رواية دائرة العشق الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم ياسمين رجب
بعد مرور يومين.......
خرجت من مكتب اللواء بإحدي الوحدات الخاصة بالمخابرات العامة وهي تسير بخطواتها الواثقة تبدوا للجميع مغرورة ، لا تهاب احد، ولا تهتم بأحد، قاسية الطباع، عدائية، لا يحبها احد هنا، أكملت سيرها وهي تتجه صوب المصعد حتى وجدت من يجذب يدها بقوة،!!! ألتفتت خلفها تنوي تصفيع من تجرأ على لمسها حتى تلاقت عينيها مع عينين شهاب الذي يرمقها بنظرات شر،!!! فسحبت يدها بقوة وهي تهتف بغضب......
:_ دي اخر مره هحذرك انك تلمسني بأي شكل من الاشكال انت فاهم...
تخصر أمامها وهو يراقبها بتفحص، مليكه التي امامه تختلف كليا عن مليكه الصغيرة التي عرفها قبل اعوام، من امامه تشبهها بالشكل لكن الطباع والقلب مختلفان، حاول ايجاد شئ بها من الماضي لم يري سوي حدقتان رماديتان تلمعان بغضب و كأنهم لم يلمعان بالعشق سابقا!!! آلمه قلبه إلى ما آلت إليه قصتهم وكيف تبدلت هكذا ؟؟، ضحكة ساخرة ومضت بداخله و انه لازال يريد التمسك بها؛؛ رغم كرهها الواضح لعيناه فحاول تغيير مسار أفكاره وهو يقول ما أتي لاجله.....
:_ فين ريان رسلان؟؟
رفعت حاجباـ.. مستنكرا وهي ترمقه بسخرية !!!ثم هتفت بعدها .....
:_ مش شغلك .....
لمعت حدقتاه بغضب حينما رأها تنوي اكمال سيرها فقال .....
:_ مليكه متخلنيش أخرج عن شعوري....
انتي قبضتي على ريان رسلان !!!و حاليا الدنيا مقلوبة عليه، فياريت سيادتك تتنازلي و تقولي هو فين واتسلم لاي جهة؟!
ضمت شفتيها وهي ترمقه بهدوء اشعل النيران بأعصابه..!!!..
:_ تقدر تدخل مكتب القائد تسأل عنه، اما انا معنديش اي معلومة لك او لغيرك!!!!
اشتدت قبضته وهو يضمها حتى لا يلكمها بين عينيها فقال من بين اسنانه بصوت غاضب..
:_مليكه!!!
رفعت اصابعها بوجهه وهي تقول محذرة....
:_ شوف يا سيادة المقدم إياك تتخطى حدودك في الكلام معايا و الا ردي مش هيعجبك!!!! و ياريت مترفعش الالقاب بينا؛؛؛
النظرة بعينيها أنبئته بحقدها عليه فقال بعدم تصديق.....
:_ انا عايز اعرف ليه كل الكره ده؟! ازي نسيتي الي كان بيجمعنا؟؟؟
غصة مريرة استحكمت بحلقها وهي تداري الآلم بداخلها حتى لا يطفو على صفحة وجهها...
:_ مفيش حاجة جمعتنا يا شهاب !!!
قالت جملتها وهي تدلف إلى المصعد الذي فتح امامها وما ان فعلت حتى دلف خلفها وهو يطالعها بعينين ينطقان بالشر..... فرفعت حدقتاها إليه حينما قال بإصرار وهو يقترب منها حتى اصبح لا يفصل بينهما إلا سنتيمترات قليلة.....
:_ انتي شكلك بقيتي بتنسي كتير يا حضرة الظابط.... بس مش مشكلة النسيان طالما ده عقلك ، قلبك بقا كمان نسيني يا مليكه ؟؟؟قلبك مش فاكر شهاب مبقاش يدق علشانه؟؟؟
عيناه تكشف لها حقيقة مشاعره؛؛ أنفاسه المضطربة وتعبير ملامحه الرجولية وهو بذاك القرب منها أنبئها بأنه لم يتجاوز الأمر بعد!!! شهاب لازال عالقا بقصتهم التي انتهت قبل بدايتها الماضي عاد يحرق فؤادها وتلك الذكري البعيدة تعود بكل قسوتها تعصف بكيانها !!!
بينما يطالع عينيها المعذبتين وهي تحاول إبعاد الذكري عن عقلها!!!
كان باب المصعد فتح ابوابه فبلعت ريقها وتجاوزته للخارج؛؛ بينما الاخر لحق بها حتي جذبها من معصمها ليدفعها بقوة داخل احد المكاتب الفارغة!!! وسط ذهول المارين و العسكري الواقف حارسا على مكتب أحد الضباط
اغلق الباب خلفه قائلا بكل إصرار......
:_مفيش خروج من هنا قبل ما نتكلم !!!وكل حاجة تكون مكشوفة انا مش هفضل ألف و أدور حواليكي علشان اعرف سبب بعادك عني؟؟؟
آن الأوان أعرف انا عملتلك ايه علشان تسبيني بالشكل ده؟؟؟
كانت صامتة عينيها خاوية من اي مشاعر تجاهه، عدي مشاعر الالم التي تنهش بروحها!!!
فاقتربت منه وهي تقول بنبرة تبدو غاضبة في ظاهرها إلا إنها في باطنها تحمل الخذلان و الانكسار .......
:_ عايز تقنعني انك كل السنين دي متعرفش السبب الحقيقي!!!
:_ومنين هعرف؟! منين هعرف وسيادتك هربتي و منغير اي مبرر او توضيح؟! هضرب الودع مثلا!
كان غاضبا حاقدا عليها فأقترب أكثر وعيناه تنبض بالالم وهو يقول بصوت متعب....
:_ انتي أخدتي قرار انك تبعديني عن حياتك من غير ما تسألي على قلبي؟؟؟.... أخدتي قرار البعد ومسألتيش نفسك ازي هعيش و انا مش فاهم انا بتعاقب على ايه بالظبط؟؟؟؟
لم يشفق قلبها على وجعه البادي لها بينما طلت السخرية من عينيها و ذاك الالم ومض بداخلهم حتى قالت.....
:_ المشكلة يا شهاب انك عايش دور الضحية و مصدق نفسك؟!!!
طالعها بعدم فهم !!!بينما استرسلت هي حديثها دون ان تشفق عليه.... ان كان يريد الحقيقة فأهلا به ليستمع ما لا يعجبه!!!
:_ كان عندك علم بطرد والدك لماما من فيلا الحديدي!!! و الإهانة اللي سببها لماما الله يرحمها!!!
صمتت قليلا وقد آلمتها ذكرى وفاة أمها التي لم تحظي حتي ان تودعها بمثواها الأخير!!! فعادت عينيها لقسوتها وهي تسترسل....
:_ والدك إتهمني انا وماما اننا بنلعب على ابنه علشان طاقة القدر تتفتح لنا..... والدك طرد ماما في عز مرضها طردها بنص الليل!!!!
:_ انا كنت مسافر وقتها! ولم رجعت حاولت ادور عليكي في كل مكان... مليكه الي عمله بابا انا مليش يد فيه!!!
قالها يبرر موقفه وهو يقترب منها حتى كاد يمسك ذراعيها
إلا انها اشارت له بعدم لمسها فرفعت حدقتاها إليه و قد خنقها البكاء الا انها لم تبكي ولم تضعف حينما قالت....
:_ حاولت فعلا يا شهاب؟!
سألته مباشرا ثم عادت وقد قست عينيها وهي تقول.....
:_ لدرجة انك مستحملش غيابي فرميت نفسك في حضن بنت مصطفى الجارحي!!!
لم يفهم مقصدها إلا انها اشارت بأصابعها على قلبه و نظرت إليه بوجع يثقل كاهلها فتابعت...
:_ لم عرفت برجوعك حاولت اتواصل معاك ، بس للاسف يا شهاب لما وصلت كنت فحضن صحبتك انا شوفتك بعيني....... شوفتك بتلمسها يا شهاب بتلمس بنت تانية!!
هنا هبطت الدمعة التي جاهدت لإخفائها ؛؛وظهر الوجع الذي شطر قلبها نصفين؛؛ وهي تتذكر تلك اللحظة حينما كان بأحضان أخري يبثها حبه يقبلها!! ويضمها....... رأته بعينيها يكاد يحطم عظام الاخري بين ذراعيه...
:_ شوفتكم انتوا الاتنين، في اوضة نومك وعلي سريرك....
ضحكة ساخرة صدرت عنها من بين دموعها!!
وهي تشعر بمرارة الدموع على شفتيها!!!
:_يومها حاولت اشوفك واشرحلك بس لاقيتك في حضن وحده تانية زي اي اتنين متجوزين...
الدمعة خلفها أخرى وقلبها مقسوم لحبيب خان عهده...... مسحت دموعها بظهر يدها وهي تكمل بنبرة مؤلمة.....
:_ وبعدها عرفت إن العلاقة بينكم قديمة حتى من و انا معاك!!!... لدرجة ان حصل مره حمل وسيادتك والهانم بكل دم بارد عملتوا عملية اجهاض.... قتلتوا روح كل ذنبها انها كانت نتيجة استهتار بالدين والاخلاق !!!
التوتر الممزوج بنظراته جعلها تكره نفسها اكثر فبدي امام ناظريها شخص فارغ من الداخل شخص اناني عديم الدين و الرحمة.... تعلثمت الكلمات على شفتيه يحاول استيعاب ما قالته.... لم ينكر حقيقة ما قالته وهو يعرف ذنبه لكن ما لم يصدقه انها كانت على علم ما آلم قلبه؛؛ نظرة عينيها له وهو يدور كل تلك السنوات يبحث عن ما فرق بينهما وكان هو المذنب الوحيد..!!!.. علاقته بريم مصطفى الجارحي لم تكن حديثة بل كانت قبل معرفته بها وهو يذكر جيدا انه أنهي العلاقة منذ احبها هي..... لكن غيابها عنه اعاده لتلك النزوات التي خلفت خلفها طفلا و قد استطاع التخلص منه هما الاثنين......
:_مليكه اسمعيني
....قالها بتوتر....
صرت على اسنانها وهي ترمقه شرز قائلة....
اياك اسمي يجي على لسانك ... ده اولا ؛؛؛ثانيا
أديك عرفت سبب هروبي منك هتعمل ايه هاااا فهمني ايه المطلوب دلوقتي؟؟؟
ابتلع لعابه وهو يحاول الاقتراب منها لكن النظرة بعينيها اخافته من احتمالية تأزم الوضع اكثر فقال.....
:_ عايزك تديني فرصة.... فرصة وحدة اثبتلك اني وقتها كنت طايش!!! انا مش هنكر حقيقة الي عملته بس كمان انا اتغيرت
ضحكة ساخرة صدرت منها!!! ضحكة خرجت من قلبها الملكوم فقالت بنبرة قاسية....
:_ تثبت ايه يا شهاب انك واحد بتحلل الحرام علشان كنت طايش ؛؛انك مارست الزنا ونتج عنه جنين قتلته بدون رحمه..... خليني اوضحلك صورة.. اني عمري ما شوفت الحرام شئ عادي ولا عمري قربت منه.... اه مش ملتزمة بس كمان مش بتهاون في اي حاجه تعصي ربنا!!!
لم يكن يدري ماذا عليه ان يفعل؟؟؟ فقال بتعلثم
:_ سامحيني وخلينا نبدأ صفحة جديدة اديني فرصة.... ما اختك اتجوزت ريان رسلان رغم ماضيه!!!!
اشتعلت عيناها وهي تقترب منه محذرة اياه
:_ اسمعني بقا علشان ننهي القصة دي.... انا مش يارا صح احنا نسخة من بعض لكننا مختلفين في كل حاجه..... و ارتباطها بريان ده حاجه خاصة بيها وانا واجب عليا انصحها تبعد.... انما سيادتك تقارن خيانتك بعلاقة اختي بريان فأنت خسران يا شهاب....
على الاقل ريان بعد ما عرفت ماضيه والي عاشه عذرته من وجهة نظري كإنسانه وفهمت انه مكنش بأيده.... انما وجهة نظري كأخت و كظابط لا فأنا برفضه و مكنتش اتمناه لاختي....
صمتت تستجمع قوتها وهي تكمل حديثها...
:_بس طلما هي بتحبه يبقى ده قرارها و دي حياتها هي حرة..... وغير كده يكفيها انه مش خاين على الاقل من يوم ارتبطوا ملمسش ست غيرها؛؛ وصدقني كنت اتمني يعمل كده علشان ابعده عنها بس ريان اثبت انه إنسان لسه جواه نضيف ملهوش في الخيانة ؛؛يمكن يتغير مع الوقت لانه حبها بجد..... انا عارفه انه بيحبها ومتاكده من مشاعره بس خايفه على اختي من ماضيه مش اكتر.....
هز رأسه بنفي وهو يحاول أن يصلح ما افسده بالماضي.....
:_طب على الاقل اديني فرصة..... سامحيني!!
ده ربنا بيسامح..... طيب غيريني انتي؛؛ اصلحي الفاسد الي جوايا؛؛ و انا اوعدك اتغير للاحسن؛؛
ذمت شفتيها برفض وهي تقول بنبرة قاسية قوية..... جعلته يتراجع قليلا للخلف...
:_عمري ما هدي فرصة لشخص خان قلبي و ثقتي ...... محدش بيتصلح حاله علشان حد... لازم تكون صالح لنفسك الاول... تفرق بين ذنب و وزر كبير زي الزنا وانه مش عادي تتجاوز غلطك ده بتوبة لربنا..... اما انا معنديش أدنى استعداد ارتبط بيك و تلف الايام وبنتي يترد لها الي انت عملته في ماضيك....
صمتت قليلا تأخذ انفاسها و كأنها ازاحت هما ثقيل حتى عادت وقالت...
:_ماما كانت بتقول يا ويل الي ما كان صالح من حاله.... وجواه راضي بالصلاح علشان نفسه.....
كادت تغادر الغرفة حتى قال هو بصوت متعب و قد واجهته بحقيقة ما فعل.....
:_بس انتي بتحبيني يا مليكه بتحبيني والا مكنتيش لسه لحد النهاردة من غير ارتباط؟؟؟
ألتفتت إليه على وجهها ابتسامة ساخرة من ثقته بذاته!! فقالت بنبرة ارادت حرق قلبه بها!!!
:_ لا يا شهاب غلطان انا نسيت حبي لك من زمان من وقت ما كنت في حضنها...
و بالنسبة الارتباط متقلقش انا خلاص اخترت شريك حياتي و فرحي اخر الشهر!!!
قبضة مؤلمة تلقاها على يدها فشطرت قلبه نصفين وهو يقول بعدم تصديق.....
:_بس انتي استحالة تعملي كده.... مستحيل تعملي كده في حبنا!!!
استعرت النيران بحدقتاها وهي تقترب منه قائلة بغضب وقد آلمها قلبها....
:_بطل تقول حبنا انت عمرك ما حبتني... حب ايه ده الي تخوني بعد غيابي عنك كام يوم هااا حب ايه الي يخليك تخطب بعدي بنت تانية؟؟؟.... يعني خيانة و خونت!!! وكمان كنت هتتجوز ازي جاي دلوقتي تفكرني بحبنا..؟؟؟..
هزت رأسها وقد دمعت عينيها مرة اخري لتهتف بعدها.....
:_انت الي زيك ميعرفش يعني ايه حب اصلا؟؟؟
انا ازي كنت غبيه بالشكل ده و حبيتك في يوم من الايام....
اقترب منها وقد اطبق بكفيه على وجهها يطالع عينيها عن قرب اراد رؤية حبه بعينيها فقال....
:_ انتي بتكدبي على نفسك
نظرت إلى عمق عيناه تثبت له عكس ما ارد وهي تهتف.....
:_ انا فهمت نفسي وعرفت انا عايزة ايه كنت بكدب زمان لكن حاليا لا فأنا اول مره اكون صادقة مع نفسي!!
كانت ساحرة من هذا القرب مليكه فاتنة... كأنها فتنة لقلبه وعقله ولا يعرف كيفية الخلاص من سحرها.!!!.... و برغم علاقاته النسائية الكثيرة إلا انها هي فقط من يتمنى أن تكون له؛؛ ارادها هي بكل تلك العنجهية التي تنبض بها... اراد ترويض شراستها و اخضاعها له... عينيها الرماديتين تسرقان لب عقله... خصلات شعرها الناعمة طالما تمني ان تفترش صدره بعد ليلة حب طويلة يبثها غرامه وحبه لها...... بينما شفتيها كانت عذابه الوحيد شفتيها ممتلئتين بإغراء تثير الرغبة بداخله حتى يقبلها؛؛ ويضمها بين ذراعيه يذيقها لهفة الوصال ؛؛قلبه و جسده كل خلية به تتمني مليكه و لا آنثي سواها استطاعت سد ذاك الاحتياج بداخله.... حلم لطالما تمناه و يريد تحقيقه مهما كلفه ذلك... كان قريبا حتى انها شعرت بأنفاسه الحارة تحرق وجهها قرأت الرغبة بعينيه فضربت يده!!! التي تحتضن وجهها حينما مال عليها وكاد يمس شفتيها بشفتيه!!! كان الغضب يلمع بحدقتاها حتى قالت بكره....
:_انت مقرف بجد... بني آدم مريض!!!
قالتها وخرجت امام اعين المارة وقد تغضنت زاويتا عيناها بالدمع وهي تتجه صوب سيارتها و ما ان فتحت الباب حتى قفلته يد قوية فنظرت لصاحبها وهي تشتم بسرها قائلة بضيق.....
:_نعم عايزين ايه
الآلم البادي على ملامحها و عينيها الممتلئة بالدموع جعلت عمار يتراجع للخلف قليلا وهو يهدئ من غضبه فخرج صوته هادئ رزين.....
:_ عايزين نعرف فين ريان؟؟؟
هزت رأسها بنفاذ صبر وقد ضاق صدرها فقالت بغضب وقد اوشكت على الانفجار....
:_ معرفش... انا معرفش فين ريان !!!
:_ازي متعرفيش و انتي الي قبضتي عليه؟؟؟
قالها عماد بغضب و كراهية ، النظرة بعينيه أنبئتها بمدي حقده عليها فأعادت انظارها لعمار هادئ الملامح وقالت....
:_ اخوكم انا معرفش عنه حاجة... جالي اخبارية بضبطه و احضاره !!!و انا نفذت المطلوب تقدر تدخل للقائد و تسأل عنه اما انا معنديش اي معلومة عنه ومش مهتمة بيه اعرف اذا كان عايش او ميت من الاساس!!!
رمقتها عينين عماد شرز وهو يشير لها بأصبعه قائلا بوعيد.....
:_ انتي عارفه لو ريان بس حد مس منه شعرة قسما بالله ما حد هيرحمك من تحت ايدي!!!
:_ عماد!!!
قالها عمار بتحذير
بينما استعادة مليكه قوتها و نبرتها الجادة وهي تقول بغضب....
:_ انا مش بتهدد و اعلي ما في خيلك أركبه.. ده اولا ؛؛ثانيا الله اعلم هو اي جريمة ارتكبها؟؟ و ايه حكاية الملف الي وصل عنه.؟؟؟.. بدل ما انت واقف تهدد على الفاضي دور كويس على اخوك؛؛ و شوف مين له مصلحة في اختفائه ؟؟؟لان وضعه صعب طالما المخابرات هي الي خفته!!!
كانت عينين عمار تتابعها حتى صعدت سيارتها و رحلت امام اعينهم فقال بعدها بصوت غاضب
:_ البت دي عارفه مكان ريان بس استحالة تقول!!
ابتلع عماد لعابه وهو يراقب طيفها الذي غاب عنه رغم الشبه الكبير بينها وبين يارا إلا ان الاخري تختلف عنها كليا هذه تملك القوة والغضب يستعر بعينيها وكأنها بركان على وشك الانفجار...
بينما الاخري... تستعر بالرقة تنبض حياء؛؛ الجمال واحد إلا ان الاخري تسرق احدى نبضات قلبه كلما رأها.... اغمض عينه بضيق وهو يجلد ذاته من التفكير بها وهي زوجة اخيه... فتح عيناه و نظر لعمار قائلا بغضب...
:_ انا ليا طرقي الخاصة وهخليها تتكلم..
ربت عمار على كتفه وهو ينظر للمبنى العالي امامه بشرود قائلا...
:_ لا يا عماد دي استحالة تتكلم و خصوصا اننا لجأنا للشخص الغلط!!!
لم يفهم عماد مقصده بينما عمار تذكر هوية مليكه الان... مليكه هي الفتاة التي يبحث عنها شهاب منذ سنوات الفتاة التي احبها و تركته دون توضيح اسباب لتركه... رأي شهاب خارجا شاردا و كأنه خارج من احدي المعارك... خرج خاسرا ملامحه متألمة؛؛ وكأن قلبه مصاب ينزف دون أن يجد الضماد له.....
:_ مش ده صاحبك الي قولت انه هيجبلنا اخبار ريان!!
تنهد عمار بقلة حيلة وقد امسك طرف الخيط بيده الان و تأكدت شكوكه كلها فقال وهو يتجه صوب شهاب....
:_ خليك هنا هتكلم معاه كلمتين و راجع؛؛
تركه عمار و ذهب صوب شهاب فقال الاخر ما ان لاحظ اقتراب عمار.......
:_ رفضت تقول هو فين !
طالعه عمار بتفحص وهو يراقب ملامحه نظراته الزائغة ،و ذاك الندم المطل من عينيه جعله يهتف بتساؤل...
:_ مليكه هي البنت الي كنت بتدور عليها؟!
اغمض عيناه على دمعة متحجرة تأبي الهبوط فهز رأسه بيأس و كأنه الان ادرك فعلته الشنيعة بحقها....
فقال الاخر....
:_ عرفت السبب الي خلها تهرب بالشكل ده؟!
ارتعشت شفتيه وظهر الالم متجسدا على قسمات وجهه فقال....
:_ مبقاش يفرق السبب الي افترقنا علشانه.... المهم اني خسرتها و استحالة ترجع تاني.... ياريت فضلت جاهل لسبب فراقها ؛؛
اغمض عيناه بعدها وقد مزق الالم فؤاده وهو يربت بيده على ذراع عمار قائلا بنبرة متعبة...
:_ انا لازم امشي عندي شغل مهم، و متقلقش هحاول اعرف اي معلومة تدلنا على مكان ريان...
بخطوات ثقيلة سار تجاه سيارته وهو يلقي بنفسه داخلها.......
بينما وضع الاخر يديه بجيبي بنطاله وهو يهتف......
وكأنه مكتوب على كل قلب يعيش وجع الفراق و عذابه.....
ثم بعدها طالع عماد الشارد بعينيه في الفراغ و بداخله تمني ان يحظى هذا القلب بمن تحي العاشق بداخله ان تقضي على ذاك الالم التي تنبض به عيناه..... ليس غبيا حتى لا يدرك ان عماد احب يارا حتى ان لم يكن حبا كحبه القوي لزوجته ؛؛او كحب ريان؛؛ إلا ان عماد يكن شعور خاص ليارا؛؛ شعور تخطي الاعجاب لكنه ليس حبا..... يمكنه تفسير على انه انبهار بها كونها جميلة؛؛ و هادئة و ذاك الحياء المطل من عينيها يجعلها آكثر النساء فتنة.... ويستطيع ألتماس العذر له فهي تستحق... جمالها يبهر بطريقة ملفتة.....
انتبه لمسار افكاره وهو يهز رأسه بنفي قائلا في سره.....
:_ لا لا مش انا ؛؛في ايه يا عما؟؟ ركز ركز مرام حبيبتك.. ايه انت هتتغزل في مرات اخوك!!!
كان يحدث نفسه بطريقة مضحكة فأستعاد جديته وهو يتجه صوب سيارته قائلا في نفسه
:_ وحتى لو كانت ملكة جمال العالم بعد مرام مفيش حد!!!
ابتسم في نفسه وهو يشير لعماد حتى صعدا سويا متجهين للشركة...
___________________________________
ساعدها والدها للجلوس بالمقعد الخلفي وهو يقول بهدوء....
:_مرتاحه اكده يا بتي
هزت رأسها بالايجاب و هي تشيح بوجهها بعيدا تتحاشي النظر لتلك العينين التي تراقبها عبر مرآة السيارة..... تشعر و كأن عيناه تخترقان دواخلها تهتز كل مشاعرها امامه.... لم تصدق حقيقة انها فاقدة جزء من الذاكرة!!! لقد فقدت كل ما يخصه وبرغم نسيانها له... إلا ان يربك دواخلها تريد النظر إليه مطولا... كلما خفق قلبها بين ضلوعها تراه حولها و كأن ذاكرتها فقدته إلا ان قلبها يأبي نسيانه.. تذكر حينما غفت بالامس كان جوارها يخبرها بمدي سعادته لرجوعها للحياة مره اخري؛؛ سعيد حتى ان كان عقلها فقده، فهو سعيد لانه سيجعلها تعشقه مرتين....
خطفت نظرة تجاه المرآة فتلاقت اعينهم بنظرة طويلة لتعود هي و تشيح بوجهها بعيدا؛؛
بينما ابتسم الاخر رغما عنه وهو يشغل محرك السيارة بعدما صعد عبد العزيز بجواره متجهين صوب فيلا كامل بعد جدال طويل حول الذهاب لشقته والتي رفضتها هي رفضا قاطعا....... تنهد مطولا وهو يراقبها بتمعن كانت هادئة عاقلة عكس العادة ، فقبل فقدانها للذاكرة؛؛ كانت مشاعرها تطفو على صفحة وجهها حبها له كان لامعا بعينيها؛؛ بينما الان مشتتة تركيزها بعيد كل البعد عنه و كأنها تخشي السقوط بحبه مرة أخرى...... تآلم قلبه لولهة وقد خيل له امكانية عدم استعادة حبها !!!تسارعت نبضات قلبه وهو يحاول تهدئة مشاعره؛؛ فعاد ينظر إلى المرآة وجدها شاردة بالمارين تراقب الشوارع مسترخية بجلستها ..
بعد نصف ساعة كان صف سيارته امام بوابة فيلا كامل ، فترجل من السيارة وهو يفتح لها الباب الخلفي فرفعت حدقتاها إليه و هي تنظر ليده الممدودة إليها، آلمه ترددها الزائد وكأنها لا تنوي الاستجابة لطلبه ... شيء ما بداخلها دفعها لوضع كفها براحة يده و ما ان لمسته بشرته جلدها حتى شعرت برعشة قوية ضربت عمودها الفقري ابتلعت لعابها بتوتر وهي تخرج من سيارته قدميها كالهلام؛؛ و ازداد توترها حينما لف ذراعه حول خصرها يجذبها ناحية صدره قريبة من قلبه !!!رائحة عطره المختلطة برائحه برائحه جسده جعلت توترها يزداد وهي تسير بجواره!!! او بالاحري بين احضانه!! بتلك اللحظة ادركت ان ما يربطها بهذا الرجل مشاعر لن يمكنها تجاهلها..... شعر بتخبط مشاعرها من رعشة يدها وجسدها فمال عليها يهمس و ابتسامة حلوة تزين شفتيه....
:_تحبي اشيلك؟؟؟
رفعت اليه عينين متوترتين وهي تري الابتسامة تزين قسمات وجهه الرجولي..... كان وجهه قريبا من وجهها تشعر بأنفاسه تحرق بشرتها ... اخفضت عيناها وهي تحاول الابتعاد عنه قليلا إلا انه ضمها إليه اكثر حتي صعد بها الدرج ، فتح باب غرفتها القديمة وهو يساعدها بالجلوس على الفراش، لم تكن حالتها سيئة لكنها خائرة القوي تشعر بقدميها كالهلام ؛؛و كأنها ان وقفت بمفردها ستسقط، رأته واقفا امام الخزانة يخرج لها احدى المنامات التي تخصها و هو يعود إليها قائلا...
:_خليني اساعدك في تغير هدومك!!! قالها وهو يهم بفك ازرار قميصها!!! إلا ان يدها اطبقت على مقدمة القميص وهي تقول برفض...
:_ انت ايه الي هتعمله ده؟؟؟
رفع حاجبيه يقول بأبتسامة مشاكسة وقل لمح الخجل الذي زين خدها!!
:_ بغيرلك هدومك، و بعدين دي مش اول مره يعني!!!
توترت عيناها وهي تشيح بوجهها عنه فأتسعت ابتسامته وهو يميل عليها يقبل خدها المتورد قائلا بهمس مغوي....
:_ انا هنزل اخلي صابرين تحضرلك الغداء و انتي غيري براحتك.... مع اني كنت هساعدك بس هكون ولد مؤدب بس نعديها علشان الكسوف ده؛؛
قالها غامزا بعينيه وهو يخرج من الغرفة مغلقا الباب خلفه... بينما هي تحسست خدها موضع قبلته وهي تغمض عينيها رافضة ذاك الشعور بداخلها ، هذا المدعو كريم يلخبط نبضات قلبها يجعلها تتراقص كطفلة صغيرة ، بعض اللمحات تومض بعقلها صحيح انها مشوشة!! لكنها تراه بتلك اللمحات يهديها اجمل الابتسامات التي تشعرها تقطر عسلا، يهديها قبلات ناعمة كرفرفة الفراشات و هذا الشعور الذي ينتابها كلما رأته يؤلمها!! حقيقة مرضها التي سمعت بها من الطبيب جعلتها خائفة من عواقب المرض و تخاف من وضع الثقة بهذا كريم فيتركها !!ما ان يسوء وضعها، و شعور اخر بالذنب ان يتحمل شاب مثله امرأة على اعتاب الموت.... الالم يكوي فؤادها وهي تقارن الشعورين ايهم اصعب؟؟، صحيح النظرة التي يخصها بها تعلمها بمدي حبه؛؛ لكنها الان خائفة عقلها خاوي بكل ذكري تخصه، بينما قلبها يستشعر كل حركة منه كل خطوة يخطوها إليها و كأنه يخطوا فوق قلبها..... اغمضت عيناها على احدي الدمعات وهي تحاول نزع ملابسها لم تستطيع رفع ذراعيها جسدها كله تشعره خائر القوي فهبطت الدمعة المريرة وهي تلقى بالمنامة بجوارها
________________بالاسفل
هبط الدرج وهو يتجه صوب المطبخ قائلا للخادمة بصوت هادئ....
:_ جهزتي الشوربة الي طلبتها يا صابرين؟؟
هزت الخادمة رأسها وهي تضع الحساء على صنية صغيرة تنوي الصعود به للاعلي
:_ جاهزة يا بيه وحالا هطلعها للهانم فوق!!
اوقفها بإشارة من يده وهو يأخذ منها الصنية قائلا برفض
:_خليكي انتي وانا هطلع بيها و كملي انتي الي بتعمليه؛؛
هزت رأسها بطاعة بينما خرج كريم وهو يلقي نظرة علي عمه الجالس على الاريكة يتحدث عبر الهاتف و بدي له انه يتشاجر مع احدهم؛؛
لم يبالي به و اتجه للاعلي وما ان فتح الباب هاله الحالة التي عليها فأقترب منها مسرعا وهو يترك ما بيده فوق مكتبها قائلا بخوف
:_سلمي مالك ؟؟؟
رفعت عينيها الباكيتين اليه ولم تجيب في حين جلس هو على ركبتيه امامها يمسك كفيها بين يديه قائلا بخوف ومض بعينيه....
:_مالك يا حبيبي تحبي نرجع المستشفى؟؟، حاسه بإيه؟؟؟
هبطت دموعها وهي تراه جالسا على عقبيه امامها خائفا هكذا فدمعت عيناها اكثر وهي تهتف بآلم
:_ ياريتني احس بوجع انا مش حاسة بحاجة اصلا، جسمي كله تقيل!!!
آلمه دموعها فترك كفيها وهو يضم وجهها بين كفيه قائلا بنبرة حنونه تقطر عطفا وحب...
:_ سلمي اهدي الاول، وبعدين انتي بس مرهقة لازم تتغذي الاول علشان تقدري ترجعي تقفي على رجلك من تاني؛؛
تلاقت عيناها مع عينيه ولم تصدق ذاك الاهتمام و الآلم الذي يطل منهما فقالت بيأس
:_ معتقدش اني هرجع اقف زي الاول تاني ، وبعدين انا حتى مقدرتش ارفع ايدي اغير هدومي!!
قبضة مؤلمة اعتصرت قلبه وهو يستشعر آلمها فقال بصدق....
:_حبيبتي انا هنا معاكي أيدك و رجلك و عينك!!
انا عارف انه صعب عليكي تتقبليني وانتي نسياني بس الي متاكد منه هو قلبك حاسس بيا قلبك عارف كريم رغم ان عقلك ناسيه!!!
ليصمت بعدها وهو يطبع بشفتيه قبلة حانية طالت بين عينيها و قال ما ان ابتعد...
:_ عايزك تكوني واثقة فيا ، واثقة من حقيقة حبنا الي انا وانتي تعبنا كتير علشان نكون مع بعض دلوقتي!!
دمعت عيناها من فرط كرمه لتقول بعدها بيأس.....
:_ بس انا مش قادرة افتكر حاجة تخصك!!! كل حاجه تايهة في عقلي!!!
ازدادت ابتسامته اتساع فأضحى لعينيها اكثر وسامة.....
:_ قولتلك عقلك مش مهم الاهم قلبك، وحتى لو مفتكرتيش الماضي خلينا نصنع ذكريات جديدة احلي بس و احنا مع بعض.... احنا الي بنعمل الماضي و الحاضر
تبسمت عيناها لصدقه فرفرف قلبه بين ضلوعه وهو يقول بمزاج رائق بعدما اهدته تلك الابتسامة الصغيرة...
:_ اخيرا ضحكتي ده انا قولت انك نسيتي الضحك زي ما نستيني....
توردت وجنتيها بخجل جعلها تزداد جمالا لعينيه رغم شحوب وجهها فقال بمشاكسة..
:_ امممم و كسوف كمان لا استوب!!! احنا اتخطينا مراحل الكسوف دي من زمان، انا اه قولت نعمل لحظات جديدة بس الكسوف بره العرض لو سمحتي!!
ضحكة خافتة اظهرت اسنانها البيضاء؛؛ فتنهد هو بسعادة وهو ينظر لعينيها عن قرب...
:_اضحكي يا سلمي و ارجعي نوري ايامي من تاني علشان انا محتاجلك لسه المشوار بنا طويل و انا قلبي شبعان حزن و وجع!!!
ظهر الالم بعينيه و طالعته وهو ينهض من مجلسه حتى قال بصوته الدافئ....
:_هساعدك تغيري هدومك...... و اوعدك اكون ولد مؤدب.... مؤدب بس مش قوي يعني
خفضت وجهها ارضا بينما تناول هو منامتها و شرع في نزع ملابسها ثم ساعدها بهدوء في ارتداء المنامة ليقوم بعدها بجمع خصلات شعرها بدبوس الشعر وهو يقول بعدما انتهي حينما لاحظ خجلها الشديد.....
:_ شوفتي ولد مؤدب و استاهل جايزة على ضبط النفس الي مارسته على مشاعري دلوقتي!!
كانت صامتة خجولة كقطعة حلوي امام عيناه وهو محروم، فتمني لو استطاع تذوقها الان لكنه لم يشاء ان يخفيها بقوة مشاعره الان!!!
تنهد بيأس وهو يجذب صنية الطعام قائلا
:_ دلوقتي هأكلك علشان تاخدي العلاج...
___________________________________
بشركة ريان
بعد عودتهم من رؤية مليكه عاد الاثنين إلى الشركة يتابعان سير الاعمال المتعطلة والتي تراكمت عليهما اليومين الماضيين ؛؛؛
بينما كانت همس على مكتبها بالخارج عقلها وقلبها بحالة من التخبط وهي لا تعرف مالذي عليها فعله بورطة مشاعرها تجاه عماد ؟؟وهي تري بعينيه مشاعر تجاه امراة اخري .... تريد الهرب بعيدا و النجاه بقلبها قبل التورط اكثر لكن العصفور الصغير بيسار صدرها يأبي الهرب يريد المجازفة عله يحظى بالقليل منه .... قلبها ليس طامعا، فقط يريد الفتات من قلبه!!! تريد ان تمحو ذاك الحزن و تبدد العتمة بنور مشاعرها، تريده فقط ان يمنحها الفرصة وهي قادرة على وهبه المزيد من الحب؛؛
رنين الهاتف اخرجها من شرودها فردت عليه وهي تسمع طلبه لقدح من القهوه للمرة الخامسة منذ حضوره.... صوته عبر الاثير كان خاويا و كأن اختفاء ريان اخفي روح الاخر معه...........
جالسا بمكتبه يراجع مجموعة من العقود و الاوراق المتعطلة وهو يجري بعض الاتصالات الهامة ... بتلك اللحظة التي دلفت هي تحمل صنية القهوة وبيدها علبة صغيرة!!!
رفع عيناه عما يفعل يراقب اقترابها وهي تتهادي بمشيتها على كعبي حذائها العالي فيبتلع السجاد السميك صوت خطواتها وهي تقترب منه حتى وضعت ما بيدها امامه قائلة بصوتها الناعم.....
:_القهوة استاذ
كانت عيناه تراقب جانب وجهها و عنقها خصلاتها مجموعة للخلف برابط مطاطي؛؛ بينما احدي الخصلات تنساب على جانب وجهها فرفعتها بأصابع متوترة خلف آذنها وهي تعود لفرك اصابعها بتوتر لتحمحم بعدها بخجل ما ان لاحظت نظراته الطويلة لها ، و اشارت بعينيها للعلبة الصغيرة قائلة.....
:_ ليك هادول كام سندويش كرمالك باينتك ما اكلت شي وكمان هيا القهوه ما بتصير من غير أكل!!
رفعت اليه عيناها تترجاه الا يردها خائبة فالها حالته عيناه مرهقتين و كأنه لم يذق النوم ، لحيته نامية على غير عادته، و ملامحه بدت شاحبة آلمها قلبها وهي ترمقه بعاطفة ام....
:_ كرمالي استاذ ما تكسر بخاطري فيك تأكل
الرجاء بعينيها ابهج روحه المعطوبة و جبر كسر قلبه فهتزت شفتيه بشبه ابتسامة لم تصل عيناه وهو يقول بصوت ممنون لأهتمامها.....
:_ تسلميلي يا همس
رغم صوته المتعب إلا ان ياء الملكية التي خصها بها واتباعها بإسمها جعلها تبتسم بخجل وهي تهم بالرحيل؛؛؛ فألتفتت إليه حتى قابلها الموج الأزرق بعيناه ليخفق ذاك العصفور الصغير و يرفرف بين طلوعها يريد الاقتراب و المخاطرة بالاقتراب منه....
اضطرابت أوصالها و هي تبعد عيناها عنه متجهة للخارج حتى جلست خلف مكتبها وهي تضع يدها على يسار صدرها قائلة بصوت خافت....
:_لك يا مجنونة شو عم تعملي شو بيقول عنك الزلمه..؟؟؟...
صمتت قليلا متذكرة نظرة عيناه فأبتسمت شفتيها بأبتسامة حالمة وهي تهمس لنفسها...
:_يالله دخيلك شو هالعيون ؟؟؟، والله قلبي مو قد هيك نظرة من هالعيون ما بتحمل!!، لك انا عشقت القبضاي، عشقت وما حدي سمي عقلبي!!!
لمعت دمعة حبيسة بعينيها وهي تضع يدها على فمها تكتم تآثرها بحال قلبها المسكين...
________________ بداخل المكتب
رمق العلبة الصغيرة بعينيه وهو يفكر بما آلت إليه مشاعره عليه؛؛ تحديداً ما يريد اليوم؟؟ غياب ريان شتت افكاره لا يستطيع التواجد بين افراد الاسرة بسبب غيابه عن منزله لا يريد التسبب بالجرح لكرامته... لا يريد ان تخونه عيناه و تفكيره للاخري عليه حسم الامر حتى وان كان قلبه سيؤلمه، حتى و ان كان هذا عكس ما يريد؛؛ لكنه سيرضي ضميره تجاه صديقه سيشغل نفسه بتلك الصغيرة الجميلة ربما ذات يوم تستطيع ترويض قلبه!!! تبسمت شفتيه وقد خيل إليه انها على أسمه تخصه هو و من تلك الافكار استعاد انتباهه على صوت الضجيج بالخارج... لينهض من خلف مكتبه وقد تملكه القلق حينما سمع صوتها العالي...
______بالخارج
ليك استاذ انا خبرتك اني ما بدي اي اعتذرت من حضرتك!!
تخصر فادي امامها وهو يقول بنبرة ماكرة
:_بس انا مش هصدق انك مش زعلانه مني غير لم تقبلي دعوتي اننا نشرب اي حاجه بره!!!
وقفت من جلستها وهي تشير بيدها قائلة بغضب وقد نفذ صبرها...
:_ليك استاذ اتفضل اخرج من هون بلي ما تعملي مشاكل سبق و خبرت حضرتك انوا اسفك مقبول بس حضرتك ما عم تفهم عليا!!!
طالعها فادي بعينين معجبتين تكاد تأكلان تفاصيلها الجميلة...... شعرها طويل تعدي خصرها بخصلات ذهبية وبشرة بيضاء وردية..
و اكتملت الصورة بتلك اللكنة الخاصة لبلدها فكانت لعينيه اكثر النساء اغراء... حينما دخل الشركة متوجه لمكتب عمار لمحها تسير بالرواق و تذكر اللقاء الاخير بينهما فعاد يعتذر لها و لعله يحظى بليلة سعيدة معاها!! لكن شراستها صدمته مرة اخرى!!
نهض من مجلسه وهو يخرج الكارت الصغير الخاص به قائلا....
:_ ده الكارت بتاعي و اتمنى انك لو احتاجتي اي حاجه تتصلي بيا
كان يشير لها بالكارت الخاص!! بينما كانت عيناها غاضبتين وكادت تلقي بوجهه كوب القهوه!!! إلا ان الصوت الرجولي ويد قوية سحبت الكارت من يد فادي ليقول بصوت غاضب وقد لمعت عيناه بالشر......
:_ عمرك ما هتبطل الحركات الرخيصة دي يا فادي، وبعدين ريان سبق وحذرك من التصرفات الزبالة دي وان الشركة هنا ليها احترامها و قوانينها الخاصة
صاقت عينين فادي وهو يقول بصوت ماكر يختلس بعض النظرات لهمس التي اقتربت من عماد
:_ اظن كلامي كان واضح انا بعرض عليها المساعدة..... علشان لو محتاجه اي حاجه انا موجود!!
صر على اسنانه وقد ازدادت زرقة عيناه اتساع وهو يحاول السيطرة على غضبه في حين قالت همس بصوت منخفض....
:_استاذ عماد رجاء بلا مشاكل!!
لم يهتم بم قالته ليشر للاخر قائلا
:_اسمع خلاصة الكلام علشان مش هعيدوا تاني.... مفيش حد بيشتغل مع ريان رسلان ويحتاج مساعدة من اي مخلوق الشركة دي فاتحة بيوت ناس كتير والكل هنا عيلة وحدة فبلاش الحركات الي بتقلل من مكانتك دي.... وبعدين ريان لم بيختار اي موظفة بيكون واثق انها ملهاش في العك بتاعك!!
بعينين ساخرتين هتف فادي...
:_مين فهمك كده ده في كتير اوي بيحب العك بتاعي..... وبعدين فين ريان اساسا هو حد عرف طريقه .... لم يرجع يبقى نشوف الكلام ده!!!
طل الغضب من عينيه وهو يقول محذرا....
:_ريان راجع راجع ووقتها صدقني الي زي اشكالك ميقدرش يرفع صوته هنااا ده اولا ثانيا بقا حتى ريان لو غاب يوم شهر سنه فأنا هنا كفيل اوقفك عند حدك و اعرفك تلزم حدودك كويس من غير اي تطاول على اي حد في الشركة دي
لمعت عينين فادي بالشر وقد استطاع اخراج عن سيطرته فقال بفحيح الافاعي ....
:_ اه ما انت قررت تاخد مكانه في الشركة والبيت ومراته الي هو خطفها منك!!!
لكمة قوية بين عينيه جعلته يتراجع للخلف ؛؛بينما عماد قد اطبق على تلاتيب ملابسه وهو يسدد له اللكمات بكل كراهية قائلا بغل....
:_اخرس يا *** ** ***
اللكمات كانت قوية لم يستطيع الاخر تفادي اي منهم ؛؛بينما همس التي صرخت بهلع وهي تمسك بذراع عماد قائلة بخوف
:_استاذ اتركوه راح يموت بأيدك.... استاذ عماد كرمال الله اتركوا والله ما بيستاهل!!
الغضب سيطر على كافة حواسه وهو يضربه بكل قوته يفرغ شحنة الغضب التي بداخله
الكلمة التي القاها آلمت فؤاده ليس خائنا حتى يفكر بزوجة ريان!!! ليس هو من يخون البيت الذي أكرم مثواه؛؛ مشاعره تجاهها ليس له يد ذاك الشعور يراوده رغما عنه، لكن ان يلقي به احد بوجهه هكذا جعل النيران تستعر بعقله!!
حينما لم تستطيع ابعاد عماد عنه!!! خرجت من مكتبها وهي تصرخ علها تجد من يلحق فادي من بين يده فكان الاقرب إليها عمار الذي اندفع بكل قوته وهو يصرخ بغضب
:_عماد سيبه بقولك سيبه يا عماد
حاول ابعاده بكل قوته وهو يدفعه للخلف حتى امسك به بعض الموظفين بينما مال عمار يساعد فادي على الوقوف وقد انسابت الدماء من فمه وانفه وهو يحاول اسناد نفسه
حاول الاخر التملص من الممسكين به وهو يهتف بغضب.....
:_ ورحمة امي يا فادي الشركة دي ما هتخطيها تاني غير على جثتي و انا وانت و الزمن طويل!!!
كان فادي منهك القوى وقد تلقي للتو ضربا مبرحا كاد يكسر عظامه
:_خلاص يا عماد بقا في ايه لكل ده
قالها عمار بغضب وهو يلتفت إليه بينما صرخ عماد بغل طغي علي نبرته.....
:_الحيوان ده ميعتبش الشركة و اذا كان على الشراكة الي بنا في ستين داهيه انا مستعد ادفع الشرط الجزائي!!!
رغم تعبه إلا ان المكر الذي طل من عينيه لم يفت عمار فقال....
:_انا مش فاهم انت مالك اصلا، انت مجرد شريك ولك كام سهم في الشركة.... وبعدين انا مقولتش حاجة انت الي بتحاول تلف حوالين مرات ريان!!!
استعرت عيناه بالغضب وهو يحاول الافلات من بين أيديهم حتى ينقض عليه إلا ان عمار كان اسرع منه وهو يطبق على مقدمة قميصه قائلا وقد تشكل الغضب على قسمات وجهه الرجولية....
:_ كلمة كمان يا فادي و ردي مش هيعجبك!!!
ابتلع لعابه بتوتر ان كان ريان يخشاه الجميع وهو أولهم إلا ان شقيقه له نفس الرهبة فقال يحاول اخراج نفسه من تلك الورطة...
:_يا عمار انا مليش ذنب هو الي بدأ انا بكلم السكرتيرة في موضوع خاص... هو ايه الي يعصبه مش فاهم.... ثم ان البنت مكنتش معترضة!!!
ألتفت جميع الاعين لهمس بينما ازداد توتر الاخري وهي تحاول الحديث و اثبات كذب ما يدعيه إلا ان صوت عماد خرج قاطعا وهو يقول بصوت جهوري غاضب.....
:_ وانت مين علشان تكلمها في مواضيع اصلا؟؟؟ هتدخل الشركة دي يبقى بأحترامك! ملكش دعوة بأي مخلوق هنااا ، و وعد مني اني هتكون اخر ايامك فيها على ايدي
رأت تغيره لشخص ثائر على كل ما حوله وهي تراقب فض الشجار حينما أمر عمار فادي بالتوجه لمكتبه ثم ألتفت للاخر قال بهدوء وهو يشير لبعض الموظفين بتركه......
اصبح المكتب فارغا إلا من ثلاثتهم فقال
:_ ايه اللي حصل ده يا عماد؟؟ فين عقلك علشان تسمح لواحد زي ده يخرجك عن شعورك و يقل منك قدام الموظفين!!!
لم يرد على سؤاله لكن الآلم بصدره قد ازداد وهو يتذكر حينما وجد الحقير يقترب منها يعرض عليها مرافقته.... شعور سئ و مؤلم ينهش بروحه، كان خائفا من موافقتها على عرضه فتضيع فرصته الاخيرة، تضيع منه همس التي ستساعده للخلاص من ذاك الكابوس ،همس هي طوق النجاة الوحيد وعليه الامساك بها و الدفاع عن حقه بأن يعيش دون شعوره بالخيانة....
اغمض عيناه و فوضي مشاعره واضحة للعيان ؛؛بينما لمس عمار كتفه قائلا....
:_يا عماد انا عارف غياب ريان مأثر عليك بس احنا لازم ننتبه للشغل الواقف ده؛؛ ريان لو موجود مكنش هيقبل بأي استهتار مننا في الشغل، و كمان فادي ده تقريبا جاي و ناوي يعمل مشكلة، خليك عارف خصمك بيفكر ازي؛؛
صمت وهو يكمل بصوت مرهق ...
:_يا عماد غياب ريان هيخلي اخصامه تظهر وتحاول توقع الشركة ، فياريت متخليش اي حد يستفزك مهما قال او عمل...
صمت مرة أخرى
و انتقل بعينيه لهمس الخائفة بجوار الباب وتابع حديثه
:_و لو على همس متقلقش دي قادرة تخلي واحد زي فادي ميقدرش يرفع عينه فيها مرة تانية.....
اجمد كده علشان في كتير يتمني و وقوعك انت و ريان و ده مش وقته يا عماد مش وقته فاهم....
نظر إليهم نظرة اخيرة وغادر؛؛ بينما ظل هو واقفا بمكانه الموج الأزرق في عيناه يستعر كاللهب وهو يرفع نظراته إليها... كانت خائفة واقفه بزاوية الغرفة عيناها الجميلتين ممتلئتين بالدموع حتى أشاحت ببصرها بعيدا عنه فأخذ نفسا طويلا وهو يقول بنبرة فاترة....
حاصليني على مكتبي
عادت بأنظارها إليه لكنه سبقها على مكتبه
فركت اصابعها بتوتر وهي تستجمع شجاعتها قليلا لكن ضربات قلبها تتسارع وكأنها على حافة الهاوية و بخطوات ثقيلة دلفت خلفه
كان واقفا بشرفة مكتبه يواليها ظهره و ما ان شعر بدخولها قال حتى استدار إليها قائلا...
اقفلي الباب و قربي يا همس
ابتلعت لعابها بتوتر وهي تنظر إليه تارة و إلي الباب تارة أخرى و بدون حديث اغلقت الباب!! واقتربت حتى وقفت امام مكتبه لكنه اشار إليها حتى تقترب منه، وما ان فعلت حتى وصلها شذى عطره أغمضت عيناها وهي تستنشق اكبر قدر إلى رئتيها ثم بعد ذالك وقفت مقابلا له وهي تبلل شفتيها بلسانها و تمتمت بما فكرت به بالخارج....
:_ استاذ انا بعتذر عن كل شيء صار قبل شوي بس ليك و الله العظيم انا ما إلي دخل.... هداك الحقير هو الي كان عم يفرض حاله عليا!!
صمتت قليلا تناظره بقلق واستياء من نفسها ان تقف امامه تبرر له ما لا ذنب لها به ؛؛لكنها و رغما عنها اطالت النظر!! سرقتها عيناه بلمحة الحزن البادي بهم كان مرهقا و مثقل بالهموم فأرادت بلحظة ضعف ضمه بين ضلوعها ان تبدل حزنه فرحا أرادت تبديد الآلم براحة لقلبه حتى كانت ستعاني هي، قلبها الصغير لا يتحمل نظرة اليتم هذه...
بينما كان صراعه مع ضميره يعانده بقول ما يريد، ها هي امامه نظراتها الصادقة تعطيه آلاف الوعود يشعر بها همس تكن له مشاعر خاصة، مشاعر ستمحي بها وجعه لكنه ذاك الضمير يأبي اخذها كسلم لدواء اوجاع قلبه الملكوم... لكنه في نفسه يريدها هي دون سوها لربما ذات يوم اخذت من نبضات قلبه نبضة لها هي، نبضة لهمس الجميلة كقطعة حلوي لفقير لم يملك حقها.... كقطعة حلوي تحلي مرارة ايامه..... همس ترضى الجانب الذكوري .... جمالها و الهالة الساحرة المحيطة بها تجعله راغبا بها راغبا بكل كيانها و لا آنثي غيرها استطاعت ارضاء هذا الجانب..... لذ وبكامل قواه العقلية طالعها بنظراته الساحرة القادرة على هدم حصون اي آنثي.....
:_ تتجوزيني؟؟!!!!
_______________
بمكتب ريان::
جلس عمار على مكتب شقيقه واضعا ساق فوق الاخري بكل عنجهية !!وهو يرمق فادي بعينين باردتين !!يناظره بتعالي الماثل امامه ما هو إلا رجل حاقد على كل من هما افضل منه؛ يري الغيرة بعيناه من شقيقه ورفيقه؛ و اكثر ما يكره ان يغار المرأ من احد لذالك وبكل برود قال
:_ هاا يا بشمهندس تحب تفسخ العقد الي بينا امتي؟؟
ابتلع فادي لعابه بتوتر وهو يجاهد ان يكون هادئا حتى لا يتفوه بما يساء به وضعه...
عمار شخص يبدوا هادئا لكنه ان غضب سيكون أسوأ من شقيقه بمراحل، ما علمه عن ماضيه و تخليه عن امجد نصار من أجل احدى الفتيات يجعله على يقين تام بأنه لا عزيز لديه
لذا وبكل رجاحة عقل قال...
:_ عمار بيه الي حصل بره كان سوء تفاهم و انا بعتذر لو كنت؛
صمت حينما اشار عمار بيده بينما اقترب وهو يسند بذراعيه على حافة مكتبه قائلا...
:_ بشمهندس فادي حضرتك تقدر تبلغ المحامي بتاعك علشان ياخد الاجراءات المطلوبة لفسخ العقد الي بين الشركتين
:_بس يا عمار بيه ده اتفاقات و عقود وفي كمان شرط جزائي للطرف المخل بالعقد
تراجع عمار للخلف وهو يقوس شفتيه بأبتسامة ساخرة قائلا
:_انا هدفع و هدخل شريك بدالك!!
تعلثم بالنطق وهو يحاول تجميع الكلمات حتى قال بتوتر.....
:_ يا عمار بيه الي حصل بره ميستاهلش يكون سبب لفسخ عقد يساوي ملايين!!
استعرت حدقتاه وهو يطالعه بغضب لتختفي بعدها الابتسامة الساخرة وحل محلها الجدية المطلقة وهو يقول بصوت لا يقبل النقاش
:_لم تطاول على اهل بيت اخويا في غيابه، وكمان تهين شريكه!! و سكرتيرة مكتبه !!يبقى حضرتك مش مرحب بيك مابنا.... و احمد ربك ان ريان مش موجود و إلا سيادتك مكنش زمانك قاعد قصادي بتتكلم... أظن انت فاهم ريان يقدر يعمل ايه فيك....
ابتلع لعابه وهو يحاول عدم خسارته للشراكة الان و بحالة شركته المادية....
:_بس يا عمار بيه
:_خلص الكلام يا بشمهندس شوف اجراءاتك القانونية واحنا معندناش مانع للدفع!!
النظرة الغاضبة بعينين عمار أنبئته بنهاية الحديث فوقف يرمقه بشر و هو يخرج من باب مكتبه كل ما اراده استفزاز عماد لا اكثر و يفسد تلك العلاقة القوية بينه وبين ريان لكنه سقط بشر اعماله؛؛ و هاهي الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن... فوضع شركته الحالي بأمس الحاجه لقوة و اسم ريان رسلان........
بينما كان عمار بمكتبه يفكر بحل لكل المصائب التي تتوالى عليه من كل حدب وصوب.....
__________________________________
بجامعة آسيا....
عيناها شاردة امامها لا تعي شئ مما قيل بالمحاضرة وجهها شاحب وعيناها متورمتين من كثرة البكاء!! الاحداث التي عاشتها اليوميين الماضيين جعلتها أكثر ضعفا و هشاشة... غياب ريان عن المنزل وكل ما علمته عن ماضيه وما عاشه و الظلم الذ لاقاه على يد أهلها جعلها تتمني لو انها استطاعت التقرب إليه اكثر تمنت لو كانت بجواره تخبره بأنها تتمني ان يضمها لصدره يخبرها بأنه سندا و دعم لها.... تعلم بأنه لم يتركها و دائما خلفها بكل شيء لكنها تريد ان يظهر اهتمامه كما يظهره عماد وعلى ذكر الاخر لمعت عيناها بالدموع ؛فبعد مغادرته للقصر اصبحت وحيدة لا احد لها الجميع منشغل عنها تتآثر بأي شيء حتى ان كان حارسها “احمد“ وما علمته عن فراقه لحبيبته التي افترق عنها امام عيناها لقد تركها لسواه ؛؛اي الرجال هو حتى يفعل ما فعل؟؟ اللعنة على عاداته وتقاليده التي تجبره على ترك المرأة التي يحبها... لقد بكت امامه تترجاه إلا يتركها!!!
لقد جائته بقدمها تخبره انها تريده !!اي ذل و اي حب يهين صاحبه هكذا.؟؟.... اغمضت عيناها بغضب وهي تلعن كل من يقترب لأنثى و يعدها بشئ لا يقدر على الوفاء به؛؛
انتبهت بعدها لصوت الفتاة بجوارها وهي تخبرها بأنتهاء المحاضرة التي لم تستوعب منها شئ ونهضت من مجلسها تنوي التوجه للخارج بينما كان الدكتور يجيب على بعض أسئلة الطلاب حينما لمحها تنوي الخروج فأشار لطلابه بالاكتفاء اليوم و لحق بها بالرواق قائلا
:_ بشمهندسة آسيا من فضلك دقيقة
ألتفتت إليه حتى وقف امامها قائلا بنبرة مهذبة......
:_ عاملة ايه
صمت قليلا وهو عاد بأنظاره إليها قائلا...
:_ سمعت بالي حصل لريان مفيش اخبار عنه؟؟
مجرد السؤال عنه وهي لا تعرف أجابة جعل الدموع تبلل عيناها فهزت رأسها بنفي
بينما أشفق هو عليها قائلا...
:_ متقلقيش ان شاء الله هيرجع بخير....
ليعود الصمت بينهما مجددا فقال بهدوء...
:_انا عارف ان حالتك النفسية الفترة دي مش كويسة علشان تذاكري بس انا مكتبي مفتوح في اي وقت احتاجتي اي حاجه اتمني انك تيجي تسأليني.....
رفعت عيناها و هاله الحزن الساكن بهما فقالت بأرهاق بدي على ملامحها....
:_ شكرا يا دكتور مازن...
هز رأسه بأبتسامة عذبة وهو يتفحص ملامحها الشاحبة كانت متعبة و كأنها ستفقد الوعي نظراتها بدت زائغة وهي تمسك بين عيناها بآلم
فقال هو
:_ انتي كويسة
رفعت عيناها إليه وقالت بتعب.....
:_اه كويسة شوية صداع مش اكتر بعد أذنك علشان لازم ارجع البيت
هز رأسه لها بهدوء وهو يراقب مغادرتها بعينين مشفقة ......
بينما خرجت هي من بوابة الجامعة فوجدت احمد واقفا بجوار السيارة حاله أسوء من حالتها!! فبعد غياب ريان لم يترك القصر بل شدد الحراسة !!كانت تراه من نافذة غرفته وافقا بعيد بأحدي زوايا القصر عيناه تنظران لشيء لامع بيده و قد رأته يمسك به صباح اليوم كان خاتما فضي صغير و أدركت بحسها الانثوي انه يخص حبيبته؛؛ ان كان يحبها لم تركها لسواه ؟؟ لما اقسي قلبه عليها وهو يخذلها؟؟ بعدما تركت الجميع خلفها!!
بخطوات ثقيلة تقدمت إليه حتى وقفت امامه الكلام يخنقها فلم تستطيع الصمت اكثر حتى قالت بنبرة غاضبة.....
:_ لم انت بتحبها اوي كده جالك قلب تسيبها لغيرك ليه؟!
كان يهم بفتح باب السيارة حينما ضربته كلماتها فلم يهتم بل فتح الباب وبقي صامتا إلا انها صفعت الباب بيدها وهي تقول بضيق
:_ رد عليا و انا بكلمك ولا معندكش اجابة لانك واحد ضعيف وجبان.... صدقني انت متستاهلش البنت دي كل واحد بياخد الي يستحقه!!!
رفع عيناه إليها كانا حمراوين من شدة الانفعال !!و ربما البكاء هالها هيئته، لحيته النامية و وجهه شديد الشحوب!! فأشفقت عليه يذكرها بحالة عماد التي كان عليها، ليخرج بعدها صوته متعبا وهو يقول بنبرة مرهقة...
:_استاذه آسيا اظن حياتي الشخصية متخصش حد غيري!!
انقلبت ملامحها وهي تهتف بغضب
:_انا مش بكلمك بصفتي آسيا رسلان !!
صمتت وقد اختنق صوتها بالبكاء فبدت كطفلة امامه...
:_انا بكلمك بصفتي بنت زيها و ايه احساسها لم سابت كل الناس وجاتلك؟؟ ليه تكسرها و تخذلها؟؟ ليه مهربتش بيها بعيد ليه تكسر قلبها بالشكل ده؟؟؟.... وليه تعيش انت كمان مكسور القلب....؟؟ انت مش شايف حالة عماد و ازاي عايش بدون روح حتى لو بان للناس عكس ده فهو مكسور!!
انقبضت يده لجانبه وهو يبتلع غصة مريرة بحلقه فلا احد يعرف شدة النيران التي تكوي فؤاده لا احد يعلم ما يعانيه منذ تلك الليلة يشعر و كأن احدهم قد غرس خنجر بمنتصف قلبه وكلما خف الوجع يعود لدفعه مرة اخري فينزف دما.... الغيرة تنهش روحه كلما تخيل احدهم يضمها لصدره وهو الذي تمنا ان يضمها مرة واحدة بين ضلوعه كل احلامه قد سبقه غيره وحققها بدلا عنه.... كيف يخبرها بأنه بحياته لم يحلم بشئ الا حنان ؟؟كانت رفيقة الطفولة و حبيبة المراهقة وعشق شبابه... المراة الوحيدة بكل عمره رغم سنوات عمره الثلاثون لم يلتفت لأحداهن رغم كثرة المغريات حوله !!إلا انها استطاعت الختم فوق قلبه بختم الشمع ...... الآلم اعتصر صدره وهو يمني نفسه بأن يتعايش مع قدره؛؛ لكنه كلما فكر بحالها رغما عنه تهرب دمعة خائنة من عينيه يعرفها جيدا حنان لن تتخطاه بسهولة و هو يدرك جيدا ان شعور الذنب يجلدها كل ما يمني نفسه به ان يكون زوجها أكثر رفقا بها
بعينين متألمتين قال....
:_الكلام سهل يا أستاذة.... حنان جات وهي متأكدة اني عمري ما هوافق على اننا نهرب!!
صمت قليلا وقد شعر بالدموع تلسع عيناه
فأولها ظهره وتابع حديثه....
:_ هي جات علشان يكون لها سبب تحاول تكرهني بيه
:_وليه متهربش بها طلما هي اساسا كانت موافقة!!
التفت اليها بذهول وهو يقول بعدم تصديق
:_اهرب معاها و اخلي سمعتها في الطين هي واهلها.... بعد ما عشت عمري كله احافظ عليها من نفسي ومن لسان الناس اقوم بكل حقارة اخدها و اهرب بيها!! واسبب فضيحة لاهلها و اخواتها البنات الي ملهمش ذنب في اي حاجه!!!
ابتسامة ساخرة شقت شفتيه وهو يقول بوجع
:_ ده انا اهون عليا وجعي ولا حد يمس سمعتها بحرف
بس هي مش هتسامحك و هتكرهك!!
قالتها بحزن
فأخفض وجهه وقد غامت عيناه بالحزن
:_ياريت تكرهني و تنساني ياريت تعرف تكمل حياتها و ربنا يمن عليها بالسعادة
نظرت إليه بأشفاق و بداخلها تمنت إلا تقع بالحب مطلقا تتمني الا يدق قلبها لأحد حتى لا تتألم مثلهم.....
عاد احمد وفتح الباب مجددا بينما ركبت هي بتعب
ليغلق الباب خلفها رافعا رأسه للسماء داعيا الله ان يلهم قلبه الصبر والسلوان على فراقها... وستبقى هي حبيبة عمره حتى يتوفاه الله..