رواية دائرة العشق الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم ياسمين رجب
الحياه منحته فرصة للنجاة، أهدت قلبه امراة جميلة أحيت قلبه الذي ظن أنه قد مات أنارت ظلمة روحه،، و جبرت عطب فؤاده الملكوم!! لكنها عادت وسحبت ما وهبت دون الاشفاق على حاله........
وضعت كفيها على وجهها تبكي قهرا!!! و لا تتدري ما الذي عليها فعله؟؟؟ بينما يد فاطمة تربت على كتفها قائلة بحزن.....
:_كفاية دموع بقا يا بنتي خلينا نشوف هنعمل ايه في المصيبة دي!!!..
ازداد نحيبها وهي ترفع عيناها تجاه أبنته الصغيرة التي لامست فخذها بيديها الصغيرتين خائفة، فرفعتها إلى صدرها تضمها بحنان وهي تقبل رأسها لتهتف بعدها بوجع....
:_انا مش عارفه أتصرف ازي او اعمل ايه يا دادة... انا مش فاهمه حاجة والمفروض اكلم مين؟؟؟؟ صمتت ؛؛فخانتها دموعها مرة أخرى بينما فاطمة خبطت بكفيها على فخذها وهي تقول بصوت باكي....
:_لله الأمر من قبل ومن بعد.... ما احنا مش هنقعد كده ايدينا على خدنا خلينا نكلم عماد بيه هو الوحيد الي يعرف يصرف اكيد ليه معارف....
رفعت وجهها لفاطمة!!!! وقد ومض اسم عماد برأسها فعادت إليها ذكري ما اوشك على فعله بها.... فبكت أكثر وهي تحاول تجاوز الامر لتهتف بعدها من بين دموعها.....
:_عندك حق يا دادة مفيش غير عماد....
أنزلت سلين بجوار فاطمة و اتجهت صوب مكتبه تبحث عن هاتفه حتي وجدته ؛و ما ان أضأت شاشته حتي ازداد نحيبها مجددا!!! رأت صورته مع أبنته بعمر اصغر من هذا تتوسط شاشة الهاتف.... النظرة بعينيه مزقت فؤادها أشلاء وهي تحسس الصورة بأصابعها.... حاولت فتحه ؛لكنه مغلق بكلمة سر... فتبادر إلي ذهنها اسم ابنته هي أغلي ما لديه وقد كان ؛؛فما إن كتبت حروفها حتي اضأت شاشته مجددا...
بحثت بين الأسماء حتي ظهر الاسم المنشود!!!
وبأصابع خائفة ضغطت زر الاتصال...
______________________________________بخارج المطعم ودع عماد رفاق العمل وهو يزفر بقوة!!! فراقبته عين الاخري بعين مراهقة تري أمامها اكثر الرجال وسامة.... عيناه الزرقاويتين يلمعان بنظرة كالسحر؛ فأضحي لعينيها اصغر سنا و اكثر جاذبية... وتلك الإبتسامة الصغيرة تزين شفتيه... لا تعرف ما خطبها؟؟؟ تتغزل به هكذا؛؛ لكنه يسرق من قلبها نبضة صغيرة لم يحصل عليها سواه.... تلك النبضة كلما نظر إليها تخلف خلفها العديد والعديد من النبضات!!!! التي تكاد تصل إلى مسمعه وكأنها في سباق... مر ثواني....... اتسعت ابتسامتها بخجل !!!وهي تشيح بوجهها بعيدا عن مرمي عيناه.. لكن الآخر قد لاحظ نظراتها الخجولة ولا يعلم متي تطور الأمر هكذا؟؟؟ هي لم تقابله إلا بضع مرات وكان فظاً غليظ القلب معها.... لكنه أدرك أن ن العين تري شيء والقلب يري أخر....
:_شكرا يا همس؛؛
قالها بنبرته الخاصة فرفعت عيناها إليه وصدي صوته يزلزل كيانها؛؛ فتابع هو بنفس النبرة الحانية...
:_ بجد شكرا على كل حاجه من الرصاصة الي انقذتيني منها؛؛ وحاليا من موافقتك على مقابلة الوفد رغم انك مش مجبورة تقبلي.. فكل الي اقدر اقوله شكرا ياهمس....
حروف إسمها خرجت من بين شفتيه كأنها سمفونية خاصة تشكل خطر على قلبها الصغير فأبتسمت برقة وخجل وهي تقول...
:_ مافي داعي للشكر انا ما سويت غير واجبي؛؛
و أي حد من الشركة كان راح يعمل اكتر من هيك؛؛
:_و الرصاصة؟!
كان سؤاله مباشر أراد إجابة منها لشيء في نفسه.... أراد أن يستدل على طرف خيط لما هو مقبل عليه؟؟؟.... مشاعره لاتتخطي الاعجاب بها؛؛ لكنه يريد منها اكثر... يريد أُنثي تَوْهِب قلبها له!! أنثى يظن الجميع انها آنسته مشاعره تجاه الاخري... صحيح أنه تخطي تلك المشاعر؛؛ ولا يفكر بها حتى لا يكون خائنا لرفيقه!!! لكنها تنغص عليه سلامه النفسي ؛؛كأنها مصباح صغير به عطب لكنه لازال ينير بداخله مهما أنكر وأخبر الجميع أنه تخطي!!؛ إلا أن الاخري قد ملكت شيئا ً بداخله وهذا الشئ يؤلمه....
بينما توترت الاخري!!؛ ولم تعرف بما تخبره ؟؟؟فهي لم تفكر بشئ؟؟ حينما أفدته ؛؛لكنها الان إن تكرر الأمر ستدفع عمرها في سبيل حياته!!!...
صوت هاتفه جعلها تنتبه؛؛ بينما ابتسم الآخر وهو يشير لها... بالهاتف ؛؛وقد ظهر اسم ريان لها....
فقال عماد بسخرية.....
:_ ريان لو مفكرش في الشغل حتى لو اجازة يبقى انا لازم أقلق؟؟؟
صمت وهو يضغط علي زر الرد قائلا بمزاج رائق.... ..
:_متبقاش ريان لو مقلقتش على الشغل في غيابك يا بوب!!!!
كان الصمت هو الجواب الوحيد الذى سمعه بينما شهقات بكاء مكتومة جعلت حواسه تنتبه!!! إلى أن قال بصوت خائف على صديقه وقد تحفزت كل خلية بجسده..........
:_ ريان ريان في ايه إنت كويس؟؟؟ ريان....؟؟؟؟
:_انا يارا يا عماد!!!!؟
كان صوتها يخنقه البكاء وما ان سمع صوتها حتي انقبضت يده على هاتفه و أغمض عيناه بألم؛؛؛ وقد عادت لمخيلته ذكري بكائها حينما تهجم عليها !!!، نبضة ضعيفة سرقتها من قلبه بصوتها المبحوح من شدة بكائها !!!سياط الألم يجلد روحه و لسانه خانه في لحظة ضعف!!!
فلم يدري؟؟؟ أن اسمها خرج من بين شفتيه بألم!!!
:_يارا!!!!
اسمها أعاد الألم الذي حاول إخفائه؛؛ فتذكر نبرتها ؛؛
وانتبه لنفسه؛؛ فعادت حواسه كاملة وهو يهتف بقلق.... وقد انقبض قلبه وشعور الخوف كاد يرده قتيلا!!!
:_ فين ريان ايه حصل وليه بتتصلي من موبيله؟؟؟؟
ازداد بكاء الاخري وهي تهتف من بين دموعها.....
:_ريان اتقبض عليه!!!.......
قالتها وهي تبكي بحرقة ثم تابعت...
:_ اتقبض عليه وانا مش عارفه اعمل ايه او اتصرف ازي....
ساعد ريان يا عماد ساعده بالله عليك؛؛...
الصدمة شلت لسانه وهو يحاول استيعاب الامر؛؛ فقال بعدم فهم........ وقد بدي صوته غاضبا!!!
:_اتقبض عليه ليه و ازاي اصلا؟؟؟؟
لم يأتيه الرد فحاول خفض نبرته مراعيا حالتها فقال بصوت اهدي قليلا....
:_طيب اسمعيني؛؛ انتي فين حاليا يعني طلعتوا بره مصر ولا هنا؟؟؟
اتاه ردها الباكي مرة أخرى وهي تردد...
:_إحنا هنا في مصر !!!
ضاقت عيناه ؛؛وهو يحاول استيعاب ما قالت كان يظن انه سافر خارج البلاد ، زفر بطمئنينة وقال..
:_طيب اهدي كده و قوليلي العنوان طالما ريان في مصر يبقي مفيش قلق عليه....
اغمض عيناه وهو ينزل الهاتف من يده محاولا التفكير بتلك الكارثة التي حلت على رؤوس الجميع؛؛؛ بينما الأخري طالعته بمشاعر لا تعرف وصفها حتى الآن... تشعر به كطفل صغير يستفز مشاعر الامومة بداخلها؛؛ تريد ضمه لصدرها ؛؛احتوائه و إخباره أن ذاك الحزن سيمحي و ينسي ما مر به؛؛ و انه سيتجاوز حبه
لأخري... تشقق قلبها ألما عليه؛؛ حينما نطق اسمها بتلك النبرة المعذبة!!!! شعرت به و كأن ما نطق بها قلبه ليس لسانه !!!هذا الواقف امامها أحب بلا امل أحب من طرف واحد كما هي الان!!!! تتعذب لعذابه دون ان يشعر!!! مشاعر خاصة بها هي ذاك العصفور الصغير بيسار صدرها!!!! احب وما اجمل ذاك الشعور و اقساه عليها...
نفضت تفكيرها على صوته وهو يتحدث مع أحد الرجال صارخا به.....
:_ بقولك اتصرف ده ريان رسلان فاهم ريان رسلان الي هيطربق الدنيا على دماغكم لو مخرجش في اقرب وقت؟؟؟
اتاه رد الطرف الآخر فأتسعت عيناه بذهول !!!وهو يقول.........
:_يعني إيه الكلام ده إسمع يا متر ؛؛قسما بالله ان ما وجدت حل لريان يخرج بيه ليكون نهايتك علي ايدي انا.....
ثم اغلق الهاتف بوجهه وهو يرفع عيناه تجاه السماء و قد تشكل الألم على كافة ملامحه!!!
بينما راقبته همس بأشفاق وهي تقول بحزن....
:_ استاذ عماد انت منيح؟؟!
و كأن صوتها دواء لكل أوجاعه فنظر إليها بضعف وقد خانه صوته فقال....
:_ انا مش كويس يا همس ومش بخير !!!
تبللت عيناها لاجله فأضحت أكثر جمالا ورقة كأنها بلسما شافي لجراحه فقالت بصوتها الحنون
:_ كل شي راح يكون منيح حاول تهدي حالك وكل شي راح ينحل بهدوء بلا عصبية كرمال صحتك.
ارادت ان تقول من اجل قلبك!!! لكنها خشيت ان تفضح مشاعرها ؛؛
رأت توتر عيناه وكأنه يوشك أن يخبرها شئ!!! لكنه يعود للصمت بينما هو حاول إخراج صوته دون اظهار ضعفه فقال بتوتر....
:_همس
طالعته بهدوء عكس ما بداخلها؛؛ بينما عاد هو للصمت ثم عزم امره وقال....
:_ انا عارف اني دخلتك في حوارات ملكيش يد فيها بس انا محتاج منك طلب؟؟ و الطلب ده هعتبره دين في رقبتي...
صمتت تنتظر اكمال حديثه وهي تري نظرة عيناه المعذبتين فقال هو بتوتر
:_ ريان اتقبض عليه وسايب مراته وبنته و انا لازم اروح ارجعهم الفيلا مقدرش آمن حد عليهم غيري!!
ضيقت عيناها منتظرة توضيح مطلبه؛؛ بينما استرسل الاخر قائلا:
:_ممكن تيجي معايا؟؟؟
ان كان يستفز بها مشاعر الامومة فهو الان يستفز مشاعر الانثى بداخلها كيف ترفض طلبه ؟؟؟؟وهو امامها يستجدي عطفها على قلبه كيف ترفض وبعينيه ذاك الألم؟؟ لم تشعر بنفسها الا وهي تبتسم ؛؛وتهز رأسها بموافقة ثم همست لنفسها..... دون ان يلاحظ ما قالت؟؟
:_لك انا شو عملت بحالي و بقلبي؟؟ شو عملت كيف وقعت هيك فيك ؟؟؟كيف بوقع قلبي بهيك ورطة؟؟؟!!!
قاد سيارته بطريقة شبه جنونية وكل ما يدور بخلده من وراء القبض على ريان؟؟؟ الامر شبه مستحيل وهو على يقين ان ريان لم يترك خلفه ما يثير الشبهة ، كل اعماله مخفية و كان اكثر حذر، كل ما يدركه الان ان هناك فخ قد نصب له......
خانته عيناه تجاه همس الصامتة وقد لاحظ توترها وهي تطبق كفيها الصغيرين ثم تعود وتفتحهم من جديد... ما الذي داهاه حتى يأخذها معه؟؟ ، هل ارد ان يحتمي بها ؟؟؟هل يخاف ان ترنوا عيناه تجاه الاخري ؟؟كل ما يعرفه الآن أن همس تشتت أفكاره!!! وهذا ما يريده تشتت افكاره في حضور الاخري.......
__________________________________
بحديقة قصر ريان......
الدموع تلسع عيناه!!! و الألم يكوي فؤاده؛؛ لازالت كلماتها تجلده بسياط الندم ليتها ما عشقته ولا تقابلت طرقهم!!! ليتها ما تعلقت بشخص مثله!!...
و ياليته ما وعدها بالمحاربة والصمود فقط؛؛ يا ليت ما كبر وبقي صغيرا ينتظرها اسفل الدرج!!! فيأخذ يدها و يسير بجوارها فتتراقص تنورتها ذات اللون الكحلي؛؛ فينظر لجواربها ناصعة البياض ؛؛و حذائها اللامع!!! فتتسع ابتسامته وهو يقول بصوت طفولي كان على اعتاب المراهقة....
:_هو انتي كل يوم بتصحى من الفجر تمسحي الجزمة؟؟؟
تهديه اجمل ابتسامتها وهي تقول بصوت طفولي.....
:_ المس بتقول ان النظافة من الإيمان و أهم حاجه النظافة الشخصية مش زيك مش هاين عليك تنظف الكوتش بتاعك!!!
ضرب بيده على مؤخرة رأسها!! فتألمت؛؛ و أغرقت عيناها الدموع وهي تترك يده!!
كان يمازحها ؛؛فاقترب منها وهو يخرج من حقيبته قطعة شكولاته صغيرة يمد يده بها قائلا......
:_ انا اسف حقك عليا!!
قوست شفتيها وهي تنظر إليه!!! ثم مدت يدها و اخذتها بخجل طفولي فأبتسم الاخر وهو يتابع سيره بجوارها....
:_ امبارح كنا معزومين عند قرايب ماما وطنط الي كنا عندها ادتني اتنين؛؛ أكلت وحدة وخبيت التانية ليكي....
عاد لواقعه يتذكر عدد قطع الشكولاتة التي اهداها لها ؛؛وكيف ينسي؟؟ وهي تأكلها ثم تحتفظ بالورقة رغم مرور السنوات!!! وكونه ابن الجيران فكان يأخذها بطريقه للمدرسة؛؛ بحكم أنه يكبرها بثلاثة اعوام.... فكبر الصغير وكبر قلبه حتي ما عاد يتسع سوي حبها بعدما كبر الصغار لم يكن هناك سوي النظرات المختلسة ؛؛وبعض الاحاديث القليلة على الدرج؛؛ والكثير من الشوكولاتة يتركها بمكانهم المفضل .. "فوق سطح البيت"... الالم اشتد فوضع يده على يسار صدره !!!وكأن خنجر مسموم قد نغزه بين ضلوعه.!!!.. فهل بعد كل ذاك الحب يتركها لسواه؟؟؟... يأخذها غيره!!!! اي وجع جلبه لقلبه وقلبها؟؟؟ كيف كان بتلك القسوة عليها..؟؟. هو ليس قادر على تحمل الآلم ما باله بها هي!!!.... يا ليته اخذها وهرب بها ... ليته عقد قرانه عليها!! وبعدها سيواجه الجميع بكل صدر رحب فقط يكفيه ان يضمها لصدره؛؛ يكفيه ان تتنفس بجواره... كان راضيا بالفراق ما دام لم يصل لها احد.. والان الموت اهون عليه من هذا الشعور.....
رنين هاتفه اعاده لواقعه وهو يطالع اسم عماد الذي يرن بألحاح فأخذ هاتفه وهو يمسح تلك الدمعة التي حرقت صدغه!!! مجيبا اياه بنبرة خاوية ؛؛وما ان اخبره عماد بما حدث حتى وقف على قدميه بفزع!!! وهو لا يصدق ما اخبره به عماد.... وما ان اغلق معه حتى اتجه للغرفة السرية وهو يميل على إلياس يمسكه من تلاتيب ملابسه قائلا......
:_يا ولاد ال***
لما يدري إلياس ماذا فعل؟؟؟؟ كل ما وعي إليه قبضة احمد التي انهالت عليه عدة مرات بالضرب و السب!!!
ضربه احمد حتي شعر بأرتخاء جسد الثاني!!! فألقي به بعيدا عنه وهو يرمقه شرز قائلا...
:_ قسما برب العزة لو كان انت ولا الي مشغلك له يد في الي حصل لريان؟؟؟ وقتها موتك على ايدي!!!
قال جملته ؛؛وخرج للحديقة جامعاً رجاله؛؛ و شدد الحراسة حول القصر وهو يتلقى بعض الاتصالات؛؛
كانت عينين آسيا تراقب الوضع من نافذة غرفتها منذ جلوسه قبل قليل على العشب الأخضر؛؛ حتي تلقي ذاك الاتصال الذي لا تعرف ما دار بينه وبين محدثة؟؟ حتي اصبح كالطور الهائج هكذا......
لم يفتها تحفزه و لا عدد افراد الأمن الذي ازداد؛؛ فأخذت نفس طويل وقد عزمت امرها على الهبوط للاسفل ومعرفة ما حدث؟؟؟..
__________________________________
صف عماد سيارته امام البوابة الخارجية لمنزل ريان الجديد منزل بعيد على اطراف المدينة؛؛ لم يكن يعلم عنه شئ فمن الواضح انه اشتراه حديثا.....
أفسح الحارس مجال للدخول وهو ينظر إلى همس التي وقفت بجواره وكأنه يستمد منها القوة فرفعت عيناها اليه تطمئنه وهي تبتسم بخفوت!!!
كانت الساعة تجاوزت منتصف الليل؛؛ فدخل عبر الحديقة للمنزل بصحبة همس ؛؛و ما ان ضرب الباب يده حتي فتحت فاطمة وكأنها كانت خلف الباب فهللت بصوتها الباكي...
:_كويس انك جيت يا ابني!! شوفت الي حصل لريان بيه؟؟؟
هز عماد رأسه بأسف وهو يتحاشي النظر للداخل قائلا بنبرة خاوية......
:_مش وقت كلام يا دادة خلينا نخرج من هنا في اقرب وقت وبعدها نتكلم؛؛
لم يستطع رفع عينيه للداخل على تلك الواقفة خلف فاطمة؛؛ بينما انسلت همس للداخل وهي تقترب من يارا تواسيها و تجبرها على السير بجوارها..... وكان هو اكثر من ممتن لما فعلت؛؛ فلم يستطيع سوي ان يأخذ الحقيبة وقام بوضعها بالسيارة؛؛
رأها من تحت رموشه تحتضن سلين النائمة على كتفيها ولم ترضخ لفاطمة التي حاولت أخذها..... استقر الجميع بالسيارة وقد ركبا الاثنين بالخلف بينما همس ركبت بجواره وهي تطالع جانب وجهه كان صامتا يده منقبضة بتوتر على محرك السيارة!!!! وكأنه يوشك على قتل احدهم!!! كان الصمت هو رفيقهم طوال الطريق حتي وصلوا إلى بوابة قصر ريان رسلان وما ان رفعت وجهها للبوابة خانتها دموعها كيف تخرج بصحبته و تعود من دونه؟؟؟ دمعة و خلفها الاخري حتي ما عادت قادرة على الصمود اكثر !!!
ترجل عماد من السيارة وهو يفتح لها الباب الخلفي فأقتربت همس التي أشار لها بهزة من رأسه مالت تأخذ منها الصغيرة وهي تضمها لصدرها قائلة.... فيكي تنزلي بالراحة حاسستك راح تفقدي الوعي!!!
بكت أكثر وهي ترفع وجهها لتلك الفتاة الغريبة عنها لكنها كانت ممتنة لوقفتها هكذا...
ترجلت من السيارة و اتجهت صوب الباب الرئيسي للقصر الذي ما ان فتحه عماد بمفتاحه الخاص حتي وجد توفيق و زوجته و آسيا التي هبطت الدرج هي الاخري الجميع في حالة من الذهول!!!! لينظر توفيق إلى يارا الباكية وقد شعر بقبضة جليدية اعتصرت قلبه وهو يوجه حديثه لعماد قائلا...
:_فين ريان
صمت قليلا ثم تابع بنبرة خائفة....
:_ ابني بخير..؟؟!!. ريان كويس؟؟
ترك عماد الحقيبة وهو يتجه إليه قائلا بهدوء...
:_ اطمن ريان كويس مفيش حاجه؛؛
أشار بعينيه لزوجة ابنه الباكيه و فتاة غريبة تحمل حفيدته بنصف الليل!!
فقال عماد بتوتر....
:_ريان اتقبض عليه
ضربت والدته على صدرها !!!وهي تصرخ بلوعة ام قلبها ملكوم على ولدها!!! بينما قال توفيق بقلق.... من ماضي مؤلم لنجله
:_تهمة ايه ريان مفيش عليه اي دليل يدينه؟؟؟
اقترب من الاخر وهو يمسك بذراعيه حتى اجبره على الجلوس بينما ركع عماد على ركبتيه يطالع النظرة الخائفة بعينين هذا الرجل الذي طلما اخبرهم بعدم اكترثه لابنه الان يكاد يبكي خوفا عليه.....
:_ بابا اهدي خلينا نفكر هنعمل ايه و انت بالذات لازم تهدي علشان انت الوحيد الي ممكن توصلنا ليه!!!!
طالعه بخوف قد استعر بعينيه وهو يهتف بنبرة متآلمة....
:_ انا مش عايز اخسر ريان تاني يا عماد؛؛ العمر مبقاش فيه يا ابني و انا تعبت!!! و قلبي بقا مش حمل غيابه تاني كفايه عليا الي اتحملته زمان!!!
ربت على فخذه وهو يبتسم له يطمئنه في اللحظة التي قالت بها والدة ريان....
:_ فين عمار ؟؟؟رن عليه خليه يرجع و يرجعلي اخوه عايزة ولادي جنبي؛؛
ساندتها آسيا قبل أن تسقط وهي تحاول ان تهدئها
البكاء يزداد من حولها و حالة من اللوعة تضفي على الاجواء؛ فلم تتحمل اعصابها لتأخذ الصغيرة و صعدت بها الدرج تحت أنظارهم
حينما دلفت إلى الجناح الخاص به قابلتها رائحته، شذي عطره لازال عالقا بالغرفة فأبتسمت و كادت تناديه!!! لكن البرودة و عتمة الجناح اخبرتها بغياب صاحبه دمعة حارة تكوي خدها الناعم وهي تخطوا صوب فراشه ، فوضعت ابنته وهي تنظر إلى قميصه الملقي بإهمال على الفراش، الغرفة كما تركها قبل يومين لم يدخلها احد من الخدم!!! فزاد امتنانها لتلك الحالة من الفوضى حولها وهي ترفع قميصه وتضمه بين ذراعيها، رائحة جسده لازلت عالقة به!!! فتذكرت حينما عاد إليها طالبا ان يبقى بين احضانها الآلم يشتد!! يكوي فؤادها !!وهي تبكي غيابه ألن تصفو الحياة لهما ؟؟؟، بغير هدي سارت بالغرفة تلمس كل ما يخصه قنينة العطر، فرشاة الشعر؛ ثم اتجهت إلى غرفة الملابس الخاصة به تلمس ملابسه ؛؛و هي تنظر إلى درج الساعات الخاص به وحده؛؛
كل شيء ينبض بذكري لحبيبها ، هنا كان يبدل ملابسه، و بجوار الشرفة عانق شفتيها بقبلة حانية مشتاقة، على تلك الأريكة نام على ساقيها !!بينما اصابعها تغلغلت بين خصلاته،
وعلي ذاك الفراش اعتراف لها بحبه في أكثر لحظاتهم الحميمية، كل شيء حولها له ذكري بينهما....
كل شيء ينبض برجل يستحق أن تعشقه بكل كيانها، توسدت الارض و عينيها لم تكف عن البكاء؛؛ بينما هي تضم قميصه لصدرها وتقبله قائلة.......
:_سبق وقولت انك عمرك ما خلفت وعدك.. اياك تخلفه المرة دي يا ريان!! انا اموت فيها....
وبين آلام الفراق و الألم الجسدي؛ خارت قواها وظلت على وضعها هكذا....
__________________________________
بالأسفل
الاتصالات لم تنتهي ولا شيء جديد؛؛ لا احد يعرف عن امره شئ !!سوي أنه تم القبض عليه ؛؛و من بعدها سلمته سيادة الرائد مليكة عبد الرحمن إلى احد القادات لم يتم التعرف إلى اي جهة تم أخذه؟؟؟... الجنون كاد يصيب الجميع!!! ولا احد يعرف حتى الان ما هي التهمة المنسوبة إليه..؟؟؟..... حتى توفيق رغم علاقاته القوية بجهاز المخابرات العامة ؛؛إلا ان ذالك لم يفيده بشئ..... فكر بمرارة هل خسر ابنه هذه المرة؟؟ بالسابق دفعه للهلاك من اجل حمايته رغم معرفته بكل ما عانه هناك؛؛ إلا ان كونه بخير حي يرزق جعله يصبر على الفراق؛؛ بينما الان وهو لا يعرف ما الذي دبره هؤلاء الاوغاد له ؟؟اي فخ قد نصب له؟؟؟..... الألم يزداد بصدره وهو يدعوا الله ان يرده إليه سالما.....
اقتربت آسيا من عماد وقد لمعت عيناها بالبكاء وهي تقول بخوف.....
:_آبيه ريان هيرجع مش كده يا عماد؟؟؟
احتضن خدها براحة يده وهو يقول بحنو....
:_ هيرجع يا آسيا صدقيني هيرجع ؛؛
بكت بقهر وهي تدفن رأسها بصدره باكية تردد من بين بكائها.....
:_ خليه يرجع انا ملحقتش اشبع منه يا عماد!!! ملحقتش اقوله اني بحبه؛ و انه حتى لما كان بعيد عننا وبشوف عدائه لينا!!! بس عمري ما كرهته...
مسد بيده على ظهرها وهو يقبل رأسها قائلا....
:_ هيرجع يا آسيا و وقتها قولي كل الي نفسك فيه؛
كانت هناك عينين مشتعلتين بالغيرة رغم أن الحسرة تملئ قلبها على ريان وحال زوجته بالأخص؛ إلا ان تلك المائعة التي تضمه بكل تلك الحميمية!!! جعلتها تريد جذبها من شعرها وضربها!! إلا انها حاولت التماسك وهي تنظر لساعة يدها التي اشارت للرابعة فجرا!!! فأغمضت عيناها بتوتر وهي تنظر إلى عماد الذي تذكرها اخيرا في خضم مشاكله؛ فأبعد آسيا وهو يربت على وجهها بهدوء؛ ثم عاد لهمس التي انتبه لها الجميع في حين قال عماد بأسف.....
:_همس انا اسف!!! بس انا بجد نسيتك!! و اخرتك معايا !!
هزت رأسها بتوتر وهي تقول....
:_ انا صار لازم روح ما فيني ضل اكتر من هيك؛؛
أشار لها بيده قائلا بأسف....
:_ تمام خليني أوصلك؛
هزت رأسها بنفي وهي تطالع عيناه التي طغى عليهم الحزن....
:_ لا مافي داعي بروح لحالي رح شوف تاكسي؟؟
ضاقت عيناه !!!وهو يشير لها بحزم....
:_اطلعي قدامي يا همس مش وقت معارضتك نهائي...
نبرته الجادة جعلتها تبتلع لسانها!! وهي تتقدمه؛ بينما اعتذر عماد للجميع ولحق بها؛
ساد الصمت المطبق بينهما طوال الطريق بينما هي تفرك بكفيها وهي تلاحظ الحزن البادي على ملامحه فقالت بتوتر....
:_ليش كل هاد القلق؟؟؟.... يعني انا بعرف انو ريان غالي كتير بس ممكن يكون الموضوع روتين مش اكتر....
لم يرد ؛كان باله مشغول بم حدث يجمع افكاره من وراء الامر ان كان ما يظنه صحيحا !!!فقد انقلبت الطاولة فوق ريان وقد حان الوقت لتصفيته !!!لكن ما يثير جنونه!!! ان ريان لم يترك خلفه ما يدينه بشئ كل خطوة كانت مدروسة؛ وكأنه يمتلك ممحاة يمحوا بها كل شئ قام به
هناك حلقة مفقودة وعليه ايجادها !!!!
وقف بسيارته امام فيلا كامل وهو ينظر لهمس بإمتنان لم فعلته من اجله اليوم ونظرة اسف لتأخيرها لوقت كهذا!!! فقال...
:_همس انا مش عارف اقـ
لا تتشكر ولا بتعتذر انا ما عملت اي شي!!
ابتسامة قصيرة لم تصل حتي عينيه وهو يطالعها بكل تلك المشاعر المتضاربة بداخله فبهذه اللحظة لا يريد سوي ان تحضنه بين ذراعيها تمنحه من ذاك الآمان الكامن بعينيها فإن كانت النظرة بعينيها احتواء و امان بالله كيف عناقها؟؟؟
احمرت وجنتها بخجل من نظراته وهي تقول بتوتر....
:_ بدي خبرك ان كل شيء راح يكون منيح وبكرا راح بتقول همس قالت
:_هقول بنت بيروت!!
قالها بنبرته التي تنبض رجولة؛
بينما هبطت هي بخجل وهي تغلق الباب خلفها قبل أن تفضحها مشاعرها تجاهه؛
سارت بخطوات متوترة وهي تلتفت بين الحين والاخر فتري نظراته المسلطة عليها؛
حتى أختفت عن عيناه؛
ظل جالسا بسيارته يفكر بما آلت إليه الامور ؟؟؟فأخرج هاتفه وهو يحسب لفرق التوقيت حتى اخرج رقم عمار و هو ينوي الاتصال به
___________________________________
ألمانيا.......
قبل ساعتين
مهو لو انتي مسألتهاش هسألها انا وهيبقي شكلنا وحش اوي احنا الاتنين..!!!..
قالها بهمس غاضب وهو يميل على زوجته المتسطحة على سرير طبيبة النسا!!!
لتضع الاخري يدها على فمه وهي تزجره بغضب..!!!.
:_ عمار بطل جنان بقا استحملت كل ده جات على شهر كمان.....
نظر لبطنها المنتفخة وهو يقول بضيق...
:_ مهو الي انا فيه ده حرام يعني ايه مقربش منك غير كل فين وفين مرة !!!هو ده يرضي مين يا ناس!!!، ده انا بني ادم من دم و لحم و احاسيس جياشة!!!
لكزته بكتفه وهي تدراري خجلها قائلة...
:_ عمار احترم نفسك الدكتورة لو سمعتنا تقول علينا ايه..؟؟؟..
طالعها بعينين جريئتين تتفحص كل منحنيات جسدها وهو يزفر نفس حار قائلا....
:_ مهي متعرفش العذاب الي انا فيه و انتي قصاد عيني،!!! ده انا مكنتش اعرف ان الحمل هيزيدك حلاوة كده!!!، ولا المنحنيات و التضاريس الي ظهرت مع الحمل.!!!. عذاب ما بعده عذاب..... متعرفش انا نفسي فـ !!!
وضعت يدها على شفتيه تمنعه من اكمال حديثه الجرئ وهي تزجره بعينين ضاحكتين قائلة....
:_ اسكت يا يا عمار اسكت الدكتورة دقيقة و تطلب بوليس الاداب؛
ومضت عيناه وهو يغمز بجرأة...
:_ لو سمحت ليا بالي في نفسي معنديش مانع اطلع من هنا في ملاية!!!
قالها وهو يقهقه بصوت اطرب مسمعها؛؛ فمن يسمعه يظن انه يلتزم بكلام الاطباء... اسعدها مشاكسته و ابتسامته سرقت قلبها مجددا ذاك القلب الذي ارهقه حبه طوال السنوات الماضية ها هو ينبض بالحياة تجاهه.....
ضرب أرنبة أنفها باصبعه قائلا بمشاكسة
:_ايه سرحتي في الملاية و بوليس الاداب!!!!
تبللت عيناها بالدمع وهي تلمس لحيته النامية وطالعت عيناه بعشق بات حليف نظراتها إليه...
:_سرحت في سنين راحت من عمرنا و احنا مش مع بعض، في قلبي الي اتعذب بغيابك و نبض بالحياة برجوعك واقف على رجلك من تاني، مش متخيل عذابي كان ايه و انا ببعدك عني!!!..... بس كل ده يا عمار ميجيش نقطة في بحر كلمة بحبك!!!.... كل الوجع الي عشته بعيد عنك..!!! يهون قصاد النظرة الي في عينك دلوقتي....
تآثر بحديثها وهو يشاركها نفس الالم ونفس الشعور فقال بعد ثانية من الصمت وهو ينظر خلفه فلم تكن الطبيبة قد حضرت من الخارج بعدما خرجت لاجراء مكالمة هاتفية.....
نهض من مجلسه وشد الستار عليهم قائلا .....
:_انا آسف يا مرام
هزت رأسها بحب وهي تقول...
:_عمار انا مش بقولك كده علشان تعتذر الي مرينا بيه احنا الاتنين كان صعب علينا كان اختبار يستحق اننا نخوضه علشان تكون دي النهاية...
مال عليها في وضعها هذا وقال .....
:_بس مش بعتذر علشان الي فات!! انا بعتذر علشان دي؛؛
و دون أن يسمح لها بالفهم كان سرق شفتيها بقبلة حارة كحرارة حبه لها، حبه الذي لم تهدأ نيرانه حتى الان... ما حدث لكليهما بالماضي كان من اصعب ما عاشه بكل سنوات عمره... وها هو الان يضعف امام براءتها و عينيها... خيم عليها بجزعه العلوي!! بينما حاولت الاخري استيعاب ما يحدث وما ان ادركت فعلته!!! فأخذت تدفعه بصدره محاولة إبعاده لكنه قيد حركتها!!! وهو يكبل معصميها بجوار رأسها!!! فما كان منها إلا ان استسلمت لغزو شفتيه و بادلته الشغف بشغف اكبر...
طرقات كعبي حذاء نسائي جعلها تدفعه بعيدا عنها وهي تلهث من زخم المشاعر التي أشعلها بها!! فنظرت إليه بتأنيب ضمير إلا انه كان سعيدا مبتسما لها وهو يغمز بعينه اليسرى يغيظها!!!
انتظمت أنفاسها بينما أقتربت خطوات الطبيبة وهي تزيح الستار قليلا حتى طلت برأسها قائلة.....
:_سوري يا مدام مرام اتأخرت عليكي كانت مكالمة مهمة
:_ياريتك ما رجعتي؟؟
تمتم بها عمار من بين شفتيه
:_نعم!!!
قالتها الطبيبة بتساؤل وهي تنظر إليه فقال بحرج طفيف...
:_لا ابدا بقول خدي راحتك ده احنا ولاد بلد واحدة!!!٨
أهدته ابتسامة صغيرة وهي تقترب من مرام بينما ابتعد هو للخلف قليلا
لتقوم هي بعملها وهي تبتسم تتابع حركات الجنين امامها على الشاشة الصغيرة تمتم.....
:_ماشاء الله يا مدام مرام الجنين باين عليه شقي!!
ضحكت الاخري بخجل وهي تنظر لزوجها الذي راقص لها حاجبيه بينما قالت هي بسعادة...
:_ هو فعلا شقي اوي لان بحس بحركاته كتير بحس انه بيلعب كارتييه مش بيتحرك!!
ضحكت الطبيبة وهي تمسح السائل اللزج عن بطنها ؛ثم اتجهت لمكتبها بينما ساعد عمار زوجته للنهوض وهو يعدل لها ملابسها ويده تتحسس جسدها بمشاكسة!!! فقامت الاخري بضرب يده وهي تزجره بغضب.. لتتجه بعدها إلى المقعد المقابل لمكتب الطبيبة التي ابتسمت لها و ناولتها الروچته قائلة...
التحاليل كلها تمام الحمد لله ومفيش اي ضعف بس كتبتلك على فيتامينات ومكملات غذائية واهم حاجة تأكلي كويس الفترة دي
:_ لا متقلقيش عليها من ناحيه الاكل انا مهتم بالنقطة دي؛
قالها عمار الذي وقف خلف زوجته بينما يديه تدلك كتفيها بحنان؛
لتتسع ابتسامة الطبيبة وهي تنظر اليهم بأبتسامة واسعة وهي تقول
:_ربنا يسعدكم
في تلك اللحظة نهضت مرام وهي تنوي الخروج بينما عمار يزجرها بعيناه وهو يقول بهمس...
:_ هتقولي انتي ولا اقول انا!!
قرصته بذراعه وهي تنظر إليه شرز قائلة بصوت خفيض
:_ عمار كده عيب والله خلينا نخرج!!!
صر على أسنانه وهو يقول بضيق...
:_ و هي فيها ايه...... عايز اعرف اذا كان في اي موانع ولا اقرب من مراتي عادي اهووو ايه المشكلة
:_ لا مفيش اي موانع يا بشمهندس تقدر تقرب براحتك بس بحذر!!
قالتها الطبيبة مبتسمة بخجل وهي تتابع عملها
بينما اخفضت مرام وجهها بضيق وهو ترمقه شرز إلا ان الاخر حك مؤخرة عنقه بيده وهو يهز لها رأسه قبل الخروج من غرفة الكشف؛
في رواق المشفي حاول اللحاق بها إلا ان الأخري كانت حركاتها أوسع وهي تقول من بين أسنانها....
:_ بني آدم معندوش ذرة خجل
جلجلت ضحكاته من خلفها وهو يقول بعدما اطبق على يدها...
:_ و هو انا أتكلمت مش الدكتورة الي حست بيا و صعب عليها واحد مسكين زيي!!!
هزت رأسها بنفاذ صبر وهي تكتم ضحكتها تصدر له وجه جامد الملامح وهي تقول بغضب مزيف...
:_ من فضلك رجعني البيت!!
بأبتسامة مشاكسة وهو يراقص لها حاجبيه قائلا.......
:_ ده يا هلا بالبيت والغزال الي راجع البيت؛
قادها للخارج وهو يفتح لها باب سيارته حتى ركبت بجوار مقعد السائق؛؛
بينما دار هو حول السيارة وركب بدوره خلف عجلة القيادة وعيناه تناظرها بمساكسة؛؛
وهو يشغل محرك السيارة متجها بها صوب المنزل.... لقد أتي بها في رحلة عمل قصيرة إلى ألمانيا و معه شريكه معتز و زوجته هو الاخر؛؛
بعد اقل من ساعة صف سيارته بينما تركته هي و ترجلت من السيارة و دلفت لداخل المنزل
حينما لحق بها وجدها واقفه بمنتصف المنزل وهي تضع يدها على خصرها قائلة بغضب
:_ عمار الي حصل ده لو اتكرر تاني مش هتعرف انا هعمل ايه؟؟؟
دلف للداخل وهو يغلق الباب وعلى وجهه ابتسامة ماكرة لينزع معطفه و القي به على المقعد المجاور لها ثم أتبعه بساعة معصمه و فتح اول أزرار قميصه وهو يقترب منها
رمقته محذرة اياه من الاقتراب قائلة....
:_ عمار انا بتكلم الحركات دي متنفعش!!! ازي تسبب ليا حرج قصاد الدكتورة كده؟؟؟
لمعت عيناه وهو يرقب الغضب الذي ملئ صفحة وجهها!!! فمد يدها إلى خصرها وجذبها بقوة حتي أصتدمت به فقال بنبرة تفيض بالحب......
:_ما انتي بتبصيلي بعيونك دي فبنسي الدنيا وبنسي الناس... بنسي نفسي أصلا... و هي نفسي ايه غيرك يا مرام
النظرة بعينيه ألجمت لسانها فضحكت عيناها وقالت بحب
:_ هتفضل تحبني كده لأمتي؟؟ مش هيجي اليوم و تمل مني و تنسي حبي؟؟؟
مرر أبهامه على خدها الناعم وقال....
:_ شوفي بعدنا كام سنة مفيش مرة ولا لحظة حبك غاب عن قلبي..... رغم محاولاتي الكتير اني أمحي كل الحب ده!!! بس غصب عني كان قلبي يدق ليكي فأحبك أكتر و قلبي يقول حبها أكتر مش كفاية عليها عشق الدنيا بحالها
النظرة بحدقاتها اعلمته بأنها ستبكي!!! فمال يقبل زوايتا عينيها وهو يهمس بشوق
:_يبقى متلوميش لساني لو فضح حقيقة شوقي ليكي
حينما ابعد وجهه عنها طالعته هي بعينيها الجميلتين و لم تتدري بنفسها إلا وهي ترتفع على أطراف أصابعها و أطبقت على شفتيه بجنون !!!كلماته التي اهلكت قلبها عشقا؛؛
طوق خصرها بذراعيه وهو يميل بها على الاريكة خلفه لينزع قميصه وهو يلقي به ارضا!!! وقد خيم فوقها النظرة بعينيه تخبرها بمدي حبه الذي لم ينضب قائلا
:_ لو التاريخ اتعاد تاني و هعيش كل عذاب غيابك عني بس تكون النهاية لحظة زي دي وانتي في حضني كده فأنا مستعد اعيش اصعب منه؛؛
قالها ومال يقبل العرق النابض برقبتها؛؛ بينما الاخري طوقت عنقه وهي تستقبل منحة الحب بين ذراعيه...... عمار منحة القدر لها في اخر عامها ضعف كانت أوشكت على الاستسلام بفقدانه ، لكنه كان يستحق كل ما عاشته يستحق الانتظار من اجل لحظة كهذه يستحق
شفتيه تقبلان كل انش بوجهها و عنقها وهو يتمتم من بين القبلة و الاخري بأسمى معاني الغرام..... اللهفة لوصالها لا تنتهي و الشوق يتجدد للوصال مرة أخرى و هو يدلل على ما تلمسه يده بشفتيه ولسانه لازال يعبر عن عشقها وكأنها امرأة خلقت للحب فقط
___________________________________
على صدي انفاسه العالية غفت عيناها وهي تتوسد صدره العاري فوق الاريكة بينما هو يمرر يده بخصلات شعرها الناعم و ابتسامة راضية تزين شفتيه صوت الهاتف انتشله من حالة فوضى المشاعر هذه فمد يده يجذب بنطاله وهو يخرج هاتفه يطالع اسم عماد
حتى ابتسم وهو يبعد رأسها عن صدره وجلس معتدلا وهو يضغط زر الرد قائلا بأبتسامة رائقة......
:_ ايه يا عمده اخيرا أفتكرتنا
:_ ريان مقبوض عليه !!!
قالها عماد بجمود يداري خلفه وجعه على فقدانه لرفيق دربه
بينما اعتدل عمار واقفا وهو يقول بذهول
:_ ريان !!!!....... انت بتقول ايه يا عماد و تهمة ايه ؟؟؟
اغمض الاخر عيناه وهو ينظر للفراغ امامه حتى قال بنبرة متعبة...
:_ زي ما سمعت حاول ترجع خلينا نتصرف لان الموضوع ميطمنش ابدا يا عمار!!!
اغلق هاتفه وهو ينظر لزوجته التي استيقظت وقالت بتساؤل وهي تطالع ملامح عمار الشاحبة...
:_خير يا عمار مين ده وقالك ايه ؟؟؟
نظر إليها بعينين فارغتين وهو يقول بعدم استيعاب....
:_ عماد بيقول ريان مقبوض عليه!!!
ابتلعت لعابها وهي تعتدل واقفه بينما نظر إليها وهو يقول بخوف تشكل على قسمات وجهه...
:_انا لازم انزل مصر حالا
امتدت يدها على تلمس كتفه تبث الطمأنينة بقلبه
:_ حاضر يا حبيبي 5 دقايق اجهز الشنط و انت احجز على اول طيارة
عاد بعينيه إليها وهو يضم وجهها بين كفيه قائلا.....
:_ مرام خليكي هنا مع نڤين و معتز علشان خطورة السفر عليكي!! احنا هنا مكملناش كام يوم
ابتسمت إليه وهي تقبل باطن كفه وقالت بحنان....
:_ متقلقش عليا مش هيحصل غير الي كاتبه ربنا... وبعدين انا مقدرش اسيبك وحدك في الظروف دي.... وكمان مامتك و آسيا و مرات ريان محتاجين دعم اكيد الوضع ميطمنش هناك....
هز رأسه بأيجاب وهو يحاول السيطرة على اعصابه التي انفلتت صحيح ان العلاقة بينه وبين شقيقه كانت منذ فترة قريبة لكنه يشعر بريان وكانه عالمه المفقود وكأنه والده ليس شقيقه النظرة بعينيه تخبره عن مدى قوة تحمل هذا الرجل فما عاشه شقيقه لم يكن بهين ما عاشه قادر على قهر أعتي الرجال....
نظر حوله يبحث عن هاتفه يمينا ويسارا حتى سأل مرام....
:_ فين التلفون؟؟؟
نظرت اليه بأشفاق وهي تلمس معصمه ترفعه بالهاتف حتى اغمض هو عينيه ثم استعاد تركيزه قليلا وهو يحدث شريكه بالعمل.....
___________________________________
اقسي ما يعانيه المرء أن ينفطر قلبه بفراق حبيب... وهو لم يكن حبييبها بل كان عالمها الصغير الذي تمنته منذ الصغر..... ضمت ركبتيها لصدرها وهي تبكي، الدموع تبلل وجهها وشعرها البني يحيطها كلوحة فنية حزينة.... في مشهد مؤلم ثوب الزفاف ملقي بأهمال بجوار الفراش بينما زوجها يغط بثبات عميق ولا يشعر بتلك الملكومة بجواره..... ازداد نحيب قلبها وهي تتمتم بهمس مؤلم...!!!.
:_ لي عملت فينا كده ليه؟؟؟ استسلمت يا احمد حرام عليك قلبي و الوجع الي سببته لينا احنا الاتنين!!!
الدموع تنساب من عينيها بينما قلبها ينزف دما على فراقه وهي تتخيل مدي وجعه حاليا يتألم بصمت ولا يخبر احد عما يعانيه و كأنه لا يهتم لكنه بالحقيقة يتضور آلما و وجع!!
ليته يعلم انها حتى رغم خذلانه لها لازالت تهتم لوجع قلبه لازال قلبها الاحمق يشفق عليه
:_ربنا يسامحك و يهون عليك وجعك و يهون علي قلبي فراقك...
بكت أكثر وهي تطالع زوجها بندم قائلة من بين دموعها...
:_ وربنا يسامحني على تفكيري فيك و انا على ذمة رجل تاني!!!
مسحت دموعها وهو تشعر به يتململ في الفراش حتى فتح عينيه وهو يرقب وجهها المنتفخ من البكاء فقال من رقدته....
:_ ايه يا حنان بتبكي ليه حاجة تعباكي
هزت رأسها بالنفي بينما ابتسم هو ومد يده يربت على ظهرها قائلا .....
:_طيب كفاية دموع و حاولي تنامي علشان لو حد من اهلك جه يقول ايه العريس ضرب عروسته يوم الدخلة !!!
هزت رأسها بطاعة وهي تقول بنبرة حاولت الا تنهار باكية وهي تحدثه....
:_ هقوم أخد شاور الاول و اصلي الفجر
هز رأسه وهو يعود للنوم مجددا غير مهتم بدموعها التي انسابت مرة أخرى.......