اخر الروايات

رواية دائرة العشق الفصل التاسع والاربعين 49 بقلم ياسمين رجب

رواية دائرة العشق الفصل التاسع والاربعين 49 بقلم ياسمين رجب



كان الاثنان يقفان امام بعضهما حتى طرقت السكرتيرة باب المكتب ثم دخلت بعدها قائلة...
:_عماد بيه الوفد الايطالي وصل بس للاسف استاذ يوسف من قسم الترجمة مش موجود
انتبه عماد لم تفوهت به وهو يعود لجديته قائلا بغضب
:_يعني ايه مش موجود وبعدين متشوفي غيروا
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تقول....
:_للاسف يا فندم استاذ يوسف عمل حادثة امبارح وفي حالة حرجة.....وكمان معندناش حد بديل ليه يا فندم
حك مؤخرة رأسه بغضب وهو يلعن الجميع فهذه الصفقة تساوي الملايين لديهم و ان خسرها ريان لن يمررر الامر على خير
قال بغضب...
:_اتصرفي شوفي مين في الشركة ليه في الايطالي
:_انا فيني ساعدك‏
اغمضت عينيها بندم وهي تلعن تسرعها ما الذي فعلته حمقاء هي حقا حمقاء
ارتفعت زاوية شفتيه بأبتسامة هادئة وهو يراقب انفعالات وجهها و ذاك الندم البادي على ملامحها فتراقصت أبتسامته الشقيه وهو يقول بمكر...
:_بجد ازي يعني بتعرفي ايطالي
نظرت اليه وهي تبتلع ريقها بتوتر قائلة بتعلثم...
:_ اه يعني هو اصل.... بحكي ايطالي منيح معي اربع لغات
عيناه الزرقاوين ضاقت قليلا بغير تصديق بينما انتبهت هي لنظرته فوضعت يدها بخصرها قائلة....
:_ شوو باينتك مو مصدق اني بحكي اربع لغات
ارتفعت زاوية شفتيه بأبتسامة حلوة وهو يراقص لها حاجبيه قائلا....
:_دلوقتي نشوف يا همس
رجفة سريعه مرت عبر عمودها الفقري وهي تسمع ٱسمها مجردا من بين شفتيه "همس" هل قال "همس" فقط قلبها يدق بعنف تكاد تسمع أصوات دقاته .. حلاوة حروف أسمها أربكت حصونها فسقطت بهواه مسلمة كل قيودها وهي تعترف الان ان هذا الرجل قد مس شغاف قلبها.....
انتشلها من حالة الهيام صوته وهو يشير بيده قائلا
:_ ياريت تتفضلي معايا نحضر الاجتماع ده و هكون اكتر من شاكر ليكي
كانت يده ممدودة للامام يشير إليها ان تتقدمه بينما هي بخطوات بطيئة متوترة سارت أمامه
ملامحه اكثر استرخاء وعلى شفتيه بأبتسامة مشاكسة تلك القزمة تتحدث اربعة لغات اضحكته جملتها وكأنه اخذ من طولها حتى وضعه بلسانها السليط وبرغم طبعها الغريب إلا انها كقطعة حلوة ما ان تأكلها حتى ترتخي اعصابك...........
بداخل غرفة الاجتماع رحب عماد بضيوفه وهو يصافح الرجلين بأدب وقد قدمتهم همس قائلة
:_السيد إيثان و السيد أوليفر
رحب بهم بحرارة وقد عرف عن نفسه
بينما قامت همس بتقديمه بطريقة دبلوماسية راقية و هي تتحدث بطلاقة إلى ضيوفه كان يراقبها مبتسما و لم يخفي عليه توترها ولكنها كانت هادئة بهذه اللحظة كنسمة ربيعية هلت على قلبه ليصدقها القول هي الان تشبه قطعة حلوي وهو راغب لتذوقها
انتبه لم يقوله السيد إيثان فنظرت إليه همس وهي تقول موجهة حديثها لعماد
:_السيد ايثان بيبلغك بموافقة على الشراكة و انك تقدر تمضي العقود الليلة
ابتسم عماد وهو يقول...
:_تمام بلغيه اني هعمل حفلة عشا بسيطة على شرفه هو و مستر اوليفر الليلة
ألتفتت همس للسيد إيثان الذي لم يكف عن التحديق بها منذ بداية الاجتماع
:_سيد إيثان السيد عماد يخبرك بأنه يتشرف بدعوتكم على حفل عشاء بسيط من أجل توقيع العقود
هز الرجل رأسه بموافقة وهما يعودان للحديث بشأن بعض الاعمال الخاصة والمشاريع الجديدة
:
________________________________
بعد حوالي ساعة و نصف...
خرج عماد من مكتبه وهو يصافح احد الرجلين من الوفد الايطالي بينما همس تترجم ما تفوه به ايثان حتى استدار إليها وهو يصافحها قائلا احدى عبارات الغزل ولم يكن عماد بحاجة لترجمة الحديثة فالخجل البادي على ملامحها وهي تخفض وجهها ارضا بينما الرجل يشعر بالفخر من خجلها اللذيذ لعيناه
جعل الغضب يستعر بعيناه ولكنه حافظ على جمود ملامحه
رحل الاثنين بينما نظرت همس لعماد بفخر واعتزاز بنفسها رغم توترها في بداية الامر إلا ان الوضع كان فوق الممتاز
تذكرت نظرته المطمئنة إليها فور دخولها الاجتماع و كيف كان يناظرها طوال الاجتماع منبهر كيف تتحدث الايطالية بكل سلاسة و كأنها لغتها الام....
ارجع سترته للخلف واضعا يديه بجيبي بنطاله قائلا....
:_ تاني دين ليكي عندي يا همس انقذتيني تاني النهاردة
رفرف عصفور صغير بداخل قفصها الصدري وهي تسمع حلاوة اسمها من بين شفتيه نبرته الرجولية تجذبها إليه كشذي عطره و حضوره الطاغي على من حوله
اسبلت أهدابها في خفر وهي تستجمع شتات نفسها ثم قالت على استحياء ....
:_ ده واجب عليا بما أني بشتغل هنا
اتسعت ابتسامته المشاكسة وهو يقول....
:_ ده معناه انك سحبتي الاستقالة....
ضيقت عيناها و اختفى الخجل ليحل محله الجدية وهي تقول بضيق...
:_ حضرتك قولت ان ريان بيه الي مسؤول عني يبقى انا لسه موظفة هنا
اعجبه تقلب مزاجها فبدت امامه كقطة شرسة بينما قبل قليل امرأة مكتملة الانوثه حديثها اللبق مع الوفد الايطالي اسلوبها لشرح ما يقوله كان كالسحر ينفذ لقلبه يبهج روحه المشتاقة للفرحة.....
رفع كفيه علامة على الاستسلام وهو يقول بنبرة هادئة رغم نظرته المشاكسة التي تطل من عيناه
:_ تمام تمام هو انا اتكلمت....
لم ترد بينما ابتسم هذه المرة بصدق وهو يقول...
:_بس بجد شكرا ليكي أنقذتي الموقف بجدارة...
ناظرته بشك لم تكن تتوقع ان يشكرها بتلك النبرة التي تقطر عسل.... وهو يتابع حديثة
:_بس ياريت تكملي المعروف وتحضري معنا العشا الليلة
توترت وقد ابتلعت لعابها وهي تحاول استجماع شجاعتها بأن الامر مجرد عشاء عمل لا اكثر و لا اقل فقالت......
:_ موو مشكلة راح احضر بس اذا بتريد عطيني العنوان لحتى اقدر اجي على الموعد وما ضيع المكان
تخصر هذه المرة وهو يبتسم وقد عاد يناكفها بالقول......
:_ معتقدش همس الحريري تضيع دي بنت بيروت
كان يقلدها وهو يستعيد لقائه الاول بها وقد اسعدته الذكرى ليكون محق كل ما يصدر منها رغم لسانها السليط إلا انه يجلب عليه المرح يريد أن يستفز كل خلية بها حتى يخرج تلك المشاكسة بداخلها
اشتعلت عيناها بالخجل من الذكري وهي تخفض انتظارها ارضا بينما اشفق الاخر عليها وهو يمد يده إليها طالبا هاتفها نظرت بتوتر لعيناه و هي تناوله الهاتف رأت نظرته التي طالت على خلفية الهاتف فأغمضت عيناها بضيق وهي تلعن بداخلها كيف نست خلفية هاتفها بالطبع سيقول معتوهة.... تلك الصورة كانت قديمة ترفع اصابعها السباية و الوسطى امام وجهها بعدما اخرجت لسانها و انزلت خصلة من شعرها على وجهها...... بطريقة تناسب الفتيات هذه الأيام في التصوير
تغضنت زاويتا عيناه بأبتسامة لصورتها .... كانت كتلة من الحيوية مريحة للعين والقلب..... فأبتسم وهو يسجل رقم هاتفه عندها وقد رن على هاتفه
اعطاها الهاتف وهو يقول بنبرته الرخيمة وقد استعاد جديته.......
:_ هرن عليكي على الساعة تسعه تكوني جاهزة هكون قصاد بيتك
حدقت به بذهول وهي تهز رأسها برفض...
:_ ليك ما في داعي انا راح أحضر لحالي
قاطعها صوته وهو يقول بهدوء.....
:_الساعة تسعه هكون قصاد الفيلا.... تقدري ترجعي بيتك ترتاحي علشان دراعك و تكوني جاهزة لعشا الليلة
لم ينتظر ردها بل تركها و رحل لتبقى الاخري تتابع طيفه حتى غاب عن عيناها.....
لتسير بعدها بخطوات بطيئة ولا تعلم ما الذي يتوجب عليها فعله.........
________________________________________
بالمشفي
كان جاسم و احد الاطباء يرقبان مؤشرات سلمي الحيوية لقد اخبرتهم الممرضة قبل قليلا بأن المريضة قد فتحت عيناها ومن ثم اغلقتهم مرة أخرى الوضع بدي طبيعي كونها فتحت عيناها فقد تخطت مرحلة الخطر
حينما خرج جاسم والطبيب ركض إليه كريم الذي كان يدور كالمجنون بالردهة وهتف بنفاذ صبر....
:_ايه الاخبار يا جاسم فاقت بجد سلمي كويسه
ربت الاخير على كتفه وهو يقول بأبتسامة سعيدة....
:_ الحمدلله دلوقتي مرحلة الخطر عدت اهم حاجه ان الساعات الجاية تعدي على خير مش عايزين اي انتكاسة تاني....
تغضنت زاويتا عيناه بالدمع وهو يحتضن جاسم الذي صدمه ردة فعله فربت على ظهره وهو يستمع كلمات كريم المؤثرة.......
:_ اخيرا انا حاسس ان ردت ليا الروح تاني
:_ان شاءالله هتكون بخير
قالها جاسم بهدوء
بينما ابتعد كريم عنه حينما لاحظ همس التي ناظرته بخوف قائلة... وقد جأت راكضة حينما لاحظت التجمع امام غرفة سلمي
:_ لك كريم شو صار سلمي شو بها وليش عم تحضن هاد الزلمة
كانت ملامحها شاحبة إلا انها نظرت لجاسم شرز لم تنسى له فعلته وكيف ساند سلمي وقتها دون اللجوء لأهلها لو انه كان صريح و اخبر والدها بحقيقة مرضها لكانت الان افضل و ما تعرضت لكل ذاك الضغط النفسي .... من الجميع
كان دور كريم وهو يمسح دمعة هاربة من عيناه قائلا....
:_سلمي فاقت يا همس رجعت لحياتي تاني
صرخت بسعادة وهي تقفز بسعادة وتصفق بكلتا يديها قائلة......
:_لك هاد احلي خبر سمعته بكل حياتي يالله دخيلك ما احلي عطفك ولطفك ورحمتك
ابتسم كريم وهو يشير لجاسم قائلا....
:_دكتور جاسم كان واقف مع سلمي ملهوش يد في الي حصل هو كان حابب يساعدها مش اكتر
ناظرته بغيظ وهي تلوي شفتيها بضيق متذكرة طريقة
حديثه بحفل الخطبه وكيف تعصب عليها دون وجه حق
كانت تريد ضربه بالحذاء لكنها تمالكت غضبها حينما لاحظت سعادة كريم التي لا توصف فهزت رأسها لجاسم بهدوء وهي تراه قد انشغل مع الطبيب الاخر
لتعود بعيناها إلى كريم الذي جلس على المقعد خلفه مغمض العينين كان مراهقا شاحب الوجه الهالات السوداء قد ازدادت حول عينيه إلا ان تلك الابتسامة التي ارتسمت على وجهه وقد ارتخت ملامحه واعصابه المشدود طوال الايام الماضية
جلست بجواره وهي تمسد بحنان على ذراعه قائلة...
:_الف الحمدلله كريم حمدالله على سلامتها و معافيا ان شاءالله
هز رأسه بالايجاب مغمضا عيناه بينما تنفست الاخري الصعداء وهي تفكر كيف ستخبر خالها كامل بموعد العشاء
لقد جائت اليوم من اجل الاطمئنان على سلمي وحالتها الصحية وقد اسعدها خبر افاقتها من الغيبوبة
بتلك اللحظة جاء عبد العزيز بصحبة كامل وقد بدت السعادة على الاثنين ليهتف عبد العزيز قاطعا الصمت
:_ صح الكلام ده يا ولدي
نهض كريم من مجلسه وهو يبتسم قائلا....
:_الحمدلله يا عمي ربنا كان رحيم بينا
اغمض عبد العزيز عيناه وهو يبتسم متمتما من بين شفتيه بالحمد
ليفترب كامل من همس وهو يضم كتفيها قائلا
:_ايه يا حبيبتي عاملة ايه النهاردة
ابتسمت برفق وهي تقول
:_منيحة خالو نشكر الله
لم تنسي لحظة دخولها المنزل ليلة زفاف ريان وكيف استقبل هيئتها والدماء التي غطت ثوبها بتلك الليلة لقد اخترعت له العديد من السيناريوهات حتى لا تخبره بحقيقة اصابتها بطلق ناري ابتلعت ريقها بتوتر وهي تنظر إليه مبتسمة بقلق..... حتى قالت
:_ليك خالوا فينا نحكي عأنفراد
ربت كامل على ظهرها وهو يقول استني شوية هنرجع الفيلا وقولي الي عندك كله
ابتسمت بقلق وهي تفكر كيف عليها ان تقنعه
كان كريم يأخذ انفاسه بصعوبة محاولا الهدوء قبل أن يدخل غرفتها فأخذ عدت انفاس وهو يغلق الباب خلفه
نائمة كما كانت قبل ايام تخفي عنه عيناها منذ سقطت بين ذراعيه وقد سقط معها روحه و امنياته بالحياة لقد ذاق مرارة الفقد مرة و عرف معنى فراق الروح فكيف كان سيعيش يوما اخر دونها....
اقترب من الفراش وهو يميل عليها يطبع قبلة على رأسها وقد طالت قبلته حتى شعر بالدموع تلسع عيناه وقد سقطت احدي الدمعات على خدها فأبتسم وهو يجلس بجوارها على الفراش ممسكا بكفها بين يديه قائلا.....
:_لو كنت خسرتك يا سلمي المرة دي كان هيبقي نهايتي
لسعت الدموع عيناه مرة أخرى فأغمض عيناه بآلم وهو يتابع....
:_عايزك تتمسكي بالحياة علشان خاطري الرحلة دي هكون معاكي فيها هنقاسم الوجع و الآلم نتشارك كل حاجه بس و احنا مع بعض خليكي قوية و امسكي في الحياة علشان قلبي مش حمل خسارة جديدة والمره دي الخسارة اصعب واصعب
فتحت عيناها ببطئ وهي تستشعر ملمس يد احدهم كان يطبق على كفيها بينما صوته كان يخترق حواسها حتى نظرت إليه كان مغمض العينين لكنها استطعت رؤية ملامحه شاب وسيم يمسك يدها ومن نبرته شعرت انه يبكي
نظرت حولها بشرود محاولة معرفة اين هي الاسلاك التي تحيط بها من كل اتجاه حاولت النهوض لكن جسدها لا يساعدها فنظرت إلى الجالس امامها وقالت بصوت متعبا
‏:_ أنت مين
‏رفع عيناه إليها وهو يبتسم بسعادة حتى نهض من مجلسه وهو يميل عليها يضمها بقوة مستشعر نعومة جسدها و هشاشته
‏لما يستطيع التعبير عن مشاعره
وهو يقبل كل أنش بوجهها
حينما تفاجأ بيدها تبعده بقوه من فوقها وقد صدمه التعبير البادي على ملامحها كان الخوف و التوتر وهي تهمس برعب
‏:_ انت مين و ازاي تقرب مني كده
‏____________________________
اقتربت منه بهدوء حتى جلست بجواره فوق الرمال عيناه شاردة في الافق البعيدة يراقب اشعة الشمس وهي تنسحب ببطئ في مشهد مهيب بينما هو صامتا بعالم أخر....
منذ سنوات بعيدا بتلك الغرفة الواسعة المقززة لعيناه راقب هو الجسد الراقد فوق الفراش بعينين خائفتين وهو يبتلع لعابه بتوتر بينما تحدث احدهم بنبرة جعلت الدمام تتجمد بأوردته.....
:_ مهمتك تنقذه تخرج الرصاصة دي و تخيل معايا انك في مكان عام مش اوضة عمليات وكل الي عليك تساعده بأدوات بسيطة من الاوضة دي شغل دماغك و عايز اشوف هتتصرف ازي لو معاك مصاب....
ابتلع لعابه بخوف وهو ينظر حوله بشرود كيف يساعده هذا الشاب الملقي امامه رفيقه بهذا المستنقع ليس بأصدقاء مقربين لكنه ليس له ذنب مثله هما الاثنين و غيرهم ضحايا لأهلهم عند تلك النقطة هبطت دمعة خائنة من عيناه على خده وهو يتذكر كيف ترك هنا منذ أكثر من ثلاثة عشر عاما، هذه العملية ليست الاولي له لكنه الان بدون ادوات و اجهزة طبية وعليه انقاذ هذا الشاب اغمض عيناه متذكرا بعض الدروس التي تلقاها هنا وكيفية التصرف في هذا الوضع.....
دار بالغرفة كالمجنون وهو يبحث عن ما يحتاج لقد وضعوا الاشياء التي قد يحتاج إليها لكن بالطبع ليس امامه مباشرا اول شئ احتاج إليه كانت بعض المناشف البيضاء المعقمة ثم من بعدها اتجه للولد وهو يقوم بتمزيق ملابسه العلوية وهو يضغط بأصابعه حول الجرح ثم قام بلف طرف المنشفة الناعمة بعناية حتى اصبح ذاك الطرف رفيع ليقوم بعدها بأدخله بمكان الاصابة حتى يتحسس عمق الجرح وبعدها تنفس الصعداء بأن عمق الجرح ليس بكبير ولم يمزق اي الانسجة الدخلية او اصابة القلب......
اتجه لما سيحتاجه سكينة صغيرة و ملقاط و مقص صغير ومن بعدها اخذهم إلى فرن حراري موجود مسبقا بالغرفة حينها وضعهم على طبق كنوع من من التعقيم
وبعد عدة دقائق اغمض عيناه محاولا عدم ذرف دموع القهر مما يشعر به الان ليتذكر رفض الجميع إليه وكيف ترك وحيدا هنا لا زائر و لا حضن آمن يحتمي به ازدادت قساوة عيناه و تغلف القلب بجبروت رجل سيخوض معركة الحياة بقلب قد دفن بأيدي من احب.....
بخطوات متمكنة واثقة قام بأخراج الرصاصة ثم بعدها قام بسحب الدماء من حول الجرح بعدم تأكد من عدوم وجود نزيف داخلي....... تلك اللحظة ناظرته العيون من حوله و واحد فقط قال.....
:_ أنت أثبت ان توفيق رسلان ميستحقش يكون عنده أسد زيك....
تلك الكلمات كانت تغذي عقله على المضي قدما نحو مجهول خفي لقد فعل كل ما أمر به و كل مهمة خاضها بعد ذالك كانت آثبات للجميع انه لا يحتاج أحد.... لم يكن قريبا منه سوي عماد بعدما ابتعد عن تلك المدرسة وبدأ بخوض أعمالهم الخاصة انضم إليه صديقه على كونه مساعده ومن بعدها لم يفارق اي منهم الاخر كانت رؤيته بعائلته قليلة وكلما تقابل مع والده تدور المشاحنات حول خلفية عمله المشبوه.......
:_ريان..... ريان
انتبه لصوتها بجواره وهي تمسد على ظهره بحنان كان الليل قد أسدل أستاره لم يعرف متي جلست بجواره ولا كيف انقضي الوقت كل ما يدركه انه الان باتت روحه اخف صحيح أن اعترف والده آلم قلبه لكنه أرضي الطفل الصغير بداخله لقد تخلي رغما عنه ولم يكن بيده ، و كونه لا يكن اي مشاعر من الكراهية تجاهه جعلته بدأ بتجاوز الامر قليلا ، و صحيح ان الاعتراف لن يغفر لهم ما فعلوه بحقه...... إلا ان عليه تقبلهم بداخل حياته....
طالعها بعيناه وهو يحفظ قسمات وجهها الحبيب للمرة التي لا يعرف عددها إلا ان النظر لعيناها طمأنينة لقلبه و كأنها تربت على الجرح النازف بروحه حتى بدأ يلتئم ابتسم بهدوء حتى طالت ابتسامته عيناه وهو يأخذ يدها بين كفيه قائلا بهدوء
:_اسف وضح اني سرحت بافكاري شوية و محستش بيكي
بعينين مشفقتين راقبت ملامح وجهه و ذاك العذاب و الضياع البادي على قسمات وجهه فقالت بأشفاق وهي تتحسس لحيته بيدها
:_ ولا يهمك يا حبيبي اصلا انا لسه جايه
:_ اصلا
قالها مبتسما بينما تنهدت الاخري بحب ترد على مشاكسته...
:_اه اصلا.... وبعدين انا واقعة من الجوع و انت ناسيني خالص
اخفض بصره لكف يدها وهو يداعب اصابعها الطويلة كعازفة بيانو ثم رفعها إلى شفتيه يقبلها بقبلة حنونة و هو يجذبها بقوة بعدم وقف حتى سقطت على صدره رافعا حاجبه وهو يقول.....
:_ ايه رأيك اجهزلك العشا من ايدي و تقولي رأيك فيه
كان يضمها لصدره وهو يراقب احمرار وجهها فأسبلت أهدابها مفكرة ثم نظرة إليه بعينيها الجميلتين قائلة
:_ ده انا ليا الشرف اني أذوق أكل ريان رسلان بنفسه
يده على جسدها هش طريا بين ذراعيه كقطعة كيك حلوة المذاق وهو محروم من كل شئ حلو ابتلع لعابه وهو يقربها إليه اكثر حتى أختلطت أنفاسهم فشعرت هي بخطورة الوضع فقالت بتذمر....
:_ريان
:_ عيونه
قالها عابسا من تذمرها فنظرت إليه بخجل تقول...
:_بقول جعانة وكمان سلين و دادة فاطمة فوق انت ناسيهم
اتسعت ابتسامته التي لم تصل عيناه قائلا بمشاكسة...
:_انتي الفترة الاخيرة بقيتي تأكلي كتير مش واخده بالك
شهقت بتذمر وهي تبتعد عنه تنظر إلى جسدها بتفحص بينما تخصر هو واقفا يراقبها بعيناه فقالت...
:_انت بتحسب عليا الأكل ثم اني اساسا حتى لو أكلت كتير جسمي مش بيزيد
كانت تدرك انه يمزح لكنها لاحظت انجذابها للاكل التي أزدادت الاوان الاخيرة وقد اكتسبت القليل من الوزن صحيح انها زيادة طفيفة تستشعرها هي فقط
لكنها لا تفضل زيادة وزنها
انتشلها من تفكيرها ملمس يده على خصرها وهو يتحسس نعومته هامسا بالقرب من آذنها
:_مش عايزك تخافي لو في اي زيادة انا اول واحد هعرف واحس وهبلغك بيها اول بأول وبمكانها
تخضبت وجنتيها بخجل وهي تلكمه بكتفه لتسمع صوت ضحكاته وهو يجبرها على السير بأتجاه المنزل بينما اختفت ابتسامته وطل الوجع الذي يحاول اخفائه خلف قناع المزاح
لقد جاء بها في صباح اليوم لمنزله في احدى المدن الساحلية المنزل بعيدا عن اطراف المدينة و زحمه الشواطئ
دخل سويا للمطبخ وهو يقلب في الاكياس التي احضرها حارس البيت صباح اليوم ، لقد هاتفه يخبره بأحتمالية وصوله فقام الحارس بأحضار من ينظف المكان ثم شراء كافة مستلزمات المطبخ.....
:_هاا يا شيف ريان هتعملنا أكل ايه
تشاكسه بالقول بعدم نزعت حجابها و جمعت شعرها حتى ظهر عنقها الطويل و ذاك النقش يغري عيناه حتى يلمسه بشفتيه
ترك ما بيده وقام بحملها ليجلسها فوق طاولة المطبخ وهو يسرق من عنقها قبلة سريعه وهو يغمغم بمكر.....
:_ تقعدي هنا و اياكي ثم اياكي فاهمه تتحركي من مكانك ده لو هنعمل أكل النهاردة
لملمت ابتسامتها وهي تناظره بسعادة بعدما ربط مريول المطبخ و بدأ بتحضير الطعام عيناها تصاحبه كلما تحرك امام الموقد يقلب الطعام بمهارة عالية و كأنه معتاد على ذالك، رأته كيف يخرج الاشياء من مكانها دون الحاجة للبحث عنها فهل يأتي إلى هنا كثير من الواضح انها ليست المره الاولى غصة مريرة استحكمت حلقها و قد داهمت ذاكرتها تلك المرأة التي كان يرافقها غيرة حارقة تلسع أحشائها كلما تخيلت انه كان يلمسها بحريه تذكرت حينما كانت بغرفته ترتدي قميصه ومن هيئتها فهمت ما حدث بينهم و ما اخبرتها به
تتخيل الان انه احضرها إلى هنا وقد اعد اليها مما يفعل الان خانتها دموعها وهي تحاول مسحها بظهر يدها محاولة اخفاء مشاعرها ، ثم نزلت بعدها عن الطاولة وقد همت بالخروج حتى انتبه إليها قائلا....
:_ أنا مش قولت أياكي تتحركي
صمت عن ما كان ينوي التفوه به وقد هاله الدموع بعيناها وهي تحاول تجاوزه إلا انه اطبق عن يدها بحنو بعدما جذبها لصدره يمسح على ظهرها بخوف وقد قام بأطفاء الموقد قائلا...
:_ يارا فيكي ايه مالك ايه حصل
لم يأتيه الرد فأبعدها عنه وهو يضم وجهها بين كفيه قائلا بخوف اكبر....
:_يارا حبيبي مالك كنتي كويسه دلوقتي حاجة تعباكي نروح لدكتور
هزت رأسها بالنفي وهي تسبل أهدابها حتى خرج صوتها متحشرج قائلة.....
:_انا بس مصدعه
ما قالته غير الظاهر بعيناها فظل يحتضن وجهها وهو يقول بنبرة لا تقبل النقاش وقد رأت زرقة عيناه تزداد اصرار....
:_يارا سؤال مش هيتكرر تاني مالك فيكي ايه
شعور بالخوف يتملك منه ان تكون نادمة على زواجها منه خاصة بعدما سمعت حديثه مع والده حول ماضيه البشع ماذا ان ارادت الرحيل ان قرارات التحرر من هذه العلاقة
ان تخلت عنه كما فعلها أقرب الناس إليه فهل سيسمح لها.... هل سيقدر على خذلان جديد على يد أحب آنثي لقلبه ابتعد عنها وقد تبدلت ملامحه الخوف بعينيه وهو يتحاشى النظر إليها حتى لا تكتشف دواخله كطفل صغير يخاف الفقد و كأن التاريخ ينعاد يقف الان على مفترق طرق كذالك اليوم الذي تم تركه على اعتاب مدرسته كذاك اليوم حينما اضحي وحيدا ، غريبا ، موجوعا، لا احد له
اللعنة على حظه السئ هاهو واقفا ينتظر الرصاصة الاخيرة لنهاية روايته، رواية مثقلة بالخذلان اغمض عيناه للحظة منتظر خروجها وحينما ظلت مكانها عادت انظاره إليها فوجدها تبكي وهي تفرك كفيها ببعضهم البعض اشفق قلبه عليها مرة أخرى
فأقترب مجددا وهو يضم صدغها بين راحته هامسا بنبرة تقطر آلم...
:_قوليلي ايه سبب الدموع دي بس والي انتي عايزه أنا مستعد ليه حتى لو...
صمت قليلا وهو يحاول عدم استجداء عاطفتها...
:_حتى لو كان انا سبب الدموع دي
هزت رأسها بين يديه قائلة من بين دموعها...
:_ غصب عني يا ريان غصب عني
آلم حارق يكوي فؤاده وهو يراقب انهيارها بينما رفعت الاخري عيناها الباكيتين وهي تمسح دموعها وقد صدمتها تعابير وجهه الشاحبة وكأنه على حافة الانهيار... فلم تدرك فادحة ما قامت به غير الان ما الذي فسره من حديثها حتى شحب هكذا فقالت ...... انا مش بأيدي احبك و اغير عليك غصب عني اول ما افتكرت البنت الي
صمتت مجددا وعادت للبكاء ثم تابعت حينما لاحظت تبدل ملامحه فقالت....
:_البنت الي اسمها ليال و ازي كانت في اوضة نومك بالفندق قلبي وجعني
وكأنها الحياة قد عادت إليه من جديد كان على شفا حفرة من جحيم كأنها رياح عاتية أوشكت على اقتلاع جذوره فتترك أرضه خاوية قاحلة......
:_ انا عارفه ان اسلوب حياتك مختلف بس انا مش هقدر استحمل فكرة وجود ست تانية في حياتك مش هقدر ازي هلمسك و انا عارفه ان في غيري بتقرب منك يا ريان انا الغيرة بتقتلني بتنهش روحي
و كأنه اكتفى بكل ما تفوهت به اعصابه لم تكن لتتحمل اكثر. .. لهفته كانت اكبر فمال يلثم شفتيها بقبلة مجنونه متلهفة لوصالها اراد بها طمأنينة قلبه الذي كاد يتوقف قبل لحظات.... ترك شفتيها وهو يستند بجبينه على مقدمة رأسها بينما الاخري تتنفس بصعوبة وهي تناظره بذهول ليهمس هو قائلا.....
:_ كنتي بتبكي علشان فاكرة ان في غيرك في حياتي
هزت رأسها بالايجاب وقد اغروقت عيناها بالدموع مرة أخرى.....
:_في حاجة بتحرق قلبي كأني هموت مش بقدر اتنفس
حروفها الصادقة أربكت دواخله لكن الابتسامة عادت لشفتيه وهذه المرة أبتسامة حقيقية ابتسامة رائقة و راضية فقال متسائلا....
:_ يعني انتي بتغيري عليا
بنفس الملامح الباكية أمسكت بمقدمة قميصه وهي تهتف بلوعة ......
:_ تسميها غيرة تسميها جنون بس انا بموت يا ريان
:_هششششششش غمغم بها وهو يمسح دموعها بأبهامه ثم طالع عيناها وهو يقول بنبرة صادقة......
:_انا ملمستش ست غيرك من بعد ما اتجوزتك مش هنكر اني كان ليا علاقات بس انا قطعت كل حاجه ممكن في يوم تجرحك او تبعدك عني....
صمت قليلا وما زالت يده تتحسس بشرة وجهها ليعود قائلا.......
:_ انا بحاول أرمي الماضي بكل وجعه بحاول أبدا حياة جديدة لينا انا وانتي وسلين الماضي كان غصب عني بس الحاضر انا الي بختاره
الصدق بحديثه ابكاها مرة أخرى وهي تضم نفسها بين احضانه فضمها الاخر بقوة كادت تذيب عظامها وهو يمرر يده على ظهرها بحنان وقد لثمت شفتيه عنقها مبتسما سعيدا بغيرتها عليه الان وهي بين ذراعيه هكذا على اتم استعداد لمحاربة العالم....
:_ افهمي يا يارا اني حبيتك لدرجة اني هفتح على نفسي ابواب جهنم مقابل اعيش الباقي من عمري معاكم بدون خوف
ابتعدت عنه وهي تضم وجهه بين راحتها سعيدة لانه سيغلق ابواب الماضي فهمست بشوق...
:_ وانا هقف معاك في ضهرك وعمري ما هتخلي عنك يا حبيب يارا وعمرها
بتلك اللحظة فقد زمام الأمور وهو يلثم شفتيها مرة أخرى بقبلة حنونه تائقة وقد اتبعها بثانية هادئة بعدما انخدرت يده بين ملابسها محاولا الوصول لمنفذ عله يستشعر نعومتها
قبلته تحولت لسيل من القبلات وهو يدفعها نحو الحائط مكبلا كلتا يديها التي حاولت منعه من التمادي إلا ان زمجرة معترضة خرجت من بين شفتيه فأستسلمت له وهي تشعر بيده قد فكت ازرار بلوزتها
ومن بين صوت انفاسهم العالية استطاع كلاهما تمييز صوت فاطمة وهي تحاول تهدئة سلين الباكية
ابتعد الاثنين عن بعضهم بسرعة وقد وقف ريان امام الموقد يحاول تنظيم انفاسه بينما وقفت الاخري امام الطاولة تعدل من ملابسها التي افسدها بيديه و هي تحاول اخفاء توترها
انزلت فاطمة سلين الباكية على اعتاب المطبخ ولم تتفوه بكلمة فقد لاحظت توتر الاثنين وكلا منهم يواليها ظهره فتركت الصغيرة ما ان أخذتها يارا وحملتها بين ذراعيها ثم صعدت هي مجددا للطابق الاعلي تاركة العاشقين على راحتهم وقد ابتسمت بداخلها داعية الله ان يكمل سعادتهم بكل خير
بخروج فاطمة انفجر ريان ضاحكا وهو يقهقه عاليا حتى دمعت عيناه فأمسك بين عينيه وهو ينظر إلى الاخري مشاكسا
:_ كنا هنتمسك متلبسين
قالها و انفجر مرة أخرى بالضحك بينما طالعته هي بذهول و قد اتسعت ابتسامتها لضحكاته التي لم تتوقف حتى اصابها بعدوي الضحك
بينما سلين ترقبهم ضاحكة هي الاخرى
_____________________
بقصر ريان.....
ناوله احمد كوب الماء وهو يراقبه بتفحص بينما الشاب اعتدل بالفراش متآلما وهو ينظر إلى احمد قائلا........
:_لسه البيه بتاعك مأصدرش فرمان بقتلي
طالعه احمد بأهمل قائلا....
:_هو انت فاكر انك هتموت بسهولة
ارتفعت زاوية شفتيه بأبتسامة ساخرة وهو يقترب منه حتى هتف بفحيح مرعب....
:_ده انت هتتمني الموت ومش هتطوله عقابا على خطفك لمدام يارا وغير كده انك لعبت مع الشخص الغلط
ابتلع الشاب لعابه بتوتر وهو يناظر احمد بقلق ثم بعدها تذكر شئ فأبتسم قائلا...
:_ طب ما نتفاهم احسن
اقترب منه احمد قائلا بسخرية
:_ اتفاهم معاك انت
تقوست شفتيه وهو ينظر للاخر قائلا......
:_ حنان حبيبتك
استعرت النيران بعينيه وهو يقبض على تلاتيب ملابسه بعدم سدد له لكمة قوية ارجعته للخلف فتآلم الشاب بينما صرخ احمد قائلا....
:_اسمع يالا عايز تعيش لحد ريان بيه ما يشوف مصيرك ايه يبقى تتكتم والا اقسم برب العزة هتندم على كل دقيقة قررت فيها تنطق معايا
تركه و ابتعد عنه بينما كانت النيران بصدره تأكل في حشا روحه "حنان" الحلم الذي لم يشأ القدر بتحقيقه و قد خسرها وهذه المرة للابد أنتبه من شروده على صوت الشاب الذي قال بنبرة تشبه فحيح الافاعي
:_صدقني انا عايز مصلحتك انت مش مطلوب منك حاجة غير بس تسلمهم ريان رسلان وما عليك
ألتفت إليه احمد بأنصات بينما ابتسم الشاب بمكر وهو يتابع....
:_ دي فرصتك الوحيدة قبل ما تخسر البنت اللي بتحبها صدقني هتعيش عمرك كله ندمان على الفرصة دي و انك ضيعتها من ايدك
حك احمد مؤخرة عنقه وهو يناظر الشاب بجدية يدير الحديث برأسه بينما الاخر كانت ابتسامته وصلت عنان السماء



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close