس كله بالحنية بيفك ثم غمزها وهو يبتسم ويسترسل:
-تعالي يلا مش كنتي بتقولي جعانة..
قالت بهذيان:
-ها .. آ آه .. جعانة ط طبعا..
أبتسم علي مدي تأثيره عليها وعلم أن الطريق الذي يسلكه هو الطريق الأصح..
-تحبي تأكلي إيه بقي يا دودو.. قالها ليث بعد ان جلسوا علي طاولة مستديرة تطل علي الطريق ليروا السيارات المارة علي يمينهما والسيارات المصفوفة علي يسارهما فذلك المطعم هو أستراحة للسائقين الذين يتاولوا القيادة لمسافات طويلة
-أي حاجة يا آبيه.. قالتها ديمة ردًا علي سؤاله..
جاء النادل الذي سوف يأخد طلباتهم ليقول بأحترام:
-تحت أمرك يا ليث باشا طلباتكم..
-هات للأنسة كريب شاورما وكتر الموتزريلا و انا هاتلي سوبر كرنشي وظبط التحبيش وهات كمان أتنين كانز وكتر الكاتشب والمايونيز .. قالها وهو ينظر لديمة التي تعتلي الدهشة وجهه فكيف له أن يعرف ماذا تحب بكل تلك التفصيل..
انصرف النادل بعد أن داون طلباتهما..
لتقول هي بتعجب:
-هو انت عرفت ازاي كل الحاجات اللي بحبها!!!!!
رد بسخرية:
-مش أحنا أخوات
ردت هي بتأكيد:
-أيوا طبعا.. بس أنا في حاجات كتير معرفهاش عنك او بمعني أصح مش بأخد بالي منها أزاي أنت بقي عارف كل حاجة عني بالشكل ده
-فكري فيها يا أذكي أخواتك.. قالها بمزاح وهو ينهض ثم أسترسل قائلا:
-هروح أغسل وشي في الحمام وجاي لو حابة تتدخلي التوليت تعالي..
هزت رأسها بالنفي وهي تقول بخجل:
-لا أنا هستنك هنا..
-تمام .. قالها وتحرك متجهًا الي للمرحاض الخاص بالمطعم..
-شايف يالا القمر اللي قاعد علي التربيزة اللي هناك ده.. قالها شاب يجلس مع صديقه في الطاولة التي بجوار طاولة ديمة
-بس يا بني بلاش مشاكل دي معاها واحد وتقريبا دخل الحمام..كان ذلك رد صديقه ثم أسترسل بمغازلة:
-بس بصراحة البت إيه طلقة عود كدا فرنساوي وعنيها إيه تحفة .. وأخذوا يتغزلوا في ديمة التي لاحظت نظراتهم وحديثهم ولكنها تجاهلته وهي تعبث بهاتفها..
أصبحوا يتمادون بالحديث وهما يوجهان لها بعض الكلمات الخادشة للحياء حتي أن ظهر علي وجهها الانزعاج والضيق..
خرج ليث من المرحاض وهو ينظر الي الطاولة التي تجلس عليها ديمة وتمعن في ملامحها فوجدها منزعجة أشاح بوجهه قليلا فوجد هذان الشابان اللذان من الواضح أنهما أغضب أمهاتهما لكي يجعلهما الله يقعان في يد ليث الذي تحاولت ملامحه الي الغضب وتوجه اليهما والشرار يتطاير من وجهه..
________
-يالهوي يا آبيه إيه اللي أنت عملته في الشابان ده!! ده أنت طقتشهم في بعض زي البيض.. قالتها ديمة بعد أن أستقلا السيارة وهما يحملان الطعام بأيديهما فقد قرر ليث أن يأكلا في السيارة بعد أن لقَّن هذان الشابان درس معتبرًا في أن يغضان بصرهما بعد ذلك الحين وأنهما يحترمان أي فتاة وذلك كله بطريقته الخاصة فقد تاب الشابان علي يده وكيف لا وقد اصبحت الرؤية عندهما تحتاج إليه طبيب..
-كويس أصلا اني سيبتهم عايشين.. قالها ليث وهو يعبث في أكياس الطعام ثم أستطرد وهو يمد يده بذلك الخبز الابيض الملفوف علي هيئة قرطاس ومحشو بقطع الدجاج مع الجبن المطاط وقطع الفلفل والزيتون "الكريب" :
-خدي كلي قبل ما يبرد..
مدت يدها والتقطته منه بحماس طفولي فهي تعشق ذلك الطعام بشدة ثم قامت بالتهم أول قطعة بتلذذ جعلته يغار من ذلك الطعام ليقول بغيرة:
-مالك بتأكلي الكريب كدا ليه؟!
ردت وهي تمضغه بأستمتاع :
-أصلي بحبه أوي
رد هو بهيام وعشق: