رواية دائرة العشق الفصل الرابع والاربعين 44 بقلم ياسمين رجب
44
حينما احببتكي لم يكن بنيتي السوء لك فكل ما تمنيت ان
ضمته بقوة وهي تخفي وجهها بتجويفة عنقه...
وصوت بكائها يمزق وريد قلبه...
اقترابها منه شعوره بضعفها يجعل قلبه يهوي وينصهر بين ضلوعه يكاد يذوب الشوق بأحضانها
اقسم بداخله انه منذ اليوم لن يتركها حتى وان كلف الامر حياته.... سيعافر مقابل الانتقام من ذاك الوغد الذي اوصلها لتلك الحالة
لن يدع الهجر يسيطر على زواجهم بل سيلغي الفوارق ويجتاز كل الصعاب لاجلها...
انحني قليلا ووضع يده اسفل ركبتيها ثم حملها بهدوء وخرج بها من تلك الغرفة...
:_تؤتؤ حلوة اوي الفيلم الهندي الي حصل جوه ده...
انتبه ريان لذاك الصوت الذي جاء من خلفه
ليلتفت إليه ولكنه تفأجاء بشاشة التلفاز المعلقة على الحائط و ذاك اللعين يتحدث من خلالها..... ليكمل استرسال حديثه......
:_كنت عارف انك هتنقذها بس يا تري هتقدر تنقذ نفسك قريب جدا هنتقابل و وقتها اوعدك اني هصفي كل حساباتي معاك
لم يفهم مقصده ولكن الاكيد ان ذاك اللعين هناك ما يخطط له.......
في تلك اللحظة دلفت مليكة و فارس بعدم تعقبت سيارة ريان وصلت خلفهم لتتفأجا بهيئة شقيقتها و تلك الدماء التي لطخت و جهها ....
يارا انتي كويسة وايه الدم ده.......
قالتها مليكة بخوف وهي تقترب من شقيقتها
بينما اكمل ريان سيره بها قائلا.....
متقلقيش هي بخير......
ليخرج بها من ذاك المستنقع اللعين وهو يخطط لمعرفة ذاك الحقير ليقسم بداخله إلا تغمض له عين قبل انتقامه منه......
انت رايح بيها فين؟؟!!
قالتها مليكة بتساؤل بعدم وضعها ريان بالسيارة
ليهتف هو بغضب....
تقدري تيجي ورانا زي ما جيتي دلوقتى وهتعرفي احنا هنروح فين.......
ليدلف بعدها إلى السيارة وهو يضم رأسها لصدره وما هي إلا ثوانى وانطلق بهم عماد إلى قصر رسلان..........
بينما ظل عماد يتحاشي النظر إلى يارا خجلا من فعلته الاخيرة
_____
بمكان آخر.......
صف السيارة أمام منزلها بعدم انتهت من كافة التحقيقات اللازمة هي.... ريم مصطفى الجارحي.... الابنة المدللة لأبيها ورفيقه شهاب منذ طفولته..... التي اعتاد عليها كونها تأتي لزيارته دائمآ ولكن انقطعت اخبارها منذ اكثر خمسة اعوام بعد سفرها لاحدى الدول الاوربية....
تعبتك يا شهاب...
قالتها بأمتنان وهي تطالعه بشكر...
:_بينما طالعها شهاب بهدوء وقال....
:_متقوليش كده يا ريم ....
زادت ابتسامتها حينما اقتربت منه وهي تهدر بثقة.........
:_صدقني لولا انك كنت موجود النهاردة كان زماني في عداد الاموات.....
بعد الشر عليكي...
قالها بهدوء ليهتف بعدها..
:_خلي بالك من نفسك و لو احتاجتي اي حاجه ابقي كلميني
ابتسمت بخجل وهي تهتف....
:_بجد ميرسي جدا و اكيد طبعا هكلمك...
لتصمت قليلا ثم تابعت بتساؤل...
هي ازاي يارا بقا اسمها مليكة... وبتشتغل معاك... هي مش مامتها كانت خادمه في عند باباك....
اغمض عيناه بغضب وضيق وهو يحاول أن يخبرها بأكاذيب تلك الفتاة التي اقتحمت حياته عنوة بل اقتحمت قلبه وكل دوافعه فما عاد قادرا على ارجاعها إلى قلبه كما كان و ما عاد قادرا على اخراجها منه تلك هي المعادلة الاصعب
_______________
وصل بها إلى غرفتهم فكادت مليكة تدلف خلفهم حتى منعها صوته......
ياريت تخليكي بره لحد ما اخرج انا
فتحت فمها ببلاهاء وهي تضع يدها بخصرها...
بينما كانت الاخري دموعها تحرق تجويفه عنقه وهو يضعها بهدوء على الفراش وما ان هم بالرحيل حتى امسكت بيده
وهي تطالعه من بين دموعها.....
:_متقلقيش مش هبعد...
ترك يدها و دلف للمرحاض ليعود بعد دقائق إليها وهو يحملها بحب.....
ثم دلف بها و انزلها حتى مست اقدامها الارض وهو يباشر بنزع ملابسها عنها فوقفت امامه مجردة من كل شئ ربما حتى من مشاعرها تجاه العالم..... فرفعت بؤبؤ عيناها وهي تطالعه من بين دموعها التي انهمرت حينما نظرت إلى يدها الملطخة بالدماء
فقال هو بثقة.......
:_كل ده هينتهي و يروح..... اوعدك
ومن بعدها لم تشعر إلا برزاز المياه الدافئة على جسدها ويده التي اخذ يحممها بها كطفلة صغيرة يأبي عليها من نسمات الهواء الباردة.....
________
بالخارج
كانت مليكة تجوب الردهة ذهابا وايابا ولا تستطيع الانتظار اكثر من هكذا لا يعقل ان يكون بذاك الهدوء في موقف كهذا كيف له ان يتعامل معها بكل هذا البرود..... ربما هذا الرجل قد فقد عقله
بالغرفة ابدل لها ملابسها لثوب رقيق دون اكمام و انتهى من تمشيط شعرها حينها ابتسم لها بخفوت عكس تلك الحرب التي بداخله والتي لن تنتهي إلا بقتل من تجرء على خطف محبوبته......
نهض ريان من جوارها وهو يقبل جبهتها قائلا.....
:_مليكة واقفة بره هخليها تدخل تطمن عليكي....
هزت رأسها بالايجاب ليخرج الاخر وهو يشر لشقيقتها بالدخول........
مليكة بغضب......
:_انا لسه مشفتش ولا هشوف بني ادم زيك...
وضع يده بجيوب بنطاله وهو يطالعها بنظرة اغاظتها
:_علشان ريان رسلان نسخة واحدة بس....
صرت على اسنانها بغيظ وهي تدلف للداخل
وما ان دخلت حتى ضربت الباب خلفها بقوة....
قائلة بغضب......
شوفتي اخرة حبك للحيوان ده..... ادي اخرة جنانك كنتي بين الحياه والموت.....
لم تجيبها بل ظلت صامتة لوقت دام طويلا....
لتقترب منها شقيقتها وهي تهتف بصدق...... يارا
:_خلينا نبعد عن هنا... ونروح عند جدي.... او نروح المكان الي تختاريه بس انا استحالة اسيبك هنا دقيقة واحدة
و انا مش هسيب بيت جوزي يا مليكة... مش هقدر اسيب قلبي هنا وامشي....
قالتها شقيقتها بأصرار بعدم رفعت عيناها وطالعتها بثقة
لتبتسم الاخري بسخرية وهي تطالعها بضحك من حديثها
:_قدر يضحك عليكي بالشكل ده
اختارك انتي من بين مليون واحده عشان يضحك عليكي
قالتها بنفس النبرة الساخرة بعدما استدارت بوجهها
فأسكتتها جملة شقيقتها التي طالعتها بتحدي وعينين توهجت بلهيب الحب... بعدما وقفت على اقدامها وبكل قوتها صرخت بها......
:_اسمها يعشقني يا مليكة يعشقني
ضغطت بيدها على رأسها وهي تهتف بغضب ونفاذ صبر......
افهمي يا مجنونة كل الي انتي وصلتي ليه ده بسبه هو
اتخطفتي بسبب شغله القذر...
لتقترب من شقيقتها قائلة بصدق.....
انا فاهمة مشاعرك وحاسة بيكي بس خوفي عليكي هو الي بيجبرني اعمل كده.....
تنهدت الاخري بيأس وهي تضع يد شقيقتها على صدرها قائلة....
:_حسي بنبض قلبي يا مليكة كل دقه سامعة صوتها بتقول ريان كل نفس خارج مني بتنفسه علشانه.... انا بعشقه فاهمة بلاش تكوني انانيه لمرة واحدة حسي بيا و ابعدى مرة واحدة عن شخصية الظابط دي....
سحبت يدها بقوة وهي تحاول التماسك بقوة بينما قالت بنبرة طغي عليها الحزن...
:_عمري ما كنت انانيه يا يارا بس انتي الي حابة تعيشي دور الضحية.... و انا اكتر واحدة حاسة بوجعك بس للاسف انتي عمرك ما هتحسي بيا فاهمة يا يارا عمرك....
مليكة انا....
بترت كلماتها لتتابع بعدها...
انا هبعد عن حياتك بس اوعدك لو ريان حصل منه شئ و وقع في ايدي دليل ضده وقتها مش هرحمه..
انهت جملتها ورحلت من القصر بأكمله
وخلفها فارس الذي صعد إلى السيارة بجوارها ملاحظا كم الغضب الكامن بعيناها
اشغلت محرك سيارتها و انتطلقت بها كالبرق وهي تجاهد إلا تنهار فما زال حديث شقيقتها يخترق مسمعها وفوق ذلك قلبها يؤلمها تري إلى اين تأخذها الحياة....
وقفت على حين غفلة امام منزل عمها
وهي تخرج خارج السيارة ربما تستنشق بعض الهواء بينما طالعها فارس بحزن بعدم اقترب منها قائلا....
برضوا مش عايزه تتكلمى؟!... هتفضلي ساكتة لامتي يا مليكة؟!
لحد امتي هتتحملي فوق طاقتك؟!
اغمضت عيناها وظلت ثابتة رغم كل الحروب التي اقيمت بداخلها محاوله الثبات وعدم الانهيار.....
فارس بقسوة.......
:_لسه هتتحملي اكتر هتتغطي على نفسك و اعصابك لأمتي هتعيشي وجعك لوحدك لحد ما تموتي لوحدك...
كشفت عن رماديتين عيناها وطالعته بيأس قائلة...
:_فارس مش عايزه اتكلم مع حد.... ارجوك سبني لوحدي
تمتمت بآلم محاوله الرحيل بينما جذبها الاخر بقوة هاتفا بغضب........
:_مش هتمشي قبل متخرجي كل الي جواكى!!
حاولت التملص من قبضته بعدما انغرست اصابعه بذراعها...
لتردف بضيق وغضب.........
:_سيبني يا فارس لو سمحت...
:_مش هسيبك ولازم تتكلمي...
هتف بحنق وضيق.
بينما تملصت الاخري بقوة بعدما هبطت فوق وجنته بصفعة صدح صوتها بالعلن...... قائلة بقسوة..
:_ومن امتي حد بيهتم بيا من امتي حد بيسمعلي اصلا...
لتصمت قليلا بعدما عصفت الدموع بعينيها......
:_انا اكتر واحدة اتأذت.. اكتر واحدة نفسيتها اتدمرت وحياتها يا فارس..... انا الي معشتش سني ولا حياتي زي اي بنت في سني........ انا امي ماتت يا فارس منغير ما اشوفها لأخر مرة...
:_ازداد بكائها وهي تقترب منه قائلة ببكاء حطمت به قلبه...
:_عارف يعني امي ماتت من غير ما اكلمها......
انا الي ضحيت بحياتي وسبت امي علشان متتحرمش من بنتها التانية وخبيت على جدي ان ليا اخت علشان امي متخسرناش احنا الاتنين وتتحرم مننا وفي الاخر اختي تقول عني انانيه....
انا الي قبلت اعيش في بيت جدي رغم ان كل العيلة بتكرهني بس عشت مقابل ان جدي يوفر مبلغ لأمي علشان دراسة يارا منغير جدي ميعرف ان عنده حفيدة تانية و رغم كل ده يتقال عني انانيه....
انا الي اشتغلت في كل كافترية شويا علشان اوفر حق دوء امي الي هانم محستش بمرض امها....... رغم انها عايشة معاها...
وفي المقابل تقولي عني كده.... انا مش انانيه انا وحدة بنيت نفسي بنفسي حتى شغلي نجحت فيه بجهودي... ورغم كل ده واقفة على رجلي مبتهزش.... بس لو حد فيكم مرة واحدة فكر يقرب مني كان عرف انا مريت بايه..... لو حد فكر يسألني مالك كنت بكيت وحكيت عن ايه وجعنى....
لتمسكه بعدها من تلاتيب ملابسه وسط ذهوله التام من دموعها و مرارة صوتها........
انا اكتر واحدة تعبت و اتحرمت من حاجات كتير بتحبها يا فارس حتى البني ادم الوحيد الي حبيته طلع بيكذب عليا وخاني يا فارس.... انا تعبت ومليت خلاص تعبت والله تعبت ومليت وبقاش فيا حيل اعافر تاني علشان حد نفسي ارتاح بقا والله نفسي افرح على الاقل.... عارف يعني ايه نفسي افرح
بكت أكثر حينما ضمها لصدره وسط نوبتها المريرة ليمسد على شعرها بحنان وهو يهتف بحزن.....
:_ كل ده جواكى وساكته يا روح فارس...
ضمته اكثر وهي تمسح دموعها بصدره قائلة من بين دموعها...
:_متسبنيش يا فارس انا مليش غيرك انت اخويا الي بتفهمني
اه عصرت قلبه بتلك الكلمة.... فـ قسمت قلبه أشلاء بملحمة عشقه قتلته بخنجره الذي أمانها عليه....
ابعدها قليلا حتى تلاقت عيناه مع بؤبؤ عيناها فقال بقوة تتنافي عن ما بداخله
:_فارس عمره ما هيتخلي عنك حتى لو كان على حساب قلبه...
لم تفهم مقصده وهو يضم وجهها بين كفيه حتى اقتربت انفاسه الحارة من وجهها ليهتف بنبرة ارهقها عشقها.....
:_مستعد اعمل اي حاجه في سبيل ضحكتك بس يا مليكه
اضطربت للحظة حينما اقترب منها أكثر وكادت شفتيه تلامس شفتيه لاكنه اعاد قبلته إلى جبهتها قائلا بهدوء....
اطلعي البيت و انا ورايا مشوار و راجع....
ابتعدت عنه قليلا من اختلال مشاعرها وهي تهتف بتساؤل....
هتروح فين؟؟؟!!
التفت إليها قبل أن يصعد السيارة ليهتف بنبرة متعبه...
:_هجيب دوء قلبي.......
ضيقت عيناها بعدم فهم وهي تعود للداخل حتى اوقفها ذاك الصوت الذي أثار غضبها.....
:_واضح انك مبتضيعيش وقت يا سيادة الرائد..
إلتفتت إليها مليكة وهي تتراجع للوراء حينما اقتربت منها ريم وهي تبتسم بوقاحة اعتادت عليها و وجه مليكه الذي بدي محتقن من شدة الغضب والضيق...
:_ايه مس هتقوليلي اتفضلي؟؟!
اغمضت عيناها مستجمعة بعض شجاعتها وهي تهتف بغضب....
:_مستحيل وحدة قذرة زيك تدخل بيتي......
قهقهت ريم بصوت مرتفع مثير للاشمئزاز ثم اقتربت بعد ذالك منها قائلة....
:_مكنتش اتوقع اشوفك بالشكل ده.... يعني زي ما سبتك من كام سنة رجعت لاقيتك..... مفيش حاجه اتغيرت.... بتلفي وتدوري حوالين شهاب....
بس مسكينه شهاب مش ملكك......
صرت على اسنانها بغيظ وهي تقترب منها قائلة بغضب....
:_لا انا اتغيرت الي انتي كنتي بتشوفيها زمان اتغيرت.... انا بقيت سيادة الرائد مليكة عبد الرحمن.... +اني مبلفش حوالين حد.... شهاب مبقاش يهمني ولا يلزمني.... لان ببساطة مباخدش حاجه مستعملة...
يا ريم
ابتسمت بوقاحة وهي تقترب منها ثم دنت اكثر وهمست بخبث....
و انا مش هسمح ليكي تقربي منه.... لاني ببساطة راجعة علشانه....
قالت جملتها ورحلت بينما بقت مليكة تسب وتلعن بتلك الحقيرة
__________________
تلك النسمة الباردة التي داعبت ذراعيها العارية بينما ازاحة هي تلك الخصلة التي تمردت على وجهها
تخبطت افكارها وتشتت قلبها بين عشقه و خوفها من ماضيه كانت على حافة الموت بل سقطت بداخل جحيم لم تراه حتى بأحلامها جحيم اسود للمرة الأولى تره..
استنشقت نفس عميق حينما شعرت بخطواته خلفها
فامتدت يده إلى ذراعيها و اطراف انامله تحركت ببطئ على طول ذراعها بينما اتجهت شفتيه إلى عنقها قائلا بهمس...
وحشانى......
ظلت عيناها تنظر للعدم محاوله عدم الضعف امامه فلمسته تخدرها وتغيبها عن العالم اجمع..
:_مش عايزه حتى تبصي في عيوني
ألتفتت إليه وطالعته مطولا و اخذت يدها تتحسس ملامح وجهه كأنها تحفرها بداخلها......
:_نفسي جواك يكون واضح زي ملامحك يا ريان...... مش عايزة بنا اسرار...
:_وحتى لو كانت الاسرار دي ممكن تبعدك عني؟!
قالها هو بعدما اقترب منها و عيناه لمع بها بريق مؤلم بريق وجع و ألف وجع قد اخترق قلبه جعل من طيبته جبروت وقسوة لا تنذر بالخير.....
هزت الاخري رأسها بالنفي وهي تهدر بثقة....
:_بقينا واحد وصعب حاجه تبعدني عنك..
مد اطراف انامله حتى مست اسفل ذقنها يجبرها على النظر إلى بؤبؤ عيناه التي توهجت بلون الحوت الأزرق فأصبحت تطلب الرحمة من عيناها...
:_انا مش خايف يا يارا من الي ممكن يحصل لو حكتلك بس خايف تبعدي خايف بعدك يعمل بنا حاجز كبير لا انا ولا انتي نقدر نتخطاه.....
واضح ان مفيش فايدة....
قالتها بيأس وقد ضاقت عيناها بحزن
ليقترب منها اكثر وهو يهتف بشوق....
:_انسي اي حاجه ممكن تبعدك عني خليكي هنا معايا وبس انسي اي حاجه تشتت تفكيرك وانتي معايا....
ابتسمت للحظة حينما مست شفتيه اطراف شفتيها و تحركت يده ببطئ على عنقها فجعل منها قطعة من الصلصال يشكلها كيفما يشاء هو القاضي والقاتل والمقتول بقضية عشقهم
لم تشعر سوي بجسدها يرتفع وما عادت اقدامها تلامس الارض
عشق ابسط ما يتمناه ان يحيا طويلا
وضعها على الفراش و يده ابعدت خصلاتها حتى همست هي بضعف....
:_ريان
هششششششششششش.....
غمغم بها وهو يقترب اكثر مقتحم كل القلاع و الحصون التي تشكلت باليالي السابقة
قلتلك انسي اي حاجه و خليكي معايا فـ حضني
_____________________
في الرابعة فجرا
ظل يتابع تفاصيل وجهها الحبيب عن قرب وهو يتحسس بشرتها الناعمة كأنه يرها للمرة الأولى اجل يرها للمرة الأولى ففي كل مرة يلامسها كأنها اول مره له معها اهتزت جفون عيناها فعلم بأنها استيقظت وما هي الا ثوانى و اغمض عيناه متصنع النوم.....
فردت ذراعيها بتعب ونعاس وهي تفتح تلك الرماديتين التي قتلت بهم ذاك الريان فأبتسمت شفتيها بخجل ظهر بوضوح على قسمات وجهها وهي تقترب منه حتى وصلت اناملها إلى لحيته النامية مرورا بأنفه المستقيم وهي تردف بعشق....
هتفضل تكبر جوايا لأمتي يا ريان.... عشقك بيكبر كل يوم جوايا بالعكس كل ساعة... لا لا لا كل دقيقة وثانية بيكبر جوايا حبك..
ده لو انت عاملي سحر اسود مكنتش اتجننت بيك كده....
طبعت بعدها قبلة رقيقة فوق ثغره وهي تهم بالنهوض لتصعق بشدة حينما جذبها بقوة فأصبحت أسفله وهو يكبل كلتا يديها خلف رأسها بيد واحدة بينما يده الاخري قرصت أنفها قائلا...
٠:_وتفتكري اني محتاج اعملك سحر علشان تحبيني...
عضت شفتيها بخجل وهي تهتف بغيظ....
:_يعني انت كنت صاحي...
ازدادت ابتسامته اتساع وهو يقبلها بعشق قائلا بهمس....
:_و ايه مشكلتك في اني اكون صاحي.... ثم اني منمتش اصلا
اممممممممممممممم.... غمغمت بها من بين شفتيها ثم تابعت
:_و ايه مسهرك...
في اغنية كده جات في بالي طول الليل
قالها بأبتسامة عذبه وهو ينهض من الفراش جاذبا اياها خلفه ومن ثم اشغل هاتفه على مقطع لكوكب الشرق ليضم خصرها إليه بقوة فأستندت بيدها على صدره العاري و ازدادت ابتسامتها اتساع وهي تترقص معه على انغام قلبه و ألحانه....
فأمتدت انامله لـ خصلاتها الناعمة مرورا بثغرها فما كان منها إلا انها قبلت باطن يده بعشق...
يا حبيبي ...
الليل و سماه و نجومه و قمره
قمره و سهره
و إنت و أنا يا حبيبي أنا
ازدهرت عيناها بحب حينما هتف من بين شفتيه يكمل تلك الحروف مع أم كلثوم...
يا حياتى أنا
كلنا فى الحب سوا
و الهوى آه منه الهوى
سهران الهوى
يسقينا الهنا ويقول بالهنا
يا حبيبي يا حبيبي
يلا نعيش في عيون الليل
و نقول للشمس تعالي تعالي
بعد سنة مش قبل سنة
دي ليلة حب حلوة
بألف ليلة وليلة
استندت برأسها فوق صدره وهي تضم نفسها إليه بكل قوة وعشق يسكن أوصالها فما كان منه إلا انه استند برأسه على رأسها مستنشق رائحتها العطرة.................................
في الصباح......
نهضت من جواره بنعاس حتى اخذتها أقدامها إلى المرحاض....
وقبل أن توصد الباب من الداخل كانت يده تمنعها بعدم دلف للداخل و اغلق الباب خلفه وهو يطالعها بعشق قائلا.....
:_مش قلتلك ممنوع تبعدي عن حضني...
رفعت حاجبيها وهي تطالعه بضحك قائلة....
ده على اساس اننا هنفضل طول اليوم نايمين...
صر بأسنانه على شفتيه وهو يقترب منها بتسليه متعمد أرباكها...
وعيناه التي ألتحمت من رماديتين عيناها ثم زاد من اقترابه حتى استندت بظهرها للحائط و اصبح هو يقف امامها كالصخر و السد المنيع.....
:_انا الي اقوله يتنفذ.... و ممنوع المخالفة علشان مش عايز اعاقبك...
اتسعت ابتسامتها بحب وهي تقترب منه حتى لامست يدها يده قائلة.....
:_انا راضية حتى بعقابك يا ريان
ازدادت ابتسامته اتساع وهو يحملق بها ثم هتف....
:_عقابك النهاردة انك تكوني عروستي......
اعادت جسدها للخلف دون فهم بينما قربها إليه هو وهتف بعشق.......
:_هعلن جوازنا النهاردة للعالم كله.. هخلي كل الناس تعرف مين اللي سرقت قلب ريان رسلان....
لم تتحدث بل ظلت صامتة لوقت طويل بينما كان هو يتابع صمتها بتسليه متعمد اخراجها من تلك القوقعة المغلقة...
:_ريان مينفعش!!
قالتها برفض....
بينما كان هو ينتظر أكمالها للحديث فتابعت....
:_مينفعش ريان رسلان.... يعلن جوازه من مربية بنته الي هي خادمه في قصره....
هششششششششششش اخذ يغمغم بها وهو يضع اصبع يده على شفتيها قائلا بثقة....
:_انتي ولا خادمه ولا مربية سلين..... انتي مراتي جزء من روحي... وكل الي انتي شيفاه ده مجرد سراب ولا حاجه قصاد عشقي لعنيكي يا يارا....
ابتسمت بخجل هي بعدما اخذت نفس عميق ثم استعادة قوتها وهي تهز رأسها بالايجاب ليقترب منها الاخر بسعادة حتى كادت شفتيه تلامس شفتيها ولكنه اشغل صنبور المياة حتى شهقت هي برعب من رزاز المياة الباردة.......
:_انت مجنون...
قالتها بدهشة و ذهول
بينما قربها الاخر لاحضانه وهو يهتف بعشق
:_ابقا مجنون لو ضيعت ثانية واحدة بعيد عن حضنك
____________________
بالاسفل.......
كان الجميع يعمل بجهد فاليوم زفاف احد اكبر رجال الأعمال حول العالم........
الي بيحصل ده مسخرة مش ممكن اقبل بيها....
قالها توفيق بغضب.....
وهو يحاول ايقاف تجهيزات الزفاف....
بينما منعته آسيا قائلة بغضب...
:_بابي اعتقد دي حياته وهو الوحيد الي يحق ليه يختار..
طالعها بغضب و انزعاج بينما طالعته زوجته بيأس....
:_كفاية بقا يا توفيق سيب ريان يعمل الي يرتاح ليه....
اشتعلت عيناه بشرارة الغضب وهو يهتف بحنق شديد....
:_معقول عايز يعلن جوازه من البنت الي عماد بيحبها اكيد ابنك اتجنن..
امسكت آسيا يده وهي تهتف بحزن...
:_بابي ارجوك ريان اتعذب في حياته و انا مكنتش اتوقع يحب حد بالشكل ده.... و الاهم انها في الاساس مراته يعني رفضك مش هيغير شئ....
:_آسيا معاها حق ....
هكذا هتف عماد الذي انزل حقيبته وهو يقترب منهم ليهتف بنبرة واثقة.....
:_ دي حياته و ده اليوم الي اتمنيته لصاحب عمري... انه يحب ويعيش حياته مرتاح....
:_طيب وانت
قالها توفيق.....
ليبتسم عماد وهو يقترب منه مقبلا يده....
:_سعادة ريان تهمني اكتر من سعادتي انا شخصيا ومش واحدة ست الي تفرق بيني وبينه.....
اتسعت ابتسامة آسيا وهي تضمه بحب.....
بينما بتر هو ابتسامتها حينما حمل حقيبته.......
:_وعلشان كده انا هسافر....
علامات الصدمة اعتلت وجه الجميع
ليهتف توفيق بغضب.....
:_تقصد ايه يا ابني عايز تسيبنا!!!؟
ده الحل الوحيد انا مش هقدر اواجه يارا بعد الي حصل مني.....
قالها بخزي وخجل
بينما هتفت آسيا ببكاء........
عماد ارجوك اياك تسافر صدقنى مسألة وقت وهي هتنسي....
وحتى لو منسيتش انت كنت سكران......
:_فات الاوان يا آسيا وصدقيني ده انسب حل.....
قالها بآلم احتج قلبه.....
ليحمل حقيبته وهو يلملم ما تبقى من قوته....