رواية قلوب ارهقها العشق الفصل الثالث وخمسون 53 بقلم ياسمين رجب
ومازال قلبي يأوي إليك في كل ليلة حتى يختبئ في زوايا قليك مثل طفل صغير خائف من عتمتة الليل
ليختبئ بداخلك كالطفل الذي فقد دميته الصغيرة وبكي حتى انهكه البكاء
مازال يأوي إليك كيعقوب الذي اتخذا البكاء سبيلا ليختبئ من غياب يوسف
مازال قلبي على عهدك فلا احد قادر زعزعة حبي واشتياقي اليك فأنا احتاج إليك ك عابر سبيل فقد ضالته وانت الوحيد الذي ستهديه الطريق،،،،،،
_______
انتهت المحاضرة
وانصرف الجميع على امل اللقاء في اليوم التالي للذهاب إلى الفيوم
بينما كانت على وشك الخروج من القاعة إلى أن سمعت صوته وهو يناديها قائلا..... سلمي حصليني على مكتبي..
ابتلعت ريقها بتوتر فحتما هو مستاء من فكرتها للذهاب إلى الفيوم ولكن لن تضعف هكذا فمن يكون حتى يخيفها استردت قليلا من قوتها وهتفت برفض...... سوري يا دكتور مش فاضيه
صدمه ردها العدواني فأبتسم بداخله وهو يقترب منها بهدوء وعينيه تفترس ملامحها
بينما تراجعت هي للخلف حينما لاحظت اقتربه وعينيه التي اخترقت كل حصون قلبها ليأسرها بنظراته وهو يتلاعب بأسمها على شفتيه......... فكان لا يفصل بينهما سوي سنتيمترات قليلة ليهتف بهدوء......... سلمى اسمعي الكلام
كانت انفاسه على وجهها حتى شعرت بأنها مسحورة بعشقه وجنت به فحتما سيكون سبب هلاكها
هزت رأسها نافية لا تتدري لم هذا الضعف امامه بينما كان الاخر سجن في عمق عينيها حتى ذابت حصونه وانهارت دوافعه لينتبه لنفسه ومن اقترابه فأبتعد وقال هستناكى في مكتبي.......
قالها وغادر بينما ابتسمت وهي تستنشق رائحة عطره التي تحاوطها لتخرج دون وعي منها وذهبت إلى مكتبه........
لتدلف إلى مكتبه بعدم سمح لها ولكن تفاجأت من وجود همس التي ما ان رأتها حتى صاحت....... سلمى كيفك يا حلوا
ابتسمت سلمى بتصنع وقالت...... بخير
ثم صمتت ووجهت حديثها لكريم........ نعم حضرتك طلبتني
رفع وجهه فقابلت عينيه عينيها وهو يري موجة الالم التي سكنت ملامحها ليهتف بنبرة هادئه...... همس طلبت اننا نروح نتغداء بره وانتي معانا.....
لمجرد ذكر اسم امرأة اخري على شفتيه فقد افقدها روحها لتهتف هي بتبلد وضيق...... لا روحوا انتوا انا مش هقدر لاني عندي لسه محاضرات وغير كده هراجع البيت اذاكر...
كاد ان يتحدث ولكن انصرفت هي قبل أن تعطيه مجال للرد
لتدلف إلى مرحاض الجامعة وهي تنظر إلى هيئتها بالمرأة لتهتف بنبرة منكسرة....... كنتي فاكرة ايه انه هيبصلك انتي ويسيب كل البنات دي
لتذرف عينيها الدمع بمرارة......... انتي مين اصلآ علشان يشوفك بصي للبنات عاملين ازي بطلي جنان يا سلمي وحافظي على قلبك لان لا هو ولا غيروا يساهلوا قلبك...
مسحت دموعها وعادت صلبة كما كانت......
_____________
بشركة عمار
كان معتز تولي امور الشركة بأكملها بعدما غادر عمار ولكن تبقي امرا واحد ان يأتى بسكرتيرة جديدة بعد سفر مرام
جلس خلف مكتبه وهو يرتب احدي الملفات ليطرق احد باب المكتب فسمح له دون معرفة من الطارق
بينما نظرت له بعشق وهي تطالع اجتهاده الظاهر على ملامحه لتهتف بنبرة هادئه........ ياتري لسه مكاني في الشركة موجود
انتبه إلى الصوت الذي يعرفه جيدا ليرفع وجهه إليها بعدم تصديق وهتف....... نڤين
ابتسمت هي برقة وقالت....... اه نڤين يا بشمهندس اقعد ولا اخرج
هب واقفا من مجلسه وسار في اتجاهها وهو يتفحصها بنظرة مشتاقة ليهتف بعدم تصديق....... انتي هنا بجد
حملقت به بغيظ لتمد يدها وغرست اظافرها بيده حتى صرخ بصدمة من فعلتها بينما اتسعت ابتسامتها....... اظن كده اتأكدت
عينيه اشتاقت إليها ولا يعلم متي سقط في بئر عشقها ليهتف بنبرة تحمل الكثير من الشوق....... وحشتني
نظرت له الاخري لينتبه إلى حديثه فقال بتوتر....... اقصد وحشتينا كلنا يعني والشركة كمان وحشتيها اوي
رمشت بعينيها من الخجل حتى لا تقابل موجة عينيه لتهتف هي الاخري........ والشركة كمان وحشتني اوي
بجد وحشتك....... قالها بتساؤل ولهفة لتهز الاخري رأسها بالايجاب ثم غيرت مجري الحديث....... هاااا لسه ليا مكان
تنهد الاخر بقلب عاشق قد كتب على قلبه ان يدخل دائرة العشق ليهتف بنبرة هادئه...... الشركة منغيرك مش موجوده
_________________
انقضت الساعات الثمانية ببطئ وظلت مرام تجوب سقف المشفى بعينيها دون حديث بينما كان اسلام في حالة اخرى من الحزن والقلق فكيف سيواجه العالم بدونها ان اصابها مكروه لن يستطيع العيش لدقيقة واحدة مهما كان حوله الكثير من البشر
فاق من شروده على يد عمار التي ربتت على ساقه بهدوء قائلا....... متقلقش ان شاءالله هتكون بخير
لمح اسلام نظرت الطمئنينة بعينيه ليبتسم بصمت دون حديث
وما هي إلا دقائق حتى خرج الطبيب من غرفة العملية وطمئن عمار بأن حالتها الصحية ستكون افضل فقد نجحت العملية بنسبه غير متوقعة
لتركض مرام صوب ترلة المرضى التي خرجت عليها رهف ومازالت تحت تأثير المخدر لتنقل بعدها إلى غرفة العناية المركزة
بينما بقي الجميع خارجا ينتظرون ان تعود إلى رشدها
مرام خليني ارجعك القصر علشان ترتاحي وتعالي بكرا........ قالها عمار بلهفة وهو يري الارهاق قد سكن ملامحها لتهتف هي برفض....... مش هقدر يا عمار مش هقدر
اطبق على كفها بحنان ثم استرسل حديثه بهدوء....... خلاص يا حبيبتي الي تشوفيه بس على الاقل لازم تأكلي حاجه وكمان اسلام انا شايف انه تعبان والقلق والتوتر ده هيتعبه اكتر...
انتقلت ببصرها إلى زوج شقيقتها لتري حالته تزداد سوء فهتفت بموفقة..... خلاص تمام
___________
و على الجانب الآخر وصل ريان رسلان إلى عاصمة العشق باريس ثم انتقل بعدها لمقابلة احد رجال المافيا في احد الفنادق الفاخمة
هبط ريان من سيارته وهو يسير بخطوات واثقة وغرور ولكن نظرة القلق على شقيقه قد اخفها خلف نظارته حتى لا يري احدي ضعفه
اكمل سيره إلى أن وقع بصره على عماد الجالس على احدي الطاولات
ليجلس امامه بشموخ وكبرياء بينما ابتلع عماد ريقه وهو ينظر إلى ريان بقلق قائلا....... الامر نفذ وبعتوا رجالة لقتل عمار نصار
خلع نظارته وهو يقرب وجهه إليه قائلا بفحيح وعينين مشتعلة بلهيب الحقد......... طيب بلغهم اني مش هسمح لحد يلمس شعره منه
ريان بيه انت كده بتخسرهم...... قالها عماد بهدوء بينما ابتسم ريان بسخرية......... قصدك هما الي هيخسروني ريان مبيخسرش
مسح وجهه بيده قائلا بحيرة...... عمار مينفعش يعيش ده كان السبب في سقوط امجد مننا وفي شغل كتير الحكومة المصرية اصبحت على علم بيه يعني لازم نخلص منه وكل المعلومات الي معاه هو ومراته تندفن معاهم...
وقف ريان والشر يتطاير من عينيه ليهتف بغضب....... معلومات عمار متجيش نقطة في بحر المعلومات الي معايا وبلغهم ان الي هيلمس عمار هيكون لمسني انا وقتها بقا هيعرفوا مين هو ريان رسلان.....
انهي جملته وانصرف وهو على يقين انهم سيحاولون قتل شقيقه ولكن الامر الاكيد انه لن يتخلي عن عمار من اجل احد ما...
_____________
في فيلا كامل
جلست سلمي على فراشها وهي تشعر بالضيق من نفسها بسبب غيرتها المفرطة عليه فمن يكون بالنسبة لها حتى تغار هكذا
ما تلك المشاعر التي تلامس قلبها خلسة كلما رأته او اقتربت منه
انتشلها من هذا الصمت طرقات على باب غرفتها لتدلف من بعدها همس بهدوء قائلة برقة....... ممكن احكي معك
ابتلعت سلمي ريقها بغيظ لتهتف بضيق وكذب...... سوري همس بس مشغولة شوية
رأتها همس متوترة فأقتربت منها بهدوء قائلة...... لكان احكيلي شو مضايقك من وقت ما جيت لاحظت سكوتك وانك بتتجنبي الحكي معي معقول انا مضايقتك حتى اليوم رفضتي تجي على الغداء معنا...
هزت سلمي رأسها بضيق من نفسها فهمس فتاة رقيقة هادئه ليست كغيرها من الفتيات لتهتف بأسف....... انا اسفه بس مش متجنبة انا مشغولة بالمذاكرة وانتي مشغولة مع كريم
جلست همس بجوارها على الفراش قائلة....... دخيل الله لك نحن صبايا مين هاد كريم يالي بيشغلني عنك يا جميل
ابتسمت سلمي على اسلوبها المرح لتهتف بنبرة طغي عليها عشق مكبوت بداخلها عشق سكن ضلوعها ورغم صمتها ظهرت غيرتها في نبرتها........ تعرفي انكم لايقين على بعض ان شاءالله تتجوزو قريب..
ضيقت همس عينيها بتساؤل وهي تنظر حولها قائلة..... لك هالحكي إلي انا يعني انتي بتقصدي انو انا وكريم نتزوج..
هزت سلمي رأسها بالموافقة لتتعالي ضحكات همس حتى ادمعت عينيها قائلة من بين ضحكاتها....... لك شو هاد من وين جبتي هالحكي معقول انا وياه نتزوج مو مصدقة عنجد من كل حالك عم تحكي هيك ولا شو
نظرت لها سلمي بتعجب ثم هتفت....... انا شايفه انكم متفاهمين واهم حاجة ان كريم معاكي بيكون واحد تاني..
ضربت الاخري راسها بكف يدها لتهتف بنفاذ صبر....... لك حبابة مو معنى ان نحن رفقات مقربين بنكون بدنا نتزوج انا وياه بس اخوات مو متل ما عم تحكي
شعرت بقلبها يتراقص على انغام حديثها لتشق الابتسامة شفتيها بعدم تصديق وقلبها يرجف لذكر انه ليس على علاقة بهمس ولكن غلبتها غيرتها لتهتف بضيق ونبرة مغتاظة...... طيب طلما مفيش بينكم حاجة ليه تحضنيه وكأنه حبيبك وقاعدة معاه من وقت ما جيتي
ابتسمت همس بداخلها وهي تري عشق يحلق في قلب ابنة خالها لتهتف بتساؤل..... وانتي شو مزعلك بهي الشغالات
لتصمت قليلا وهي تنظر لها بتسلية....... لتكوني عاشقة الشاب يا بنت
هبت سلمي واقفة قائلة برفض........ عشق ايه انتي مجنونة انا بس كنت بسألك
ثم التفت للجانب الاخر وهي تسأل قلبها هل حقا يعشقه لتهتف بصوت خافت وصل إلى مسمع همس.......... هو ايه العشق يا همس
اقتربت منها وهي تمسك كفها ثم وضعته على صدرها قائلة....... أسئلي قلبك وهو بيخبرك أسئلي هيا الدقات لمين بتكون شوفي متي بيجن لما يشوفه ومتي بيذوب متل الشمعة وكيف حالته لما تقرب عليه بنت غيرك العشق بالقلب ما بينحكي لانها مشاعر صادقة صعب وصفهاا بالكلام
بينما شعرت سلمي بقلبها يخفق لتتذكر كيف يخفق له بجنون وكيف يشتعل بنيران الغيرة كلما اقتربت منه احدي الفتيات
لتهتف بصوت خافت متسائلة....... هو كريم في بنت في حياته...
توترت اوصل همس وتشتت افكارها فهل تخبرها عن عشقه لصاحبة القبر اما تترك له المجال يخبرها بنفسه لتنتبه إلى سلمي التي قالت بضيق........ انا عارفه انه بيحب واحدة تانية
ثم فرت من عينيها دمعة حارة على حال قلبها لتهتف بحزن دايما يشوف فعينه حزن و وجع فراق
سلمي هو حاليا ما في حياته حد......... قالتها همس وهي تربت على كتفها ثم تابعت......... راح احكيلك كل شي عن ماضي كريم بس امانه ببيضل سر بينا....
هزت سلمي رأسها بالايجاب ثم بدأت همس في سرد قصته مع سمر وكيف حمل نفسه ذنبها وانه من كان السبب في موتها
___________
بمزرعة حسن
جلس بجوارها على الفراش وهو يطالع وجهها الشاحب وعينيها التي تصلبت بسقف الغرفة دون حرك ليهتف هو بنبرة طغي عليها الحزن....
اسيل علشان خاطري اتكلمي قولي اي حاجه اصرخي اتجنني الاهم انك تتكلمي بلاش السكوت ده علشان خاطري
كانت تستمع حديثه ولكن قلبها يؤلمها من ماضي لم تستطيع ان تتخطاه بعد الان لتعود بذكرتها إلى ذاك اليوم المشؤوم وهي تتذكر كيف تركتها والدتها بغرفه مظلمة حالكة السواد ولم يشفع لها نحيبها ولا بكائها المرير
لتشعر بصوت خطوات قريبة من باب الغرفة ثم فتح الباب بهدوء وطل منه رفيقها حسن الذي ما ان رأته حتى اقتربت منه وارتمت بين احضانه قائلة....... حسن انا كنت خايفه يا حسن
ضمها الاخر قائلا..... متخافيش يا اسيل انا معاكي
ابتسمت له وخرجا سويا ثم لفت انتباه الصغيرة شخص ما يدلف إلى غرفة الخدم فقالت بصوت هامس....... في حرامي يا حسن
ألتفت حوله ولم يجد شيء فأشارت بيدها على الغرفة ليتسلل كلاهما إلى هناك ولكن صدمتها كانت لا توصف فتلك الصغيرة رأت امها في وضع مخل مع رجل اخر لم تكن تفهم ماذا يحدث هناك بينها حاول حسن ابعدها عن هذا المشهد المقزز ولكن انتبهت والدتها لهم فأعدلت ثيابها وخرجت بتوتر لتجد نظرات حسن المشمئزة منها فقالت لابنتها ان تصعد إلى الغرفة ثم اتجهت ببصرها إلى حسن قائلة...... اسمع يا ولد الي شوفته ده تنساه فاهم
هز حسن رأسه نافيا لتصفعه الاخري على وجهه بقوة ثم صاحت في حارث القصر ان يلقيه هو ووالده خارج القصر بتهمة السرقة
ثم عادت إلى صغيرتها الحزينه التي جلست بزاوية الغرفة خوفا من عقاب والدتها
اسيل تعالي...... قالتها بهدوء
فأنصاعت لها الطفلة وهي تهتف..... ماما بليز مش تقفلي عليا تانى انا بخاف من الضلمه
مسدت على ظهرها ثم قالت...... بصي يا اسيل تعالي نتفق ان انا مش هقفل عليكي وانتي مش تحكي لحد انك شفتي راجل هنا في القصر
هزت الصغيرة رأسها بسعادة ثم هتفت بفرح...... خلاص يا مامتي انا مش هحكي لحد هروح اقول لحسن ان مامتي مش هتقفل عليا تاني
امسكتها من ذراعها بقوة ثم هتفت....... اسيل انسي حسن لانه مبقاش موجود
نظرت إلى امها بعدم تصديق ثم تابعت المرأة بخبث ودموع مصتنعة جعلت قلب الصغيرة يتأثر..... حسن شتم مامتك وكمان سرق مني حاجات اوعديني مش تزعلي مامتك وتقولي عايزة حسن
اقتربت من امها ببرأة طفلة لاتدرك حقيقة الامر ثم مسحت تلك الدموع الزئفة وقالت...... خلاص يا مامتي اسيل مش تعمل حاجه تزعلك تاني....
عادت للواقع المؤلم وهي تتذكر مدي بشاعة الامر التي عاشته لسنوات عديدة ولم تتذكره
___________
انقضي الليل بسلام واعلن الصباح عن يوم مليئ بالاحداث
صدحت اشاعة الشمس في غرفة العناية لتهتز جفون عينيها بصيق بعدم استعاده جزء بسيط من رشدها لتبدأ في ازاحة قناع الاكسجين ولكن منعتها يد الممرضة التي هتفت برفص...... ما بيصير يا مدام رهف
طالعتها رهف قليلا بعدم تذكرتها لتنظر حولها وهي تبحث عن زوجها وشقيقتها
لتبتسم الممرضة قائلة...... بدك زوجك مو هيك على كلن هو بره بس ما راح يفوت لحتي يفحصك الطبيب ويعمل كل الفحوصات وبعدين بننقلك على غرفة عادية
هزت رهف رأسها بالموافقة
بينما خرجت مرام بصحبة زوجها من القصر الجديد وهي تردد...... مكنش لازم نسيب اسلام في المستشفى امبارح
وقف امامها وهو يطالعها بعشق.... يا حبيبتي هو مش هيقدر يرتاح غير لم يكون معاها والاهم خلاص احنا ريحين اهوو
كان يتابعهم بعينيه فمنذ الامس وهو ينتظرهم امام القصر خوفا من بطش احد بهم
بينما سار عمار خطوات قليلة وصعد سيارته ثم اتجه بها إلى المشفى وخلفهم سيارة ريان التي لم تفارقهم لحظة واحدة...
كان يسير بهدوء وسط سير السيارات إلى أن لاحظ سيارات مصفحة اقتربت منه وقطعت عليه الطريق ثم اعلن صوت الرصاص ارجاء المكان بعدم نزل اربعة رجال مسلحين واطلقوا عليهم النيران
ما ان رأي ذالك حتى ارغمها على خفض رأسها في اسفل السيارة لتهتف بخوف....... مين الناس دي يا عمار
اخفض رأسه الاخر...... معرفش بس خليكي كده اوعي ترفعي رأسك
كاالاسد اوقف سيارته وخرج منها وهو يطلق الرصاص عليهما بشراسة وقلب حاقد.... تخفي قليلا خلف سيارة عمار ثم اخرج سلاحه الاخر وامسك الاثنين بين يديه لينهض بغضب ونظرته تحتد على اولئك المجرمين ليبدأ في اطلاق الرصاص دون خوف وهو يرى أنهم انتهوا الان بعدم قتلهم جميعا ليعم الصمت ارجاء المكان
رفع عمار رأسه وهو يرى شبح اسود قوي البنيان وظهره مشدود بصلابة ليلتفت ريان بجسده ثم تقدم منهما وهو يفتح باب السيارة قائلا...... انزلوا بسرعة
كان عمار في حالة من الذهول والدهشة متي جاء وماذا يفعل هنا لا يعلم
انتبه إلى انين زوجته فأقترب منها قائلا....... مرام حبيبتي خلاص مفيش حاجه
كانت تضع يديها على رأسها خوفا من صوت الرصاص ولكن ما ان سمعت صوته حتى رفعت وجهها وهو تطالعه بخوف ثم ألقت بنفسها داخل احضانه
ليهتف ريان بنفاذ صبر......... عمار مش وقته انزلوا حالا
هبط كلاهما وكانت نظرات مرام متسائلة عما يحدث ولكن قطع حبل افكارهم صوت ريان الغاضب الذي هتف.. ....... مفيش وقت الاسئلة
ليضع بكف عمار مفاتيح سيارته وتابع حديثه......... خد عربيتي وامش من هنا حالا ومتخافش رجالتي دلوقتى في المستشفى علشان اخت مراتك
كان عمار على وشك الانفجار به بالاسئلة ولكن لم يشاء ان يتحدث حينما شعر بخوفها ونبضها الذي تسارع ليهتف ريان بضيق....... ارجوك خدها وامشي
طيب وانت........ قالها عمار بتساؤل
تنهد ريان قليلا ثم قال بقوة....... ملكش دعوة بيا انا هتصرف في واحد هيجيلي حالا اهم حاجه ابعد عن هنا
اطبق عمار على مفاتيح السيارة ثم اخذ زوجته وغادر دون حديث ليبقى عقله مشتت وقلبه حائر فيما حدث لم يستطيع اكمال سيره فغير مجري سير السيارة وعاد ادراجا إلى ذاك الاسد الذي انقذه قبل قليل
رأت مرام ذالك ولم تعلق بشئ فهي على علم بأن جماعة المافيا لن يتركوه هكذا
____________
بعد ذهاب عمار
اخرج هاتفه واجري مكالمة هاتفية على منزله منتظر رد احد من الخدم
بينما خرجت يارا من غرفتها الجديدة وهي تتجه إلى غرفة سلين إلى ان اوقفها رنين الهاتف
فرفعت السماعه منتظر الرد
فجائها صوت قوي جعل قلبها يهوي بين اقدامها صوت من شدة صلابته وجموده جعل اوصالها تتوتر بخوف وذعر
بينما ظل ريان يتحدث عبر الهاتف دون ان يتلقي رد ليهتف بغضب........ الووووووووو الووووو........ يا دادا فاطمة الووووو
ابتلعت الاخري غصة بحلقها لتهتف بتعلثم وخوف من صاحب الصوت الغاضب...... مين معايا
صوت غريب يسمعه للمرة الأولى وكأن حروفها متعثرة ليهتف
بغضب........ انتي الي مين وفين دادة فاطمة وباقي الخدم
ابتلعت ريقها محاوله خفض انفاسها المتوترة من هذا الغريب
لتهتف بخوف......... انا المربية الجديدة و دادة فاطمة خرجت تجيب حاجه
هدوئها مستفز ونبرتها جعلته غاضب لا يعلم لم تضايق منها ليتحدث
بعدم اهتمام......... طيب انا والد سلين ولم احمد يجي قوليلوا يشدد الحراسة على القصر وميتحركش من على البوابة
وخلي دادة فاطمة تنتبه على سلين كويس
لم ينتظر جوابها بل اغلق الهاتف بوجهها مما جعلها تستاء اكثر من هذا ولما شعرت بالخوف من مجرد حديثه عبر الهاتف
نفضت افكارها واتجهت إلى حجرة الصغيرة فوجدتها مستيقظة لتهتف يارا بحب........ الجميل صاحي بدري ليه
رفعت الصغيرة وجهها وهي تطالعها بعينين تشبه موج البحر بلونهم الازرق التي تشابه عينين والدها
ولم تأخذ عينيه فقط بل اخذت كل ملامح وجهه لتهتف يارا بتساؤل...... هاااا مش تيجي نزل تحت علشان احضرلك الفطار
ابتسمت لها الصغيرة بحب وهي تطالعها برجاء ان تحملها
فلبت يارا رجائها وحملتها ثم هبطت بها الدرج حتى تعد لها الافطار
______________
و على الجانب الآخر صعد الجميع امام الحافلة التي ستنقلهم إلى محافظة الفيوم
بينما كان كريم مشتعلا من تلك الحمقاء التي لم تأتى حتى الان ليهتف بغضب موجها حديثه إلى همس بعدم اجبرها على الذهاب معهم......... هي الزفتة سلمي بتعمل ايه كل ده وبعدين ليه مركبتش معنا واصرت السوق يجيبها
رفعت همس كتفيها قائلة....... وانا شو بيعرفني بنت عمك عليها شغلات غريبة انا بعترف انو كل العيلة مجانين
ضربها على رأسها بيده ثم هتفت........ طيب لمي لسانك بدل ما اقصه
لوت فمها بأمتعاص ثم صاحت بعلو صوتها........ ليكها جات هنيك
التفت إلى ما تشير اليه فوجد سيارة عمه مقبلة عليهم
لتترجل منها فتاة اخري فتاة يرها للمرة الاولي ليست غريبة عنه ولكنهما متبدلة عن كل مرة رأها بها... كانت ترتدي ملابس شبابية ابرزت وسامتها فأرتدت تيشرت ابيض وبنطال جينس اسود وحذاء رياضي
اما عينيها فقد رسمتها بالكحل الاسود مما ابرز لونهما الاسود الذي سحره
وزينت شفتيها بملمع الشفاه
لتبدو جميلة حد الجنون هادئه
كانت اعين الشباب تفترسها للمرة الأولى فرغم ان بشرتها تميل إلى الاسمرار إلى ان هذا ما جعلها في غاية الجمال....
لك شو هالحلي كله يا بنت........ قالتها همس بسعادة
لتبتسم سلمي بغرور وعينيها عليه........ دي اقل حاجه عندي يا هموس
اقتربت منها همس وهتفت...... بدك تسرقي عقله للشاب مو قلبه هيك
همست لها بهدوء قائلة....... انا عايزه قلبه قبل عقله
ليضحكان الاثنين بصوت خافت بينما كان هو هائم في لهيب عينيها وضائع في قانون عشقها التي وضعته على قلبه
لينتبه من شروده على صوت همس وهي تصيح......... لك شو هاد كلوا انتي مهاجرة ولا شو
كانت سلمي تخرج بعض الحقائب الكبيرة من السيارة ليضعهم السائق بالحافلة لتهتف سلمي بسعادة.........الحاجات دي لزوم الرحلة اسكتى ولم نوصل هبهرك
اتسعت ابتسامة همس وهي تفرك يدها بمرح قائلة....... بموت واعرف بشو عم تفكري....
ابتسمت سلمي ولم تجيبها بينما اقترب منهم وقد سيطر الغضب على ملامحه وهو يري نظرات الشباب لها........ ممكن اعرف اتأخرتي ليه
ابتلعت ريقها وهي تنظر إليه لتتحدث بقوة عكس الضعف الذي بداخلها....... سوري يا دكتور بس مش انا لواحدي الي اتأخرت في كتير لسه جاي
اغمض عينيه بتوعد ثم هتفت بغيظ...... طب اتفضلي انتي وهي علشان خلاص الكل اتجمع
ابتسمت نصف ابتسامة وغادرت هي وهمس إلى الحافلة ليجلسان سويا بمقعد واحد
بينما جلس هو بالمقعد الاول لتبدأ الحافلة في التحرك.....
جلس الجميع صامتين والكل منشغل بهاتفه فصاحت همس بهم....... شو شباب انتوا بعزء ولا شو
نظر الجميع إلى تلك الشقراء ولغتها المختلفه لتهتف همس وهي تقف بمنتصف الحافلة......... ليكوا راح عرفكم عحالي...... انا الجميلة همس الحريري اشهر بنت ببيروت كلها
ابتسم الجميع لمرحها لتكمل...... وبكون بنت عمتهن للدكتور كريم ولحبيبة قلبي سلمي
ا
واليوم بدي تفرجوني شو بيعملوا المصريين لم بيطلعوا رحلة
نظر الجميع لبعضهم دون فهم فأكملت هي بنفاذ صبر..... بقصد خلينا نغني كل حدا بيغني شي تمام
فرغ الجميع فمه ببلهاء
فضيقت عينيها بغيظ ثم هتفت...... لكان انا راح بلش وانتو ردو ورايا.........
لتقف في المنتصف وهي تردد..... الي بعنا خسر دلعنا راح لحالوا يالله يودعنا بالسلامة والقلب ناسي
صقف الجميع بمرح وشرعوا في الاكمال بينما تابعت.... واللي مابيعرفش قيمتنا تبقي سكته غير سكتنا خد معاه الشر وراح مش هنتعب روحنا عشانه 1000مين يتمني مكانه هو كدا ريح ورتاح
كان كريم يبتسم بين الحين والآخر على حالها وهي تغني مع الجميع
بينما كانت سلمي تتابعه في مرأة الحافلة وهي تري ابتسامته الصافية التي خطفت قلبها
غني الجميع بسعادة لتهتف همس بسعادة........ بيكفي هيك هلا صار دور سلمي
انتبهت سلمي لحديثها لتهتف بدهشة....... مين الي يغني قصدك انا...
وليهه على قامتي لكان في غيرك هون..... قالتها همس بسخرية ثم تابعت بخبث وصوت منخفض وصل لمسمعها....... لك يا بنت غني شي رومانسي خليه يحس بيكي لا تكوني فقرية غني لشوف
توترت اوصالها وبالاخص انه التفت إليها حينما سمع حديث همس
لتنظر إلى عينيه التي تنظر سماع صوتها وهتفت بصوت دفئ و حنون جعل الجميع يشرد في حروفها...... لتختلس النظر إلى عينيه وكأنها تخبره بأن كلماتها له فقط
عارف حبيبي وانا شيفاك وسمعاك بنسي كل الدنيا معاك حابة نفسي عشان حابك حاسة اني بدأت اعيش كل الي يامه حلمت بيه لقيته فيك ضحكتك صوتك عنيك مهما قولت حبيبي عليك الكلام بقي مايكفيش لما تشوفك عيني انا بنسي حياتي وبنسي سنيني لم بكون وياك بلاقيني مطمنة حبك ده مدوبني وان زعلتك مرة حاسبني مهو لو ثانية تروح وتسبني امووت اناااااا
للمرة الأولى يكتشف هذا الجزء بشخصيتها الغامضة التي لم يستطيع تفسيرها حتى الان
لينتبه من شروده على صفير الشباب وتصفيق همس
ليعود ببصره إلى تلك الرواية التي بيده
_________
على الجانب الآخر
ألقى بهاتفه بعدم أنهي مكالمته ثم شعر بالالم الذي بدأ يتسلل إلى ثائر جسده وهو يضع يده على جانبه وقد بدأت الدماء في السيل بغزارة ولن تكف حتى تقضي على ما تبقى من قوته فلم يكن مصاب بطلقة واحدة بل اخترق جسده ثلاث طلقات ومع ذلك لم يشاء ان يشعر شقيقه بآلمه كل ما اراده ان ينجيه من تلك المكيدة اراده ان يحيا حتى يمحي وصمة العار التي لحقت بأسمه طوال ثلاثه وعشرين عاما وربما كانوا اكثر من ذالك فهو لا يتذكر عدد السنوات التي انقضت ولكن ما يذكره هو كره والده له بعد فقدان شقيقه وحزن والدته التي ذهب بصرها من كثرة حزنها على ابنائها فالصغير فقدته والثاني اصبح من اكبر رجال المافيا
كان الالم سيطر على كافة اوصاله فشعر بأقدامه وكأنها اصبحت من جليد لم يستطيع تحريكهما فسقط خلف السيارة وقد اشتد به الآلم لتلمع بعينيه دمعة ابت ان تهطل وتقلل من قوته لم يكن حزنه من الجرح الذي بجسده بل من كونه وحيدا عاش عمره وحيدا وحتى الموت جاء له وهو وحيد تنهد بآلم وهو ينظر إلى صورة ابنته عبر شاشة الهاتف والحزن رفيق قلبه
وصل عمار إلى حيث ترك ريان ثم هبط من سيارته وخلفه زوجته وهم يبحثون عنه بتشتت إلى أن وصل عمار إلى خلف السيارة فكانت صدمته لا توصف
مما وجد فكان ريان بحالة تنشق لها القلوب وقد تدفق الدم من فمه
جسي على ركبتيه وهناك غصة مريرة تمكنت من قلبه ليهتف بقلق ريان
فتح عينيه بوهن لتلمع عينيه بالقوة حينما رأه امامه فهتف بتساؤل......... ايه رجعك تاني
نظرت مرام إليهما وقلبها يؤلمها على حال حبيبها الذي رأت الدموع متحجرة بعينيه ليهتف بنبرة حزينة...... رجعت علشان مينفعش اتخلي عنك...
ابتلع ريقه بتعب وكادت انفاسه تنقطع ليهتف بتعب وقلب متألم......... بنتي امانه في رقبتك خلي بالك منها
رفع بصره إلى مرام ثم تابع حديثه وقال...... خلي مرام تربيها على الحب الي ابوها مقدرش يعيشها فيه
كتم عمار تلك الغصة التي تخنقه ليهتف بغضب وهو يحاول أن يحمله........ انت هتربي بنتك ارجوك خليك قوي علشانها
ضحك بألم ثم هتف بنبرة حزينة....... انا مش خايف من الموت كنت عارف انه مستنيني بس متخيلتش انه ياخدني قبل ما احضنك يا حاتم
شعر بشئ من حروفه وكأن قلبه انفطر لذالك ليهتف بنبرة طغي عليها الالم...... ريان انت بدأت تفقد الوعي ارجوك خليني اساعدك علشان نوصل المستشفى
ابتسم بوهن على جهل شقيقه بحقيقة الامر
بينما لمح عمار اقتراب بعض السيارات منهم ليمسك عمار بسلاح ريان وهو يصوب بغضب صوب اي احد يقترب منه
إلي أن هبط شاب في الثلاثين من عمره وركض صوب ريان وقد ارتسم الخوف على ملامحه
ليهتف عماد بخوف....... ريان ايه حصل
نظر له عمار بشك ثم رأي سيارة الاسعاف التي جائت خلفه
ليهتف عمار...... الاسعاف جات
نظر عماد إليه وقال......لم عرفت بالي حصل انا طلبتها
كان ريان اوشك على الغياب عن الوعي ليهتف بصوت خافت موجها حديثه لعماد....... شفت حاتم كبر ازاى
انتقل عماد ببصره بين عمار و ريان وعلامة الدهشة سيطرة عليه
جاء رجال الاسعاف وحملوا ريان إلى المشفى
بينما لحق بهم عمار ومرام بصحبة عماد الذي أمن لهم المكان حتى لا يستطيع احد الاقتراب منهم
ليدخل بعدها إلى غرفة العمليات التي تم تجهيزها على احدث مستوى فكانت المشفى خاصة بشقيق عماد
وبعد وقت قصير خرج شقيق عماد الذي سكن ملامحه الحزن وهو يهتف....... للاسف يا عماد....