اخر الروايات

رواية دائرة العشق الفصل السابع والاربعين 47 بقلم ياسمين رجب

رواية دائرة العشق الفصل السابع والاربعين 47 بقلم ياسمين رجب



علمني حبك
كيف الحب يغير خارطة الازمان
علمني اني حين احب تكف الأرض عن الدوران
علمني حبك أشياء ما كانت أبدا في الحسبان
الشاعر نزار قباني
_______________________________________
بأحدي المستشفيات
دمعت عيناها من فرط الآلم وهي تراقب الطبيب الذي وضع الضماد و هو يبتسم إليها يرمقها بنظرات اعجاب وهو يهتف بأبتسامة واسعة.....
:_أنتي مش عارفه مدي حبي للبنان و كل الشعب اللبناني يا آنسه همس
اغمضت عيناها محاولة ان تكون هادئة فالطبيب منذ معرفته بهوية بلدها ولم يكف من وقتها عن الثرثرة رفعت وجهها ببطئ تراقب من تحت رموشها عماد الواقف خارج الغرفة عنفت نفسها على تصرفها الاحمق كيف تدفعه وتتلاقي الرصاصة عنه ماذا كان يدور بعقلها حتى تفعل ما فعلت وما الذي سيظنه بها بحق الله وبنهاية الامر وقعت مغشيا عليها كالهبلاء
عادت تطبق فوق شفتيها وهي تراقب ذاك الجرح بحسرة ثم تملكها الغضب حينما امسكت طرف ثوبها من الاسفل لقد مزق طرف فستانها من الاسفل حتى يقوم بربط الجرح تذكرت قبل قليل
حين استعادة وعيها و رأت الثوب صرخت بفزع كمن مسها جن وهي تهتف ببكاء
:_يا الله شو صار فستاتي يا الله مين عمل هيك
هز الطبيب كتفيه ونظر للممرضةبجواره محاولا تهدأتها قائلا..
:_يا انسة اهدي خلينا نخيط الجرح
بكت أكثر وهي تمسك طرف الثوب قائلة
:_لك هاد الفستان هدية و غالي عليا كتير مين عمل هيك الله لا يعطيه العافية
الطبيب بهدوء.....
:_يا آنسه الفستان يتعوض وبعدين خطيبك ممكن يجيبلك واحد تاني
رفعت عيناها اليه بعدما فهم بينما اشار الطبيب لعماد قائلا
:_ما تتكلم يا استاذ مش حضرتك خطيبها يبقى ملزم تجيب لها غيروا
بعينين مصدومتين انتبهت إليه كان مستند بظهره للحائط بجوار الباب بينما عينيه فارغتين لا تنم عن اي حياه بداخلهم
بينما كان عماد يشتد به الغيظ وهو يجلي صوته متذكرا حينما اتي بها إلا المشفي و تلك الاجراءات اجبرته للكذب بأنه خطيبها و قد تعرضا لحادث بسيطه أثناء خروجهم لنزهة صغيرة.... ليهتف بعدها قائلا حينما لاحظ صدمتها...
:_اه اكيد هجيبلها غيروا
نظرت اليه محاولة فهم ما يدور حتى رن هاتفه فخرج من الغرفة وهو يدور بردهة المشفي، كان غاضبا وهو يلوح بيده تاره و تاره أخري يمسك بين عينيه بأصابعه...
:_يا آنسه
قالها الطبيب مرة أخرى
فعادت للواقع حتى انتبهت انها شردت كثيرا لترد عليه قائلا بجفاء...
:_ شو بدك
ابتلع لعابه وهو ينهض من مجلسه قائلا
:_ لا ولا حاجة حضرتك الجرح لازم يتغير عليه كل يوم وتقدري حضرتك تمشي
خرج وتركها بينما ظلت هي جالسة مكانها حتى رأته يدخل إليها يرمقها بدون اهتمام قائلا...
:_عجبتك المستشفى ناوية تحجزي أوضة
رفعت عيناها إليه تراقبه بتلك المشاعر المتضاربة بداخلها وسامته وعيناه وتلك الهالة المحيطة به كثيرة علي قلبها الصغير شعور كأنها على حافة هاوية تكاد تسقط حتى تتلقي نظرة واحدة من عيناه فتعود فتاة صغيرة مراهقة قلبها يدق بعنف كأنه بسباق طويل......... شعرت بنفسها فأخفضت بصرها أرضا محاولة التحكم بتلك النبضات
حتى تكلم هو قائلا....
:_ أنتي يا بنتي هنفضل هنا الليل كله
صوته كان عاليا غاضبا حتى استفز كل خلية بداخلها قليل الذوق آلا يري حالتها و انها لازالت تحت تآثير الصدمة لقد أفدته بحياتها....
:_ و الله موو متماسكة فيك حتي تضلك هون
تخصر امامها وهو يناظرها بغضب قائلا...
:_ بت انتي انا على أخري
:_لك شو بت وما بت لك أسمي همس الحريري و ما بسمح لاي شخص يقلل مني
قالتها بغضب بعدما وقفت من مكانها و اقتربت منه مشيرة بسباتها بوجهه
صر على اسنانه وبنظرة اخافتها قال....
:_قسما بربي ان طلعت من الاوضة و ما كنتي ورايا ليكون يومك اسود فاهمة
ارتعبت أوصالها وهي تراقب زرقة عيناه التي برقت بغضب
لتخرج خلفه صامتة بأقل من ثانية تسير خلفه شبه راكضة الوقح خطواته واسعة بالطبع وهو لديه ساقين بذاك الطول الا يراعي حالتها الصحية و انها لازالت تعاني من الدوار وذاك الآلم بذراعها يزداد مع حركتها وصل إلى سيارته فوقف امامها بينما اتجهت هي للباب الخلفي حتى قامت بفتحه لتقفز بعدها مرتعبة إلى الخلف وهي تراه قد دفع الباب مغلقا اياه بعنف....
:_مش السواق الخصوصي بتاعك انا
وضعت يدها السليمة على صدرها من الرعب بينما كان هو فتح الباب الامامي مشيرا إليها قائلا....
:_ايه ناويه تكملي باقي اليوم هنا
متوترة هي و ذاك الرجل يعاملها بطريقة جافة تخافها فبلعت ريقها و تقدمت إليه حتى ركبت بجوار كرسي السائق أغلق الباب و دار حول السيارة ليركب بدوره خلف كرسي القيادة....
كان غاضبا من نفسه و منها اليوم كاد يتسبب بموتها لو انها فقدت حياتها لما سامح نفسه هي انقذته وهو شاكر لذلك لكن شعور انه قد يتسبب بموت شخص لا ذنب له هذا الشعور مؤلم لا ينكر ان عمله مع ريان به الكثير من الدماء لكنهم ابدا لم يكونوا أبرياء يستحقون ما حدث لهم
تنهد بضيق من نفسه راقبها من تحت رموشه كقطه وديعة هادئة شعرها الاشقر يلتف حولها حتى ان جزء منه بجوارها على الكرسي بينما ذراعها الاخر معلق برقبتها برابط طبي ازرق اللون لن ينكر أنها جميلة بطريقتها الخاصة حتى نبرة صوتها و تلك اللكنة الخاصة ببلدها تليق بها، كانت بتلك اللحظة تشبه فتاة الكارتون ذو الخصلات الطويلة، نفض افكاره وهو يطالعها مرة أخرى وهو يري انها لا تربط حزام الامان فقال بصوت رخيم هادئ......
:_اربطي الحزام
لم تصرخ ولم ترفع عيناها إليه بل مدت يدها السليمة في محاولة فاشلة منها بيد واحدة
وفي المرة الاخيرة كانت يده تلمس يدها وهو يأخذه منها حتى يحكم أغلاقه
توقفت أنفاسها بتلك اللحظة وهو قريب هكذا شذي عطره يملئ رئتيها بعدما حبست انفاسها بصدرها ولم تدرك ان قلبها الصغير يدق و يكاد صوت الخفقان يصل مسمعه هذا الرجل يشكل خطر كبير عليها و الادهي ان ذاك الخطر لذيذ
بعينين مصدومتين راقبت ابتعاده عنها بأقل من ثانية
وهو يشغل السيارة منطلق بها حتى قال بعد قليل بصوت اجهش...
:_ العنوان فين
وجهها منخفض تخبئ عيناها عنه حتى لا يري تعبيرها المصدومة محاولة ألهاء نفسها عنه و بيدها تمسك طرف الثوب الممزق لتقول بعدها عنوان سكنها بينما عادت بعينيها للفستان الممزق من الاسفل غاضبة من نفسها و مشاعرها و تلك الفوضى التي أحدثها بها
ظل يراقبها من تحت رموشه وهو يقود بهدوء
القطع الذي أحدثه بالثوب لم يكن كبير لكنه ملفت أميرة البرج ذات الخصلات الطويلة بفستان ممزق التشبيه لاق بها كثير
ابتسامة ساخرة ظهرت على قسمات وجهه وهو يقول بسخرية واضحة ....
:_ مجرد فستان مش مستاهل كل الزعل ده
رفعت اليه عينين غاضبين وهي ترمقه بضيق محاولة عدم ألصاق وجهه بمحرك السيارة لكن أبتسامته الساخرة ظلت باقية وهو يتابع حديثه.....
:_بالمناسبة هو انتي بتروحي للمشاكل برجليكي ياريت بعد كده تفكري قبل ما تتصرفي من دماغك بدل المرة الجاية رصاصة طايشة زي دي تنهي حياتك كلها...
:_مين مفكر حالك اه
قالتها وهي تستدير بمقعدها وبكل غضب صاحت بوجهه..
:_مين انت حتي تحكي معي هيك بتعرف انت واحد بلا ذوق ، لك شو عملتلك انا خبرني شو الي عملتوا لك انا خبرتك انوا حياتك بخطر انت و ريان بيك شو الجريمة الي سويتها انا... و منشان الرصاصة لا تفكر انوا فديتك بحياتي كل الموضوع كنت بدي ابعدك بس شو اعمل بحظي صابتني انا....
كانت تتحدث بنبرة غاضبة الكلام خرج كالقذيفة من فمها بينما كان هو يوزع انظاره بينها وبين الطريق حتى أكملت هي...
:_ و بعدين مين عطاك الحق تشق فستاني مين مفكر حالك لك هاد الفستان هدية من بابا و انت شقيته و جاي تقول كلوا شقفة فستان ما بيستاهل الزعل
:_اسكتي بقا
صرخ بنفاذ صبر وعيناه تبرقان بغضب بينما كانت الاخري اكثر منه انفعال وغضب وهي تردد
:_ اسكتي ما راح اسكت وقف السيارة
نظر إليها بعدم فهم لتقوم الاخري بفك الحزام قائلة بغضب أكثر...
:_عم احكي معك وقف السيارة
كبس على الفرامل وهو يوقف سيارته بينما يراقبها وهي تفتح الباب قائلة....
:_ما فيني كون بسيارتك دقيقة واحدة..
جذب يدها بقوة يعيدها مكانها قائلا..
:_انتي رايحا فين شايفه احنا فين و الساعة كام
نفضت يده بقوة وهي ترمقه بتحذير قائلة بقوة تتنافى مع ضعفها الداخلي...
:_بعد ايدك عني ما تلمسني...
قالتها و نزلت لتصفع الباب خلفها بقوة و هي تبتعد عن سيارته منتظرة سيارة أخري...
اغمضت عيناها على دمعة خائنة وهي تجاهد كي لا تبكي ولكن خانتها دمعتها فمدت يدها ومسحتها بظهر يدها...
ظل جالسا خلف عجلة القيادة و زرقة عيناه تبرقان بغضب المرة الاولى التي تتجاوز أحداهن في الحديث معه شغل سيارته فأصدرت أطارات السيارة صريرا عاليا لكنه تمالك غضبه هي محقة لم تخطئ بشئ الاحداث الاخيرة جعلت اعصابه مشدودة فأراد تركها هنا و الرحيل لكن شهامته لم تسمح له بترك فتاة في الرابعة فجرا على الطريق السريع
نزل إليها حتى وقف امامها وبدون سابق أنذار جذبها من ذراعها حتى يدخلها سيارته لكنها حاولت التملص منه وكادت تصرخ إلى ان صوته اخرس اي قوة بداخلها.....
:_ انا آسف
رمشت بعيناها عدت مرات وهي تنظر إلى عيناه محاولة أثبات انه اعتذر و ان تلك النظرة بعينين حقيقية حادقيتين هادئتين و قد ازدادت زرقة عيناه اتساع نبرته كانت صادقة حين اعتذر و بدون تفكير صعدت سيارته مرة أخرى
بينما أدخلها هو و اغلق الباب وخرجت من صدره تنهيدة عالية....
_____________________________
الحادية عشرة صباحا..... ___
حبك خارطتي ما عادت خارطة العالم تعنيني "نزار قباني"
قالها بهمس امام شفتيها المغويتين ليلة امس كانت كالسحر و كأنه للمرة يلمسها أو بالاحري يلمس أمراة تلك المشاعر التي خصته بها همسها المغوي أضرم نيران عشقه فاصبح مدله بحبها كانت ساحرة ابتلي بها قلبه وما اجملها واجمل سحرها واجمل هذا البلاء
تملمت في الفراش كقطه ناعمة خصلاتها مشعثة بفعل يديه ليلة أمس بعدم غرق برائحة عطر الياسمين
ليهمس بشوق لها...
:_ اصحي كفايه نوم
طلت عليه عينيها الرمادية وهي تبتسم بخجل زين وجنتيها لتهمس برقة...
:_ صباح الخير
مال يلثم رقبتها بشفتيه مغمغم بهمس حار...
:_صباح الورد والياسمين صباحية مباركة
غطت وجهها بكفيها وهي تبتسم لتهمس بعدها....
:_ وكل الصباحات الي فاتت كانت ايه
طلت عليها عيناه بعدم ازاح كفيها وهو يرمقها بعينين تلمعان بمكر لذيذ...
:_ كانت صباحات جميلة انما صباحية مباركة أول مره يكون لها معني عندي الليلة الي فاتت
قوست شفتيها المغويتين فمل عليهم يلثمها بقبلة ناعمة مثلها بينما ابتعد عنها قائلا بأنفاس عالية
:_تفطري هنا ولا تحت
اعتدلت بالفراش حتى جلست بينما اعتدل بدوره وهو يراقب انطباعها...
:_أي حاجة
:_ اممممممممممممممممم
غمغم بخفوت وهو يزيح خصلة من امام عيناها قائلا
:_اجهزي انتي و ننزل ناخد سلين نروح اي مكان بره
:_ بجد يا ريان
قفزت بسعادة وهي تطالعه بعدم تصديق بينما طالعها هو مبتسما...
:_ بجد يا عيون ريان
احمرت وجنتيها بخجل وهي تعض شفتيها حتى قال هو بمكر
:_ لو فضلتي تحمري كده كتير هغير رأيي ومش هنطلع من الجناح
قفزت واقفة علي قدميها وهي تهرول تجاه المرحاض قائلة:_ خمس دقايق و هكون جاهزة
ارجع رأسه للخلف مبتسما براحة كبيرة لأول مره يشعر بها منذ اعوام بعيدة يحاول التخلص من ماضيه وكل ما عاشه إلا انه يصر علي الظهور امامه.... الشئ الذي يخطط له سيكون نهاية ذاك الماضي خطوة واحدة وكل شيء سيكون بخير
استعاد تركيزه علي صوتها وهي تدندن ... الحب كله حبيته فيك
الحب كله
وزماني كله انا عشتوا ليك
زماني كله
حبيبي قول للدنيا معايا
ولكل قلب بدقته حس
يا دنيا حبي وحبي وحبي
ده العمر هو الحب وبس
كانت واقفه أمام المرآة تمشط خصلاتها بينما قدها ملفوف بنشفة قطنية بيضاء تنافس بياض ساقيها الجميلين وعلى تلك الالحان أقترب منها يلف ذراعيه حول خصرها و شفتيه تهمسان بنعومة بعدما لثم حروف أسمه بشفتيه
:_كملي غني
حاولت التملص منه قبل أن تضعف هامسة برقة
:_ ريان
:_عيونه
ضعفت امام كلمته الصغيرة تلك فحينما تناديه ويقول تلك الكلمة التي تدغدغ مشاعر الانثي بداخلها و كأنها لمست عنان السماء
ليعود هو يقبل عنقها مجددا...
:_كملي الاغنية بحب اسمع صوتك
حينها ألتفتت وضمت نفسها إليه بينما كانت شفتيه تلثم عنقها وعظمة الترقوة و يده انخدرت بسرعة لجسدها
‏وبكفه الاخري لمس صدغها حتى نظرت اليه فمال يطبق على شفتيها بقبلة حارة مذاقها كالعسل وبأقل من دقيقة كان سقط معاها فوق الفراش يسقيها الحب من كاسات الغرام
واسقيني واملئ
واسقيني تاني
اسقيني تاني من الحب
منك
من نور زماني
اسقيني ياللي من يوم ما شفتك
حسيت كأني اتخلقت تاني
_________________________
الثانية ظهرا...
استندت بظهرها لصدره بعدما جلست بجواره علي مقعد يسع لشخصين... حجابها الفيروزي يتطاير حولها مغطيا وجهه بينما رائحة صابون الاستحمام أزكمت انفه بذاك القرب المهلك لاعصابه بعينين عاشقتين يراقبها ثوبها الفيروزي نزل منسدل برشاقة علي قدها و رغم انه لم يكن يبرز تفاصيل جسدها إلا انه زادها فتنة و اغراء بعينيه انتقل إلى عيناها الجميلتين فنظر إلى حيث تنظر
وهما يرقبان سلين التي تلهو حولهم تتعثر تارة و تنهض تارة أخرى سعيدان بتلك الصغيرة التي تلهو بالحديقة ليهتف ريان قاطعا الصمت وهو يفكر بما قد خطط له
:_ كلها يومين و ننقل للفيلا التانية
ألتفتت إليه بعدم فهم وهي تسأل قائلة
:_هننقل ليه
:_صمت قليلا وهو يمرر أبهامه على وجهها قائلا
:_علشان تكوني على راحتك وانا كمان مش حابب الدوشة
فهمت ما يرمي إليه فقالت بهدوء
:_ ريان أنا مبسوطه في الفيلا وسط عيلتك
ضاقت عينيه بغضب وهو يعتدل بجلسته قائلا..
:_بس انا مش مرتاح يا يارا ومش هعرف اكون علي راحتي
مدت يدها و احتضنت وجهه بين كفيها قائلة
:_ ليه مش مرتاح ما بين اهلك ليه حساك بعيد عن الكل وعامل حاجز بينهم أنا شايفة مامتك وآسيا بيحاولوا يقربوا بس انت بتصدهم
راقبت الآلم بعينيه ريان يتألم شئ ينبض بوجع بمقلتيه الشاردتين هناك ما يخفيه و ذاك الشئ تسبب به توفيق رسلان
ابعد يدها و نهض من مجلسه ينظر للبعيد كيف يخبرها إن عائلته دمرت حياته عائلته كانت السبب لهذا المسخ الوقف امامها شعر بها خلفه فقال بصوت غير قابل للنقاش
:_اجلي الموضوع لم نرجع البيت...
صمتت وظلت واقفة لتحاول بعدها كسر الصمت وهي تشاكسه قائلة...
:_هي الفسحة دي هتفضل صامت كتير
ارتخت ملامحه وهو يراقبها تخرج هاتفها ثم اقتربت منه قائلة......
:_تسمحلنا بكم صورة معاك ريان بيه
بنظرات حلوة يرمقها وهي تقترب منه حتى قال بنبرة ترضي قلبها المشتاق...
:_ انتي ليكي عمر ريان كله
ابتسمت عيناها وقد احمرت وجنتيها بخجل بينما عيناه تعبث بكل كيانها فأقتربت منه وهي تعتدل بوقفتها بجواره قائله
:_ اضحك للكاميرا
عيناه تدور على صفحة وجهها الجميل و تلك الابتسامة التي تزين شفتيها فقالت الاخري بضجر....
:_ ريان بص للكاميرا وبطل تبصلي كده
فاض الحنان من عينيه وهو يضمها اليه حتى اصبحت الواقفه اكثر حميمية بينما عيناه لازالت تخصها بالنظرات فقالت الاخري بخجل....
:_ريان
:_عيونه
قالها بهمس حار بينما تخضبت وجنتيها قائلة
:_الناس حوالينا
راقص لها حاجبيه و ابتسامة شقية تداعب شفتيه...
:_مش انتي عايزة تتصوري انا باخد وضعية التصوير مش أكتر
قالها ببراءة مفتعلة فبدي لها اصغر عمرا كأن الحزن لم يعرف طريق لعينيه و ذاك الشعور لمس كل خلية بها
كانت بعالم أخر تائه به حتي قال بصوت أذاب عظامها بلحمها....
:_بلاش تبصي بعيونك كده ليا علشان كده كتير علي قلبي
ابتسمت هي وخفضت عيناها لتعود لالتقاط بعض الصور لهما... وبعدها قام هو بتصويرها مع صغيرته _______
___________________
بفيلا ريان.....
الحديقة بداخل احدى الغرف السرية للفيلا
وقف احمد يتابع ذاك الجسد امامه شاب لم يتجاوز منصف العشرين ومن يراه ملقي الان علي هذا السرير المهتري لاشفق علي حالته، الرصاصة التي اطلقها ريان أصابت جانبه الايسر لقد احضر له الطبيب ليلة امس صحيح أنه يعمل مع ريان رسلان منذ سبع سنوات و خلال تلك السنوات عرف الكثير عنه لكن ما لا يفهمه حتى الان ريان في احدى المرات قام بعمليات جراحية خطيرة هذه الغرفة مجهزة بأحدث الاجهزة الطبية و ريان بنفسه قد قام بأخرج رصاصة له حينما اصيب بأحدي المرات هذا الرجل لازال يبهره بمقدرته على فعل بعض الامور تذكر في احدي المرات كان يخبر عماد بأنه تعلم على ايدي أشهر الاطباء
لا يعرف كيف كانت حياته في السابق و ما الشيء الذي مر به وكيف ابتعد عن اهله، لغز كبير حياة ريان لغز كبير لا يعرفه إلا عماد وتوفيق رسلان.....
انتبه لصوت ريان الذي دخل الغرفة بعدما عاد من الخارج لقد خرج بصحبة زوجته و ابنته عادة جديدة عليه يريد أن يرفع القبعة للعروس فبرغم انها ليست الزوجة الاولى إلا انها اول مره يخرج بصحبة زوجته.....
راقب ريان الذي تفحص المؤشرات الحيوية للشاب وهو يراقبه بعينين غاضبتين لقد علم هويته هذا الشاب شقيق زوجة ريان الراحلة لقد عرفه من بطاقة هويته
:_ازي نسيتك مخطرش على بالي انهم قدروا يغيروك و يجندوك لصفهم
قالها ريان بغضب وهو يميل يهمس بجوار الشاب إلا انه استقام بعدها ناظر لأحمد قائلا
:_ عايزك تعرف مين وراه الواد ده في حد بيدعمه و هما اتنين مفيش غيرهم يا احمد شوف مين فيهم....
هز احمد رأسه بأيجاب بينما ألقي ريان نظرة اخيرة للشاب وهو يخرج من الغرفة بعدما اختفي الغضب الظاهر بعينين
وحل مكانه جمود غريب.... وهو يتجه صوب مكتبه بالطابق الارضي مغلقا الباب خلفه ثم بعدها اتجه للخزانة الخاصة به وهو يخرج ملفا كاملا لعائلة زوجته الراحلة حتى وصل لمبتغاه وقد امسك بيده صورة لشاب بالثامنة عشر كان حينها وجهه مشوه ، الشاب كان مشوه قبل 7 سنوات و هذا ان دل على شئ فهو ان من يدعمه واحد فقط يعرفه ريان حق المعرفة ظنه لا يخيب ولكن عليه التأكد اولا الماضي الان اصبح امامه يفتح ذراعيه أما ان يلقي بنفسه به او يحرقه وينجوا بنفسه وحتى هذا الاحتمال ضعيف لن يستطيع الخروج منه..... على قيد الحياة
عند تلك النقطة سمع طرقات على باب مكتبه فسمح حينها للطارق بالدخول وهو يراقب توفيق رسلان الذي دلف إلي مكتبه
بعينين ساخرتين راقب ذاك الماثل امامه رغم مرور السنوات لقد بقي والده يحمل جبروته و قساوة تطل من عينيه
نظر إليه توفيق بقوة تتنافي عما بصدره اهو خائف اجل خائف توفيق يخاف ريان و يخاف المواجهة معه يخشي ان يهاجمه بكل اخطائه في الماضي ان يطلق ريان ذاك الوحش بداخله ويخبره عما حدث هناك حينما تركه لا يفقه شئ بالحياة
وقف ريان من مجلسه و قد اقترب منه تبدلت نظراته من السخرية للوجع قبضة مؤلمة اعتصرت صدره وهو يعيش الان ويحيا كل ما حدث بالماضي
:_اخيرا قدرت تيجي يا توفيق بيه علشان نصفي حسابنا
‏بعينين خائفتين قال توفيق بتوتر....
‏:_ خلينا ننسي نحاول ننسي الي فات
‏ضحكة عالية دوي صوتها بأرجاء المكان ضحكة لم تصل عيناه وهو ينظر إلى والده بغضب ممزوج بآلم قائلا
:_ ‏24 سنه سهل البني ادم ينساهم
دار حول والده وقد اشتعلت زرقة عيناه بالحقد.... و بان بنبرته التردد على ما سيقصه على والده لكن حان وقت الحساب
:_متخيل أب يرمي أبنه في مدرسة داخلية يرمي ولد عمره سبع سنين مش اكتر
كانت عيناه تلمعان بدموع حبيسة وهو يأبي الضعف أقترب من توفيق أكثر حتى تابع حديثه مجددا سعيد لتلك النظرة الخائفة البادي على قسمات وجهه...
:_طفل متصاب و خارج من عملية بدل ما اهلوا يهتموا بيه ابوه رماه في اقزر مستنقع يخطر على بال بني آدم
دمعة خائنة حرقت عينه وهربت على صدغه تلسعه بسياط الذكري وهو يكمل استرسال حديثه يصرخ بعنف وكلماته تجلد والده
:_ عاقبت طفل على خطف اخوه بتعاقب ولد على ذنب ملهوش اي يد فيه كان يعمل ايه وهو عنده سبع سنين ازي ينقذ اخوه من مجرمين قول يا سيادة اللواء....
ده انت حرمت ولد من امه و اخواته....
صمت قليلا ثم تابع حديثه بنبرة تمزق نياط القلب ...
:_ ده انت اخدت عماد و اخوه ربيتهم بعد موت صحبك و رميت ابنك دمك ولحمك في مدرسة قذرة و مفكرتش تيجي تسأل عنه مفكرتش ابنك بيحصله أيه هناك
بكلمات متعثرة هتف توفيق
:_انا كنت بحاول أحافظ عليك
:_بتحافظ عليا
قاطعه الاخر ساخرا بينما ضحكة اخري اتبعها سيل من الضحكات المؤلمة للقلب وقال.....
:_ عارف عملوا فينا أيه كنت طفل بيتاخد كل يوم يتدرب على مسك السلاح ازاي يفك مسدس و يركبه بعدها الموضوع اتطور لصناعة السلاح تتعامل مع الحيوانات كأنهم بشر تروض كل الحيوانات المفترسة الي تخطر على بالك تتعرف على انواع الافاعي والثعابين.... و اكتر مشهد يوجع يعلموك الطب
نظراته اصبحت أكثر قتامة وهو يشرد بعينيه للماضي...
:_كانوا بيختاروا فينا الي قلبه جامد في الاول كان تتدريس ومعلومات عامة عن الجراحة و الاصابات
بعد ما توصل سن معين يدخلوك اوضة عمليات تراقب الدكاترة والمفروض انك تتعلم علشان هتبقا انت مكان الدكتور ولو فشلت بتكون المرة الجاية بدال المريض.... كنا اطفال دكاترة مينفعش ايدك ترتعش انا عملت عملية لزميلي الي خاف من المشرط فقتلوه وكان مطلوب مني انقذه و انا عندي 17 سنه كنت مراهق لسه ميعرفش حاجة عن الحياة بره شكلها ايه
الذكريات المريرة تتوالي عليه الان كيف واكب الحياة بتلك المدرسة وكيف ان لا احد عرف عما يحدث معه شيء الزيارات القليل لعائلته لم تكن تعني له شيء حتى انه هو بذاته رفض ان يخرج من هذا المستنقع اراد ان يتم الرحلة التي ألقي بها رغما عنه
كانوا يفعلوا بهم حتي يصبحوا رجالهم تابعين لمافيا معينة وكان هو ابراز الخارجين من تلك المدرسة تعلم كل شئ بالحياة درس كافة المجالات التي قد تطرق ببالك
لم يكن والده يعلم عما يحدث لكنه لم يكلف خاطره بالسؤال مرة واحدة حول خلفية تلك المدرسة لم يسعي لمعرفة اي سجن قد القي به ابنه فلذة كبده...
ألتفت يوالي والده ظهره يخفي مشاعره التي حاول طوال السنوات الماضية اخفائها عن الجميع ليقول بعدها بحزن عميق بان بنبرته....
:_ كنت بتلوم على شغلي في المافيا طب ما انت الي بأيدك سلمتني ليهم عمرك ما وجهت نفسك بغلطك و تجيب اللوم على كل الناس إلا نفسك رغم انك من جواك عارف ومتأكد انك غلطان في حقي بس برضوا مصر تكابر
اخفض عيناه وهو يحاول شرح ما حدث قائلا
:_انت قولت الي عندك سيبني افهمك و اشرح الي حصل وقتها...
تنهيدة حارقة خرجت من صدره وهو يلتفت لوالده قائلا....
:_ مش عايز منك مبرر مش عايز شرح لاني مش مسامح في حقي انا رجعتلك ابنك الي خسرته وبعدت عنك وعن بيتك انا عشت عمري كله وحيد زي طير مكسور الجناح لهو مات ولا عارف يطير تاني مش طالب منك حاجة غير انك تسيبني اعيش الباقي من عمري اربي بنتي على الي انا اتحرمت منه سيب ليا صاحب عمري و متحاولش تفرق بنا انا طلعت من كل الليلة دي بعماد وقت ما انت و مراتك مكنش حد فيكم بيسأل عني كان عماد الوحيد الضهر الي اتسندت عليه زيارته ليا هناك كانت فارقة معايا فمتحاولش تبعد بنا و اني أخدت البنت الي هو حبها.... يارا لو مكنتش على ذمتي وعرفت بحبه لها انا كنت انسحبت حتي لو روحي فيها و عارف ان عماد هيعمل نفس الشئ مع اني متأكد انه كان مجرد اعجاب منه فبلاش تملي دماغه بأن في ست قدرت تفرق بينا....................................................


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close