اخر الروايات

رواية رحيل وجاد الفصل الرابع 4 بقلم حنان اسماعيل

رواية رحيل وجاد الفصل الرابع 4 بقلم حنان اسماعيل



🌹الجزء الرابع🌹
صدمت رحيل مما رآته وانسحبت عائدة الى غرفتها ,ظلت طوال الليل تجول فى غرفتها حائرة وغاضبة من حالها وعما وصلت اليه بسبب هذا المخلوق القاسى الغريب

..........................

فى صباح اليوم الاخر ,نهضت وارتدت ملابسها ونزلت لتناول افطارها مع جدها ,وجدته يفطر هو الاخر مع رجله سويلم ,لم ينظر اليها وكأنه غير موجوده ..فتعاملت بالمثل وتجاهلت وجوده وان كانت قد تعمدت ان تتجاذب اطراف الحديث مع كالين و نزار والذى اظهر اهتمامه بها كثيرا حتى ان صوت ضحكاتهم علا  ليلفت انتباه الحاضرين اليهم بما فيهم جاد والذى رمقها بنظرات غضب قبل ان ينصرف  مسرعا ,تلفتت حولها فلم تجده .

...................

فى المساء دعا نزار رحيل وكالين وبعض من اصدقائهم للذهاب الى حفل  يقام على احد الشواطئ الخاصة  القريبة من القرية

تأنقت رحيل بعدما استأذنت جدها للذهاب معهم فوافق ,كانت كالين قد دعت  جاد  الا انه اعتذر ,راقبهم وهم يرحلون وبخاصة رحيل التى تألقت بفستان اسود وماكياج جميل تناسب مع جمال وجهها

رغم جمال الحفل والاغانى وتنوع فقراته الا ان رحيل لم تستمتع وظلت شاردة تاركة من معها يتناولون الخمر بينما هى اخذت ترتشف عصير البرتقال وحدها وهى تستمع  للاغانى الكلاسيكية التى تصدر من مكان قريب

كانت الساعه قد تخطت الحادية عشر ورحيل تلح على كالين كى تعيدها للفندق الا ان ترنح كالين من اثر الخمر جعلها لاتعى ما تطلبه رحيل ,تطوع نزار بإيصال رحيل ,رفضت فى البداية الا انها اضطررت فى النهاية للموافقة خوفا من الاتصال بجدها فى هذا الوقت المتأخركى يبعث احد لاخذها خوفا من لومه لها للتأخير كل هذا الوقت  .

اوصلها نزار للفندق بعدما  تعمد طوال الطريق التقرب منها بكلمات الغزل

وصلا للفندق فنزلت من السيارة  وهمت بالإنصراف  الا ان نزار اوقفها وهو يمسك بيدها ,كان جاد فى المطعم يتناول قهوته العاشرة تقريبا بنفاذ صبر فى انتظار عودتها بعدما لاحظ ان الساعه قد قاربت على منتصف الليل

رأى نزار يمسك بيدها وهى تبعده فى غضب الا ان نزار اقترب منها اكثر محاولا تقبيلها فصفعته صفعه قوية اسقطته ارضا

همت بالصعود للفندق عندما لمحت جاد يقف قبالتها والشرريتطاير من عينه ,حاولت تجاوزه والصعود للاعلى الا انه جذبها من يدها بقوة ومشى بها بإتجاه الشاطئ  رغما عنها ,حاولت ان تفلت يده القوية الا انها لم تستطع

سار بها حتى وصلا للشاطئ بعيدا .سحبت يدها وهى تفركها من الألم قائله له

رحيل بغضب  : انت عاوز منى  ايه ؟

اقترب منها محاولا السيطرة على غضبه وقد ضم قبضه يده بقوة

قائلا لها : انتى بجد راضية عن نفسك كده ؟ شايفه نفسك حد محترم بإللى بتعمليه ده ؟

رحيل بغضب : ايوه محترمة وغصب عن اى حد وعمرى ماعملت حاجة غلط اخجل منها ,ولو بتتكلم على تصرف نزار معايا من شوية فأظن انك شوفت انى وقفته عند حده وضربته

صفق ساخرا وهو يقول : لا برافو بجد ابهرتينى ..اوقع الصيدة وبعدين امثل انى انا  الضحية

دفعته بعيدا عنها فى غضب عارم وهى تصرخ فيه

رحيل : صيدة ايه وضحيه ايه ؟ انت فاكرنى ايه بالضبط ؟ انا رحيل الجارحى فاهم يعنى ايه رحيل الجارحى

جاد بسخرية :اه  فاهم  وشايف واحدة تافهة ومتدلعه .قالعه برقع الحياء وناسية عاداتها وتقاليدها وماشية بمزاجها

بلعت ريقها وتنهدت بسخرية قائله  : تصدق ..انا عمرى ما شغلت نفسى  انى اضطر اوضح حقيقتى لحد, انت اساسا  طول الوقت ومن اول يوم شايفنى كده او عاوزنى اكون كده  بنت تافهة  وبعر اصولنا الصعيدية صح

جاد متهكما : والله ده من تصرفاتك

رحيل بغضب: تصرفات ايه اللى بتتكلم عنها ..ها قولى ..كل اللى بعمله انى بحاول اتصرف زى...زى  ماقلبى بيحركنى  على الاقل انا واضحة الباقى والدور عليك انت

جاد متعجبا قائلا بسخرية : انا ...وانا عملت لك ايه ؟

رحيل بغضب : بالضبط انت عملت لى ايه ؟ اقولك انت عملت لى ايه

يوم تطلعنى سابع سما بنظرة او اشارة منك ويوم تنزلنى سابع ارض ...مبقتش فاهمة انت عاوز منى ايه بالضبط ..يوم رحله اليخت ,,فهمت انك عاوزنى اطلع معاك وطلعت على الاساس ده وفضلت ملطوعه مستنياك هناك عشان الاقيك يومها بالليل بتبوس الست كالين على باب اوضتك

صعق من حديثها فاستطردت قائله : والنهاردة رحت عشان كنت عاوزة انشغل بأى حاجة عن التفكير فيك عارف ليه ؟ لانى تعبت بجد تعبت والله العظيم انا تعبت ..تعبت من كتر التفكير فيك ياجاد ,,,تعبت من وجودك حواليا وعينيك اللى بحسها متبعانى وبتلومنى وبتتنقدنى طول الوقت  ,,انا تعبت من كتر ماانا مش فاهم انت عاوز منى ايه بالضبط ؟

لم يجبها وهو يفرك رأسه فى عصبية فإقتربت منه قائله

رحيل : وليه جبتنى هنا دلوقتى لو مكنتش مهتم فعلا ؟

لم يجبها بل ظل ينظر اليها مطولا فى صمت وعصبية  فزمت شفتيها فى ضيق وخيبة امل ,همت عائدة للفندق الا انه اوقفها فجأة وهو يجذبها ناحيته

قربها اليه بقوة حتى ارتطمت بصدره ,احست بخفقان قلبه وانفاسه الحارة تحرق وجهها,شعرت به يقترب اكثر فأغمضت عيناها واستسلمت لفكرة ان يقبلها,اقترب منها اكثر وعيناه تبحثان عن شفتيها , وفجأة توقف فى الثانية الاخيرة قبل ان يفعلها ,بعدما استطاع بصعوبة ان يسيطر على مشاعره ,ابعدها فجأة عنه وهو يدلك رأسه كى يفيق مما فيه وهى تنظر اليه حائرة

تحدث بهدوء بعد وقت

جاد : انا معنديش تفسير ولا تبرير ممكن يريحك  

نظرت اليه تنتظر باقى كلامه وهو  يكمل قائلا

جاد بجدية : لو عاوزانى اسايرك يبقى بضحك عليك لانى من الاخر هبقى بتسلى ,كل اللى اقدر اقوله ..انك بالنسبة لى بنت حلوة زى كالين مش اكتر بس برضه ابقى مجنون لو تماديت اكتر من كده  لانى ابقى ساعتها بدخلك فى حربنا  انا وجدك ,وانا عمرى ماهقبل انه يتقال عليا فى يوم بيدخل الستات فى حربه

رحيل مصعوقه من كلامه : حرب

فاستطرد قائلا

جاد بغضب وحقد  :  حرب وبحور دم... ومش هتنتهى  الا  لما واحد فينا يخلص على التانى ياأنا يا جدك ,, . ويمكن ده اللى مخلينى عايش على امل اليوم ده   لحد دلوقتى ,,انه يجى اليوم واقتله بإيدى دى , عرفتى ليه دلوقتى انك لو اخر واحدة فى العالم يستحيل هفكر فيها,,انتى بنت اكتر بنى ادم بكرهه فى حياتى ,بنت اكتر راجل بنام وبصحى كل يوم وانا بستنى الفرصة انى اخلص منه ومن كل عيلته

صعقت من حديثه  وهى تستمع اليه ,بينما ادار هو ظهره اليه قائلا فى حزم :

جاد : ولعلمك انتى متعلقتيش بيا ولا حاجة ,انتى بس متوهمة عشان انقذتك يوم الحادثه,,انما ان يبقى جواك امل ولو للحظة انى ممكن انا جاد الموافى اتجنن وانسى التاريخ الاسود اللى بينا  وافكر فيك حتى كصاحبة فده مش هيحصل ابدا . ارجعى لكليتك يابنت الحلال والبسى احدث موضة نازله واتشبهى ببنات مصر وبعدين ارجعى اتجوزى ابن عمك انتى مش مخطوبة له برضه ؟ وياريت تنسى اى كلام دار بينا دلوقتى زى ماانا هنساه بمجرد ماهمشى من هنا ,ولحد لما نسافر ياريت منضطرش نتعامل مع بعض تانى

التفت ورائه فرآها تبتعد فى الظلام بإتجاه الفندق,راقبها حتى اختفت

صعدت رحيل لغرفتها ورمت نفسها على سريرها وهى تبكى بقهر

فى صباح اليوم التالى ,كان جاد يفطر مع بهجت وحسان وكالين وعيناه تسترقان النظر لباب المطعم  بين الحين والاخر ,نهض  كى يسكب لنفسه كوبا من الشاى فإقترب منه سويلم وهو يصب الشاى لنفسه قائلا له

سويلم : مش هتيجى :

جاد بلامبالاة : هى مين ؟

سويلم وهو يرتشف الشاى : بنت الجارحى ..اصلها سافرت على طيارة الصبح بدرى  ,,نزلت الصبح لقيت جدها بيوصلها للعربية وبيوصى السواق يوديها المطار

هز جاد رأسه فى ارتياح

.............................

مر شهران  منذ اخر لقاء لهم ,انشغلت رحيل بامتحاناتها الاخيرة محاوله نسيان جاد وكل مامر بها معه ,تغيرت طباعها حتى بدت اكثر هدوءا  وجدية عما قبل , فى المرات القليله التى اضطرت فيها للنزول للقرية ,تعمدت ان تغلق باب بلكونة غرفتها كى لاتراه فجرا وهو يعدو بحصانه خفضت زيارتها للبلدة بحجج انشغالها بالامتحانات  فوافق جدها على مضض على ان يزورها  هو ,سأل سيدة التى ترعاها كثيرا عن سبب تغيرها وحزنها الا انها لم تجبه رغم علمها بعدما حكت لها رحيل عن حقيقه مشاعرها بجاد ومادار بينهم  وتوبيخها لها من عواقب تفكيرها به .

لم تمانع رحيل تعجيل زواجها بيونس كما كانت تفعل سابقا عندما حدد جدها موعدا للزواج فور انتهائها من تأدية امتحاناتها

اقترب موعد الزفاف وقد زينت البلدة بأكملها استعدادا للفرح ,كانت الاعيرة النارية تطلق طوال الوقت ,والبلدة كلها تتحدث عن تجهيزات  الفرح الاسطورىة لاحفاد صالح الجارحى

.........................

جلس جاد يتناول افطاره فى صمت وامامه فاطنة وزوجة عمه واسماعيل والذى بادره قائلا

اسماعيل : جاد ايه رأيك نحدد ميعاد لفرح انت وفاطنة الشهر الجاى ؟

اجابه جاد بلا مبالاة : زى ماتشوف

انفرجت اسارير فاطنة وامها والتى بادرت قائله

ام اسماعيل : خلاص يبقى لازم نجهز نفسنا من دلوقتى ,اومال ده فرح جاد الموافى وفاطنة اخت اسماعيل كبير العيله

اسماعيل : يعنى هنجهز ايه بس ياامه  ,ماكل حاجة جاهزة ,هو القصر ناقصه حاجة ؟

ام اسماعيل وهى تنظر لجاد والذى انشغل بهاتفه فى الكتابه على الواتس مع احد التجار الذى يتعامل معهم

ام اسماعيل : اومال هى فاطنة مش محتاجة شبكة ,ولا ايه ياجاد ,,جاد ؟

انتبه جاد فأومأ برأسه قائلا

جاد : شوفى اللى انتم عاوزينه يامرات عمى  وانا تحت امركم  

فاطنة  بلهفه : انا عاوزة شبكة احلى من بنت الجارحى ,انا سمعت انها هتجيب من جورج الصايغ دهب هيعدى المليون جنيه

انتبه جاد لحديثها ورفع عيناه اليها عند ذكرها لرحيل ثم عاد الى ماكان يفعله قائلا :

جاد : روحى وصى على اللى انت عاوزاه من عنده

فاطنة بحماس : لاء لازم تيجى معانا عشان الدبل

جاد بضيق : انا ماليش فى جو الدبل ده .قلت لك اشترى اللى انت عاوزاه

ام اسماعيل : بقولك ايه ياجاد ,الست والدتك رحمة الله عليها كانت سايبة دهب ,بقول ...

جاد مقاطعا فى غضب : سيبى دهب امه مكانه يامرات عمى ,اللى بنتك هتختاره هيجيلها

قالها وانصرف مغادرا

اسماعيل معاتبا امه : قلت لك بلاش تفتحى سيرة دهب امه ,هو عمره ما هيفتح حاجتها

فاطنة : وهى غلطت يعنى,ماهو فى الاخر الدهب هيبقى ليا ولعيالى ولا هو هسيبه يخلل يعنى  ,المهم يا امه نروح نجيب الدهب ونختاره احسن واغلى من دهب بنت الجارحى ,لازم فرحى يبقى احسن من فرحها مية مرة والكل يحكى ويتحاكى به

....................

كانت العادة ان تشترى اكبر عائلات الصعيد مصوغاتها من جواهرجى قديم وشهير فى المدينة المجاورة لهم وكان معروفا باقتنائه للمصوغات الغالية والانيقه ,كان محله كبيرا ,يتكون من عدة ادوار

ذهب اسماعيل بامه واخته لاختيار الذهب عصر يوم  فوجدا صالح ويونس وامه ورحيل هناك مصادفه يختارون الشبكة ,

اجلسهم جورج كلا فى مكان منفصل لعلمه بالخلاف بينهم وقدم لكل منهم تشكيلات واسعه ومتنوعه كلا حسب ذوقه

كانت رحيل صامتة شاردة غير مهتمة بما يقدم لها بينما انهمكت زوجة عمها بإختيار ماتراه مناسبا من وجهة نظرها ,,وجدها صالح يراقبها فى آسى لما لاحظه عليها من تعاسة

فى الوقت ذاته اتصل اسماعيل بجاد كى يلحق بهم عند الصائع لاختيار الذهب كما اتفقا وهو يقود سيارته فى طريقه للبلدة ,كان عائدا من بلدة اخرى فإعتذر بحجة انشغاله بعمل ما حتى اتى ذكر اسماعيل على وجود صالح وعائلته هناك مصادفه ,دار  جاد بسيارته  من الطريق عائدا بعدما ابلغ اسماعيل  انه قد غير رأيه وسينضم اليهم

دخل جاد المحل وعيناه تبحثان عنها ,وجد صالح ومن ورائه عائلته ينزلون سلالم المحل فى طريقهم للمغادرة .تلاقت عيناه هو وصالح ويونس فى كره لثوانى قبل ان يجتازاه فى طريقهم للخروج ومن بعدهم ام يونس ورحيل فى النهاية ,لم ترفع عيناها لعيناه وكأنه غير موجود ,مرت به وهويقف امامها ,تعمد ان تلامس اصابع يده يدها وهى تمر من امامه

اغمضت عيناها بعدما مرت به فى حزن بينما راقبها وهى تركب السيارة 

لحق  باسماعيل ابن عمه وخطيبته ,جلس شاردا غير مكترث بما تعرضه عليه  فاطنة من  اشكال عدة ليختار معها شبكتهم مكتفيا بإيماءة من رأسه وابتسامة باهتة

جاء اليوم المحدد لزفافها ,كانت الانوار معلقه من اطراف البلدة وصولا لقصر جدها والاعيرة النارية تطلق بإستمرار والذبائح تجهز كى تطهو استعدادا للمساء ,

كان جاد عصبيا منذ بداية اليوم ,خرج بسيارته من اول الصباح وعاد مساءا وهو اكثر عصبية ,غير ملابسه وامتطى حصانه  مسرعا يخترق به اراضيه فى غضب حتى عاد منهكا ,نام ساعتين ونهض ,اخذ حمامه ونزل كان الجميع ملتفين حول مائدة الافطار ,جلس بينهم وطلب قهوته دون فطور باغتهم قائلا فجأة

جاد : اسماعيل خلى الفرح الخميس الجاى

تهللت اسارير فاطنة وامها بينما اندهش اسماعيل الا انه رحب وهو يهز رأسه قائلا لجاد

اسماعيل : شفت اللى حصل امبارح ؟

جاد بعدم اكتراث : خير فى حاجة فى شغلنا حصلت ؟

اسماعيل : لاء قصدى فى فرح ولاد الجارحية

جاد منتبها هو وفاطنة وامه فاستطرد اسماعيل  قائلا وهو يمضغ طعامه

اسماعيل : البت بنتهم بيقولوا هربت ولا معرفشى ايه

جاد بإنتباه اكثر وهو يبلع ريقه بصعوبة : هربت !!

اسماعيل بسخرية : اه والله زى مابقولك كده ..بيقولوا فى اخر لحظة العروسة مظهرتش وصالح الجارحى اضطر يجوز الواد يونس لواحدة تانية بنت حد من ولاد عمه عشان شكلهم

فاطنة : يالهوى دى تبقى اتجننت بس مش غريبة عليها ,تعملها ماهى بجحة

رمقها جاد بغضب ثم اعتدل قائلا فى محاوله لاخفاء اهتمامه

جاد : من قالك ده يااسماعيل ؟

اسماعيل : الواد عويس الغفير

نهض جاد مستأذنا لتذكره عمل ما ورائه

خرج ونادى سويلم ان يتبعه لاسطبل الخيل ,تبعه سويلم  والذى باغته قائلا

سويلم : انا عارف هتسألنى فى ايه ؟

جاد بفضول : هى صحيح هربت ؟

سويلم : لاء ,لما سمعت الكلام اللى اتنتور من بالليل ,سألت الراجل بتاعى عندهم  ,قالى ان جدها ركبها امبارح بالليل عربيته ووصلها للمطار وكمل الفرح بعد مابعت لابن عمه شعبان انه يجهز بنته عشان هيجوزها يونس

شرد جاد وهو ينظر ناحيه قصرها قائلا فى نفسه

جاد بصوت منخفض وهو يبتعد عن سويلم قائلا : واخرتها معاكى يابنت الجارحى

.................................

قبل ساعات

كانت رحيل تلبس فستان فرحها حينما دخل جدها عليها فوجدها صامتة تعلو علامات الحزن وجهها

احتضنها جدها فبكت بقهرة وهى فى حضنه فأدار وجهها اليه وهو يسألها فى قلق

صالح : مالك يارحيل ؟ ليه ده كله ؟

رحيل بحزن : بلاش ياجدى عشان خاطرى

صالح مستفهما : بلاش ايه يارحيل ؟

رحيل : بلاش يونس ,,بلاش هنا خالص , خلينى ابعد عن هنا ياجدى عشان خاطرى لو فعلا بتحبنى

صالح بتأثر : وانتى عندك شك للحظة انى بحبك يارحيل ,,ده انتى الغالية بنت الغالى ,اغلى من روحى وربنا اللى يعلم

رحيل : خلاص خلينى ابعد عن هنا ياجدى لو بتحبنى بلاش تربطنى بيونس وانت عارف انى هعيش معه تعيسة ,ابعدنى عن حساباتك ياجدى , عشان خاطرى

انحنت على يده تقبلها ثم على قدمه وهى تبكى بحرقه

رحيل : انا مش عاوزة اعيش هنا ياجدى , ارجوك ابعدنى عن هنا ,لو فضلت هنا هموت والله العظيم هموت

صالح وهو يرفع وجهها اليه :بعيد الشر عنك ياحبيبتى .طب صارحينى فى حد فى دماغك غير يونس ,,حد من مصر يعنى ,,زميلك ولا حد عرفتيه ؟

هزت رأسها بالنفى قائله : لاء ياجدى صدقنى , انا راضية تجوزنى اى حد تانى بس بعيد عن هنا  ومش دلوقتى بعد شوية ,,انا من الاول وافقت وانا مش عاوزة ياجدى وانت كنت عارف ده وكنت شايف ان مرات عمى مبتطقنيش ويونس نفسه مستنى الفرصة اللى ابقى فيه مراته ويتحكم فيا ويذلنى .

صالح وهو يهز رأسه آسفا : عارف يارحيل بس قوليلى اعمل ايه ؟ هو فى الاخر ابن عمك ومن لحمك ودمك  وقلت هيخلى باله منك ,طب دلوقتى اتصرف ازاى ,ده المأذون زمانه جاى ,,,طيب عامة انا هتصرف ,,غيرى هدومك واقفلى الباب عليكى ومتفتحيش لحد الا لما ارجعلك

ظل صالح يفكر بعض الوقت قبل ان يبعث لشعبان ابن عمه كى يأتى بإبنة من بناته الخمسة حالا بعد ان يجهزها لتزف ليونس والذى ثار وتوعد لرحيل وكاد ان يكسر باب غرفتها بعدما ابلغه جده بإنهاء زيجتها منه الا ان تهديد جده له لو فكر ان يمس شعره من رحيل كافى بأن يقطع كل علاقه له معه , وتهدئة امه له جعله يهدأ ويتقبل الامر الواقع ويتزوج الفتاة الاخرى حفاظا على شكله امام الناس بعدما اكدت له امه انها سوف تبلغ الجميع عن طريق الاقارب وخادمات القصر  بسوء فهمهم لحقيقه زواج ابنها من رحيل وانه كان قد فسخ الخطبة منذ زمن

اخرج صالح رحيل من الباب الخلفى اثناء انشغال الجميع بالفرح وتأكد من توصيلها للمطار الى القاهرة مع سيدة خادمتها الكبيرة .

.......................

بعد  مرور اسبوع كانت رحيل داخل فرع للنادى مع صديقات لها بعدما الحت عليها سيدة ان تخرج من حاله الحزن التى تعيشها منذ عودتهم من البلدة  .

عادت لباركينج السيارات لتبحث عن سائقها الا انها لم تجده ,وجدت فرد من الامن يبلغها ان السائق وجد اطارات السيارات كلها فارغه  فذهب كى يصلحها .وانه اتصل لها بسيارة من سيارات اوبر ,وان السائق ينتظرها 

اتصلت بسائقها فإعتذر عن تأخره فطمأنته  انها بخير وانها سوف تستقل سيارة للبيت

مشت مع فرد الامن قليلا حتى وصلت للسيارة التابعه للشركة التى ابلغها بها ,وجدتها سيارة كبيرة جيب فاخرة تحمل ارقام الصعيد,دارت الشكوك بداخلها فصارت للامام قليلا  ,وجدت ذراع تمتد من خارج نافذة السيارة ,احست بقلبها يخفق بقوة ,كانت يده ,عرفتها من الساعه التى يرتديها

كان هو الاخر فى نفس اللحظة يراقبها من خلال مرآة السيارة الجانبية

وقفت متسمرة مكانها مترددة وهو ينظر اليها من مرآة السيارة ,قطع صمتها وترددها فرد امن النادى والذى سألها

فرد الامن : فى حاجة ياانسة رحيل ؟

هزت رأسها بالنفى وتحركت ناحية السيارة من الناحية الاخرى ,فتحت الباب وجلست فى الخلف بهدوء

تحرك وهو يراقبها من مرآة السيارة الامامية ,لم ينطق احدهم  ,ظلت هى تنظر للشوارع وملامح الحزن تعلو وجهها بينما اخذ هو يفرك رآسه كعادته حين يحاول السيطرة على مشاعره

ظل يتابعها من مرآة  السيارةفى صمت ,استكمل فى طريقه حتى وصلا لمكان هادئ فوق جبل المقطم

نزلت  من السيارة  فى هدوء وتطلعت من فوق الجبل للمدينة تحتها ,لحق بها هو الاخر ,,وقف بجانبها  قبل ان يسألها بهدوء

جاد: عملتى كده ليه ؟

اجابته بلامبالاة  دون ان تنظر اليه : قصدك جوازى من يونس  ؟كنت عاوزنى اتجوزه ؟

جاد بغضب : كنت عاوزك تتجوزى اى حد  

رحيل بآسف : متقلقش هتجوز ,لو ده اللى ..اللى جابك النهاردة ,ومتقلقش انا ماسيبتش ابن عمى عشان عندى امل معاك لانى لسه فاكرة كلامك كويس حرف حرف

فرك رآسه بيده كى يهدأ  ,حاولت ان تعود للسيارة الا انه لحق بها والصقها بالسيارة وهو امامها ينظر الى ملامحها الجامدة الحزينة قائلا

جاد : انا قلت هتتجوز و.....

اكملت قائله فى توتر : كمل ...اكمل لك انا ..وهتقفل الباب اللى فتحته علينا من ساعه ماتلاقينا صح ,,انت عارف مشكلتك ايه ياجاد ,,انك بتحارب قلبك بعقلك ,عاوزنى ويمكن تكون برضه بتحبنى بس بتسعى بكل جهدك انك تخنق الحب ده ...انت لو طولت انك تسحبنى من ايدى يومها وتجوزنى يونس كنت عملتها عشان تتأكد انى خلاص بقيت لحد غيرك وتبقى قفلت صفحة اسمها رحيل الجارحى من حياتك

جاد بجدية: كويس انك عارفه انك رحيل الجارحى وانى انا جاد الموافى ,اللى بينا وبينكم مش مجرد تار بين عيلتين فى الصعيد على واحد مات والسلام ,,دول كتير يارحيل ,,من قبل ما تتولدى ومن قبلى حتى وبحر الدم ده مفتوح من سنيين ,,يمكن لدرجة ان جدك نفسه نسى هو كان بسبب ايه ؟

رحيل بغضب  وقهر: وانا مالى ؟ بتحملنى ذنب الدم اللى من سنيين ليه ؟ انا مالى ياجاد ؟ انا ذنبى ايه انى لما احب واتعلق بحد يطلع اكتر حد جدى بيكرهه

جاد وهو يبتعد عنها فى هدوء : ذنبك  انك بنتهم وذنبى انى شايل تار ابويا واعمامى فى رقبتى

اقتربت منه وامسكت بيده : طب وانا ؟

نظر ليدها التى تمسك بيده فى تأثر قائلا : انتى اهربى لبعيد يارحيل .انفدى بجلدك  ولاقى راجل يحبك وتحبيه واتجوزى وخلفى ولاد وعيشى سعيدة

رحيل بحب :ولو قلت لك انى بحبك انت ؟

ابتعد عنها فى عصبية قائلا : هقولك يبقى بتعيشى نفسك فى وهم انتى الوحيدة اللى هتطلعى منه خسرانة , لا انت ليا ولا انا ليكى ولا هيكون فى يوم يارحيل

رحيل بحب : ليه ياجاد ..تعال نمشى من هنا انا وانت ,نسافر اى مكان بعيد ,نتجوز ونخلف ولاد ونبتدى من اول وجديد ,مكان ننسى فيه اسامينا واهالينا والدم اللى مالناش ذنب فيه

جاد غاضبا : عاوزانى انسى دم ابويا واعمامى وامى اللى ماتت مقهورة بعد موت ابويا بيومين ,عاوزانى اهرب معاكى واخسر اسمى وسمعتى  ويقولوا شوفوا جاد ابن الموافى  عشق بنت الجارحية وهرب معاها .

انا مش ده ولا عمرى ماهكونه ولو قلبى هيكون نقطة ضعفى والله اخلعه من جوايا وادوس عليه برجلى  ولا يتقال عليا فى يوم انى نسيت تار ابويا وهربت مع واحدة

رحيل بيأس : لا عندك حق ,كمل فى طريقك ..افضل اقتل لحد لما تتقتل انت كمان ويتم عيالك وخليهم هما كمان يكملوا طريقك وياخدوا بتارك ودايرة وشغاله  ..المهم اسمك وسمعتك والعيله صح.. مش هو ده اللى انت عاوزه ؟ بس مش ده اللى انا عاوزاه ولا عاوزة فعلا اكون جزء منه ..ممكن ترجعنى بعد اذنك

قالتها واعطته ظهرها واتجهت للسيارة

جاد : انا هتجوز الاسبوع الجاى .

تسمرت مكانها  وبلعت ريقها فى صعوبة وهى تعطيه ظهرها قائله

رحيل بصوت مخنوق: مبروك

اكملت طريقها للسيارة ,فتحت الباب وجلست فى الخلف بعدما وضعت نظارتها الشمسية على عينها

عاد للسيارة ,قادها فى عصبية وهو ينظر اليها بين الحين والاخر من مرآة السيارة بينما حاولت هى ان تخفى دموعها خلف زجاج نظارتها .



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close