اخر الروايات

رواية ضراوة العشق الفصل الخامس 5 بقلم دهب عطية

رواية ضراوة العشق الفصل الخامس 5 بقلم دهب عطية 





🦋البارت الخامس 🦋

هبطت على السلالم بحذر وبمساعدة والدتها التي كانت تدعمها وتواسيها ببعض الكلمات.. فاليوم
سيتم انفصالها من هذا الوغد...

"وعد عايزاكي تكوني جامده اوعي تعيطي او تتردي تمضي على أورق الطلاق..."

هزت رأسها بحزن وحرج من هذا الوضع الذي لا تحسد عليه...

تحدثت ناديه مره اخرى وبتاكيد...
"وعد انتي سمعاني وفهمه انا أقصد إيه... بلاش تشمتي فيكي حد... عمرو تحت وابوكي كمان و.."

"خلاص ياماما فهمت..." تنهدت وهي تنظر لوالدتها بترجي ان تتوقف فيكي ما تتعرض له!...

دلفت لغرفة الجلوس فوجدت المأذون الذي سيتمم أوراق الطلاق يجلس على المقعد ووالدها يجلس بجواره على الاريكة( وعمرو)على احد المقاعد
المجاوره لهم....

ساعدة نادية ابنتها على الجلوس على اريكة امامهم متوسطة الحجم وجلست بجانبها وهي تقول
بمقت...
"أمال هو فين..."

اجابها ثروت بتافف...
"بيعمل مكالمه وجاي...."

سمعت وعد والدتها وهي تقول بقهر وخفوت...
"حسبي الله ونعم الوكيل... اللهي يصرفهم على مرضه البعيد..."

برمت وعد شفتيها فاولدتها ستظل هكذا بسيطة شعبية اللى أبعد حد... لكنها داخلها تحب بساطة والدتها و كلماتها التي لا تعبر الى عن الطيبة والغلب اللا منتهي ...

رفعت عينيها المتردده بلمحة خاطفة على (عمرو) الجالس وجهاً بوجه لها، وجدته ينظر له بهيمنة
وجرأه يتابع كل تفصيله بسيطة تصدر منها...

حين تقابلت رمديتاها بنظراته الجريئة والحاده ابعدتهم سريعاً هرباً من شيء لا تعرفه !..

تفاجئت به يطلق تنهيدة عميقه قبل ان يقطع الصمت بسؤاله الفاتر...
" خدتي علاجك ياوعد؟... "

رفعت عينيها عليه بدهشة وجدته يحدج بها بنفس النظره الجريئة التي تكرهه منه...

لم يكن هكذا في سابق، هل السفر والغربة يفسد أخلاق البعض؟...

سالت نفسها وهي بين سطوة نظراته فريسة سهلة المنال !....

اجابته باقتضاب وهي لا تعلم المغزى من هذا السؤال...
"آآه... الحمدلله..."

لاحت منه إبتسامة متهكمة وهو يهز رأسه وينهي الحوار بابعاد عينيه عنها....

نظرت لها والدتها بتسأل فبادلتها( وعد) بعدم فهم...

اتى هشام أخيراً بعد دقائق كانت كادهر بنسبة لها
فهي اصبحت لا تطيق الإنتظار لتخلص من هذا
البذيء وطمعه عالي الحدود!..

إبتسم هشام بخبث وهو يوزع انظاره العَفِنه بينها
وبين عمرو بمنتهى الخبث وكانه راهم في وضع
فاحش ولا يمانع في هذا !..

جلس هشام براحة وتبجح أمامهم وكانه في منزله
ليس ضيف ثقيل على قلبوبهم....
"انا جاهز ياجماعه... بس قبل اي حآجه اطمن على حقي..." رمق وعد بوقاحة وهو يمسمس بشفتيه بحزن زائف..
"هتقطعي بيه وللهِ ياوعد...."

القت وعد عليه نظرة اشمئزاز وكادت ان تلفظ بعض الكلمات المهينة له.. لكنها وجدت عمرو يقول بغموض...
"وانتَ كمان هتوحشنى أوي ياهشام بس متقلقش هاجي ازورك بنفسي..."

نظر الجميع الى عمرو بأستغراب واول من انتابه القلق وفكر في تراجع (هشام) لكنه تفاجأ بعمرو
ينحني بجواره قليلاً مُلتقط حقيبة سوداء واضع إياها على الطاولة امام الجميع ويفتحها امامه
ليظهر منها الأوراق الخضراء ! وهو يقول بزهو....
"الخمسه مليون اهم... بدولار حقك....تحب نكمل إجراءات الطلاق ولا غيرت رأيك... "

نظر هشام للمال بطمع وريبه تسيطر عليه قليلاً...

ابتسم عمرو بسخرية بعد ان فهم نظراته، مسك
رزمة من الأموال وحركها امام عينيه بستهزء...
"الفلوس مش ورق ولا مزوّره... متقلقش عمرو الاباصيري بيلعب معاك على نضيف... ها ناوي تعمل إيه...."

تحدث بانفاس متسارعة من شدة السعادة...
"ناوي اعمل إيه... ناوي أطلق طبعاً.." جذب رزمة المال ليتفقدها عن قرب ويشم إياها قد فقد عقله
في تلك اللحظة لثواني تصرف بطريقة عفوية
تبث الطمع والحرمان والشر الذي يتربع بداخله !...

نظرت له وعد ببغض وهي لا تصدق انها خُدعة به بكل هذا الغباء ابتعدت عينيها عنه بمقت اكبر
لتقع بصدفه على بُنيتان ساخرتان تتشفى بضرواة
بها وبهذا الكلب الذي القى له عضمةً يلهث عليها
بجوع....

اصبح سيد من فُضل عليه في سابق!...

ترى المشهد هكذا الان النيران تتزايد داخلها كلما وضعت في تلك المواقف المخزية!...

تحدث ثروت بتعالي...
"ارمي عليها اليمين وامضي على أورق الطلاق.. خلينا نخلص..."

وضع الرزمة في الحقيبة واغلقها ومسكها بين يداه بامتلاك وهو ينظر الى وعد قائلاً ببساطة تقهر
القلب...
"انتي طالق ....طالق.... طالق بتلاته ... "

اغمضت عينيها وهي تتجرع الكره نحوه وابتسامة السخرية تعلو وجهها الشاحب...

تابعها عمرو بعينيه بقسوة ولكن داخله كان ينفطر قلبه عليها يود لو ياخذها باحضانه ويطمئن قلبها
انها ليست نهاية العالم وانه بانتظارها؟..

لحظه وهل انتَ حقاً تنتظر قربها بعد كل شيء؟..

نفض الفكرة وبدا بالوم على قلبه وحبه لها فهي صفحة والقت من عامان واكثر !..

سيبتعد قريباً وسينسى إياها حتى ان اقبل على الزواج من اخرى لنسيانها للأبد !...

الم يذكر احد أمامك يوماً ان الماضي لا يعود وانكِ قد حكمتي على قلبك بـ( ضراوة العشق)...

نظر لها وكبريائه يلفظ تلك الكلمات ممانع بقسوة اي صله تجمعه مره اخرى بها !...

"انا كده خلصت...." قالها هشام وهو يحتضن الحقيبة بفرحه عارمة بعد ان مضى على أوراق الطلاق وكذلك فعلت وعد...

ابتسم عمرو بتهكم...
"على فكره ياهشام انا حالف مدكش المبلغ ده غير وعليه بوسه هدايه مني..."

"ملوش لزوم.... حلال انت بس عليك حبيبة القلب.." نظر بطرف عينيه نحو وعد الذي احمر وجهها غضباً وهي تصيح بحدة...
"ما تحترم نفسك يازباله انتَ... انتَ مفكر نفسك وقف في حارة بيتكم..."

ابتسم هشام بستهزء وهو يغمز لها بخبث...
"الحاره دي ياما جتيلي فيها ولا نسيتي يابنت الاباصيري..."

عقدة حاجبيها وهي لا تفهم المغزى من كلامه فهي لم تدخول تلك الحارة أبداً لا قبل زواجهم ولا حتى بعده...

تشنجات قسمات وجه عمرو حينما فهم المغزى من كلام هذا الحقير... حاول السيطره على غليان اعصابه المشددة واكمل بمنتهى البرود...
"ملوش لازمه الكلام دا ياهشام... وخلينا في المهم..."

رفع هشام شفتيه بمقت...
"المهم اللي هو إيه بظبط..."

"البوسه..." قالها عمرو وهو يترقع باصابعه لياتي سريعاً على صوتها ثلاث رجال جميعهم يرتدياً زي
الشرطة واعلى رتبة بينهم مسك يد هشام ووضع
بها الكلبشات وهو يقول لعمرو باحترام...
"تمام ياعمرو باشا كده الاجراءات الجايه بتاعتنا إحنا..."

توسعت عيني هشام بصدمة وهو يزمجر بحدة...
"هو ايه اللي تمام انا عملت إيه.. انتوا واخدين على فين انا معملتش حاجه..."

جذب الضابط منه الحقيبة وهو يقول بصرامة..
"مش عارف انتَ عملت إيه ياروح أمك... سرقة خمسه مليون جنيه من عمرو باشا الاباصيري عرفت تهمتك ياحرامي..."

احتقن وجه هشام وهو يصيح بشراسة...
"سرقة إيه محصلش ياباشا دا هو اللي مديهملي دلوقتي حالاً حتى اسأل اللي قعدين..."

اشار على الجميع والكل يتابع المشهد بذهول واولهم وعد التي لم تتوقع مكيدة خبيثه مثل تلك ومن من
(عمرو) يبدو انه تبدل حاله حقاً كما كانت ترى...

وضع عمرو قدم على الاخرى وهو يقول بغطرسة...
"ياريت ياباشا تبقى قضية نضيفه... عشان هشام دا حبيبي وانا دايماً بحب اخدم حبايبي..."

ابتسم الضابط بمكر...
"عنينا ليك ياعمرو باشا انتَ تأمر..." وضع احد العساكر المرفقة لضابط حقيبة الاموال على المنضدة
أمام عمرو وهو يقول...
"فلوسك ياعمرو بيه.."

هز عمرو راسه بزهو وهو يرمق هشام بنظرة شامله وعينيه تتشفى به بسعادة مريضه!...

بعد ان فهم هشام انه قد وقع في المكيدة ولا مفر منها.... صاح مهلل بغضب وانتقام شرس...
"انتوا مفكرين اللي انتوا عملتوه دا هيعدي بساهل..." حدج بوعد وهو يهتف متوعداً بشر..
"اقسم بالله لدفعكم التمن غالي وانتي اول واحده يافـ***..."

ارتعد جسد وعد من هجومه الغريب عليها لكنها وجدت عمرو ينهض من مكانه بمنتهى الغضب واقفاً امامه وجهاً لوجه ولم ينطق بحرف فقط لكمته القوية كانت الجواب القاطع له....
"لم تقف في قصر اسيادك.... عينك تبقى في الأرض وانتَ بتكلمهم ويوم متكلم تكلم بأدب..." لكمه مره
ثانيه في الجهه الأخرى وهو يصيح بعصبية...
"خدوه من هنا مش عايز اشوف الخلقه ال** دي تاني..."

سحبه الظابط بقوة وهو يصيح كالمجنون...
"اقسم بالله لقتلك وقتلها واقسم بالله لطلع ونتقم منكم..... مش هسيبك تتهنى بيها يابن الاباصيري هقتلها قدام عينك هحصرك عليها... هقتلها وحرق قلبك.."

اختفت كلماته الحارقة بعد ان خرج من القصر لكن صدى صوت كلماته يحرق روح (عمرو) الذي شعر
انه سيجلب لها الأذى وهي بريئه من تلك المكيدة المُدبرة...

لكنه لن يسمح بخروج هذا الوغد من السجن سيفني عمره داخل قضبانه حافظاً عليها وعلى روحه المتعلقه بها !...

صاح صوتها بتشنج..
"ممكن افهم إيه اللي بيحصل هنا... ولي عملت كده.."

من ثواني كان ياكله القلق عليها وهي أمام عينيه،الان تبدل الخوف للغضب العارم حين احس بانها تدافع عن هذا الوغد بهذا السؤال وتشنج صوتها الواضح..

رفع عينيه المشتعلة عليها وهو يقول بتهكم...
"كل اللي حصل... حصل قدام عينك... انا شايف إني مش محتاج اشرح حاجه..."

"ولي تدبر حاجه زي دي من غير ماترجعلي..."

مط شفتيه بتقليل منها...
"ارجعلك!!... وانتي مالك بالحاجات دي..."

"مالي ازاي... مش كان جوزي..."

ابتسم بتهكم مُعلق ببرود...
"ااه جوزي... هو انتي حنيتي ولا إيه..."

زفرت بحدة وهي تقول بنفاذ صبر...
"أولاً انا مقولتش جوزي انا قولت كان!... ثانياً الموضوع كله يخصني وكان من حقي اعرف..."

رد بمنتهى الحنق...
"كان يخصك لكن بعد ما رمى عليكي اليمين بقه يخص نفسه وانتي ملكيش دعوه بيه دا لو عايزه
تحفظي على شغلك وشغلنا... تهدي كده وتكبري دماغك وكان محصلش حاجه..."

"انتَ بتقول إيه..." صاحت بانفعال اكبر...

"اللي سمعتيها !.... إمبارح نزل خبر طلقك على كل الصفحات المهمه ونزل كمان في مجالة معروفة
باخبارها الموثوقة.... يعني كلها كام يوم وناس
تسمع عن قضية طليقك... فيه اللي هايهتم وفي اللي
هيطنش وكانه محصلش.. وكدا كده انتي معلكيش
تراب... وبنسبه لطلاق فده في الوسط بتاعك! شيء
عادي كانك راحتي اشتريتي جزمه وطلعت ضيقه
فرحتي تبدليها..."

شعرت باهانته الاذعة لها وتقليله من مجال عملها والاستهزء به !.. فصاحت بتشنج...
"ياعني إيه جزمه وضيقه ورحت ابدلها... انا مش
من النوعيه دي ومش كل الناس زي بعضها..."

"كل اللي في المجال ده زي بعض..."

احتقن وجهها بشدة قاربت على الانفجار لكنها وجدت والدتها تتحدث بلطف...
"أهدي بس ياوعد...محصلش حاجه لده كله..واهوه الحمدلله ان إحنا خلصنا منه ومن شره..."

اجابتها وعد سريعاً بحدة...
"خلصنه؟... لا ياماما مخلصناش هشام دا واحد مريض وأكيد مش هيعدي اللي حصل بساهل كده..."

قاطعها عمرو ببرود...
"ميقدرش يعمل معانا حاجه..."

التفتت له وهي تقول بتهكم...
"هو فعلاً ميقدرش يعمل معاكم حاجه...بس يقدر يعمل معايا انا...انتَ مسمعتش تهديده..."

رد ببساطة زائفه..
"اديكي قولتي تهديد لا راح ولا جه..."

إبتسمت بسخرية...
"صحيح انتَ مش في دماغك حاجه...اسبوعين وهتسافر وبعدها بفترة قصيره هتسمع خبر موتي في التلفـ..."

"وعـــــــــــــــــــــد....."صرخ باسمها فجأه كي تتوقف عن قول تلك التراهات فهو لن يسمح لاي شخص بايذئها اين كان...

رفعت عينيها عليه بدهشه من صراخه عليها وملامحه التي قاربت ان تتشبه بالشيطان وبثت داخلها الخوف منه أكثر...

هتف بعد نظراته المُخيفه لها...
"إياكي اسمع منك السيره دي تاني...وانا مش هسافر غير لما اطمن أنه اتحكم عليه..."

لوت شفتيها بستهانة وهتفت بانفعال واضح ...
"لا كتر خيرك.... بجد شهم!... ومضحي اوي في نصيبه اخترعتها ليه ن الهوا !..."

تسارعت أنفاس عمرو بغضب من استفزازها اللعين له وكادَ ان يرد عليها مُعبر عن هذا الغضب الذي يعتريه
لكنه سمع عمه يتدخل هذهِ المرة بصرامته المعروفة مع ابنته!...

"ماكفايه بقه تريقه وقلة آدب إيه مش واخده بالك ان كل اللي بيحصل معانا ده من تحت رأسك..."

صاحت وعد امامه بشراسة...
"فعلاً اللي بيحصل دا كله من تحت راسي.. ولي هيحصل بعد كده هيبقى من تحت راسكم انتو..."

رد ثروت بقسوة...
"يبقى عمرك كده... ومحدش بيعيش اكتر من عمره..."

نظرت له وعد بحزن ممزوج باستياء حاد من هذا الرجل المُلقب بوالدها...

قبض عمرو على يده بغضب يكبح عصبيته على عمه فاكثر شيءٍ يزعجه من عمه معاملته السامة مع ابنته الوحيده...

يعلم سر تلك المعاملة، لكن هذا ليس مُبرر بل ان سبب المعاملة الجافه حقيقة اقسى من أفعاله
معها !...

صاحت ناديه بحنق من زوجها...
"اي اللي انتَ بتقوله دا ياثروت...دي بنتك هتفرح لما بنتك يحصلها حآجه بعد شر..."

رمق زوجته ببرود وقال بشك قاسي....
"بنتك مش على بعضها من ساعات متقبض على الزفت اللي كانت متجوزاه...وكأنها كده كانت متفقه معاه على كل حاجه وحبت تقلبني بمبلغ كبير تعيش منه هي والنصاب بتاعها..."

توسعت عيني وعد تلك المره بصدمة كبيره الى ابعد حد ، تلك اكثر الأشياء قسوة سمعتها منه... إشارات على صدرها بذهول...
"انا؟..... لدرجادي!!... انتَ شايفني حراميه يابابا...."
ابتسمت بقهر وهي تجد لسانها يلفظ لقب الابوى
بمنتهى الفطره...

تحدث بجفاء اكبر قائلاً...
"ولي لا جوازك من واحد زي ده وعشرتك ليه تخليكي تبقي نسخه طبق الاصل منه..."

تحدث عمرو ببعض الهدوء وداخلها يشتعل حينما راى حزنها ودموعها التي بدات بنزول عنوة عنها من شدة نظرت والدها الصعبه لها....

يشعر بها بشدة بدون ان تتحدث يلمس اوجعها ويتالم منها وكانها اوجاعه هو!...

"عمي مينفعش الكلام ده وعد مستحيل تعمل كده... وبعدين مفيش حد بيطمع بماله... دا كمان مالها وحقها..."

هدر ثروت بشراسة واضحه...
"ملهاش حق.. انتَ ناسي وصيت جدك ولا إيه... انتَ الواصي على وعد وهند!... بعد ماموت ملهمش انهم يتصرفو بماليم واحد من غير مايرجعولك.. يتحولهم اربحهم المحتدده في الشركة كل اخر الشهر على حسابهم في البنك زي مانا ما بعمل بظبط... مفيش
حاجه هتتغير بعد موتي... ودي وصية جدك ولا هتخلفها ياعمرو وتنسى قوانين الاباصيري.."

هز عمرو رأسه بتفهم وهو يقول بقنوط...
"مش ناسي بس ياعمي مينفعش تشك فيها بشكل ده... دي مهما كان بنتك ومننا..."

رفع عينيه على ابنته بقسوة وهو يقول...
"لو فعلاً مننا تحط لسانها جوا بقها... وكفايه دوشه وصداع لحد كده... وتحمد ربنا ان بعد كل ده وقفنا جمبها وساعدناها تتطلق من النصاب اللي دخلته علينا..."

نهضت وعد بتشنج بمساعدة هذا العكاز وهي تقول بسخط...
"كتر خيرك ياثروت باشا.... بجد جميلك فوق راسي..."

رفع عمرو عينيه عليها بشفقه ولو ترك مشاعره الان لكان جذبها لاحضانه مواسي إياها بحنان رجولي
لن تعرفه الا معه !...

كادَ ثروت ان يرد على ابنته ويعنفها بكلماته القاسية كالعادة ولكنه سمع اصوات تاتي من الخارج وهرج ومرج غير طبيعي يصدر من حديقة القصر....

اتجه للخارج ليرى ماذا يحدث وكذلك رافقه عمرو ونادية ، ووعد ذهبت بعد اختفائهم من أمامها...

اتجه الجميع نحو الضوضاء ليجد كم هائل من الصحافه تقف خارج القصر اي أمام الباب الحديدي
الفاصل بين الشارع الرئيسي وحديقة القصر الكبير...

هرج ومرج عالٍ ، كامرات بكل مكان تصور القصر من الخارج وتلتقط بعض الصور للحراسه التي تمنع دخولهم بحدة وعملية صارمة...

ارتفع حاجب عمرو وهو لا يفهم مالذي يحدث تبادل النظرات مع عمه سريعاً ليسير معه بالقرب من البوابه
ويسأل عمرو قائد الحرس بخشونة...
"هو إيه اللي بيحصل هنا...وصحافه دي جت امته وازاي...."

تحدث الرجل العملاق بجدية وتهذيب...
"لسه جايين دلوقتي ياعمرو باشا...وكل اللي عايزينه
أنهم يدخله..."

صاح ثروت بغضب..
"يدخله فين هي تكيه هنا...دا قصر الاباصيري ايه الاستهبال ده..."

حاول عمرو امتصاص غضب عمه وهو يقول...
"اهدي ياعمي...انا هطلع أشوف عايزين إيه...."

مانعه ثروت بقوة واصرار...
"تطلع فين ياعمرو...دول ماهيصدقه انك طلعتلهم...خليك وهما دلوقتي يزهقه ويمشه..."

هز عمرو رأسه بتصميم...
"مينفعش ياعمي انا من حقي افهم هما جايين هنا ليه ومين بعتهم...لازم افهم في إيه بظبط...."

كان كل مايحدث من عن بعد تراه( وعد) لم تفهم حرف بسبب المسافة بينهم لكنها علمت بوجود صحافه وكامرات وازدحام غير طبيعي أمام
القصر...

كانت والدتها تقف بجوارها ولم تتقدم معهم بل ظلت بجوار ابنتها تتابع الموقف من بعيد....

على ناحية الأخرى تقدم عمرو من الحرس
وامرهم بصرامة...
"افتح الباب منك ليه..."

هتف الحراس بتردد...
"بس يافندم...."

"بقولك افتح الباب..." صرخ عمرو فيه بنفاذ صبر جعل الصحافه تنتبه لوجوده وتصمت بشكل مفاجئ
من صدمتها من استجابته السريعة لمطلبهم...

وقف عمرو امامهم على اعتاب البوابة المفتوحة
واضعاً يداه بجيب بنطاله الأسود ورمقهم بنظره
شامله وهو يتحدث بهدوئه المعتاد امام الجميع...
"فرصه سعيده ياجماعه....اي سبب الزيارة المفاجأه دي..."

تحدث رجلاً منهم بسرعه وقوة...
"هشام عبدلله تم القبض عليه من قصر الاباصيري يترى اي السبب..."

رد عمرو ولا تزال يداه في جيبه بغطرسة كلاسيكية!
"معرفش!.... اسؤال ده تستفسر عنه من محضر القضية اللي هتتعمل..."

صاح شاباً آخر بطريقة غير مهذبه..
"يعني إيه متعرفش دا متاخد من بيتكم..."

حاول عمرو السيطرة على اعصابه امام تلك الكامرات الموجهه نحوه واجاب بشك...
"وانت عرفت منين ان متاخد من بيتنا...ما يمكن يكون اتمسك في مكان تاني... وبعدين احنا ملناش علاقه بيه..خبر طلاق بنت عمي اعلنه عنه امبارح ولاجراءات خلصت من فترة... "

صاحت فتاة اخرى اشعلت اللهيب من حولها..
"اكيد كل ده مزور...اكيد سجنتوه عشان مش عايز يطلق مش كده..."

صاح واحداً اخر بتشجع لحوارها...
"او اكيد بعد مطلقها سجنوه عشان يتخلصه منه..."

زفر عمرو وهو يسالهم ببرود...
"وانا هستفاد إيه لم اتخلص منه..."

صاحت الفتاة مره اخرى بحقد...
"اكيد عشان ترجع لبنت عمك... كلنا عرفين قصة انفصالك عنها وجوزها من هشام عبدلله اللي هو كان صديق مقرب ليك...."

صاح الشاب باسلوب غير لائق ...
"اكيد حليت في عينه وحب يرجعلها بعد ما سبته مـ..."توقف الشاب عن الحديث بعد ان باغته عمرو
بالكمه قوية،قد فقد السيطره على اعصابه بعد
ما حدث أمامه....

حصلت حالة من الصدمة والزهول وهم يرون الصحفي مُلقي أرضا ينزف الدماء من فمه...

القى عمرو عليه نظره غاضبة وهو يهدر بصرامة..
"انا طلعت واحترمتكم واحترامت شغلكم...مع اني
عارف ومتاكد ان وقفتكم ودوشه اللي عملنها دي
مترضيش حد...وانا مش مجبور ارد على اسالتكم لكن رديت عشان اريحكم ورايح نفسي من الوقفه وصداع اللي ملوش لازمه....لكن بعد دا كله يطلع واحد يقلل مني ومن بنت عمي....يبقى ميزعلش لما ارد عليه بطريقه اللي تنسبه..."

صاحت الصحفية بشجاعه من خلفها...
"كلام نادر كل صح...احنا عارفين ان الطلاق والجواز في وسطكم شيء عادي وكانها حاجه محصلتش ...لكن اللي مش عادي انك انتَ وهي تتفقه على حبس واحد بريء ملوش اي ذنب
غير انه اتجوز واحده مش من توبه..."

التفت لها عمرو بحدة فوجدها تنظر له ببرود...تحدث بجفاء...

"طب يانسه يامحترمه..روحي اثبتي كلامك ده..وبقي تعالي قضيني بنفسك..."

صرخ في حراسه بقوه امام الجميع...
"اتصل بالبوليس دلوقتي...خليه يجي يشيل اي حد عامل إزعاج وفاتح صدره لا وداخل يتهجم على بيوت الناس فرده وكان البلد مفهاش حكومه....."
قيم اياهم بنظره شامله وهو يهتف بسخرية
"المؤتمر الصحفي المفاجئ انتهى..تقدرُه تمشى..."

اشار بيده الى قائد الحارس الذي اتى سريعاً بأحترام

"الكامرات دي تتنضف من اي حاجه حصلت هنا... بس بسرعه قبل ما حد فيهم يغفلنا ويمشي..."

انصت الحارس لاومره وذهب سريعاً أمر رجاله وهو معهم لتنفيذ اياها...

دلف عمرو لداخل فوجد عمه ينظر له بعتاب وكادَ ان يتكلم لكن وجد عمرو يرفع يده ويمنعه بحده فهو اوشك على الانفجار بل سينفجر غضبه بعد كلمه واحده من لسان اي احد الآن...

اقتربت نادية من ثروت وهو لايزال في حديقة القصر
يشاهد الحرس وما يفعلون مع اشخاصاً قد تجرد منهم الحياء واحترام خصوصية البعض !..

هتفت نادية بجوار زوجها وهي تشاهد الموقف بزهول...
"اي اللي بيحصل ياثروت... ومين عرف الناس دي
بحبس هشام.."

رد عليها ثروت بحيره وحنق...
" مش عارف.... بس كل اللي كنت خايف منه حصل.. وكله من تحت راس بنتك... "

اغمضت نادية عينيها بالم وحسره فالوم دوماً على ابنتها وماذا عنهم اليست تلك مكيدتهم المُدبره!..

دلف عمرو من باب القصر تارك عمه وزوجة عمه في حديقة القصر بالقرب من باب الخروج اي عند تلك
الأفاعي السامه !..

وجدها تقف أمامه تتكا على عُكازه.... صاحت حينما راته قادم عليها...
"عجبك كده... كل اللي بيحصل ده بسببك انتـ..." صرخت بقوة حينما وجدت ظهرها يرتطم في الحائط
وكلتا يداه تقبض على ذراعيها بشدة...

رفعت عينيها بصدمة فوجدته يحدج بها بنظرات مُخيفه عينيه كانتى بركتان من اللهيب المشتعل
وجهه مشدود بعصبية مفزعه يتعرق من جبهته
بطريقه ملموسه وكأنه يحارب بضراوة شيئاً
مجهول....
"انتي إيه معجونه من مية ابلسه... مش مكفيكي كل اللي بشوفه وبسمعه بسببك... إيه عايزه ترميها عليها
عايزه تقولي أننا اللي عملت دا كله من الأول..."

نظرت له بعدم فهم وجسدها كان يرتعد من الداخل خوفاً منه...

اكمل من بين أسنانه بصوتٍ مهيباً...
"فكره اني مكنتش عارف نية هشام من الأول ناحيتك...انا فاهم كويس اوي هشام قرب منك ليه
مش بس عشان شيطانه اللي سايقه ولا عشان كاره الخير ليه لا عشان انتي سهله واسهل حاجه ممكن تجبله فلوس من الهوا...."صمت وهو ينظر له ولصدمتها به..

"بس لم روحتله وعرفت الحقيقه كلها اتاكدت انك مش بس واحده هبله أضحك عليها بكام كلمة حب..لا دا انتي رخصتي نفسك لمآ سلمتي نفسك لواحد زي ده ببساطه وكأنك جايه من الشارع...

عالت انفاسه وهو يهتف بسخط...
"وانا مش مجبور الم فتافيت غيري....مش مجبور اتجوز واحده مقدرتش تحافظ على نفسها قبل الجواز..."

عقدة حاجبيها وهي تتحدث بصدمة...
"انتَ بتقول إيه.. انتَ اكيد اتجننت... انا مستحيل اعمل حاجه زي دي... انا مش كده.. سامعني انا مش كده... هشام ملمسنيش غير بعد الجواز... انا مش رخيصه ومعملتش حاجه تغضب ربنا... ولمَ وجهتني زمان اعترفتلك بكل حاجه ومخبتش عليك ولا انكرت... انا لو خاينه زي مانتَ شايفني عمري ماهسيبك وتجوز هشام خصوصاً انك في جيبك ثروة جدي كلها.... انا عمري مافكرت بشكل ده
انا غلط لما خبيت عليك من الأول... بس انا
مليش ذنب في اني مقدرتش أحبك...."

صرخ برجولة تتمزق من كلماتها الاخيره...
"ومين قالك اني عايز حبك...انا مش محتاجه ولا محتاجك جمبي... " ابعد عينيه عنها محاول السيطرة على نفسه، فاين الهادئ هدوء الصحراء الذي لا تنهض
عواصفه من نسمات عابره !...

شعرت انها قست عليه بتلك الكلمات ووجدت ذراعيها تالمها بشدة من قبضته عليهم ... هتفت بصعوبة وهي ترى حالة غضبه وعنفه يتزايد...
"ممكن تهدى.... عمرو انتَ سامعني...."

رفع عينيه وهو يقول جمله واحده طعنة قلبها واشعلت ضميرها نحوه...

"لي بتوصليني معاكي لكده....يعني بترتاحي لما بتشوفيني بشكل ده قدامك !...."

نظرت له بحيره ولا تعرف مالاجابه المناسبه لهذا الرد...

ابتعد عنها مُبعد يد واحده عنها وانحنى بها للأسفل ليحضر العُكاز الطاح ارضاً بسبب همجيته معها
وكانت اليد الاخرى تسند إياها بقوه....

وضع العُكاز مكان يده وابتعد عنها سريعاً لخارج القصر وكأنه كان كابوس قاسي وقرر ان يرحمها
مُشفق على خوفها باختفائه الآن!..
______________________________________
ساعات وساعات تمر وهو يدور بسيارته في كل مكان
ولا يعرف وجهة معينه..

مُنذ متى وهو يدرك وجهة لحياته!، كانت حياته ووطنه كما دوماً يراها لكن وطنه خانه واخرجه
بعنف وكانه دخيل غير مرحب به!.

لو يعلم هذا الوطن القاسي ان من ألقاه بجفاء خارج حدوده كان شخصاً اتي ليصلح فساده وفساد اعوانه!...

لو كانت تشعر بذرة ندم واحده نحوه لما قالت تلك الترهات السخيفة...

غبيه..

تصرخ في وجهه بضراوة صلبه وهي تسخر من حبه لها بمنتهى السهولة...

اذا انقلبت الموازين وهي من عشقته بشدة وهو من اذاقها ذات الجرح والخيانه المُرَه ماذا سيكون رد فعلها وشعورها بعد ان تقع في شخص خائن خدعها بـ ضراوة العشق....

ابتسم ببرود وهو يوقف سيارته في مكان شبه مقطوع...

وعينيه القاتمة تلمع بشر وشياطين الانتقام تلعب على أوتار جرحه وكبريائه المطعون مِن قِبَل تلك الخائنة عديمة الشعور....

فاق على صوت طرقات خفيفة على زجاج نافذة السيارة....
فتح زجاج السياره ببطء وهو يجد أمرأه مُلطخه وجهها بمسحيق تجميل كثيره بطريقة مُقززه للبعض
ترتدي عباءة مُلتصقه على جسدها تبرز مفاتنها بسخاء، كانت تضع على رأسها حجاب اسود بعشوئيه يُظهر شعرها الاسود الممزوج بخصلات صفراء....

"لوحدك ولا معاك حد..."

رفع عمرو حاجبه ببرود وهو يرمقها بنظره شامله..
"افندم..."

مضغط المرأه العلكه بطريقه مقززه وهي تقول بسخط...
"الله دا انتَ خام بقه..."

تافف عمرو بانزعاج وهو يقول..
"اتكلي على الله من هنا... مش ناقصك..."

نظرت له المرأه بوقاحه وهي تقول بنعومه...
"الله متهدى كده ياحليوه وروق واي حاجه تعباك لوزه تنساهالك في دقايق.... قولي بقه شغل ولا واحده تقلانه عليك..." صمتت وهي ترمقه بطريقه مُغريه..
"بس مين العميه دي اللي تتقل عليك.. دانت قمر... ياخرابي عليك دانت مووز.... تعرف انك احلى واحد
شُفته من ساعات مانحرفة...يمكن من ساعات ماتولدت كمان " اطلقت ضحكه مائعه
وهي تنظر له بجرأه....

نظر لها عمرو وهو يقول ببرود...
"يعني انتي اسمك لوزه..."

تحدثت بمكر....
"ااه بس اوعى تكون مباحث..."

نظر له وهو يبتسم بهدوء ثم سالها ببساطة...
"يكفيكي كام عشان تروحي..."

رفعت حاجبها باستغراب وظنت انهُ يريدها معه في تلك الليله...
"يعني على حسب المده اللي هنبقى فيها مع بعض..."

تنهد بسأم من وقاحتها ثم مد يده في جيبه واخرج مبلغ ليس بقليل وهو يقول...
"خدي دول..."

اخذت المال منه وهي تقول بدهشه..
"كل ده... دا كتير أوي.... طب افتح الباب بقه هفضل وقفه في الشارع كتير...."

أشعل مقود السياره وهو يقول ببسطه...
"روحي يالوزه... الوقت اتأخر...."

عقدة حاجبيها وهي ترمقه بصدمه...
"انتَ بتقول إيه....والفلوس.. "

"رزقك...." انطلق بسيارة بعد تلك الجمله وتركها خلفه تنظر لسيارته بمنتهى الصدمة...

عادت بعد مده ادراجها فوجدت (جبر) صديق هشام
ينتظرها في احد الازقاق المظلمه في حيهم الشعبي..

"كُنتي فين يالوزه..."

رمقته لوزه بتافف وهي تقول بملل...
"في اي ياجبر هكون فين ياعني.... الشغل وزفت..."

تحدث جبر بقلة حيله...
"على فكره هشام اتقبض عليه..."

صاحت لوزه بصدمه وهي تخبط على صدرها ...
"يانصبتي... ليه هو مش قال انه رايح ياخد الفلوس بعد مايطلق بنت الذوات دي..."

"شكلهم غدروه بيه... لازم نقومله محامي معاكي فلوس..."

مطت شفتيها بحنق...
"معايا ياخويه معايا... كاني خلفتكم ونستكم كل ماتقعه في مصيبه تنطه عليه زي العمل الرادي..."

لوح جبر بيده بضيق..
"ماخلاص يالوزه بقه ما كل بكره يرجع بعد مانلهف الفلوس من نسيبه ..."

سالته باعين تلمع...
"يعني هو لسه مطلقهاش..."

اجابها بشك...
"مش عارف لم نشوفه هنفهم..."

برمت لوزه شفتيها بانزعاج وهي تشرد بهيام في هذا الرجل الوسيم ..
"هي دي الرجاله ولا بلاش.... جتنا ستين نيله في حظنا الهباب...."



.... يتبع



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close