اخر الروايات

رواية دائرة العشق الفصل الثاني والاربعين 42 بقلم ياسمين رجب

رواية دائرة العشق الفصل الثاني والاربعين 42 بقلم ياسمين رجب


ركضت بين الاشجار تحاول البحث عن مخرج ربما تجد منفذ وحيد يخرجها من تلك الغابة قبل أن يلحق بها ذاك البغيض....
وقفت لولهة تتطلع المكان بضيق وقد نفذت طاقتها إلا أن تذكرت هاتف ذاك الحقير... اخرجته وهي تحاول تدوين بعض الارقام إلى أن وجدت اسمه يتوسط شاشة الهاتف فأبتسمت بسعادة بعدما انهارت باكية وهي تردد اسمه بعشق وفرح....... ريااااااان ريااااااان.....
ضغطت على ازرار الهاتف منتظرة رده عله يأتيها قريب....
_______
جمع رجاله بكل ارجاء المدينة منذ الامس يبحث كالمجنون الذي فقد هويته فقد قلبه وقوته ملاذه وعشقه....
:_يعني ايه مش عارفين توصلوا للكلب ده.....
قالها بغضب وضيق وهو يمسك بلاتيب احد رجاله
بينما اهتز الرجل قائلا بتوتر...
: _يا ريان باشا دورنا في كل مكان و رجلاتنا حاولت توصل لاي معلومة عنه مفيش....
دفعه بقوة وغضب قائلا بصوت جهوري....
: _يعني الكلب ده يدخل بيتي ويخطف مراتي منغير ما حد يحس بيه.....
كور يده بغضب حينما قاطع حديثه رنين هاتفه المتواصل ليخرجه من جيب معطفه وهو لا يري اسم المتصل بعدم تهشمت شاشة الهاتف ليجيب بغضب قائلا....
: _الووووووو
خفق قلبها بجنون وتعالت انفاسها وهي تبتسم وسط نوبة بكاء مريرة قائلا بصوت ضعيف...
: _ريان...
عاد النبض لقلبه المجنون وتأهت عيناه بنبرتها المفعمة بالحياه وكأنه لا يصدق ما القته على مسمعه قبل قليل...
ريااان انت سامعني
اغمض عيناه بشدة وقال بصوت خائف....
: _انتي كويسة فيكي اي حاجه
الكلب ده لمسك قرب منك
ريان انا كويسه...
قالتها بمقاطعة
ليهتف هو بغضب....
: _انتي فين و بتتكلمي منين
نظرت حولها بتيهه علها تستكشف اين هي ولكن خانتها دموعها بحزن وهي تردد بكاء مرير.....
: _معرفش معرفش
انقبض صدره حتي ضاقت انفاسه بوعيد لذاك الحقير الذي اضرم نيران الغضب بداخله....
يااار حبيبتي اهدي...
نبرته الحنونة اسكتت نوبتها و اخمدت القليل من خوفها قائلا بصدق.....
: _متخافيش محدش هيقدر يلمسك طول ما انا بتنفس،
اهدي ونفذي الي هقول عليه بالحرف.....
تنهدت براحة لسماع صوته وهو يحثها على كيفية الابتعاد عن هذا المكان......
ثلاث ساعات متواصلة يحدثها عبر الهاتف الخلوي إلى أن انقطع الصوت لفراغ بطارية هاتفها.......... ظلت عيناه تجوب الغابة بتفحص وقلبه يكاد يهوي بين اقدامه لشدة خوفه من فقدانها
كادت تلك االانفاس تنقطع من الركض بين الاشجار لا يمل من البحث عنها...توقفت اقدامه حينما سقط بصره على تلك المتكوره بوضعية الجنين بالقرب من احدي الاشجار الكبيرة...
تهللت اسارير قلبه حينما رأها على بعد امتار بعدما شعرت به واخترقت رائحته الرجوليه انفها فرفعت عيناهاوتلاقت مع زوجين من غيوم السماء حدقيتين زرقاء منغمسة بـ ضوء الشمس فتمرد لونهم و توهج لرؤيتها... هشة ضعيفة..... شعرها متناثر بعشوئية حول وجهها.... عيناها المتورمه آثر البكاء... جعلت عيناه مظلمة واقسم على الانتقام.......
من ذاك الوغد اينما كان ثم ترك كل تفكيره وانتقل بعيناه و جميع حواسه إليها....
بينما شهقت هي ببكاء لمجرد رؤيته لتعود الابتسامة تزين ثغرها من بين تلك الدموع التي افسدت فرحة قلبها بلقاء الحبيب..... فـ تلاقت عيناهم في نظرة طويلة بثت اشتياق كلامنهم.......
فأغمض ذاك الواقف بثبات عيناه بأشتياق وهو يشير لرجاله بالرحيل بعيدا عن هنا
ليـ طالعها بعشق وهو يبسط ذراعيه يستقبلها بحفاوة... حينما ركضت اليه بشوق وهي تلقي بجسدها داخل احضانه وصوت بكائها يخترق جدار قلبه واحرقت كل حصون قلبه...... لتهمس بحروف اسمه من بين دموعها الممزوجة بأبتسامة اللقاء... قلب ارهقها العشق وغاص بدائرة الشوق و اللوعة....
: _ريان انا كنت هموت منغيرك..
اخرج اااااه مكبوته بصدره بعدم تنفس رائحتها العطرة رغم تشوبها ببعض الغبار إلا انها انعشت قلبه بالحياة ودبت الروح بداخله مجددا.....
فـ تنهد بحرارة وهو يضم وجهها بين كفيه مقبلا كل انش يلامس يده
قائلا بلهفة وخوف بعدم تفحصها جيدا...... يا قلب ريان وروحه
اعاد ضمته إليها وهو يدفن وجهه بين عنقها مستنشق رائحتها التي اصبح يشوبها الغبار والركض بالغابة إلا أنه يعشق حالها كيفما كانت وعلى اي حال تكون
ليبتعد بعد ذالك قليلا وهو يتفحصها بعناية شديدة
: _لمسك؟؟؟ قرب منك؟؟! حاول يأذيكي؟!
تساؤلات عدة لا يتوقف عنها... بينما وضعت كفها على فمه قائلة بصدق من بين دموعها.......
: _ولا يقدر يقرب مني صدقنى كنت قتلته...
غاص بعيناها لوقت طويل لم يدركه... مشتاق لهمس شفتيها لرائحتها العطرة الممزوجة برائحة الياسمين.... كيف يحلوا له العيش بدونها ساكنة القلب والفؤاد...... تلك البريئة التي احيت قلبه... وحطمت كل دوافعه و حصونه المنيعه.... بريئة دخلت جحر الشيطان فجعلت من جحيمه مملكة للعشق والجنون...
استند بمقدمة رأسه على مقدمة رأسها قائلا بكل عشق انبعث من روحه فأخترق جدار قلبها.....
: _غيابك قتلني
رفعت عينيها إليه بعدم افترست ملامح وجهه الحبيب اشتاقت إليه بكل عيوبه ..... مميزاته... قسوته.. اشتاقت لجبروت قوته
لرجولته الطاغية لرائحته المنغمسة بحبات العرق
طالعت عيناه بسعادة وهي تبتسم تاره وتقبل وجهه الحبيب تاره حتى قاربت شفتيها من شفتيه وهتفت بحرارة انفاسها...
انا كنت بموت حرفيا كل ثانيه وانت مش معايا....
ثم اختلست من شفتيه قبلة اخري وهتفت بنيران حب..
بس مفيش دقيقة الا وكنت بقوي بيك وعندي يقين ان ربنا هيرجعني لحضنك تاني....
انغمست شفتيه بين شفتيها حتى يده تاهت بين خصلات شعرها والاخري ضمت خصرها بقوة
_______________
بالمشفى......
اطباء طاقم التمريض الجميع بحالة من الذعر.... لم يكن ذاك التوتر يساوي مثقال ذرة من ذعر قلبه.... محبوبته بين الحياة و الموت.... كيف تفارقه وتترك قلبه معلق بمحراب عشقها.... عيناها السوداء كسواد الليل وبشرتها السمراء الممزوجة كحبات القهوه... كيف تفارقه وقد توغل عشقها بداخله
استند بجزعه على الحائط و عيناه اصبحت بلون الدم حتى شعر بيد عمه على كتفه قائلا بنبرة متعبه.....
: _يمين الله سلمي هتجوم وبكرا تعرف اني عندي حج...
هربت من عيناه دمعة مريرة قد اخفاها قبل أن يراها والد زوجته ليهتف عبد العزيز بوهن......
: _مكنتش خابر انها هتتوچع... وهتخبي عليا... عمرها ما اشتكت ولا جالت حاچه وجعاني يا ابويا... مخبرش المرض الملعون ده وصلها كيف....
بس الي خابره زين انها هترچع وعلشانك انت...... صوح غضبت عليها بس كان من وچعي وحرجة جلبي يا ولدي... ويعلم ربنا ان عمري ماكرهتها حتى بعد الي حوصل منيها....
في تلك الاثناء خرج جاسم من غرفة العناية وقد اصتبغ وجهه بالحزن ليهتف بآلم ظهر على قسمات وجهه......
خير يا جاسم سلمي فاقت؟؟!
بنبرة يكسوها الحزن والضعف....
: _انا اسف يا كريم.......
برقت عيناه بعدم فهم وقلب خائف قائلا بتردد.....
اسف على ايه؟؟؟! سلمى كويسة مش كده
ربت على كتفه بهدوء وقد لمع بريق الحزن بعيناه ليهتف بحزن..
: _سلمى دخلت فـ شبه غيبوبة.... فقدت القدرة على انها تتحكم فـ قوتها وللاسف دي اوقات بتكون غيبوبة مؤقته او على طول....
:_يعني بتي خلاص معدتش تجوم؟؟!
جاسم بضيق احتل قسمات وجهه....
: _مش بالظبط كده بس اوقات المريض بيفقد القدرة على انه يتحكم في جزء من جسمه زي الاطراف وكذالك العقل بيفقد السيطرة عليه وانه يتحكم في قوته..... هي اكيد حاسة بيكم وهتسمع كلامكم بس مش قادرة تقاوم....... محتاجة حافز قوي يخليها تتمسك بالحياة..... وده دورك يا كريم....
لم يكن بحالة جيدة تسمح له بالحديث او القدرة على التفوه بشئ لم يهتف سوي بكلمات بدت متعلثمه.....
: _عاايز اشوفها...
هز رأسه بأيجاب قائلا بهدوء.......
: _ادخلها هتسمعك اكيد.....
نظر لوالدها عله يستمد بعض القوة منه ربما يجد بعيناه ما يخرجه من هذا الكرب
شعر بيده على كتفيه قائلا بنبرة تحمل الانكسار والضعف.....
رچعلي بتي يا ولدي..... رچعلي سلمي...
اهتز جدار قلبه انهارت حصونه المنيعه و هيبته حتى قسوته كل شئ خار وسقط حينما دلف لغرفة العناية المشددة، اسلاك واجهزة كلها تحيط بجسدها الصغير ، اما هي غائبة عن عالمه، استسلمت لمرضها حتى هزمها واسقط جبروته وكل احزان الماضي تجددت امامه.... تلك المره التي فارقته بها سمر كانت شبيها بهذه اللحظة، الغرفة ذاتها فقط تغيرت آلوان الحائط بعض الاجهزة الجديدة ولكن الآلم يبقى واحد إلا أن الخسارة هذه المرة اعظم بكثير..... لامست اطراف انامله يدها الباردة كالثلج.... وهو يلثمها بقبلة دامت للحظات قائلا بضعف.....
: _بلاش تستسلمي يا سلمي، اياكي تغدري بقلبي انتي كمان
اغمض عيناه وهو يتحسس جبهتها قائلا بحزن....
من سبع سنين نفس المكان ده خسرت
صمت قليلا ثم تابع بنبرة متعبه..... سمر..... البنت الي سرقت روحي وقلبي... خسرتها هنا انكسرت وهربت مالدنيا بحالها علشان موجهش خسارتي ليها.... كنت بهرب منك بسبب احساسي بالذنب بس معرفتش اصمد كتير... لقيت نفسي غصب عنى بنجذب ليكي.... روحي كانت بتروح لروحك ولقلبك..
غصب عنى عشقتك فبلاش تعيشيني خسارة جديدة... بلاش تكسريني يا سلمي خليكي قوية علشاني....
ربما قد سمعت كلماته او شعرت بملمس يده ولكن قوتها خانتها فما عادت قادرة على الاستجابة له....
______________________________________________
بمكان اخر.......
فرغت خزنة سلاحها بعد استخدمت رصاصتها في قتل بعض المجرمين بعدما حدث اشتباك بين عناصر الشرطة و افراد العصابة... التي ظنتها تابعة لريان ولكن ذاك الحقير كان يعلم بمخطها لهذا وضع لها بعض المعلومات عن اشخاص يقومون بتهريب الاعضاء وبعض الفتيات اللواتي تم اخطافهن من قبل عناصرهم.......
نظرت حولها بحظر وهي تراقب احد المجرمين يطلق النيران على احد عناصر الامن..
تسللت من خلفه حتى اقتربت منه وهي تضرب بيدها على كتفه بغضب... وما ان التفت حتى امسكت رقبته بقوه وقامت بكسرها...... ليسقط بكل قوته تحت اقدامها......
ايدك لفوق يا حضرت الظابط...
اتاها صوت رجولي صلب وخشن من خلفها لتلتفت إليه وهي تطالعه بغضب....
بينما ابتسم لها الرجل قائلا......
: _مع ان الحلاوة دي خسارة في الموت بس حظك كده
وقفت كما هي صلبة قوية لم تهتز
بينما انتبه لها كلامن فارس وشهاب حينما صوب ذاك الرجل على رأسها قائلا بنصر
: _سلام يا حلوة
صدح صوت الرصاصة معلن اختراق الجسد بينما اغمضت الاخري عيناها الرمادية منتظرة نهايتها إلى أن ارتطم جسد ذاك الرجل اسفل قدميها........ فتحت عيناها بذهول حينما اتاها وجه حسن وهو يلقي لها سلاح اخر قائلا بنصف ابتسامة....
:_شوفي شغلك ياسيادة الرائد.....
ومن ثم غادر حتى تنهدت براحة وهي تستعيد صلابتها وهي تركض صوب البناية العالية التي احتجزوا بها الفتيات
في تلك الاثناء تسلل شهاب خلسة حتى دلف للغرفة المحتجزة بها بعض الفتيات فصرخت احدهن بذعر خوفا منه....
: _هششش بلاش صوت...
غمغم بها شهاب ثم تابع حديثه قائلا...
: _انا الرائد شهاب الحديدي وهنا علشانكم هساعدكم تخرجوا بس بلاش صوت...
عم الصمت ارجاء الغرفة حينما وصلهم صوت خطوات قريبة من الغرفة.... اشار لهم بالصمت وهو يتراجع خلف الباب إلى أن دلف فارس للداخل وهو يشر لهم بالخروج..... قائلا....
: _اطلعوا بسرعة....
تنفس الاخر الصعداء وهو يخرج بهدوء بينما نظر له فارس في قائلا.....
: _انت بتعمل ايه هنا؟؟!
نظر له بسخرية بينما تحولت نظراته إلى تلك الفتاة الواقفة بزاوية الغرفة تطالعه بعدم تصديق.....
:_ريم.........
راقبها بتفحص شديد... رغم الكدمات الموجودة بوجهها ما زالت تحتفظ ببريق عيناها الجذاب حدقيتين كالفحم شديد السواد... رموشها الكثيفة التي ميزت عيناها لم تكن بحالة جيدة ولكن كل ما استطاعت فعله هو انها ركضت إليه والقت بجسدها داخل احضانه وسط حالة من الذهول والصدمة لكل من شهاب
ومليكه التي وصلت منذ ان هتف بأسم تلك الفتاة...
هااااااااا هو الماضي بكل قسوته يعود من جديد ....
عاد بكل آوجاعه حتى يعصف بقلبها مجددا.......
سقط سلاحها من يدها حينما ضم تلك
الفتاة قائلا بهدوء وهو يطمئن قلبها
بصوته الرخيم: _.... اهدي يا ريم
متخافيش انا معاكي.....
___________________________________________
بالجامعة..
فتح احمد باب السيارة لتهبط بعدها آسيا بهدوء عكس عادتها..
بعدم عكر الحزن صفو عيناها فأصبحت باهتة لا حياة بهم
طالعها احمد بأشفاق بعدم علم بم حدث بالقصر راقب ابتعادها عن انظاره ثم صعد للسيارة بجوار السائق ورحل
آسيا....
قالتها مي بسعادة وهي تقترب منها ثم هتفت بتساؤل...
: _كنتي فين بقالك يومين وليه مردتيش على الموبيل؟!
تنهدت بحزن وهي تسير بجوارها قائلة...
: _مشاكل يا مي هبقا احكيلك عليها وقت تاني....
راقبت ملامحها الحزينه فأرادت اخراجها فقالت بسعادة....
: _طيب خلينا ندخل المحاضرة علشان عندي ليكي اخبار تجنن
هزت رأسها بالايجاب و اتجهوا سويا إلى قاعة المحاضرات
ولكنها كادت تتراجع منعا للمشاكل حينما وجدت مازن بالداخل على وشك البدء بالمحاضرة...
همت بالانصراف إلى أن صوته الهادئ منعها من ذلك حينما هتف....
: _ادخلوا.....
تعجبت لأمره ولكنها تفادت اضطراب عقلها في هذا الآن إلا أن جذبتها يد رفيقتها بهدوء و دلف سويا إلى مكانهم المعتاد.....
عيناها شاردة بشأن شقيقها بالدم الذي تنهال عليه الحياة من كل اتجاه تلك المرة الأولى التي ينجرف بمشاعره تجاه آنثي.. و الادهي من ذلك انه يعشقها بجنون للحد الذي لا يوصف... ريااان ذاك الفلاذ القاسي يعشق؟؟؟؟!!...... لا تصدق هذا هو المستحيل ومن تكون حبيبته تلك الخادمة التي لا تنم لمستواه بصله...
ازداد الوجع بصدرها على شقيقها الاخر "عماد " و الف اه عليه رفيقها و شقيقها المقرب إليها مخزن اسرارها الذي تخشي عليه من نسمة الهواء لم تسعها الفرحة حينما علمت بعشقه لتلك الفتاة رأت مدي احتياجه إليها وكيف تلمع عيناه ببريق السعادة كلما سقط بصره عليها..
هربت من عيناها دمعة شاردة لا تعرف على من تبكي
لمح حزن عيناها و احتقان وجهها بالحزن الذي غيم على صفو ملامحها الغربيه جميلة هي ومتمردة دون سواها شرسة رغم ذاك الضعف الذي احتج صدرها وبدي كليا على شحوب عيناها الزرقاء كغيوم السماء داعبت شفتيه الغليظة ابتسامة هادئه بعدما تذكر لقائهم الاول.... اخذ نفس عميق و استعاد كامل شخصيته قبل أن يخطو بـ دائرة العشق
انقضت ساعتين وهم الجميع بالخروج من قاعة المحاضرات إلا أن آسيا كانت الاولى في الخروج من بوابة الجامعة و خلفها مي التي قالت بحزن.....
_:هتفضلي ساكته كده كتير
اشاحت بوجهها بعيدا وهي تخفي تلك الدموع المتحجرة بعيناها قائلة بحزن يحرق صدرها......
-:تعبانة اوي و حاسة اني هموت من التعب ده
:_ممكن اتكلم معاكي كلمتين على انفراد
كانت تلك الكلمات التي انبعثت من فم ماذا بعدم وقف امامها وهو يطالعها بأشفاق
فأستعادت الاخري صلابتها قائلة بغضب....
:_اسفة يا دكتور مفيش كلام بنا...
لتصمت قليلا وهي تشيح ببصرها عنه قائلة..
:_حضرتك المعيد بتاعي وانا مكنتش ناوي احضر محاضراتك بس مكنتش اعرف انك هتسمح ليا بالدخول....
حمحم الاخر بحرج قائلا بصوت مرتبك قليلا....
:_طيب على الاقل خلينا نتكلم في مكان بعيد عن هنا..
لم تدرك حديثها لتهتف بغضب...
_:مفيش كلام بينا بعيد عن الجامعة
لتهم بالانصراف وخلفها صديقتها
حتى وقف امامها يمنعها من الرحيل قائلا.....
:_بطلي شغل العيال والمراهقين وخلينا نتكلم على انفراد...
في تلك الاثناء هبط احمد من السيارة حينما لاحظ مضايقة احد الشباب لها ليركض بعدها بغضب وهو يلكم مازن بوجهه حتى سقط ارضا قائلا بصوت غاضب.....
ما قالت لك مفيش كلام بينا بعيد عن الجامعة...
شهقت آسيا بغضب وهلع من هول ما رأت لتشهق بعدها بصدمة حينما اشتبك احمد بالمعيد و حاول مجددا لاكمه إلى أن صفعته يدها قائلة..
انت مين طلب منك تتدخل يا حيوان انت..
برزت عروقه بغضب وضيق بعدما كور قبضة يده ليهتف بعدها بحنق.....
ده شغلي يا استاذة
كانت عيناه تلتهب بالشرار بينما رفعت الاخري اصباعها وهي تشير إليه قائلة....
شغلتك سواق وبس تحرس العربية... يعني في خدمتي انما تتدخل في حياتي ومنغير ما اطلب منك دي تبقي وقاحة...
اقترب منها بغضب وعيناه كادت تحرقها بأرضها فرجعت للخلف خوفا من بطشه بها وهي تطالع بؤبؤ عيناه التي نمت عن كم من الوجع الكامن بداخله للحظة شعرت بالندم يأكل اوصالها وهمت بالحديث لكنها تفأجات برحيله وهو ينزعه معطفه ويلقي به على جانب الطريق......
استدارت بوجهها لـ مازن الذي طالعها لبرهة من الزمن قائلا...
انا اسف....
ثم رحل من بعدها...
وقفت وحيدة بأرضها وهي شاردة الذهن ماذا حدث وكيف لا تعرف
ليه كده يا آسيا؟؟؟!
قالتها مي من بين دموعها ثم هدرت بحزن.....
احمد كان حابب يساعدك وشكله غلط لم فكر انك واقعه في مشكلة...
اغمضت عيناها محاوله الحديث ولكنها تفأجات برحيل مي
لتبقي هي كما كانت دائما وحيدة
________________
رجفة احتلت اوصله وهو يضمها إليه خوفا من مجهول بات يطارده.... مجهول لا يعلم هويته ولكن حتما سيدركه...
:_رياااااااااااااااااااااان
صرخت بها وهي تنظر إليه بخوف و دموع اغروقت عيناها الرمادية.......
بعدم هبط احدهم فوق رأسه بآلة حديدية مما جعل توازنه يختل قليلا...
نظر حوله وهو يحاول وضع يده على مؤخرة رأسه التي اغرقت يده وملابسه بالدماء... فلم تكن الرؤيه واضحه بشكل كامل.....
الا انه تماسك بقوه.... وقبض بيده الاخري على معصمها......
حينما ظهر امامه اربعة ملثمين وخلفهم زوجين من العينين الزرقاء قد ظهروا من خلف ذاك القناع....
اخيرا اتقابلنا يا ريان بيه....
قالها ذاك الرجل الواقف بثبات وعيناه تبتسم بأنتصار...
ليستجمع الاخر القليل من قوته وهو يرجع زوجته خلف ظهر قائلا بصوت جاهد على خروجه...
لو ليك معايا حساب يبقي بيني وبينك بلاش مراتي فيه علشان هقتلك... لو فكرت تلمسها
تعالت ضحكاته وهو يدور حوله بكل سخرية قائلا بهدوء ونبرة اشعلت لهيب الغضب بصدره....
تفتكر اني هخاف؟؟؟.... ما انا اخدتها من وسط بيتك وسبتها تهرب بمزاجي علشان اقدر اجيبك برجليك لحد عندي وتشوفها وهي بتموت قصاد عينك
رجف قلبها بخوف فذاك الحقير قد اوقعها بفخه حتى يستطيع الوصول إليه.. كان مخطط
___________________
وقف شارد الذهن امام رائحة المياه التي اخمدت نيران قلبه فأتاه صوت من خلفه ذاك الصوت الذي طالما عشقه كان وسيبقى موطنه
وحشتنى يا احمد...
اغمض عيناه بأه احرقت ضلوعه ربما يبقى صوتها العذب يطرب مسمعه إلى الابد ربما ينعزل بها عن الجميع حبيبة طفولته وصغيرته التي كبرت وترعرعت امام قلبه الذي لم يكن لسواها
التفت إليها وهو يطالعها بأشتياق يحرق كل ما يفرق بينهم
لتكمل حديثها بحزن....
:_ايه انا كمان مش واحشاك؟! ولا كالعادة هتسكت؟!
حنان انا...
بترت كلماته بدموعها وهي تهتف بحزن وقلب يحترق...
:_سكوتك ضيعني من ايدك يا احمد... سكوتك ضيع حبنا وكسر قلبي....
هز رأسه بعدم فهم وهو يقترب قائلا بصوت شبه عاشق صوت قتله العشق....
اسمعيني....
هزت رأسها ببكاء وهي ترفع يدها بخاتم فضي رقيق قائلة ببكاء وهي تطالعه تاره وتطالع خاتماها تاره ...
الخاتم ده حافظت عليه اكتر من روحي....
لتصمت قليلا وهي تستجمع شتات قلبها ثم طالعته بعينين حملت حزن العالم......
:_كان عندي استعداد احارب العالم كله علشانك مقابل كلمة وحدة منك...
اقترب منها محاولا الحديث لكنها اشارت بيدها وهي تطالع عيناه بضعف ووهن....
متقربش ارجوك انا مش عايزه عطف او شفقة منك....
انا بس جيت اديك امانتك الي بقالي عشر سنين محافظة عليها....
ثم تناول كف يده واضعة بداخله خاتم يدها او بالاحري قلبه الذي هزمه الانتظار لتقتله بعبارتها الاخيرة..
:_فرحي بعد 15 يوم... احنا انتهينا
صمت وقد غامت عيناه بدون تفسير يطالع طيفها الذي غاب عن عيناه وهو يراقب ذاك الخاتم كيف تحطمت احلامه واندهست بسبب فقره وقلة حيلته......
لم يكن هذا بحسبان قلبه كان يظنها ستنتظر ولكن إلى متي تنتظر اليوم توفت قصتهم واخذ كل منهم عزاء على مشاعره.....



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close